الرئيسية / سلسلة النصيحة الذهبية للعودة إلى السلفية / نصب السهام الأثرية لإصابة الفرقة الربيعية، وأنها ليست على جادة الدعوة السلفية
نصب السهام الأثرية لإصابة الفرقة الربيعية، وأنها ليست على جادة الدعوة السلفية
نصب السهام الأثرية
لإصابة
الفرقة الربيعية، وأنها ليست
على جادة الدعوة السلفية
تأليف
جمال السنة فضيلة الشيخ أبي عبدالرحمن فوزي بن عبدالله بن محمد الحميدي الأثري
بسم الله الرحمن الرحيم
من اعتصم بالله تعالى نجا
ذكر الدليل على ((أن الفرقة الربيعية))
ليست على جادة الدعوة السلفية
فإن الحديث عن الفرق الضالة له شأن عظيم؛ ألا وهو الحذر من شر هذه الفرق ومن محدثاتها، والحث على لزوم فرقة أهل السنة والجماعة.
وترك ما عليه الفرق المخالفة، لا يحصل عفوا للمسلم، لا يحصل إلا بعد الدراسة السلفية الأثرية، ومعرفة ما عليه الفرقة الناجية، وهي أهل السنة والجماعة([1]).
وقد بين حذيفة بن اليمان t (فيمن لا يعرف الشر يوشك أن يقع فيه)، فقال t: ((كان الناس يسألون رسول الله r عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني،،، الحديث)) ([2]).
قال الإمام الطبري رحمه الله: ((فافترق الناس أحزابا؛ فلا يتبع أحدا في الفرقة، ويعتزل الجميع إن استطاع ذلك خشية من الوقوع في الشر))([3]).أهـ
قلت: والنبي r ترك أمته على بيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك.
قال فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في ((لمحة عن الفرق الضالة)) (ص27): ((فهذا يحتاج إلى العلم أولا؛ بكتاب الله، وسنة رسوله r، والعلم بمنهج السلف الصالح، وما كانوا عليه.
ويحتاج التمسك بهذا إلى صبر على ما يلحق الإنسان من الأذى في ذلك، ولذلك يقول سبحانه وتعالى:{والعصر. إن الإنسان لفي خسر. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}. [سورة العصر]، {وتواصوا بالصبر} هذا يدل على أنهم سيلاقون مشقة في إيمانهم وعملهم، وتواصيهم بالحق، سيلاقون عنتا من الناس، ولوما من الناس وتوبيخا، وقد يلاقون تهديدا، أو قد يلاقون قتلا وضربا، ولكن يصبرون، ماداموا على الحق، يصبرون على الحق، ويثبتون عليه)) ([4]). أهـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((منهاج السنة)) (ج5 ص233): (( فالثواب على ما جاء به الرسول r، والنصرة لمن نصره، والسعادة لمن اتبعه، وصلوات الله والملائكة على المؤمنين به، والمعلمين الناس دينه، والحق يدور معه r حيثما دار)). اهـ
وقال أبو القاسم الأصبهاني رحمه الله في ((الحجة)) (ج2 ص233): ((الاتباع عند العلماء هو الأخذ بسنن رسول الله r فيها)). اهـ
وعن أبي بكر الصديق t قال: ((فإني أخشى إن تركت شيئا من أمر رسول الله أن أزيغ)) ([5]).
قلت: والعجيب من أمر هذه الفرق؛ أنه مهما يحصل لها من انحراف في الدين؛ فإنها تبقى على الإسم الذي تسمت به قبل انحرافها فيه؛ فمثلا: ((الفرقة الربيعية))؛ كانت تتسمى بـ(السلفية)، ثم انحرفت، أو بان انحرافها في الإرجاء، وغيره من الاعتقادات الباطلة، حتى إنها تتجارى بها الأهواء إلى ضلالات مهلكات، وعلى الرغم من ذلك؛ فإنها إلى الآن تتسمى بـ(السلفية)، وتتبجح بتمسكها باعتقاد السلف([6])، وهذا هو الجهل المبين، جهل الخلف في الدين، (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) [البقرة:111]، (قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون) [الأنعام: 148و149]، ولولا ذلك لكان في إمكان من شاء أن يقول ما شاء، وفي هذا من مفاسد أشياء، لأن العبرة في الدين بالحقائق، لا بالمسميات، اللهم سلم سلم.
قلت: ومن البديهي أن كل قول يعد ساقطا مرفوضا حتى يقام عليه الدليل.
والدعاوى إن لم تقيموا عليها
بينات أصحابها أدعيــاء
قلت: وللعلم أن حصول هذا التفرق، والإختلاف بين الجماعات الإسلامية؛ هو ابتلاء من الله تعالى؛ وإلا فهو قادر على أن يجمعهم على الحق: (ولو شاء الله لجمعهم على الهدى) [الأنعام: 35].
قلت: فاقتضت حكمته أن يبتليهم بوجود التفرق، والإختلاف، من أجل أن يتميز طالب الحق والصواب؛ من طالب الهوى والتعصب.
قال فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في ((الأجوبة المفيدة)) (ص35): (التسمي ((بالسلفية)) إذا كان حقيقة لا بأس به، أما إذا كان مجرد دعوى؛ فإنه لا يجوز له أن يتسمى ((بالسلفية)) ([7])، وهو على غير منهج السلف، فالأشاعرة – مثلا – يقولون: نحن أهل السنة والجماعة، وهذا غير صحيح؛ لأن الذي هم عليه ليس هو منهج أهل السنة والجماعة، كذلك المعتزلة يسمون أنفسهم بالموحدين .
كل يدعي وصلا لليلى
وليلى لا تقر لهم بذاكا
فالذي يزعم أنه على مذهب أهل السنة والجماعة يتبع طريق أهل السنة والجماعة، ويترك المخالفين، أما أنه يريد أن يجمع بين ( الضب والنون ) – كما يقولون -، أي : يجمع بين دواب الصحراء، ودواب البحر؛ فلا يمكن هذا، أو يجمع بين النار، والماء في كفة؛ فلا يجتمع أهل السنة والجماعة مع مذهب المخالفين لهم؛ كالخوارج، والمعتزلة، والحزبيين ممن يسمونهم : ( المسلم المعاصر)، وهو الذي يريد أن يجمع ضلالات أهل العصر مع منهج السلف، فـ ((لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها))؛ فالحاصل: أنه لا بد من تمييز الأمور، وتمحيصها).اهـ
وقال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله : (من ادعى السلفية...أما الأحزاب الأخرى فينتمون إلى أشخاص غير معصومين، قد يكونون في أنفسهم صالحين، وقد يكونون في ذواتهم من العلماء العاملين، ولكن أتباعهم ليسوا كذلك([8]).
أخيرا وختاما، فلان سلفي أو الجماعة الفلانية سلفية، لكنهم لا يعملون بالدعوة السلفية التي هي الكتاب والسنة والتمسك بما كان عليه السلف، وإلا فهم خارجون عن الدعوة السلفية؛ والدليل الذي أختم به هذا الجواب هو قوله تبارك وتعالى: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) [النساء:115].
ولذلك فكل الجماعات التي تدعي الانتساب إلى السلف، إذا لم يعملوا بما كان عليه السلف، ومن ذلك ما نحن بصدده أنه لا يجوز تكفير الحكام ولا الخروج عليهم، فإنما هي دعوى يدعونها. هذه مسألة واضحة البطلان جدا)([9]).اهـ
وقال الحافظ البغوي رحمه الله في ((شرح السنة)) (1 ص3): (وغلب على أهل الزمان هوى النفوس، فلم يبق من الدين إلا الرسم، ولا من العلم إلا الاسم، حتى تصور الباطل عند أكثر أهل الزمان بصورة الحق([10])، والجهل بصورة العلم، وظهر فيهم تحقيق قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فأضلوا وأضلوا»)([11]).اهـ
قلت: والحافظ البغوي رحمه الله يحكي ذلك في زمانه، فكيف لو اطلع على أفكار ربيع وأتباعه في هذا الزمان لطار لبه!.
قلت: ما أسرع الناس إلى البدع المضلة([12]).
قال فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله: (من ادعى السلفية والتي هي الكتاب والسنة، فعليه أن يسير مسيرة السلف، وإلا الاسم لا يغني عن حقيقة المسمى.
قد ذكرت آنفا بأن من دعوة العلماء قاطبة أنه لا يجوز الخروج، ولا يجوز التكفير، فمن خرج عن دعوة هؤلاء لا نسميه بأنه (سلفي)!
كذلك المسلم الذي يسمى نفسه مسلما، ولكنه لا يعمل بالإسلام، ولذلك قال ربنا تبارك وتعالى: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون) [التوبة: 105].
الدعوة السلفية هي تحارب الحزبية بكل أشكالها وأنواعها، والسبب واضح جدا الدعوة السلفية تنتمي إلى شخص معصوم وهو رسول الله r)([13])([14]).اهـ
وسئل فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله: نسمع كثيرا عما يسمى بالجماعات الإسلامية في هذا العصر في مختلف أنحاء العالم؛ فما أصل هذا التسمية؟ وهل يجوز الذهاب معهم ومشاركتهم إذا لم يكن لديهم بدعة؟.
فأجاب فضيلته: (الرسول r أخبرنا وبين لنا كيف نعمل، ما ترك شيئا يقرب أمته إلى الله إلا وبينه، وما ترك شيئا يبعدهم من الله إلا وبينه r، ومن ذلك هذه المسألة، قال r: (( فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ))، لكن ما هو العلاج عند حدوث ذلك ؟، قال r: (( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)) ([15]).
فهذه الجماعات([16]) من كان منها على هدي الرسول r والصحابة، وخصوصا الخلفاء الراشدين والقرون المفضلة، فأي جماعة على هذا المنهج فنحن مع هذه الجماعة؛ ننتسب إليها، ونعمل معها.
وما خالف هدي الرسول r فإننا نتجنبه وإن كان يتسمى (جماعة إسلامية)، العبرة ليست بالأسماء، العبرة بالحقائق، أما الأسماء فقد تكون ضخمة، ولكنها جوفاء ليس فيها شيء، أو باطلة –أيضا-.
وقال رسول الله r: (( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة )) قلنا : من هي يا رسول الله ؟، قال : ((من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي)) ([17]).
الطريق واضح، الجماعة التي فيها هذه العلامة نكون معها، من كان على مثل ما كان عليه الرسول r وأصحابه؛ فهم الجماعة الإسلامية الحقة.
أما من خالف هذا المنهج وسار على منهج آخر فإنه ليس منا ولسنا منه، ولا ننتسب إليه ولا ينتسب إلينا، ولا يسمى جماعة، وإنما يسمى فرقة من الفرق الضالة؛ لأن الجماعة لا تكون إلا على الحق، فهو الذي يجتمع عليه الناس، وأما الباطل فإنه يفرق ولا يجمع([18])، قال تعالى: ((وإن تولوا فإنما هم في شقاق)) [البقرة:137]) ([19]).اهـ
وسئل فضيلة الشيخ صالح بن الفوزان الفوزان حفظه الله: أيهما أشد عذابا، العصاة أم المبتدعة؟.
فأجاب فضيلته: (المبتدعة أشد؛ لأن البدعة أشد من المعصية، والبدعة أحب إلى الشيطان من المعصية؛ لأن العاصي يتوب([20])، أما المبتدع فقليلا ما يتوب؛ لأنه يظن أنه على حق، بخلاف العاصي؛ فإنه يعلم أنه عاص، وأنه مرتكب لمعصية، أما المبتدع فإنه يرى أنه مطيع، وأنه على طاعة؛ فلذلك صارت البدعة –والعياذ بالله– شرا من المعصية، ولذلك يحذر السلف من مجالسة المبتدعة([21])؛ لأنهم يؤثرون على من جالسهم، وخطرهم شديد. لا شك أن البدعة شر من المعصية، وخطر المبتدع أشد على الناس من خطر العاصي).اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((الفتاوى)) (ج35 ص414): (والداعي إلى البدعة مستحق العقوبة باتفاق المسلمين، وعقوبته تكون تارة بالقتل، وتارة بما دونه، كما قتل السلف جهم بن صفوان، والجعد بن درهم، وغيلان القدري، وغيرهم، ولو قدر أنه لا يستحق العقوبة أو لا يمكن عقوبته فلا بد من بيان بدعته والتحذير منها، فإن هذا من جملة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أمر الله به ورسوله).اهـ
وقال القرافي رحمه الله في ((الفروق)) (ج4 ص207): (أرباب البدع والتصانيف المضلة ينبغي أن يشهر الناس فسادها وعيبها، وأنهم على غير الصواب ليحذرها الناس الضعفاء فلا يقعوا فيها، وينفر عن تلك المفاسد ما أمكن).اهـ
وقال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في ((الرد على المخالف)) (ص39): (فالرد على أهل الباطل، ومجادلتهم، ومناظرتهم حتى تنقطع شبهتهم، ويزول عن المسلمين ضررهم مرتبة عظيمة من منازل الجهاد باللسان، والقلم أحد اللسانين). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((الفتاوى)) (ج28 ص221): (وإذا كان مبتدعا يدعو إلى عقائد تخالف الكتاب والسنة أو يسلك طريقا يخالف الكتاب والسنة، ويخاف أن يضل الرجل الناس بذلك بين أمره للناس ليتقوا ضلاله ويعلموا، وهذا كله يجب أن يكون على وجه النصح، وابتغاء وجه الله تعالى).اهـ
قلت: فتبين مما تقدم أن قول أهل الإرجاء([22]) الذين يزعمون أنهم متبعون للسنة والسلف من شر أقوال أهل البدع والأهواء.
قال تعالى: ((بل هم في شك منها بل هم منها عمون)) [النمل:66].
وقال تعالى: ((واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة)) [الأنفال:25].
قلت: وقد فسرت الفتنة هنا بأشياء: منها التفرق والاختلاف، فأي جماعة قائمة على الباطل، فلا بد أن تقع فيهم الفتنة، وهذا عقاب الله تعالى لهم([23]).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((الفتاوى)) (ج10 ص144): (وبنو آدم جهال ظلموا أنفسهم يستعجل أحدهم ماترغبه نفسه، ويترك ما تكرهه نفسه مما هو لا يصلح له، فيعقبهم ذلك من الألم، والعقوبات؛ إما في الدنيا، وإما في الآخرة، ما فيه من عظيم العذاب، والهلاك الأعظم).اهـ
وعن أبي موسى الأشعريt قال: قال رسول الله r: ((إن الله تعالى ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته)) ([24]).
قلت: وربيع هذا ظلم نفسه الأمارة بالسوء، وتكبر على من يقول الحق، وأصر على باطله خشية تفرق قلوب أتباعه عنه([25]).
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في ((بيان فضل علم السلف)) (ص53): (ومن علامات ذلك عدم قبول الحق، والانقياد إليه، والتكبر على من يقول الحق خصوصا إن كان دونهم في أعين الناس. والإصرار على الباطل خشية تفرق قلوب الناس عنهم).اهـ
ولهذا قال الإمام وكيع بن الجراح رحمه الله: ((إن أهل العلم يكتبون ما لهم وما عليهم، وأهل الأهواء لا يكتبون إلا ما لهم)) ([26]).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((الفتاوى)) (ج10 ص214): (وكثيرا ما يخالط النفوس من الشهوات الخفية ما يفسد عليها تحقيق محبتها لله وعبوديتها له، وإخلاص دينها له). اهـ
قلت: وهذه الفرق قامت عليها الحجة؛ لأن النبي r ما ترك شيئا مما أمر الله به إلا أمرهم به r، وما ترك شيئا مما نهى الله عنه إلا نهاهم عنه r.
قلت: وأتباع ربيع ما وقعوا في اعتقادات الفرق الضالة؛ إلا لأنهم غير مؤهلين للدعوة إلى الله تعالى، وذلك لأن دراستهم دراسة جامعية آكاديمية غير تأصيلية في المساجد على يد علماء السنة المعتبرين، فهؤلاء حفظوا النصوص بدون فهم لمعانيها، فهذا لا يؤهل للدعوة إلى الله تعالى([28]).
قلت: فالعلم هو حفظ النصوص، وفهم معانيها، فلا يكفي حفظ النصوص فقط، لا يكفي أن العبد يحفظ نصوص القرآن فقط، ونصوص السنة، بدون فهم لمعانيها، لابد من معرفة معانيها الصحيحة([29]).
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في ((النونية)) (ص97):
ولهم نصوص قصروا في فهمها
فأتوا من التقصير في العرفان
قلت: فهؤلاء استدلوا بنصوص الكتاب والسنة، وهم لا يفهمونها؛ ولا يفقهون معناها، ولم يرجعوا فيها إلى أهل السنة والجماعة، فضلوا وأضلوا([30]).
قال فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في ((الأجوبة المفيدة)) (ص40): (الدعوة لا يقوم بها إلا العلماء!).اهـ
قلت: لذلك ما ترقعت ((الفرقة الربيعية)) منذ اجتماعها على أباطيل ربيع!، فهي دائما في شقاق، واختلاف، وفشل، حتى تراها في البلد الواحد فيها انشقاق، كما حصل لها في اليمن، والأردن، والمدينة، ومكة، والكويت، والجزائر، وغيرها، والله المستعان.
قال فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في ((لمحة عن الفرق الضالة)) (ص30): ((فالإنسان إذا ترك الحق؛ فإنه يهيم في الضلال، كل طائفة تحدث لها مذهبا، وتنشق به عن الطائفة التي قبلها، هذا شأن أهل الضلال؛ دائما في انشقاق، ودائما في تفرق، ودائما تحدث لهم أفكار وتصورات مختلفة متضاربة([31]).
أما أهل السنة والجماعة؛ فلا يحدث عندهم اضطراب ولا اختلاف، لأنهم متمسكون بالحق الذي جاء عن الله - سبحانه وتعالى -، فهم معتصمون بكتاب الله وبسنة رسوله r؛ فلا يحصل عندهم افتراق ولا اختلاف، لأنهم يسيرون على منهج واحد)).اهـ
قلت: ومازال علماء الأمة في كل زمان، ومكان ينهون عن هذا الاختلاف، والتفرق، ويوصون بالتمسك بكتاب الله، وسنة رسوله r في كتبهم التي بقيت بعدهم، ككتب فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، وكتب فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، وكتب الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله، وغيرهم([32]).
قلت: والغرض من هذا بيان الحق من الباطل، إذ وقع ما أخبر به r من التفرق، والاختلاف، وأوصى بالتمسك بسنته، وسنة الخلفاء الراشدين من بعده، فالواجب أن نعمل بما أوصانا به الرسولr.
قلت: فالمخالف لا يضر إلا نفسه الأمارة بالسوء، وليست العبرة بالكثرة، بل العبرة بالموافقة للحق، ولو لم يكن عليه إلا قلة من الناس، حتى ولو لم يكن في بعض الأزمان إلا واحد من الناس؛ فهو على الحق، وهو الجماعة([33])، ومن خالفه، فهو الشاذ.
قلت: فالنصوص التي سبقت تأمر بلزوم الجماعة، والوعيد على فراقها([34]).
فما المراد بالجماعة المأمور بلزومها وعدم مفارقتها؟ فالمعنى اللغوي لهذه اللفظة: الطائفة من الناس، كما ذكر أهل اللغة([35])، إلا أنه هناك يراد طائفة مخصوصة كما بينا في المقدمة من كلام السلف، ونذكر هنا كذلك من كلام السلف تكملة للفائدة في الفهم الصحيح للجماعة.
1)فعن عمرو بن ميمون قال: قدم علينا معاذ بن جبل على عهد رسول الله r فوقع حبه في قلبي، فلزمته حتى واريته في التراب بالشام، ثم لزمت أفقه الناس بعده: عبد الله بن مسعود، فذكر يوما عنده تأخير الصلاة عن وقتها، فقال: (صلوها في بيوتكم، واجعلوا صلاتكم معهم سبحة).
قال عمرو بن ميمون: فقيل لعبد الله بن مسعود: وكيف لنا بالجماعة؟! فقال لي: (يا عمرو بن ميمون، إن جمهور الجماعة هي التي تفارق الجماعة، إنما الجماعة ما وافق طاعة الله، وإن كنت وحدك)
وفي لفظ: (أتدري ما الجماعة؟ قلت: لا، قال: إن جمهور الجماعة هم الذين فارقوا الجماعة، الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك).
وفي لفظ آخر: (فضرب على فخذي، وقال: ويحك، إن جمهور الناس فارقوا الجماعة، وإن الجماعة ما وافق طاعة الله تعالى) ([36]).
2)وعن إسحاق بن راهويه رحمه الله قال: (لو سألت الجهال عن السواد الأعظم، قالوا: جماعة الناس! ولا يعلمون أن الجماعة عالم متمسك بأثر النبي r وطريقه، فمن كان معه وتبعه فهو الجماعة، ومن خالفه فيه ترك الجماعة)
وفي لفظ: (ولا يعلمون أن الجماعة عالم متمسك بالكتاب والسنة) ([37]).
قال ابن القيم رحمه الله في ((إعلام الموقعين)) (ج5 ص388): (واعلم أن الإجماع والحجة والسواد الأعظم هو العالم صاحب الحق، وإن كان وحده، وإن خالفه أهل الأرض).اهـ
وقال الشاطبي رحمه الله في ((الاعتصام)) (ج2 ص267): (فانظر في حكاية بينت غلط من ظن أن الجماعة هي جماعة الناس، وإن لم يكن فيهم عالم، وهو فهم العوام، لا فهم العلماء، فليثبت الموفق في هذه المزلة قدمه، لئلا يضل عن سواء السبيل، ولا توفيق إلا بالله).اهـ
قلت: ومعلوم أن الجماعة بهذا المعنى لا يشترط لها كثرة، ولا قلة، بل هي موافقة الحق، وإن خالفه أعظم الناس، وأكثرهم([38]).
وعن نعيم بن حماد رحمه الله قال: (إذا فسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد، وإن كنت وحدك حينئذ) ([39]).
قال أبو شامة رحمه الله في ((الحوادث والبدع)) (ص20): (حيث جاء الأمر بلزوم الجماعة: فالمراد به لزوم الحق واتباعه، وإن كان المتمسك بالحق قليلا، والمخالف كثيرا، لأن الحق الذي كانت عليه الجماعة الأولى من عهد النبي r، وأصحابه رضي الله عنهم، ولا نظر إلى كثرة أهل البدع بعدهم).اهـ
قلت: ولهذا نجد أحيانا بعض العلماء يفسرون الجماعة بأشخاص تمثل فيهم المنهج الحق والإتباع، وظهرت لهم ثمرة وبارك الله فيها.
قال الشاطبي رحمه الله في ((الاعتصام)) (ج2 ص776): (وذلك أن الجميع اتفقوا على اعتبار أهل العلم والاجتهاد، سواء ضموا إليهم العوام أم لا، فإن لم يضموا إليهم فلا إشكال أن الاعتبار إنما هو بالسواد الأعظم من العلماء المعتبر اجتهادهم، فمن شذ عنهم فمات فميتته جاهلية، وإن ضموا إليهم العوام فبحكم التبع لأنهم غير عارفين بالشريعة، فلابد من رجوعهم في دينهم إلى العلماء، فإنهم لو تمالؤوا على مخالفة العلماء فيما حدوا لهم لكانوا هم الغالب والسواد الأعظم في ظاهر الأمر، لقلة العلماء وكثرة الجهال.
فلا يقول أحد: إن اتباع جماعة العوام هو المطلوب، وإن العلماء هم المفارقون للجماعة والمذمومون في الحديث. بل الأمر بالعكس، وأن العلماء هم السواد الأعظم وإن قلوا، والعوام هم المفارقون للجماعة إن خالفوا، فإن وافقوا فهو الواجب عليهم).اهـ
قلت: أفيقال: إن هؤلاء فارقوا الجماعة؟ هذا باطل قطعا.
إذا فالمراد بالجماعة: من كان على طريقة رسول الله r، في جميع أحواله([40]).
قلت: ولهذا يشترط في كل عمل، أن يتوفر فيه شرطان، ليكون مقبولا عند الله تعالى، ومثابا عليه صاحبه:
الشرط الأول: الإخلاص لله تعالى.
الشرط الثاني: المتابعة للرسول r.
قال تعالى: (بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون). [البقرة:112].
وإسلام الوجه؛ يعني: الإخلاص لله تعالى.
والإحسان؛ هو المتابعة للرسول r([41])([42]).
قلت: فمن صنع أمرا من غير أمر الرسول r؛ فهو مردود عليه كائنا من كان!.
قال فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في ((لمحة عن الفرق الضالة)) (ص19) عن الضالين: (وهم الذين يعملون بغير علم، ويجتهدون في العبادة، لكنهم على غير طريق الرسول r، كالمبتدعة والمخرفين، الذين يجتهدون في العبادة، والزهد، والصلاة، والصيام، وإحداث عبادات ما أنزل الله بها من سلطان، ويتبعون أنفسهم بأشياء لم يأت بها الرسول r. هؤلاء ضالون، عملهم مردود عليهم، هؤلاء هم الضالون، ومنهم النصارى، وكل من عبد الله على جهل وضلال، وإن كانت نيته حسنة ومقصده طيبا، لأن العبرة ليست بالمقاصد فقط، بل العبرة بالاتباع).اهـ
وسئل فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى في ((الأجوبة المفيدة)) (ص35): هل هذه الجماعات تدخل في الإثنتين وسبعين فرقة الهالكة؟.
فأجاب فضيلته: (نعم، كل من خالف أهل السنة والجماعة ممن ينتسب إلى الإسلام في الدعوة، أو في العقيدة، أو في شيء من أصول الإيمان؛ فإنه يدخل في الإثنتين وسبعين فرقة([43])، ويشمله الوعيد، ويكون له من الذم والعقوبة بقدر مخالفته).اهـ
وقال فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى في ((الأجوبة المفيدة)) (ص28): (كل من خالف جماعة أهل السنة فهو ضال، ما عندنا إلا جماعة واحدة هم أهل السنة والجماعة، وما خالف هذه الجماعة فهو مخالف لمنهج الرسول r، كل من خالف أهل السنة والجماعة فهو من أهل الأهواء، والمخالفات تختلف في الحكم بالتضليل، أو بالتكفير حسب كبرها وصغرها، وبعدها وقربها من الحق).اهـ
وسئل فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله: هل من انتمى إلى الجماعات يعتبر مبتدعا؟.
فأجاب فضيلته: (هذا حسب الجماعات، فالجماعات التي عندها مخالفات للكتاب والسنة يعتبر المنتمي إليها مبتدعا) ([44]).اهـ
وقال فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى في ((لمحة عن الفرق الضالة)) (ص20): (فالله - جل وعلا - أمر بالاجتماع على الكتاب والسنة، ونهانا عن التفرق والاختلاف.
والنبي r كذلك أمرنا بالاجتماع على الكتاب والسنة، ونهانا عن التفرق والاختلاف. لما في الاجتماع على الكتاب والسنة من الخير العاجل والآجل، ولما في التفرق من المضار([45]) العاجلة والآجلة في الدنيا والآخرة.
فالأمر يحتاج إلى اهتمام شديد، لأنه كلما تأخر الزمان كثرت الفرق، وكثرت الدعايات، كثرت النحل والمذاهب الباطلة، كثرت الجماعات المتفرقة.
لكن الواجب على المسلم أن ينظر، فما وافق كتاب الله وسنة رسوله r أخذ به، ممن جاء به، كائنا من كان؛ لأن الحق ضالة المؤمن.
أما ما خالف ما كان عليه الرسول r وتركه، ولو كان مع جماعته، أو مع من ينتمي إليهم، مادام أنه مخالف للكتاب والسنة؛ لأن الإنسان يريد النجاة لا يريد الهلاك لنفسه.
والمجاملة لا تنفع في هذا، المسألة مسألة جنة أو نار، والإنسان لا تأخذه المجاملة، أو يأخذه التعصب، أو يأخذه الهوى في أن ينحاز مع غير أهل السنة والجماعة، لأنه بذلك يضر نفسه، ويخرج نفسه من طريق النجاة إلى طريق الهلاك.
وأهل السنة والجماعة، لا يضرهم من خالفهم سواء كنت معهم، أو خالفتهم. إن كنت معهم، أو خالفتهم. إن كنت معهم فالحمد لله، وهم يفرحون بهذا، لأنهم يريدون الخير للناس، وإن خالفتهم فأنت لا تضرهم، ولهذا قال r: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك)) ([46]).اهـ
وقال فضيلة الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه لله: ((والقاصي والداني يعلم أننا لا نؤيد كل هذه التكتلات الحزبية، بل نعتقد أنها مخالفة لنصوص الكتاب والسنة)) ([47]).اهـ
قلت: فيؤخذ من ذلك أن الحق والهدى واحد لا يتعدد، ولا يختلف.
فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ((خط لنا رسول الله r خطا، ثم قال: ((هذا سبيل الله))، ثم خط خطوطا عن يمينه، وعن شماله، وقال: ((هذه سبل، على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه))، وقرأ: [وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله] ([48])))([49]).
قال الشاطبي رحمه الله في ((الاعتصام)) (ج2 ص755): (إن قوله عليه الصلاة والسلام: (إلا واحدة) قد أعطى بنصه أن الحق واحد لا يختلف، إذ لو كان للحق فرق أيضا لم يقل إلا واحدة ولأن الاختلاف منفي عن الشريعة بإطلاق، لأنها الحاكمة بين المختلفين، لقوله تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول} [النساء: 59] إذ رد التنازع إلى الشريعة، فلو كانت الشريعة تقتضي الخلاف لم يكن في الرد إليها فائدة. وقوله: (في شيء) نكرة في سياق الشرط، فهي صيغة من صيغ العموم. فتنتظم كل تنازع على العموم، فالرد فيها لا يكون إلا لأمر واحد؛ فلا يسع أن يكون أهل الحق فرقا. وقال تعالى: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل} [الأنعام: 153]، وهو نص فيما نحن فيه، فإن السبيل الواحد لا يقتضي الافتراق، بخلاف السبل المختلفة).أهـ
وقال فضيلة الشيخ ناصرالدين الألباني رحمه الله: (هذه الأحزاب لا نعتقد أنها على الصراط المستقيم، بل نجزم بأنها على تلك الطرق التي على رأس كل طريق منها شيطان يدعوا الناس إليه) ([50]).أهـ
قلت: ولذلك ذكر علماء أهل السنة والجماعة بأن هذه الجماعات من الإثنتين وسبعين فرقة.
قال فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله بعدما سئل عن جماعة الإخوان المسلمين، وعن جماعة التبليغ: (من خالف عقيدة أهل السنة والجماعة دخل في الإثنتين وسبعين فرقة... وأظهروا ابتداعهم من الإثنتين وسبعين... والفرق فيهم الكافر، وفيهم العاصي، وفيهم المبتدع...).
السائل: هل هاتين الفرقتين –يعني التبليغ والإخوان- من الإثنتين وسبعين فرقة؟
فأجاب سماحته: (من الإثنتين وسبعين فرقة([51])... والخوارج من الإثنتين وسبعين فرقة...) ([52]).اهـ
وقال فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله: (وما الجماعات المعاصرة الآن، المخالفة لجماعة أهل السنة؛ إلا امتداد لهذه الفرق، وفروع عنها)([53]).اهـ
وقال فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في ((الأجوبة المفيدة)) (ص16): (نعم كل من خالف أهل السنة والجماعة ممن ينتسب إلى الإسلام في الدعوة، أو في العقيدة، أو في شيء من أصول الإيمان، فإنه يدخل في الإثنتين وسبعين فرقة، ويشمله الوعيد، ويكون له من الذم، والعقوبة بقدر مخالفته).اهـ
وقال فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في ((الأجوبة المفيدة)) (ص7): (من خالف هذا المنهج –يعني منهج السلف- وسار على منهج آخر فإنه ليس منا، ولسنا منه، ولا ننتسب إليه، ولا ينتسب إلينا، ولا يسمى جماعة، وإنما يسمى فرقة من الفرق الضالة، لأن الجماعة لا تكون إلا على الحق، فهو الذي يجتمع عليه الناس.
وأما الباطل فإنه يفرق، ولا يجمع، قال تعالى: [وإن تولوا فإنما هم في شقاق]) ([54]).اهـ
قلت: فالإذن بالأحزاب في الإسلام، فيه فتح باب لا يرد، بدخول أحزاب تحمل شعار الإسلام وهي حرب عليه، كما هو مشاهد في بلاد المسلمين.
ثم وكم التف حولها من المسلمين ما لا يحصيهم إلا الله، فأخرجهم من نور الإسلام إلى الضلال البعيد([55]).
قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في ((حكم الإنتماء)) (ص 14): (فلنعبر بـ(الفرق) لا بشعار الجماعات الإسلامية، لأن جماعة المسلمين واحدة لا تتعدد (على مثل ما كان عليه النبي r، وأصحابه)، وما عدا جماعة المسلمين فهم من (الفرق) من جماعة المسلمين، ولنعبر بالبدعة أمام السنة، وأهل السنة والجماعة، أمام أهل البدع والأهواء) .اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((الفتاوى)) (ج4 ص144): (فعلم أن شعار أهل البدع هو ترك اتباع السلف).اهـ
وقال الشاطبي رحمه الله في ((الاعتصام)) (ج2 ص409): (وإنما يراد افتراق مقيد، وإن لم يكن في الحديث –يعني حديث افتراق الأمة- نص عليه، ففي الآيات ما يدل عليه قوله تعالى: {ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون} [الروم: 31] وقوله تعالى: {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء} [الأنعام: 159] وما أشبه ذلك من الآيات الدالة على التفرق الذي صاروا به شيعا.
ومعنى (صاروا شيعا)؛ أي: جماعات بعضهم قد فارق البعض، ليسوا على تآلف ولا تعاضد ولا تناصر، بل على ضد ذلك، فإن الإسلام واحد وأمره واحد، فاقتضى أن يكون حكمه على الائتلاف التام لا على الاختلاف.
وهذه الفرقة مشعرة بتفرق القلوب المشعر بالعداوة والبغضاء، ولذلك قال:{واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} [آل عمران: 103] فبين أن التأليف إنما يحصل عند الائتلاف على التعلق بمعنى واحد، وأما إذا تعلقت كل شيعة بحبل غير ما تعلقت به الأخرى فلا بد من التفرق، وهو معنى قوله تعالى: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله}[الأنعام: 153]).اهـ
قلت: فالحزبية ذات المسارات، والقوالب المستحدثة –التي لم يعهدها السلف- من أعظم العوائق عن العلم، والتفريق عن الجماعة، فكم أوهنت حبل الاتحاد الإسلامي، وغشيت المسلمين بسببها الغواشي.
فاحذر رحمك الله أحزابا، وطوائف طاف طائفها، ونجم بالشر ناجمها، فما هي إلا كالميازيب تجمع الماء كدرا، وتفرقه هدرا؛ إلا من رحم ربك، فصار على مثل ما كان عليه النبي r وأصحابه رضي الله عنهم. ([56])
قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في ((حكم الإنتماء)) (ص142): (هذه الجماعات متعددة، بل الجماعة في نفسها متعددة إلى جماعات غالبا، والتعدد دليل على الاختلاف، وتعدد التعدد دليل على ضراوة الخلاف، والاختلاف نتيجة حتمية لاضطراب الأصول التي تنفرد بها كل جماعة، وتدعوا إليها، وتقيم جماعتها عليها، وهذا يناقض قاعدة الشرع المطردة من أن الحق واحد لا يتعدد، وكل واحدة تقيم حرب التشكيك بما لدى الأخرى، مدعية أن ما لديها هو الحق، وما لدى الأخرى هو الباطل كلا أو بعضا).اهـ
قلت: فتعدد الأحزاب تعدد في المناهج الفكرية لها، وهذا اضطراب في الحياة العلمية في وسط الأمة الإسلامية، وكم لهذا من آثار في فساد الحياة الاجتماعية من إثارة الشغب، والاضطراب، والتهارج على أنقاض انهيار وحدة الأمة في منهجها العلمي على منهاج النبوة([57]).
ومعاذ الله أن تكون الدعوة على سنن الإسلام مظلة يدخل تحتها أي من أهل البدع والأهواء، فيغض النظر عن بدعهم، وأهوائهم على حساب الدعوة([58]).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((الاستقامة)) (ج1 ص37): (كل ما أوجب فتنة وفرقة فليس من الدين، سواء كان قولا أو فعلا).اهـ
قلت: وللعلم أن كل فرقة مهما كانت عريقة في الضلال؛ فإنها لا تتجاسر عن الافصاح بغير مذهب أهل السنة والجماعة، وكل مبتدع مهما أبطن الانحراف لا يستطيع إلا بمذهبهم يتظاهر، وكل فرقة تحتج بطرق من الحق الذي عليه أهل السنة والجماعة.
فالخوارج تحتج بروايتهم: (لا تزال طائفة).
والمرجئة تحتج بروايتهم: (من قال لا إله إلا الله... وإن زنى، وإن سرق).
والقدرية تحتج بروايتهم: (كل مولود يولد على الفطرة).
والشيعة تحتج بروايتهم: (ليردن علي الحوض أقوام ثم ليختلجن دوني)، وغيرهم هكذا.
قلت: وأهل السنة والجماعة جمعوا الحق من أطرافه، والإسلام بحذافيره، فخرج سبيلهم من بين إفراط، وتفريط، والمحجة بيضاء نقية، واضحة للسالكين.
قلت: وكذلك أن الفرق إذا ذكرت؛ لا تذكر إلا مقرونة بالرجال.
فإذا ذكرت المعتزلة؛ ذكر الضال المعتزلي، وهو واصل بن عطاء.
وإذا ذكرت الجهمية؛ ذكر المجرم الجهمي، وهو الجهم بن صفوان.
وإذا ذكرت القدرية؛ ذكر الهالك القدري، وهو معبد الجهني.
وإذا ذكرت السرورية؛ ذكر المبتدع القطبي، وهو محمد بن سرور.
وإذا ذكرت القطبية؛ ذكر الملحد الإخواني، وهو سيد قطب.
وإذا ذكرت الربيعية؛ ذكر الزنديق المرجئ، وهو ربيع المدخلي... وهكذا دواليك في سائر الفرق([59]).
قلت: إلا أهل السنة والجماعة، فالله وحده مشرع منهجهم عن طريق النبي r، بفهم السلف الصالح الصحيح.
قلت: وهذه الفرق ورثت الجدال والشقاق، والعياذ بالله.
قال الإمام الأوزاعي رحمه الله: ((إذا أراد الله بقوم شرا ألزمهم الجدل، ومنعهم العمل)) ([60]).
قال تعالى: ((ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)) [النساء:115].
قال فضيلة الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله: ((الدعوة السلفية هي تحارب الحزبية بكل أشكالها وأنواعها، والسبب واضح جدا الدعوة السلفية تنتمي إلى شخص معصوم وهو رسول الله r.
أما الأحزاب الأخرى، فينتمون إلى أشخاص غير معصومين، قد يكونون في أنفسهم صالحين، قد يكونون في ذواتهم من العلماء العاملين، ولكن أتباعهم([61]) ليسوا كذلك)) ([62]).اهـ
قلت: فلا يغرنكم انتساب أولئك إلى (الدعوة السلفية، والسلفيين)، فليس لهم منها إلا الاسم، وإلا فكيف تستقيم لهم هذه الدعوى، وهم في واد، وعلماء السنة في واد.
ولا يغرنكم أيضا ادعاؤهم أخذ الفتيا من أئمة الدعوة في بلد الحرمين([63]).
قلت: لذلك، فإننا نبرأ إلى الله تعالى من ((فرقة ربيع الضال))، ومن كل حامل للأفكار الهدامة.
أقول؛ هذا ليعلم الناس أن في انتساب هؤلاء إلى (السلفية) تشويها للسلفية؛ كما إن انتساب المسلمين المنحرفين إلى الإسلام تشويها للإسلام، وصد عن سبيل الله تعالى، وتنفير من ((الفرقة الناجية المنصورة)) اللهم سلم سلم.
لذلك حذر النبي r حذيفة t منهم، وأمره أن يعتزل تلك الفرق بقوله r: (فاعتزل تلك الفرق كلها) ([64]).
قال فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في ((الفتاوى)) (ج3 ص134): (والعلماء المتبصرون اليوم في أوطان المسلمين قليلون، وعلماء السوء وأدعياء العلم، من الذين يدعون أنفسهم علماء، وليسوا بعلماء، وينتسبون إلى العلم كذبا وباطلا، هؤلاء كثيرون، ولكن لا عبرة بهم، ولا قيمة لهم لعدم علمهم بالحق، وعدم نصرهم للحق وحجة المخالفين، والمبتدعين، والضالين ضعيفة واهية).اهـ
قلت: وأتباع ربيع ضلوا السبيل لتعلقهم بفتوى الأصاغر؛ بفتوى المدعو عبيد الجابري، وبفتوى المدعو صالح السحيمي، وبفتوى المدعو محمد المدخلي، وبفتوى المدعو أحمد بازمول، وبفتوى المدعو ربيع المدخلي، وغيرهم من الأصاغر، وهذا دليل الإفلاس في العلم؛ لأنهم من عدم التوفيق لم تنشرح صدورهم لإجماع أكابر العلماء على مسائل الإيمان وغير ذلك، فقفزوا إلى فتاوى المشبوهين: ((أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير)) [البقرة:61].
عن أبي أمية الجمحي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر)). قال موسى: قال ابن المبارك: الأصاغر من أهل البدع. ([65])
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ((لا يزال الناس بخير ما أتاهم العلم من قبل أكابرهم فإذا أتاهم من قبل أصاغرهم هلكوا)). ([66])
قال فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في ((لمحة عن الفرق الضالة)) (ص43) عن أتباع الفرق الضالة: (ولهم أشباه في زماننا، يتركون علماء أهل السنة والجماعة، وينحازون إلى أصحاب الفكر المنحرف).اهـ
قلت: وهل من العقل في شيء أن يعرض طالب العلم الحق عن فتاوى أكابر العلماء في الأصول؛ ليقبل على فتاوى الأصاغر، ولا سيما في مثل هذا الباب العظيم؛ (مالكم كيف تحكمون) [القلم:30].
هذا: (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله)، ونسأل الله أن يحفظ بلادنا، وجميع بلاد المسلمين من أهل البدع، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يديم علينا نعمة الأمن والإيمان، ونعمة التوحيد والسنة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
[1]) وانظر: ((لمحة عن الفرق الضالة)) للشيخ الفوزان (ص5).
[2]) أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (3606)، ومسلم في ((صحيحه)) (1847).
قلت: لا نجاة من هذا الخطر إلا بالتمسك بكتاب الله تعالى، وسنة رسوله r، ولا تحسبن هذا الأمر يحصل بسهولة، لا بد أن يكون فيه مشقة، لكن يحتاج إلى صبر، وثبات.
وانظر: ((لمحة عن الفرق الضالة)) للشيخ الفوزان (ص24).
[3])((فتح الباري)) لابن حجر (13 ص37).
[4]) قلت: وأخبر r أنه سيكون هناك اختلاف، وتفرق، وأوصى عند ذلك بالتمسك بسنته r، وبلزوم جماعة المسلمين الحقيقية، وترك ما خالفها من الأقوال الضالة، فإن هذا طريق النجاة.
وانظر: ((لمحة عن الفرق الضالة)) للشيخ الفوزان (ص8).
[5]) أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (ج6 ص197)، ومسلم في ((صحيحه)) (1759).
[6]) كما فعلت الفرق التي تقدمت عليها؛ كـ((الفر قة السرورية))، و((الفرقة التراثية))، و((الفرقة القطبية))، وغيرها من الفرق الضالة.
[7]) قلت: فالفرقة الربيعية جمعت ضلالات كثيرة، ومازالت تتبجح بـ((السلفية))، لذلك لا يجوز لها أن تتسمى بـ((السلفية))، والله المستعان.
[8]) قلت: كما هو حال بعض أتباع الشيخ الألباني في ((الأردن))؛ فإنهم انحرفوا بعد وفاة الشيخ رحمه الله، كما هو واضح في كتبهم الأخيرة، خاصة المدعو علي الحلبي المرجئ!، اللهم غفرا.
[9]) قلت: وكذلك بعض تلاميذ شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، فإن منهم من ((الفرقة السرورية)) في عنيزة وغيرها، فإن هؤلاء منحرفين عن منهج الشيخ رحمه الله، فاحذروهم، فإنهم من دعاة الضلالة، والعياذ بالله.
انظر: ((فتاوى العلماء الأكابر)) (ص97).
[10]) قلت: كأنه رحمه الله يصف لنا حال ((الفرقة الربيعية)) وأشكالها في زماننا هذا الذي ظهر فيه الجهل، وقل فيه العلم، واتخذ الناس رؤوسا جهالا فضلوا وأضلوا، والعياذ بالله.
[11]) أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (ج1 ص173)، ومسلم في ((صحيحه)) (2673) من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما.
[12])وانظر: ((ميزان الاعتدال)) للذهبي (ج1 ص431).
[13])قلت: لذلك فإن الدعوة السلفية لا تنتهي إلى شخص ربيع المدخلي، فدعوة هذا الرجل منفصلة عن دعوة النبي r، فتنبه.
[14])وانظر: ((فتاوى العلماء الأكابر)) (ص97).
[15])حديث صحيح.
أخرجه أبو داود في ((سننه)) (ج1 ص20)، والترمذي في ((سننه)) (2676)، وابن ماجه ((سننه)) (34). وإسناده صحيح.
[16]) يحسن أن نسمي كل من خالف الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح بالفرق، وهو الاسم الشرعي لها، كما سماها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث الفرق الآتي، وأما الجماعات فليست إلا جماعة المسلمين التي أشار إليها في الحديث.
[17])حديث حسن.
أخرجه الترمذي في ((سننه)) (2641)، والحاكم في ((المستدرك)) (ج1 ص129)، وتشهد له رواية: ((هي الجماعة)) وأخرج هذه الرواية ابن ماجه في ((سننه)) (3992). وهي عند أبي داود في ((سننه)) (4597).
وانظر: ((تحفة الأحوذي)) للمباركفوري (ج7 ص398).
[18])كما فرق ((الفرقة الربيعية)) الباطل الذي يدور فيما بينهم، اللهم غفرا.
[19])((الأجوبة المفيدة)) ص(25).
[20])وانظر: ((مجموع الفتاوى)) لابن تيمية (ج11 ص472).
[21]) وقال الشاطبي رحمه الله في ((الاعتصام)) (ج1 ص158): (فإن فرقة النجاة –وهم أهل السنة- مأمورون بعداوة أهل البدع، والتشريد بهم، والتنكيل بمن انحاش إلى جهتهم بالقتل فما دونه، وقد حذر العلماء من مصاحبتهم ومجالستهم).اهـ
[22]) قلت: وقد ضلت هذه الفرقة التي تدعي نصرة السنة، والدعوة إليها في زماننا هذا، فجعلوا إمام الإرجاء –وهو ربيع- إمام المسلمين!، وعظموا أمره!، وهو بالصغار في الدنيا أولى!، وله في الآخرة الوعيد الشديد بما أضل الشباب المسكين في الدين، فيحمل أوزاره، وأوزار الذين يضلهم بغير علم.
قال تعالى: ((ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم)) [النحل:25].
[23]) وانظر: ((روح المعاني)) للآلوسي (ج10 ص254)، و((الفتن)) للشيخ الفوزان (ص7).
[24]) أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (ج8 ص205)، ومسلم في ((صحيحه)) (2583).
[25]) قلت: ولا يدري هذا المسكين أن الله تعالى له بالمرصاد، فشتت الله تعالى شمله، هو وأتباعه، فتفرقوا فيما بينهم في كل مكان، فالذي كان يخاف منه وقع ولا بد، وهذا هو مكر الله تعالى الخفي لأهل الأهواء، والضلالة، فاللهم سلم سلم.
قال العلامة الشاطبي رحمه الله في ((الإعتصام)) (ج2 ص683): (من أسباب الخلاف: اتباع الهوى).اهـ
[26]) أثر حسن.
أخرجه الهروي في ((ذم الكلام)) (ج2 ص270)، وأبو نعيم في ((أخبار أصبهان)) (ج2 ص19)، والدارقطني في ((السنن)) (ج1 ص77)، وابن الجوزي في ((التحقيق)) (ج1 ص23). وإسناده حسن.
[27]) حديث حسن.
أخرجه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (2 ص166)، والبزار في ((المسند)) (ج9 ص341)، وأحمد في ((المسند)) (ج5 ص153 و162). وإسناده حسن.
[28]) قلت: فالدراسة الجامعية هذه أوردتهم الموارد المهلكة، والعياذ بالله.
قلت: خاصة ما يسمى بـ(الدكتوراه!)، و(الماجستير!)، اللهم سلم سلم.
[29]) وانظر: ((الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة)) للشيخ الفوزان (ص39).
[30]) وانظر: ((لمحة عن الفرق الضالة)) للشيخ الفوزان (ص35).
[31]) قلت: لذلك ترى أتباع ربيع الآن في هذه البلدان على أفكار مختلفة، ودعوة مضطربة، بل ترى منهم دعوة انفرادية تخص نفسه، فيذهب لوحده يلقي الدروس عن طريق العوام، ليس عن طريق اتباع ربيع الهالك؛ كـ(الجابري)، و(السحيمي) وغيرهما من دعاة الضلالة.
[32]) قلت: وهذا ظاهر من أهل السنة والجماعة منذ بداية المعارك مع ربيع وأتباعه إلى يومنا هذا لم يختلف أهل السنة فيما بينهم، ولم ينشقوا، ولم يختلفوا في الدين، قديما ولا حديثا، لأنهم يسيرون على منهج واحد، وطائفة واحدة، وهدفهم الصواب.
وأما ربيع وأتباعه؛ فهم دائما في شقاق، وتفرق، واختلاف سوف تنقضي أعمارهم في ذلك، والويل يوم القيامة، ثم لا تنفع الندامة.
[33]) انظر: ((لمحة عن الفرق الضالة)) للشيخ الفوزان (ص22).
[34]) وانظر: ((الكوكب الدراري شرح صحيح البخاري)) للكرماني (ج25 ص28)، و((الإشاعة في بيان من نهي عن فراقه من الجماعة)) للصنعاني (ص42).
[35]) انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (ج8 ص53).
[36]) أثر صحيح.
أخرجه اللالكائي في ((الاعتقاد)) (ج1 ص108)، والبيهقي في ((المدخل)) (ج5 ص388- إعلام الموقعين)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (ج46 ص409)، والمزي في ((تهذيب الكمال)) (ج22 ص264). وإسناده صحيح.
وذكره ابن القيم في ((إغاثة اللهفان من مكايد الشيطان)) (ج1 ص85).
[37]) أثر حسن.
أخرجه أبو نعيم في ((الحلية)) (ج9 ص239) من طريق أحمد بن محمد بن يوسف، ثنا أبي قال قرأت على أبي عبدالله محمد بن القاسم الطوسي قال: سمعت إسحاق بن راهويه به.
وأخرجه الطائي في ((الأربعين)) (ص163)، ودانيال في ((مشيخته)) (ق8-مخطوط) من وجه آخر.
وذكره الذهبي في ((السير)) (ج12 ص196).
[38])وانظر: ((الاعتصام)) للشاطبي (ج2 ص267).
[39])أثر حسن.
أخرجه البيهقي في ((المدخل)) (ج5 ص388- إعلام الموقعين)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (ج46 ص409)، والمزي في ((هذيب الكمال)) (ج22 ص264)، وإسناده حسن.
وذكره ابن القيم في ((إغاثة اللهفان)) (ص85)، وأبو شامة في ((الحوادث والبدع)) (ص19).
[40])انظر: ((الإشاعة في بيان من نهي عن فراقه من الجماعة)) للصنعاني (ص75).
قلت: والشيطان مع من فارق الجماعة يركض والعياذ بالله.
[41]) قلت: و((الفرقة الربيعية)) لم يخلصوا لله تعالى دينهم، كما هو ظاهر منهم، ولم يحسنوا إسلامهم في متابعة النبي r، فكيف يقبل منهم، ويثابوا عليه، اللهم غفرا.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((الفتاوى)) (ج10 ص214): (وكثيرا ما يخالط النفوس من الشهوات الخفية ما يفسد عليها تحقيق محبتها لله تعالى، وعبوديتها له، وإخلاص دينها له).اهـ
[42]) وانظر: ((لمحة عن الفرق الضالة)) للشيخ الفوزان (ص20).
[43])قلت: والفرقة الربيعية تدخل في الأثنتين وسبعين فرقة بلا شك، لمخالفتها أهل السنة والجماعة في الأصول، كما أوضح ذلك أهل العلم في بلد الحرمين.
[44]) ((الأجوبة المفيدة على أسئلة المناهج الجديدة)) (ص27).
[45]) قلت: لذلك ما ترقعت ((الفرقة الربيعية)) منذ اجتماعها على أباطيل ربيع!، فهي في شقاق، واختلاف، وفشل، حتى تراها في البلد الواحد فيها انشقاق، كما حصل لها في الأردن، واليمن، والمدينة، ومكة، والكويت، والجزائر، وغير ذلك، والله المستعان.
[46]) أخرجه بهذا اللفظ: مسلم في ((صحيحه)) (1920)، وأبوداود في ((سننه)) (4252)، وفيه: (لايضرهم من خالفهم).
[47]) وانظر: ((ماذا ينقمون من الشيخ الألباني)) (ص:2)
[48]) سورة [الأنعام:153].
[49]) حديث حسن.
أخرجه أحمد في ((المسند)) (2997)، وابن حبان في ((صحيحه)) (6)، والدارمي في ((سننه)) (204)، والطيالسي في ((المسند)) (239). بإسناد حسن.
[50]) ((فتاوى الشيخ الألباني)) (ص 106-114)
[51]) فأدخل الشيخ ابن باز رحمه الله جماعة الإخوان، وجماعة التبليغ في الإثنتين وسبعين فرقة فافطن لهذا، وألحق بهم الجماعات الأخرى، كـ((جماعة ربيع المدخلي))، وإن ادعوا أنهم من أهل السنة!.
[52]) ((أسئلة الطائف)) في ((شريط مسجل)) سنة (1429هـ).
[53]) ((لمحة عن الفرق الضالة)) (ص60).
[54]) سورة [البقرة:137].
[55]) انظر((حكم الانتماء إلى الفرق والأحزاب والجماعات الإسلامية)) لأبي زيد (ص139).
[56]) انظر((حكم الانتماء إلى الفرق والأزاب والجماعات الإسلامية)) لأبي زيد (ص109).
قلت: ومن هنا يرى الناظر في مر العصور، وكر الدهور أن بدء الشقاق، والنزاع في الأمة الإسلامية سبق نقض اعتقاد السلف الصالح، وظهور شعار أهل البدع بنقض وحدة جماعة المسلمين الحقيقية.
[57]) انظر((حكم الانتماء إلى الفرق والأحزاب والجماعات الإسلامية)) لأبي زيد (ص150).
[58]) انظر((حكم الانتماء إلى الفرق والأحزاب والجماعات الإسلامية)) لأبي زيد (ص153).
[59]) قلت: وعليه فإن كل فرقة تستمد أفكارها من مؤسسها، وكل فرقة رفع أسس بنيانها رجل ضال (لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم) [التوبة:110]، ولكن: (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال) [الرعد:17].
قال تعالى: ((أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم)) [التوبة:109].
[60]) أثر صحيح.
أخرجه اللالكائي في ((الاعتقاد)) (ج1 ص145)، والخطيب في ((اقتضاء العلم العمل)) (122)، والهروي في ((ذم الكلام)) (ج4 ص154)، والذهبي في (السير) (ج16 ص 104). وإسناده صحيح.
[61]) كما يدعي علي الحلبي الهالك أنه من أتباع الشيخ الألباني رحمه الله، وهو منحرف عن منهجه جملة وتفصيلا، والله المستعان.
[62]) انظر: ((فتاوى العلماء الأكابر)) (ص97).
[63]) قلت: هم ليسوا من الراسخين في العلم، ولا هم على مذهب علماء السنة في ((مسائل الإيمان)) وغيرها، فانتبه.
[64]) أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (7084)، ومسلم في ((صحيحه)) (1847).
[65]) حديث صحيح.
أخرجه اللالكائي في ((الاعتقاد)) (ج1 ص95)، والطبراني في ((المعجم الكبير)) (ج22 ص361)، وابن المبارك في ((الزهد)) (ص 20)، وأبو عمرو الداني في ((الفتن)) (ج4 ص848)، وابن عبدالبر في ((جامع بيان العلم)) (ج1 ص612) بإسناد صحيح.
[66]) أثر صحيح.
أخرجه ابن عبدالبر في ((جامع بيان العلم)) (ج1 ص616)، وأبو نعيم في ((الحلية)) (ج8 ص49)، والطبراني في ((المعجم الكبير)) (ج9 ص114)، وابن الأعرابي في ((المعجم)) (ج2 ص478)، وابن المبارك في ((الزهد)) (ص 281)، ومعمر في ((الجامع)) (ج11 ص246)، والبيهقي في ((المدخل)) (ج1 ص217)، واللالكائي في ((الاعتقاد)) (ج1 ص94) بإسناد صحيح.