الرئيسية / سلسلة النصيحة الذهبية للعودة إلى السلفية / ذم الدكتوراة
ذم الدكتوراة
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
وشهد شاهد من أهلها!
قال الدكتور ! سمير استيتية في مقال له حين كان تلميذا !! في جامعة ميشغان الأمريكية !!! نشرته جريدة اللواء الأردنية بتاريخ 14 / 9 / 1983، كان مما قال فيه: (كلمة دكاترة جمع تكسير لمفرد مجهول الحقيقة والهوية، فارغ من كل مضمون، إلا مضمون واحد؛[كذا قال، وهو خطأ ظاهر، صوابه: مضمونا واحدا]؛ وهو أن الدكتوراه قد يحصل عليها العالم، والجاهل([1])سواء بسواء!!!). اهـ
قلت: ولذلك يجب على المستفتي أن يبحث، ويسأل حتى يعرف صلاحية من يستفتيه للفتيا إذا لم يكن قد عرفه من قبل([2]).
ﭧﭐﭨ ﱣﭐ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱢ [النحل:43].
قلت: لأن الفتوى شأنها عظيم، وخطرها جسيم، فهي توقيع عن الله تعالى،
ودخول بين الله تعالى وبين خلقه، والقائم بها معرض للخطأ، فعليه أخذ الحيطة والحذر، وعدم الإقدام عليها إلا بعد التأهل لها مع شدة المراقبة لله تعالى، وملازمة التقوى والورع، وأهل العلم الربانيين، ولا يلزم العبد في ذلك أهل الشهادات الأكاديمية الجهلة، والله المستعان.
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
درة نادرة
ذكر الحجة
على أن الدكاترة هم: الجهال
في العلم والعقيدة والفقه والمنهج والشريعة
قال العلامة ابن باز :؛ وهو يتكلم عن أهمية الاعتقاد الصحيح لطلبة الجامعات الإسلامية: (فالناس تساهلوا في هذا الأمر!، فصاروا قضاة، ومدرسين، وهم لا يعرفون العقيدة السلفية!، ولا يعرفون العقيدة الصحيحة!، فتعلم الأصل علم العقيدة، ولكن تهاونوا بإعطائه حقه، والدراسة، والتمحيص... فصاروا دكاترة وهم صفر في العقيدة!، فدكاترة حصلوا على الشهادة العالية، والماجستير، والدكتوراه وهم صفر في العقيدة ! لا يعرفون شيئا في العقيدة!، العقيدة في جاهلية!، حتى سألوا الأموات!... لأنهم ما درسوا العقيدة كما ينبغي، الذين أخذوا عنهم كذلك... فكانوا صفرا في هذا الباب!)([3]). اهـ
وقال شيخنا العلامة ابن عثيمين : في «شرح رياض الصالحين» (ج3 ص442)؛ وهو يذم الدكاترة في الدين: (الذي يتعلم شريعة الله U وما يساندها، فهذا علم لا يبتغي به إلا وجه الله، إذا أراد به الدنيا فإنه لا يجد ريح الجنة يوم القيامة، وهذا وعيد شديد والعياذ بالله، يدل على أن من قصد بتعلم الشرع شيئا من أمور الدنيا؛ فإنه قد أتى كبيرة من كبائر الذنوب، ولا يبارك له في علمه، يعني مثلا، قال: أريد أن أتعلم من أجل أن أصرف وجوه الناس إلي، حتى يحترموني ويعظموني، أريد أن أتعلم حتى أكون مدرسا فآخذ راتبا، وما أشبه ذلك، هذا والعياذ بالله لا يجد ريح الجنة يوم القيامة، وقد أشكل على هذا، أو قد روع هذا بعض الذين يقرءون في المدارس النظامية كالمعاهد، والكليات من أجل أن ينالوا الشهادة، فيقال: نيل الشهادة ليس للدنيا وحدها قد يكون للدنيا وحدها، وقد يكون للآخرة، فإذا قال الطالب: أنا أطلب العلم لأنال الشهادة حتى أتمكن من وظائف التدريس، وأنفع الناس بذلك، أو حتى أكون مديرا في دائرة أوجه من فيها إلى الخير فهذا خير، ونية طيبة، ولا فيها إثم، ولا حرج.
وذلك أنه مع الأسف في الوقت الحاضر صار المقياس في كفاءة الناس هذه الشهادات، معك شهادة توظف، وتولي قيادة على حسب هذه الشهادة، ممكن يأتي إنسان يحمل شهادة دكتوراه فيولى التدريس في الكليات والجامعات، وهو من أجهل الناس لو جاء طالب في الثانوية العامة لكان خيرا منه، وهذا مشاهد، يوجد الآن من يحمل شهادة دكتوراه لكنه لا يعرف من العلم شيئا أبدا، إما أنه نجح بغش، أو نجح نجاحا سطحيا لم يرسخ العلم في ذهنه لكن يوظف؛ لأن معه شهادة دكتوراه، يأتي إنسان طالب علم جيد هو خير للناس وخير لنفسه من هذا الدكتور ألف مرة لكن لا يوفق، لا يدرس في الكليات، لماذا؟ لأنه لا يحمل شهادة دكتوراه. فنظرا لأن الأحوال تغيرت وانقلبت إلى هذه المآل... المهم: احذر أخي طالب العلم، احذر من النيات السيئة، العلم الشرعي أعز، وأرفع، وأعلى من أن تريد به عرضا من الدنيا، عرض الدنيا ما الذي تنتفع به، آخر أمره أن يكون في محل القاذورات). اهـ
قلت: فاختيار الأمثل فالأمثل، والأعلم فالأعلم للمناصب الدينية، لا الأجهل، فالأجهل، وإن كان يحمل شهادة الدكتوراه، أو شهادة الماجستير، والله المستعان.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : في «السياسة الشرعية» (ص39): (إذا عرف هذا، فليس عليه أن يستعمل إلا أصلح الموجود، وقد لا يكون في موجوده من هو أصلح لتلك الولاية، فيختار الأمثل فالأمثل في كل منصب بحسبه، وإذا فعل ذلك بعد الاجتهاد التام، وأخذه للولاية بحقها، فقد أدى الأمانة، وقام بالواجب في هذا، وصار في هذا الموضع من أئمة العدل، والمقسطين عند الله؛ وإن اختل بعض الأمور بسبب من غيره، إذا لم يمكن إلا ذلك، فإن الله يقول: ﱣﭐ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﱢ [التغابن:16]. اهـ
وقال العلامة الشيخ ناصر الدين الألباني :؛ عن مفاسد الدكاترة في البلدان: (والقاصي والداني يعلم أننا لا نؤيد كل هذه التكتلات الحزبية، بل نعتقد أنها مخالفة لنصوص الكتاب والسنة ... فهذا وذاك مما حملني على أن لا أحشر نفسي للرد على أولئك المبطلين، لأنهم لم يضمنوا ردودهم ما يدل على أن غايتهم نصرة الحق الذي بدا لهم، وإنما هي الأهواء الشخصية والأغراض الحزبية!... بل أين هم من خطبة فقير العلم ذاك! الذي هو رأس الفتنة، حيث نفى صراحة أن يكون هناك ديار إسلامية؟! بل قال بالحرف الواحد ما نصه: «ما أرى إلا أن الهجرة واجبة من الجزائر إلى تل أبيب»!! وقال: «لو خيرت –أقسم بالله- أن أعيش في أي عاصمة عربية لاخترت أن أعيش في القدس تحت احتلال اليهود»!!
فهل هذه الأقوال ــ يا معشر الدكاترة!ــ أخطر وأضل، أم القائل بوجوب الأمر الذي هو قول جميع العلماء؟!
فسكوتهم عن هذه الأقوال التي لا نشك أنكم معنا في بطلانها، وضلال صاحبها)([4]). اهـ
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
إلماعة
ذكر الحجة
على مفاسد الدكاترة في الوطن
قال الإمام ابن حزم : في «الفصل» (ج4 ص227): (واعلموا رحمكم الله أن جميع فرق الضلالة لم يجر الله على أيديهم خيرا، ولا فتح بهم من بلاد الكفر قرية، ولا رفع للإسلام راية، وما زالوا يسعون في قلب نظام المسلمين، ويفرقون كلمة المؤمنين، ويسلون السيف على أهل الدين، ويسعون في الأرض مفسدين). اهـ
وقال عنبسة بن سعيد الكلاعي :: «ما ابتدع رجل بدعة إلا غل صدره على المسلمين، واختلجت منه الأمانة».
أثر صحيح
أخرجه الهروي في «ذم الكلام» (ج5 ص126)، وأبو القاسم الأصبهاني في «الحجة» (ج1 ص304)، وابن بطة في «الإبانة الصغرى» تعليقا (ص55) بإسناد صحيح.
قلت: لأن إذا حدث الرجل بالبدعة، وتمكنت من قلبه ودعا إليها، سلب ورعه وأمانته، وحمل غلا وحقدا على المسلمين؛ فافهم هذا ترشد.
قوله: «واختلجت»: من الخلج، وهو الجذب والنزع.([5])
وقال أبو قلابة :: «ما ابتدع رجل بدعة إلا استحل السيف».([6])
أثر صحيح
أخرجه الدارمي في «المسند» (ج1 ص231)، والآجري في «الشريعة» (ج1 ص200)، واللالكائي في «الاعتقاد» (ص247)، وابن سعد في «الطبقات الكبرى» (ج7 ص184)، وأبو نعيم في «الحلية» (ج2 ص287)، وعبد الرزاق في «المصنف» (ج10 ص151)، وفي «الآمالي في آثار الصحابة» (ص40)، والفريابي في «القدر» (ص376) من طرق عن أيوب عن أبي قلابة به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
قلت: فأي مبتدع؛ فاعلم أنه يحمل السيف؛ لكن بين معلن وبين متستر، اللهم غفرا.([7])
وكان أيوب السختياني : يسمي «أصحاب الأهواء» كلهم خوارج ويقول: «اختلفوا في الاسم، واجتمعوا على السيف».
أثر صحيح
أخرجه اللالكائي في «الاعتقاد» (290)، وأبو القاسم البغوي في «الجعديات»
(1236)، والفريابي في «القدر» (ص215)، والهروي في «ذم الكلام» (977) بإسناد صحيح.
قلت: إنها تسمية في غاية الصحة، فكل صاحب هوى يطمع في الحكم، ومن هنا لابد أن يحمل السلاح على الحاكم ليصل إلى الحكم!.
فاتفقوا على محاربة الحكام، ونشر الأكاذيب عليهم، والتحريض عليهم، والتشكيك في حكمهم، وبذل جميع الوسائل الممكنة في إسقاط الحكومات الإسلامية وشعوبها المسلمة، والله المستعان.
قلت: فأخبث الدكاترة من الخوارج؛ هم الخوارج القعدة؛ لأنهم يشعلون الفتن بين المسلمين في خفاء وسرية ماكرة.
قال الإمام عبد الله بن محمد الضعيف :: «قعد الخوارج هم أخبث الخوارج» ([8]).
وقال الحافظ ابن حجر : في «هدي الساري» (ص483): (القعدية: الذين يريدون الخروج على الأئمة، ولا يباشرون ذلك). اهـ
وقال الحافظ ابن حجر : في «التهذيب» (ج8 ص114): (القعد الخوارج كانوا لا يرون بالحرب، بل ينكرون على أمراء الجور حسب الطاقة، ويدعون إلى
رأيهم، ويزينون مع ذلك الخروج ويحسنونه). اهـ
قلت: ولا يزال هؤلاء سبب ريبة وشك في الدين؛ لكثير من الناس، لأنهم يظهرون شيئا، ويبطنون شيئا آخر، اللهم سلم سلم.
قال الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في «إعانة المستفيد» (ج1 ص243): (التنبيه على خداع المخادعين، وأن يكون المؤمنون على حذر دائما من المشبوهين ومن تضليلهم، وأنهم قد يتظاهرون بالصلاح، ويتظاهرون بالمشاريع الخيرية ــ كبناء المساجد!ــ ولكن ما دامت سوابقهم، وما دامت تصرفاتهم تشهد بكذبهم؛ فإنه لا يقبل منهم، ولا ننخدع بالمظاهر دون النظر إلى المقاصد، وإلى ما يترتب –ولو على المدى البعيد- على هذه المظاهر ... ففيه تنبيه المسلمين إلى الحذر في كل زمان ومكان من تضليل المشبوهين، وأن كل من تظاهر بالخير والصلاح والمشاريع الخيرية لا يكون صالحا ... فإننا نأخذ الحذر منه ولا ننخدع).اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : في «الفتاوى» (ج2 ص132)؛ عن المبتدعة: (ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم، أو ذب عنهم، أو أثنى عليهم، أو عظم كتبهم، أو عرف بمساعدتهم ومعاونتهم، أو كره الكلام فيهم، أو أخذ يعتذر لهم، بأن هذا الكلام لا يدري ما هو؟ أو من قال: إنه صنف هذا الكتاب؟... وأمثال هذه المعاذير التي لا يقولها إلا جاهل أو منافق؛ بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم، ولم يعاون على القيام عليهم، فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات؛ لأنهم أفسدوا العقول والأديان على خلق من المشايخ، والعلماء، والملوك، والأمراء، وهم يسعون في الأرض فسادا، ويصدون عن سبيل الله). اهـ
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
اللهم انصرنا على القوم الظالمين
المقدمــــة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإن الله سبحانه وتعالى بعث رسوله محمدا ه بالهدى ودين الحق؛ ﱣﭐﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞﱢ [التوبة: 33]، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، فأتم الله به الدين، وأقام به الحجة، وترك أمته على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، فبين ه لأمته أحكام الدين كلها، أصولا وفروعا، عقيدة وشريعة.
فعن أبي ذر ا قال: «لقد تركنا رسول الله ه، وما طائر في السماء يقلب جناحيه، إلا وقد أوجدنا فيه علما». وفي رواية: «ما بقي شيء يقرب من الجنة، ويباعد من النار، إلا وقد بين لكم».
أثر حسن
أخرجه أحمد في «المسند» (ج5 ص153 و162)، والبزار في «المسند» (3897)، وابن حبان في «صحيحه» (65)، والدارقطني في «العلل» (ج6 ص290)، وفي «الأفراد» (ج2 ص269-أطراف الغرائب)، والطبراني في «المعجم الكبير» (ج2 ص155 و156)، ومحمد بن طاهر في «الحجة» (ج2 ص576)، والطيالسي في «المسند» (479)، ووكيع في «الزهد» (522)، وابن سعد في «الطبقات الكبرى» (ج2 ص354)، والذهبي في «تذكرة الحفاظ» (ج3 ص829).
وإسناده حسن.
وعن العرباض بن سارية ا قال: قال رسول الله ه: «قد تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك».
حديث حسن
أخرجه ابن ماجه في «سننه» (43)، وأحمد في «المسند» (ج4 ص126)، والحاكم في «المستدرك» (ج1 ص96)، وفي «المدخل إلى الصحيح» (ج1 ص55)، والآجري في «الشريعة» (ص47)، والطبراني في «المعجم الكبير» (ج18 ص247)، وفي «مسند الشاميين» (2017)، وابن أبي عاصم في «السنة» (ج1 ص27)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (ص482)، والمخلص في «سبعة مجالس من أماليه» (ج4 ص164).
وإسناده حسن.
قلت: فالله بعث محمدا ه بالهدى، ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الظالمون، بعثه بالحنيفية السمحة، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور؛ من ظلمة الشرك، والبدعة، والمعصية إلى نور التوحيد، والسنة، والطاعة، دعا الناس إلى المحجة البيضاء، وإلى السنة الغراء حتى تركهم وما من خير؛ إلا دلهم عليه، وما من شر؛ إلا حذرهم منه.
ولذا تلقاها أهل السنة والجماعة بالقبول والتسليم، فآمنوا بالله على ما يليق بهذا الدين، فكان هذا مما أغاظ أعداء الله في الخارج والداخل، فصاروا يفكرون في الطريقة التي يطعنون بها في بلدان المسلمين، التي هي فيها سبب اجتماعهم وعزتهم، فرأوا أن الكيد للإسلام على الحيلة أنجع، فأظهروا حبهم للإسلام والمسلمين في بلدانهم، لا رغبة في حبهم، بل للكيد للمسلمين والإسلام باسم الإسلام، وسلكوا لذلك طرقا شتى، ومن ذلك طعنهم في نصوص الأصول والفروع، بل زعموا كذبا وزورا أن العمل بها في هذا العصر لا يصلح، فيعملون منها ما يشاءون، ويتركون ما يشاءون؛ لذلك لجئوا إلى تحريف النصوص وتأويلها عن معناها الحقيقي بحجة: «الرؤية العصرية»؛ فسرت هذه الآفة في جميع الفرق الضالة ﱣﳆ ﳇ ﳈﱢ [البقرة: 229].([9])
قلت: ولا يضل إلا من ارتكب سبب الضلالة فالله يضله([10]): ﱣﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆﱢ [لقمان: 11].
ﭧﭐﭨ ﭐﱣﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻﱢ [الصف:5].
وﭧﭐﭨﭐ ﱣﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭﱢ [الفتح: 11].
وقال الإمام البربهاري : في «السنة» (ص382): (وإذا سمعت الرجل يطعن على الآثار، أو يرد الآثار، أو يريد غير الآثار؛ فاتهمه على الإسلام، ولا تشك أنه صاحب هوى مبتدع!). اهـ
وﭧﭐﭨﭐ ؛ عن أمثال الدكاترة: ﱣﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ * ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠﱢ [النور: 48 و49].
قلت: فالدكاترة الجهلة: المقياس للحق عندهم هو ما وافق أهواءهم، وما خالف أهواءهم فهو باطل!، فظلموا أنفسهم، فهم الظالمون!.
ﭧﭐﭨ ﭐ ﱣﳚ ﳛ ﳜ ﳝ ﳞ ﳟﱢ [مريم: 38].
وﭧﭐﭨ ﭐ ﱣﭐﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲﱢ [الأنعام: 47].
وﭧﭐﭨ ﭐ ﱣﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪﱢ [الشورى: 8].
وﭧﭐﭨﭐ ﱣﲉ ﲊ ﲋ ﲌﱢ [آل عمران: 57].
وﭧﭐﭨ ﭐ ﱣﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉﱢ [آل عمران: 86].
وﭧﭐﭨ ﭐ ﱣﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾﱢ [فاطر: 40].
وقال الإمام البربهاري : في «السنة» (ص404): (وإذا ظهر لك من الإنسان شيء من البدع، فاحذره؛ فإن الذي أخفى عنك أكثر مما أظهر). اهـ
وقال الإمام البربهاري : في «السنة» (ج3 ص77): (مثل أصحاب البدع مثل العقارب، يدفنون رؤوسهم، وأبدانهم في التراب، ويخرجون أذنابهم، فإذا تمكنوا لدغوا، وكذلك أهل البدع هم مختفون بين الناس فإذا تمكنوا بلغوا ما يريدون، الناس في خداع متصل!). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : في «الفتاوى» (ج9 ص233): (وهذه الأمة لم يزل فيها من يتفطن لما في كلام أهل الباطل من الباطل ويرده، وهم لما هداهم الله به يتوافقون في قبول الحق، ورد الباطل رأيا، ورواية من غير تشاعر ولا تواطؤ).اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : في «الفتاوى» (ج28 ص231): (ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة، أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة؛ فإن بيان حالهم، وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين). اهـ
وقال الإمام أبو عمرو الداني : في «الرسالة الوافية» (ص288): (ومن الواجب على السلاطين، وعلى العلماء إنكار البدع والضلالات، وإظهار الحجج، وبيان الدلائل من الكتاب والسنة، وحجة العقل، حتى يقطع عذرهم، وتبطل شبههم، وتمويهاتهم). اهـ
قلت: ولم يزل علماء الحديث ينافحون عن السنة، ويردون على المبتدعة، لا يضرهم من خذلهم، ولا من خذلهم، ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله تعالى، وهم كذلك.
قلت: وأهل الأهواء سلكوا طرقا شتى في الكيد، والخديعة، والمكر في البلدان، والوزارات، والإدارات، والمساجد، وغير ذلك، لسيطرة عليها، وثم تنفيذ بعد ذلك قوانينهم، ونيل مآربهم، وحصول مصالحهم، ونشر علومهم الفاسدة، وأفكارهم الباطلة في بلدان المسلمين: ﱣﭐ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﱢ [القصص: 40] ﱣﭐﲸ ﲹ ﲺ ﱢ [التوبة: 47].
فعن أنس بن مالك ا، عن النبي ه، قال: «المكر، والخديعة، والخيانة في النار».
حديث حسن
أخرجه الحاكم في «المستدرك» (9010) من طريق عبد الله بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سنان بن سعد، عن أنس بن مالك ا به.
قلت: وهذا سنده حسن، وقد حسنه الشيخ الألباني في «الصحيحة» (ج3 ص47).
وعن عبد الله بن مسعود ا قال: قال رسول الله ه: «المكر، والخداع في النار».
حديث حسن
أخرجه ابن حبان في «صحيحه» (567)، والطبراني في «المعجم الكبير» (12034)، وفي «المعجم الصغير» (ج1 ص261)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج4 ص189)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (353)، و(254) من طرق عن الفضل بن الحباب قال: حدثنا عثمان بن الهيثم بن الجهم قال: حدثنا أبي عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود ا به.
قلت: وهذا سنده لا بأس به من أجل الهيثم بن جهم، روى عنه جمع، وذكره
ابن حبان في «الثقات» (ج9 ص235)، وقال أبو حاتم في «الجرح والتعديل» (ج9 ص83): لم أر في حديثه مكروها.
والحديث حسنه الشيخ الألباني في «الصحيحة» (ج3 ص48).
وعجب لا ينقضي من حال قوم ظنوا الداء دواء، والسراب ماء ... فنفخوا في رماد، وأرادوا حجب ضياء الشمس عن الكون بالأكف، والثياب ... أرادوا علاج الزكام فأحدثوا داء الجذام، وهل هذا إلا من تنكس الفطر، واختلال العقول ... فلا للإسلام نصروا([11])، ولا لأعدائه كسروا، بل للإسلام كسروا، ولأعدائه نصروا ... شعارات باسم الإسلام ترفع، وغايات باسم النصر تقصد، وأنى لهم ذلك، وقد خالفوا طريق النصر، بل سلكوا نقيضه([12])، اللهم غفرا: ﱣﭐ ﲝ ﲞ ﲟﱢ [الأعراف: 41]؛ ﱣﭐ ﲆ ﲇ ﲈﱢ [الأعراف: 152].
قلت: فحصوننا من الدكاترة الجهلة مهددة من داخلها وخارجها، تطاولت رؤوسهم، واشرأبت أعناقهم، ولبسوا ثيابا أوسع منهم، وتشبعوا بما لم يعطوا، فرموا بلدان المسلمين عن قوس واحد تارة من الخارج، وتارة من الداخل ... فالحذر الحذر: ﱣﭐ ﲸ ﲹ ﲺ ﱢ [التوبة: 47].
ﭧﭐﭨ ﭐﱣﭐ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷﲸ ﱢ [فاطر:43].
و ﭧﭐﭨ ﱣﭐ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﱢ [فاطر:10].
و ﭧﭐﭨ ﱣﭐ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﱢ [الرعد: 17].
وشاهد القول: أن مذاهب أهل الأهواء جرت على أمة الإسلام شرا مستطيرا، وفسادا عقائديا وسلوكيا ... فالخوارج شوهوا التاريخ باسم الغيرة، والدفاع عن دولة الإسلام ... ونفاة الصفات عطلوا الآيات بزعم التنزيه، ونفي التشبيه ... وغلاة الصوفية أسقطوا التكاليف عن بعضهم، ورفعوا أقطابهم إلى مرتبة لا تليق إلا بالرسل عليهم السلام من الثناء عليهم والتزكية لهم ... وغلاة الإرجاء جرؤوا الناس على اقتحام المحارم بدعوى سعة مغفرة الله تعالى ... وهكذا([13]): ﱣﭐ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚﱢ [القصص: 40].
قلت: فيجب استبانة سبيل الدكاترة المجرمين على التفصيل: ﱣﭐ ﲑ ﲒ ﲓ ﱢ [الأعراف: 40].
ﭧﭐﭨ ﱣﭐ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱢ [الأنعام: 55].
قال الإمام ابن القيم : في «الفوائد» (ص108): (وكل ما خالف الرسول ه فهو من الجهل، فمن لم يعرف سبيل المجرمين، ولم تستبن له؛ أوشك أن يظن في بعض سبيلهم أنها من سبيل المؤمنين، كما وقع في هذه الأمة من أمور كثيرة في باب الاعتقاد، والعلم، والعمل هي من سبيل المجرمين، والكفار، وأعداء الرسل؛ أدخلها من لم يعرف أنها من سبيلهم في سبيل المؤمنين ودعا إليها، وكفر من خالفها، واستحل منه ما حرمه الله تعالى، ورسوله ه، كما وقع لأكثر أهل البدع من الجهمية، والقدرية، والخوارج، والروافض، وأشباههم ممن ابتدع بدعة، ودعا إليها، وكفر من خالفها). اهـ
وقال الإمام ابن القيم : في «الفوائد» (ص244): (وهؤلاء لابد أن يبتدعوا في الدين مع الفجور في العمل([14])، فيجتمع لهم الأمران؛ فإن اتباع الهوى يعمي عين القلب، فلا يميز بين السنة والبدعة، أو ينكسه؛ فيرى البدعة سنة، والسنة بدعة!؛ فهذه آفة العلماء([15]) إذا آثروا الدنيا، واتبعوا الرياسات والشهوات([16])). اهـ
ﭧﭐﭨ ﱣﭐ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ * ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬﲭ ﱢ [الأعراف: 175 و176].
و ﭧﭐﭨ ﱣﲗ ﲘ ﲙ ﲚﱢ [الأحقاف: 25].
و ﭧﭐﭨ ﱣﭐ ﲑ ﲒ ﲓ ﱢ [الأعراف: 40].
قلت: والخوارج في كل زمان ومكان بينهم رحم تنزع بالشبه، فقلوبهم متشابهة، وألسنتهم متشابهة، وأفعالهم متشابهة.([17])
وإذا تأملت ما كان يطرحه الخوارج آنذاك، ورأيت ما يطرحه خوارج هذا العصر حضر في ذهنك قول الله تعالى: ﱣﭐ ﳅ ﳆﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﱢ [البقرة: 118].
قلت: لذا هجموا على المسلمين بوسائل كثيرة، وأساليب([18]) متنوعة، وقوة فكرية سياسية في كل اتجاهاتهم، فقد حاولوا أن ينقضوا عرى السنة عروة عروة، فأدخلوا التلبيسات على المسلمين في القرآن الكريم، والسنة النبوية، وطعنوا في الحكام والعلماء وطلبة العلم ... وكانت أعظم طعنة طعنوا بها أهل الإسلام، هي طعنة نشر الإرهاب الفكري، والإرهاب الحسي في بلاد المسلمين.
قلت: والقرآن الكريم والسنة النبوية كفيلان بكشف، وفضح هذا الإجرام.
ﭧﭐﭨ ﱣﭐ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱢ [الأنعام: 55].
و ﭧﭐﭨ ﱣﲗ ﲘ ﲙ ﲚﱢ [الأحقاف: 25].
وبناء على هذه الشبه الفاسدة: تعرضت نصوص الكتاب والسنة لهجوم واسع من الدكاترة بالرد والتحريف، والتأويل الفاسد المؤدي إلى تعطيل أحكام الدين جملة وتفصيلا بدعوى أنها لا تصلح للعصر، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
ولذا عزمت؛ مستعينا بالله، على الكتابة في هذا الصنف من الناس المجرمين ردا وتفنيدا، وكشفا لحقيقة الدكاترة وشهاداتهم ودفاعا عن أحكام الإسلام، وهذا من
الإسلام.
ﭧﭐﭨ ﱣﭐ ﲷ ﲸ ﲹ * ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﱢ [القلم: 35 و36].
وما توفيقنا إلا بالله، عليه توكلنا، وإليه أنبنا، وإليه المصير.
أبو عبد الرحمن الأثري
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ونعوذ بالله من أهل الأهواء
ذكر الدليل على ذم الشهادات
الأكاديمية في الشريعة المطهرة
اعلم رحمك الله أن الشهرة بالدكتوراه، والماجستير([19])، أو بالدعوة، أو بالخطابة لا تجعل الشخص أهلا للفتوى، والتدريس، والمشيخة!، فانتبه.
فلا يكتفى بمعرفة المفتي بمجرد شهرته، وتصديه للفتيا، والخطابة فوق المنابر، فقد يتصدى للفتيا، والخطابة من ليس أهلا لها، وذلك لغلبة الجهل في الناس، وقد يتواتر بين العامة أنه مفت، أو خطيب، أو داعية، وهو ليس كذلك.([20])
لأن من وسائل معرفة المفتي الشـرعي تصديه للفتيا بالأدلة من الكتاب، والسنة، والآثار، وشهرته بين الناس بذلك عن طريق مؤلفاته المنتشرة في السنة والمنهج، وشروحه للسنة النبوية في التوحيد، والعقيدة، والفقه، والحديث، والتفسير، وأصول الفقه، والقواعد الفقهية وغير ذلك عن طريق الأشرطة، وشهادة علماء السنة له بالعلم الشرعي المؤصل بالأدلة من الكتاب، والسنة، والآثار.
قلت: وشهد شاهد من أهلها!، والله المستعان.
قال الدكتور ! سمير استيتية في مقال له حين كان تلميذا !! في جامعة ميشغان الأمريكية !!! نشرته جريدة اللواء الأردنية بتاريخ 14 / 9 / 1983، كان مما قال فيه: (كلمة دكاترة جمع تكسير لمفرد مجهول الحقيقة والهوية، فارغ من كل مضمون، إلا مضمون واحد؛[كذا قال، وهو خطأ ظاهر، صوابه: مضمونا واحدا]؛ وهو أن الدكتوراه قد يحصل عليها العالم، والجاهل([21]) سواء بسواء!!!). اهـ
قلت: ولذلك يجب على المستفتي أن يبحث، ويسأل حتى يعرف صلاحية من يستفتيه للفتيا إذا لم يكن قد عرفه من قبل.([22])
ﭧﭐﭨ ﱣﭐ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱢ [النحل:43].
قلت: لأن الفتوى شأنها عظيم، وخطرها جسيم، فهي توقيع عن الله تعالى، ودخول بين الله تعالى وبين خلقه، والقائم بها معرض للخطأ، فعليه أخذ الحيطة والحذر، وعدم الإقدام عليها إلا بعد التأهل لها مع شدة المراقبة لله تعالى، وملازمة التقوى والورع، وأهل العلم الربانيين، ولا يلزم العبد في ذلك أهل الشهادات اللآكاديمية الجهلة، والله المستعان.
قال العلامة ابن باز :؛ وهو يتكلم عن أهمية الاعتقاد الصحيح لطلبة الجامعات الإسلامية: (فالناس تساهلوا في هذا الأمر!، فصاروا قضاة، ومدرسين، وهم لا يعرفون العقيدة السلفية!، ولا يعرفون العقيدة الصحيحة!، فتعلم الأصل علم العقيدة، ولكن تهاونوا بإعطائه حقه، والدراسة، والتمحيص... فصاروا دكاترة وهم صفر في العقيدة!، فدكاترة حصلوا على الشهادة العالية، والماجستير، والدكتوراه وهم صفر في العقيدة ! لا يعرفون شيئا في العقيدة!، العقيدة في جاهلية!، حتى سألوا الأموات!... لأنهم ما درسوا العقيدة كما ينبغي، الذين أخذوا عنهم كذلك... فكانوا صفرا في هذا الباب!).([23]) اهـ
وقال شيخنا العلامة ابن عثيمين : في «شرح رياض الصالحين» (ج3 ص442)؛ وهو يذم الدكاترة في الدين: (الذي يتعلم شريعة الله U وما يساندها، فهذا علم لا يبتغي به إلا وجه الله، إذا أراد به الدنيا فإنه لا يجد ريح الجنة يوم القيامة، وهذا وعيد شديد والعياذ بالله، يدل على أن من قصد بتعلم الشرع شيئا من أمور الدنيا؛ فإنه قد أتى كبيرة من كبائر الذنوب، ولا يبارك له في علمه، يعني مثلا، قال: أريد أن أتعلم من أجل أن أصرف وجوه الناس إلي، حتى يحترموني ويعظموني، أريد أن أتعلم حتى أكون مدرسا فآخذ راتبا، وما أشبه ذلك، هذا والعياذ بالله لا يجد ريح الجنة يوم القيامة، وقد أشكل على هذا، أو قد روع هذا بعض الذين يقرءون في المدارس النظامية كالمعاهد، والكليات من أجل أن ينالوا الشهادة، فيقال: نيل الشهادة ليس للدنيا وحدها قد يكون للدنيا وحدها، وقد يكون للآخرة، فإذا قال الطالب: أنا أطلب العلم لأنال الشهادة حتى أتمكن من وظائف التدريس، وأنفع الناس بذلك، أو حتى أكون مديرا في دائرة أوجه من فيها إلى الخير فهذا خير، ونية طيبة، ولا فيها إثم، ولا حرج.
وذلك أنه مع الأسف في الوقت الحاضر صار المقياس في كفاءة الناس هذه الشهادات، معك شهادة توظف، وتولي قيادة على حسب هذه الشهادة، ممكن يأتي إنسان يحمل شهادة دكتوراه فيولى التدريس في الكليات والجامعات، وهو من أجهل الناس لو جاء طالب في الثانوية العامة لكان خيرا منه، وهذا مشاهد، يوجد الآن من يحمل شهادة دكتوراه لكنه لا يعرف من العلم شيئا أبدا، إما أنه نجح بغش، أو نجح نجاحا سطحيا لم يرسخ العلم في ذهنه لكن يوظف؛ لأن معه شهادة دكتوراه، يأتي إنسان طالب علم جيد هو خير للناس وخير لنفسه من هذا الدكتور ألف مرة لكن لا يوفق، لا يدرس في الكليات، لماذا؟ لأنه لا يحمل شهادة دكتوراه. فنظرا لأن الأحوال تغيرت وانقلبت إلى هذه المآل... المهم: احذر أخي طالب العلم، احذر من النيات السيئة، العلم الشرعي أعز، وأرفع، وأعلى من أن تريد به عرضا من الدنيا، عرض الدنيا ما الذي تنتفع به، آخر أمره أن يكون في محل القاذورات). اهـ
قلت: فاختيار الأمثل فالأمثل، والأعلم فالأعلم للمناصب الدينية، لا الأجهل،
فالأجهل، وإن كان يحمل شهادة الدكتوراه، أو شهادة الماجستير، والله المستعان.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : في «السياسة الشرعية» (ص39): (إذا عرف هذا، فليس عليه أن يستعمل إلا أصلح الموجود، وقد لا يكون في موجوده من هو أصلح لتلك الولاية، فيختار الأمثل فالأمثل في كل منصب بحسبه، وإذا فعل ذلك بعد الاجتهاد التام، وأخذه للولاية بحقها، فقد أدى الأمانة، وقام بالواجب في هذا، وصار في هذا الموضع من أئمة العدل، والمقسطين عند الله؛ وإن اختل بعض الأمور بسبب من غيره، إذا لم يمكن إلا ذلك، فإن الله يقول: ﱣﭐ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﱢ [التغابن:16]. اهـ
قال شيخنا العلامة ابن عثيمين : في «تعليقه على السياسة الشرعية» (ص39): (هذا من شيخ الإسلام : استثناء مما سبق. وهو أن الوالي الخليفة أو السلطان الأعظم قد يكون حريصا على تولية من كان أهلا للولاية، لكن ليس عنده إلا أناس ليسوا أهلا للولاية، على الوجه الأكمل، فماذا يصنع؟ هل يدع الناس بلا أمراء، بلا أمناء، بلا عرفاء؟.
الجواب: لا، لا يمكن. لكن يولي الأصلح فالأصلح؛ لقول الله تعالى: ﱣﭐ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﱢ [التغابن:16]، وحينئذ يكون التقصير من غيره، ولكن مع ذلك إذا ولى من ليس على الوجه التام؛ فعليه أن يراقبه، وأن ينصحه، وأن يوجهه التوجيه السليم، لا أن يوليه ويتركه؛ لأنه ليس أهلا، وإنما نصب للضرورة، فلو قيل – مثلا – ما هو الأصلح إذا لم نجد من تتوافر فيه القوة، والأمانة على الوجه الأكمل؟
فنقول: يختار الأصلح فالأصلح. وإذا اختار الأصلح – مثلا- في وقته، وحسب واقع الناس، وتبين أنه غير صالح، وجب أن يعدل عنه. فلو وظف إنسانا قد أخذ مرتبة «الدكتوراه» – مثلا – على أنه أخذ «الدكتوراه» في الفقه، ثم ولاه القضاء، وتبين أنه يضرب سلمى بأجا – (جبلين متباعدين) لكن يضرب بهما المثل – وليس عنده من الفقه ما يؤهله لهذا المنصب، فنقول: إن مرتبته العلمية – التي قد يكون أخذها بغش – لا تبرر بقاءة في ولاية الحكم بين الناس أبدا بل يجب أن يزال. وليست المراتب الوضعية للشهادات الحاضرة هي التي يقاس بها الرجل وحدها. فكم من إنسان ليس عنده هذه الشهادة، ولو وقف مع هذا الذي هي عنده، لم يقف أمامه، ولعجز حامل هذه الشهادة أن يقابل هذا الذي ليس عنده شهادة، لكنه جيد في الفقه، وهذا شيء مشاهد.
فالحاصل: أن الواجب أن نولي الأمر من هو أهله بالمعنى الحقيقي، لا بالمراتب الوضعية وحدها.
لكن قد يقول السلطان مثلا أو ولي الأمر الكبير: أنا لا أستطيع أن أفحص الناس وأستبرأهم كلهم، فهذه الشهادات تعينني.
فنقول: أنت معذور، وهذا ما تقدر عليه. لكن إذا تبين لك أن هذا ليس بأهل، فالواجب عليك إزالته، حتى لو احتج عليك وقال: أنا عندي شهادة من عشرين سنة، نقول: ولو كان. ما دام قد تبين فشلك؛ فلا يجوز أن نوليك أمور المسلمين، لا في القضاء، ولا في التدريس، ولا في غير هذا). اهـ
قلت: فدعوة الجاهل المفتون؛ كما هو ظاهر حماسية، لا علمية.([24])
قال الإمام مصعب بن سعد :: (لا تجالس مفتونا، فإنه لن يخطئك منه إحدى اثنتين، إما أن يفتنك فتتابعه، وإما أن يؤذيك قبل أن تفارقه).([25])
وقال العلامة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في «الأجوبة المفيدة» (ص79): (الحماس للدعوة طيب، لكن لا يجوز له أن يباشر الدخول في الدعوة إلا بعد أن يتعلم... فالجاهل لا يصلح للدعوة، ولابد أن يكون عنده علم... أما مجرد الحماس، أو مجرد المحبة للدعوة، ثم يباشر الدعوة، هذا في الحقيقة يفسد أكثر مما يصلح، وقد يقع في مشاكل، ويوقع الناس في مشاكل، فهذا يكفيه أن يرغب في الخير، ويؤجر عليه إن شاء الله، ولكن إن كان يريد الدخول في مجال الدعوة فليتعلم أولا... ما كل واحد يصلح للدعوة، وما كل متحمس يصلح للدعوة، التحمس مع الجهل يضر، ولا ينفع). اهـ
وقال الحافظ الذهبي : في «السير» (ج11 ص321): (الجاهل لا يعلم رتبة نفسه، فكيف يعرف رتبة غيره). اهـ
وقال الإمام أبو دواد :: «الشهوة الخفية حب الرئاسة».
أثر صحيح
أخرجه الطيوري في «الطيوريات» (355)، والخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» (ج9 ص58) من طريق عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري قال: سمعت أبا بكر بن أبي دواد يقول: سمعت أبي به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وقال الحافظ ابن حجر : في «فتح الباري» (ج8 ص512): (القول فيما لا يعلم قسم من التكلف). اهـ
وقال العلامة الصنعاني : في «إرشاد النقاد» (ص148): (والعلم لا يكون إلا عن دليل). اهـ
وقال الإمام ابن بطة : في «إبطال الحيل» (ص66): (إن أكثر المفتين في زماننا هذا مجانين). اهـ
قال الأثري: يرحم الله ابن بطة كيف لو أدرك زماننا؟!.
قلت: وبالفعل أن هؤلاء درسوا، وخطبوا، وأفتوا؛ لكن أين العلاج؟!.
قال الدكتور ناصر العقل في «الأهواء والفرق والبدع» (ج2 ص122): (ومن ذلك في نظري ما يحدث في عصرنا في الآونة الأخيرة من توجه كل من هب ودب إلى الدراسات الشرعية، دون تمييز بين من لديه الأهلية ومن ليس لديه، والسبب طلب العلم للوظائف، وإن كان الإقبال على طلب العلم الشرعي بحد ذاته أمر طيب، ومحمود ويبشر بخير، لكن دخله ما ذكرته من تعلم الرعاع، والسفلة أحيانا).اهـ
وقال الدكتور ناصر العقل في «الفقه في الدين» (ص103): (إن بعض الناس بمجرد أن تتوفر لديه الأشرطة والكتب، ينقطع عن حلق الذكر، وعن دروس المشايخ ويقول: أنا بحمد الله أتلقى العلم بالشريط بالسيارة أو البيت، وأتلقى العلم عن الإذاعة وعن طريق الجرائد، والمجلات التي فيها شيء من العلم الشرعي... وليس هناك حاجة لأن أتكبد المشاق، وأجلس على ركب العلماء.
وهذا قول خطير، بل إذا استمر الناس على هذا فسيخرج جيل متعالم، لا عنده علم ولا عنده فقه، بل لا يفقه من الدين إلا ما تهواه نفسه، وقد استغنى كثير من المثقفين، والشباب بهذه الوسائل عن المشايخ فوقع المحذور، فصارت نظرتهم للمشايخ قاصرة، يتهمون المشايخ بالقصور والتقصير، ويتهمونهم بعدم إدراك الواقع، ويتهمون المشايخ بأنهم يجاملون ويداهنون... من الأمور التي هي من سمات أهل الأهواء). اهـ
وقال الدكتور ناصر العقل في «الفقه في الدين» (ص105): (ومن الأخطاء التي ينبغي التنبيه عليها في مسألة الفقه، فصل الدعوة عن العلم، وهذه توجد في الشباب أكثر من غيرهم، يقولون (مثلا): الدعوة شيء، والفقه في الدين شيء آخر، فلذلك نجد أن بعض الشباب يهتم بالدعوة عمليا، ويبذل فيها جهده ووقته، لكن تحصيله للفقه، والعلم الشرعي قليل جدا، مع أن العكس يجب أن يكون هو الصحيح؛ وينبغي أن يتعلم، وأن يتفقه، وأن يأخذ العلوم الشرعية ثم يدعو، ولا مانع أن يؤجل الدعوة سنة، أو سنتين، أو أخمسا، أو أكثر حتى يشتد عوده، ويكون عنده من العلم الشرعي ما يدعو به، أما أن يبدأ كما يفعل بعض الشباب بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى بمجرد العاطفة، وعلم قليل، ثم ينقطع عن العلم، وعن المشايخ، فهذه الطريقة على المدى البعيد سيكون لها أثرها الخطير في الأمة، حيث سيخرج دعاة بلا علماء، كما حصل في أكثر البلاد الإسلامية الأخرى). اهـ
ولقد صدق؛ إذ أن تصدر هؤلاء للدعوة على جهل سيعرضهم حتما للكلام باسم الإسلام، والإفتاء باسم شريعته، والقول على الله تعالى بغير علم، والاحتجاج (بالمصلحة) في غير موضعها، وتقديم الأهواء على الوحيين الشريفين.
وقال الإمام الشافعي :: (إذا تصدر الحدث؛ فاته علم كثير).([26])
قلت: وهذا من توسيد الأمر لغير أهله، ومن منازعة الأمر أهله، ﭧﭐﭨﱣﭐﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱢ [النحل:43].
وعن الإمام مالك : قال: «أخبرني رجل أنه دخل على ربيعة بن أبي عبد الرحمن، فوجده يبكي، فقال له: ما يبكيك؟ وارتاع لبكائه فقال له: أمصيبة دخلت عليك؟» فقال: «لا، ولكن استفتي من لا علم له، وظهر في الإسلام أمر عظيم، ولبعض من يفتي ها هنا أحق بالسجن من السراق».([27])
وقال العلامة الشاطبي : في «الموافقات» (ج4 ص192): (...السائل لا يصح له أن يسأل من لا يعتبر في الشريعة جوابه؛ لأنه إسناد أمر إلى غير أهله؛ والإجماع على عدم صحة مثل هذا، بل لا يمكن في الواقع...). اهـ
وقال الحافظ ابن عبد البر : في «جامع بيان العلم» (ج2 ص1137): (واعلم أنه لم تكن مناظرة بين اثنين أو جماعة من السلف إلا لتفهم وجه الصواب، فيصار إليه ويعرف أصل القول وعلته، فيجري عليه أمثلته ونظائره، وعلى هذا الناس في كل بلد إلا عندنا، كما شاء ربنا، وعند من سلك سبيلنا من أهل المغرب، فإنهم لا يقيمون علة، ولا يعرفون للقول وجها، وحسب أحدهم أن يقول فيها رواية لفلان ورواية لفلان، ومن خالف عندهم الرواية التي لا يقف على معناها وأصلها، وصحة وجهها، فكأنه قد خالف نص الكتاب، وثابت السنة، ويجيزون حمل الروايات المتضادة في الحلال والحرام، وذلك خلاف أصل مالك، وكم لهم من خلاف أصول خلاف مذهبهم مما لو ذكرناه لطال الكتاب بذكره، ولتقصيرهم عن علم أصول مذهبهم، صار أحدهم إذا لقي مخالفا ممن يقول بقول أبي حنيفة، أو الشافعي، أو داود بن علي، أو غيرهم من الفقهاء، وخالفه في أصل قوله، بقي متحيرا ولم يكن عنده أكثر من حكاية قول صاحبه فقال: هكذا قال فلان، وهكذا روينا([28])، ولجأ إلى أن يذكر فضل مالك ومنزلته، فإن عارضه الآخر بذكر فضائل إمامه أيضا صار في المثل كما قال الأول:
شكونا إليهم خراب العراق |
|
فعابوا علينا لحوم البقر |
فكانوا كما قيل فيما مضى |
|
أريها السها وتريني القمر |
وفي مثل ذلك يقول منذر بن سعيد ::
عذيري من قوم يقولون كلما |
|
طلبت دليلا هكذا قال مالك |
وإن عدت قالوا هكذا قال أشهب |
|
وقد كان لا تخفى عليه المسالك |
فإن زدت قالوا قال سحنون مثله |
|
ومن لم يقل ما قال فهو آفك |
فإن قلت قال الله ضجوا وأكثروا |
|
وقالوا جميعا أنت قرن مماحك |
وإن قلت قد قال الرسول فقولهم |
|
ائت مالكا في ترك ذاك المسالك |
وأجازوا النظر في اختلاف أهل مصر، وغيرهم من أهل المغرب، فيما خالفوا فيه مالكا من غير أن يعرفوا وجه قول مالك، ولا وجه قول مخالفه منهم، ولم يبيحوا النظر في كتب من خالف مالكا إلى دليل يبينه، ووجه يقيمه، لقوله وقول مالك جهلا فيهم، وقلة نصح، وخوفا من أن يطلع الطالب على ما هم فيه من النقص والقصر، فيزهد فيهم، وهم مع ما وصفنا يعيبون من خالفهم، ويغتابونه، ويتجاوزون القصد في ذمه؛ ليوهموا السامع لهم أنهم على حق، وأنهم أولى باسم العلم، وهم ﱣﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱢ [النور:39]، وإن أشبه الأمور بما هم
عليه ما قاله منصور الفقيه ::
خالفوني وأنكروا ما أقول |
|
قلت لا تعجلوا فإني سؤول |
ما تقولون في الكتاب فقالوا |
|
هو نور على الصواب دليل |
وكذا سنة الرسول وقد |
|
أفلح من قال ما يقول الرسول |
واتفاق الجميع أصل وما |
|
ينكر هذا وذا وذاك العقول |
وكذا الحكم بالقياس فقلنا |
|
من جميل الرجال يأتي الجميل |
فتعالوا نرد من كل قول |
|
ما نفى الأصل أو نفته الأصول |
فأجابوا فنوظروا فإذا العلم |
|
لديهم هو اليسير القليل |
فعليك يا أخي بحفظ الأصول والعناية بها، واعلم أن من عنى بحفظ السنن والأحكام المنصوصة في القرآن، ونظر في أقاويل الفقهاء فجعله عونا له على اجتهاده، ومفتاحا لطرائق النظر، وتفسيرا لجمل السنن المحتملة للمعاني، ولم يقلد أحدا منهم، تقليد السنن التي يجب الانقياد إليها على كل حال دون نظر، ولم يرح نفسه مما أخذ العلماء به أنفسهم من حفظ السنن وتدبرها، واقتدائهم في البحث، والتفهم والنظر، وشكر لهم سعيهم فيما أفادوه ونبهوا عليه، وحمدهم على صوابهم الذي هو أكثر أقوالهم، ولم يبرئهم من الزلل كما لم يبرئوا أنفسهم منه، فهذا هو الطالب المتمسك بما عليه السلف الصالح، وهو المصيب لحظه، والمعاين لرشده، والمتبع سنة نبيه ه، وهدي صحابته y، وعمن اتبع بإحسان آثارهم، ومن أعفى نفسه من النظر، وأضرب عما ذكرنا، وعارض السنن برأيه، ورام أن يردها إلى مبلغ نظره، فهو ضال مضل، ومن جهل ذلك كله أيضا وتقحم في الفتوى، بلا علم فهو أشد عمى، وأضل سبيلا.
لقد أسمعت لو ناديت حيا |
|
ولكن لا حياة لمن تنادي |
وقد علمت أنني لا أسلم |
|
من جاهل معاند لا يعلم |
ولست بناج من مقالة طاعن |
|
ولو كنت في غار على جبل وعر |
ومن ذا الذي ينجو من الناس سالما |
|
ولو غاب عنهم بين خافيتي نسر |
واعلم يا أخي أن السنن والقرآن، هما أصل الرأي، والعيار عليه، وليس الرأي بالعيار على السنة، بل السنة عيار عليه، ومن جهل الأصل لم يصب الفرع أبدا). اهـ
وقال الحافظ ابن عبد البر : في «جامع بيان العلم» (ج2 ص1135): (واعلم رحمك الله أن طلب العلم في زماننا هذا، وفي بلدنا قد حاد أهله عن طريق سلفهم، وسلكوا في ذلك ما لم يعرفه أئمتهم، وابتدعوا في ذلك ما بان به جهلهم، وتقصيرهم عن مراتب العلماء قبلهم). اهـ
قلت: فأهل التعالم ألسنتهم تروي العلم، وقلوبهم قد خلت من فهمه غاية أحدهم معرفة رواية لمذهب فلان... ووجه لمذهب فلان... واختلف العلماء... وقول فلان... وهكذا... وتجده قد جهل ما لا يكاد يسع أحدا جهله من علم صلاته وحجه وصيامه وزكاته...
فأهل التعالم لم يعنوا بحفظ سنة ولا الوقوف على معانيها، ولا بأصل من
القرآن... ولا اعتنوا بكتاب الله U... بل عولوا على حفظ ما دون لهم من الرأي الذي
كان عند العلماء آخر العلم...
قلت: ولا ريب في أن الأئمة الأربعة وهم: «أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد رحمهم الله»؛ لم يرضوا أن يتمذهب أحد بمذهبهم، وأن يقلدهم أحد في الدين المبين، بل كانوا غير مقلدين، ومتفقين على وجوب اتباع الكتاب والسنة دون التقليد، والاستقلال في فهمها، والعمل بهما في جميع الأمور – كبيرة كانت أو صغيرة– من الأصول والفروع من غير التقليد.([29])
وهذا هو مذهب «أهل الحديث» الذي مضى عليه الأئمة الأربعة رحمهم الله.
فاعتقادنا في الأئمة الأربعة: «أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد رحمهم الله تعالى» الذين اتفق أهل العلم على علمهم، وفضلهم، وتقواهم، وخشيتهم لله، وإخلاصهم في الدين، وتركهم البدع والمحدثات... أنهم أكرم هذه الأمة... على أن يضعوا لهم مذاهبا غير مذهب الكتاب والسنة، كما هو مأثور عنهم في كتبهم وفي كتب تلاميذهم.
وإنما صنع ذلك من عمت بصيرته عن الحق، ومن حاد عن الحق، وقدم القياس والرأي على القرآن والحديث، ﭧﭐﭨ ﱣﭐ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐﳑ ﱢ [يونس:32].
قلت: فمن تخيل أن الأئمة الأربعة وضعوا لهم هذه المذاهب: (المذهب
الحنفي، والمذهب المالكي، والمذهب الشافعي، والمذهب الحنبلي)، والآراء
والأقوال المخالفة للكتاب والسنة، فهو مخطئ في ذلك، وقوله هو القول الهالك، لأنه المستخف بالأئمة الأربعة حقا، والخارج عن أقوالهم صدقا.
لأن هذه المسائل المذهبية التي قد ملئت بها كتب المقلدين لم يكتبها أحد من الأئمة الأربعة أصلا، ولم يعملوا بها أبدا، وقد افتريت عليهم إلا في مسائل قليلة اللهم غفرا.
فغير أهل التقليد الأعمى سنن الأئمة الأربعة، والطريق المستقيم إلى الطرق المعوجة حبا في الملك، والدنيا، والمال، ومحافظة على مناهجهم المخالفة للكتاب والسنة، ومحافظة على مقصودهم... وتغطية لبضاعتهم المزجاة في العلم الشرعي.... ولجهلهم بالدليل... وعدم معرفتهم الراجح من المرجوح، ولذلك يقلدون!.
قلت: وتجد الواحد منهم بدون حياء يقول: أنا حنفي مذهبا والماتريدي عقيدة! والثاني يقول: أنا المالكي مذهبا والصوفي عقيدة!... والآخر يقول: أنا الشافعي مذهبا والأشعري عقيدة!... وهكذا.
وأنت إذا تدبرت تلك الكلمات وجدت لها أمور خارجية مقصودة... ظاهرها ترك الكتاب والسنة، والإقبال على العصبية المذهبية... والعقائد الباطلة...
وقد تصدى لكشفهم أهل العلم في كل زمان ومكان ولله الحمد والمنة.
وهؤلاء المقلدة المتعصبة أكثرهم لا يعرفون من الحديث إلا على أقله، ولا يكادون يميزون بين صحيحه من سقيمه. ولا يعرفون جيده من رديئه، ولا يعبئون بما بلغهم منه أن يحتجوا به على خصومهم إذا وافق مذاهبهم التي ينتحلونها، ووافق
آراءهم التي يعتقدونها...
قلت: وتراهم لا يقبلون قول الإمام أبي حنيفة، أو الإمام مالك، أو الإمام الشافعي، أو الإمام أحمد إلا ما وافق مذاهبهم، وآراءهم المزعومة التي ينتحلونها، والله المستعان.
وعلى هذا عادة أهل التقليد في كل زمان، ومكان... فدس لهم الشيطان الحيل، والكيد وأطاعه كثير منهم واتبعوه... وخدعهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
قال العلامة الشوكاني : في «القول المفيد» (ص108): (وأن التقليد لم يحدث إلا بعد انقراض خير القرون، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، وإن حدوث التمذهب بمذاهب الأئمة الأربعة، إنما كان بعد انقراض الأئمة الأربعة([30])، وإنهم كانوا على نمط من تقدمهم من السلف في هجر التقليد، وعدم الاعتداد به، وإن هذه المذاهب إنما أحدثها عوام المقلدة لأنفسهم من دون أن يأذن بها إمام من الأئمة المجتهدين). اهـ
وقال العلامة الفلاني : في «إيقاظ الهمم» في أواخره (ص169): (يحرم على المفتي أن يفتي بضد لفظ النص، وإن وافق مذهبه، ومثاله أن يسأل عن رجل صلى الصبح ركعة ثم طلعت الشمس، فهل يتم صلاته أم لا ؟ فيقول: لا يتمها. ورسول الله ه يقول: «فليتم صلاته»؛ أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة، وأحمد في مواضع من مسنده. ومثل أن يسأل عن رجل مات وعليه صيام، هل يصوم عنه وليه؟ فيقول: لا يصوم عنه وليه. وصاحب الشرع يقول: «من مات وعليه صوم، صام عنه وليه»؛ أخرجه الشيخان، وأصحاب السنن، وأحمد في مسنده. ومثل أن يسأل عن رجل باع متاعه ثم أفلس المشتري؛ فوجده بعينه هل هو أحق به؟ فيقول: ليس هو أحق به. وصاحب الشرع يقول: «هو أحق به»؛ أخرجه الشيخان، وأصحاب السنن، وأحمد في مسنده. ومثل أن يسأل عن أكل ذي ناب. هل هو حرام؟ فيقول: ليس بحرام، ورسول الله ه يقول: «أكل كل ذي ناب من السباع حرام»؛ أخرجه الجماعة من حديث أبي ثعلبة. ومثل أن يسأل عن قتل المسلم بالكافر فيقول: نعم، يقتل المسلم بالكافر، وصاحب الشرع يقول: «لا يقتل المسلم بالكافر»؛ أخرجه الجماعة إلا مسلما من حديث أبي جحيفة. ومثل أن يسأل عن الصلاة الوسطى فيقول: ليست العصر، وصاحب الشرع يقول: «هي صلاة العصر»؛ أخرجه مسلم، وأبو داود. ومثل أن يسأل عن رفع اليدين عند الركوع، والرفع منه هل هو مشروع في الصلاة، أو ليس بمشروع ؟ فيقول: ليس بمشروع أو مكروه، وربما غلا بعضهم فقال: أن صلاته باطلة، وقد روى بضعة وعشرون نفسا عن النبي ه: أنه كان يرفع يديه عند الافتتاح، والركوع، والرفع منه بأسانيد صحيحة، لا مطعن فيها، وأمثلته كثيرة، وفيما ذكرنا كفاية، وقد أنهاها ابن القيم إلى مائة وخمسين مثالا). اهـ
وقال الإمام ابن القيم : في «إعلام الموقعين» (ج2 ص278): (لا يجوز للمفتي تتبع الحيل المحرمة والمكروهة، ولا تتبع الرخص لمن أراد نفعه، فإن تتبع ذلك فسق، وحرم استفتاؤه). اهـ
وقال الإمام ابن نجيم :: (إن العمل بنص صريح أولى من العمل بالقياس،
وإن ظاهر الحديث واجب العمل).([31]) اهـ
وقال العلامة الشيخ حمد بن ناصر بن معمر : – في شروط من يحق له الفتيا-: (واعتبر الشيخ تقي الدين – يعني: ابن تيمية – وابن الصلاح الاستفاضة بأنه أهل للفتيا، ورجحه النووي في الروضة، ونقله عن أصحابه – إلى أن قال: فعلى هذا لا يكتفى بمجرد انتسابه إلى العلم، ولو بمنصب تدريس أو غيره([32])، لا سيما في هذا الزمان الذي غلب فيه الجهل، وقل فيه طلب العلم، وتصدى فيه جهلة الطلبة للقضاء والفتيا!).([33]) اهـ
قلت: ولذلك فإن معرفة أهل العلم الشرعي الذين يرجع إليهم في الفتن، والنوازل، والأحكام، والقضاء من أهم أسباب الاستقرار والأمن، ومن أعظم ما يساهم في رفع البلاء، والفتن، ونصر المسلمين على عدوهم في الخارج، والداخل.
ومن هنا يجب التحذير من المتعالمين([34]) الذين هم من أسباب الفتن، والمحن، والبلاء، وعدم نصر المسلمين على عدوهم ليجتنبوا، ويصار إلى أهل الرسوخ، ليستدفع البلاء بهم من الله تعالى، وتدرأ الفتن، وترسوا السفينة إلى بر الأمان في البلدان.
قلت: ولذلك فإن الراسخين في العلم أعظم الناس ثباتا عند الفتن، وأكثرهم تأنيا، وبعدا عن العجلة، فلا تستفزهم الأمور، ولا تستهويهم العواطف.
قال الإمام ابن القيم : في «مفتاح دار السعادة» (ج1 ص140): (إن الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه ولا قدحت فيه شكا، لأنه قد رسخ في العلم فلا تستفزه الشبهات، بل إذا وردت عليه ردها حرس العلم، وجيشه مغلولة مغلوبة).اهـ
قلت: والسنة النبوية كشفت للمسلمين هذا الصنف من الناس.
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص ا قال: سمعت رسول الله ه يقول: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا».
أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج1 ص33)، وفي «خلق أفعال العباد» (ص47)، وفي «التاريخ الكبير» (ج1 ص257)، ومسلم في «صحيحه» (ج3 ص208)، وفي «التمييز» (ص175)، والترمذي في «سننه» (ج5 ص31)، والنسائي في «السنن الكبرى» (ج3 ص456)، وعبدالرزاق بن أحمد في «زوائده على جزء نافع بن أبي نعيم» (ص59)، وابن المقرئ في «المعجم» (ص91)، وابن ماجة في «سننه» (ج1 ص20)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص162)، والخطابي في «العزلة» (ص91)، والدارمي في «المسند» (ج2 ص162)، والمهرواني في «المهروانيات» (ص136)، والخليل في «مشيخته»، كما في أخبار قزوين للرافعي (ج2 ص217)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (ج1 ص586)، وابن حزم في «الإحكام» (ج6 ص1106) وفي «النبذ» (ص93)، وفي «الإيصال» (ص478)، وابن قراجا في «معجم الشيوخ» (ص316)، وابن وضاح في «البدع» (ص170)، وعبدالحق الإشبيلي في «الأحكام الشرعية الكبرى» (ج1 ص358)، والحميدي في «المسند» (ج1 ص265)، وعبدالرزاق في «المصنف» (ج11 ص54)، والجرجاني في «الأمالي» (ق/73/ط)، والطيالسي في «مسنده» (ص302)، والقشيري في «الأربعين» (ص22)، وابن شاذان في «مشيخته الصغرى» (ص16)، وأبو إسحاق الهاشمي في «الأمالي» (ص49)، والمستغفري في «دلائل النبوة» (ج1 ص352)، والنسفي في «علماء سمرقند» (ص549)، وابن حبان في «صحيحه» (ج1 ص432)، وفي «المجروحين» (ج1 ص21)، وفي «الثقات» (ج9 ص166)، وابن فهد في «الذيل على التذكرة» (ص149)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (ج2 ص163)، والبغوي في «شرح السنة» (ج1 ص315)، وفي «تفسيره» (ج3 ص364)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج2 ص85)، وفي «معجم الشيوخ» (ج2 ص680)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (ج2 ص253)، وفي «السنن الكبرى» (ج10 ص116)، وفي «المدخل» (ص75)، وفي «دلائل النبوة» (ج6 ص543)، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» (ج2 ص142)، وفي «معرفة الصحابة» (ج3 ص1722)، وفي «الحلية» (ج2 ص18)، والخطيب في «تاريخ بغداد» (ج8 ص368)، وفي «تلخيص المتشابه» (ج1 ص380)، وفي «تالي التلخيص» (160)، وفي «الفقيه والمتفقه» (ج2 ص321)، وفي «الموضح» (ج1 ص321)، والثعلبي في «الكشف والبيان» (ج5 ص301)، وأبو علي المدائني في «فوائده» (ص150)، وابن الجعد في «المسند» (ج2 ص962)، والذهبي في «تذكرة الحفاظ» (ج2 ص752)، وفي «ميزان الاعتدال» (ج2 ص306)، وفي «معجم الشيوخ» (ج2 ص330)، وفي «السير» (ج11 ص144)، وزهير بن حرب في «العلم» (ص29)، والآجري في «أخلاق العلماء» (ص51)، وفي «فضل طلب العلم» (57)، والطبراني في «المعجم الصغير» (ج1 ص165)، وفي «المعجم الأوسط» (ج1 ص65)، وابن المبارك في «الزهد» (ص281)، وفي «المسند» (ص15)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (ج1 ص127)، والأصبهاني في «الترغيب» (ج3 ص98)، وابن تيمية في «الأربعين» (156)، وابن حجر في «موافقة الخبر الخبر» (ج2 ص446)، والخليلي في «الإرشاد» (ج1 ص303)، و(ج2 ص517)، وابن خلاد في «عوالي ابن أبي أسامة» (ص55)، وابن هزارمرد الصريفيني في «مجلس من أماليه» (ق/3/ط)، والآبنوسي في «مشيخته» (37)، وابن الصلاح في «المجلس الثالث في أماليه» (ص68)، والطائي في «الأربعين في إرشاد السائرين» (ص157)، ومحمد بن طاهر في «الحجة» (ج2 ص579)، والداني في «الفتن» (ج3 ص587)، وأبو عبدالرحمن السلمي في «مجلس من حديثه» (ق/2/ط)، والحاكم في «عوالي مالك» (ج1 ص94)، وابن أبي سعد في «الأربعين» (ص125)، والحمامي في «حديثه» (ص85)، وفي «الفوائد» (ص126)، والبياني في «مشيخته» (ص36)، والتاج السبكي في «معجم الشيوخ» (ص358)، وفي «طبقات الشافعية الكبرى» (ج1 ص323)، والأبهري في «حديثه» (ص41)، والديلمي في «الفردوس» (ج1 ص165)، والمخلص في «المخلصيات» (ج2 ص21)، وعبدالله بن وهب في «المسند» (ص117)، والجوهري في «مسند الموطأ» (ص578)، وابن أبي إياس في «العلم» (ص111)، والحدثاني في «الموطأ» (ص615)، وابن سمعون في «الأمالي» (ص281)، والجورقاني في «الأباطيل» (104)، والبزار في «المسند» (2422)، وابن العديم في «تاريخ حلب» (ج3 ص1373)، والجهضمي في «مسند حديث مالك» (ص21)، والصوري في «أخبار الشيوخ» (ص358)، وابن المسلمة في «الأمالي» (ص191)، وابن البطر في «جزئه» (ص313)، وتمام في «الفوائد» (ج1 ص324)، والشجري في «الأمالي» (ج1 ص40)، والمحاملي في «أماليه» (369)، والأزدي في «الأوهام» (ص55)، والطيوري في «الطيوريات» (ج1 ص20)، والإسكندري في «الأربعين» (ص491)، وابن البخاري في «مشيخته» (ج2 ص909)، ودانيال في «مشيخته» (ق/85/ط)، وابن أخي ميمي في «الفوائد» (ص66)، والقسطلاني في «إرشاد الساري» (ج1 ص345)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج15 ص177)، وابن ظهيرة في «مشيخته» (ج2 ص752)، وعبد الغني المقدسي في «العلم» (ص84)، وابن جماعة في «مشيخته» (ج1 ص201)، وابن المظفر في «غرائب مالك» (ص142)، وابن أبي عيسى في «اللطائف» (ص199)، وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (254)، وابن جميع في «معجم الشيوخ» (156)، والرافعي في «التدوين» (ج3 ص130)، وابن الجوزي في «تعظيم الفتيا» (ص110)، وابن النجار في «ذيل تاريخ بغداد» (ص38)، والعلائي في «إثارة الفوائد» (ج2 ص451)، وابن اللتي في «مشيخته» (ص437)، والقاضي الشريف في «حديثه» (ق/13/ط)، ونصر المقدسي في «الحجة» (ج2 ص565)، وابن أبي نصر في «الأربعين من مسانيد المشايخ العشرين» (ص197)، والسلفي في «المشيخة البغدادية» (ج1 ص274)، وفي (ق/58/ط)، وأبو القاسم الدمشقي في «الفوائد» (ص42)، وابن مردويه في «المنتقى» (ص241)، والفربري في «زوائده على صحيح البخاري» (ج1 ص194)، وابن رشيق في «جزئه» (ص56)، وابن نقطة في «تكملة الإكمال» (ج2 ص376)، والدبيثي في «ذيل تاريخ مدينة السلام» (ج4 ص109)، والعصمي في «جزئه» (ص125)، وابن طولون في «الفهرست الأوسط» (ج3 ص376)، و(ج5 ص65) من طريق عروة بن الزبير عن عبدالله بن عمرو به.
وأخرجه مسلم في «صحيحه» (673)، والطبراني في «المعجم الأوسط» (2322)، وابن المقرئ في «المعجم» (ص210)، وابن عدي في «الكامل» (ج5 ص1965)، وعبدالرزاق في «المصنف» (20481) من طرق عن ابن عمرو به.
وأخرجه النقاش في «الفوائد العراقيين» (ص70)، وابن المقرئ في «المعجم» (ص193) من طريق عبدالغفار بن الحسن عن سفيان الثوري عن الأعمش عن خيثمة عن عبدالله بن عمرو به.
قلت: وإسناده فيه عبدالغفار بن الحسن وفيه كلام، لكنه توبع.
وعن أبي هريرة ا قال: قال رسول الله ه: «سيأتي على الناس سنوات خداعات، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيـهــا الأميــن، وينـطــق فيهــا الـرويبـضــة. قيــل: ومــا الرويبضــة([35])؟ قــال: الـرجــل([36]) التافه([37]) يتكلم في أمور العامة».
وفي رواية: «السفيه يتكلم في أمر الناس».
حديث حسن.
أخرجه ابن ماجه في «سننه» (ج2 ص339)، وابن أبي شيبة في «المسند» (ج10
ص287 -الإتحاف)، والشجري في «الأمالي» (ج2 ص256)، وابن حبيب الأندلسي في «أشراط الساعة» (ص82)، والخرائطي في «مكارم الأخلاق» (ج1 ص185) من طريق عبد الملك بن قدامة الجمحي عن إسحاق بن أبي الفرات عن المقبري عن أبي هريرة ا به، بدون زيادة عن (أبيه) في الإسناد.
قلت: وهذا سنده ضعيف فيه عبد الملك بن قدامة الجمحي، وهو ضعيف. وإسحاق بن أبي فرات مجهول، وضعفه البوصيري في «إتحاف الخيرة» (ج10 ص287).
وانظر «الميزان» للذهبي (ج2 ص166) و«التقريب» لابن حجر(ص131)، و«مصباح الزجاجة» للبوصيري (ج4 ص191).
وأخرجه أحمد في «المسند» (ج2 ص291)، والحاكم في «المستدرك» (ج4 ص465)، والمزي في «تحفة الأشراف» تعليقا (ج9 ص469)، وابن غيلان في «الغيلانيات» (310)، والشجري في «الأمالي» (ج2 ص265 و273)، وابن تيمية في «الأبدال العوالي» (ص64) من طرق عن يزيد بن هارون عن عبد الملك بن قدامة عن إسحاق بن أبي الفرات([38]) عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة به. بزيادة عن (أبيه) في الإسناد.
قال الحافظ المزي في «تحفة الأشراف» (ج9 ص469) بعد أن عزا الحديث لابن ماجة: (رواه محمد بن عبدالملك الدقيقي عن يزيد بن هارون قال عن (أبيه)
عن أبي هريرة).
قلت: وللحديث طرق أخرى يتقوى بها.
فأخرجه أحمد في «المسند» (ج2 ص238) من طريق فليح عن سعيد بن عبيد بن السباق عن أبي هريرة ا به.
قلت: وهذا سنده لا بأس به، فيه فليح وهو ابن سليمان الخزاعي، وهو صدوق فيه كلام من قبل حفظه.
وله شاهد: أخرجه أحمد في «المسند» (ج3 ص230) من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن المنكدر عن أنس بن مالك ا به وفيه (الفويسق) بدل (التآفه).
قلت: وهذا سنده فيه محمد بن إسحاق، وهو مدلس.
لكن صرح بالتحديث في رواية البزار.
فأخرجه أحمد في «المسند» (ج3 ص220)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (ج1 ص405)، وابن أخي ميمي الدقاق في «الفوائد» (ص251)، والبزار في «المسند» (ج7 ص147)، وعبدالله بن أحمد في «الزوائد» (12887)، وأبو يعلى في «المسند» (ج6 ص378)، وعبد الحق الإشبيلي في «الأحكام الشرعية الكبرى» (ج4 ص542)، وابن عدي في «الكامل» (ج6 ص2118) من طريق محمد بن إسحاق حدثني عبد الله بن دينار عن أنس بن مالك ا به.
قلت: وهذا سنده حسن، وجود إسناده ابن حجر في «فتح الباري» (ج13 ص84).
قال ابن معين في «التاريخ» (ج3 ص135): (لم نسمع عن عبد الله بن دينار عن أنس بن مالك؛ إلا حديث الذي يحدث به محمد بن إسحاق). اهـ
وقال ابن عدي في «الكامل» (ج6 ص105)؛ بعد أن روى قول ابن معين هذا: (يعني: حديث الرويبضة). اهـ
وقال الهيثمي في «الزوائد» (ج7 ص884): (رواه البزار، وقد صرح ابن إسحاق([39]) بالسماع من عبد الله بن دينار، وبقية رجاله ثقات). اهـ
وأخرجه عبد الرزاق في «المصنف» (20803) عن عبد الله بن دينار مرسلا به.
وأخرجه نعيم بن حماد في «الفتن» (ص360) من وجه آخر عن أنس بن مالك ا به.
وإسناده تالف.
وانظر: «التاريخ» لابن معين (565)، و«السؤالات» للبرذعي (ص311)، و«العلل» لابن أبي حاتم (2792).
وأخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط» (3258) من وجه آخر أيضا عن أنس بن مالك ا به.
وإسناده واه أيضا.
وذكره الهيثمي في «مجمع البحرين» (ج7 ص257).
وقال البرذعي في «سؤالاته» (ج2 ص329): (قلت لأبي زرعة: عبد الله بن دينار الشامي؟ قال: شيخ ربما أنكر، قلت: عبد الله بن دينار الذي يروي عن أنس حديث
«الرويبضة» هو هذا؟ قال: لا، ابن إسحاق ما له وهذا؟.
قال البرذعي: وقد كان رجل من أصحابنا ذاكرني بهذا الحديث، عن شيخ ليس عندي بمأمون، عن أبي قتيبة، عن عبد الله بن المثنى، عن عبد الله بن دينار، عن أبي الأزهر، عن أنس، وذكرت لأبي زرعة هذا أنه صاحب أنس، ولم أجترئ أن أذكر له أنه من رواية هذا الرجل، لأنه لم يكن يرضاه، فقلت له: هو هذا الشامي؟ فأجابني بهذا).اهـ
وله شاهد آخر:
أخرجه البزار في «المسند» (ج7 ص147)، وأبو يعلى([40]) في «المسند الكبير» (ج5 ص89 - المطالب)، والخطيب في «مسألة الاحتجاج بالشافعي» (ص34)، والطبراني في «المعجم الكبير» (ج18 ص56)، وفي «مسند الشاميين» (ج1 ص51)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (ج1 ص132)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج58 ص47)، والسلفي في «معجم السفر» (562)، وعبد الحق الإشبيلي في «الأحكام الشرعية الكبرى» (ج4 ص542) من طرق عن إبراهيم بن أبي عبلة عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعي ا به.
قلت: وهذا سنده فيه شمر بن يقظان، وهو والد إبراهيم بن أبي عبلة، لم يرو عنه إلا ابنه، ولم يوثقه غير ابن حبان في «الثقات» (ج4 ص376)، وذكره ابن أبي
حاتم في «الجرح والتعديل» (ج4 ص376)، وباقي رجاله ثقات.
قلت: فمثله حسن في المتابعات.
وقال البوصيري في «إتحاف الخيرة» (ج10 ص287): (رواه أبو يعلى الموصلي، والبزار بسند واحد رواته ثقات).
والحديث حسنه الشيخ الألباني في «الصحيحة» (ج4 ص508).
قال ابن أبي حاتم في «العلل» (ج6 ص596): (وسألت أبي عن حديث الذي: رواه ابن إسحاق، عن عبد الله بن دينار، عن أنس بن مالك، عن النبي ه؛ في «الرويبضة»؟.
قال أبي: لا أعلم أحدا روى عن عبد الله بن دينار هذا الحديث غير محمد بن إسحاق، ووجدت في رواية بعض البصريين: عن عبد الله بن المثنى الأنصاري، عن عبد الله بن دينار، عن أبي الأزهر، عن أنس بن مالك، عن النبي ه، بنحوه.
قال أبي: ولا أدري من أبو الأزهر، قلت: من الذي رواه عن عبد الله بن المثنى؟، فقال: حجاج الفسطاطي.
قال أبي: لو كان حديث ابن إسحاق صحيح، لكان قد رواه الثقات عنه). اهـ
قلت: كذا قال: «صحيح»؛ بلا ألف بعد الحاء، وفيه وجهان:
الأول: النصب على أنه خبر: «كان»، وحذفت منه «ألف تنوين النصب»، على لغة: «ربيعة».
وكانت الجادة أن تكتب «بالألف»، لكنه جاء هنا على لغة: «ربيعة»؛ فإنهم لا يبدلون من التنوين في حال «النصب ألفا»؛ كما يفعل جمهور العرب، بل يحذفون التنوين، ويقفون بسكون الحرف الذي قبله؛ كالمرفوع والمجرور، ولابد من قراءته منونا في حال الوصل؛ غير أن الألف لا تكتب؛ لأن الخط مداره على الوقف، وقد وقع من ذلك في الأحاديث، والآثار، وأقوال العلماء: شيء كثير، وشواهد لغة: «ربيعة» أكثر من أن تحصى، شعرا، ونثرا، ولغة: «ربيعة» هي إحدى ثلاث لغات للعرب في الوقف على الاسم المنون؛ نحو سمعت أنس، ورأيت سالم.([41])
والثاني: الرفع على أنه خبر للمبتدأ «حديث ابن إسحاق»، والجملة من المبتدأ، والخبر في محل خبر: «كان»، واسمها: «ضمير الشأن»، والتقدير: لو كان هو؛ أي: الشأن والحديث، حديث ابن إسحاق صحيح.
قلت: وضمير الشأن كثر دورانه في اللغة العربية، بارزا، ومستترا، ومحذوفا؛ فنقول: يكون «ضمير الشأن» بارزا، وهو «مبتدأ»، أو اسم لـــــ«إن» أو «إحدى أخواتها»، أو «مفعول أول» في باب «ظن»، و«أخواتها»، ويكون مستترا مرفوعا اسما «للأفعال الناسخة» في باب «كان»، و«كاد».
ويأتي «ضمير الشأن» محذوفا منصوبا اسما لـــــ«إن» المثقلة، أو «إحدى
أخواتها»، وكذلك: «إن»، و«أن»، و«كأن» المخففات، ويحذف أيضا مفعولا أول
في باب «ظن»، ولكل ذلك شواهد من القرآن، والحديث، ولغة العرب شعرا، ونثرا.([42])
قال الشاطبي : في «الاعتصام» (ج2 ص681)؛ عن تفسير الرويبضة: (قالوا: هو الرجل التافه الحقير ينطق في أمور العامة، كأنه ليس بأهل أن يتكلم في أمور العامة، فيتكلم). اهـ
وقال أبو منصور السمعاني : في «غرائب الأحاديث» (ج2 ص527): (تفسير الرويبضة مذكور في الحديث، وكأنه في الأصل تصغير الرابضة وهي الدابة التي تربض فلا تتحرك، فشبه الرجل الدون به.([43])
وأما التافه فهو: الخسيس، الخامل من الناس، ولذلك كل خسيس تافه).اهـ
قلت: فالشريعة قد كملت فلا تحتاج إلى فتاوى، ودعوة المتعالمين، اللهم سلم سلم.
قال الإمام ابن القيم : في «إعلام الموقعين» (ج4 ص375): (فرسالته ه كافية شافية عامة، لا تحوج إلى سواها، ولا يتم الإيمان به إلا بإثبات عموم رسالته... فلا يخرج أحد من المكلفين عن رسالته، ولا يخرج نوع من أنواع الحق الذي تحتاج إليه الأمة في علومها، وأعمالها عما جاء به.
وقد توفي رسول الله ه، وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر للأمة منه علما، وعلمهم كل شيء حتى آداب التخلي، وآداب الجماع، والنوم والقيام والقعود، والأكل والشرب... وجميع أحكام الحياة والموت). اهـ
وقال الإمام ابن القيم :؛ عن هؤلاء المتعالمين: في «مسألة السماع» (ص145): (فأبى الظالمون المفتونون الإعراض ما جاء به الرسول ه على أقوال الشيوخ وطريقتهم، فأضلهم فعم بذلك المصاب، وعظمت المحنة، واشتدت الرزية، واشتدت غربة الدين وأهله، وظن بهم الجاهلون أنهم هم أهل البدع، وأصحاب الطرائق والآراء([44]) هم أهل السنة، ويأبى الله إلا أن يقيم دينه، ويتم نوره، ويعلي كلماته، وكلمات رسوله ه، وينصر حزبه، ولو كره المبطلون). اهـ
فإذا علمت هذا –يرحمك الله- لم تر عجبا أن يتخرج الشخص من كلية الشريعة؛ وهو لا يحسن أحكام الدين، وقد يحمل شهادة «الماجستير»! و«الدكتوراه»!([45]) وتراه يذكر الأحاديث الضعيفة والموضوعة؛ لأنه لا يميز بين
الصحيح والسقيم منها.([46])
قلت: ومن الشيء العجاب؛ أن يقول أحدهم في خطبته: «روى ابن الجوزي في الموضوعات»، ويبني على قوله أفكارا ومعاني وسلوكا، ظنا منه أن كتاب «الموضوعات» مصدر من المصادر الصحيحة، أو مرجع من المراجع الثابتة، كقول القائل: «روى البخاري في صحيحه» فلا حول ولا قوة إلا بالله تعالى.
وإذا قلت لهم: هذا حديث ضعيف، أو موضوع؛ قالوا: أأنت أعلم أم ابن كثير؟ وفاتهم أن الحافظ ابن كثير : نفسه قد ضعف الرواية، ولكنهم قرؤوا المتن، ولم يقرؤوا ما يعقبه من الإسناد، وظنوا أن مجرد الإتيان بالسند يعني: التصحيح.
ورأى هؤلاء أنهم ليسوا بأهل لدراسة علم الحديث ومصطلحه، وشق عليهم فهمه واستيعابه، فاكتفوا بتصحيح كل ما وافق عقولهم، وشنوا الحرب على أهل هذا العلم الشريف، واتهموهم بأنهم محدثون لا فقهاء!.
قلت: وإذا قيل لهم: «هذا حديث ضعيف»؛ قالوا: «يجوز رواية الأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال والعمل بها» ولكن؛ هل عرف هؤلاء الشروط والقيود
لهذا التجويز؟ أم أنهم يعرفون ما يوافق هواهم، ويستر حالهم؟.
فإذا جاز ذكر الأحاديث الضعيفة، فهل جاز ذكر الأحاديث الموضوعة
والمكذوبة؟ وهل بلغتم من العلم ما تميزون به بين الضعيف والموضوع؟ أم بلغتم من الفقه ما تفرقون به بين ما وافق القواعد الشرعية الصحيحة ومما لم يوافقها، وهل يندرج تحت أصل عام من الدين أم لا يندرج؟.([47])
هل عرف هؤلاء –أصلا- أن هذا ضعيف أو موضوع؟ إنهم لا يعرفون ذلك، لكنهم يذكرون النص معتقدين ثبوته، فإن جئت تبين لهم ضعف الحديث؛ قالوا: «يجوز العمل بضعيف الحديث».
قلت: والنتيجة المحتمة لقولهم هذا، تفضي بهم إلى تجويز رواية أي شيء ينسب إلى النبي ه، وتجويز تأليف الأحاديث كذلك، طالما يراد بذلك الخير، فإلى الله المشتكى.
ولجأ الكثير من هؤلاء القصاص إلى أسلوب القصص والحكايات، والتوسع في الأمثال، ليغطي قلة العلم، والمعرفة، والاطلاع في نفسه.
ورأى هؤلاء الخطابة، والوعظ، والتدريس أمرا هينا سهلا، فهم جاهزون لمخاطبة الناس في أي وقت من الأوقات، لا يفتقرون لإعداد أو تحضير، معلوماتهم لا تزيد ولا تنمو، يغطون على هذا كله برفع الصوت، وتحريك العواطف، حتى بلغ الأمر بأحدهم أن قال: «الخطابة لعبتي»؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله.
قلت: وأود بهذه المناسبة؛ أن أذكر هؤلاء بأمر عساه يغير ما بهم من حال، وذلك عندما جاء بعض الناس لربيعة الرأي رحمه الله تعالى - وهو من شيوخ مالك- يطلبون منه أن يترفق بنفسه، ويتلطف بحاله، حين رأوا شدة إقباله على طلب العلم، فقال: (سمعت بعض أشياخنا يقولون: إن العلم لا يعطيك بعضه، إلا إذا أعطيته نفسك كلها).([48])
فهيا أيها الخطباء! خاطبوا أنفسكم بهذه الكلمات قبل كل شيء، وهيا معشر الوعاظ! عظوا أنفسكم بهذه العبارة الناجعة النافعة، وهيا يا أصحاب الفتاوى! أفتوا أنفسكم بهذه المقولة الطيبة قبل أن تفتوا الناس، فهذا هو سبيل السداد، والهدى، والرشاد بإذن الله تعالى.([49])
وعن الإمام الربيع بن خثيم : قال: «إن للحديث ضوءا؛ كضوء النهار تعرفه، وظلمة؛ كظلمة الليل تنكره».([50])
قلت: فحديث النبي ه الصحيح له ضوء؛ كضوء النهار تعرف أنه من قول النبي ه، أو من فعله، والحديث الضعيف له ظلمة، كظلمة الليل، فتعرف أنه
حديث ضعيف، لم يقله النبي ه، لذلك تنكره، والله المستعان.
وهؤلاء الخطباء، والوعاظ، والقصاص ينشرون الأحاديث الضعيفة،
والمنكرة، والموضوعة بين المسلمين، ثم ينسبونها إلى النبي ه، فالويل لهم يوم القيامة، نعوذ بالله من الخذلان.
فعن عبد الله بن الزبير ا قال: قلنا للزبير بن العوام ا مالك لا تحدث عن رسول الله ه؛ كما يحدث أصحابك؟ فقال ا: أخاف([51]) أن أزيد، أو أنقص، وقد قال رسول الله ه: «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار».
أخرجه البخاري في «صحيحه» (107)، وابن ماجه في «سننه» (36)، وأحمد في «المسند» (ج1 ص165)، وأبو يعلى في «المسند» (667)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (549)، والطبراني في «طرق حديث: من كذب علي متعمدا» (ص102) من طريق شعبة عن جامع بن شداد عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه به.
وعن أبى هريرة، قال: قال رسول الله ه: «من كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار».
أخرجه البخاري في «صحيحه» (110)، ومسلم في «صحيحه» (ج1 ص67)، والحاكم في «المدخل إلى الصحيح» (ص91)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (550)، والطبراني في «طرق حديث: من كذب علي متعمدا» (ص102) من طرق عن أبي عوانة عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبى هريرة ا به.
قلت: فشدد النبي ه بالوعيد الشديد لمن أدخل في السنة النبوية ما ليس منها؛ صونا لها من تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، اللهم غفرا.
وعن الإمام عروة بن الزبير : قال: «لم يزل أمر بني إسرائيل معتدلا حتى فشى فيهم المولدون أبناء سبايا الأمم، فقالوا فيهم بالرأي فضلوا، وأضلوا».
أثر صحيح
أخرجه البيهقي في «معرفة السنن» (ج1 ص190) من طريق حنبل بن إسحاق قال: حدثنا الحميدي قال: حدثنا سفيان بن عيينة قال: حدثنا هشام بن عروة عن أبيه به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
قال الإمام سفيان بن عيينة :: «فنظرنا في ذلك فوجدنا ما حدث من الرأي؛ إنما هو من المولدين أبناء سبايا([52]) الأمم، وذكر بعض من كان بالمدينة، والبصرة، وبالكوفة».
قلت: والمراد أن الناس إذا قام فيهم سفلة الناس هلكوا، والعياذ بالله.
قال العلامة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في «وجوب التثبت في الأخبار واحترام العلماء» (ص50): (إن وجود المثقفين، والخطباء المتحمسين لا يعوض الأمة عن علمائها... وهؤلاء قراء وليسوا فقهاء فإطلاق لفظ العلماء على هؤلاء إطلاق في غير محله، والعبرة بالحقائق لا بالألقاب فكثير ممن يجيد الكلام، ويستميل العوام وهو غير فقيه، والذي يكشف هؤلاء أنه عندما تحصل نازلة يحتاج إلى معرفة الحكم الشرعي فيها فإن الخطباء، والمتحمسين تتقاصر أفهامهم، وعند
ذلك يأتي دور العلماء.
فلننتبه لذلك، ونعطي علماءنا حقهم، ونعرف قدرهم، وفضلهم، وننزل كلا منزلته اللائقة به). اهـ
فعن أنس ا قال: سمعت رسول الله ه يقول: «من أشراط الساعة أن يقل العلم، ويظهر الجهل، ويظهر الزنا، وتكثر النساء، ويقل الرجال، حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد».
أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج1 ص178)، وفي «خلق أفعال العباد» (ص107)، ومسلم في «صحيحه» (ج4 ص2056)، والترمذي في «سننه» (ج4 ص491)، وأحمد في «المسند» (ج3 ص98)، والطيالسي في «المسند» (ص166)، وأبو نعيم في «الحلية» (ج6 ص28)، وعبد بن حميد في «المنتخب» (ص359)، والبيهقي في «المدخل» (ج1 ص151)، وفي «دلائل النبوة» (ج6 ص543)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (ج1 ص151)، والبغوي في «التفسير» (ج6 ص179)، وفي شرح «السنة» (ج15 ص24)، ودانيال في «مشيخته» (ق/99/ط)، والنعال في «مشيخته» (ص114)، وأبو الشيخ في «الفوائد» (ص35)، وفي «ذكر الأقران» (ص102)، والمستغفري في «دلائل النبوة» (ج1 ص302)، والنسائي في «العلم» (ص186)، والقسطلاني في «إرشاد الساري» (ج1 ص315)، ومعمر الأزدي في «الجامع» (ج11 ص381)، وأبو يعلى في «المسند) (2892)، والداني في «السنن الواردة في الفتن» (ج4 ص813)، والروياني في «المسند» (ج2 ص264)، والخطابي في «العزلة» (ص96)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج4 ص197)، وابن ماجة في «سننه» (ج2 ص1343)، وعبد الغني المقدسي في «العلم» (ص88)، والأصبهاني في «الترغيب والترهيب» (2152) من طريقين عن أنس به.
قلت: فمن أشراط الساعة أن يقل العلم، ويفشو الجهل.
قال الحافظ ابن بطال :: (وجميع ما تضمنه هذا الحديث من الأشراط قد رأيناها عيانا، فقد نقص العلم، وظهر الجهل، وألقي الشح في القلوب، وعمت الفتن، وكثر القتل).([53]) اهـ
وعقب على ذلك ابن حجر : في «فتح الباري» (ج13 ص16) بقوله: (الذي يظهر أن الذي شاهده كان منه الكثير، مع وجود مقابله، والمراد من الحديث استحكام ذلك، حتى لا يبقى مما يقابله إلا النادر، وإليه الإشارة بالتعبير بقبض العلم، فلا يبقى إلا الجهل الصرف، ولا يمنع من ذلك وجود طائفة من أهل العلم لأنهم يكونون حينئذ مغمورين في أولئك). اهـ
وقال الإمام الخطابي : في «العزلة» (ص97): (يريد ظهور الجهال المنتحلين للعلم، المترئسين على الناس به قبل أن يتفقهوا في الدين، ويرسخوا في علمه). اهـ
وعن أنس بن مالك ا عن رسول الله ه ليلة أسري به قال: «رأيت قوما تقرض ألسنتهم بمقاريض من نار -أو من حديد- فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال:
هؤلاء خطباء أمتك».([54])
وفي رواية: «هؤلاء خطباء أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون، ويقرؤون كتاب الله، ولا يعملون به».
حديث صحيح
أخرجه أبو يعلى في «المسند» (ج7 ص118)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (ج9 ص237) من طريقين عن معتمر بن سليمان قال: وحدث أبي أن أنسا حدث عن رسول الله ه فذكره.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وتابعه ابن المبارك عن سليمان التيمي به.
أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (ج8 ص172) من طريق يوسف بن سعيد بن مسلم ثنا عبدالله بن موسى ثنا ابن المبارك به.
وإسناده حسن في المتابعات.
وأخرجه أبو يعلى في «المسند» (ج7 ص180)، والطبراني في «المعجم الأوسط» (ج1 ص261)، أبو نعيم في «الحلية» (ج2 ص386)، و(ج6 ص248)، وابن حبان في «صحيحه» (ج1 ص135)، وضياء الدين المقدسي في «الأحاديث المختارة» (2646)، و(2647)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (ج9 ص238) من طريق يزيد بن زريع عن هشام بن أبي عبدالله عن المغيرة حدثني مالك بن دينار عن أنس به.
قلت: وهذا سنده حسن.
وتابعه إبراهيم بن أدهم عن مالك بن دينار به.
أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (ج8 ص43) من طريق بقية حدثنا إبراهيم بن أدهم به.
وإسناده حسن.
وأخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (ج9 ص239)، والخطيب في «الاقتضاء» (111) من طريق مسلم حدثنا صدقة بن دينار، والحسن بن أبي جعفر عن مالك بن دينار عن ثمامة بن عبدالله بن أنس عن أنس به.
وإسناده ضعيف.
وأخرجه ابن أبي حاتم في «تفسيره» (476)، وأبو نعيم في «الحلية» (ج6 ص249) من طريق سهل بن حماد أبي عتاب ثنا هشام الدستوائي عن المغيرة بن حبيب عن مالك بن دينار عن ثمامة عن أنس بن مالك به.
وأخرجه أحمد في «المسند» (ج3 ص120)، وفي «الزهد» (ص45)، وعبد بن حميد في «المنتخب من المسند» (ص367)، وفي «تفسيره» (ج2 ص342- تفسير ابن كثير)، وأبو يعلى في «المسند» (ج7 ص69)، والبغوي في «شرح السنة» (ج4 ص353)، وفي «معالم التنزيل» (ج1 ص68)، والخطيب البغدادي في «الموضح» (ج2 ص170)، وفي «تاريخ بغداد» (ج6 ص199)، ووكيع في «الزهد» (297)، وابن مردويه في «تفسيره» (ج2 ص342- تفسير ابن كثير)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج14 ص308)، وابن المبارك في «الزهد» (ص282)، وفي «المسند» (ص22)، وابن أبي الدنيا في «الصمت» (ص249)، وابن الجوزي في «الحدائق» (ج1 ص534) من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس به.
قلت: وهذا سنده ضعيف فيه علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف، كما في «التقريب» لابن حجر (ص696).
وأخرجه الطيالسي في «المسند» (2060) من طريق المبارك بن فضالة عن علي بن زيد بن جدعان به.
وأخرجه ابن مردويه في «تفسيره» (ج2 ص343- تفسير ابن كثير) من طريق عمر بن قيس عن علي بن زيد عن ثمامة عن أنس بن مالك به.
وأخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (ج9 ص239)، والواحدي في «الوسيط» (ج1 ص130) من طريق المحاربي أخبرنا سفيان عن خالد بن سلمة عن أنس به.
وإسناده حسن.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في «الصمت» (ص265) من طريق جعفر بن سليمان عن عمر بن نبهان عن قتادة عن أنس به.
وإسناده ضعيف.
فالخطباء هم القدوة، والأسوة يأمرون الناس بالمعروف، وينهونهم عن المنكر،
وهم في أعين الناس مقياس الفضائل، والالتزام بشعائر الدين، والالتزام بالأخلاق([55]).
فإذا هم لم يطبقوا، ولم يعملوا بما قالوا سقطت هيبتهم من أعين الناس، وأصبحوا لأهل الأهواء حجة يعلق عليها هؤلاء إفسادهم، ويبررون بها شهواتهم كما هو مشاهد.
فالقول بغير عمل زخرفة لا فائدة فيه، شعار زائف يتاجر به أصحاب المنافع من الحزبيين وغيرهم، ويستتر وراءه كل طامع في الدنيا.
قلت: والغرض أن النبي ه ذم الخطباء الجهلة المتعالمين على هذا الصنيع، ونبههم على خطئهم في حق أنفسهم حيث كانوا يأمرون بالخير ولا يفعلونه، اللهم غفرا.
وما أحسن الاستنكار من الله تعالى على هذا الصنف وأمثالهم في قوله تعالى: ﱣﭐ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ * ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛﱢ [الصف: 2 و3].
قال الحافظ الذهبي : في «التمسك بالسنن» (ص32): (واتباع الشرع، والدين متعين، واتباع غير سبيل المؤمنين بالهوى وبالظن، وبالعادات المردودة مقت وبدعة).اهـ
قلت: فهما طريقان: اتباع الرسول ه والسنة، أو اتباع الهوى والبدعة، وليس من سبيل إلى ثالث، فمن لم يتبع الرسول ه فلابد أن يتبع الهوى.
ﭧﭐﭨ ﱣﭐ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﱢ [القصص:50].
ﭧﭐﭨ ﱣﭐ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐﳑ ﳒ ﳓﱢ [يونس:32].
قال الإمام القرطبي : في «جامع أحكام القرآن» (ج8 ص335): «(ذا) صلة أي ما بعد عبادة الإله الحق إذا تركت عبادته إلا الضلال... قال علماؤنا: حكمت هذه الآية بأنه ليس بين الحق، والباطل منزلة ثالثة... والضلال حقيقته الذهاب عن الحق». اهـ
قلت: فالأخطاء إذا انتشرت في المجتمع أفسدته بل قضت عليه، لهذا كانت للخطباء المتعالمين المفسدين هذه العقوبة التي ينخلع لها القلب، ويطير لها الفؤاد جزاء يستحقونه من الله تعالى؛ لإضلالهم الناس بتعليمهم العقائد الفاسدة، والمناهج السياسية، والفتاوى الباطلة، والأحاديث الضعيفة، والمنكرة، والقصص الموضوعة، والباطلة، والأخطاء في الأحكام الفقهية... نسأل الله العافية والسلامة.
وقد ذكر الذهبي : في «الميزان» (ج3 ص655) في ترجمة محمد بن علي بن عطية الواعظ المعروف بـ (أبي طالب المكي) الصوفي، قول أبي طاهر العلاف: (إن أبا طالب وعظ ببغداد، وخلط كلامه، وحفظ عنه أنه قال: ليس على المخلوقين أضر من الخالق، فبدعوه وهجروه، فبطل الوعظ).
قلت: هكذا لابد أن يفعل في الوعاظ المخلطين المختلطين، لا أن يكرموا، ويعززوا في المسابقات، والاحتفالات، والفضائيات، والتلفاز، والله المستعان.
واغترار هؤلاء بحلم الله تعالى يعد من طمس البصيرة، وإلا فكيف يغتر عبد بحلم الله تعالى، وهو يقرأ قوله عز وجل: ﱣﭐ ﳂ ﳃ ﳄﳅ ﱢ [آل عمران:28].
وما أكثر هذا الصنف في عالم البشر اليوم، قد سقط الحياء منه، وتبلد حسه، وظهر فسقه، وطار شره بين الخلائق، وزاحم أهل الظلم، والفساد في الشر، والعناد نعوذ بالله من الخذلان.
إذا فالواجب على العاقل أن يحذر مخالفة أصحاب الأهواء، فإن نارها تحت الرماد، ونسأل الله السلامة.
فأين المتعظون؟ أين المعتبرون؟ أين أولو الأحلام والنهى؟ أما طالعوا عقوبات الله فيمن سبق، وعظيم سطوته بمن عصى، وعائد، وكذب؟ أتاهم العذاب بغتة وهم لا يشعرون، أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر، وحذرهم بأسه، وعقابه، وأليم عذابه، وعظيم سطوته، فما ارتدعوا، ولا انزجروا، ورجعوا قد أنذرهم على ألسن رسله فظلوا في طغيانهم يعمهون، وفي الضلال سادرون، وحاق بهم من العذاب ما كانوا به يستهزؤن، وأتاهم من حيث لا يشعرون.([56])
ﭧﭐﭨ ﱣﭐ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯﱢ [النحل:45].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : في «الفتاوى» (ج10 ص144): (وبنو آدم هم جهال ظلموا أنفسهم يستعجل أحدهم ما ترغبه لذته، وبترك ما تكرهه نفسه مما هو لا يصلح له، فيعقبهم ذلك من الألم والعقوبات، إما في الدنيا، وإما في الآخرة ما فيه عظم العذاب، والهلاك الأعظم).اهـ
قلت: ولا يتدبر هذا ولا يعيه إلا صاحب القلب الصافي أما صاحب القلب الجامد فتنبو عنه كل المواعظ([57])... لاغتراره بثناء الناس عليه، وامتلاء سمعه من المدح والثناء... وظن أن هذا الثناء من رضى الله عليه، وهو يخرق حرمات الله في الخفاء، ومن المرائين بأعمالهم في العلانية، وسبحان الله كم من أمثال هؤلاء موجود بين ظهرانينا مفتون بثناء الناس عليه بما ليس فيه، فيحسب أنه على شيء، وهذا الصنف منكوس القلب، مصاب بذلك وهو لا يشعر... أما علم هؤلاء أن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا، وابتغى به وجهه، وعلى السنة والعلم.
والاغترار بثناء الناس من علامة المرائين، والمخلص لله تعالى لا يغتر بثناء الناس عليه مهما قالوا وأثنوا عليه، كذلك لا يهتم بسخط الناس عليه، وطعنهم فيه ما دام مستقيما مخلصا مداوما على طاعة ربه، فمن علامة المتقين أنهم إذا زكي أحدهم، ومدح خاف مما يقال.
ﭧﭐﭨ ﱣﭐ ﳟ ﳠ ﳡ ﳢ ﳣ ﳤ ﳥ ﳦ ﳧ ﳨ ﳩ ﳪ ﳫ ﱢ [الكهف:110].
و ﭧﭐﭨ ﱣﭐ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﱢ [المائدة:27].
قلت: فكثير من الناس في هذا الزمان يتجرأ على دين الله عز وجل، وأصبح كل واحد منهم يفتي، ويحلل، ويحرم برأيه، ويصوب ويخطئ برأيه، ولا علم عنده بكتاب الله، ولا بسنة رسوله ه ، وهذا خطر عظيم على الفرد والمجتمع، وذريعة إلى أن يعبد الله عز وجل بغير ما شرع.
قلت: والقول على الله تعالى بغير علم مقرون بالشرك، والعياذ بالله.
ﭧﭐﭨ ﱣﭐ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﱢ [الأعراف:33].
قال الإمام ابن القيم: في «إعلام الموقعين» (ج4 ص220): (فإن لم يكن عالم بالحق فيها – يعني الفتوى – ولا غلب على ظنه لم يحل له أن يفتي، ولا يقضي بما لا يعلم، ومتى أقدم على ذلك فقد تعرض لعقوبة الله، ودخل تحت قوله تعالى ﱣﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱢ [الأعراف:33]، فجعل القول عليه بلا علم أعظم من المحرمات الأربع التي لا تباح بحال، ولهذا حصر التحريم فيها بصيغة الحصر... وإذا كان من أفتى، أو حكم، أو شهد، بغير علم مرتكبا لأعظم الكبائر فكيف من أفتى، أو حكم، أو شهد بما لا يعلم خلافه؟... فمن أخبر منهم عما يعلم خلافه، فهو كاذب على الله عمدا: ﱣﭐ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫﱬ ﱢ [الزمر:60]. وإن أخبروا بما لم يعلموا فقد كذبوا على الله جهلا... والكذب على الله يستلزم التكذيب بالحق والصدق، و ﭧﭐﭨ ﱣﭐ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌﱢ [هود:18]. وهؤلاء الآيات وإن كانت في حق المشركين، والكفار، فإنها متناولة لمن كذب على الله في توحيده، ودينه، وأسمائه، وصفاته، وأفعاله، ولا تتناول المخطئ المأجور إذا بذل اجتهاده، واستفرغ وسعه في إصابة حكم الله وشرعه، فإن هذا هو الذي فرضه الله عليه، فلا يتناول المطيع لله، وإن أخطأ، وبالله التوفيق). اهـ
وقال الإمام ابن القيم : في «إعلام الموقعين» (ج1 ص38): (وقد حرم الله سبحانه القول عليه بلا علم في الفتيا والقضاء، وجعله من أعظم المحرمات، بل جعله في المرتبة العليا منها، فقال تعالى: ﱣﭐ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌﱢ [الأعراف:33]؛ فرتب المحرمات أربع مراتب، وبدأ بأسهلها وهو الفواحش، ثم ثنى بما هو أشد تحريما منه، وهو الإثم والظلم، ثم ثلث بما هو أعظم تحريما منها، وهو الشرك به سبحانه، ثم ربع بما هو أشد تحريما من ذلك كله، وهو القول عليه بلا علم، وهذا يعم القول عليه سبحانه بلا علم في أسمائه، وصفاته، وأفعاله، وفي دينه، وشرعه، و ﭧﭐﭨ ﱣﭐ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ * ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﱢ [النحل:116-117]، فتقدم إليهم سبحانه بالوعيد على الكذب عليه في أحكامه، وقولهم لما لم يحرمه هذا حرام، ولما لم يحله هذا حلال، وهذا بيان منه سبحانه أنه لا يجوز للعبد أن يقول هذا حلال، وهذا حرام إلا لما علم أن الله سبحانه أحله وحرمه... فلا ينبغي أن يقول لما لا يعلم ورود الوحي المبين بتحليله وتحريمه أحله الله، وحرمه الله بمجرد التقليد، أو بالتأويل). اهـ([58])
وقال الإمام ابن القيم : في «مدارج السالكين» (ج1 ص403): (وأما القول على الله بلا علم، فهو أشد هذه المحرمات تحريما، وأعظمها إثما، ولهذا ذكر في المرتبة الرابعة من المحرمات التي اتفقت عليها الشرائع والأديان، ولا تباح بحال، بل لا تكون إلا محرمة، وليست كالميتة، والدم، ولحم الخنزير، الذي يباح في حال دون حال... فليس في أجناس المحرمات أعظم عند الله منه، ولا أشد إثما، وهو أصل الشرك، والكفر، وعليه أسست البدع والضلالات، فكل بدعة مضلة في الدين أساسها القول على الله بلا علم). اهـ
فعن مسروق قال: «بينما رجل يحدث في كندة فقال: يجيء دخان يوم القيامة فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم يأخذ المؤمن كهيئة الزكام، ففزعنا، فأتيت ابن مسعود وكان متكئا، فغضب فجلس فقال: من علم فليقل، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم: لا أعلم، فإن الله قال لنبيه ه: ﱣﭐ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱢ ([59]) [ص:86] ».
أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج8 ص511)، وفي «خلق أفعال العباد» (222)، ومسلم في «صحيحه» (ج4 ص2155)، والحميدي في «المسند» (ج1 ص63)، والترمذي في «سننه» (3254)، والنسائي في «تفسيره» (ق/88/ب/ط)، والطبري في «تفسيره» (ج25 ص111)، وابن حبان في «صحيحه» (ج14 ص548)، وأبو نعيم في «دلائل النبوة» (ج2 ص575)، وأحمد في «المسند» (ج1 ص441)، والآجري في «أخلاق العلماء» (ص114)، وأبو خيثمة في «العلم» (67)، والدارمي في «المسند» (ج1 ص62)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج3 ص352)، وفي المدخل إلى «السنن الكبرى» (ص432)، وفي «دلائل النبوة» (ج2 ص423)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (ج2 ص831)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (ج1 ص419)، وابن أبي حاتم في «تفسيره» (ج7 ص233 – تفسير ابن كثير)، وابن المنذر في «تفسيره» (ج12 ص628- الدر المنثور)، والمستغفري في «فضائل القرآن» (ج1 ص307)، والخطيب في «الفقيه والمتفقه» (ج2 ص363)، والبغوي في «معالم التنزيل» (ج7 ص103)، وفي «الأنوار» (ج1 ص41)، والثعلبي في «الكشف والبيان» (ج8 ص219)، والواحدي في «الوسيط» (ج3 ص568)، والقسطلاني في «إرشاد الساري» (ج11 ص23)، والبزار في «المسند» (ج5 ص339)، والطبراني في «المعجم الكبير» (ج9 ص243)، والهيثم بن كليب في «المسند» (ج1 ص396)، والطيالسي في «المسند» (292)، وأبو يعلى في «المسند» (ج9 ص78)، وابن أبي شيبة في «المسند» (ج1 ص177)، وابن حجر في «موافقة الخبر الخبر» (ج1 ص21) والداني في «السنن الواردة في الفتن» (ص247) والهروي في «ذم الكلام» (ج3 ص34)، وابن حزم في «الإحكام» (ج6 ص47)، وابن عساكر في «تبيين كذب المفتري» (ص126)، والصابوني في «عقيدة السلف» تعليقا (ص253)، وأبو القاسم الأصبهاني في «دلائل النبوة» (ج2 ص705) من طريقين عن ابن مسعود به .
قلت: ومن أجل افتراء هؤلاء الكذب في دين الله تعالى راجت فيما بينهم البدع والأهواء، واشتمل عندهم الباطل على شيء من الحق، فضلوا وأضلوا.
ولذلك ترى هؤلاء المبطلين يظهرون هذا الحق، ويكتمون الباطل الملتبس به إما جهلا، وإما هوى، والعياذ بالله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : في «درء تعارض العقل والنقل» (ج7 ص170):(الباطل لا يظهر لكثير من الناس أنه باطل لما فيه من الشبهة، فإما الباطل المحض الذي يظهر بطلانه لكل أحد لا يكون قولا، ومذهبا لطائفة تذب عنه، وإنما يكون باطلا مشوبا بحق، كما ﭧﭐﭨ ﱣﭐ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱢ [آل عمران:71]. اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : في «الاستقامة» (ج2 ص178): (الطرائق المبتدعة كلها يجتمع فيها الحق والباطل). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : في «الفتاوى» (ج35 ص190): (ولا ينفق الباطل في الوجود إلا بشوب من الحق، كما أن أهل الكتاب لبسوا الحق بالباطل بسبب الحق اليسير الذي معهم، يضلون خلقا كثيرا عن الحق الذي يجب الإيمان به، ويدعونه إلى الباطل الكثير الذي هم عليه).اهـ
وقال العلامة الشاطبي : في «الاعتصام» (ج2 ص136): (يبعد في مجاري العادات أن يبتدع أحد بدعة من غير شبهة دليل يقدح له، بل عامة البدع لابد لصاحبها من متعلق دليل شرعي). اهـ
وقال العلامة ابن أبي العز الحنفي : في «شرح العقيدة الطحاوية» (ص189): (وهل خرجت الخوارج، واعتزلت المعتزلة، ورفضت الروافض، وافترقت الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، إلا بالتأويل الفاسد). اهـ
وقال العلامة ابن القيم : في «مفتاح دار السعادة» (ج1 ص140): (والشبهة وارد يرد على القلب يحول بينه وبين انكشاف الحق له). اهـ
وعن أبي هريرة ا قال: قال رسول الله ه: «من أفتي بغير علم كان إثمه على من أفتاه، ومن أشار على أخيه بأمر يعلم أن الرشد في غيره فقد خانه».
حديث حسن
أخرجه أبو داود في «سننه» (ج4 ص66)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (ج2 ص8861)، وابن وهب في «المسند» (ص126) من طريق بكر بن عمرو المعافري عن عمرو بن أبي نعيمة عن أبي عثمان الطنبذي قال سمعت أبا هريرة به.
قلت: وهذا سنده حسن في المتابعات، من أجل عمرو بن أبي نعيمة، وهو مقبول؛ كما في «التقريب» لابن حجر (ص427) وهذا عنده يعني حين المتابعة، وإلا فهو لين الحديث.
وأخرجه أحمد في «المسند» (ج2 ص321)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (ج1 ص385)، والجرجاني في «الأمالي» (ق/11/ط)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج10 ص211)، والحاكم في «المستدرك» (ج1 ص103)، وعبد الغني المقدسي في «العلم» (ص114) بهذا الإسناد بلفظ: «من قال علي ما لم أقل، فليتبوأ مقعده من النار، ومن استشاره أخوه المسلم فأشار عليه بغير رشد، فقد خانه، ومن أفتى فتيا بغير تثبت، فإن إثمها على من أفتاه».
وقد تابعه أبو هانئ حميد بن هانئ الخولاني عن أبي عثمان به.
أخرجه ابن ماجه في «سننه» (ج1 ص20) من طريق سعيد بن أبي أيوب عنه بلفظ: «من أفتي بفتيا غير ثبت فإنما إثمه على من أفتاه».
وإسناده حسن.
وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (ص102)، وأبو داود في «سننه» (ج4 ص66)، والطبراني في «جزء طرق حديث من كذب علي متعمدا» (ص211)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج10 ص112)، وابن وهب في «المسند» (ص159)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (ج1 ص365)، والحاكم في «المستدرك» (ج1 ص126)، وابن راهويه في «المسند» (334)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج8 ص542)، وابن الجوزي في «الموضوعات» (ج1 ص74)، والرافعي في «التدوين» (ج2 ص215)، والدارمي في «المسند» (ج1 ص57)، والخطيب في «الفقيه والمتفقه» (ج1 ص155) من طريق سعيد بن أبي أيوب عن بكر بن عمرو عن أبي عثمان مسلم بن يسار - هكذا دون ذكر عمرو بن أبي نعيمة – قال سمعت أبا هريرة به.
والحديث حسنه الشيخ الألباني : في «حاشية مشكاة المصابيح» (ج1 ص81).
قال الإمام ابن بطة : في «إبطال الحيل» (ص66): (إن أكثر المفتين في زماننا([60]) هذا مجانين». اهـ
قال الأثري: يرحم الله ابن بطة كيف لو أدرك زماننا!!.
قلت: صحيح أن هؤلاء درسوا، وخطبوا وأفتوا؛ لكن أين العلاج!!.
قال الإمام ابن القيم : في «إعلام الموقعين» (ج4 ص263): (ومن أفتى بغير علم فإثمه على من أفتاه، وهو أحد المفتين الثلاثة الذين ثالثهم في النار). اهـ
قلت: فإذا كان المفتي اجتهاده على غير علم اجتهد فأخطأ فله وعيد بالنار، فأما من كان من أهل الاجتهاد فالخطأ فيه عنه موضوع.
قال الإمام ابن القيم : في «إعلام الموقعين» (ج4 ص371): (من أفتى الناس، وليس بأهل للفتوى فهو آثم عاص). اهـ
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «من أفتى الناس بفتيا يعمى عنها؛ فإنما إثمها عليه».
أثر صحيح
أخرجه الدارمي في «المسند» (ج1 ص58، وابن حزم في «الإحكام» (ج6 ص1021)، والخطيب في «الفقيه والمتفقه» (ج1 ص155)، وابن راهويه في «المسند» (235)، والبيهقي في «المدخل» (186)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (ج1 ص862)، وابن بطة في «الحيل» (ص66)، وابن أبي إياس في «العلم» (ص69) من طرق عن أبي سنان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
قلت: وللفتوى بغير علم دوافع خطيرة على الأمة.
فدوافع الفتوى بغير علم هي:
الدافع الأول:
الجهل: وهو من أخطر الدوافع، وأكثرها انتشارا بين الناس، ولاسيما في هذا الزمن، ويتضمن هذا الدافع أمرين:
1) الجهل بحرمة الفتوى بغير علم في الشريعة الإسلامية، وهذا شأن من ليس عنده علم أصلا، وينتشر هذا النوع من الجهل عند طبقة العوام من الناس حيث لا يعلم حكم الله في هذا الأمر، وما يترتب على ذلك من ضلالة في النفس، وإضلال الناس، وقد ثبت عن النبي ه أنه قال: «عندما يقل العلم يتخذ الناس جهالا يفتون
بغير علم فيضلون، ويضلون».([61])
2) الجهل الذي يتسم به من أمسك بطرف أدنى من العلم، وفي ذلك أيضا خطر عظيم، والسبب الرئيسي الذي يدفع إلى هذا النوع من الجهل هو التنزه عن قول [لا أعلم] ناسيا أنه بتلك الفتوى التي يطلقها على غير علم ربما يوقع الناس في حدود شرعية لم تكن تحدث لو أمسك عليه فتواه ألا يعلم هذا: أن السلف رضوان الله عليهم كانوا يتدافعون الفتوى ويتحرجون من الإجابة إذا وجد من يكفيهم وقد روى أبو وائل عن ابن مسعود ا أنه قال: «من أفتى الناس في كل ما يسألونه عنه، فهو مجنون».([62])
وقال الإمام سحنون بن سعيد :: «أجرأ الناس على الفتيا أقلهم علما، يكون عند الرجل باب واحد من العلم، فيظن أن الحق كله فيه».([63])
كما يوجد من يجمع بين الأمر الأول، والأمر الثاني فهو يجمع بين جهل من لا عنده علم أصلا [أمي] وجهل من أمسك بالطرف الأدنى من العلم ولكنه يترفع عن قول «لا أعلم»، ويفتي بغير علم ربما يكون جاهلا من طبقة العوام لكنه عائل متكبر؛ عائل في عمله مستكبر في فتواه يتنزه عن قول «لا أعلم» فعلى هذا ومن سار على شاكلته أن يتقوا الله، وأن يتفهموا، ويقفوا على قول الله سبحانه وتعالى: ﱣﭐ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﱢ [الأعراف:33] وأن يعملوا بمقتضاه.
الدافع الثاني: هوى النفس:
وهو دافع ناتج عن ضعف في العقل، والدين، والمروءة، بل قد يغري النفس بالتحريف المتعمد في شريعة الله، ومثال ذلك أن يجيز لنفسه، ولغيره أمرا محرما شرعا، وما أكثر انتشاره بين الناس اليوم فعندما تسأل مدمن خمر عن تعاطيها تجده يحلها لنفسه، ولغيره، ويدافع، ويكثر الجدل دون حرمتها، لا يقصر شره على نفسه بحسب بل ينصب من نفسه داعية، وهو داعية الشيطان. نسأل الله العافية.
وهذا الداء بلاء عظيم تفشى بين الناس الضعفاء الذين لم يتغلغل الدين إلى أفئدتهم، ومثل هؤلاء نقول لهم قفوا على قول الله تعالى: ﱣﭐ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ * ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﱢ [النحل:116-117].
الدافع الثالث: التمرس في كبائر الذنوب:
وهذا داء القلوب الذي يجعل الإنسان يتهاون في أحكام شريعة الله يخوض في
الدين كيف يشاء، ومتى شاء، لا يوجد لديه من الحرص على دينه معشار ما عند المؤمنين، تراكمت المعاصي على قلبه فأصبحت ظلمات بعضها فوق بعض فلم يعد يبصر، والله المستعان.
الدافع الرابع: حب الظهور، والسعي للزعامة على حساب الدين:
وهذا من أعظم ما أصاب المجتمع الإسلامي في هذا الزمان حيث أصبحت الفتوى وسيلة لتحقيق غاية هي حب الظهور، والزعامة في الدين، وليعلم مثل هذا أنه قد ينال بعض مراده في الدنيا، ولكن هيهات في الآخرة، فإنه معرض لعذاب الله، وربما يجمع الله بين عذاب الدنيا، والآخرة، وقد وعد الله هؤلاء بالويل، والعذاب الشديد في الآخرة، وذلك أنه يتبوأ مقعده من النار، لأنه يفتري على الله الكذب والبهتان.([64])
الأضرار الناتجة عن الإفتاء بغير علم:
1) تفتيت وحدة الأمة، وإدخال الناس في متاهات، وقضايا تصرفهم عن جوهر دينهم.
2) إضلال الناس، والتشويش عليهم في أمور الدين.
3) تشكيك الناس فيما يلقيه إليهم علماؤهم.
4) القول على الله بغير علم وهذا كذب، وبهتان عظيم.
5) دفع النفس إلى الغرور والسعي بها نحو مواطن الرذيلة ([65]).
كلمة توجيهية عامة:
الفتوى بغير علم داء خطير أثره عظيم في تفكيك وحدة الأمة الإسلامية، وقد
ذكرنا في بداية عرضنا لهذا الموضوع ما هي الدوافع وراء هذا الداء العضال، وما هي الأضرار الناتجة عنها، وآن لنا الآن أن نذكر بعض الأمور التي ينبغي معرفتها لتجنب مواطن السوء وهي:
1) إن من استفتى، وهو ليس عنده من العلم الحق شيء يجب عليه أن يمسك عن الإفتاء حتى يتبين له الأمر، وذلك بمراجعة كلام أهل العلم في هذه المسألة إذا كان أهلا للنظر فيه.
2) التثبت في الفتوى، والتأكد من صحتها دون شك، أو ارتياب.
3) التحرز من الإفتاء قدر الإمكان؛ لاسيما إذا كان الذي تطلب منه الفتوى على قدر ضئيل من العلم([66]).
واجب الفرد، والمجتمع نحو ذلك:
نظرا لما يتركه هذا الداء من الأضرار في الفرد، والمجتمع بل في الأمة بأسرها؛ فإنه يجب محاربته قدر الإمكان، وذلك من جانب الأفراد، والجماعات، والمسئولين، وذلك للقضاء على التلاعب بأحكام الشريعة الإسلامية، ولاسيما في هذا الزمن الذي ظهرت فيه موجات الفتن، والشهوات، والشبهات، وكثرت فيه الطرق الضالة، والأحزاب المنحرفة كل حزب بما لديهم فرحون، ونسأل الله العافية.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه([67]).
قلت: فلا يجوز للمفتي أن يشهد على الله تعالى، ورسوله ه بأنه أحل كذا، أو حرمه، أو أوجبه، أو كرهه إلا لما يعلم أن الأمر كذلك مما نص الله تعالى، ورسوله ه على إباحته، أو تحريمه، أو إيجابه، أو كراهيته، وإذا ما وجده في كتابه الذي تلقاه عمن قلده دينه فليس له أن يشهد على الله تعالى، ورسوله ه به، ويغر الناس بذلك، ولا علم له بحكم الله تعالى، ورسوله ه.([68])
قال الإمام أحمد بن حنبل :: «من عرض نفسه للفتيا فقد عرضها لأمر عظيم».([69])
وقال الإمام ابن القيم : في «إعلام الموقعين» (ج4 ص287): (لا يجوز للمفتي تتبع الحيل المحرمة، والمكروهة، ولا تتبع الرخص لمن أراد نفعه، فإن تتبع ذلك فسق، وحرم استفتاؤه). اهـ
وقال الإمام عروة بن الزبير :: «ما أقبح على شيخ يسأل ليس عنده علم».
وفي رواية: «وما شيء أشد على امرئ من أن يسأل عن شيء من أمر دينه فيجهله».
وفي رواية: «ماذا أقبح من شيخ جاهل».([70])
قلت: ولابد من الفتوى أن تؤسس على العلم، لا على الرأي.
ﭧﭐﭨ ﱣﭐ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﱢ [الإسراء:26].
فالواجب علينا أن نتق الله عز وجل، ولا نتكلم إلا بما علمناه في دين الله، ولو أن أحدا منا تدخل في علم طبيب، أو مهندس، أو نحوهما لغضب عليه كل الناس، لأنه تدخل فيما لا يعنيه، فلماذا لا يغضب الناس على من تدخل في الدين، أو تكلم في الدين بما لا يعلم، فإن ذلك من أعظم ما يجعل الدين لا قيمة له في قلوب الناس.
قلت: فالمتطاول على العلم الشرعي الضعيف فيه لا يجوز له أن يتصدر في أي شيء من الدين، وإلا كان ما يفسد أكثر مما يصلح.
قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين : في «القول المفيد» (ج1 ص 127): «فالجاهل لا يصلح للدعوة، وليس محمودا، وليست طريقته طريقة الرسول ه، لأن الجاهل يفسد أكثر مما يصلح». اهـ
قلت: وشهد شاهد من أهلها!، والله المستعان.
قال الدكتور ! سمير استيتية في مقال له حين كان تلميذا !! في جامعة ميشغان
الأمريكية !!! نشرته جريدة اللواء الأردنية بتاريخ: 14 / 9 / 1983، كان مما قال فيه: (كلمة دكاترة جمع تكسير لمفرد مجهول الحقيقة والهوية، فارغ من كل مضمون، إلا مضمون واحد؛[كذا قال، وهو خطأ ظاهر، صوابه: مضمونا واحدا]؛ وهو أن الدكتوراه قد يحصل عليها العالم، والجاهل([71]) سواء بسواء!). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : في «الفتاوى» (ج28 ص135): (وإذا كان هذا حد كل عمل صالح؛ فالآمر بالمعروف والناهي عن المنكر يجب أن يكون هكذا في حق نفسه، ولا يكون عمله صالحا إن لم يكن بعلم وفقه([72])، وكما قال عمر بن عبد العزيز: «من عبد الله بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح»([73]).. وهذا ظاهر فإن القصد، والعمل إن لم يكن بعلم كان جهلا، وضلالا، واتباعا للهوى)([74]). اهـ
وقال العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز : في «الدعوة إلى الله» (ص32): (أما
الدعوة بالجهل فهذا يضر ولا ينفع). اهـ
وقال العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز : في «الدعوة إلى الله» (ص50): (أن تكون على بينة في دعوتك ؛ أي: على علم، لا تكن جاهلا بما تدعو إليه: ﱣﭐ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵﱶ ﱷ ﱸﱢ [يوسف:108]، فلا بد من العلم؛ فالعلم فريضة، فإياك أن تدعو على جهالة، وإياك أن تتكلم فيما لا تعلم، فالجاهل يهدم ولا يبني، ويفسد، ولا يصلح، فاتق الله يا عبد الله، إياك أن تقول على الله بغير علم، لا تدعو إلى شيء إلا بعد العلم به، والبصيرة بما قاله الله ورسوله، فلا بد من بصيرة، وهي العلم).اهـ
قلت: فليترك المجال للعلماء، وطلاب العلم المتخصصين في الشرع، والباقي يجب عليهم أن يتبعوا أهل العلم، وهم غير قليل، ولله الحمد.
فدعوة الجاهل المفتون؛ كما هو ظاهر حماسية، لا علمية.([75])
قال الإمام مصعب بن سعد :: «لا تجالس مفتونا، فإنه لن يخطئك منه إحدى اثنتين، إما أن يفتنك فتتابعه، وإما أن يؤذيك قبل أن تفارقه».([76])
وقال العلامة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في «الأجوبة المفيدة» (ص79):
(الحماس للدعوة طيب، لكن لا يجوز له أن يباشر الدخول في الدعوة إلا بعد أن يتعلم... فالجاهل لا يصلح للدعوة، ولابد أن يكون عنده علم... أما مجرد الحماس، أو مجرد المحبة للدعوة، ثم يباشر الدعوة، هذا في الحقيقة يفسد أكثر مما يصلح، وقد يقع في مشاكل، ويوقع الناس في مشاكل، فهذا يكفيه أن يرغب في الخير، ويؤجر عليه إن شاء الله، ولكن إن كان يريد الدخول في مجال الدعوة فليتعلم أولا... ما كل واحد يصلح للدعوة، وما كل متحمس يصلح للدعوة، التحمس مع الجهل يضر، ولا ينفع). اهـ
وقال الحافظ الذهبي : في «السير» (ج11 ص321): (الجاهل لا يعلم رتبة نفسه، فكيف يعرف رتبة غيره). اهـ
وقال الإمام ابن القيم : في «النونية» (ص24):
وتعر من ثوبين من يلبسهما |
|
يلق الردى بمذمة وهوان |
ثوب من الجهل المركب فوقه |
|
ثوب التعصب بئست الثوبان |
وقال الإمام ابن القيم : في «النونية» (ص189):
والجهل داء قاتل وشفاؤه |
|
أمران في التركيب متفقان |
نص من القرآن أو من سنة |
|
وطبيب ذلك العالم الرباني |
وقال الفريابي :: كان سفيان الثوري إذا رأى هؤلاء النبط يكتبون العلم يتغير وجهه، فقلت له: يا أبا عبد الله نراك إذا رأيت هؤلاء يكتبون العلم يشتد عليك، فقال: (كان العلم في العرب، وفي سادة الناس، فإذا خرج عنهم، وصار إلى هؤلاء النبط، والسفلة غير الدين).([77])
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : في «الفتاوى» (ج7 ص540): (وهذا من الجهل الذي هو عمل بخلاف العلم حتى يقدم المرء على فعل ما يعلم أنه يضره، وترك ما يعلم أنه ينفعه؛ لما في نفسه من البغض، والمعاداة لأشخاص، وأفعال وهو في هذه الحال ليس عديم العلم، والتصديق بالكلية لكنه لما في نفسه من بغض، وحسد غلب موجب ذلك لموجب العلم فدل على ضعف العلم لعدم موجبه ومقتضاه، ولكن ذلك الموجب، والنتيجة لا توجد عنه وحده، بل عنه وعما في النفس من حب ما ينفعها، وبغض ما يضرها، فإذا حصل لها مرض ففسدت به أحبت ما يضرها، وأبغضت ما ينفعها فتصير النفس؛ كالمريض الذي يتناول ما يضره لشهوة نفسه له مع علمه أنه يضره). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : في «الفتاوى» (ج7 ص24): (فلا يسمى عاقلا إلا من عرف الخير فطلبه، والشر فتركه، ومن فعل ما يعلم أنه يضره؛ فمثل هذا ما له عقل). اهـ
وقال الإمام ابن القيم : في «الفوائد» (ص61): (علماء السوء جلسوا على باب الجنة يدعون إليها الناس بأقوالهم، ويدعونهم إلى النار بأفعالهم؛ فكلما قالت أقوالهم للناس هلموا؛ قالت أفعالهم لا تسمعوا منهم([78])، فلو كان ما دعوا إليه حقا كانوا أول المستجيبين له؛ فهم في الصورة أدلاء، وفي الحقيقة قطاع طرق). اهـ
وقال الإمام ابن القيم : في «الفوائد» (ص61): (إن الناس قد أحسنوا القول فمن وافق قوله فعله فذاك الذي أصاب حظه، ومن خالف قوله فعله فذاك إنما يوبخ نفسه). اهـ
ونظرا لما يتركه هذا الداء من الأضرار في الفرد، والمجتمع بل في الأمة بأسرها، فإنه يجب محاربته قدر الإمكان، وذلك من جانب العلماء، وطلبة العلم، وذلك للقضاء على التلاعب بأحكام الشريعة الإسلامية، ولاسيما في هذا الزمان الذي ظهرت فيه موجات الفتن، والأحزاب المنحرفة ﱣﭐ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﱢ [المؤمنون:53] ونسأل الله العافية.
قال الحافظ ابن كثير : في «تفسيره» (ج4 ص307): (أن الله تعالى نهى عن القول بلا علم، بل بالظن الذي هو التوهم، والخيال). اهـ
وعن الإمام سعيد بن جبير : قال: «أكره أن أحل حراما، أو أحرم حلالا».([79])
وعن الإمام الأعمش : قال: «ما سمعت إبراهيم النخعي يقول برأيه في شيء قط».([80])
وعن الأمام الشافعي : قال: «لا يحل لأحد من أهل الرأي أن يفتي».([81])
وعن الأمام أحمد بن حنبل : قال: «لا تكاد ترى أحدا نظر في هذا الرأي إلا وفي قلبه دغل» ([82]) ([83]).
قلت: ولذلك لم يتصدر العالم للفتوى إلا بعد أن يشهد له العلماء من أهل السنة والجماعة بأن أهلا للفتوى والتصدر.
قال الإمام مالك :: «ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك».
أثر صحيح
أخرجه الخطيب في «الفقيه والمتفقه» (ج2 ص333)، وأبو نعيم في «الحلية» (ج6 ص316)، وابن الجوزي في «تعظيم الفتيا» (ص123)، وابن ناصر الدين في «إتحاف السالك» (2) تعليقا من طريق مفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي قال: سمعت أبا مصعب أحمد بن أبي بكر يقول: سمعت مالك بن أنس به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وقال الإمام مالك :: «ما أجبت في الفتوى حتى سألت من هو أعلم مني: هل يراني موضعا لذلك؟ سألت ربيعة، وسألت يحيى بن سعيد فأمراني بذلك).
فقال له خلف بن عمر: يا أبا عبد الله! لو نهوك؟ قال: كنت أنتهي، لا ينبغي لرجل أن يرى نفسه أهلا لشيء حتى يسأل من هو أعلم منه».
أثر صحيح.
أخرجه الخطيب في «الفقيه والمتفقه» (ج2 ص326)، وابن الجوزي في «تعظيم الفتيا» (ص123)، وأبو نعيم في «الحلية» (ج6 ص316)، والبيهقي في «المدخل إلى السنن الكبرى» (825) من طريق محمد بن إسحاق الثقفي قال سمعت الحسن بن عبد العزيز الجروي قال حدثنا عبد الله بن يوسف التنيسي عن خلف بن عمر - صديق كان لمالك - قال: سمعت مالك بن أنس به.
قلت: وهذا سنده صحيح، وخلف بن عمر له ترجمة في «ترتيب المدارك» للقاضي عياض (ج6 ص210)، و«الديباج» لابن فرحون (ج1 ص307).
قال الإمام القرافي : في «الفروق» (ج2 ص110) معلقا على الأثر بقوله: (يريد تثبت أهليته – أي المفتي - عند العلماء، ويكون هو بيقين مطلعا على ما قاله العلماء في حقه من الأهلية؛ لأنه قد يظهر من الإنسان أمر على ضد ما هو عليه، فإذا كان مطلعا على ما وصفه به الناس حصل اليقين في ذلك.
وما أفتى مالك حتى أجازه أربعون محنكا، لأن التحنك وهو اللثام بالعمائم تحت الحنك شعار العلماء، حتى إن مالكا سئل عن الصلاة بغير تحنك، فقال: لا بأس بذلك وهو إشارة إلى تأكد التحنيك، وهذا هو شأن الفتيا في الزمن القديم.
وأما اليوم فقد انخرق هذا السياج، وسهل على الناس أمر دينهم فتحدثوا فيه بما يصلح، وبما لا يصلح، وعسر عليهم اعترافهم بجهلهم، وأن يقول أحدهم: لا يدري، فلا جرم آل الحال للناس إلى هذه الغاية بالاقتداء بالجهال...). اهـ
قلت: ومن تصدر للفتيا بلا علم، فقد جمع على نفسه يوم القيامة شرا كبيرا، والعياذ بالله.
فعن عبدالله بن وهب قال: قال مالك - وهو ينكر كثرة الجواب للسائل-: «يا عبد الله، ما علمت فقله ودل عليه، وما لم تعلم فاسكت عنه، وإياك أن تتقلد للناس قلادة سوء».
أثر صحيح
أخرجه الخطيب في «الفقيه والمتفقه» (ج2 ص359)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (2080)، والدوري في «ما رواه الأكابر عن مالك» (39)، والبيهقي في «المدخل إلى السنن الكبرى» (822) من طرق عن عبدالله بن وهب به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وأخرجه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (1698) من طريق آخر عن ابن وهب بلفظ: «يا عبد الله بن وهب، أد ما سمعت وحسبك، ولا تحمل لأحد على ظهرك، واعلم أنما هو خطأ وصواب، فانظر لنفسك، فإنه كان يقال: أخسر الناس من
باع آخرته بدنياه، وأخسر منه من باع آخرته بدنيا غيره».
وعن الإمام القاسم بن محمد : قال: «يا أهل العراق، إنا والله لا نعلم كثيرا مما تسألونا عنه؛ لأن يعيش الرجل جاهلا إلا أنه يعلم ما فرض الله عليه خير له من أن يقول على الله ورسوله ما لا يعلم».
وفي لفظ: «لأن يعيش الرجل جاهلا، خير له من أن يفتي بما لا يعلم».
أثر صحيح.
أخرجه أبو خيثمة في «العلم» (90)، وابن سعد في «الطبقات الكبرى» (ج5 ص188)، والفسوي في «المعرفة والتاريخ» (ج1 ص546)، والخطيب في «الفقيه والمتفقه» (1115)، والبيهقي في «المدخل» (806)، وأبو نعيم في «الحلية» (ج2 ص184)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» تعليقا (1570)، وأبو زرعة الدمشقي في «التاريخ» (ج1 ص517)، وابن الجوزي في «تعظيم الفتيا» (ص127) من طرق عن يحيى بن سعيد عن القاسم به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وأخرجه الفسوي في «المعرفة والتاريخ» (ج1 ص546)، وابن بطة في «إبطال الحيل» (64)، والخطيب في «الفقيه والمتفقه» (1118)، والبيهقي في «المدخل» (805)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» تعليقا (1577)، والدارمي في «المسند» (ج1 ص48) من طرق عن القاسم به.
وإسناده صحيح.
وعن الإمام عبدالله بن شبرمة القاضي : قال: «إن من المسائل ما لا يحل لأحد أن يسأل عنها، ومنها ما لا يحل لأحد أن يجيب عنها».
أثر صحيح
أخرجه وكيع في «أخبار القضاة» (ج3 ص88)، وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (ج1 ص406)، وفي «إبطال الحيل» (ص122) تعليقا، والفسوي في «المعرفة والتاريخ» (ج2 ص611)، والخطيب في «الفقيه والمتفقه» (ج2 ص417) من طريق سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن عبدالله بن شبرمة به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وعن الإمام سهل بن عبد الله التستري : قال: «من أفتى الناس بالحيلة فيما لا يجوز، يتأول الرأي، والهوى بلا كتاب، ولا سنة، فهذا من علماء السوء، وبمثل هذا هلك الأولون والآخرون، ولهذا ثلاث عقوبات يعاقب بها في عاجل الدنيا: يبعد علم الورع من قلبه، ويضيع منه، وتزين له الدنيا، ويرغب فيها، ويفتن بها، ويطلب الدنيا تضيعا؛ فلو أعطي جميع الدنيا في هلاك دينه؛ لأخذه ولا يبالي».
أثر حسن
أخرجه ابن بطة في «إبطال الحيل» (ص124) من طريق أحمد بن عبد الله التميمي حدثني أبي قال: سمعت سهل بن عبد الله التستري به.
قلت: وهذا سنده حسن.
وعن الإمام القاسم بن محمد : قال: «إن من إكرام المرء نفسه أن لا يقول
إلا ما أحاط به علمه».
أثر صحيح.
أخرجه البيهقي في «المدخل إلى السنن الكبرى» (806)، والخطيب في «الفقيه والمتفقه» (ج2 ص173) من طريقين عن هشام بن عمار قال سمعت مالك بن أنس به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وعن يحيى بن سعيد قال: «سئل القاسم يوما، فقال: لا أعلم، ثم قال: والله لأن يعيش الرجل جاهلا بعد أن يعلم حق الله تبارك وتعالى عليه، خير له من أن يقول ما لا يعلم».
أثر صحيح.
أخرجه الفسوي في «المعرفة والتاريخ» (ج1 ص548)، والخطيب في «الفقيه والمتفقه» (ج2 ص368)، والبيهقي في «المدخل إلى السنن الكبرى» (806) من طريق سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وعن الإمام محمد بن سيرين : قال: «لأن يموت الرجل جاهلا خير من أن يقول ما لا يعلم».
أثر صحيح.
أخرجه البيهقي في «المدخل إلى السنن الكبرى» (ص268) من طريق أبي حاتم الرازي ثنا محمد الأنصاري ثنا ابن عون عن محمد بن سيرين به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وعن الإمام أبي حصين الأسدي : قال: «إن أحدهم ليفتي في المسألة ولو وردت على عمر بن الخطاب ا لجمع لها أهل بدر».
أثر صحيح
أخرجه البيهقي في «المدخل إلى السنن الكبرى» (ص268)، وابن بطة في «إبطال الحيل» (ص62)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج38 ص410)، وأبو داود في «المسائل» (ص296) من طرق عن ابن شهاب قال: سمعت أبا حصين به.
قلت: وهذا سنده صحيح. وذكره ابن مفلح في «الآداب الشرعية) (ج2 ص61).
وقال الحافظ ابن عبد البر : في «جامع بيان العلم» (ج2 ص1054): (وقال آخرون: الرأي المذموم في هذه الآثار عن النبي ه، وعن أصحابه، والتابعين هو القول في أحكام شرائع الدين بالاستحسان والظنون، والاشتغال بحفظ المعضلات، والأغلوطات، ورد الفروع، والنوازل بعضها بعضا على بعض قياسا دون ردها على أصولها). اهـ
قلت: وهمم المتعالمين تتقاصر عن العلم ولا حول ولا قوة إلا بالله.
قال الإمام ابن الجوزي : في «تعظيم الفتيا» (ص107): (وما زالت الهمم تتقاصر، وآل الأمر إلى خلف هم بئس الخلف فمات العلم). اهـ
قال الإمام ابن الجوزي : في «صيد الخاطر» (ص516): (وأعوذ بالله من
سير هؤلاء الذين نعاشرهم لا نرى فيهم ذا همة عالية فيقتدي به المبتدئ، ولا صاحب ورع، فيستفيد منه الزاهد. فالله الله وعليكم بملاحظة سير السلف، ومطالعة تصانيفهم وأخبارهم فالاستكثار من مطالعة كتبهم رؤية لهم...). اهـ
وقال الإمام ابن الصلاح : في «آداب المفتي» (ص85): (قلت: قول الله تبارك وتعالى: ﱣﭐ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ * ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﱢ [النحل:116-117]، شامل بمعناه من زاغ في فتواه، فقال في الحرام هذا حلال، أو في الحلال: هذا حرام، أو نحو ذلك). اهـ
وقال الإمام ابن القيم : في «إعلام الموقعين» (ج1 ص12): (إن من أفتى بقول يعلم أن غيره أرجح منه؛ فإنه خائن لله، ورسوله، وللإسلام إذ الدين النصيحة).اهـ
وقال الإمام ابن بطة : في «إبطال الحيل» (ص66): (فليتق الله عبد في نفسه، وفي المسلمين من إخوانه, ولا يخاطر بها وبهم, فقال بعلم فغنم، أو سكت فسلم).اهـ
قلت: وهذا الصنف من الناس ليس بأهل للفتوى، وهو متطفل على موائد العلم، ومتصدر في الدعوة إلى الله بلا علم وبصيرة، والخوف كل الخوف من هؤلاء المتملقين في الفتوى، البائعين دينهم بدنيا غيرهم، أو من المترخصين لأنفسهم والناس، ويتكرر هذا الفساد من القديم إلى الآن؛ اللهم غفرا.
فعن أبي هريرة ا أن رسول الله ه قال: «بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا، ويمسي كافرا، أو يمسي مؤمنا، ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا». وفي رواية: «يبيع أحدهم دينه». وفي رواية: «بعرض من الدنيا قليل».
أخرجه مسلم في «صحيحه» (ج1 ص110)، وأبو يعلى في «المسند» (6515)، والداني في «السنن الواردة في الفتن» (47 و49)، والآجري في «الشريعة» (80)، وابن البخاري في «مشيخته» (ج3 ص1832)، والترمذي في «سننه» (ج6 ص438)، وأبو عوانة في «المستخرج» (ج1ص50)، وأبو حيان الأندلسي في «المنتخب من شيوخ بغداد» (ق/100/ط)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص15)، والأبرقوهي في «معجم شيوخه» (ق/121/ط)، وابن منده في «الإيمان» (ج1 ص534)، والسلفي في «المشيخة البغدادية» (ق/31/ط)، وابن حبان في «صحيحه» (ج15 ص96)، والبغوي في «شرح السنة» (ج15 ص15)، وفي «معالم التنزيل» (ج2 ص88)، وابن أبي عاصم في «الزهد» (ص88»، والفريابي في «صفة المنافقين» (ص77)، والسعدي في «حديثه» (ص348)، والذهبي في «السير» (ج11 ص24)، وابن الجوزي في «مشيخته» (ص96)، وفي «جامع المسانيد» (ج5 ص464)، وفي «الحدائق» (ج3 ص357) وأبو نعيم في «المسند المستخرج على صحيح مسلم» (ج1 ص188) وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج24 ص457) من طرق عن العلاء بن عبدالرحمن عن أبيه عن أبي هريرة به.
ومن هذا الوجه ذكره ابن حجر في «إتحاف المهرة» (ج15 ص496).
وأخرجه إسحاق بن راهويه في «المسند» (ج1 ص401) من طريق كلثوم بن محمد بن أبي سدرة نا عطاء بن أبي مسلم الخراساني عن أبي هريرة به.
وأخرجه أحمد في «المسند» (ج2 ص390)، والفريابي في «صفة المنافق» (ص76) من طريق يحيى بن إسحاق عن ابن لهيعة عن أبي موسى عن أبي هريرة به.
وأورده الهيثمي في «الزوائد» (ج7 ص281): ثم قال: رواه أبو داود، وغيره من قوله: «المتمسك بدينه...» رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
قال الحافظ النووي : في «شرح صحيح مسلم» معلقا على حديث أبي هريرة في الفتن (ج2 ص133): (معنى الحديث الحث على المبادرة إلى الأعمال الصالحة قبل تعذرها، والاشتغال عنها بما يحدث من الفتن الشاغلة المتكاثرة، المتراكمة كتراكم ظلام الليل المظلم لا المقمر، ووصف ه نوعا من شدائد تلك الفتن، وهو أنه يمسي مؤمنا ثم يصبح كافرا، أو عكسه، وهذا لعظم الفتن ينقلب الإنسان في اليوم الواحد هذا الانقلاب). اهـ
وقوله ه: «مؤمنا»؛ أي: موصوفا بأصل الإيمان وكماله، «ويمسي كافرا»؛ أي: حقيقة أو كافرا للنعمة أو مشابها للكفرة أو عاملا عمل الكافر، وقيل: المعنى يصبح محرما ما حرمه الله، ويمسي مستحلا إياه وبالعكس... وكل ذلك يفعل لنيل قليل من حطام الدنيا.
و«العرض» ما عرض لك من منافع الدنيا، وهذا ما أشبهه من أحاديث الفتن.([84])
قال الإمام ابن رجب :: (ومن هذا الباب أيضا؛ أي: طلب العلم للرئاسة على الخلق، والتعاظم عليهم؛ كراهة الدخول على الملوك والدنو منهم، وهو الباب الذي يدخل منه علماء الدنيا إلى نيل الشرف والرياسات فيها....
وسبب هذا ما يخشى من فتنة الدخول عليهم، فإن النفس قد تخيل للإنسان إذا كان بعيدا عنهم أنه يأمرهم، وينهاهم ويغلظ عليهم، فإذا شاهدهم قريبا مالت النفس إليهم، لأن محبة الشرف كامنة في النفس له، ولذلك يداهنهم، ويلاطفهم...).([85]) اهـ
قلت: فبين ابن رجب : خطورة حرص الإنسان على جمع المال، وأنه قد يجر الإنسان الحريص إلى ارتكاب المحظور، وكذلك حرص الإنسان على نيل الشرف والعلو فهو في الغالب يمنع خير الآخرة، وشرفها، وكرامتها، وأنه قد يؤدي أحيانا إلى الكبر، واحتقار الناس.
وسئل سماحة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز :. ما واجب علماء المسلمين حيال كثرة الجمعيات، والجماعات في كثير من الدول الإسلامية، وغيرها، واختلافها فيما بينها حتى إن كل جماعة تضلل الأخرى. ألا ترون من المناسب التدخل في مثل هذه المسألة؛ بإيضاح وجه الحق في هذه الخلافات، خشية تفاقمها،
وعواقبها الوخيمة على المسلمين هناك؟.
فأجاب سماحته: (إن نبينا محمدا ه بين لنا دربا واحدا يجب على المسلمين أن يسلكونه وهو صراط الله المستقيم، ومنهج دينه القويم، يقول الله تعالى: ﱣﭐ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼﱢ ([86]).
كما نهى رب العزة، والجلال أمة محمد ه عن التفرق، واختلاف الكلمة؛ لأن ذلك من أعظم أسباب الفشل، وتسلط العدو، كما في قوله جل وعلا: ﱣﭐ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦﱧ ﱢ ([87]) وقوله تعالى: ﱣشرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه ﱢ ([88]).
فهذه دعوة إلهية إلى اتحاد الكلمة، وتآلف القلوب، والجمعيات إذا كثرت في؛ أي: بلد إسلامي من أجل الخير، والمساعدة، والتعاون على البر والتقوى بين المسلمين دون أن تختلف أهواء أصحابها([89])؛ فهي خير، وبركة، وفوائدها عظيمة.
أما إن كانت كل واحدة تضلل الأخرى، وتنقد أعمالها([90]) فإن الضرر بها حينئذ عظيم، والعواقب وخيمة. فالواجب على المسلمين توضيح الحقيقة، ومناقشة كل جماعة، أو جمعية، ونصح الجميع؛ بأن يسيروا في الخط الذي بينه الله تعالى لعباده، ودعا إليه نبينا محمد ه، ومن تجاوز([91]) هذا، واستمر في عناده لمصالح شخصية، أو لمقاصد لا يعلمها إلا الله، فإن الواجب التشهير به، والتحذير منه ممن عرف الحقيقة([92])، حتى يتجنب الناس طريقهم، وحتى لا يدخل معهم من لا يعرف حقيقة أمرهم فيضلوه، ويصرفوه عن الطريق المستقيم الذي أمرنا الله تعالى باتباعه في قوله جل وعلا: ﱣﭐ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱢ([93]).
ومما لا شك فيه أن كثرة الفرق والجماعات في المجتمع الإسلامي مما يحرص عليه الشيطان أولا وأعداء الإسلام من الإنس ثانيا؛ لأن اتفاق كلمة المسلمين، ووحدتهم، وإدراكهم الخطر الذي يهددهم، ويستهدف عقيدتهم يجعلهم ينشطون لمكافحة ذلك، والعمل في صف واحد من أجل مصلحة المسلمين، ودرء الخطر عن دينهم، وبلادهم، وإخوانهم، وهذا مسلك لا يرضاه الأعداء من الإنس والجن، فلذا هم يحرصون على تفريق كلمة المسلمين، وتشتيت شملهم، وبذر أسباب العداوة بينهم، نسأل الله أن يجمع كلمة المسلمين على الحق، وأن يزيل من مجتمعهم كل فتنة وضلال، إنه ولي ذلك والقادر عليه).([94]) اهـ
وسئل سماحة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز ::
ما هو موقف المسلم من الخلافات المذهبية المنتشرة بين الأحزاب، والجماعات؟ .
فأجاب سماحته: (الواجب عليه أن يلزم الحق الذي يدل عليه كتاب الله تعالى، وسنة رسوله ه، وأن يوالي على ذلك، ويعادي على ذلك، وكل حزب، أو مذهب
يخالف الحق يجب عليه البراءة منه، وعدم الموافقة عليه.
فدين الله تعالى واحد، وهو الصراط المستقيم، وهو عبادة الله تعالى وحده، واتباع رسوله محمد عليه الصلاة والسلام.
فالواجب على كل مسلم أن يلزم هذا الحق، وأن يستقيم عليه، وهو طاعة الله تعالى، واتباع شريعته التي جاء بها نبيه محمد عليه الصلاة، والسلام مع الإخلاص لله في ذلك، وعدم صرف شيء من العبادة لغيره سبحانه وتعالى، فكل مذهب يخالف ذلك، وكل حزب لا يدين بهذه العقيدة يجب أن يبتعد عنه، وأن يتبرأ منه، وأن يدعو أهله إلى الحق بالأدلة الشرعية مع الرفق، وتحري الأسلوب المفيد، ويبصرهم بالحق).([95]) اهـ
وقال الحافظ ابن حزم : في «الفصل» (ج4 ص227): (واعلموا رحمكم الله أن جميع فرق الضلالة لم يجر الله على أيديهم خيرا، ولا فتح بهم من بلاد الكفر قرية، ولا رفع للإسلام راية، وما زالوا يسعون في قلب نظام المسلمين، ويفرقون كلمة المؤمنين، ويسلون السيف على أهل الدين، ويسعون في الأرض مفسدين). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : في «الحسبة في الإسلام» (ص26): (فأما الغش في الديانات؛ فمثل البدع المخالفة للكتاب والسنة، وإجماع السلف الأمة من الأقوال والأفعال). اهـ
وقال الحافظ الذهبي : في «الموقظة» (ص60) عن المبتدعة: (فمنهم من يفتضح في حياته، ومنهم من يفتضح بعد وفاته، فنسأل الله الستر والعفو).اهـ
وقال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في «الأجوبة المفيدة» (ص60): (كل من خالف جماعة أهل السنة فهو ضال، ما عندنا إلا جماعة واحدة هم أهل السنة والجماعة، وما خالف هذه الجماعة فهو مخالف لمنهج الرسول ه.
ونقول أيضا: كل من خالف أهل السنة والجماعة فهو من أهل الأهواء، والمخالفات تختلف في الحكم بالتضليل، أو بالتكفير حسب كبرها وصغرها، وبعدها وقربها من الحق([96]). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : في «منهاج السنة» (ج2 ص482): (ومذهب أهل السنة والجماعة قديم معروف ... فإنه مذهب الصحابة الذين تلقوه عن نبيهم ه، ومن خالف ذلك كان مبتدعا عند أهل السنة والجماعة). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : في «الاستقامة» (ج2 ص178): (الطرائق المبتدعة؛ كلها يجتمع فيها الحق والباطل). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : في «الفتاوى» (ج35 ص414): (البدعة التي يعد بها الرجل من أهل الأهواء: ما اشتهر عند أهل العلم بالسنة مخالفتها للكتاب والسنة؛ كبدعة الخوارج، والروافض، والقدرية، والمرجئة). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : في «منهاج السنة» (ج4 ص363): (أن الذي ابتدع مذهب الرافضة كان زنديقا([97]) ملحدا عدوا لدين الإسلام وأهله، ولم يكن من أهل البدع المتأولين؛ كالخوارج والقدرية، وإن كان قول الرافضة راج بعد ذلك على قوم فيهم إيمان لفرط جهلهم). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : في «منهاج السنة» (ج5 ص170)؛ عن المبتدعة الذين علمهم مخلط فيه الحق والباطل: (فمبتدعة أهل العلم والكلام طلبوا العلم بما ابتدعوه، ولم يتبعوا العلم المشروع ويعملوا به). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : في «الفتاوى» (ج13 ص356)؛ عن المبتدعة: (وعمدوا إلى القرآن فتأولوه على آرائهم، تارة يستدلون بآيات على مذهبهم، ولا دلالة فيها، وتارة يتأولون ما يخالف مذهبهم بما يحرفون به الكلم عن مواضعه، ومن هؤلاء فرق الخوارج، والروافض، والجهمية، والمعتزلة، والقدرية، والمرجئة، وغيرهم). اهـ
قلت: وقد بين النبي ه أمر أهل الأهواء في السنة النبوية في الأمة الإسلامية،
اللهم غفرا.
فكل من دخل من أمة النبي ه في هوى من تلك الأهواء، ورآها وذهب إليها، فإن هواه يجري فيه مجرى الكلب([98]) بصاحبه، فلا يرجع أبدا عن هواه، ولا يتوب عن بدعته، ولا زندقته!، اللهم غفرا.
فعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ه: «إنه سيخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم تلك الأهواء؛ كما يتجارى الكلب بصاحبه، فلا يبقى منه عرق، ولا مفصل إلا دخله».
حديث حسن
أخرجه أبو داود في «سننه» (4597)، وأحمد في «المسند» (ج4 ص102)، والطبراني في «المعجم الكبير» (ج19 ص379)، والعطار في «الاعتقاد» (ص58)، واللالكائي في «الاعتقاد» (150)، والحاكم في «المستدرك» (ج1 ص128)، وابن أبي عاصم في «السنة» (2 و65 و69)، والمروزي في «السنة» (ص14 و15)، والدارمي في «المسند» (ج2 ص249)، والبيهقي في «دلائل النبوة» (ج6 ص541)، ويعقوب بن سفيان في «المعرفة والتاريخ» (ج2 ص331)، و(ج3 ص388)، والآجري في «الشريعة» (29) من طريق أزهر بن عبدالله عن أبي عامر عبدالله بن يحيى عن معاوية بن أبي سفيان به.
قلت: وهذا سنده حسن، وقد حسنه ابن حجر في «الكافي الشاف» (ص63)، وجوده العراقي في «المغني» (ج3 ص199)، وحسنه الشيخ الألباني في «صحيح سنن أبي داود» (ج3 ص869).
قلت: لذلك يجب البراءة من أهل البدع والأهواء دعاة الشهادة الآكاديمية.
فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال في «أهل القدر» المبتدعة: «فإذا لقيت أولئك، فأخبرهم أني بريء منهم، وأنهم برآء مني».([99])
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: تلا رسول الله ه ﱣهو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهاتﱢ فقال: رسول الله ه: «فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم».
أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج8 ص209)، وفي «خلق أفعال العباد» (ص167)، ومسلم في «صحيحه» (ج4 ص2053)، وأبو داود في «سننه» (4598)، والترمذي في «سننه» (2993 و2994)، وأبو نعيم في «الحلية» (ج2 ص185)، والطيالسي في «المسند» (ج3 ص50)، وابن أبي حاتم في «التفسير» (ج2 ص64)، ومحمد بن طاهر في «الحجة» (ج2 ص583)، والطبري في «التفسير» (ج3 ص179)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (ج3 ص208)، والبيهقي في «الاعتقاد» (ص124)، وفي «الأسماء والصفات» (958)، وفي «دلائل النبوة» (ج6 ص545)، وأحمد في «المسند» (ج6 ص256)، والدارمي في «المسند» (147)، وابن حبان في «صحيحه» (73)، وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (777)، وابن أبي زمنين في «أصول السنة» (223)، والهروي في «ذم الكلام» (ج1 ص174)، والبغوي في «شرح السنة» (ج1 ص9)، وفي «التفسير» (ج2 ص9)، وإسحاق بن راهويه في «المسند» (ج2 ص389)، وابن أبي عاصم في «السنة» (ج1 ص9) من عدة طرق عن ابن أبي مليكة عن القاسم بن محمد عن عائشة به.
وأخرجه عبدالرزاق في «تفسيره» (ج1 ص116)، وأحمد في «المسند» (ج6 ص48)، وابن ماجه في «سننه» (ج1 ص18)، والآجري في «الشريعة» (ص26)، وابن حبان في «صحيحه» (ج1 ص277)، وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (ج2 ص602)، وابن منده في «التوحيد» (ج1 ص275)، والبيهقي في «دلائل النبوة» (ج6 ص546)، والهروي في «ذم الكلام» (ج1 ص175)، والترمذي في «سننه» (2993)، والطيالسي في «المسند» (1433)، وسعيد بن منصور في «تفسيره» (492)، والطبري في «تفسيره» (ج3 ص178)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (ج3 ص208)، وابن المنذر في «تفسيره» (ج1 ص123)، وإسحاق بن راهويه في «المسند» (ج3 ص648)، وابن أبي عاصم في «السنة» (ج1 ص9)، والثعلبي في «الكشف والبيان» معلقا (ج3 ص12)، والطبراني في «المعجم الأوسط» (ج3 ص341) من طرق عن ابن أبي مليكة عن عائشة به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقال ابن حجر في «فتح الباري» (ج8 ص210): (قد سمع ابن أبي مليكة من عائشة كثيرا، وكثيرا أيضا ما يدخل بينها وبينه واسطة).
وقال الترمذي في «السنن» (ج5 ص222): (وروي عن أيوب([100]) عن ابن أبي مليكة عن عائشة، هكذا روى غير واحد هذا الحديث عن ابن أبي مليكة عن عائشة، ولم يذكروا فيه عن القاسم بن محمد، وإنما ذكر يزيد بن إبراهيم التستري عن القاسم في هذا الحديث، وابن أبي مليكة هو عبدالله بن عبيدالله بن أبي مليكة سمع من عائشة أيضا).اهـ
قلت: فيحمل على أن ابن أبي مليكة سمعه من القاسم، ومن عائشة رضي الله عنها فحدث به على الوجهين.([101])
والحديث أورده السيوطي في «الدرر المنثور» (ج2 ص148) وعزاه لابن المنذر، وابن أبي عاصم، وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد.
وعن أبي هريرة ا قال: قال رسول الله ه: «يكون في آخر الزمان دجالون كذابون ([102]) يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم»؛ وهم: المبتدعة!.
حديث حسن
أخرجه مسلم في «مقدمة صحيحه» (ص23)، وأبو القاسم الأصبهاني في «الحجة» (ج1 ص302)، والخطيب في «الكفاية» (ص429)، والمزي في «تهذيب الكمال» (ج12 ص412)، وأبو نعيم في «المستخرج» (ج1 ص97)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (ج7 ص397)، وابن عدي في «الكامل» (ج1 ص43)، وعبد الغني المقدسي في «العلم» (ص148)، والجورقاني في «الأباطيل والمناكير» (ج1 ص214)، وابن بشران في «الفوائد» (680) من طريق أبي شريح أنه سمع شراحيل بن يزيد يقول أخبرني مسلم بن يسار أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله ه فذكره.
قلت: وهذا سنده حسن من أجل مسلم بن يسار الطنبذي([103]) ذكره ابن حبان في «الثقات» (ج5 ص390)، ومسلم في «الكنى والأسماء» (ق/72/ط)، والجياني في «تقييد المهمل في تمييز المشكل» (ج2 ص337)، وقال عنه الذهبي في «الميزان» (ج4 ص107): ولا يبلغ حديثه درجة الصحة، وهو في نفسه صدوق، وقال الذهبي في «الكاشف» (ج3 ص126): ثقة، وروى عنه ستة، وقال ابن حجر في «التقريب» (ص941): مقبول؛ أي: حيث يتابع، وإلا فلين الحديث، وقد توبع بأبي عثمان شفي بن ماتع الأصبحي، وهو ثقة؛ كما في «التقريب» لابن حجر (ص439).
وأخرجه مسلم في «مقدمة صحيحه» (ج1 ص12)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص321)، وإسحاق بن راهوية في «المسند» (ج1 ص340)، وابن حبان في «صحيحه» (ج15 ص168)، وأبو نعيم في «المستخرج» (ج1 ص96)، والبغوي في «شرح السنة» (ج1 ص223)، وابن وضاح في «البدع» (ص173)، والبخاري في «التاريخ الكبير» (ج7 ص275)، والحاكم في «المستدرك» (ج1 ص103)، وفي «معرفة علوم الحديث» (ص12)، والخطيب في «الموضح» (ج2 ص395)، والبيهقي في «دلائل النبوة» (ج6 ص550)، وأبو يعلى في «المسند» (ج11 ص270)، والجورقاني في «الإباطيل والمناكير» (ج1 ص213)، والذهبي في «المعجم المختص» (ص40)، وأبو الحسين الثقفي في «الفوائد» (ص276)، والشجري في «الأمالي» (ج1 ص65)، وأبو العباس الأصم في «حديثه» (ص236)، والهروي في «ذم الكلام» (ج4 ص59)، وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (ج2 ص14) من طريقين عن سعيد بن أبي أيوب حدثني أبو هانئ عن أبي عثمان مسلم بن يسار عن أبي هريرة به.
قلت: وهذا سنده كسابقه، وفيه متابعة أبي هانئ، لشراحيل بن يزيد.
وأخرجه أحمد في «المسند» (ج2 ص349)، وابن وضاح في «البدع» (ص34)، والهروي في «ذم الكلام» (ج4 ص60) من طرق عن ابن لهيعة عن سلامان بن عامر عن أبي عثمان الأصبحي قال سمعت أبا هريرة يقول أن رسول الله ه قال: «يكون في أمتي دجالون كذابون، يأتونكم ببدع من الحديث ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم لا يفتنونكم».
وإسناده حسن في المتابعات، فيه ابن لهيعة اختلط بعد احتراق كتبه؛ كما في «تهذيب الكمال» للمزي (ج15 ص487)، وسلامان بن عامر الشعباني روى عنه ثلاثة، ونقل ابن حجر في «تعجيل المنفعة» (ص157) عن ابن يونس أنه قال فيه: (كان رجلا صالحا)، وترجم له ابن ناصر الدين في «توضيح المشتبه» (ج5 ص113)، وابن ماكولا في «الإكمال» (ج4 ص547)، والسمعاني في «الانساب» (ج7 ص341)، ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا، وهما لم يتفردا، كما تقدم في السند السابق.
والحديث صححه الشيخ الألباني في «الصحيح» (ج3 ص217)، والجورقاني في «الأباطيل والمناكير» (ج1 ص214)، وحسنه البغوي في «شرح السنة» (ج1 ص223).
وذكره السيوطي في «تحذير الخواص من أكاذيب القصاص» (ص145).
وبوب على حديث أبي هريرة البغوي في «شرح السنة» (ج1 ص223) بقوله: باب: مجانبة أهل الأهواء.
قال الجورقاني : في «الأباطيل والمناكير» (ج1 ص214): (أخبر رسول الله ه بكذابين يكونون في آخر الزمان، يكذبون عليه). اهـ
قلت: فهذا تحذير صريح منه ه من أهل الأهواء، والذين في قلوبهم زيغ،
وأهل التحريف، وأهل التقليد، وأهل التعصب، وأهل التحزب.
قال الشاطبي : في «الاعتصام» (ج1 ص221): (وكذلك ذكر في أهل الزيغ أنهم يتبعون المتشابه ابتغاء الفتنة، فهم يطلبون به أهواءهم لحصول الفتنة، فليس نظرهم إذا في الدليل نظر المستبصر حتى يكون هواه تحت حكمه بل نظر من حكم بالهوى ثم أتى بالدليل كالشاهد له). اهـ
قلت: فاحتجاج أهل الإرجاء على إرجائهم من اتباع المشابه فاحذروهم.
فهؤلاء اعتمدوا على آرائهم وعقولهم، فجعلوها هي المحكمة في النصوص دون مراعاة أصول الاستدلال، والفهم السليم، وهذا فيه فتنة لهم، والله المستعان.
وعن سفيان بن عيينة : قال: «ليس العاقل الذي يعرف الخير والشر، إنما العاقل إذا رأى الخير اتبعه، وإذا رأى الشر اجتنبه».([104])
قال الذهبي : في «تذكرة الحفاظ» (ج1 ص5): (وهذا أصل كبير في الكف عن بث الأشياء الواهية، والمنكرة من الأحاديث في الفضائل، والعقائد والرقائق، ولا سبيل إلى معرفة هذا من هذا إلا بالإمعان في معرفة الرجال). اهـ
قلت: ولهذا كان المؤمن يثاب على العلم الشرعي الصحيح إذا قصد به وجه
الله تعالى، ولا يثاب على العلم المخلط حتى لو قصد به وجه الله تعالى؛ لأنه يصد عن سبيل الله تعالى؛ فافهم هذا ترشد.
ﭧﭐﭨ ﱣﭐ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﱢ [الإسراء:36].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : في «القواعد النورانية» (ص206): (كما لو حكم الحاكم بغير اجتهاد – يعني من تقليد – فإنه آثم، وإن كان قد صادف الحق!!!). اهـ
وقال ابن حزم : في «المحلى» (ج1 ص69): (والمجتهد المخطئ أفضل عند الله تعالى من المقلد المصيب). اهـ
وقال أبو حيان : في «البحر المحيط» (ج4 ص367): (والتقليد باطل إذ ليس طريقا للعلم). اهـ
قلت: فالمتشابه من الإرجاء وغيره، لا يجوز أن يذكر عند العامة.([105])
ومن هنا لابد من تيسير العلم الشرعي للناس، ومن ثم تبيين السنن لهم وفق الكتاب والسنة.([106])
وعن أبي موسى ا قال: قال رسول الله ه: «إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة».
أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج5 ص227)، و(ج12 ص82)، ومسلم في «صحيحه» (ج16 ص178)، والحميدي في «المسند» (ج3ص339)، وأحمد في «المسند» (ج4 ص408)، والرامهرمزي في «أمثال الحديث» (ص876)، والطيالسي في «المسند» ( 517)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج6 ص26)، وفي «الأربعين الصغرى» (ص36)، وفي «الآداب» (ص186)، وفي «شعب الإيمان» (ج16 ص463)، وأبو الشيخ في «الأمثال في الحديث» (ص377)، وأبو داود في «سننه» (4830)، وأبو يعلى في «المسند» (7270)، و(7307)، وابن حبان في «صحيحه» (561)، و(579)، وهناد في «الزهد» (1237)، والعقيلي في «الضعفاء الكبير» (ج1 ص160)، والبزار في «المسند» (ج8 ص166)، والحاكم في «المستدرك» (ج4 ص440)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج15 ص11)، ويحيى بن معين في «التاريخ» (ج3 ص38)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (1377)، وابن ماجه في «سننه» (88)، وأبو عوانة في «المسند» (ج10 ص99- إتحاف المهرة)، والدارقطني في «الأربعين» (ص85 و86 و87)، والبغوي في «شرح السنة» (ج13 ص68)، وفي «مصابيح السنة» (ج3 ص378)، والسمعاني في «معجم الشيوخ» (ج1 ص272)، وأبو بكر المروزي في «الفوائد» (ص285)، والقسطلاني في «إرشاد الساري» (ج5
ص75)، والروياني في «المسند» (474) من طرق عن أبي موسى الأشعري به.
قلت: وفي الحديث الحث على مجالسة أهل السنة الصلحاء، ومجانبة أهل البدع البطلاء، والله المستعان.
والحديث بوب عليه البيهقي في «شعب الإيمان» (ج16 ص463) بقوله: ومن هذا الباب مجانبة الفسقة والمبتدعة، ومن لا يعينك على طاعة الله عز وجل.
وقال النووي : في «المنهاج» (ج16 ص178): (فيه -يعني الحديث- تمثيله ه الجليس الصالح بحامل المسك، والجليس السوء بنافخ الكير، وفيه فضيلة مجالسة الصالحين وأهل الخير والمروءة، ومكارم الأخلاق، والورع والعلم والأدب، والنهي عن مجالسة أهل الشر وأهل البدع، ومن يغتاب الناس، أو لكثير فجره، وبطالته، ونحو ذلك من الأنواع المذمومة). اهـ
وقال القسطلاني : في «إرشـاد السـاري» (ج5 ص76): (وفيه -يعنى الحديث- النهي عن مجالسة من يتأذى بمجالسته في الدين والدنيا). اهـ
وقال شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين : في «شرح حلية طالب العلم» (ص104): (قول الرسول ه: «مثل الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير»، فعليك باختيار الصديق الصالح الذي يدلك على الخير، ويبينه لك، ويحثك عليه، ويبين لك الشر، ويحذرك منه، وإياك وجليس السوء، فإن المرء على دين خليله، وكم من إنسان مستقيم قيض الله له شيطانا من بني آدم، فصده عن الاستقامة، وكم من إنسان جائر قاصد، يسر الله له من يدله على الخير
بسبب الصحبة). اهـ
قلت: فقد بين النبي ه في هذا التشبيه البليغ: أن مجالسة أهل السنة في الانتفاع بها كمجالسة بائع المسك ... ومجالسة أهل البدع في التضرر بها كمجالسة نافخ الكير، والله المستعان.
فالمقصود بهذا أن يهجر المسلم السيئات، ويهجر قرناء السوء من أهل البدع، وغيرهم الذين تضر صحبتهم.([107])
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : في «الفتاوى» (ج5 ص120): (من ابتغى الهدى في غير الكتاب والسنة لم يزدد من الله؛ إلا بعدا). اهـ
فالطريق إلى الله تعالى، والهادي إلى الحق طريق واحد، والصوارف عن الحق سبل كثيرة جدا، والعياذ بالله.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : في «الفتاوى» (ج8 ص425): (فالبدع تكون في أولها شبرا؛ ثم تكثر في الاتباع، حتى تصير أذرعا، وأميالا، وفراسخ). اهـ
وعن عبد الله بن مسعود ا قال: «خط لنا رسول الله ه خطا ثم قال: هذا سبيل الله؛ ثم خط خطوطا عن يمينه، وعن شماله ثم قال هذه سبل متفرقة على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم قرأ ﱣﭐ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮﱯ ﱰ ﱱ ﱲ
ﱳ ([108])ﱴ ﱵ ﱶﱷ ﱢ .
حديث حسن
أخرجه أحمد في «المسند» (ج1 ص435)، والدارمي في «المسند» (ج1 ص67)، والطيالسي في «المسند» (ص33)، والنسائي في «السنن الكبرى» (ج6 ص343)، ومحمد بن نصر في «السنة» (ص5)، وابن أبي عاصم في «السنة» (ج1 ص13)، واللالكائي في «الاعتقاد» (ج1 ص80)، وابن حبان في «صحيحه» (ج1 ص10)، والآجري في «الشريعة» (ص10)، والحاكم في «المستدرك» (ج2 ص318)، والبغوي في «شرح السنة» (ج1 ص196)، وفي «معالم التنزيل» (ج2 ص440)، وفي «الأنوار» (ج2 ص768)، وابن جرير في «جامع البيان» (ج5 ص88)، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» (ج2 ص66)، وفي «الحلية» (ج6 ص63)، وابن وضاح في «البدع» (ص13)، والبزار في «المسند» (ج5 ص131)، وابن أبي زمنين في «السنة» (ص36)، وابن الجوزي في «تلبيس إبليس» (ص6)، وفي «الحدائق» (ج1 ص539)، وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (ج1 ص293)، وسعيد بن منصور في «تفسيره» (ج5 ص112)، والشاشي في «المسند» (ج2 ص48)، وابن أبي حاتم في «تفسيره» (ج5 ص1422) والسمرقندي في «تفسيره» تعليقا (ج1 ص512) من طريقين عن ابن مسعود ا به.
قلت: وإسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود، وهو صدوق؛ كما في «التقريب» لابن حجر (ص471).
قال ابن كثير : في «تفسيره» (ج3 ص361): (ولعل هذا الحديث عند عاصم بن أبي النجود، عن زر، وعن أبي وائل شقيق بن سلمة، كلاهما عن ابن مسعود به). اهـ
قال الشاطبي : في «الاعتصام» (ج1 ص76): (فالصراط المستقيم هو سبيل الله الذي دعا إليه، وهو السنة، والسبل هي سبل أهل الاختلاف الحائدين([109]) عن الصراط المستقيم، وهم أهل البدع، وليس المراد سبل المعاصي; لأن المعاصي من حيث هي معاص لم يضعها أحد طريقا تسلك دائما على مضاهاة التشريع، وإنما هذا الوصف خاص بالبدع المحدثات). اهـ
وقال الشاطبي : في «الاعتصام» (ج1 ص80): (فهذا التفسير يدل على شمول الآية لجميع طرق البدع، لا تختص ببدعة دون أخرى). اهـ
ومن اللآيات قول الله تعالى: ﱣﭐ وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعينﱢ [النحل:9].
وعن مرداس الأسلمي ا قال: قال رسول الله ه: «يذهب الصالحون،
الأول فالأول، ويبقى حفالة -حثالة- كحفالة الشعير، أو التمر([110])، لا يباليهم الله باله». يعني: لا يبالي الله بهم.
أخرجهالبخاري في «صحيحه» (ج11 ص51)، وفي «التاريخ الكبير» (ج8 ص434)، وابن حبان في «صحيحه» (ج8 ص300)، وابن أبي نصر في «الأربعين» (ص308 و309)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج10 ص122)، وفي «الزهد الكبير» (ص120)، والداني في «السنن الواردة في الفتن» (ج3 ص579)، وأحمد في «المسند» (ج4 ص193)، والطبراني في «المعجم الكبير» (ج20 ص299)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (ج4 ص333 و334)، والأزدي في «المخزون» (ص150)، والرامهرمزي في «أمثال الحديث» (ص126)، وابن الأثير في «أسد الغابة» (ج5 ص142)، وابن قانع في «معرفة الصحابة» (ج3 ص118)، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» (ج5 ص2566)، والمزي في «تهذيب الكمال» (ج27 ص371)، والبغوي في «شرح السنة» (ج14 ص393) من طريقين عن قيس بن أبي حازم عن مرداس الأسلمي ا به.
قال البغوي : في «شرح السنة» (ج14 ص393): (قوله ه: «لا يباليهم الله باله» أي: لا يرفع لهم قدرا، ولا يقيم لهم وزنا). اهـ
قلت: فهذا الحديث بين ذهاب الصالحين، والأخيار منهم الأول فالأول؛ حتى لا يبقى إلا الأراذل، ويقل العلم، ويظهر الجهل... وهذه أعظم نكبة يصاب بها الناس... ألا وهي انقراض العلماء، وقبض العلم، ويظهر الجهل في الناس، ويصل بهم الحال إلى حد أنهم يتخذون الجهال رؤساء([111]) لهم يفسدون عليهم دينهم، ودنياهم([112]) بسبب جهلهم؛ نعوذ بالله من الخذلان.
قلت: فويل للعامة الهمج([113]) من الدكاترة.
وبوب الحافظ البخاري : في «صحيحه» (ص1218): باب: لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه.
لذلك يجب على العبد من لزوم خاصة نفسه، وإصلاح عمله عند تغيير الأمر، ووقوع الفتن، ولابد بالانفراد بالدين عند وقوعها.([114])
وعن حذيفة بن اليمان ا قال: «كان الناس يسألون رسول الله عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني؛ فقلت يا رسول الله: إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟؛ قال: نعم قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم، وفيه دخن. قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يستنون بغير سنتي، ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر. قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم، دعاة([115]) إلى أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها. قلت: يا رسول الله، صفهم لنا؟، فقال: هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا. قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟، قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم؟؛ قلت: فإن لم يكن لهم جماعة، ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الموت، وأنت على ذلك».
أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج6 ص615)، ومسلم في «صحيحه» (ج12 ص235-النووي)، وابن ماجه في «سننه» (ج2 ص1317)، والحاكم في «المستدرك» (ج4 ص432)، والبغوي في «شرح السنة» (ج5 ص14)، وأبو داود في «سننه» (ج4 ص444)، وأحمد في «المسند» (ج5 ص403)، وعبدالرزاق في «المصنف» (ج11 ص342)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج15 ص9 و17)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج8 ص190)، وفي «دلائل النبوة» (ج6 ص490)، وأبو نعيم في «الحلية» (ج1 ص272)، وابن وضاح في «البدع» (ص77) من طرق عن حذيفة بن اليمان ا به.
وفي رواية لأبي داود في «سننه» (ج4 ص444): «تكون هدنة على دخن، ثم
تكون دعاة الضلالة».
وأخرجه ابن حبان في «صحيحه» (ج13 ص299)؛ بإسناد صحيح؛ بلفظ: «قلت: يا رسول الله هل بعد هذا الخير شر؟ قال فتنة عمياء صماء عليها دعاة([116]) على أبواب النار، فإن مت يا حذيفة، وأنت عاض على جذر خشبة يابسة خير لك من أن تتبع أحدا منهم».
وفي رواية لابن حبان في «صحيحه» (5963)؛ بإسناد صحيح: «هدنة على دخن لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه...يا حذيفة، تعلم كتاب الله، واتبع ما فيه ثلاث مرات يكررها».
قال الحافظ البغوي : في «شرح السنة» (ج15 ص15): (قوله ه: «وفيه دخن»؛ أي: لا يكون الخير محضا، بل فيه كدر، وظلمة، وأصل الدخن أن يكون في
لون الدابة كدورة إلى السواد). اهـ
وقال الحافظ ابن حجر : في «فتح الباري» (ج13 ص36): («الدخن»: هو الحقد، وقيل: الدغل وقيل: فساد القلب، ومعنى الثلاثة متقارب. يشير إلى أن الخير الذي يجيء بعد الشر لا يكون خيرا خالصا بل فيه كدر). اهـ
وقال الإمام أبو عبيد : في «غريب الحديث» (ج2 ص262)؛ في تفسيره
للحديث: (لا ترجع قلوب قوم على ما كانت عليه، والهدنة: السكون بعد الهيج، وأصل الدخن أن يكون في لون الدابة، أو الثوب، أو غير ذلك كدورة إلى سواد فوجهه أنه يقول: تكون القلوب هكذا لا يصفو بعضها لبعض، ولا ينصع حبها؛ كما كانت، وإن لم تكن فيهم فتنة). اهـ
قلت: وهذا بيان من النبي ه بأن الدعاة إلى الفتن عند وقوعها؛ إنما هم الدعاة إلى النار، نعوذ بالله منها.([117])
قلت: فالشر الفتنة، ووهن عرى الإسلام في الناس، واستيلاء الضلال فيهم، وفشو البدعة بينهم.([118])
قال العلامة علي القاري : في «مرقاة المفاتيح» (ج9 ص257): (قوله ه:
«نعم وفيه دخن»؛ بفتحتين أي: كدورة إلى سواد، والمراد أن لا يكون خيرا صفوا بحتا، بل يكون مشوبا بكدورة، وظلمة). اهـ
وقال الفقيه الطيبي : في «الكاشف» (ج10 ص52): (قوله ه: «نعم، وفيه دخن»؛ أي: يكون بعد ذلك الشر خير، والحال أن في ذلك الخير شرا، والمعنى: أن ذلك لا يصفو بل يشوبه كدورة، ومنه قولهم: هدنة على دخن؛ أي: سكون لعلة لا
للصلح، وأصل: الدخن أن يكون في لون الدابة كدورة إلى السواد). اهـ
قلت: فتعرف منهم، وتنكر؛ أي: ترى فيهم ما تعرفه أنه من الدين، ومن الخير، وهو ليس من الدين، ولا من الخير، لأنهم يستنون بغير سنة الرسول ه، فتعرف فيهم الخير فتقبل، وترى فيهم الشر فتنكر، فتعرف وتنكر، والله المستعان.
قال الفقيه الطيبي : في «الكاشف» (ج10 ص53): (قوله ه: «دعاة على أبواب جهنم» أي: جماعة يدعون الناس إلى الضلالة، ويصدونهم عن الهدى؛ بأنواع من التلبيس لإدخالهم إياهم في جهنم، دخولهم فيها.
وجعل كل نوع من أنواع التلبيس بمنزلة باب من أبواب جهنم. «من جلدتنا» أي: من أنفسنا وعشيرتنا. قيل: معناه من أهل ملتنا. ويتكلمون بما قال الله تعالى، وقال رسول الله ه، أي: بالمواعظ، والحكم، وما في قلوبهم شيء من الخير يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم!). اهـ
قال العلامة علي القاري : في «مرقاة المفاتيح» (ج9 ص259): (قوله ه:
«ولا يستنون بسنتي»؛ أي: من حيث العمل، والمعنى: أنهم لا يأخذون بالكتاب والسنة. و قوله ه: «وسيقوم فيهم رجال، قلوبهم قلوب الشياطين»؛ أي: كقلوبهم في الظلمة، والقساوة، والوسوسة، والتلبيس، والآراء الكاسدة، والأهواء الفاسدة. «في جثمان إنس» بضم الجيم؛ أي: في جسده، والمراد به جنس الإنس؛ فيطابق الجمع السابق). اهـ
وقال العلامة علي القاري : في «مرقاة المفاتيح» (ج9 ص273): (وأصل
الدخن هو الكدورة، واللون الذي يضرب إلى السواد فيكون فيه إشعار إلى أنه صلاح مشوب بالفساد). اهـ
تتمخض هذه الشروحات عن أمور:
1) أن هذه مرحلة ليست خيرا خالصا، وإنما مشوبة بكدر يعكر صفو الخير، ويجعل مذاقه ملحا أجاجا!.
2) أن هذا الكدر يفسد القلوب، ويجعلها ضعيفة؛ حيث يدب إليها داء الأمم؛ وتتخطفها الشبهات!.
3) أن الفتنة التي تقع عمياء صماء([119])؛ والمراد بكونها عمياء صماء أن تكون بحيث لا يرى منها المخرج، ويقع الناس على غرة من غير بصيرة، فيعمون فيها، ويصمون عن تأمل الحق، واستماع النصح!.
4) أن اجتماع الناس من الحزبية على الفتنة يكون بسبب فساد مافي قلوبهم، وهي مشوبة بشيء من البدع، وارتكاب المناهي، بل يفعلون هدنة فيما بينهم مع خداع، وخيانة، ونفاق!: ﱣبأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلونﱢ [الحشر:14]. فلو كانوا يعقلون لعملوا على اجتثاث الخلاف من أصوله، فتوحدوا على الكتاب والسنة والآثار، ولم يصروا على الاختلاف، والتفرق فيما بينهم، والله المستعان.
5) أن الهدنة([120]) تكون على دخن فيها لما بين دعاة الضلالة من الفساد الباطن تحت الصلاح الظاهر!، فهي فتنة عمياء صماء؛ عليها دعاة على أبواب جهنم، والعياذ بالله.
6) أن أصل الدخن هو: الكدورة، واللون الذي يضرب إلى السواد، فيكون فيه إشعار إلى أنه صلاح منسوب بالفساد ذلك فيما يكون بين الجماعات الحزبية، والفرق الضالة([121])!، و«القديمة»، و«الجديدة».
7) أن ظهور دعاة الضلال يقترن بذلك ظهور البدع، والمعاصي فيمن يتبعهم، والمراد ظهور جماعة يدعون الناس إلى البدع، والمعاصي، والضلال، نعوذ بالله من الخذلان!.
8) أن قلوب المبتدعة في حين الهدنة مع بعضهم بعضا؛ لا تكون صافية عن الحقد، والبغض فيما بينهم، كما كانت صافية قبل ظهورهم البدع فيهم، نعم يقع شر هو فتنة عظيمة، وبلية جسيمة، يعمى فيها الناس عن أن يروا الحق، ويصم أهلها عن أن يسمعوا فيها كلمة الحق، والنصيحة!.
9) أن يكون وصف الفتنة للناس لما فيها من الظلام، وعدم ظهور الحق فيها، وشدة أمرها، وصلابة أهلها في العصبية للباطل، وعدم التفات بعضهم إلى بعض في
المشاهدة والمكانة!.
10) أن المبتدعة على ضلالة وهم: السبب فيها، بل هم كائنون على شفا جرف من النار يدعون الناس إليها حتى يتفقوا على الدخول فيها!، والعياذ بالله.
11) أن النبي ه جعل دعوة الدعاة([122])، وإجابة المدعوين سببا لإدخالهم
إياهم في جهنم، ودخولهم فيها!، والعياذ بالله.([123])
وعن أبي هريرة ا أنه سمع رسول الله ه يقول: «إن شر الناس ذو الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه».
أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج10 ص474)، وفي «الأدب المفرد» (ص148)، ومسلم في «صحيحه» (ج4 ص1958)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص245)، وأبو داود في «سننه» (ج5 ص190)، وأبو إسحاق الهاشمي في «الأمالي» (ص46)، ومالك في «الموطأ» (ج2 ص991)، والخطابي في «العزلة» (ص30)، والترمذي في «سننه» (ج4 ص374)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج10 ص246)، وفي «الأربعين الصغرى» (ص155)، وأبو نعيم في «الحلية» (ج5 ص59)، والمقرئ في «جزء نافع بن أبي نعيم» (ص40)، والبغوي في «شرح السنة» (ج13 ص145)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج8 ص558)، والسمرقندي في «تنبيه الغافلين» (ص131)، وهناد في «الزهد» (ج2 ص557)، وابن أبي الدنيا في «الصمت» (ص163)، والحميدي في «المسند» (ج2 ص80)، والخرائطي في «مساوئ الأخلاق» (ص139)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (ج1 ص354) من طرق عن أبي هريرة ا به.
قلت: والويل لهذا الصنف من الناس، يوم القيامة، والله المستعان.([124])
قلت: والمقصود أن على أمثال هؤلاء الدعاة الجهال أن لا يركبوا رؤوسهم، فيدعوا ويجتهدوا بجهل، ونشاط مجرد من العلم فيأثموا.
وعن أبي برزة ا عن النبي ه قال: «إن مما أخشى عليكم شهوات الغي
في بطونكم، وفروجكم، ومضلات الهوى». وفي رواية: «ومضلات الفتن».
حديث صحيح
أخرجه أحمد في «المسند» (ج4 ص420)، والأصبهاني في «الحجة» (ج1 ص250)، وابن أبي عاصم في «السنة» (ج1 ص12)، والبيهقي في «الزهد الكبير» (372)، و(373)، والدولابي في «الكنى والأسماء»([125]) (ج1 ص154) والبزار في «المسند» (ج9 ص292)، والطبراني في «المعجم الأوسط» (ج2 ص21)، وفي «المعجم الصغير» (ج1 ص309)، وأبو نعيم في «الحلية» (ج2 ص32)، والهروي في «ذم الكلام» (ج1 ص382)، وابن الجوزي في «جامع المسانيد» (ج7 ص214)، وفي «ذم الهوى» (ص23) من طرق أبي الأشهب العطاردي عن أبي الحكم البناني عن أبي برزة ا به.
قلت: وهذا سنده صحيح، رجاله كلهم ثقات، وقد صححه الشيخ الألباني في «ظلال الجنة» (ج1 ص12).
وقال الطبراني: لا يروى عن أبي برزة إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو الأشهب.
وذكره الهيثمي في «الزوائد» (ج1 ص188) ثم قال: رواه أحمد، والبزار، والطبراني في الثلاثة، ورجاله رجال الصحيح.
قلت: وهذا الصنف «صاحب الهوى» اغتر بستر الله تعالى عليه، وحلمه عنه، وإمهاله إياه، فانبعث في المخالفات الشرعية يتبع فيها مضلات الهوى ليلا ونهارا([126])، ولم يرعو، ولا يدري هذا المسكين أن إمهال الله تعالى له ليزداد بالإمهال إثما، أو لعله يتوب ويرجع، ولجهل هذا بحقيقته يظن أن تمكنه من المخالفات للكتاب،
والسنة، وعلماء الأمة عناية من الله تعالى به، والله يمهل، ولا يهمل، اللهم سلم سلم.
فعن الحسن البصري : قال: «في قوله تعالى: ﱣﭐ أفرأيت من اتخذ إلهه هواهﱢ [الجاثية:23] (المنافق يعبد هواه، لا يهوى شيئا إلا ركبه».
أثر صحيح
أخرجه ابن الجوزي في «ذم الهوى» (ص21)، والفريابي في «صفة المنافق» (ص60)، والذهبي في «السير» (ج4 ص570)، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» (ج1 ص99) من طريق شيبان بن فروخ قال: حدثنا مبارك بن فضالة قال: حدثنا الحسن البصري به.
قلت: وهذا سنده حسن.
وأخرجه ابن الجوزي في «ذم الهوى» (ص22)، والفريابي في «صفة المنافق» (ص61) من طريق شعيب بن حرب قال: حدثنا أبو الأشهب عن الحسن البصري به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وذكره ابن رجب في «جامع العلوم والحكم» (ج1 ص554).
فالمبتدع الدكتور لا يهوى شيئا من البدع إلا فعلها، والعياذ بالله.
ﭧﭐﭨ ﱣﭐ ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ﱢ [ص:26].
قلت: فيتدبر العبد عز الغلبة، وذل القهر، فإنه ما من أحد غلب هواه إلا أحس
بقوة عز، وما من أحد غلبه هواه إلا وجد في نفسه ذل القهر.([127])
قال الحافظ ابن رجب : في «رسالة: كلمة التقوى» (ص35): (وقد ورد إطلاق الآله على الهوى المتبع، قال الله تعالى: ﱣﭐ أفرأيت من اتخذ إلهه هواه ﱢ [الجاثية:23]).اهـ
وقال الإمام ابن القيم : في «الداء والدواء» (ص281): (فمن لم يكن إلهه مالكه ومولاه، كان إلهه هواه، ﭧﭐﭨ ﱣﭐ أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرونﱢ [الجاثية: 23]).اهـ
قلت: فتأملوا كيف اتباع الهوى، وإلى أين ينتهي بصاحبه؟!، وهو أصل الزيغ عن الصراط المستقيم.([128])
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «الهوى كله ضلالة».([129])
قال العلامة الشاطبي : في «الاعتصام» (ج3 ص241): (اتباع الهوى، وهو الذي نبه عليه قوله تعالى: ﱣفأما الذين في قلوبهم زيغ ﱢ [آل عمران: 7]، والزيغ: هو الميل عن الحق اتباعا للهوى، وكذلك قوله تعالى: ﱣ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇﳈ ﱢ [القصص: 50]، وقوله: ﱣﭐ أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون ﱢ [الجاثية: 23]). اهـ
وقال الحافظ ابن كثير : في «تفسيره» (ج4 ص612): (قوله تعالى: ﱣأفرأيت من اتخذ إلهه هواه ﱢ [الجاثية: 23]، أي: إنما يأتمر بهواه، فما رآه حسنا فعله، وما رآه قبيحا تركه). اهـ حتى لو رآه حقا!.
ﭧﭐﭨ ﱣﭐ من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون ﱢ [الأعراف: 186].
وﭧﭐﭨ ﱣﭐ وجعلنا بعضكم لبعض فتنة ﱢ [الفرقان: 20].
قلت: فالمبتدع كلما هوي شيئا ركبه، وكلما اشتهى شيئا أتاه، لا يخاف الله تعالى.
وعن عقبة بن عامر الجهني ا قال: سمعت رسول الله ه يقول: «هلاك أمتي في الكتاب واللبن، فقيل: يا رسول الله! ما الكتاب واللبن؟ قال: يتعلمون القرآن فيتأولونه على غير ما أنزله الله عز وجل، ويحبون اللبن فيدعون الجماعات والجمع ويبدون».([130])
حديث صحيح.
أخرجه أحمد في «المسند» (ج4 ص146)، وأبو يعلى في «المسند» (ج3 ص285)، وابن عبد الحكم في «فتوح مصر» (ص197)، والفسوي في «المعرفة والتاريخ» (ج2 ص507)، والهروي في «ذم الكلام» (ج2 ص41)، وأبو نعيم في «صفة النفاق» (ص160)، والبيهقي في (شعب الإيمان» (ج6 ص266)، والروياني في «المسند» (ج1 ص182)، وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (ج2 ص142)، والطبراني في «المعجم الكبير» (ج17 ص815) وابن عبدالبر في «جامع بيان العلم» (ج2 ص1199) من طرق عن أبي قبيل حيي بن هاني المعافري المصري قال: سمعت عقبة بن عامر ا به.
قلت: وهذا سنده حسن.
وتابعه أبو الخير مرثد بن عبد الله اليزني.
أخرجه أحمد في «المسند» (ج4 ص155)، وفي «العلل» (ج3 ص452) من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ عن ابن لهيعة قال: وحدثنيه يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر ا به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
والحديث صححه الشيخ الألباني في «الصحيحة» (ج6 ص647).
قال ابن عبد البر : في «جامع بيان العلم» (ج2 ص1199): (أهل البدع([131]) أجمع أضربوا عن السنة، وتأولوا الكتاب على غير ما بينت السنة فضلوا وأضلوا، ونعوذ بالله من الخذلان، ونسأله التوفيق والعصمة برحمته). اهـ
فالرأي المذموم هو القول في أحكام شرائع الدين بالاستحسان والظنون،
والاشتغال بحفظ الاختلاف بين العلماء دون رده إلى أصول الكتاب والسنة.([132])
ﭧﭐﭨ ﱣﭐ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐﳑ ﱢ [يونس:32].
و ﭧﭐﭨ ﱣﭐ أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ﱢ [النساء: 82].
قلت: فقد أخبر سبحانه أن الاختلاف ليس من عنده([133])، وما لم يكن من عنده؛ فليس بالصواب.
قال الإمام ابن القيم :: (وأنت لا تجد الخلاف في شيء أكثر منه في آراء المتأولين التي يسمونها قواطع عقلية، وهي عند التحقيق خيالات وهمية، نبذوا بها القرآن والسنة وراء ظهورهم؛ كأنهم لا يعلمون، واتبعوا ما ﱣﭐ يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون * ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون * أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين *ﱢ [الأنعام: 112 و113 و114]).([134]) اهـ
قلت: وهذا القصد ينافي قصد تحريفه، وتأويله؛ بالتأويلات الباطلة... لذلك لا يجتمع قصد الهدي، وقصد ما يضاده أبدا!.([135])
قال العلامة الشاطبي : في «الاعتصام» (ج2 ص683): (من أسباب الخلاف: اتباع الهوى، ولذلك سمي أهل البدع «أهل الأهواء»؛ لأنهم اتبعوا أهواءهم، فلم يأخذوا الأدلة الشرعية مأخذ الافتقار إليها!). اهـ
فالقرآن الكريم لم ينزل لمجرد التلاوة، وانعقاد الصلاة به، بل أنزل ليتدبر، ويعقل ويهتدى به علما، وعملا، ويبصر من العمى، ويرشد من الغي، ويعلم من
الجهل، ويشفي من العي، ويهدي إلى صراط مستقيم.([136])
قلت: وهؤلاء الدكاترة يحملون أوزارهم، وأوزار الذين يضلونهم بغير علم.
ﭧﭐﭨ ﱣﭐ ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ﱢ [النحل:25].
قال الإمام مجاهد : في «تفسيره» (ص421)؛ عن الآية: (حملهم ذنوب أنفسهم، وذنوب من أطاعهم، ولا يخفف ذلك عمن أطاعهم من العذاب شيئا).
وعن الإمام يحيى بن معين : قال: في قوله تعالى: ﱣﭐ وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ﱢ [الزمر:47]، قال: (لقوا الله بأعمال كانوا يظنون أنها حسنات، فإذا هي سيئات).([137])
وعن قطبة بن مالك ا قال: «كان النبي ه يقول: اللهم جنبني منكرات الأخلاق، والأهواء، والأدواء». وفي رواية: «منكرات الأخلاق والأعمال).
حديث صحيح
أخرجه الترمذي في «سننه» (3591)، والبيهقي في «الدعوات الكبير» (ج1 ص169)، وفي «شعب الإيمان» (ج5 ص7)، والبزار في «المسند» (ج9 ص155)، والرافعي في «أخبار قزوين» (700)، وأبو مطيع المصري في «الأمالي» (1/39/ط)، والوخشي في «الوخشيات» (1/1/ط)، وابن عساكر في «معجم الشيوخ» (ج2 ص1016)، وفي «تاريخ دمشق» (37408)، وابن المقرئ في «المعجم» (1295)، وابن بشكوال في «غوامض الأسماء المبهمة» (485)، والأصبهاني في «الترغيب» (1219)، وفي «الحجة» (79)، والذهبي في «معجم الشيوخ» (235)، وابن أبي عاصم في «السنة» (13)، والحكيم الترمذي في «نوادر الأصول» (ج3 ص421)، وابن حبان في «صحيحه» (ج3 ص240)، والطبراني في «المعجم الكبير» (ج19 ص19)، وفي «الدعاء» (ج3 ص1447)، والحاكم في «المستدرك» (ج1 ص532)، وأبو نعيم في «صفة النفاق» (ص38)، وفي «أخبار أصبهان» (165)، وفي «الحلية» (ج2 ص154)، وابن قانع في «معرفة الصحابة» (ج2 ص363) من طريق أبي أسامة عن مسعر بن كدام عن زياد بن علاقة عن عمه قطبة بن مالك ا به.
قلت: وهذا سنده صحيح على شرط الشيخين.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
ومن هذا الوجه ذكره ابن حجر في «إتحاف المهرة» (ج12 ص718).
والحديث صححه الشيخ الألباني في «صحيح سنن الترمذي» (ج3 ص184).
وذكره الهيثمي في «الزوائد» (ج10 ص188) ثم قال: روى الترمذي منه التعوذ من الأهواء، ورواه البزار ورجاله ثقات.
وعن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: سمعت بلال بن سعد يقول في دعائه: «اللهم إني أعوذ بك من زيغ القلوب، ومن تبعات الذنوب، ومن مرديات الأعمال، ومضلات الفتن».
أثر صحيح
أخرجه ابن مهنا في «تاريخ داريا» (ص83)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (836)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج5 ص229)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج10 ص499) من طريق العباس بن الوليد قال: أخبرني أبي قال: حدثنا ابن جابر به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وعن ابن المبارك : قال: «أن البصراء لا يأمنون من أربع خصال ذنب قد مضى لا يدري ما يصنع الرب فيه، وعمر قد بقي لا يدري ماذا فيه من الهلكات، وفضل قد أعطي لعله مكر، واستدراج، وضلالة، وقد زينت له فيراها هدى ومن زيغ القلب ساعة ساعة أسرع من طرفة عين قد يسلب دينه، وهو لا يشعر».
أثر حسن
أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (835)، والذهبي في «السير» (ج8 ص406) من طريقين عن ابن المبارك به.
قلت: وهذا سنده حسن.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي ه قال: «ومن خاصم في باطل وهو
يعلمه([138])، لم يزل في سخط الله حتى ينزع([139]) عنه، ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال([140]) حتى يخرج مما قال».
حديث صحيح
أخرجه أبو داود في «سننه» (ج4 ص23)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص70)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (699942)، و(699945)، والحاكم في «المستدرك» (ج2 ص27)، والبيهقي في (السنن الكبرى» (ج6 ص82)، وفي «شعب الإيمان» (ج6 ص121) من طريق زهير ثنا عمارة بن غزية عن يحيى بن راشد عن ابن عمر به.
قلت: وهذا سنده صحيح، وقد صححه الشيخ الألباني في «الصحيحة» (ج1 ص798).
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
وقال المنذري في «الترغيب» (ج3 ص152): (رواه أبو داود، والطبراني بإسناد جيد). اهـ
وأخرجه أبو الشيخ في «التوبيخ والتنبيه» (221)، و(222)، والحاكم في «المستدرك» (7118)، والطبراني في «المعجم الأوسط» (2921)، وفي «المعجم الكبير» (ج12 ص388)، والرامهرمزي في «أمثال الحديث» (90)، والواحدي في «الوسيط» (239)، وابن بشران في «الأمالي» (4)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (10583)، وفي «شعب الإيمان» (ج12 ص123)، والخطيب البغدادي في «الموضح» (173)، وفي «تاريخ بغداد» (2714)، وابن ماجه في «سننه» (2320)، وابن أبي العقب في «فوائده» (1/62/ط)، والهروي في «ذم الكلام» (124)، وأبو داود في «سننه» (ج4 ص23)، والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (160)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص82) من عدة طرق عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ه: «من أعان على خصومة بباطل؛ فقد باء بغضب من الله حتى ينزع»، وفي رواية: «حتى يرجع» أي: حتى يرجع، ويتوب إلى الله تعالى.
وعن ثوبان ا قال: قال النبي ه: «أخوف ما أخاف عليكم الأئمة المضلين»؛ أي: رؤوس البدع. وفي رواية: «أخوف ما أخاف على أمتي تعدي الأئمة المضلين».
حديث صحيح
أخرجه أبو دواد في «سننه» (ج4 ص451)، والترمذي في «سننه» (ج4 ص437)، وأحمد في «المسند» (ج5 ص278)، والدارمي في «المسند» (ج2 ص401)، وابن حبان في «صحيحه» (ج16 ص220)، والهروي في «ذم الكلام» (ج1 ص372)، وابن ماجه في «سننه» (ج2 ص1304)، وشهدة في «مشيختها» (ص114)، والروياني في «المسند» (ج1 ص410)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج9 ص11)، والحاكم في «المستدرك» (ج4 ص449)، من طرق عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان ا به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
قال الإمام ابن القيم : في «هداية الحياري» (ص21):
1) الجهل به -يعني بالحق- وهذا الغالب على أكثر النفوس، فإن من جهل شيئا عاداه، وعادى أهله!.
2) فإن انضاف إليه بغض من أمره بالحق، ومعاداته له، وحسده كان المانع من القبول أقوى!.
3) فإن انضاف إلى ذلك ألفه، وعادته، ومرباه على ما كان عليه آباؤه قوي المانع!.
4) فإن انضاف إلى ذلك توهمه أن الحق الذي دعي إليه يحول بينه، وبين جاهه قوي المانع!.
5) فإن انضاف إلى ذلك خوفه من عشيرته، وقومه على نفسه، وماله، وجاهه ازداد المانع من قبول الحق قوة!). اهـ
وعن الإمام مالك بن أنس : قال: «سمعت أنه يقال: لا تمكن رجلا زائغ القلب من أذنك».
أثر صحيح
أخرجه ابن محرز في «معرفة الرجال» (ص292) من طريق يحيى بن معين قال: حدثنا معن قال: قال مالك به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وذكره الباجي في «المنتقى» (ج4 ص274)، والشاطبي في «الاعتصام» (ج1 ص131).
وعن الإمام مالك بن أنس : قال: «لرجل؛ يا هذا ما تلاعبت به فلا تلعبن بدينك!» ([141]).
أثر صحيح
أخرجه الغضائري في «حديثه» (ص21)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (1538)، واللالكائي في «الاعتقاد» (295) من طريقين عن القعنبي قال: قال مالك بن أنس به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
ﭑ ﭑ ﭑ
فتوى
العلامة المحدث الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله
في ذم الدكاترة الجهلة
عن عمرو بن قيس الكندي، قال: سمعت: عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: «من أشراط الساعة أن يظهر القول، ويخزن العمل، ويرتفع الأشرار، ويوضع الأخيار، وتقرأ المثاني([142]) عليهم, فلا يعيبها أحد منهم قال: قلت: ما المثاني؟ قال: كل كتاب سوى كتاب الله». يعني: كتب المخالفين في الدين.
حديث صحيح
أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (ج15 ص165)، ونعيم بن حماد في «الفتن» (ج1 ص243)، وابن وضاح في «البدع» (ص148)، والداني في «السنن الواردة في الفتن» (ج4 ص799)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (ج9 ص415)، والحاكم في «المستدرك» (ج4 ص554)، والطبراني في «مسند الشاميين» (ج1 ص267)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج13 ص593)، والدارمي في «المسند» (493)، وأبو عبيد في «غريب الحديث» (ج4 ص281) من عدة طرق عن عمرو بن قيس به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
قلت: وإن كان الحديث موقوفا؛ لكن له حكم الرفع، لأن مثله لا يقال بالرأي.
قال العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني : في «الصحيحة» (ج6 ص775): (هذا الحديث من أعلام نبوته ه، فقد تحقق كل ما فيه من الأنباء، وبخاصة منها ما يتعلق بـ«المثناة» وهي كل ما كتب سوى كتاب الله؛ كما فسره الراوي، وما يتعلق به من الأحاديث النبوية، والآثار السلفية، فكأن المقصود بــ«المثناة» الكتب المذهبية المفروضة على المقلدين-وعلى الحزبيين- التي صرفتهم مع تطاول الزمن عن كتاب الله، وسنة رسوله ه؛ كما هو مشاهد اليوم مع الأسف من جماهير المتمذهبين، وفيهم كثير من الدكاترة، والمتخرجين من كليات الشريعة، فإنهم جميعا يتدينون بالتمذهب، ويوجبونه على الناس حتى العلماء منهم!.. فقد جعلوا المذهب أصلا، والقرآن الكريم تبعا، فذلك هو «المثناة» دون ما شك، أو ريب). اهـ
قلت: وكذلك المقصود بــ«المثاني، أو المثناة» الكتب الحزبية الفكرية المفروضة على الحزبيين التي صرفتهم مع تطاول الزمن عن كتاب الله تعالى، وسنة رسوله ه كما هو مشاهد اليوم... فقد جعلوا الحزب، أو الجمعية أصلا، والقرآن الكريم، والسنة النبوية تبعا ... فهي كتب فكرية مضلة سياسية كـــ(كتب حسن البنا، وسيد قطب، ومحمد سرور، وحسن الترابي، وعبد الله عزام، وعبد الرحمن عبد الخالق، وعدنان عرعور، والغزالي، والقرضاوي، ومحمد قطب، وسفر الحوالي، وسلمان العودة، وربيع المدخلي، وطارق السويدان، وعلي الحلبي، وعبد العزيز الريس، وإبراهيم الرحيلي)، وغيرهم عاقبهم الله بما يستحقون.
وقال العلامة المحدث الشيخ ناصر الدين الألباني : وهو يبين جهل طلبة الجامعة في الدين: (فهذه الدراسة الجامعية اليوم التي يسمونها بالدراسة المقارنة يتخرج الطالب من الجامعة لا يعرف الصواب من الخطأ!، ولا يعرف الحق من الباطل!؛ فاقد الشيء لا يعطيه!) ([143]). اهـ
ﭑ ﭑ ﭑ
الدكاترة يكتبون فيما ليس
من اختصاصهم، وما لا علم لهم به
قال الشيخ الألباني : في «الصحيحة (ج١ص 100): (فإني أنصح القراء الكرام بأن لا يثقوا بكل ما يكتب اليوم في بعض المجلات السائرة ، أو الكتب الذائعة، من البحوث الإسلامية، وخصوصا ما كان منها في علم الحديث، إلا إذا كانت بقلم من يوثق بدينه أولا، ثم بعلمه واختصاصه فيه ثانيا، فقد غلب الغرور على كثير من كتاب العصر الحاضر، وخصوصا من يحمل منهم لقب «الدكتور»! . فإنهم يكتبون فيما ليس من اختصاصهم، وما لا علم لهم به).اهـ
ﭑ ﭑ ﭑ
فتوى
العلامة المحدث الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله
في تحريم شراء الشهادة الجامعية
من شهادة الدكتوراه، وشهادة الماجستير وشهادة البكالوريوس
سئل المحدث الشيخ مقبل الوادعي :: هل يجوز شراء الشهادات؟!.
فأجاب فضيلته: (الشهادات نفسها لا تسمن ولا تغني من جوع، وغالبها شهادات زور، والمهم يعتبر هذا خيانة، وغشا للمجتمع أن يشتري شخص ما يعرف إلا دكانه، وبيته، ومسجده، وليس عنده شيء من العلم ثم يذهب ويشتري شهادة يغش بها المسلمين بأمواله([144])؛ فيعطى شهادة الدكتوراه([145])، ثم يقولون عنه دكتور، وهو لا يعرف عن الدين شيئا.
فالمهم تعتبر هذه الشهادة خيانة وغشا([146])، ولابد علينا أن لا تتعلق أنفسنا بالشهادات، ... فهذه الشهادات هي كذب، وتدليس على المسلمين، وربما يتخرج من الجامعة، وقد أتى بهذه الشهادة ... وهي فتنة صرف بها أبناء المسلمين عن الكتاب والسنة بسبب هذه الشهادات، ﭧﭐﭨﭐﱣ فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا ﱢ [النجم: 29]؛ وﭧﭐﭨﭐﱣﭐ يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ﱢ [الروم: 7]؛ وهذه الشهادة على هذه الطريقة لا خير فيها، ولا ينبغي أن تتعلق بها أنفسنا) ([147]). اهـ
ﭑ ﭑ ﭑ
اقرأ
في فوضى حملة الماجستير والدكتواه،
في مصر واقتحامهم
مجلس الوزراء
أخبار القاهرة: الأربعاء: 20 أبريل 2016:
نظمت حملة الماجستير والدكتوراه دفعة (2015)؛ وقفة احتجاجية أمام «مجلس الوزراء»، و«مجلس النواب» للمطالبة بتعيينهم في الجهاز الإداري للدولة أسوة بالدفعات السابقة منذ عام (2002)، وحتى عام (2014).
وحاول منذ قليل عدد من حاملي الماجستير، والدكتوراه دفعة (2015) اقتحام البوابة الرئيسية «لمجلس الوزراء» بشارع قصر العين عقب رفض «مجلس الوزراء» تعيينهم على حد وصفهم وزعمهم.
وخلع عدد من حاملي الماجستير، والدكتوراه التيشيرتات، وهجموا([148]) على البوابة الرئيسية «لمجلس الوزراء» بحسب (الوطن)، ومنعتهم قوات الأمن من
الاقتحام، وفرضت كرودونا أمينا من جنود الأمن المركزي، والحواجز الحديدية([149]).
قلت: فحملة الماجستير والدكتوراه خرجوا على الدولة، واقتحموا مجلس الوزراء، وهذا هو منهج الخوارج، والله المستعان.
هذا آخر ما وفقني الله سبحانه وتعالى إليه في تصنيف هذا الكتاب النافع المبارك -إن شاء الله- سائلا ربي جل وعلا أن يكتب لي به أجرا، ويحط عني فيه وزرا،
وأن يجعله لي عنده يوم القيامة ذخرا... وصلى الله وسلم وبارك
على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين،
وآخر دعوانا أن الحمد الله
رب العالمين
ﭑ ﭑ ﭑ
ملف من الوثائق
من تنظيمات الدكاترة الإرهابية التي تستهدف
قتل رجال الأمن، والمواطنين من الرجال والنساء
والأطفال وتدمير الممتلكات في البلدان الإسلامية!
وقد ضبط مع الدكاترة وهم كثر؛
أسلحة، ومتفجرات، وألغام، وقنابل مدمرة للبلدان الإسلامية!
ﭑ ﭑ ﭑ
وثائق:
تزوير «16» ألف شهادة دكتوراه!
ﭑ ﭑ ﭑ
فهرس الموضوعات
الرقم |
الموضوع |
الصفحة |
1) |
وشهد شاهد من أهلها...................................... |
5 |
2) |
شهادة الدكتوراه يحصل عليها العالم والجاهل سواء بسواء.. |
5 |
3) |
يجب على المسلمين في بلدانهم العمل على توفير العدد الكافي من المؤهلين للفتيا................................... |
5 |
4) |
ذكر الحجة على أن الدكاترة: هم الجهال في الشريعة المطهرة |
7 |
5) |
ذكر الحجة على مفاسد الدكاترة في الوطن.................. |
11 |
6) |
الدكاترة الخوارج القعدة هم أخطر الناس على بلدان المسلمين.................................................. |
13 |
7) |
الدكاترة الخوارج القعدة هم: الذين يحرضون الشعوب على الحكام ولا يحملون السلاح................................ |
13 |
8) |
الدكاترة يتظاهرون بالصلاح في بلدان المسلمين وهم: من أهل الفساد................................................. |
14 |
9) |
الدكاترة أفسدوا العقول والأديان على خلق من الناس....... |
15 |
10) |
المقدمة.................................................... |
16 |
11) |
ذكر الدليل على أن النبي ه بين لنا ما يقرب من الجنة ويباعد من النار............................................. |
16 |
12) |
ذكر الدليل على أن النبي ه تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك......................... |
17 |
13) |
الدكاترة المقياس للحق عندهم هو ما وافق أهواءهم........ |
19 |
14) |
ظلم الدكاترة لأنفسهم ولغيرهم............................. |
19 |
الرقم |
الموضوع |
الصفحة |
15) |
ذكر الدليل على أن الله تعالى لا يحب الظالمين.............. |
19 |
16) |
الدكاترة يعتبرون من أهل البدع والأهواء.................... |
20 |
17) |
يجب على المسلمين إنكار البدع في بلدانهم................. |
20 |
18) |
الدكاترة أهل مكر وخديعة وخيانة في بلدان المسلمين....... |
21 |
19) |
الدكاترة شوهوا الإسلام.................................... |
23 |
20) |
الدكاترة فيهم جهمية، وقدرية، وخوارج، وروافض، ومرجئة |
24 |
21) |
الدكاترة يبتدعون في الدين مع فجور في الخصومة............ |
24 |
22) |
الدكاترة من المجرمين...................................... |
24و25 |
23) |
الدكاترة يحرفون القرآن والسنة............................. |
25 |
24) |
ذكر الدليل على ذم الشهادات الأكاديمية في الشريعة المطهرة |
27 |
25) |
العلامة ابن باز رحمه الله يحذر من الدكاترة، ويجعلهم من الجهلة في الأصول والفروع................................. |
29 |
26) |
العلامة ابن عثيمين رحمه الله يصف الدكاترة بالجهل بالدين. |
29و30 |
27) |
الجاهل لا يصلح للدعوة................................... |
33 |
28) |
الشهوة الخفية حب الرئاسة................................. |
34 |
29) |
ذم الدراسة الجامعية........................................ |
34و35 |
30) |
هلك الدكاترة في التعصب المذهبي والتقليد الأعمى......... |
41 |
31) |
ذم الأئمة الأربعة التعصب المذهبي، والتقليد الأعمى للرجال والآراء..................................................... |
41و 42 |
32) |
الدكاترة من أهل الحيل في الدين............................ |
45 |
33) |
ذم المتعالم في الإسلام...................................... |
46 |
34) |
الدكاترة من رؤوس الجهلة الذين ذمهم النبي ه.......... |
47 |
35) |
الدكاترة هم: السفهاء في الشريعة............................ |
51 |
الرقم |
الموضوع |
الصفحة |
36) |
الدكاترة ونشرهم للأحاديث الضعيفة، والموضوعة......... |
61 |
37) |
الدكاترة هم القصاص...................................... |
62 |
38) |
الدكاترة هم الكذابون في الدين.............................. |
64 |
39) |
الدكاترة أضلوا الناس....................................... |
64 |
40) |
الدكاترة هؤلاء من علامات الساعة......................... |
65 |
41) |
الدكاترة هؤلاء خطباء فتنة في الدين......................... |
67 |
42) |
الدكاترة هؤلاء ظلموا أنفسهم.............................. |
73 |
43) |
الدكاترة يفترون على الله تعالى ورسوله ه الكذب........ |
75 |
44) |
خطر القول على الله تعالى بغير علم......................... |
75 |
45) |
خطر التأويل الفاسد في الدين................................ |
79 |
46) |
ذكر الدليل على خطر الفتوى بغير علم...................... |
79 |
47) |
دوافع الفتوى بغير علم (1- الجهل) (2-هوى النفس) (3-التمرس في كبائر الذنوب) (4- حب الظهور).......... |
82 |
48 |
الأضرار الناتجة عن الإفتاء بغير علم........................ |
85 |
49) |
ذكر الدليل من الآثار على خطر الفتيا بغير علم.............. |
87 |
50) |
الجاهل يفسد أكثر مما يصلح............................... |
88و89 |
51) |
الدكاترة من السفلة......................................... |
92 |
52) |
ذكر الدليل من الآثار في ذم الرأي في الدين................... |
94 |
53) |
الدكاترة ليسوا بأهل للفتوى................................. |
95 |
54) |
ذم العلامة ابن باز رحمه الله للجماعات الحزبية............. |
104 |
55) |
ذم العلامة ابن باز رحمه الله للجمعيات الحزبية.............. |
104 |
56) |
الدكاترة وغشهم في الدين................................... |
108 |
57) |
الدكاترة فرقوا الأمة الإسلامية............................... |
109 |
الرقم |
الموضوع |
الصفحة |
58) |
الدكاترة تتجارى بهم الأهواء من بدعة إلى أخرى........... |
111 |
59) |
الدكاترة يحكمون في الدين بالمتشابه ويتركون المحكم..... |
112 |
60) |
ذكر الدليل على تحذير النبي ه من فتوى الناس بالمتشابه. |
112 |
61) |
ذكر الدليل على تحذير النبي ه من الدجاجلة في الدين.... |
114 |
62) |
احذر من الجلوس مع الدكاترة فإنهم أهل سوء............. |
120 |
63) |
الدكاترة دعاة التفرق في بلدان المسلمين..................... |
122 |
64) |
الدكاترة دعاة على أبواب جهنم............................. |
126 |
65) |
الدكاترة يأتون الناس بوجوه كثيرة للمكر بهم............... |
133 |
66) |
ذكر الدليل على تحذير النبي ه من مضلات الأهواء وأصحابها.................................................. |
134 |
67) |
المنافق يعبد هواه........................................... |
136و137 |
68) |
الدكاترة يتعلمون القرآن ثم يتأولونه على غير ما أنزله الله تعالى...................................................... |
138 |
69) |
الدكاترة يخاصمون في باطلهم.............................. |
144و145 |
70) |
الدكاترة أئمة ضلالة........................................ |
146 |
71) |
الدكاترة يلعبون بدينهم..................................... |
148 |
72) |
فتوى العلامة المحدث الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله في ذم الدكاترة الجهلة....................................... |
149 |
73) |
الدكاترة! يكتبون فيما ليس من اختصاصهم، وما لا علم لهم به.......................................................... |
152 |
الرقم |
الصفحة |
الرقم |
74) |
فتوى العلامة المحدث الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله في تحريم شراء الشهادة الجامعية من شهادة الدكتوراه.... |
153 |
75) |
اقرأ في فوضى حملة الماجستير والدكتواه، في مصر واقتحامهم مجلس الوزراء.................................. |
155 |
76) |
ملف من الوثائق من تنظيمات الدكاترة الإرهابية التي تستهدف قتل رجال الأمن، والمواطنين من الرجال والنساء والأطفال وتدمير الممتلكات في البلدان الإسلامية!.......... |
157 |
77) |
وثائق: تزوير «16» ألف شهادة دكتوراه!.................... |
164 |
([1]) قلت: وكم جاهل حصل على ما يسمى بـ«الدكتوراه» و«الماجستير»، وينصب بها قاضيا، أو خطيبا، أو مدرسا أو مديرا في الجامعة، أو المدرسة، أو غير ذلك!!! والله المستعان.
([2]) ولذلك يجب على المسلمين العمل على توفير العدد الكافي من المؤهلين للفتيا، واتخاذ الوسائل، وتهيئة السبل الموصلة إلى ذلك للفائدة في الدنيا والآخرة.
([3]) المرجع: «التواصل المرئي»؛ بصوت الشيخ ابن باز :، في سنة: «1435هـ»، وهو ينصح طلبة الجامعات الإسلامية في تعلم العقيدة الصحيحة.
([18]) فتأثر بهذه الأساليب الماكرة من تأثر ممن قل نصيبه من العلم والدين، فخدعه زهد الخوارج القدماء، والجدد وعبادتهم المزيفة، وشدتهم في الدين المزعومة.
([19]) لأن ممكن أن يأخذ هذه الشهادة في فترة وجيزة، فهل في هذه الفترة حصل على العلم الشرعي الذي به يستطيع أن يفتي الناس طبعا (لا)... علما بأن البعض يدفع أموالا ليحصل على الشهادة... ولذلك أكثر أصحاب هذه الشهادات جهال في دين الله تعالى ليسوا أهلا للفتوى، بل ممكن يأخذ هذه الشهادة أتفه الناس، اللهم سلم سلم.
انظر: «ماذا ينقمون من الشيخ الألباني» (ص6).
([21]) قلت: وكم جاهل حصل على ما يسمى بـ«الدكتوراه» و«الماجستير»، وينصب بها قاضيا، أو خطيبا، أو مدرسا أو مديرا في الجامعة، أو المدرسة، أو غير ذلك!!! والله المستعان.
([22]) ولذلك يجب على المسلمين العمل على توفير العدد الكافي من المؤهلين للفتيا، واتخاذ الوسائل، وتهيئة السبل الموصلة إلى ذلك للفائدة في الدنيا والآخرة.
([23]) المرجع: «التواصل المرئي»؛ بصوت الشيخ ابن باز :، في سنة: «1435هـ»، وهو ينصح طلبة الجامعات الإسلامية في تعلم العقيدة الصحيحة.
([24]) ولذلك وإلى الآن لم يخرجوا - يعني: دعاة الجهل – طالب علم من أهل التمكن يرجع الناس إليه حقيقة في العلم.
قلت: لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
([28]) قال ابن الجوزي : في «تلبيس إبليس» (ص81): (واعلم أن عموم أصحاب المذاهب يعظم في قلوبهم الشخص فيتبعون قوله من غير تدبر بما قال، وهذا عين الضلال، لأن النظر ينبغي أن يكون إلى القول، لا إلى القائل).اهـ
([32]) ولذلك لا تغتر بالذين يفتون في التلفاز، أو الجرائد، أو الصحف، فإن أكثرهم من الجهال، وإن أطلق عليهم بالشيوخ، أو العلماء، أو المفكرين، فإن هؤلاء أبعد الناس من المشيخة، والعلم، والفكر السليم... والإطلاق على هؤلاء بالشيوخ، أو العلماء إنما هذا الإطلاق أشبه بالصوري الشكلي، والله المستعان.
([33]) «والاجتهاد والتقليد» (ص47).
قلت: وهؤلاء عرفوا الطريق الموصل إلى المناصب... فيذهب أحد منهم مثلا إلى المغرب وغيرها... ثم يأتي بالشهادة الأكاديمية!... ثم ينصب قاضيا، أو مديرا، أو خطيبا، أو غير ذلك، والله المستعان.
([34]) كـ(الذين يخرجون مسيرات في الشوارع مع الفساق، والنساء من أجل المقاطعة وغيرها زعموا)؛ فهؤلاء وإن نسبوا إلى العلم فنسبتهم صورية شكلية لا أثر لها في الحقيقة، لأن أهل العلم عليهم وقار، وسمت لا يخرجون في الشوارع هكذا ويمنعهم علمهم وحياؤهم من هذا الفعل المنحط.
([35]) الرويبضة: تصغير الرابضة، وهو العاجز الذي ربض عن معالي الأمور، وقعد عن طلبها، كما قعد المتعالم عن طلب العلم، ومع هذا يتصدر.
وانظر: «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (ج2 ص185).
([36]) يقصد بذلك الرجل المتعالم الجاهل الذي يتكلم في أحكام الدين بلا علم كـ (السياسي، والمثقف، والجامعي، والدكتور، والمفكر...)، وللأسف أن هذا الرجل الجاهل يؤتمن على الأعمال الخيرية، والمسئولية، ومساجد الله، من خطابة، وإمامة، وتأذين، فيؤتمن الخائن، ويخون الأمين، والله المستعان.
وانظر: «التعالم» للشيخ بكر بن عبدالله (ص6).
([39]) وابن إسحاق حافظ كبير، واسع الرواية، وقد ذكره ابن المديني في الذين مدار الإسناد عليهم في «العلل» (ص36 و37).
([40]) وفيه عند أبي يعلى في تفسير الرويبضة: (من لا يؤبه له).
قلت: يقصد بذلك الجاهل المتعالم.
وانظر: «التعالم» للشيخ بكر بن عبدالله (ص6).
([41]) وانظر: «المنهاج» للنووي (ج2 ص227)، و(ج8 ص83)، و«عمدة القاري» للعيني (ج6 ص252)، و(ج8 ص262)، و(ج22 ص87)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج9 ص621)، و«شرح سنن النسائي» للسيوطي (ج5 ص180).
([42]) وانظر: «شرح قطر الندى» لابن هشام (ص356)، و«أوضح المسالك» له (ج2 ص60 و63)، و«مغني اللبيب» له أيضا (ج1 ص83 و204 و378)، و«شرح الألفية» للأشموني (ج4 ص351)، و«شرح سنن النسائي» للسيوطي (ج1 ص30)، و«المنهاج» للنووي (ج3 ص98)، و«شرح الألفية» لابن عقيل (ج1 ص261 و266 و351 و359)، و«السير الحثيث» لفجال (ج2 ص516 و519)، و«توضيح المقاصد» للمرادي (ج1 ص227)، و«مختصر مغني اللبيب» لشيخنا ابن عثيمين (ص104)، و«شرح ألفية ابن مالك» له (ج2 ص150).
([43]) فربض عن (العلم الشرعي)، فلم يطلبه على الحقيقة عند العلماء الربانيين من أهل السنة والجماعة، ولم يبحث في مسائل علم الأحكام، فهو جامد لا يتحرك، لأن هذا العلم هو الذي يؤصل في العبد البحث في الفقه الصحيح.
فهو ربض على (العلم الآكاديمي) علم الجامعات، وعلم الشهادات، وهذا العلم يؤصل في العبد الجهل المركب بعلم الشريعة المطهرة، والله المستعان.
([45]) قلت: لا يحسن إلا اختلف العلماء على قولين!!!... فلا يحسن مناقشة الأقوال، وذكر الأدلة في تبيين الراجح من المرجوح في اختلاف العلماء في الأحكام، ورد هذا التنازع إلى هذا كتاب الله تعالى، وسنة رسوله ه ليستخرج من هذا النزاع القول الراجح الذي هو حكم الله تعالى، وحكم رسوله ه، والله المستعان.
أخرجه أحمد في «الزهد» (2019)، وابن الجوزي في «الموضوعات» (ج1 ص103)، والسلفي في «المشيخة البغدادية».
وإسناده صحيح.
([54]) وهؤلاء الخطباء هم أهل الدنيا – كـ (السياسيين) وغيرهم – ممن كانوا يأمرون الناس بالبر، وينسون أنفسهم، وهم يتلون الكتاب والسنة، ولا يعقلون ما يقولون، والعياذ بالله.
وانظر: «تفسير القرآن» لابن كثير (ج1 ص149).
([55]) فكيف يليق بكم يا معشر الخطباء، وأنتم تأمرون الناس بالبر أن تنسوا أنفسكم فلا تأتمروا بما تأمرون الناس به، وأنتم مع ذلك تتلون الكتاب والسنة، وتعلمون ما فيهما على من قصر في أوامر الله، أفلا تعقلون ما أنتم صانعون بأنفسكم فتنتهوا من رقدتكم وتتبصروا من عمايتكم.
وانظر: «تفسير القرآن» لابن كثير (ج2 ص336).
([58]) قلت: فالفتيا بغير علم من أشد المحرمات.
وانظر: «الفوائد» لابن القيم (ص98)، و«إغاثة اللهفان»، له (ج1 ص158)، و«بدائع الفوائد» له أيضا (ج3 ص275).
([59]) والمتكلف: الذي يتكلم بكلام لا يعنيه، كـ(القاص) وغيره.
انظر: «مختار الصحاح» للرازي (ص240).
فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «نهينا عن التكلف».
أخرجه البخاري في «صحيحه» (7293).
قال الإمام البخاري في «صحيحه» (ج13 ص264) باب ما يكره من كثرة السؤال، ومن تكلف ما لا يعنيه.
([60]) قلت: وهذا في زمان الإمام ابن بطة :، فماذا يقال عن القصاص في زماننا الذين يتزعمون الوعظ، والإرشاد من شيوخ الحزبيين وغيرهم، فيلازمهم المغرورون بهم عمرا طويلا، ثم لا يستفيدون منهم فقها، ولا علما، وكل ما يقطفونه من هذه الملازمة، الحكايات المنكرة والأحاديث الضعيفة، والفقه المخلط، والفتاوى الباطلة، والله المستعان.
أخرجه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (ج2 ص1123 و1124)، والدارمي في «المسند» (ج1 ص272)، وابن بطة في «الحيل» (ص128)، وأبو خيثمة في «العلم» (111)، والطبراني في «المعجم الكبير) (ج9 ص188)، والهروي في «ذم الكلام وأهله» (ج2 ص217)، والخطيب في «الفقيه والمتفقه». بإسناد صحيح.
أخرجه الخطيب في «الفقيه والمتفقه» (ج2 ص29)، وابن الجوزي في «تعظيم الفتيا» (19). بإسناد صحيح.
أخرجه الدارمي في «المسند» (ج1 ص460)، والرامهرمزي في «المحدث الفاصل» (ص194)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (ج1 ص250)، وأبو نعيم في «الحلية» (ج2 ص177). بإسناد صحيح.
وذكره السخاوي في «المقاصد الحسنة» (ص269).
([71]) قلت: وكم جاهل حصل على ما يسمى بـ«الدكتوراه» و«الماجستير»، وينصب بها قاضيا، أو خطيبا، أو مدرسا أو مديرا في الجامعة، أو المدرسة، أو غير ذلك!!! والله المستعان.
([73]) أخرجه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (132)، والخطيب في «الفقيه والمتفقه» (ج1 ص191) عن عمر بن عبدالعزيز : قال: (من عمل في علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح).
وأخرجه والخطيب في «الفقيه والمتفقه» (ج1 ص19)، والآجري في «فرض طلب العلم» (30)، والأصبهاني في «الترغيب والترهيب» (2151) عن ابن سيرين رحمه الله قال: (إن أقواما تركوا العلم، ومجالسة العلماء، وأخذوا محاريب ؛ فصلوا، وصاموا حتى يبس جلد أحدهم على عظمه، وخالفوا السنة، فهلكوا، ألا والله الذي لا إله غيره ما عمل عامل قط على جهل إلا كان ما يفسد أكثر مما يصلح).
([75]) ولذلك وإلى الآن لم يخرجوا - يعني: دعاة الجهل – طالب علم من أهل التمكن يرجع الناس إليه حقيقة في العلم.
قلت: لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
أخرجه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (ج1 ص620)، والخطيب في «الجامع» (ج1ص206).
بإسناد صحيح.
([89]) ولقد اختلفت أهواء أصحابها بالانتصار -بالحمية الحزبية- للجمعية، أو الحزب، أو الجماعة، أو الإنسان الذي ينتسب لهم؛ لأنه من جمعيته، أو حزبه، أو جماعته حتى وإن كان على خطأ أو خطيئة!!!. والويل أشد الويل لمن لم يكن من جمعيته، أو حزبه، أو جماعته، فإنه لا يجد منه النصرة حتى في ساعة العسرة !!!.
قلت: وكل جمعية تختط لنفسها خطة تأبى على غيرها... أن تنازعها إياها، فهي متمسكة بفهم من أنشأها، وقد تدعي لنفسها أنها بذلك تتمسك بالكتاب والسنة! ولذلك تجد الجمعيات الحزبية المزعومة لا تتعاون مع بعضها إلا لمصلحة ﱣﭐ تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلونﱢ [الحشر:14]؛ لأن كل جمعية من حزب آخر!...بل الجمعية الفلانية تطعن في الجمعية الأخرى؛ كأنها غير إسلامية !.
([91]) تأمل جيدا هذا الكلام ... فلقد تجاوزت هذه الجمعيات المزعومة، واستمرت في عنادها لمصالح حزبية، فالواجب التشهير بها، والتحذير منها ممن عرف حقيقتها، حتى يتجنب الناس طريقهم، وحتى لا يدخل معهم من لا يعرف حقيقة أمرهم فيضلوه، ويصرفوه عن الطريق المستقيم الذي أمرنا الله باتباعه، والله ولي التوفيق.
([96]) لأن هذه الجماعات القائمة في عصرنا مرفوضة شرعا، وأنها امتداد للفرق التي انشقت عن جماعة المسلمين بعد عصر الخلافة الراشدة.
ولذلك وإن قلنا بأن هذه الجماعات انشقت عن جماعة المسلمين، وخرجت عنها؛ إلا أنه لا يلزم تكفيرها، وخروجها عن ملة الإسلام، لأن مخالفات هذه الجماعات تختلف في الحكم بالتكفير، أو تضليل فقط دون تكفير، وذلك بحسب بعدها وقربها عن الإسلام.
([98]) الكلب: داء يصيب الإنسان من عض الكلب المسعور، فيصيبه شبه الجنون، ويلحق به حتى يموت.
و«تتجارى بهم الأهواء»؛ أي: يتواقعون فيها، ويتداعون، ويتهافتون في الأهواء.
قلت: والمراد أن الأهواء تسري في عروقهم، ومفاصلهم.
انظر: «لسان العرب» لابن منظر (ج1 ص723) و(ج14 ص141).
([100]) قال أيوب السختياني :: (ولا أعلم أحدا من أهل الأهواء يجادل إلا بالمتشابه).
أخرجه ابن المنذر في «تفسيره» (ج1 ص124). بإسناد صحيح.
([103]) الطنبذي: بطاء مهملة مضمومة؛ بعدها نون ساكنة؛ ثم باء معجمة بنقطة واحدة، وذال معجمة.
وهو منسوب إلى طنبذ، قرية من قرى مصر؛ كما قال الجياني في «تقييد المهمل وتمييز المشكل» (ج2 ص337)، وكذا قال السمعاني في «الأنساب» (ج4 ص75)، وزاد: من البهنا، وهي من الطبارحيات.
لكن ضبطها ياقوت في «معجم البلدان» (ج4 ص12) بخلاف ذلك فقال: (طننذة: ثانية ساكن، والباء مفتوحة موحدة، وآخره ذال معجمة...).
أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (ج8 ص536)، وعبدالله بن أحمد في «زوائد الزهد» (ص167)، وأبو نعيم في «الحلية» (ج7 ص274)، وابن أبي الدنيا في «العقل» (ص22) بإسناد صحيح.
([106]) فالأمر يكون شيئا فشيئا إلى أن يتعلموا، ويصلوا إلى معرفة الحق بالمحاورة، والمناقشة العلمية.
واعلم أن إذا أراد المحاور بحواره وجه الله تعالى، والوصول إلى الحق؛ فإنه لابد أن يكون موضوعيا في محاورته بعيدا عن المغالطات والمكابرة؛ فيقبل الحق أيا كان مصدره، ويسلم للأدلة والشواهد، وإلا كان مكابرا مجادلا بالحق والباطل، والعياذ بالله.
([107]) وانظر: «الفتاوى» لابن تيمية (ج28 ص216)، و«جامع العلوم والحكم» لابن رجب (ص330)، و«شرح صحيح مسلم» للنووي (ج13 ص106).
([109]) قلت: وهم المبتدعة، لأنهم هم أهل التفرق، والاختلاف، والسبل الشيطانية، وهم الذين يفرقون الأمة إلى أحزاب في البلدان الإسلامية، والله المستعان.
([110]) قلت: فأخبر النبي ه في تمثيله من تبقى في آخر الزمان بحثالة الشعير، والتمر، وهم الدكاترة المبتدعة ومن تابعهم من الرعاع والهمج من العامة، اللهم سلم سلم.
وانظر: «الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان» (ج8 ص300) لابن بلبان.
([111]) قلت: وهذا ظاهر فيمن يقوم على الثورات الغواغائية من الرجال والنساء!، والأبناء والبنات!، في بلدان المسلمين، نعوذ بالله من الخذلان.
([112]) من رؤوس المبتدعة من «الإخوانية»، و«التراثية»، و«السرورية»، و«القطبية»، و«الربيعية»، و«الداعشية»، و«اللادنية»، و«الصوفية»، و«الأشعرية»، و«التبليغية»، و«الإباضية»، وغيرهم.
([115]) هم في هذا الزمان: «الإخوانية»، و«التراثية»، و«السرورية»، و«القطبية»، و«الصوفية»، و«الأشعرية»، و«اللادنية»، و«الداعشية»، و«التبليغية»، و«الربيعية»، و«الإباضية»، وغيرهم من دعاة الباطل في هذا العصر، نعوذ بالله من الخذلان.
([117]) وانظر: «الإحسان إلى تقريب صحيح ابن حبان» لابن بلبان (ج13 ص292)، و«معالم السنن» للخطابي (ج4 ص377)، و«المنهاج» للنووي (ج12 ص237).
([118]) وانظر: «الكاشف عن حقائق السنن» للطيبي (ج10 ص51)، و«مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح» للقاري (ج9 ص257).
([121]) قلت: فعلى المسلم أن يعتزل دعاة الضلالة، ويصبر على غصص الزمان، والتحمل لمشاقه، وشدائده إلى أن يموت على السنة، والحمد لله تعالى.
([122]) قلت: ويدخل في الدعاة من قام بالفتنة في طلب الحكم، والملك من الخوارج، والروافض، والإباضية، والإخوانية، والقطبية وغيرهم ممن لم يوجد فيهم شروط الإمارة، والإمامة، والولاية، وهذا ظاهر في الثورات التي قامت في «تونس»، و«اليمن»، و«ليبيا»، و«سوريا»، و«مصر»، وغير ذلك.
وانظر: «مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح» للقاري (ج9 ص258).
([123]) وانظر: «مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح» للقاري (ج9 ص258 و272)، و«الكاشف عن حقائق السنن» للطيبي (ج10 ص51 و60)، و«المنهاج» للنووي (ج12 ص237)، و«عون المعبود شرح سنن أبي داود» للعظيم آبادي (ج11 ص316).
([124]) وهم: الدكاترة في الدعوة إلى الله تعالى، الذين يأتون المسلمين بوجه، ويأتون المبتدعين، أو الكافرين بوجه آخر، نعوذ بالله من الخذلان.
([125]) ووقع في المطبوع من كتاب: «الكنى» في الإسناد تحريفان:
الأول: تحرف أبو الأشهب إلى ابن الأشعث.
والثاني: تحرف أبو برزة إلى أبي هريرة، والحديث لا يعرف إلا بأبي برزة.
([126]) قلت: وأكثر بلاء الناس من قبل فروجهم، وألسنتهم، وأهوائهم، والعياذ بالله.
وانظر: «شرح صحيح البخاري» لابن بطال (ج8 ص428).
أخرجه عبد الرزاق في «المصنف» (ج11 ص126)، واللآلكائي في «الاعتقاد» (225)، والآجري في «الشريعة» (126)، والهروي في «ذم الكلام» (484).
وإسناده صحيح.
([130]) معنى يبدون: أي يخرجون إلى البادية لطلب مواضع اللبن في المراعي.
انظر: «الصحيحة» للشيخ الألباني (ج6 ص647).
([131]) قلت: فالمبتدعة الدكاترة أضربوا عن السنة، وتأولوا القرآن على غير تأويله الصحيح عن السلف الصالح، فضلوا وأضلوا، نعوذ بالله من الخذلان.
([132]) قلت: والدكاترة إذا أرادوا أن يروجوا بدعهم ومعاصيهم، احتجوا بالخلافيات بين العلماء، بدون بيان الراجح والمرجوح في ذلك.
وهذا ابن الراوندي الزنديق يحتج على إباحته للغناء بإختلاف العلماء!.
انظر: «الفتاوى» لابن تيمية (ج11 ص570)، و«المنتظم» لابن الجوزي (ج3 ص108)، و«البداية والنهاية» لابن كثير (ج10 ص474)، و«تحريم آلات الطرب» للشيخ الألباني (ص164).
([135]) قلت: لذلك يجب الإنكار على الدكاترة في باطلهم، وبيان الحق فيهم، لأنه معلوم إذا ازدوج التكلم بالباطل، والسكوت عن بيان الحق تولد من بينهما جهل الحق، وإضلال الخلق، اللهم سدد سدد.
وانظر: «الفرق بين النصيحة والتعيير» لابن رجب (ص26).
أخرجه ابن محرز البغدادي في «معرفة الرجال» (ص293).
وإسناده صحيح.
وذكره القرطبي في «جامع أحكام القرآن» (ج8 ص5709)، وابن كثير في «تفسير القرآن» (ج7 ص103).
([138]) أي: يعلم أنه باطل، أو يعلم نفسه أنه على باطل، أو يعلم أن خصمه على الحق، أبو يعلم الباطل، أي: ضده الذي هو الحق، ويصر عليه.
انظر: «عود المعبود» للآبادي (ج3 ص334).
([142]) قلت: وتقرأ كتب ربيع المثناة على رؤوس «الربيعية»، ولا يعيبها أحد من الربيعيين!، ولا يوجد من يغيرها، بل هذه الكتب المثناة تتلى عليهم في «شبكة سحاب»، وهذه الكتب المخالفة للشرع من أشراط الساعة!؛ نعوذ بالله من الخذلان.
([144]) ثم ينصب منصبا كبيرا في البلد بهذه الشهادة مع جهله بالعلم، وما أكثر هذا الصنف من الناس في بلدان المسلمين نصبوا في المناصب الدينية، وهم جهال في الدين ليس عندهم العلم الكافي لهذه المناصب الدينية، والله المستعان.