الرئيسية / سلسلة النصيحة الذهبية للعودة إلى السلفية / مهارة الفك لحديث: «نحن أحق من إبراهيم بالشك»
مهارة الفك لحديث: «نحن أحق من إبراهيم بالشك»
سلسلة النصيحة الذهبية للعودة إلى السلفية |
54 |
لحديث: «نحن أحق من إبراهيم بالشك»
تأليف
العلامة أبي عبدالرحمن فوزي بن عبدالله بن محمد الحميدي الأثري
حفظه الله، ونفع به، وأطال عمره
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
رب يسر
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، المتفرد بكمال الصفات، ومستحق التفرد له بالعبادة.
* والصلاة والسلام على من أتم الله به نعمته، وأكمل به دينه، وعلى من حفظ سنته، وبلغ عنه r حكمته، من الصحابة والتابعين، ومن سار على نهجهم، وتتبع أثرهم إلى يوم الدين.
أما بعد:
فأداء ما أوجب الله تعالى من البلاغ والبيان، والنصح والإرشاد، والدعوة إلى الخير، والتواصي به، والدلالة عليه.
* وبذل الأسباب لدفع الشرور عن المسلمين، والتحذير منها؛ حتى تكون أمة الإسلام على ما أراد الله تعالى منها.
* هي أمة متماسكة، مترابطة، متراحمة، تدين بالإسلام: قولا وعملا، متمسكة بالوحيين الشريفين: بالكتاب والسنة، في الأصول والفروع.
* لا تتقاسمها الأهواء المضلة، ولا تنفذ إليها الأفكار البدعية.([1])
قال تعالى: ]ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم[ [آل عمران: 101].
وقال تعالى: ]وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون[ [الأنعام: 153].
* لذلك رأيت تحرير حديث: (نحن أحق بالشك من إبراهيم عليه السلام)؛ وهو تحرير مستقيم في تفسيره، بأدلة الكتاب، والسنة، والأثر، والقول المعتبر في الشريعة المطهرة.
اللهم فلك الحمد، وإليك المشتكى، وأنت المستعان، وبك المستغاث، وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بك، وأنت حسبنا ونعم الوكيل.
* ومن الله تعالى: يستمد العون، والتوفيق، والتسديد.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه:
أبو عبد الرحمن الأثري
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل على ذكر الفهم الصحيح: لقول النبي r: (نحن أحق بالشك من إبراهيم عليه السلام)
عن أبي هريرة t؛ أن رسول الله r قال: نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: ]رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي[([2]) [البقرة:260].
قال الجمهور: «لم يكن إبراهيم عليه السلام شاكا، في إحياء الله تعالى الموتى قط، وإنما طلب المعاينة، وذلك أن النفوس مستشرفة، إلى رؤية ما أخبرت به».([3])
* فهذا الحديث: ليس فيه شك في: «قدرة» الله تعالى، وذلك من وجوه:
1) أن علماء الأمة، قد أجمعوا على عصمة أنبياء الله تعالى، ورسله عليهم السلام، من الكفر، والشرك. ([4])
قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «تفسير آيات أشكلت» (ج1 ص181): (وكثير من أهل السنة؛ يقولون: إن الأنبياء معصومون، من الكفر قبل النبوة، كما قال ذلك: ابن الأنباري، والزجاج، وابن عطية، وابن الجوزي، والبغوي).اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «النبوات» (ص428): (والأنبياء: كلهم، منزهون عن الشرك، وعن التكذيب بشيء من الحق الذي بعث الله تعالى به نبيا، قال تعالى: ]واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون[ [الزخرف:45]، وقال تعالى: ]وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون[ [الأنبياء:25]). اهـ
وقال العلامة الشوكاني / في «فتح القدير» (ج4 ص474)؛ عن الرسل عليهم السلام: (الله سبحانه: قد عصمهم عن الشرك). اهـ
وقال الإمام ابن الوزير / في «الروض الباسم» (ج2 ص79): (أجمعت الأمة على عصمة الأنبياء عليهم السلام، عن الجهل بالله تعالى، وصفاته، وقواعد شرائعه، وعلى صحة عقائدهم، فيما يتعلق: بأفعال الله تعالى، وحكمته، وجلالته).اهـ
وقال الإمام ابن حزم / في «الفصل في الملل» (ج4 ص18): (وأما ما روي: عن النبي r، من قوله: «نحن أحق بالشك من إبراهيم»، فمن ظن أن النبي r: شك قط في: «قدرة» ربه تعالى، على إحياء الموتى: فقد كفر، وهذا الحديث حجة لنا.
* ونفي للشك عن إبراهيم عليه السلام؛ أي: لو كان هذا الكلام، من إبراهيم عليه السلام، شكا، لكان من لم يشاهد من: «القدرة»، ما شاهد: إبراهيم عليه السلام، أحق بالشك، فإذا كان من لم يشاهد من: «القدرة»، ما شاهد إبراهيم عليه السلام، غير شاك؛ فإبراهيم عليه السلام أبعد من الشك.
* ومن نسب إلى الخليل عليه السلام: الشك، فقد نسب إليه: الكفر، ومن كفر نبيا، فقد كفر.
* وأيضا: فإن كان ذلك شكا، من إبراهيم عليه السلام، وكنا نحن أحق بالشك منه، فنحن إذا شكاك جاحدون: كفار، وهذا كلام: نعلم، بطلانه من أنفسنا، بل نحن: مؤمنون، مصدقون بالله تعالى، وقدرته على كل شيء: يسأل عنه السائل). اهـ
* ومن هذا المنطلق: فإن الذي يمكن الجزم به هنا، أن الشك في: «قدرة» الله تعالى، على إحياء الموتى: منفي عن آحاد الأنبياء عليهم السلام، فضلا: عمن بلغ؛ «مرتبة الخلة»، و«عظيم المنزلة»: عند الله تعالى، كـ«إبراهيم» عليه السلام، و«رسول الله r».
* بل ذلك مستحيل في حقهم، لأنهم: أعلم الناس بالله تعالى، وما يتصف به من صفات الكمال، والتي منها: «صفة القدرة»، فهم: يعلمون أن الله تعالى متصف بكمال: «القدرة»، و«الإرادة»، فلا يعجزه شيء في الأرض، ولا في السماء، فتصور وقوع: «الشك» منهم: باطل. ([5])
قال تعالى: ]وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا[ [فاطر: 44].
وقال تعالى: ]أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى[ [القيامة: 40].
وقال تعالى: ]إن الله على كل شيء قدير[ [آل عمران: 165].
قلت: فالرسل عليهم السلام، يعلمون هذه الآيات وأمثالها، وأن الله تعالى: متصف بكمال: «القدرة»، فلا يعجزه شيء في الأرض، ولا في السماء.
2) أن قول النبي r: «نحن أحق بالشك من إبراهيم»، فليس فيه إثبات للشك، لإبراهيم عليه السلام، ولا اعتراف من النبي r، بوقوع الشك منه، كما قد يتوهم من البعض.
* وإنما المراد بالحديث: هو نفي الشك عن إبراهيم عليه السلام، وعن رسول الله r، إذ إن معنى الحديث: كما ذهب جمهور العلماء؛ أن المراد به، نفي الشك عن إبراهيم عليه السلام. ([6])
* فكأنه قال: إن إبراهيم، لم يشك، ولو كان الشك: متطرقا إليه، لكنا نحن أحق بالشك منه، فإذا كنا نحن لم نشك في قدرة الله تعالى، على إحياء الموتى، فإبراهيم من باب أولى ألا يشك.
* والحق هو ما ذهب إليه الجمهور: من أن إبراهيم عليه السلام، لم يكن شاكا في إحياء الموتى قط، بل كان يعلم: «قدرة» الله تعالى على ذلك علما يقينيا، ولكن أحب أن يشاهد ذلك عيانا، ويترقى من علم اليقين إلى عين اليقين، وفي الحديث: «ليس الخبر كالمعاينة».([7])
وذكر الإمام البخاري / الترجمة الثانية: ]وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتى[ [البقرة: 260]، فسأل الله تعالى إبراهيم عليه السلام وقال: ]أولم تؤمن[؛ قال: بلى، ولكن أريد أن أنتقل من مرتبة علم اليقين إلى مرتبة عين اليقين، فاليقين له مراتب، وقد حاز الخليل عليه السلام أعلاها.
قوله r: «نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: ]رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي[ [البقرة:60].
* وليس الشك في حقه عليه السلام، كالشك المعروف عند الناس، وإنما هو الانتقال من مرتبة علم اليقين، إلى عين اليقين، فهو من باب حسنات الأبرار؛ ولهذا لما قال الله: ]أولم تؤمن[؛ قال: بلى، ولكن طمأنينة القلب تكون بعين اليقين، أكثر من علم اليقين.
واليقين له ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى: علم اليقين: وهذا يكون بالأخبار الصادقة الكثيرة كمن أخبره العدد الكبير من الناس أن الوادي قد سال، فإن الإنسان يصدق ويتيقن.
المرتبة الثانية: عين اليقين: وتكون بالمشاهدة، كمن شاهد الوادي وهو يسيل، فمن شاهد الوادي وهو يسيل يكون يقينه أقوى من يقين من أخبر.
المرتبة الثالثة: حق اليقين: تكون بملامسته، كمن وضع يده في الماء، أو شرب منه.
* وأراد إبراهيم عليه السلام الترقي من مرتبة إلى مرتبة، فهو عنده علم اليقين؛ لأنه لا يشك، ولا يتطرق إليه الشك في خبر الله تعالى، ولكنه أراد أن ينتقل من العلم الذي حصل بالخبر، إلى العلم الذي يحصل بالمشاهدة، فشاهد بعينه كيف يحيي الله تعالى الموتى. ([8])
قال الإمام أبو العباس القرطبي / في «المفهم» (ج7 ص317): (وليس في الآية ما يدل على أن إبراهيم عليه السلام شك؛ بل: الذي تضمنته أن إبراهيم عليه السلام: سأل أن يشاهد كيفية جمع أجزاء الموتى بعد تفريقها، واتصال الأعصاب، والجلود بعد تمزيقها، فأراد أن يترقى من علم اليقين، إلى عين اليقين، بقوله: ]أرني كيف[؛ طلب مشاهدة الكيفية.
وقوله تعالى: ]أولم تؤمن[ [البقرة:260]؛ استفهام تقرير، كقوله تعالى: ]أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر[ [فاطر:37]؛ أي: قد عمرناكم.
وقوله تعالى: ]ليطمئن قلبي[؛ أي: بحصول الفرق بين المعلوم برهانا، والمعلوم عيانا، فإذا لم يكن في الآية ما يدل على شك: وقع لإبراهيم عليه السلام، ولا لنبينا r، وإنما صدر ذلك من نبينا r، على الفرض الذهني، والتقدير الشرطي، فكأنه قال: لو شك إبراهيم في إحياء الموتى؛ لكنا نحن أحق بالشك منه، ولم نشك نحن، فهو أولى وأحق بألا يشك). اهـ
وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «التعليق على صحيح البخاري» (ج9 ص784): (الأمر الثالث: «ونحن أحق من إبراهيم، إذ قال له: ]أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي[ [البقرة:60]؛ أي: أنه لو كان شاكا، لكنا أحق بالشك منه؛ لأن إبراهيم عليه السلام، هو إمام الحنفاء، ولا يمكن أن يشك في أن الله تعالى: قادر على أن يحيي الموت، ولكن ليس الخبر كالمعاينة، فلو كان عند إبراهيم عليه السلام: شك، لكنا نحن أحق بالشك منه). اهـ
وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «التعليق على صحيح مسلم» (ج1 ص478): (كذلك؛ أيضا: هذه الآية، وهي أن إبراهيم عليه السلام قال: ]رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي[ [البقرة:60]؛ أي: ليزداد طمأنينة واستقرارا؛ لأنه ليس الخبر كالمعاينة، فالإنسان إذا عاين شيئا بنفسه، أولى مما إذا أخبر به، فأراه الله عز وجل ذلك.
* وقد ذكر بعض المفسرين: في الآية أن إبراهيم عليه السلام لم يشك، بدليل أنه لم يقل: هل تحيي الموتى؟، وإنما سأل عن الكيفية، وهذا حق، فهو لم يشك؛ ولهذا قال: ]قال أولم تؤمن قال بلى[ [البقرة:60].
وأما قوله عليه السلام: «نحن أحق بالشك من إبراهيم»؛ يعني: أنه إذا كنا نحن لا نشك، فإبراهيم من باب أولى، هذا معنى الحديث، وليس معنى الحديث: أننا شاكون، وإبراهيم شاك، ونحن أحق بالشك منه؛ بل المعنى: لو كان إبراهيم شاكا، فنحن من باب أولى). اهـ
* فإبراهيم عليه السلام: طلب الترقي من علم اليقين بالخبر، إلى علم اليقين بالشهود، فطلب أن يكون اليقين عيانا، والمعلوم مشاهدا، ومعلوم: إن إبراهيم عليه السلام، كان مؤمنا، كما أخبر الله تعالى عنه، بقوله: ]أولم تؤمن قال بلى[ [البقرة:60]؛ ولكن طلب طمأنينة قلبه. ([9])
قال الحافظ ابن كثير / في «البداية والنهاية» (ج1 ص157): (وقد كان إبراهيم عليه السلام: يعلم قدرة الله تعالى، على إحياء الموتى، علما، يقينا، لا يحتمل النقيض، ولكن أحب أن يشاهد ذلك، عيانا، ويترقى من علم اليقين، إلى عين اليقين، فأجابه الله تعالى إلى سؤاله، وأعطاه غاية مأموله). اهـ
وقال الإمام ابن قتيبة / في «تأويل مختلف الحديث» (ص66): (وتأويل قول إبراهيم عليه السلام: ]ولكن ليطمئن قلبي[ [البقرة:60]؛ أي: يطمئن بيقين النظر.
* واليقين جنسان:
أحدهما: يقين السمع.
والآخر: يقين البصر.
* ويقين البصر: أعلى اليقينين؛ ولذلك قال رسول الله r: «ليس المخبر كالمعاين»([10]).). اهـ
وقال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (ج1 ص471): (فيطلبون -أي: خواص أهل الإيمان- الترقي من علم اليقين بالخبر، إلى عين اليقين بالشهود، كما طلب إبراهيم الخليل عليه السلام ذلك من ربه سبحانه، إذ قال: ]رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي[ [البقرة: 260]؛ فطلب إبراهيم عليه السلام، أن يكون اليقين عيانا، والمعلوم مشاهدا.
* وهذا هو المعنى: الذي عبر عنه النبي r بالشك: في قوله: «نحن أحق بالشك من إبراهيم» حيث قال: ]رب أرني كيف تحيي الموتى[ [البقرة: 260]؛ وهو r: لم يشك، ولا إبراهيم عليه السلام، حاشاهما من ذلك، وإنما عبر عن هذا المعنى؛ بهذه العبارة، هذا أحد الأقوال في الحديث.
* وفيه قول ثان: أنه على وجه النفي، أي: لم يشك إبراهيم عليه السلام، حيث قال ما قال، ولم نشك نحن، وهذا القول: صحيح أيضا.
أي: لو كان ما طلبه للشك؛ لكنا نحن أحق به منه، لكن لم يطلب ما طلب شكا، وإنما طلب ما طلبه طمأنينة.
فالمراتب ثلاث:
علم يقين: يحصل عن الخبر، ثم تتجلى حقيقة المخبر عنه، للقلب، أو البصر، حتى يصير العلم به: عين يقين، ثم يباشره، ويلابسه، فيصير: حق يقين، فعلمنا بالجنة والنار، الآن علم يقين.
* فإذا أزلفت الجنة، للمتقين في الموقف، وبرزت الجحيم للغاوين، وشاهدوهما، عيانا كان ذلك: عين يقين، كما قال تعالى: ]لترون الجحيم * ثم لترونها عين اليقين[ [التكاثر: 6 و7]؛ فإذا دخل أهل الجنة، الجنة، وأهل النار، النار؛ فذلك: حق اليقين). اهـ
3) أن رسول الله r قال ذلك على سبيل التواضع: «نحن أحق بالشك من إبراهيم»، وأراد بذلك المبالغة في نفي الشك عن إبراهيم عليه السلام، أي: إذا كنا نحن لا نشك في قدرة الله تعالى، على إحياء الموتى، فإبراهيم: أولى بعدم الشك.
* وإنما سأل إبراهيم عليه السلام ربه أن يريه كيف يحيي الموتى: عيانا، ومشاهدة، ليطمئن قلبه، كما قال تعالى: ]ولكن ليطمئن قلبي[ [البقرة:60]؛ لأنه أبلغ في اليقين.
قال الإمام أبو العباس القرطبي / في «المفهم» (ج7 ص317): (وليس في الآية ما يدل على أن إبراهيم عليه السلام شك؛ بل: الذي تضمنته أن إبراهيم عليه السلام: سأل أن يشاهد كيفية جمع أجزاء الموتى بعد تفريقها، واتصال الأعصاب، والجلود بعد تمزيقها، فأراد أن يترقى من علم اليقين، إلى عين اليقين، بقوله: ]أرني كيف[؛ طلب مشاهدة الكيفية.
وقوله تعالى: ]أولم تؤمن[ [البقرة:260]؛ استفهام تقرير، كقوله تعالى: ]أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر[ [فاطر:37]؛ أي: قد عمرناكم.
وقوله تعالى: ]ليطمئن قلبي[؛ أي: بحصول الفرق بين المعلوم برهانا، والمعلوم عيانا، فإذا لم يكن في الآية ما يدل على شك: وقع لإبراهيم عليه السلام، ولا لنبينا r، وإنما صدر ذلك من نبينا r، على الفرض الذهني، والتقدير الشرطي، فكأنه قال: لو شك إبراهيم في إحياء الموتى، لكنا نحن أحق بالشك منه، ولم نشك نحن، فهو أولى وأحق بألا يشك). اهـ
وبوب عليه الحافظ النووي في «المنهاج» (ص150)؛ باب: زيادة طمأنينة القلب بتظاهر الأدلة.
وقال الإمام ابن الجوزي / في «كشف المشكل من حديث الصحيحين» (ج3 ص358): (مخرج هذا الحديث: مخرج التواضع، وكسر النفس.
* وليس في قوله: «نحن أحق بالشك»، إثبات: شك له r، ولا لإبراهيم عليه السلام.
* وإنما يتضمن: نفي الشك عنهما، لأن قوما ظنوا في قوله تعالى: ]أرني كيف تحي الموتى[ [البقرة:260]؛ أنه شك، فنفى ذلك عنه.
* وإنما المعنى: إذا لم أشك أنا في «قدرة» الله تعالى، على إحياء الموتى، فإبراهيم عليه السلام: أولى ألا يشك، فكأنه رفعه على نفسه). اهـ
وقال الإمام السنجاري / في «المغيث من مختلف الحديث» (ص302): (ليس في هذا الحديث: طعن على إبراهيم عليه السلام، ولا لوط عليه السلام، وعلى نفسه r: إذا حملته على المحمل الصحيح.
فأما قوله r: «أنا أحق بالشك من إبراهيم عليه السلام»؛ فإنه لما نزل عليه في قوله تعالى: ]وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي[ [البقرة:260]؛ عليه، وقوله تعالى: ]وإذ قال[؛ فقال قوم: سمعوا الآية، شك إبراهيم عليه السلام، ولم يشك نبينا، فقال r: «أنا أحق بالشك من أبي: إبراهيم»، تواضعا منه r، وتقديما، لإبراهيم عليه السلام، على نفسه، يريد: «أنا لم أشك»، وأنا دونه، فكيف يشك: هو مع علو درجته). اهـ
وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «التعليق على صحيح مسلم» (ج1 ص478): (كذلك؛ أيضا: هذه الآية، وهي أن إبراهيم عليه السلام قال: ]رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي[ [البقرة:60]؛ أي: ليزداد طمأنينة واستقرارا؛ لأنه ليس الخبر كالمعاينة، فالإنسان إذا عاين شيئا بنفسه، أولى مما إذا أخبر به، فأراه الله عز وجل ذلك.
* وقد ذكر بعض المفسرين: في الآية أن إبراهيم عليه السلام لم يشك، بدليل أنه لم يقل: هل تحيي الموتى؟، وإنما سأل عن الكيفية، وهذا حق، فهو لم يشك؛ ولهذا قال: ]قال أولم تؤمن قال بلى[ [البقرة:60].
وأما قوله عليه السلام: «نحن أحق بالشك من إبراهيم»؛ يعني: أنه إذا كنا نحن لا نشك، فإبراهيم من باب أولى، هذا معنى الحديث، وليس معنى الحديث: أننا شاكون، وإبراهيم شاك، ونحن أحق بالشك منه؛ بل المعنى: لو كان إبراهيم شاكا، فنحن من باب أولى). اهـ
وقال الإمام الخطابي / في «أعلام الحديث» (ج3 ص1546): (مذهب الحديث: التواضع، والهضم من النفس.
* وليس في قوله r: «نحن أحق بالشك من إبراهيم»، اعتراف بالشك على نفسه، ولا على إبراهيم عليه السلام.
* لكن فيه: نفي الشك ، عن كل واحد منهما، يقول: إذا لم أشك أنا، ولم أرتب في «قدرة» الله تعالى، على إحياء الموتى، فإبراهيم عليه السلام: أولى بأن لا يشك فيه، وأن لا يرتاب). اهـ
وقال الإمام ابن قتيبة / في «تأويل مختلف الحديث» (ص91 و92): (قال قوم سمعوا الآية: شك إبراهيم عليه السلام، ولم يشك نبينا r، فقال رسول الله r: «أنا أحق بالشك من أبي إبراهيم عليه السلام»، تواضعا منه، وتقديما: لإبراهيم عليه السلام، على نفسه، يريد: أنا لم نشك، ونحن دونه، فكيف يشك هو). اهـ
وقال الإمام ابن عطية / في «المحرر الوجيز» (ج2 ص303)؛ عن هذا الحديث: (معناه: أنه لو كان شك، لكنا: نحن أحق به، ونحن لا نشك، فإبراهيم عليه السلام، أحرى ألا يشك، فالحديث: مبني على نفي الشك، عن إبراهيم عليه السلام). اهـ
4) أن إبراهيم عليه السلام، هو مؤمن، مصدق: «بقدرة» الله تعالى، على إحياء الموتى.
* يدل على ذلك، أنه قال في محاجته: ]ربي الذي يحيي ويميت[ [البقرة: 258].
* وعندما سأل ربه تعالى، أن يريه: كيف يحيي الموتى، قال الله تعالى: ]أولم تؤمن قال بلى[ [البقرة:260]، فقوله: «بلى» يزيل كل لبس، وينفي: كل توهم، في نسبة الشك إليه عليه السلام.
* والاستفهام هنا: ]أولم تؤمن[، للتقرير، وليس للإنكار، ولا للنفي، فهو: كقوله تعالى: ]ألم نشرح لك صدرك[ [الشرح:1]؛ يعني: قد شرحنا لك، فمعنى: ]أولم تؤمن[؛ ألست قد آمنت، لتقرير: إيمان إبراهيم عليه السلام. ([11])
قال الإمام ابن حزم / في «الفصل في الملل» (ج4 ص18): (وأما قوله تعالى: ]رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي[ [البقرة:60]؛ فلم يقرره ربنا تعالى، وهو يشك، في إيمان إبراهيم عليه السلام، عبده، وخليله، ورسوله، تعالى الله عن ذلك، ولكن تقريرا للإيمان في قلبه، وإن لم ير كيفية إحياء الموتى، فأخبر عليه السلام: عن نفسه أنه مؤمن، مصدق). اهـ
وقال الإمام ابن عطية / في «المحرر الوجيز» (ج2 ص303): (إحياء الموتى: إنما يثبت بالسمع، وقد كان إبراهيم عليه السلام: أعلم به.
* يدلك على ذلك: قوله تعالى: ]ربي الذي يحيي ويميت[ [البقرة: 258]، فالشك يبعد على من ثبتت قدمه في الإيمان فقط، فكيف: بمرتبة النبوة، والخلة.
* والأنبياء: معصومون من الكبائر، ومن الصغائر التي فيها: رذيلة، إجماعا).اهـ
5) أن سؤال إبراهيم عليه السلام، إنما هو: عن «الكيفية»، لا «الإمكان ([12])»، كما هو صريح في قوله: ]كيف تحي الموتى[ [البقرة:60].
قال الإمام ابن عطية / في «المحرر الوجيز» (ج2 ص303): (وإذا تأملت سؤاله عليه السلام، وسائر ألفاظ الآية: رأيت أنها لم تعط شكا.
* وذلك أن الاستفهام: بكيف، إنما هو عن حال شيء موجود، مقرر الوجود عن السائل، والمسئول.
نحو قولك: كيف علم زيد؟، وكيف نسج الثوب؟ ونحو هذا، ومتى قلت: كيف ثوبك، وكيف: زيد؛ فإنما السؤال، عن حال من أحواله، و«كيف» في هذه الآية، إنما هي استفهام، عن هيئة الإحياء، والإحياء: متقرر). اهـ
وقال الإمام ابن حزم / في «الفصل في الملل» (ج4 ص18): (وإنما أراد عليه السلام، أن يرى الكيفية فقط، ويعتبر بذلك.
* وما شك إبراهيم عليه السلام، في أن الله تعالى: يحيي الموتى، وإنما أراد أن يرى الهيئة، كما أننا لا نشك في صحة وجود الفيل، والتمساح، والكسوف، وزيادة النهر، والخليفة، ثم يرغب من لم ير ذلك منا في أن يرى كل ذلك، ولا يشك في أنه: حق، لكن ليرى العجب الذي يتمثله في نفسه، ولم تقع عليه حاسة بصره قط). اهـ
وقال أبو يحيى الأنصاري / في «تحفة الباري» (ج4 ص80): (قوله r: «نحن أحق بالشك من إبراهيم»؛ أي: بالشك في كيفية الإحياء، لا في نفسه؛ أي: نحن أحق بالشك: لو أمكن، ولكن لا شك عندنا؛ فلا شك عنده بالأولى، قال r ذلك تواضعا مع إبراهيم عليه السلام). اهـ
وقال الإمام الكرماني / في «الكواكب الدراري» (ج14 ص31): (قوله r: «نحن أحق بالشك»؛ أي: في كيفية الإحياء، لا في نفسه، أو نحن أحق بالشك، ولا شك: عندنا، فلا شك عنده بالطريق الأولى). اهـ
قلت: إذن فإبراهيم عليه السلام، لم يسأل شكا، أو شبهة، أو ترددا، وهذا ظاهر من سؤاله؛ إذ لم يقل لله تعالى: «هل تقدر أن تحيي الموتى، أم لا تقدر»، فافطن لهذا.
والخلاصة: أن قول النبي r: «نحن أحق بالشك من إبراهيم»، حجة لنا لا علينا، إذ فيه نفي للشك عن إبراهيم عليه السلام، وعن نفسه r.
* إذ المعنى: كما سبق أن قلنا: أن الشك، مستحيل في حق إبراهيم عليه السلام، فإن الشك في: «إحياء الموتى»، لو كان متطرقا إلى الأنبياء، لكنت أنا أحق به من إبراهيم عليه السلام، لأن ما يجوز في حق واحد، من الأنبياء، وقد علمتم أني لم أشك، فاعلموا: أن إبراهيم عليه السلام، لم يشك.
* فالحديث: إذن لا يثبت شكا، لا لإبراهيم عليه السلام، ولا الرسول r، كما يتوهم: الجهلة.([13])
هذا آخر ما وفقني الله سبحانه وتعالى إليه في تصنيف هذا الكتاب النافع المبارك ـ إن شاء الله ـ سائلا ربي جل وعلا أن يكتب لي به أجرا، ويحط عني فيه وزرا، وأن يجعله لي عنده يوم القيامة ذخرا ... وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
فهرس الموضوعات
الرقم |
الموضوع |
الصفحة |
1) |
المقدمة..................................................................................................... |
2 |
2) |
ذكر الدليل على ذكر الفهم الصحيح: لقول النبي: (نحن أحق بالشك من إبراهيم عليه السلام)............................................................ |
4 |
([2]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (3372)، و(4537)، و(4694)، ومسلم في «صحيحه» (151)، وابن ماجه في «سننه» (4075)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص326)، وابن منده في «الإيمان» (368)، و(369)، والطبري في «جامع البيان» (18414)، و(18415)، و(19406)، و(19407)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (326)، و(369)، والبغوي في «شرح السنة» (63)، وفي «معالم التنزيل» (ج1 ص323)، والبيهقي في «الأسماء والصفات» (ص649)، والبجيري في «المستخرج على صحيح البخاري» (ج1 ص105 و225).
([3]) انظر: «الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (ج3 ص297 و300)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج6 ص474 و475)، و«المنهاج» للنووي (ج2 ص183 و184).
([4]) وانظر: «المحرر الوجيز» لابن عطية (ج2 ص303)، و(ج7 ص112)، و«الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (ج3 ص298)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج6 ص474 و475)، و«المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم» لأبي العباس القرطبي (ج7 ص317)، و«الروض الباسم» لابن الوزير (ج2 ص79)، و«تفسير آيات أشكلت» لابن تيمية (ج1 ص181 و185 و186 و224 و225)، و«الفتاوى» له (ج14 ص273 و274)، و«الشفا» للقاضي عياض (ج2 ص793)، و«سير أعلام النبلاء» للذهبي (ج1 ص130 و131)، و«الإحكام في أصول الأحكام» للآمدي (ج1 ص170)، و«محاسن التأويل» للقاسمي (ج8 ص55)، و«أضواء البيان» للشنقيطي (ج2 ص202 و203)، و«روح المعاني» للآلوسي (ج24 ص24).
([5]) وانظر: «بهجة النفوس» لابن أبي جمرة (ج2 ص376 و379 و397 و407)، و«الحاشية على سنن ابن ماجه» للسندي (ج2 ص491).
([6]) وانظر: «فتح الباري» لابن حجر (ج6 ص412)، و«الكواكب الدراري بشرح صحيح البخاري» للكرماني (ج14 ص31)، و«الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج» للسيوطي (ج1 ص172)، و«الحاشية على سنن ابن ماجه» للسندي (ج2 ص491)، و«إنجاز الحاجة بشرح سنن ابن ماجه» للجانباز (ج9 ص40 و41)، و«المنهاج» للنووي (ج2 ص362)، و«كشف المشكل من حديث الصحيحين» لابن الجوزي (ج3 ص358)، و«أعلام الحديث» للخطابي (ج3 ص1546)، و«المحرر الوجيز» لابن عطية (ج2 ص303)، و«تفسير القرآن» لشيخنا ابن عثيمين (ج3 ص299 و300)، و«التعليق على صحيح البخاري» له (ج9 ص784)، و«منحة الملك الجليل» للشيخ الراجحي (ج6 ص784)، و«إرشاد الساري» للقسطلاني (ج7 ص347)، و«إكمال المعلم بفوائد مسلم» للقاضي عياض (ج1 ص464 و465)، و«المفهم» لأبي العباس القرطبي (ج7 ص316 و317)، و«الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (ج3 ص298)، و«معالم التنزيل» للبغوي (ج1 ص323)، و«جامع البيان» للطبري (ج3 ص51)، و«مشكل الآثار» للطحاوي (ج1 ص297)، و«المغيث من مختلف الحديث» للسنجاري (ص302).
([8]) وانظر: «منحة الملك الجليل بشرح صحيح محمد بن إسماعيل» للشيخ الراجحي (ج6 ص784)، و«مدارج السالكين» لابن القيم (ج1 ص471 و472)، و«الفتاوى» لابن تيمية (ج23 ص11)، و«دقائق التفسير» له (ج3 ص303)، و«عصمة الأنبياء في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة» للتميمي (ص105).
([11]) انظر: «تفسير القرآن» لشيخنا ابن عثيمين (ج3 ص299 و300)، و«المحرر الوجيز» لابن عطية (ج2 ص303)، و«المعلم بفوائد مسلم» للمازري (ج1 ص213).
([12]) وانظر: «التعليق على صحيح مسلم» لشيخنا ابن عثيمين (ج1 ص478)، و«الفصل في الملل» لابن حزم (ج4 ص18)، و«المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم» للقرطبي (ج7 ص318)، و«تحفة الباري بشرح صحيح البخاري» للأنصاري (ج4 ص80)، و«الكواكب الدراري بشرح صحيح البخاري» للكرماني (ج14 ص31)، و«الحاشية على سنن ابن ماجه» للسندي (ج2 ص491)، و«الحاشية على صحيح مسلم» له (ص127)، و«إرشاد الساري» للقسطلاني (ج7 ص346 و347)، و«إكمال المعلم بفوائد مسلم» للقاضي عياض (ج1 ص464)، و«إنجاز الحاجة بشرح سنن ابن ماجه» للجانباز (ج9 ص40)، و«روح المعاني» للآلوسي (ج3 ص26 و27)، و«محاسن التأويل» للقاسمي (ج2 ص333).
([13]) وانظر: «التعليق على صحيح البخاري» لشيخنا ابن عثيمين (ج9 ص784 و785)، و«التعليق على صحيح مسلم» له (ج1 ص478)، و«الفتاوى» لابن تيمية (ج23 ص11 و12)، و«مشكل الآثار» للطحاوي (ج1 ص297 و299)، و«معالم التنزيل» للبغوي (ج1 ص323)، و«جامع البيان» للطبري (ج3 ص51)، و«الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (ج3 ص297 و300)، و«المغيث في مختلف الحديث» للسنجاري (ص302)، و«المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم» لأبي العباس القرطبي (ج7 ص318)، و«إكمال المعلم بفوائد مسلم» للقاضي عياض (ج1 ص464 و465)، و«الكواكب الدراري بشرح صحيح البخاري» للكرماني (ج14 ص31)، و«تحفة الباري بشرح صحيح البخاري» للأنصاري (ج4 ص80)، و«الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج» للسيوطي (ج1 ص172)، و«إنجاز الحاجة بشرح سنن ابن ماجه» للجانباز (ج9 ص40 و41)، و«الحاشية على سنن ابن ماجه» للسندي (ج2 ص491)، و«الحاشية على صحيح مسلم» له (ص127)، و«منحة الملك الجليل بشرح صحيح محمد بن إسماعيل» للشيخ الراجحي (ج6 ص784)، و«إرشاد الساري» للقسطلاني (ج7 ص346 و347)، و«المعلم بفوائد مسلم» للمازري (ج1 ص213)، و«مدارج السالكين» لابن القيم (ج1 ص472)، و«روح المعاني» للآلوسي (ج3 ص27).