الرئيسية / سلسلة النصيحة الذهبية للعودة إلى السلفية / زحف الهيجاء للتحذير من كتب ربيع المدخلي الداعية إلى الإرجاء
زحف الهيجاء للتحذير من كتب ربيع المدخلي الداعية إلى الإرجاء
|
||||
زحف الهيجاء
للتحذير من كتب ربيع المدخلي الداعية
إلى الإرجاء
تأليف فضيلة الشيخ:
أبي عبدالرحمن فوزي بن عبدالله بن محمد الحميدي الأثري
ومعه:
فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
في
التحذير من كتب ربيع المدخلي الداعية للإرجاء
الهيجاء: هي الحرب.
((الرائد)) (ص848).
فتوى صدرت من
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
بالمملكة العربية السعودية
بتاريخ 20/7/1435ه
في
التحذير من كتب ربيع المدخلي
الداعية إلى الإرجاء!
بسم الله الرحمن الرحيم
ولاعدوان على الظالمين
المقدمة
الحمد لله معز من أطاعه واتقاه، وخاذل من خالف أمره وعصاه، والصلاة والسلام على عبده، ورسوله نبينا محمد بن عبدالله، وعلى آله وأصحابه، ومن سار على نهجه واقتفاه.
أما بعد،
فقد ظهرت في الآونة الأخيرة فكرة الإرجاء بشكل مخيف، وانبرى لترويجها ربيع وأتباعه في كتب، ومقالات، وصوتيات في العالم الإسلامي، حيث يعتمدون على تأويلات باطلة لأدلة الكتاب، والسنة، ونقولات محرفة من كلام أئمة السنة([1])؛ مما سبب ارتباكا عند الناس في ((مسمى الإيمان))، حيث يحاول هؤلاء الذين ينشرون هذه الفكرة الإرجائية أن يخرجوا العمل عن مسمى الإيمان!، ويرون نجاة من ترك جميع الأعمال!، وأن عمل القلب يكفي في الإسلام؛ أي إذا قال: ((لا إله إلا الله))!.
قلت: وهذا يسهل على الناس الوقوع في الكفر!، والشرك!، والبدعة!، والمعصية!، والردة؛ وجميع أنواع المنكرات الباطنة والظاهرة؛ إذا علموا أن الإيمان متحقق لهم!، ولو لم يؤدوا الواجبات، ويجتنبوا المحرمات، ولو لم يعملوا بشرائع الدين بناء على هذا المذهب الباطل!.([2])
قلت: ولا شك أن هذا المذهب الخبيث له خطورته على المجتمعات الإسلامية، وأمور العقيدة، والعبادة، لذلك اهتم أئمة الإسلام قديما وحديثا ببيان بطلان مذهب المرجئة، والرد عليهم، وجعلوا لهذه المسألة الإرجائية بابا خاصا في كتب العقائد، بل ألفوا فيها مؤلفات مستقلة، لنقض افتراء المرجئة على كتاب الله، وسنة رسوله r، وآثار الصحابة، وأقوال العلماء([3])، والله المستعان.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((الفتاوى)) (ج7 ص555): (والسلف اشتد نكيرهم على المرجئة لما أخرجوا العمل من الإيمان، ولا ريب أن قولهم بتساوي إيمان الناس من أفحش الخطأ، بل لا يتساوى الناس في التصديق، ولا في الحب، ولا في الخشية، ولا في العلم، بل يتفاضلون من وجوه كثيرة). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((الفتاوى)) (ج7 ص118): (وقد عدلت المرجئة في هذا الأصل عن بيان الكتاب، والسنة، وأقوال الصحابة، والتابعين لهم بإحسان، واعتمدوا على رأيهم، وعلى ما تأولوه بفهمهم اللغة، وهذه طريقة أهل البدع). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((الفتاوى)) (ج7 ص287): (بل كل من تأمل ما تقوله الخوارج، والمرجئة في معنى الإيمان، علم بالاضطرار أنه مخالف للرسول r). اهـ
قلت: ولقد ساد التفرق في أوساط الشباب المسكين منذ أن ظهر ((الإرجاء))، وظهرت ((المرجئة الخامسة))، حتى ظهر الخلط بين التعاليم الصحيحة، وبين التعاليم القبيحة.
وانبرى المندسون في ((فرقة المرجئة)) يعملون فيها في الظلام لهدم السنة، والكيد لأهلها!، تحت شعار نصرة السنة وأهلها!؛ بعلم الكلام في ((شبكة سحاب!))، و((شبكة الآجري!))، و((شبكة البينة!)) وغيرها.
قلت: وافتتن بذلك الشباب المسكين حتى اعتقدوا العصمة في منهجهم من الزلل؛ كما صرحوا بذلك([4]) في جمعهم لكتب ربيع المدخلي، وغاب عنهم بسبب جهلهم، وتعصبهم لهذه الكتب([5]) أن العصمة التي ضمنها لنا نبينا r إنما تكون في الكتاب، والسنة دون غيرهما، ولم يضمنها بكتب ((المرجئة العصرية))!.
قال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في ((المنتقى)) (ج2 ص307): (على الإنسان أولا أن يعرف الحق، ويعرف الدين الصحيح، ويتضلع بالعلم النافع، ثم بعد ذلك يطلع على الأشياء المخالفة ليحذر منها وليرد عليها.
أما إنسان جاهل، وثقافته ضعيفة، وحصيلته في العلوم الشرعية قليلة([6])، فهذا لا يجوز له أن يقرأ الكتب الباطلة([7])، لأنه ربما تنطلي عليه، وتؤثر على عقيدته، وهو لا يدري، لأنه لا يعرف العلم الذي يميز به بين الحق والباطل، فلا بد أن يكون عنده أولا حصيلة من العلم النافع الذي يعلم به الحق من الباطل، حينذاك لا بأس أن يطلع). اهـ
وقال الإمام ابن مفلح رحمه الله في ((الآداب الشرعية)) (ج1 ص210): (ويحرم النظر فيما يخشى منه الضلال، والوقوع في الشك والشبهة، ثم قال: ونص الإمام أحمد رحمه الله على المنع من النظر في كتب أهل الكلام والبدع المضلة وقراءتها وروايتها!). اهـ
ونظرا لتفاوت الناس في الإدراك، والمعرفة، والتمييز؛ فهناك فئة من المجتمع لا تستطيع أن تميز بين الغث والسمين، والصحيح والسقيم، ونتيجة لاختلاط الحابل بالنابل في عالم الكتب، رأيت نصحا للأمة، وتعاونا على البر والتقوى أن يخرج هذا الكتاب للحذر من كتب([8]) ربيع المدخلي لما تحتوي من ضلالات وتحريفات في أصول الدين، فتعرف ذلك بكل يسر وسهولة.
قلت: فاحرص أيها المسلم أن تكون مكتبتك خالية من الكتب التي فيها شر، والكتب التي تضيع وقتك، واحرص على جمع الكتب التي فيها خير حتى تنتفع بها في الدنيا والآخرة.([9])
وأخيرا أقول: وهذه الردود الأثرية -بحمد لله وتوفيقه- على مدار السنة انهت المدخلي هذا، وكسرت قلمه([10])، واعلنت فضيحته، ونقضت أركانه، وقطعت لسانه، وشرعت للداني والقاصي بالطعن فيه، وإذلاله ولا كرامة إلى أن يموت؛ نعم: لما كان هذا حاله!، نعوذ بالله من الخذلان.
اللهم فلك الحمد، وإليك المشتكى، وأنت المستعان، وبك المستغاث، وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بك، وأنت حسبنا ونعم الوكيل.
كتبه
أبو عبدالرحمن فوزي الأثري
بسم لله الرحمن الرحيم
نسأل الله الستر
احذر من كتب ربيع المدخلي، وحذر منها؛
فإنها كتب بدع وضلالات
قال البرذعي رحمه الله في ((سؤالاته)) (ص273): (شهدت أبا زرعة؛ وسئل عن: ((الحارث([11]) المحاسبي))([12])، وكتبه؟، فقلت للسائل: (إياك وهذه الكتب، هذه كتب بدع وضلالات، عليك بالأثر، فإنك تجد فيه ما يغني عن هذه الكتب قيل له: في هذه الكتب عبرة، قال: من لم يكن له في كتاب الله عبرة، فليس له في هذه الكتب عبرة، بلغكم أن مالك بن أنس، وسفيان الثوري، والأوزاعي، والأئمة المتقدمين صنفوا هذه الكتب في الخطرات، والوساوس، وهذه الأشياء، هؤلاء قوم خالفوا أهل العلم فأتونا مرة بالحارث المحاسبي، ومرة بعبد الرحيم الدبيلي([13])، ومرة بحاتم الأصم([14])، ومرة بشقيق البلخي([15])، ثم قال: ما أسرع الناس إلى البدع).([16])
ويؤيد ما سلف من الكلام:
1) عن عمران بن حصين t قال: قال رسول الله r: (إن الحياء لا يأتي إلا بخير). قال: فقال له بشير بن كعب: (إنه مكتوب في الحكمة: إن من الحياء وقارا، وإن من الحياء سكينة إن منه ضعفا، وإن منه عجزا!)، فقال له عمران بن حصين: (أحدثك عن رسول الله r، وتحدثني عن صحفك!).
وفي رواية: (أحدثك عن رسول الله r، وتجيئني بالمعاريض! –يعني: بالآراء- لا أحدثك بحديث ما عرفتك).
وفي رواية: (يسمعني أحدثه عن رسول الله r، ويحدثني عن الكتب؛ لا أحدثكم اليوم حديثا).
وفي رواية: (وتحدثني عن كتبك الخبيثة).([17])
وفي رواية: (فغضب عمران حتى احمرتا عيناه، وقال: ألا أراني أحدثك عن رسول الله r وتعارض فيه!).
أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (ج7 ص100)، وفي ((الأدب المفرد)) (ص431)، وفي ((التاريخ الكبير)) (ج4 ص30)، ومسلم في ((صحيحه)) (ج1 ص64)، وأحمد في ((المسند)) (ج4 ص427)، والطبراني في ((المعجم الكبير)) (ج18 ص206)، وفي ((المعجم الصغير)) (ج1 ص85)، والطيالسي في ((المسند)) (ص114)، وابن منده في ((الإيمان)) (ج1 ص336)، وأبو نعيم في ((الحلية)) (ج2 ص251)، والقضاعي في ((مسند الشهاب)) (ج1 ص76)، والعسكري في ((تصحيفات المحدثين)) (ج8 ص7)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (ج13 ص381)، وفي ((الآداب)) (ص131)، والهروي في ((ذم الكلام)) (ج3 ص91)، وابن أبي الدنيا في ((مكارم الأخلاق)) (ص17)، والبزار في ((المسند)) (ج9 ص65)، والروياني في ((المسند)) (ص66)، وأبو الشيخ في ((طبقات المحدثين)) (ج3 ص125)، وفي ((الأمثال)) (ص231)، وهناد في ((الزهد)) (ج2 ص625)، والأصبهاني في ((الترغيب)) (ج2 ص46)، وابن بطة في ((الإبانة الكبرى)) (ج1 ص255)، ووكيع في ((الزهد)) (ج2 ص270)، وابن أبي شيبة في ((المصنف)) (ج8 ص335)، وابن عبدالبر في ((التمهيد)) (ج9 ص356)، والخطيب في ((الجامع)) (ج1 ص199)، وفي ((تاريخ بغداد)) (ج6 ص399)، وفي ((الفقيه والمتفقه)) (ج1 ص148)، والخرائطي في ((مكارم الأخلاق)) (ج1 ص85)، وابن عدي في ((الكامل)) (ج2 ص892)، والمزي في ((تهذيب الكمال)) (ج5 ص478)، وأبو داود في ((سننه)) (ج5 ص147) من عدة طرق عن عمران بن حصين t به.
قلت: وعليه فإنه متى ظهر النص من الكتاب والسنة وجب ترك جميع الكتب المصنفة، وتقديم النص؛ كما فعل عمران بن حصين رضي الله عنه؛ بقوله في رواية مسلم (ج1 ص64): (يسمعني أحدثه عن رسول الله r، ويحدثني عن الكتب!!!).
2) وعن مرة الهمداني أن أبا قرة الهمداني (أتى ابن مسعود رضي الله عنه بكتاب، فقال: إني قرأت هذا بالشام، فأعجبني، فإذا هو كتاب من كتب أهل الكتاب، فقال عبد الله: إنما هلك من كان قبلكم باتباعهم الكتب، وتركهم كتاب الله، فدعا بطست، وماء، فوضعه فيه، وأماثه بيده حتى رأيت سواد المداد).
وقال حصين الراوي؛ فقال مرة: أما إنه لو كان من القرآن، أو من السنة لم يمحه، ولكن كان من كتب أهل الكتاب.
أثر صحيح
أخرجه الهروي في ((ذم الكلام)) (ج3 ص104)، والدارمي في ((المسند)) (ج1 ص123)، والخطيب في ((تقييد العلم)) (ص53) من طرق عن حصين بن عبد الرحمن عن مرة الهمداني به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
3) وعن عمرو بن قيس الكندي، قال: سمعت: عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: (من أشراط الساعة أن يظهر القول، ويخزن العمل، ويرتفع الأشرار، ويوضع الأخيار، وتقرأ المثاني([18]) عليهم, فلا يعيبها أحد منهم قال: قلت: ما المثاني؟ قال: كل كتاب سوى كتاب الله). يعني: كتب المخالفين في الدين.
حديث صحيح
أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (ج15 ص165)، ونعيم بن حماد في ((الفتن)) (ج1 ص243)، وابن وضاح في ((البدع)) (ص148)، والداني في ((السنن الواردة في الفتن)) (ج4 ص799)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (ج9 ص415)، والحاكم في ((المستدرك)) (ج4 ص554)، والطبراني في ((مسند الشاميين)) (ج1 ص267)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (ج13 ص593)، والدارمي في ((المسند)) (493)، وأبو عبيد في ((غريب الحديث)) (ج4 ص281) من عدة طرق عن عمرو بن قيس به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
قلت: وإن كان الحديث موقوفا؛ لكن له حكم الرفع، لأن مثله لا يقال بالرأي.
قال العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في ((الصحيحة)) (ج6 ص775): (هذا الحديث من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم، فقد تحقق كل ما فيه من الأنباء، وبخاصة منها ما يتعلق بـ(المثناة) وهي كل ما كتب سوى كتاب الله؛ كما فسره الراوي، وما يتعلق به من الأحاديث النبوية، والآثار السلفية، فكأن المقصود بــ(المثناة) الكتب المذهبية المفروضة على المقلدين-وعلى الحزبيين- التي صرفتهم مع تطاول الزمن عن كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ كما هو مشاهد اليوم مع الأسف من جماهير المتمذهبين، وفيهم كثير من الدكاترة، والمتخرجين من كليات الشريعة، فإنهم جميعا يتدينون بالتمذهب، ويوجبونه على الناس حتى العلماء منهم!.. فقد جعلوا المذهب أصلا، والقرآن الكريم تبعا، فذلك هو (المثناة) دون ما شك، أو ريب). اهـ
قلت: وكذلك المقصود بــ(المثاني، أو المثناة) الكتب الحزبية الفكرية المفروضة على الحزبيين التي صرفتهم مع تطاول الزمن عن كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما هو مشاهد اليوم... فقد جعلوا الحزب،أو الجمعية أصلا، والقرآن الكريم، والسنة النبوية تبعا ... فهي كتب فكرية مضلة سياسية كـــ(كتب حسن البنا، وسيد قطب، ومحمد سرور، وحسن الترابي، وعبد الله عزام، وعبدالرحمن عبد الخالق، وعدنان عرعور، والغزالي، والقرضاوي، ومحمد قطب، وسفر الحوالي، وسلمان العودة، وربيع المدخلي، وطارق السويدان، وعلي الحلبي، وعبدالعزيز الريس، وإبراهيم الرحيلي)، وغيرهم عاقبهم الله بما يستحقون.
وقال أبو عبيد رحمه الله في ((غريب الحديث)) (ج4 ص282): (فسألت رجلا من أهل العلم بالكتب الأول قد عرفها، وقرأها عن المثناة؛ فقال: إن الأحبار، والرهبان من بني إسرائيل بعد موسى عليه السلام وضعوا ((كتابا)) فيهما بينهم على ما أرادوا من غير كتاب الله تبارك وتعالى، فسموه المثناة، كأنه يعني: أنهم أحلوا فيه ما شاؤا، وحرموا فيه ما شاؤا على خلاف كتاب الله تبارك وتعالى؛ فبهذا عرفت تأويل حديث عبد الله بن عمرو؛ أنه إنما كره الأخذ عن أهل الكتب لذلك المعنى). اهـ
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في ((الرسالة التبوكية)) (ص77): (قال تعالى: ]كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون[([19])؛ فأمر سبحانه باتباع ما أنزل على رسوله r؛ ونهى عن اتباع غيره، فما هو إلا اتباع المنزل، واتباع أولياء من دونه، فانه لم يجعل بينهما واسطة، فكل من لا يتبع الوحي؛ فإنما يتبع الباطل، واتبع أولياء من دون الله، وهذا بحمد الله ظاهر لا خفاء به). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((رفع الملام عن الأئمة الأعلام)) (ص88): (وهذا الترك([20]) يجر إلى الضلال، واللحوق بأهل الكتابين، الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لم يعبدوهم, ولكن أحلوا لهم الحرام, فاتبعوهم, وحرموا عليهم الحلال, فاتبعوهم)([21])، ويفضي إلى طاعة المخلوق في معصية الخالق، ويفضي إلى قبح العاقبة وسوء التأويل). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((رفع الملام)) (ص89): (فلا بد أن نؤمن بالكتاب كله, ونتبع ما أنزل إلينا من ربنا جميعه، ولا نؤمن ببعض الكتاب، ونكفر ببعض، ولا تلين قلوبنا لاتباع بعض السنة, وتنفر عن قبول بعضها بحسب العادات والأهواء, فإن هذا خروج عن الصراط المستقيم, إلى صراط المغضوب عليهم والضالين). اهـ
قلت: وأتباع ((المرجئة العصرية)) اتخذوا أحبارهم، ورهبانهم أربابا من دون الله تعالى، حيث أطاعوهم في الاعتقادات الفاسدة، بل اتبعوهم في تبديل دين الله تعالى، ووضعوا لهم كتبا([22]) تخالف شرع الله تعالى.([23])
قال تعالى: ]اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون[ [التوبة:31].
قلت: لقد كان اليهود والنصارى ينازعون الله تعالى في شريعته، وهم الأحبار والرهبان؛ فاعتدوا على سلطان الله تعالى، ونصبوا أنفسهم في دينهم ليشرعوا للناس التشريعات المخالفة لما أنزل الله تعالى عليهم في كتبهم، فضلوا وأضلوا، نعوذ بالله من الخذلان.
4) وعن محمد بن سيرين رحمه الله قال: (إنما ضلت بنو إسرائيل بكتب ورثوها عن آبائهم!).
أثر حسن
أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (ج9 ص53)، وأبو خيثمة في ((العلم)) (152)، وابن عبدالبر في ((جامع بيان العلم)) (348)، والخطيب البغدادي في ((تقييد العلم)) (ص61) من طريق وكيع عن الحكم بن عطية عن محمد بن سيرين به.
قلت: وهذا سنده حسن.
إنما ضلت ((المرجئة الخامسة)) بكتب ربيع المرجئ، ورثوها من المداخلة!، نعوذ بالله من الخذلان.
5) وعن عبدالله بن مسعود t؛ في أناس عندهم كتاب يعجبون به؛ فلم يزل بهم حتى أتوه به، فمحاه ثم قال: (إنما هلك أهل الكتاب قبلكم أنهم أقبلوا([24]) على كتب علمائهم، وتركوا كتاب ربهم!).
أثر حسن
أخرجه الدارمي في ((المسند)) (485)، والخطيب في ((تقييد العلم)) (ص53)، وابن أبي شيبة في ((المصنف)) (ج9 ص17)، وابن عبد البر في ((جامع بيان العلم)) (350) من طرق عن عبدالله بن مسعود t به.
قلت: وهذا سنده حسن.
6) وعن الأوزاعي رحمه الله قال: (ما زال هذا العلم عزيزا يتلقاه الرجال حتى وقع في الصحف، فحمله أو دخل فيه غير أهله!).
أثر صحيح
أخرجه الدارمي في ((المسند)) (483)، والخطيب البغدادي في ((تقييد العلم)) (ص64)، وابن عبد البر في ((جامع بيان العلم)) (371) من طريق ابن المبارك، والوليد بن مسلم عن الأوزاعي به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
7) وعن أبي موسى الأشعري t قال: (أن بني إسرائيل كتبوا كتابا، فتبعوه وتركوا التوراة!).
أثر صحيح
أخرجه الدارمي في ((المسند)) (497)، والخطيب البغدادي في ((تقييد العلم)) (ص56) من طريق عبد الملك بن عمير عن أبي بردة عن أبي موسى t به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
فإن ((الفرقة السحابية)) كتبوا كتبا في ((شبكة سحاب)) لربيع وطبعوها، وتبعوها، وتركوا القرآن، نعوذ بالله من إبليس.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((منهاج السنة)) (ج5 ص262): (فإن الهدى يدور مع الرسول r حيث دار، ويدور مع أصحابه دون أصحاب غيره حيث داروا). اهـ
8) وعن الإمام أحمد رحمه الله قال: -عن أصحاب الآراء-: (أهلكهم وضع الكتب، تركوا آثار رسول الله r، وأقبلوا على الكلام!).([25])
9) وعن المروذي: قلت لأحمد: (استعرت كتابا فيه أشياء رديئة، ترى أن أخرقه، أو أحرقه؟ قال أحمد: نعم).([26])
قلت: فكيف لو رأى الإمام أحمد ما صنف ربيع من الكتب المضلة التي يعارض بها ما في القرآن الكريم!، والسنة النبوية!، والآثار السلفية!، لأمر بإتلافها، وحرقها، اللهم غفرا.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في ((الطرق الحكمية)) (ص472): (وكل هذه الكتب المتضمنة لمخالفة السنة؛ غير مأذون فيها، بل مأذون في محقها وإتلافها، وما على الأمة أضر منها.
وقد حرق الصحابة جميع المصاحف المخالفة لمصحف عثمان، لما خافوا على الأمة من الاختلاف، فكيف لو رأوا هذه الكتب التي أوقعت الخلاف، والتفرق بين الأمة؟!). اهـ
10) وعن محمد بن أحمد بن واصل المقري قال: سمعت أبا عبد الله -وسئل عن الرأي؟- فرفع صوته، وقال: (لا يثبت شيء من الرأي، عليكم بالقرآن، والحديث، والآثار).([27])
قلت: فمن وضع شيئا من الكتب المضلة، وزعم أنه ينصر السنة وأهلها!؛ فهو مبتدع، ويعاب عليه وضع هذه الكتب، لأننا أمرنا أن نكتب العلم الموافق للكتاب، والسنة، والآثار([28])، والله المستعان.
فعن أبي زرعة رحمه الله- وقد سئل عن الحارث المحاسبي وكتبه- فقال: (إياك وهذه الكتب، هذه كتب بدع وضلالات؛ عليك بالأثر، فإنك تجد فيه ما يغنيك عن هذه الكتب!).
أثر صحيح
أخرجه البرذعي في ((سؤالاته)) (ص274)، والخطيب في ((تاريخ بغداد)) (ج8 ص215).
وإسناده صحيح.
وذكره الذهبي في ((تاريخ الإسلام)) (ج18 ص208)، وفي ((السير)) (ج12 ص112)، وابن حجر في ((تهذيب التهذيب)) (ج2 ص135).
قال الذهبي رحمه الله في ((ميزان الاعتدال)) (ج1 ص431)؛ معلقا: (وأين مثل الحارث، فكيف لو رأى أبو زرعة تصانيف المتأخرين!). اهـ
قال أبو عبدالرحمن الأثري: كيف لو رأى أبو زرعة تصانيف المعاصرين!؛ ككتب ربيع المدخلي، وفيها من ضلالات لطار لبه، نسأل الله العافية والسلامة.
وقال شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين في ((شرح حلية طالب العلم)) (ص274): (وهناك كتب ضارة ذات أفكار معينة، ومنهج معين، فهذه لا تدخل المكتبة سواء كان ذلك في المنهج، أو كان ذلك في العقيدة، ككتب المبتدعة التي تضر العقيدة، والكتب الثورية التي تضر المنهج، فكل كتب تضر فلا تدخل مكتبتك!). اهـ
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في ((الطرق الحكمية)) (ص474): (والمقصود: أن هذه الكتب المشتملة على الكذب، والبدعة يجب إتلافها وإعدامها، وهي أولى بذلك من إتلاف آلات اللهو، والمعازف، وإتلاف آنية الخمر، فإن ضررها أعظم من ضرر هذه، ولا ضمان فيها). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((الفتاوى)) (ج5 ص547): (هؤلاء إنما ظهروا في الإسلام في أثناء ((الدولة العباسية)) وآخر ((الدولة الأموية))؛ لما عربت الكتب اليونانية، ونحوها!). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((الفتاوى)) (ج5 ص544): (فالمتكلمون الذين ابتدعوه، وزعموا أنهم به نصروا الإسلام، وردوا به على أعدائه؛ كالفلاسفة، لا للإسلام نصروا، ولا لعدوه كسروا، بل كان ما ابتدعوه مما أفسدوا به حقيقة الإسلام على من اتبعهم، فأفسدوا عقله، ودينه، واعتدوا به على من نازعهم من المسلمين، وفتحوا لعدو الإسلام بابا إلى مقصوده... والمقصود هنا: أن هؤلاء المتكلمين الذين زعموا أنهم ردوا عليهم لم يكن الأمر كما قالوه، بل هم فتحوا لهم دهليز الزندقة، ولهذا يوجد كثير ممن دخل في هؤلاء الملاحدة إنما دخل من باب أولئك المتكلمين!). اهـ
وقال الإمام ابن قدامة رحمه الله في ((لمعة الاعتقاد)) (ص159): (ومن السنة: هجران أهل البدع ومباينتهم، وترك الجدال والخصومات في الدين، وترك النظر في كتب المبتدعة، والإصغاء إلى كلامهم، وكل محدثة في الدين بدعة). اهـ
وقال شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في ((شرح لمعة الاعتقاد)) (ص159): (ومن هجر أهل البدع ترك النظر في كتبهم خوفا من الفتنة بها، أو ترويجها بين الناس؛ فالابتعاد عن مواطن الضلال واجب). اهـ
وقال الإمام ابن بطة في ((الإبانة الصغرى)) (ص7): (فنبذوا الكتاب وراء ظهورهم، واتخذوا الجهال، والضلال أربابا في أمورهم، من بعد ما جاءهم العلم من ربهم، واستعملوا الحضومات فيما يدعون، وقطعوا الشهادات عليها بالظنون، واحتجوا بالبهتان فيما ينتحلون، وقلدوا في دينهم الذين لا يعملون فيما لابرهان لهم به في الكتاب، ولا حجة عندهم فيه من الإجماع). اهـ
وقال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في ((حلية طالب العلم)) (ص137): (فيا أيها الطالب! إذا كنت في السعة والاختيار؛ فلا تأخذ عن مبتدع: رافضي، أو خارجي، أو مرجئ، أو قدري، أو قبوري،000 وهكذا). اهـ
وعن أبي محمد الإفريقي قال: (وللدين ناصرا لا في يد الظلمة!).([29])
هذا آخر ما وفقني الله سبحانه وتعالى إليه في تصنيف هذا الكتاب النافع المبارك -إن شاء الله- سائلا ربي جل وعلا أن يكتب لي به أجرا، ويحط عني فيه وزرا،
وأن يجعله لي عنده يوم القيامة دخرا... وصلى الله وسلم وبارك
على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين،
وآخر دعوانا أن الحمد الله
رب العالمين
([2]) فالمرجئة هؤلاء هم الذين يقولون لو ترك العبد الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، وجميع الأعمال في الدين يحكم بإسلامه ما دام يصدق بـــ لا إله إلا الله بقلبه!.
([3]) لذلك نحذر من الجدال في أصول الدين؛ لما يترتب على ذلك من المحاذير العظيمة، ونوصي بالرجوع في مسائل الإيمان، وغيرها إلى كتب السلف الصالح، وأئمة الدين، المبنية على الكتاب، والسنة، وأقوال السلف، ونحذر من الرجوع إلى الكتب المخالفة لاعتقاد أهل السنة والجماعة، وإلى الكتب الحديثة الصادرة عن أناس متعالمين، لم يأخذوا العلم عن أهله، ومصادره الأصلية!، اللهم سلم سلم.
وانظر: ((التحذير من الإرجاء، وبعض الكتب الداعية إليه))، فتاوى صدرت من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء؛ بالمملكة العربية السعودية (ص7 و15 و16 و19 و21 و23 و26).
([5]) ولم نر نقدا إلى الآن لكتب ربيع على ما فيها من تخرصات، وضلالات، ونظريات في دين الله تعالى، وهؤلاء بذلك قد اتصفوا بالانهزامية النفسية أمام المداخلة!، اللهم غفرا.
([6]) كــ((السحابي الربيعي)) هذا؛ لم يقرأ في الكتب الشرعية بعلم، فانطلى عليه ما في كتب ربيع من ضلالات فتأثر بها بسبب جهله، فهلك، والعياذ بالله.
([7]) كــ((كتب ربيع المدخلي الباطلة)) لما فيها من الدجل، فهو دجال من الدجاجلة اختلق ما ذكر فيها من الإرجاء، وغيره، والله المستعان.
([9]) قلت: وكن على حذر شديد من كتب أهل البدع والضلال، وأصحاب المنهاج المنحرفة؛ فإنها سم زعاف، وهي تمرض القلوب، وتصد عن الحق، والله المستعان.
([11]) قلت: قال أبو زرعة رحمه الله في ((السؤالات)) (ص276) عن سليمان الشاذكوني أحد الكذابين: (ذاك اللسان، والفصاحة، بأي: شيء ختم له، نسأل الله الستر!).
([12]) الحارث هو ابن أسد البغدادي المحاسبي الصوفي، وهو ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا توفي سنة: (ثلاث وأربعين ومئتين) هـ.
انظر: ((السير)) للذهبي (ج12 ص112).
قال الإمام أحمد رحمه الله: (حارث أصل البلية، يعني: حوادث كلام جهم بن صفوان، ما الآفة إلا حارث!).
انظر: ((بحر الدم)) لابن عبدالهادي (ص99).
قال أبو عبدالرحمن الأثري: ربيع أصل البلية في نشره الإرجاء الخبيث، وهو الآفة في ذلك، وما أسرع الناس إلى البدع، نعوذ بالله من الخذلان.
([13]) الدبيلي هذه النسبة إلى دبيل وهي قرية من قرى الرملة من الشام، ونسب إليها عبد الرحيم بن يحيى الدبيلي.
انظر: ((الأنساب)) للسمعاني (ج4 ص313، 314)، و((الإكمال)) لابن ماكولا (ج3 ص352).
([14]) حاتم بن عنوان الأصم، توفي سنة ((سبع وثلاثين ومئتين هـ)).
انظر: ((حلية الأولياء)) للأبي نعيم (ج8 ص73)، و((تاريخ بغداد)) للخطيب (ج8 ص241).
([15]) شقيق بن إبراهيم الأزدي البلحي، أحد شيوخ التصوف، توفي سنة ((أربع وتسعين ومئة هــ)).
انظر: ((ميزان الاعتدال)) للذهبي (ج2 ص279).
([16]) هذا الخبر أخرجه أيضا الخطيب في ((تاريخ بغداد)) (ج8 ص215)، وأورده الذهبي في ((تاريخ الإسلام)) (ج18 ص208، 209)، وفي ((سير أعلام النبلاء)) (ج12 ص112)، وفي ((الميزان))) (ج1 ص431)، وابن حجر في ((تهذيب التهذيب)) (ج2 ص135، 136).
([17]) قلت: نحدثهم بكتاب الله تعالى، وبسنة رسوله r، ويحدثونا بكتب ربيع الخبيثة في ((شبكة سحاب)) الخبيثة!.
([18]) قلت: وتقرأ كتب ربيع المثناة على رؤوس ((الربيعية))، ولا يعيبها أحد من الربيعيين!، ولا يوجد من يغيرها، بل هذه الكتب المثناة تتلى عليهم في ((شبكة سحاب))، وهذه الكتب المخالفة للشرع من أشراط الساعة!؛ نعوذ بالله من الخذلان.
أخرجه الترمذي في ((سننه)) (ج5 ص287)، والبيهقي في ((السنن الكبرى)) (ج10 ص116)، والخطيب البغدادي في ((الفقيه والمتفقه)) (ج2 ص129) من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه.
وإسناده حسن.
([23]) وانظر: ((إعانة المستفيد)) للشيخ الفوزان (ج2 ص159)، و((هدية السلطان)) للمعصومي (ص94)، و((فتح المجيد)) للشيخ عبدالرحمن بن حسن (ج1 ص210)، و((الإيمان)) لابن تيمية (ص66)، و((الخلاف بين العلماء)) لشيخنا ابن عثيمين (ص28)، و((القول المفيد)) له (ج2 ص264).
([24]) قلت: إنما هلكت ((الفرقة الربيعية)) عندما أقبلت على كتب ربيع الهالك، وتركت الكتاب، والسنة، والآثار، نعوذ بالله من الخذلان.
أخرجه الخلال في ((العلم)) (ص472-الطرق الحكمية) من طريق محمد بن أبي هارون: أن أبا الحارث حدثهم به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
أخرجه الخلال في ((العلم)) (ص471-الطرق الحكمية) من طريق محمد المروذي عن أحمد بن حنبل به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
أخرجه الخلال في ((العلم)) (ص472-الطرق الحكمية) من طريق محمد بن أحمد المقري عن أحمد بن حنبل به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
([28]) وانظر: ((الفتاوى)) لابن تيمية (ج9 ص18)، و((تحريم النظر في كتب الكلام)) لابن قدامة (ص32)، و((الطرق الحكمية)) لابن القيم (ص471)، و((روح المعاني)) للآلوسي (ج28 ص109)، و((البداية والنهاية)) لابن كثير (ج11 ص69)، و((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (ج14 ص59)، و((لسان الميزان)) لابن حجر (ج4 ص238)، و((تلبيس إبليس)) لابن الجوزي (ص331)، و((شرح لمعة الاعتقاد)) لشيخنا ابن عثيمين (ص159)، و((الإبانة الصغرى)) لابن بطة (ص169 و225).