القائمة الرئيسة
الرئيسية / سلسلة النصيحة الذهبية للعودة إلى السلفية / تجهيز النطع والفرش لقطع رأس ربيع بن هادي المدخلي؛ لقوله: أن الله تعالى: «استولى»، و«قهر»، و«سيطر» على العرش

2023-12-03

صورة 1
تجهيز النطع والفرش لقطع رأس ربيع بن هادي المدخلي؛ لقوله: أن الله تعالى: «استولى»، و«قهر»، و«سيطر» على العرش

2

سلسلة

النصيحة الذهبية للعودة إلى السلفية

 

 

 

 

                                                                                 

تجهيز النطع والفرش

لقطع

رأس ربيع بن هادي المدخلي؛

لقوله: أن الله تعالى: «استولى»، و«قهر»، و«سيطر» على العرش

 

تأليف

فضيلة الشيخ المحدث الفقيه

أبي عبد الرحمن فوزي بن عبد الله الحميدي الأثري

حفظه الله ورعاه

 

*النطع: بساط من جلد، يفرش تحت المحكوم عليه، لقطع رأسه!.

انظر: «الرائد» لجبران مسعود (ص811).

 

 

 

 

وثيقة:

فيها ضلالات: ((ربيع المدخلي))، في قوله: أن الله استولى على: ((العرش))!، و((جميع المخلوقات))!، واستولى على ((السماوات))، وعلى ((الأرضين))!، وعلى ((البشر))!، وعلى ((الجمادات))!، وعلى ((الحيوانات))!.

 

* فربيع المدخلي اعتقاده في هذا أنه يقول: أن: ((الاستواء))، بمعنى: ((الاستيلاء))

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وثيقة:

بخط يد: ((ربيع المدخلي)) في اعترافه أنه قال: أن الله مستول على جميع المخلوقات، ومستول على العرش، واستولى على السموات، وعلى الأرضين، وعلى البشر، وعلى الجمادات، وعلى الحيوانات، وعلى جميع المخلوقات.

ثم زعم: ((ربيع المدخلي)) أنه تراجع عن هذه الطامات، والضلالات التي وقع فيها في الاعتقاد.

 

ثم الطامة الكبرى: أن ((ربيعا المدخلي))، نسب هذه الضلالات إلى: ((شيخ الإسلام ابن تيمية))، و((الإمام ابن القيم)) وغيرهما من الأئمة!، وأنه قلد الأئمة في هذا الاعتقاد الباطل، فهل رأيت أقبح من هذا الرجل في الكذب

ملاحظة: القول بأن الله استولى على الأكوان بمعنى سيطر عليها وقهرها ورد في هذا ((الشرح)) (ص74، 77، 78، 79)، وغيرها كنت قد قلتها في هذه المواضع تقليدا، لشيخ الإسلام ابن تيمية، وللحافظ ابن القيم، وغيرهما.

ثم ظهر لي اجتناب التعبير؛ بهذا اللفظ لأن الاستلاء يتضمن معنى المضادة والمغالبة، والله لا مغالب له، ولا ضد؛ فليبدل هذا اللفظ أعني: ((الاستلاء)) بغيره من الألفاظ السالمة من احتمال الباطل.

فيقال الله قهر المخلوقات كلها، وسطير عليها لقدرته وعزته.

ربيع بن هادي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وثيقة:

تدل أن هذه الطبعة تم فيها حذف الطامات، والضلالات التي اعتقدها: ((ربيع المدخلي)) في معنى: ((استوى)).

لكن ما زال يقول بها في ((مجموع الفتاوى)) له، بمعنى: ((القهر)) الذي هو؛ بمعنى: ((استولى)) عند: ((الجهمية))، و((المعتزلة))، فوقع في الفخ في المرة الثانية، ولابد

 

 

 

 

 

النسخة: المعتمدة عند: ((ربيع المدخلي))

هنا الضلالة

هنا المنكر

هنا الطامة

النسخة: المعتمدة عند: ((ربيع المدخلي))

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

    

فتوى

العلامة الشيخ ناصر الدين الألباني /

في

تفسير: «سيد قطب» استوى: بالسيطرة على العرش، وأنه من تفسير الخلف؛ من أهل البدع، وهذا فيه رد على: «ربيع المدخلي»،

الذي يقول؛ أن معنى: «استوى على العرش»، أي: «سيطر على العرش».

 

* سئل الشيخ الألباني /: ما قولكم في تفسير: «سيد قطب»؛ لقوله تعالى: ]مالك يوم الدين[ [الفاتحة: 4]، وتفسير: ]استوى[ [طه: 5]؛ بمعنى: «سيطر»؟

السائل: ما قولك في تفسير: «سيد قطب» حول، قوله تعالى: ]مالك يوم الدين[ [الفاتحة: 4]، و]الرحمن على العرش استوى[ [طه: 5]؛ معنى: «مالك»، أو معنى: «استوى»، الذي هو: «السيطرة»؟

فأجاب الشيخ: (تفسيره؛ لاستوى: ]الرحمن على العرش استوى[ [طه: 5]؛ بمعنى: «سيطر» تفسير معروف هذا خلفي، يخالف تفسير السلف، وله محذور، تنبه له بعض المتأخرين، لأنهم شعروا أنهم لما فسروا «استوى»، بمعنى: «سيطر»، و«استولى»، كانوا كالذي كان تحت المطر؛ فأصبح تحت الميزاب، فر من شيء، فوقع فيما هو أخطر منه، «فاستوى» فسره السلف بأنه: «استعلى»، والله عز وجل لا شك، هو العلي: الأعلى صفة، وذاتا.

* فربنا له صفة الفوقية على المخلوقات كلها، ولكن هذه الفوقية، واستعلاؤه على عرشه، ومخلوقاته كلها ليست؛ كاستواء الملوك على عروشهم، فلا بد من إثبات مع تنزيه، ولا يجوز تنزيه مع تأويل، لأن الأمر يتطلب الجمع بين الإثبات والتنزيه، فكما أنه لا يجوز إثبات مع تشبيه، كذلك لا يجوز تأويل مع تنزيه، وإنما كما، قال رب العالمين: ]ليس كمثله شيء وهو السميع البصير [ [الشورى: 11]؛ هو السميع البصير حقا، لكن لا يشبه في ذلك أحدا من خلقه أبدا.

* فتفسير الخلاصة: ]الرحمن على العرش استوى[ [طه: 5]؛ بمعنى: «سيطر» و«استولى» هذا تفسير خلفي، لأنه مع مخالفته لتفسير السلف، وهو أنه «استعلى»، ففيه إيهام أن الله عز وجل كان قبل ذلك غير مسيطر، وكان غير مستول، لا سيما على الآية الأخرى: ]ثم استوى على العرش[ [يونس: 3]؛ ثم تفيد التراخي، ]ثم استوى على العرش[؛ معنى: ذلك حينما نفسر «استوى»؛ بمعنى: «استولى» أنه قبل ذلك بلحظة ما كان مستوليا، فمن كان مستوليا على العرش يومئذ غير رب العالمين تبارك وتعالى، خالق كل شيء؟؛ فمعروف هذا التأويل أنه لا يسوغ عند السلف) ([1]).اهـ

ﭑ ﭑ ﭑ

 

    

رب يسر وأعن برحمتك يا كريم

المقدمة

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

أما بعد،

لم يؤثر عن الصحابة y، الكلام في مسألة: «استواء الله تعالى على العرش»، ولم يخوضوا فيها في زمانهم.

قلت: بل كان الناس في عهدهم، يؤمنون بجميع ما جاء في كتاب الله تعالى، وسنة رسوله r، في ثبوت لله تعالى من الأسماء والصفات، بما يليق بجلاله، وعظمته، وكماله.

* بما في ذلك من إخباره تعالى عن نفسه، بأنه مستو على عرشه، في دائرة: قوله تعالى: ]ليس كمثله شيء وهو السميع البصير [ [الشورى: 11].

قلت: ثم سار التابعون بعد الصحابة y على ذلك المنهج القويم، من الإيمان بكل ما جاء في كتاب الله تعالى، وفي سنة رسوله r.

* ثم أظهر: «جهم بن صفوان» الزنديق، مقالته: في إظهار القول بإنكار: «استواء الله على عرشه»، الذي يقضي أن الله تعالى ليس في: «العلو»، فنفى صفة: «الاستواء»، وعطل؛ صفة: «العلو» لله الواحد القهار، وابتدع القول؛ أن معنى: «استوى»، «استولى».

* وقد أوحى هذا الضال، ببدعته إلى: الناس، فتلقف هذه المقالة، أتباع: «جهم بن صفوان»، منهم: «بشر المريسي» الزنديق، الذي كان عين: «الجهمية» وعالمهم في عصره.

* ثم أخذ هذه البدعة، عن: «بشر المريسي»، «أحمد بن أبي دؤاد» الزنديق، الذي أغرى: «المأمون العباسي»، بمذهب: «الجهمية»، فافتتن الناس في ذلك، اللهم غفرا. ([2])

قال الإمام الدارمي / في «النقض على المريسي» (ص320): (والعجيب من المريسي: صاحب هذا المذهب، أنه يدعي توحيد الله تعالى، بمثل: هذا المذهب، وما أشبه، وقد عطل جميع صفات الواحد الأحد). اهـ

* إذا عرفنا فيما سبق، أن أول من تفوه، بنفي: «الاستواء»، و«العلو»، هو: «جهم بن صفوان»، كما عرفنا خلفاءه الذين ورثوا عنه هذا القول، وأضلوا به خلقا كثيرا.

قلت: فالجهمية إذا وراء هذه الفتنة، وليس ذلك بغريب عليهم، فما زالوا: يكيدون للسنة وأهلها، ليلا ونهارا([3])، نعوذ بالله من الخذلان.

قال الإمام ابن خزيمة / في «التوحيد» (ص169): (فالمعطلة الجهمية: الذين؛ هم: شر من اليهود، والنصارى، والمجوس؛ كالأنعام، بل هم: أضل). اهـ

* وبعد أن بذر: «الجهمية» الأخباث، بذور الفتنة، والخلاف في توحيد الأسماء والصفات.

فاشتغل الناس بها بعدهم إلى يومنا هذا، اشتغالا عظيما، وكثر فيها الكلام، والجدال.

* ثم تلقف هذه البدعة في هذا الزمان، ممن يدعي السنة، وهو: «ربيع المدخلي»، وهو لا يشعر، فورث([4]) عن: «الجهمية»، بدعة القول: «أن الله استولى على العرش!»، و«أن الله سيطر على العرش!»، و«أن الله قهر العرش ([5])، وأضل في هذه البدعة الشنيعة: أتباعه في عدد من البلدان. ([6])

قلت: واعلم أن من أعظم أسباب من ضل في أبواب الاعتقاد من أهل الكلام، وغيرهم، ممن ينتسب إلى السنة: هو إعراضهم عن طريقة السلف الصالح في الاستدلال، وفهمها.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتوى الحموية الكبرى» (ص216): (إن الضلال، والتهوك، إنما استولى على كثير من المتأخرين: بنبذهم كتاب الله تعالى وراء ظهورهم، وإعراضهم، عما بعث الله تعالى به محمدا r، من البينات والهدى، وتركهم البحث عن طريقة السابقين والتابعين، والتماسهم علم معرفة الله تعالى، ممن لم يعرف الله تعالى!). اهـ

* والمتأمل فيما يستدل به: «ربيع بن هادي المدخلي»، في تأويله لنصوص: الكتاب، والسنة، والآثار، بمثل: الغريق الذي يتعلق بخيوط القمر، حتى يحصل له الأمر أنه يتعلق بكل عود ضعيف في تقريره: لاعتقاده الباطل([7])، حتى أنه لا يستحي أن يكذب على أئمة الحديث، فينسب إليهم الكذب بالاعتقاد الباطل، بمثل: اعتقاد «الجهمية»، و«المعتزلة»، و«الأشاعرة»، وغيرهم. ([8])

قلت: لذلك يجب التحذير من فتنة: «ربيع المدخلي»، ليعرف باطلة، فيجتنب.

قال العلامة الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ / في «عيون الرسائل» (ج2 ص591): (فإن الرجل إذا خيف أن يفتتن به الجهال، ومن لا تمييز عندهم، في نقد أقاويل الرجال.

* فحينئذ يتعين الإعلان بالإنكار، والدعوة إلى الله تعالى في السر والجهار، ليعرف الباطل فيجتنب، وتهجر مواقع التهم والريب.

* ولو طالعت كتب الجرح والتعديل، وما قاله أئمة التحقيق والتأصيل، فيمن اتهم بشيء يقدح فيه، أو تحط من رتبة ما يحدث به ويرويه، لرأيت من ذلك عجبا).اهـ

قلت: ولقد بنى قوله على زخم مهول، من التدليس، والتلبيس، في تحريف النصوص، والتناقض فيها، وهذه جادة مطروقة، لدى من تشربت نفوسهم بالهوى، والبدعة.

قلت: ومن عجيب أمر هذا المدعي، أنه كثير المناقضة لنفسه، يقع فيما ينهى الآخرين عنه، ويتصف بما يذم الآخرين بتلبسه. ([9])

أرى كــل إنســــان يرى عيب غيـره

 

 

ويعــــــــــمى عــــن العيب الــــذي هـو فيه

ولا خيــر فيمن لا يرى عيب نفسـه

 

 

ويعمـــــــى عـــــن العيب الـــــذي بأخيــــه

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «درء تعارض العقل والنقل» (ج10 ص307): (ونفاة الصفات: وإن كانوا لا يعتقدون أن ذلك متضمن لنفي الذات، لكنه: لازم لهم، لا محالة، لكنهم: متناقضون). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج16 ص567): (التعطيل: شر من الشرك، وكل معطل، فلا بد أن يكون مشركا). اهـ

وقال الإمام ابن القيم / في «الصواعق المرسلة» (ج4 ص1353): (كان مرض التعطيل، ومرض الشرك: أخوين متصاحبين، ولا ينفك، أحدهما: عن صاحبه.

* فإن المعطل: قد جعل آراء الرجال وعقولهم ندا، لكتاب الله تعالى، والمشرك: قد جعل ما يعبده من الأوثان ندا له). اهـ

قلت: فلا نريد التطويل بنقده في المقدمة، والكشف عن خوافيه، وإنما ذكرت الذي ذكرته؛ لأبين: «للمدخلي» ما يقطع تغريره واغتراره، ويرفع تبجحه وافتخاره، ويدرأ عناده واستكباره.

قلت: فيجب الحذر من الركون إلى كل أحد، والأخذ من كل كتاب، فإن أغلب التفاسير المنتشرة، المتداولة بين طلبة العلم، قد سلك أصحابها، مسلك أهل التأويل، والتفويض.

* وأصبح كثير من طلبة العلم، لا يميز بين من سلك طريقة أهل السنة، ومن خالفهم في الاعتقاد، فيحذره.

قال تعالى: ]فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض[ [الرعد: 17].

* سائلا ربي الأجل الأعلى سبحانه، أن يثبتني على هدي السلف الصالح، في فهم الكتاب والسنة والآثار.

* وأن يجعل أعمالي خالصة لوجهه الكريم، لا أبتغي فيها؛ إلا الانتصار لكتابه، ونصرة سنة نبيه r، ودعوة إلى منهج صحابة رسوله r، إنه سميع مجيب.

 

                                                                                        كتبه

أبو عبد الرحمن الأثري

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

    

ذكر الدليل على أن: «ربيع بن هادي المدخلي» يعتقد: أن الله تعالى: «قهر العرش» بعد أن خلق السموات والأرض، وذلك أثناء: تفسيره؛ لقوله تعالى: ]ثم استوى على العرش[ [يونس:3]، ففسر: «استوى» بالقهر، وهذا اعتقاد باطل، وهو بخلاف اعتقاد السلف، لأنه يلزم منه أن الله تعالى: «استولى» على «العرش»، بعد مغالبة من مضاد له، وقد نفى أيضا بعبارته هذه: «قهر العرش» علو الله تعالى على العرش، وهذا من اللوازم، فخالف ما ثبت في القرآن الكريم، والسنة النبوية، والآثار السلفية، والله تعالى: «علا على العرش»

 

* اعلم رحمك الله: أن ربيع بن هادي المدخلي، عهد إلى اعتقاد: «الجهمية» وزيادة، وأنه يعتقد: أن الله تعالى: «قهر العرش»، قبل أن يخلق السموات، والأرض، و«قهر العرش» بعد أن خلقها.

* وذلك أثناء شرحه: لقوله تعالى: ]إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه[ [يونس:3].

ولقوله تعالى: ]الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش[ [الرعد:2].

ولقوله تعالى: ]ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا[ [الفرقان:59].

ولقوله تعالى: ]الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش[ [السجدة:4].

قلت: فأول: «الاستواء»؛ بمعنى: «القهر!»، وهو؛ بمعنى: «استولى».

فقال ربيع بن هادي المدخلي في «شرح عقيدة السلف أصحاب الحديث» (ج2 ص75-المجموع، الطبعة الشرعية الوحيدة، طبعة: دار الإمام أحمد!): (من المعلوم بداهة: أن الله تعالى: «قهر العرش!»، قبل أن يخلق السموات، والأرض، و«قاهر للعرش»، ولجميع المخلوقات).اهـ

* فقوله: «قهر العرش»، فهذا مثل: قول من قال: «استوى على العرش»، لأنه يلزم من قوله: «قهر العرش» أن الله تعالى: «استولى على العرش» بعد غلبة، وقهره من ند له!.([10])

قلت: وهذا اعتقاد باطل، بخلاف اعتقاد السلف الصالح: الذين فسروا قوله تعالى: ]ثم استوى على العرش[ [يونس:3]، «علا على العرش»([11])

قال الحافظ البخاري / في «صحيحه» (ج13 ص403): (قال مجاهد /: «استوى»: علا على العرش).

* وقول: ربيع هذا، هو بعينه، قول: «المعتزلة»، و«الحرورية»، و«الجهمية» الذين قالوا: «استوى»، يعني: «استولى»، و«قهر»، و«ملك».([12])

قال الإمام ابن بطة / في «الرد على الجهمية» (ج3 ص317): (فالجهمي الملعون: إنما أتى من جهلة باللسان العربي، ومن تعاشيه عن الجادة الواضحة، وطلبه المتشابه، وثنيات الطرق ابتغاء الفتنة: ]ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون[ [النحل: 25]). اهـ

* وقد بين الإمام ابن القيم / في «تهذيب السنن» (ج7 ص115)، أن هذا القول: «قهر»، هو قول: «الحرورية»، و«الجهمية»، و«المعتزلة».([13])

وقال الإمام ابن القيم /: (أن الاستيلاء: الذي فسروا به: «الاستواء»، إما أن يراد به: «الخلق»، أو «القهر»، أو «الغلبة»، أو «الملك»، أو «القدرة» عليه، ولا يصح أن يكون شيء منها مرادا) ([14]). اهـ

ثم ذكر الإمام ابن القيم / في «تهذيب السنن» (ج7 ص102 و103 و104 و105)، قول من فسر: «الاستواء» بـ«الاستيلاء»، وبين فساده، وأنه قول: «الجهمية»، و«الحرورية»، و«المعتزلة».

* وقد بين أيضا الإمام أبو الحسن على الأشعري /، أن: «المعتزلة»، و«الجهمية»، و«الحرورية»، هم: الذين فسروا: «الاستواء»، بـ«الاستيلاء»، و«الملك»، و«القهر».

فقال الإمام أبو الحسن الأشعري / في «الإبانة عن أصول الديانة» (ص144): (وقد قال قائلون: من «المعتزلة»، و«الجهمية»، و«الحرورية»: إن معنى: قول الله تعالى: ]الرحمن على العرش استوى[ [طه:5]؛ أنه: «استولى»، و«ملك»، و«قهر»، وأن الله تعالى في كل مكان، وجحدوا: أن يكون الله تعالى: «مستو على عرشه»). اهـ

* والعبادة الصحيحة، أن يقال: والله القاهر، القهار، فقهر خلقه، بقدرته، وسلطانه، فصرفهم على ما أراد طوعا، أو كرها. ([15])

قال تعالى: ]وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير[ [الأنعام:18].

وقال تعالى: ]وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة[ [الأنعام:61].

وقال تعالى: ]قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار[ [الرعد:16].

وقال تعالى: ]لمن الملك اليوم لله الواحد القهار[ [غافر:16].

قال الإمام ابن القيم / في «النونية» (ج2 ص232):           

وكـــــذلك القهـــــــار من أوصـافه

 

 

فالخلــــق مقهـــورون بالسلطــــان

لو لم يكــــن حيا عـــــزيزا قــــــادرا

 

 

ما كـــــان من قهــــــر ولا سلطـــان

* ولا يجوز أن يقال: «قهر العرش»، فهذا صرف عن ظاهر النص.

قلت: والسلف، والأئمة: متفقون على أن النصوص يجب أن تبقى على ظاهرها.

قال الإمام أبو عثمان الصابوني / في «عقيدة السلف أصحاب الحديث» (ص176): (ويطلقون ما أطلقه تعالى من: «استوائه على العرش»، ويمرونه على ظاهره). اهـ

وقال الإمام ابن القيم /: (أن أئمة السنة: متفقون على أن تفسير: «الاستواء»، بـ«الاستيلاء»، إنما هو: متلقى عن: «الجهمية»، و«المعتزلة»، و«الخوارج»)([16]).اهـ

وقال الإمام أبو الحسن الأشعري / في «مقالات الإسلاميين» (ج1 ص285): (وقالت المعتزلة: إن الله «استوى» على عرشه، بمعنى: «استولى»). اهـ

وقال الإمام ابن القيم /: (وقد علم أن هؤلاء: يحرفون الكلم، ويفسرون القرآن بآرائهم، فلا يجوز العدول عن تفسير الصحابة، والتابعين إلى تفسيرهم) ([17]). اهـ

وقال الإمام ابن القيم /: (فالصحابة y: كلهم متفقون؛ لا يختلفون في ذلك المعنى، ولا التابعون، وأئمة الإسلام، ولم يقل أحد منهم: إنه معنى: «استولى»، وإنه مجاز) ([18]).اهـ

والقهر: الغلبة، يقال: قهره، قهرا: غلبه.

والقهر: الغلبة، والأخذ من فوق. ([19])

قال ابن فارس اللغوي / في «مقاييس اللغة» (ج5 ص35): (القاف، والهاء، والراء، كلمة صحيحة، تدل على غلبة، وعلو، يقال: قهره، يقهره، قهرا، والقاهر: الغالب). اهـ

قلت: وقد ألزم السلف: «الجهمية» بأن قولهم: «استوى»، يعني: «استولى»، فيلزم منه، أن الله تعالى: «ملك العرش» من غلبة مع إله آخر، وهذا باطل بلا شك. ([20])

* وبين الإمام ابن القيم / في «مختصر الصواعق المرسلة» (ج3 ص920)؛ أن: «الجهمية» تعتقد أن: «الإستواء»، بمعنى: «القهر».

قال الإمام ابن القيم / : (أنه إذا فسر: «الإستواء»؛ بـ«الغلبة»، و«القهر»، عاد معنى: هذه الآيات كلها إلى أن الله تعالى، أعلم عباده، بانه خلق السموات، والأرض، ثم غلب: «العرش» بعد ذلك، و«قهره»، وحكم عليه، أفلا يستحي([21]) من لله في قلبه وقار؛ لكلامه أن ينسب ذلك إليه تعالى!) ([22]). اهـ

وقال الإمام ابن القيم /: (أنه لو كان: «الاستواء»؛ بمعنى: «الملك»، و«القهر» لجاز، أن يقال: «استوى» على ابن آدم، وعلى الجبل، وعلى الشمس، والقمر، وعلى البحر، والشجر، والدواب، وهذا لا يطلقه مسلم) ([23]). اهـ

وقال الإمام ابن القيم /: (أن ظاهر: «الاستواء»، وحقيقته: هو «العلو، والارتفاع»، كما نص عليه جميع: أهل اللغة، وأهل التفسير المقبول) ([24]).اهـ

قلت: «فربيع المدخلي»، بقوله: «قهر العرش»([25])، أفسد المعنى: الصحيح في لغة العرب، وهو: «العلو» على العرش.

قال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في «شرح العقيدة الواسطية» (ص76): (وفيها الرد على من أول: «الاستواء» بأنه: «الاستيلاء»، و«القهر»، وفسر: العرش بأنه: «الملك»، فقال: «استوى على العرش»، معناه: «استولى على الملك»، وقهر: غيره، وهذا باطل). اهـ

وقال الإمام ابن القيم /: (معنى: «الاستواء»، وحقيقته، كنقل لفظه بل أبلغ، فإن الأمة كلها تعلم بالضرورة؛ أن رسول الله r: أخبر عن ربه تعالى؛ بأنه: «استوى على عرشه» من يحفظ القرآن منهم، ومن لا يحفظه) ([26]). اهـ

وقال الإمام ابن القيم /: (أن الله تعالى: ذم المحرفين للكلم، والتحريف نوعان:

1) تحريف اللفظ، 2) وتحريف المعنى.    

* فتحريف اللفظ: العدول به عن جهته إلى غيرها، إما بزيادة، وإما بنقصان، وإما بتغيير حركة إعرابية، وإما غير إعرابية، فهذه أربعة أنواع، وقد سلكها: «الجهمية»، و«الرافضة».

* وأما تحريف المعنى: فهذا الذي جالوا فيه، وصالوا، وتوسعوا، وسموه تأويلا، وهو اصطلاح فاسد حادث، لم يعهد به استعمال في اللغة) ([27]). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج5 ص147): (فأهل اللغة قالوا: لا يكون، «استوى»، بمعنى: «استولى»، إلا فيما كان منازعا، مغالبا، فإذا غلب أحدهما: صاحبه، قيل: «استولى»، والله تعالى: لم ينازعه أحد في العرش). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج5 ص146): (روي عن جماعة من أهل اللغة، أنهم قالوا: لا يجوز: «استوى»، بمعنى: «استولى»، إلا في حق من كان عاجزا ثم ظهر، والله سبحانه لا يعجزه شيء، والعرش: لا يغالبه في حال، فامتنع أن يكون بمعنى: «استولى»). اهـ

قال أبو سليمان داود بن علي بن خلف الأصبهاني: «كنا عند ابن الأعرابي، فأتاه رجل، فقال له: ما معنى قوله تعالى: ]الرحمن على العرش استوى[ [طه:5]، فقال له ابن الأعرابي: هو على عرشه كما أخبر، فقال: يا أبا عبدالله أما معناه استولى؟، فقال له ابن الأعرابي: ما يدريك؟، العرب لا تقول: استولى على الشيء حتى يكون له مضاد، وأيهما غلب فقد استولى». وفي رواية: «والله تعالى لا مضاد له، وهو على عرشه كما أخبر». وفي رواية: «الاستيلاء بعد المغالبة».

أثر صحيح

أخرجه أبوطاهر الأصبهاني في «المشيخة البغدادية» (ج1 ص426)، واللالكائي في «الاعتقاد» (ج3 ص399)، والبيهقي في «الأسماء والصفات» (879)، وابن مهدي في «تأويل الآيات المشكلة» (ق/133/ط)، والخطيب في «تاريخ بغداد» (ج5 ص283)، وابن قدامة في «إثبات صفة العلو» (105)، والذهبي في «الأربعين في صفات رب العالمين» (ص38)، وفي «العلو» (ج2 ص1132) من طريق أبي عبدالله إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي النحوي، المعروف بنفطويه- وهو في كتابه: «الرد على الجهمية» (ج2 ص289) - العرش للذهبي) نا أبو سليمان داود بن علي بن خلف الأصبهاني به.

قلت: وهذا سنده صحيح وقد صححه الشيخ الألباني في «مختصر العلو» (ص196).

وذكره ابن تيمية في «بيان تلبيس الجهمية» (ج2 ص336)، وابن منظور في «لسان العرب» (ج14 ص414)، والذهبي في «العرش» (ج2 ص289)، والسيوطي في «الاعتقاد» (ج2 ص6)، وابن القيم في «اجتماع الجيوش الإسلامية» (ص265)، وابن حجر في «فتح الباري» (ج13 ص406).

* وهذا رد على أهل التحريف الذين يزعمون أن معنى: ]استوى[؛ أي: «استولى عليه»!.

قلت: وتفسيرهم هذا مخالف، لتفسير السلف الصالح الذي أجمعوا على أن معنى: «استوى على العرش»؛ أي: «علا على العرش».

* وقولهم هذا: «استولى»؛ يلزم منه أن هناك إله آخر مع الله تعالى، ثم غلبه الله تعالى واستولى عليه!، لأن كلمة «استولى» لا تكون إلا بعد مغالبة من آخر، وهذا باطل لأن الله تعالى لا يغلبه أحد، ولم يكن معه أحد حتى يغلبه، ويستولي على العرش([28])!، اللهم غفرا.

وإليك الدليل:

1) قال تعالى: ]الرحمن على العرش استوى[ [طه:5]؛ أي: علا على العرش.

2) وقال تعالى: ]ثم استوى على العرش[ [الأعراف:54].

3) وقال تعالى: ]ثم استوى على العرش[ [يونس:3].

4) وقال تعالى: ]ثم استوى على العرش[ [الرعد:2].

5) وقال تعالى: ]ثم استوى على العرش ج الرحمن[ [الفرقان:59].

6) وقال تعالى: ]ثم استوى على العرش[ [السجدة:4].

7) وقال تعالى: ]ثم استوى على العرش[ [الحديد:4].

قلت: فذكر الله استواءه على عرشه في سبعة مواضع من كتابه العزيز، والله المستعان.

قال العلامة الشيخ ابن باز / في «الفتاوى» (ج3 ص27): (نقول: «استوى على العرش»؛ استواء يليق بجلاله وعظمته.

* ليس كما تقول: «الجهمية»: «استولى»؛ فإنه ليس في موقف المغالب، جل وعلا؛ فلا أحد يغالبه). اهـ

وقال الإمام ابن القيم / في «تهذيب السنن» (ج7 ص108): (فدل ما تلوناه من هذه الآية: على أن الله تعالى في السماء: «مستو على العرش»). اهـ

* وقد أقر ربيع بن هادي المدخلي، بأن هذا التفسير من الضلالة، لم يقل به أحد من السلف، والخلف من أهل السنة، فقال في «شرح عقيدة السلف أصحاب الحديث» (ج2 ص77-الطبعة: الشرعية الوحيدة، طبعة: دار الإمام أحمد!): (وأنكر هذا التفسير ابن الأعرابي، وغيره من أئمة اللغة، كما أنكر ذلك الفقهاء، وأئمة الإسلام.

* ومما رد به السلف على هذا التفسير الضال: أن «الاستواء»، بهذا المعنى: لا يوجد في لغة العرب، ولا في كلام الصحابة، والتابعين) ([29]).اهـ

قلت: و«القهر»؛ بمعنى: «الغلبة»، و«الأخذ»، وهذا معنى: «استولى» في قول: «الجهمية»، أي: غلب، وأخذ العرش.

قال الإمام الطبري / في «جامع البيان» (ج7 ص103)؛ في «تفسير قوله تعالى»: ]وهو القاهر فوق عباده[ [الأنعام: 18]: (وإنما قال: ]فوق عباده[؛ لأنه وصف نفسه تعالى بقهره إياهم، ومن صفة كل قاهر شيئا: أن يكون مستعليا عليه، فمعنى الكلام إذن: والله الغالب عباده).اهـ

قلت: فذكر: «القهر»، بمعنى: «الغلبة»، وهذا بمثل: «الاستيلاء»!، عند: «الجهمية»، بمعنى: «الغلبة».

* والله تعالى هو الغالب، والقاهر لوحده عباده.

قلت: وبهذا يتبين التلازم بين قول: «ربيع المدخلي»، وبين قول: «جهم بن صفوان»، فإن «ربيعا» يقول: «قهر العرش»، وإن «جهما» يقول: «استولى على العرش»، وكلاهما: بمعنى: واحد في الاعتقاد الفاسد.

* فهذا خبط، وخلط في الدين، ولا يجوز الخلط، والخبط في الدين.

* وقد أقر: «ربيع بن هادي المدخلي»: أن «الجهمية» تقول في معنى: «استوى»، أنه: «الاستيلاء»، و«القهر»!.

فقال ربيع بن هادي المدخلي في «شرح عقيدة السلف أصحاب الحديث» (ج2 ص75-المجموع، الطبعة الشرعية الوحيدة، طبعة: دار الإمام أحمد!): (والجهمية يقولون: (استوى على العرش)؛ أي: «استولى على العرش»؛ يعني: هذا حصل بعد خلق السموات، والأرض، إنما هو: «الاستيلاء»، و«القهر»([30])!).اهـ

* والشاهد: «الاستيلاء، والقهر».

قلت: فهذا الرجل يذكر أن: «الجهمية» تقول: أن معنى: «استوى على العرش»؛ «استولى على العرش»، كما تقول أيضا، أن معنى: «استوى على العرش»؛ أي: «قهر العرش»، فوقع في الفخ، ولا بد.

قلت: فتفسير «الاستواء»، بـ«القهر»([31])، لم يعرف؛ إلا عن طريق: «الجعد بن درهم»، وورثه عن: «الجهم بن صفوان»، وأتباعه، و«بشر المريسي»، وأتباعه، و«ابن أبي دؤاد»، وأتباعه، وهذا التفسير قام على أصول فاسدة خبيثة. ([32])

قال الإمام ابن عبد البر / في «التمهيد» (ج7 ص131): (وأما ادعاؤهم: المجاز في «الاستواء»، وقولهم في تأويل: «استوى»: «استولى»، فلا معنى: له؛ لأنه غير ظاهر في اللغة، ومعنى: «الاستيلاء» في اللغة المغالبة، والله لا يغالبه أحد، ولا يعلوه أحد، وهو: الواحد الصمد). اهـ

وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «شرح القواعد المثلى» (ص191): (أما؛ إجماع الصحابة رضي الله عنهم: فلأنه لم يرد عن أحد منهم: حرف واحد، يقول: إن الله تعالى: «استوى على عرشه»؛ يعني: «استولى عليه»). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «التسعينية» (ج2 ص548): (ولكن الذين في قلوبهم زيغ من أهل الأهواء: لا يفهمون من كلام الله تعالى، وكلام رسوله r، وكلام السابقين الأولين، والتابعين لهم بإحسان: في باب صفات الله تعالى، إلا المعاني التي تليق بالخلق، لا بالخالق.

* ثم يريدون تحريف الكلم عن مواضعه في كلام الله تعالى، وكلام رسوله r إذا وجدوا ذلك فيهما، وإن وجدوه في كلام التابعين للسلف افتروا الكذب عليهم، ونقلوا عنهم بحسب الفهم الباطل الذي فهموه، أو زادوا عليهم في الألفاظ، أو غيرها قدرا، ووصفا، كما نسمع من ألسنتهم، ونرى في كتبهم). اهـ

قلت: والله تعالى لا مضاد له في خلقه، فهو سبحانه لما خلق العرش: «استوى عليه، وعلا»، ولم يقهره، وقد أجمع الصحابة، والتابعون، ومن تبعهم بأن الله تعالى: «علا على العرش»، ولم يقل أحد منهم، بأن الله تعالى لما خلق العرش: «قهر العرش»، واستولى عليه، فإن هذا الاعتقاد من أبطل الباطل في الدين، بل هو الضلال المبين.

* فمعناه: أن العرش لم يكن في قدرة الله تعالى وحده، بل في قدرة إله آخر، فغلبه بعد أن حصلت له القدرة، فقهره بالغلبة، وهذا القول عين قول: «الجهم بن صفوان»، وأتباعه: «الجهمية».

قلت: وليس «للجهمية»، أي: دليل من القرآن، أو السنة، أو اللغة، على صحة قولهم هذا.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج5 ص122): (وجميع أهل البدع: قد يتمسكون بنصوص؛ كـ«الخوارج»، و«الشيعة»، و«القدرية»، و«المرجئة»، وغيرهم؛ إلا «الجهمية»؛ فإنهم ليس معهم عن الأنبياء: كلمة واحدة توافق ما يقولونه من النفي). اهـ

وقد رد الإمام أبو الحسن على الأشعري / في كتابه: «الإبانة عن أصول الديانة» (ص144)؛ على الجهمية، وغيرهم: بقولهم: «الاستيلاء»، وأنه يلزم من هذا المعنى: أن الله تعالى: «مستو» على المخلوقات كلها، وأن هذا خلاف الدين، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا.

ثم قال الإمام أبو الحسن الأشعري / في «الإبانة عن أصول الديانة» (ص145): (ومما يؤيد أن الله تعالى: «مستو على عرشه»، دون الأشياء كلها، ما نقله: أهل الرواية عن رسول الله r). اهـ

* ثم نقل الأدلة في استواء الله تعالى على العرش: من الكتاب والسنة، ثم قال أبو الحسن الأشعري / في «الإبانة عن أصول الديانة» (ص149): (فكل ذلك يدل على أنه تعالى: منفرد بوحدانيته، «مستو على عرشه»، استواء منزها عن الحلول، والاتحاد). اهـ

قلت: فتأويل، لفظ: «استوى»، بلفظ: «استولى»، غير جائز في لغة العرب.

وكذلك: تأويل، لفظ: «استوى»، بلفظ: «قهر»، غير جائز في لغة العرب. ([33])

قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج5 ص144): (إن هذا التفسير لم يفسره أحد من السلف: من سائر المسلمين، من الصحابة، والتابعين، فإنه لم يفسره أحد في الكتب الصحيحة عنهم، بل أول من قال ذلك: بعض «الجهمية»، و«المعتزلة»). اهـ

* وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج5 ص145)؛ بأن «القهر»، هو عام في قهر المخلوقات، ليس: «قهر العرش».

* بل قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج5 ص145): (إذ هو: «مستو على العرش»، فلما اتفق المسلمون على أنه يقال: «استوى على العرش»، ولا يقال: «استوى» على هذه الأشياء([34])، مع أنه يقال: «استولى على العرش والأشياء»([35])، علم أن معنى: «استوى» خاص بالعرش، ليس عاما، كعموم الأشياء).اهـ

* فشيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج5 ص145)؛ قال: يقال استولى على العرش، والأشياء: على سبيل العموم في المخلوقات، وهو يرد بذلك على «الجهمية»، و«المعتزلة»، ثم ذكر أنه لا يقال: «استولى على العرش»، بل يقال: «استوى على العرش»، لأن: «استوى»، هذا خاص «بالعرش»، فتنبه.

* فلم يقل، أن معنى: «الاستواء» بمعنى: «الاستيلاء»، أو، بمعنى: «القهر».

* وكذلك: لم يقل: أن الله تعالى: «مستو» على البحار، والجبال، والأرض، و«مستو» على المخلوقات، و«مستو» على الأشياء، لم يقل ذلك، أو «مستو» عليها، كما زعم: «ربيع المدخلي»([36])

* ثم أوضح شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج5 ص146)، أنه لا يقال: للعرش الاستيلاء الخاص([37])، بقوله: (فامتنع أن يكون: «الاستيلاء» العام، هذا: «الاستيلاء» الخاص بزمان، كما كان مختصا بالعرش، أنه لم يثبت أن لفظ: «استوى» في اللغة؛ بمعنى: «استولى»... أنه روي عن جماعة من أهل اللغة، أنهم قالوا: لا يجوز: «استوى»، بمعنى: «استولى»، إلا في حق من كان عاجزا ثم ظهر، والله سبحانه لا يعجزه شيء). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن يتيمة / في «الفتاوى» (ج5 ص146): (والله سبحانه لا يعجزه شيء، والعرش لا يغالبه في حال، فامتنع أن يكون: بمعنى: «استولى»). اهـ

وقال العلامة الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ / في «عيون المسائل» (ج1 ص372): (فيمن آمن بلفظ: «الاستواء» الوارد في كتاب الله تعالى؛ لكن نازع في المعنى، وزعم أنه: «الاستيلاء» فهو جهمي، معطل، ضال، مخالف لنصوص الكتاب، والسنة، وإجماع سلف الأمة.

* وهذا القول: هو المعروف عند السلف عن: «جهم بن صفوان»، وشيعته: «الجهمية»، فإنهم لم يصرحوا برد لفظ القرآن: كالاستواء، وغيره من الصفات، وإنما خالفوا السلف في المعنى المراد). اهـ

وقال الحافظ ابن رجب / في «فتح الباري» (ج7 ص230): (كان السلف ينسبون تأويل هذه للآيات، والأحاديث الصحيحة إلى: «الجهمية»).اهـ

وقال الإمام ابن قدامة / في «ذم التأويل» (ص78): (وأما الإجماع؛ فإن الصحابة y: أجمعوا على ترك التأويل بما ذكرنا عنهم، وكذلك: أهل كل عصر بعدهم، ولم ينقل التأويل؛ إلا عن مبتدع، أو منسوب إلى بدعة). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «درء تعارض العقل والنقل» (ج2 ص95): (وهم يثبتون الصفات؛ لا يقولون بتأويل: «الجهمية» النفاة: التي هي صرف النصوص عن مقتضاها، ومدلولها، ومعناها). اهـ

قلت: «فربيع المدخلي» هذا: ضل في لغة العرب، كما ضل في عقيدته، ولا بد!.

بقوله: «استوى»، يعني: «استولى على العرش»، و«قهر العرش»، فهو وافق: «المعتزلة»، و«الجهمية»، و«الحرورية»، لأنهم: هم الذين يقولون بهذه التحريفات الباطلة، والتأويلات الفاسدة.

قال الإمام ابن القيم / في «تهذيب السنن» (ج7 ص115): (وقد قال قائلون: من «المعتزلة»، و«الجهمية»، و«الحرورية»: إن معنى: قوله تعالى: ]الرحمن على العرش استوى[ [طه:5]، أنه: «استولى»، و«ملك»، و«قهر»، وأن الله تعالى في كل مكان، وجحدوا: أن يكون الله تعالى: «على عرشه»).اهـ

قلت: فوافق: «ربيع المدخلي» المبتدعة في تحريفاته الفاسدة([38])، ولا بد.

قلت: إذا فهؤلاء المعطلة، يؤولون؛ معنى: «الاستواء» في قوله تعالى: ]الرحمن على العرش استوى[ [طه:5]، على: «الاستيلاء»، و«القهر»، و«الغلبة».

* وهذا القول: ذهب إليه كثير من: «الجهمية»، و«المعتزلة»، و«الحرورية»، وكثير من متأخري: «الأشاعرة»، وغيرهم.([39])

* إن الله تعالى هو الواحد القهار، ولم يرد اسم الله تعالى: «القهار» في القرآن؛ إلا مقرونا باسم: «الواحد»؛ لنفي الند، والمثيل، لأن «القهار» لا يكون؛ إلا واحدا، لا كفء له، ولا سمي، ولا ند، ولا مثيل له.

* كما اقترن باسم: «الواحد»؛ للدلالة على أن الله تعالى: هو وحده المستحق للعبادة، والألوهية.

* وبهذا يتبين فساد تفسير، قوله تعالى: «استوى»، «قهر».

قلت: ولم يرد في القرآن: «القهار»، إلا مسبوقا، بـ«الواحد»، فلم يكن معه إله عندما: «استوى على العرش» في إلزام: «ربيع المدخلي»، ولم يقل الله تعالى أنه: «قهر عرشه»، بل قال تعالى: ]ثم استوى على العرش[ [الرعد:2]، وفي: «القهر» قال هو: «القاهر فوق عباده».

فقال تعالى: ]وهو القاهر فوق عباده[ [الأنعام: 18].

وقال تعالى: ]وهو الواحد القهار[ [الرعد: 16].

وقال تعالى: ]أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار[ [يونس: 39].

وقال تعالى: ]وبرزوا لله الواحد القهار[ [إبراهيم: 48].

وقال تعالى: ]وما من إله إلا الله الواحد القهار[ [ص: 65].

وقال تعالى: ]هو الله الواحد القهار[ [الزمر: 4].

وقال تعالى: ]لمن الملك اليوم لله الواحد القهار[ [غافر: 16].

 

ﭑ ﭑ ﭑ

 

    

ذكر الدليل

 على أن ربيع بن المدخلي، يستدل على تأويلاته الباطلة بالكذب على شيخ الإسلام ابن تيمية، والإمام ابن القيم، مما لا يصح عنهما من التأويل بـ«الاستواء» بمعنى: «الاستيلاء» على العرش، و«الاستيلاء» على السماوات، والأرضين، «الاستيلاء» على جميع المخلوقات، بل نسب هذا الاعتقاد الفاسد إلى غيرهما من الأئمة، وهذا من الكذب على الأئمة، بل كذب عليهما: أنهما يقولان: أن الله تعالى مستو على المخلوقات، وأنه قلدهما، وغيرهما من الأئمة في هذا الاعتقاد، وهذا من الكذب على الأئمة

 

* والمتأمل فيما يستدل به: «ربيع بن هادي المدخلي»، في تأويله لنصوص: الكتاب، والسنة، والآثار، بمثل: الغريق الذي يتعلق بخيوط القمر، حتى يحصل به الأمر أنه يتعلق بكل عود ضعيف في تقريره: لاعتقاده الباطل، حتى أنه لا يستحي أن يكذب على أئمة الحديث، فينسب إليهم الكذب بالاعتقاد الباطل، بمثل: اعتقاد «الجهمية»، و«المعتزلة»، و«الأشاعرة»، وغيرهم.

* فنسب إلى شيخ الإسلام ابن تيمية /، والإمام ابن القيم /، وغيرهما من الأئمة: أنهم يقولون: «أن الله تعالى قهر العرش»، و«أن الله تعالى استوى على المخلوقات»، و«أن الله تعالى استولى على العرش»، و«أن الله تعالى استولى على السماوات، وعلى الأرضين، وعلى البشر، وعلى الجمادات، وعلى الحيوان، وجميع المخلوقات»، و«أن الله تعالى استولى على المخلوقات كلها»، و«أما الاستيلاء: فهو عام لكل المخلوقات، وقد فسرنا نظير هذه الآية فيما سلف».

قلت: هكذا يفتري: «ربيع المدخلي» على أئمة السلف: أنهم يقولون، بهذا الاعتقادات الباطلة، وينسبها إليهم، وزعم أنه قلدهم في ذلك، وأخطأ بتقليده هذا!.

فقال ربيع بن هادي المدخلي في «شرح عقيدة السلف، أصحاب الحديث» (ص73-طبعة: مجالس الهدى): (ومن المعلوم بداهة: أن الله تعالى: «قهر العرش» قبل أن يخلق السماوات، والأرض، و«قاهر للعرش»، ولجميع المخلوقات، و«مستول عليها»). اهـ

وقال ربيع بن هادي المدخلي في «شرح عقيدة السلف، أصحاب الحديث» (ص74-طبعة: مجالس الهدى): (ففرق بين: الاستواء، والاستيلاء؛ إذ الاستيلاء: هو السيطرة، والهيمنة، والسيادة: على جميع المخلوقات، لا يخرج عن ذلك أحد.

* فالله تعالى: «مستول عليها جميعا»، «استولى على السماوات، وعلى الأرضين، وعلى البشر، وعلى الجمادات، وعلى الحيوانات، وعلى جميع المخلوقات»، هو مسيطر عليها؛ يسخرها، وقادر عليها).اهـ

وقال ربيع بن هادي المدخلي في «شرح عقيدة السلف، أصحاب الحديث» (ص77-طبعة: مجالس الهدى): (استولى على المخلوقات: كلها، هذا أمر جائز، وهو حق، وهو واقع).اهـ

وقال ربيع بن هادي المدخلي في «شرح عقيدة السلف، أصحاب الحديث» (ص79-طبعة: مجالس الهدى): (وأما الاستيلاء: فهو عام لكل المخلوقات، وقد فسرنا نظير هذه الآية، فيما سبق).اهـ

قلت: فقوله: (وقد فسرنا نظير هذه الآية)؛ يقصد: قوله تعالى: ]الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش[ [السجدة:4].

قلت: فهو يفسر: الاستواء، بالاستيلاء على الخلق، والعرش.

* ثم يزعم: «ربيع بن هادي المدخلي»، أنه تراجع عن كل هذه الاعتقادات الباطلة، وعن كل هذه التأويلات الفاسدة، لأنه يزعم أنه قلد أئمة أهل الحديث فيها، فنسب اعتقادات: «الجهمية» هذه إلى الأئمة؛ منهم: شيخ الإسلام ابن تيمية، والإمام ابن القيم، وغيرهما.

* ثم إن: «ربيعا المدخلي»، تراجع بزعمه عن لفظ: «استولى»، لأنه يقول: محتملة، هكذا.

وأما عن لفظ: «قهر العرش»، و«سيطر عليه»، فلم يتراجع عن ذلك، ولا يخفى أن لفظ: «القهر»، و«السيطرة»، فهذا الذي قال: «ربيع المدخلي»، صريح أنه من اعتقاد: «الجهمية» أيضا، وهو، بمعنى: أيضا: «استولى»، ففسر الماء بعد الجهد بالماء!. ([40])

* فنسب إلى: شيخ الإسلام ابن تيمية، وإلى الإمام ابن القيم، وغيرهما من الأئمة، بأنهم يقولون: بأن «الاستواء»، أنه: «الاستيلاء»، وغيره مما ذكره، فنسب إليهم مالم يقولوه من الاعتقادات الباطلة.

فقال ربيع بن هادي المدخلي في «شرح عقيدة السلف، أصحاب الحديث» (ص2-الطبعة: الشرعية الوحيدة، طبعة: دار الإمام أحمد!): (ملاحظة: القول بأن الله: «استولى» على الأكوان؛ بمعنى: «سيطر عليها»، و«قهرها»: ورد في «الشرح» (ص74 و77 و78 و79)، وغيرها، كنت قد قلتها في هذه المواضع، تقليدا، لشيخ الإسلام ابن تيمية، وللحافظ ابن القيم، وغيرهما.

* ثم ظهر: لي اجتناب التعبير، بهذا اللفظ، لأن: «الاستيلاء»: يتضمن؛ معنى: المضادة، والمغالبة، والله تعالى لا مغالب له، ولا ضد.

*فليبدل: هذا اللفظ، أعني: «الاستيلاء»؛ بغيره من الألفاظ السالمة من احتمال، فيقال الله تعالى: «قهر المخلوقات»: كلها، و«سيطر عليها»، لقدرته، وعزته).([41]) اهـ

قلت: وشيخ الإسلام ابن تيمية /، لم يقل بهذه الاعتقادات الباطلة التي نسبها: «ربيع المدخلي» له، بل كان /: ذكرها في أثناء رده على أهل الكلام: من «الجهمية»، و«المعتزلة»، فهو يرد عليهم في قولهم: أن: «استوى»، بمعنى: «استولى».

وإليك رده:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج5 ص144): (فصل: والمبطل لتأويل من تأول: «استوى»؛ بمعنى: «استولى»، وجوه:

أحدها: أن هذا التفسير، لم يفسره أحد من السلف من سائر المسلمين؛ من الصحابة والتابعين؛ فإنه لم يفسره أحد في الكتب الصحيحة عنهم، بل أول من قال ذلك: بعض: «الجهمية»، و«المعتزلة»؛ كما ذكره أبو الحسن الأشعري في كتاب: «المقالات»، وكتاب: «الإبانة».

الثاني: أن معنى هذه الكلمة مشهور؛ ولهذا لما؛ سئل ربيعة بن أبي عبد الرحمن، ومالك بن أنس، عن قوله تعالى: ]الرحمن على العرش استوى[ [طه: 5]، قالا: «الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة»([42])، ولا يريدان: «الاستواء» معلوم في اللغة دون الآية؛ لأن السؤال عن: «الاستواء» في الآية، كما يستوي الناس.

الثالث: أنه إذا كان معلوما في اللغة التي نزل بها القرآن، كان معلوما في القرآن.

الرابع: أنه لو لم يكن معنى: «الاستواء» في الآية معلوما، لم يحتج أن يقول: الكيف مجهول: لأن نفي العلم بالكيف لا ينفي إلا ما قد علم أصله، كما نقول إنا نقر بالله، ونؤمن به، ولا نعلم كيف هو.

الخامس: «الاستيلاء»، سواء كان؛ بمعنى: «القدرة»، أو «القهر»، أو نحو ذلك، هو عام في المخلوقات كالربوبية، والعرش، وإن كان أعظم المخلوقات، ونسبة الربوبية إليه لا تنفي نسبتها إلى غيره، كما في قوله تعالى: ]قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم[ [المؤمنون: 86]، وكما في دعاء الكرب؛ فلو كان: «استوى»؛ بمعنى: «استولى» - كما هو عام في الموجودات كلها - لجاز مع إضافته إلى العرش أن يقال: «استوى على السماء»، و«على الهوى»، و«البحار»، و«الأرض، وعليها، ودونها ونحوها»؛ إذ هو: «مستو على العرش»، فلما اتفق المسلمون على أنه يقال: «استوى على العرش»، ولا يقال: «استوى على هذه الأشياء» مع أنه يقال: «استولى على العرش والأشياء»، علم أن معنى: «استوى»، خاص: «بالعرش» ليس عاما؛ كعموم الأشياء.

السادس: أنه أخبر بخلق السموات، والأرض في ستة أيام، ثم: «استوى على العرش»، وأخبر أن عرشه كان على الماء قبل خلقها، وثبت ذلك في صحيح البخاري، عن عمران بن حصين t عن النبي r قال: «كان الله، ولا شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، ثم خلق السموات والأرض»، مع أن العرش كان مخلوقا قبل ذلك، فمعلوم أنه ما زال: «مستوليا» عليه، قبل وبعد، فامتنع أن يكون: «الاستيلاء العام»، هذا: «الاستيلاء الخاص» بزمان كما كان: مختصا بالعرش.

السابع: أنه لم يثبت أن لفظ: «استوى» في اللغة؛ بمعنى: «استولى»؛ إذ الذين قالوا ذلك: عمدتهم البيت المشهور:

ثم استــــوى بشــــر على العــــراق                    مــــــن غير سيف ودم مهــــــــــراق

* ولم يثبت نقل صحيح، أنه شعر عربي، وكان غير واحد من أئمة اللغة أنكروه، وقالوا: إنه بيت مصنوع، لا يعرف في اللغة، وقد علم أنه لو احتج بحديث رسول الله r لاحتاج إلى صحته، فكيف ببيت من الشعر لا يعرف إسناده؟!، وقد طعن فيه أئمة اللغة؛ وذكر عن: الخليل، كما ذكره: أبو المظفر، في كتابه «الإفصاح» قال: سئل: الخليل، هل وجدت في اللغة: «استوى»؛ بمعنى: «استولى»؟ فقال: هذا ما لا تعرفه العرب؛ ولا هو جائز في لغتها، وهو إمام في اللغة على ما عرف من حاله: فحينئذ حمله على ما لا يعرف حمل باطل.

الثامن: أنه روي عن جماعة من أهل اللغة أنهم قالوا: لا يجوز: «استوى»؛ بمعنى: «استولى» إلا في حق من كان عاجزا، ثم ظهر، والله سبحانه لا يعجزه شيء، والعرش لا يغالبه في حال، فامتنع أن يكون بمعنى: «استولى». فإذا تبين هذا، فقول الشاعر: «ثم استوى بشر على العراق»؛ لفظ مجازي: لا يجوز حمل الكلام عليه؛ إلا مع قرينة تدل على إرادته، واللفظ المشترك بطريق الأولى، ومعلوم أنه ليس في الخطاب قرينة، أنه أراد بالآية: «الاستيلاء».

* وأيضا؛ فأهل اللغة قالوا: لا يكون: «استوى»؛ بمعنى: «استولى» إلا فيما كان منازعا مغالبا، فإذا غلب: أحدهما؛ صاحبه قيل: «استولى»؛ والله لم ينازعه أحد في: «العرش»، فلو ثبت استعماله في هذا المعنى الأخص مع النزاع في إرادة المعنى الأعم لم يجب حمله عليه بمجرد قول بعض أهل اللغة مع تنازعهم فيه، وهؤلاء ادعوا أنه؛ بمعنى: «استولى» في اللغة مطلقا).اهـ

قلت: وكذلك الإمام ابن القيم /، ليس هذا كلامه الذي يدعيه: «ربيع المدخلي»، بل /، ذكره من قول: «الأشاعرة»، و«الجهمية»، و«المعتزلة»، في أثناء رده عليهم!. ([43])

وإليك الدليل:

وهذا قول أبي بكر ابن الطيب الأشعري في «رسالته الحيدة» (ج7 ص103-تهذيب السنن)، حيث قال: (وأن الله مستو على عرشه، ومستول على جميع خلقه([44])، كما قال تعالى: ]الرحمن على العرش استوى[ [طه: 5]). اهـ

قلت: فنسبة «ربيع بن هادي المدخلي»، هذه الاعتقادات الباطلة إلى الأئمة، فهي نسبة باطلة، وهذا طريق أهل البدع والأهواء، إذا استدلوا على تأويلهم بالباطل، مما لا تصح نسبته إليهم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «جامع المسائل» (ج4 ص205): (وكثير من هؤلاء: ينسب إلى أئمة المسلمين ما لم يقولوه، فينسبون إلى: «الشافعي»، و«أحمد بن حنبل»: من الاعتقادات ما لم يقولوه.

* ويقولون لمن اتبعهم: هذا اعتقاد: «الإمام الفلاني»، فإذا طولبوا: بالنقل الصحيح عن الأئمة تبين: كذبهم في ذلك.

ومنهم: من إذا طولب بتحقيق نقله يقول: هذا القول قاله العقلاء، و«الإمام الفلاني» لا يخالف العقلاء، ويكون أولئك العقلاء؛ طائفة: «من أهل الكلام»، الذين ذمهم الأئمة). اهـ

وقال الإمام ابن القيم([45])/ في «الصواعق المرسلة» (ج2 ص441): (أن يعزو المتأول: تأويله إلى «جليل القدر»، «نبيل الذكر» من العقلاء، أو من «آل بيت» النبوة، أو من: «حصل له من الأمة ثناء جميل»، و«لسان صدق»، ليحليه بذلك في قلوب: الأغمار، والجهال.

* فإن من شأن الناس تعظيم: كلام من يعظم قدره في نفوسهم، وأن يتلقوه بالقبول، والميل إليه.

* وكلما كان ذلك القائل أعظم في نفوسهم كان قبولهم، لكلامه أتم، حتى إنهم ليقدمون كلامه على كلام الله تعالى، ورسوله r، ويقولون: هو أعلم بالله منا). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج5 ص409): (ولكن بعض الخائضين بالتأويلات الفاسدة، يتشبث بألفاظ تنقل: عن بعض الأئمة، وتكون: إما غلطا، أو محرفة). اهـ

قلت: فمن يريد أن يعدل عن المحجة البيضاء، يحتج لمذهبه الباطل، بما لا تقوم به الحجة، والله المستعان.

* ثم ننقل للقارئ الكريم؛ باختصار: اعتقاد شيخ الإسلام ابن تيمية /، واعتقاد الإمام ابن القيم /، ليظهر كذب: «ربيع بن هادي المدخلي» عليهما.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «التسعينية» (ج2 ص545): (وأهل السنة، وسلف الأمة: متفقون على أن من تأول: «استوى»؛ بمعنى: «استولى»، أو بمعنى آخر: ينفي أن يكون الله تعالى فوق سماواته، فهو: جهمي، ضال). اهـ

قلت: وبين الإمام ابن القيم /، أن لفظ: «استوى»، بلفظ: «استولى» غير جائز في لغة العرب، فكيف يقول به يا: «ربيع»: ]إن هذا لشيء يراد[ [ص:6].

قال الإمام ابن القيم / في «تهذيب السنن» (ج7 ص104): (وأما أدعاؤهم: المجاز في «الاستواء»، وقولهم: «استوى»؛ بمعنى: «استولى»، فلا معنى له، لأنه غير ظاهر في اللغة.

* ومعنى: «الاستيلاء» في اللغة: «المغالبة»، والله تعالى لا يغلبه، ولا يعلوه أحد، وهو الواحد، الصمد). اهـ

وقال الإمام ابن القيم / في «تهذيب السنن» (ج7 ص104): (والاستواء: في اللغة، معلوم مفهوم، وهو: «العلو»، و«الارتفاع» على الشيء، و«الاستقرار»، و«التمكن» فيه).اهـ

قلت: فامتنع تأويل ذلك: «بمستول على الخلق»، فتأويله: «باستولى على الخلق»، ليس بصحيح.

* وإنما كان يصح، أن يقال: «قاهر الخلق»، وهذا اللفظ أبلغ في اللغة، لأنه ورد في الكتاب.

قلت: فتفطن لهذا الأمر، واجعله قاعدة، فيما يمتنع تأويله، بلفظ لم يرد، لا في الكتاب، ولا في السنة، ولا في الآثار، ولا في اللغة.

* فالرب تبارك وتعالى: قد «استوى على عرشه»، و«قاهر خلقه». ([46])

قلت: فيجب أن تحفظ حرمة، صفة: «الاستواء»، بإجرائها على ظاهرها، ويقال: «إن الله استوى على العرش»، ولا يقال: «استولى على خلقه»، بل يقال: «قاهر خلقه» وهو الواحد القهار.

* واستواء الله تعالى، خاص على العرش، وليس يقال: «إن الله مستول على خلقه»، لأنها كانت في قبضته من خلقها، وليست عند أحد غيره، ليقال: «استولى عليها».

قال العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز / في «الفتاوى» (ج3 ص27): (ولكن: «الاستواء» صفة خاصة: «بالعرش»، معناه: «العلو»، و«الارتفاع».

* فهو عال فوق خلقه، مرتفع فوق عرشه: «استواء» يليق به سبحانه، لا يشابه خلقه، في شيء من صفاته جل وعلا). اهـ

قال الإمام ابن القيم / في «طريق الهجرتين» (ص48): (إذا تحقق العبد: «علوه المطلق»، على كل شيء بذاته، وأنه ليس فوقه شيء ألبتة، وأنه: «قاهر فوق عباده»). اهـ

قلت: ولفظ: «استولى على الخلق»، لم يرد، عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان، وأئمة الحديث. ([47])

قال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (ج2 ص89): (فمن نفى: حقيقة «الاستواء»، فهو: معطل، ومن شبهه بـ«استواء» المخلوق على المخلوق، فهو: ممثل، ومن قال: «استواء»، ليس كمثله شيء، فهو: الموحد المنزه). اهـ

قلت: فيجب أن تحفظ حرمة صفة: «الاستواء»؛ بإجرائها على ظاهرها، واعتقاد أنها؛ صفة: «استواء» من ليس كمثله شيء.

قال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (ج2 ص90): (إن حفظ حرمة نصوص: «الأسماء والصفات»؛ بإجراء أخبارها على ظواهرها). اهـ

قلت: وكلمة: «تعالى»، صيغة: «الثناء»، وهي دالة على إثبات صفة: «العلو» لله تعالى.

قال الإمام ابن القيم / في «بدائع الفوائد» (ج2 ص159): (بناء: «تعالى»، الذي: هو دال على كمال العلو، ونهايته). اهـ

وقال الإمام ابن القيم / في «شفاء العليل» (ج2 ص510): (ومن كمال علوه: أن لا يكون فوقه شيء، بل يكون فوق كل شيء). اهـ

قلت: وصفة العلو تدل على علو الله تعالى المطلق.

وقال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (ج1 ص75): (إن استواءه على عرشه، من لوازم علوه). اهـ

قلت: وهذه من الدلائل الدالة على علو الله تعالى على خلقه.

فالعلو صفة كمال، وهي من لوازم ذات الرب تعالى، فلا يكون؛ إلا فوق المخلوقات كلها. ([48])

وقال الإمام ابن القيم / في «طريق الهجرتين» (ص54): (ظاهريته: فوقيته، وعلوه على كل شيء، ومعنى: الظهور، يقتضي العلو، وظاهر الشيء: هو ما علا منه، وأحاط بباطنه). اهـ

وقد ذكر الإمام ابن القيم / في «زاد المعاد» (ج2 ص462): وأن اسم الظاهر: دال على علو الرب تعالى على خلقه، وكونه فوق عباده، واستوائه على عرشه. ([49])

قال الإمام ابن القيم / في «شفاء العليل» (ج1 ص366): (الجبار: في صفة الرب، ترجع إلى ثلاثة معان: «الملك»، و«القهر»، و«العلو»). اهـ

* وقد ذكر الإمام ابن القيم / في «الصواعق المرسلة» (ج4 ص1279)؛ أن تقرير علو الله تعالى على العالم، وأنه فوق السماوات كلها، وأنه فوق عرشه، من طرق كثيرة.

* وقد ذكر الإمام ابن القيم / في «الروح» (ص291)؛ أدلة كثيرة: سمعية، وفطرية، وعقلية على مباينة الرب لخلقه، وعلوه على جميع مخلوقاته، واستوائه على عرشه. ([50])

قلت: فعلى: «ربيع المدخلي» المتأول أن يجيب عن ذلك كله... وهيهات، هيهات: له بجواب.

وقال الإمام ابن القيم / في «الصواعق المرسلة» (ج1 ص367): (إن القرآن: بل الكتب المنزلة، مملوءة بذكر الفوقية، وعلو الله تعالى على عرشه). اهـ

وقال الإمام ابن القيم / في «إعلام الموقعين» (ج2 ص295): (وأن إثبات: «علو الله تعالى على خلقه»، و«استوائه على عرشه»: مما علم بالاضطرار، وأن دلالة الضرورة في غاية الظهور؛ غنية بنفسها عن التأمل). اهـ

وقال الإمام ابن القيم / في «الكافية الشافية» (ص230):

وكـــذاك يشــــــــهد أنه سبحــــــــــانه

 

 

فــــوق الوجــــود، وفــــوق كـــــل مكــــان

وقال الإمام ابن القيم / في «الكافية الشافية» (ص327):

فالرســـــل جـــاؤونا بإثبات العـــــلو

 

 

لربنـــــــا مــــــن فــــوق كــــل مكـــــــــــــان

وقال الإمام ابن القيم / في «الصواعق المرسلة» (ج4 ص1243): (وأن السمع، والعقل: إنما يقتضيان الإثبات؛ وعلو الرب على جميع المخلوقات، واستواءه على عرشه، فوق سبع سماوات). اهـ

* وقد حكى الإمام ابن القيم / في «الصواعق المرسلة» (ج4 ص1281)؛ الإجماع على علو الله تعالى على خلقه؛ واستوائه على عرشه.

قال الإمام ابن القيم / في «الصواعق المرسلة» (ج3 ص953): (بل قد تتابعوا كلهم: على إثبات الصفات، وعلو الله تعالى على خلقه، واستوائه على عرشه). اهـ

وقال الإمام ابن القيم / في «طريق الهجرتين» (ص48): (إذا تحقق العبد: «علوه المطلق»، على كل شيء بذاته، وأنه ليس فوقه شيء ألبتة، وأنه: «قاهر فوق عباده»).اهـ

 

 

ﭑ ﭑ ﭑ

 

 

 

 

 

 

 

 

    

ذكر الدليل

على ما ذكره: «الإمام ابن القيم» / من الإجمال في قوله: أن الله تعالى «استولى» على خلقه، دون التفصيل الذي ذكره: «ربيع المدخلي»، في: «الاستيلاء»، وقد سبق، وهذا يدل أن: «الإمام ابن القيم» /، ذكر: أن الله تعالى مستول على خلقه، في الجملة، دون التفصيل، مما يدل أن: «ربيعا المدخلي»، ليس له حجة في تقليده المزعوم، «للإمام ابن القيم» /، وقد بين الإمام ابن القيم / على التفصيل: إن الله استوى على العرش، وهو فوق المخلوقات سبحانه، ورد على: «الجهمية» في قولهم: «الاستيلاء» على التفصيل، فلا لبس لتعلق: «ربيع المدخلي» في أي حجة في تقليده المزعوم

 

                                                    

* اعلم رحمك الله: أن «ربيعا المدخلي»؛ كعادته: يحرف، ويبتدع في الدين، ويؤول في الصفات على طريقة: أهل البدع والأهواء.

قلت: فإذا أدركه الهلاك المبين في بدعه وتورط فيها، جلب له الشيطان الحيل، في كيفية الخلاص من هذه الورطات، فألقى الشيطان في قلبه حيلة من الحيل.

* فمن هذه الحيل؛ يقول: أنا قلدت في هذا الخطأ([51]): شيخ الإسلام ابن تيمية، والإمام ابن القيم، وغيرهما.

قلت: فيرمي ورطته على أي: عالم، ليخرج منها، ويخدع أتباعه السذج!، وهو: كاذب، ومحايل، ومخادع في ادعائه هذا.

* وما فعله: «ربيع المدخلي» هنا: عندما صدر منه، وتورط في قوله الباطل.

فقال ربيع بن هادي المدخلي في «شرح عقيدة السلف، أصحاب الحديث» (ص73-طبعة: مجالس الهدى): (ومن المعلوم بداهة: أن الله تعالى: «قهر العرش» قبل أن يخلق السماوات، والأرض، و«قاهر للعرش»، ولجميع المخلوقات، و«مستول عليها»). اهـ

وقال ربيع بن هادي المدخلي في «شرح عقيدة السلف، أصحاب الحديث» (ص74-طبعة: مجالس الهدى): (ففرق بين: الاستواء، والاستيلاء؛ إذ الاستيلاء: هو السيطرة، والهيمنة، والسيادة: على جميع المخلوقات، لا يخرج عن ذلك أحد.

* فالله تعالى: «مستول عليها جميعا»، «استولى على السماوات، وعلى الأرضين، وعلى البشر، وعلى الجمادات، وعلى الحيوانات، وعلى جميع المخلوقات»، هو: «مسيطر عليها»؛ يسخرها، وقادر عليها).اهـ

وقال ربيع بن هادي المدخلي في «شرح عقيدة السلف، أصحاب الحديث» (ص77-طبعة: مجالس الهدى): (استولى على المخلوقات: كلها، هذا أمر جائز، وهو حق، وهو واقع).اهـ

وقال ربيع بن هادي المدخلي في «شرح عقيدة السلف، أصحاب الحديث» (ص79-طبعة: مجالس الهدى): (وأما الاستيلاء: فهو عام لكل المخلوقات، وقد فسرنا نظير هذه الآية، فيما سبق).اهـ

قلت: فقوله: (وقد فسرنا نظير هذه الآية)؛ يقصد: قوله تعالى: ]الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش[ [السجدة:4].

قلت: فهو يفسر: الاستواء، بالاستيلاء على الخلق، والعرش.

* ثم يزعم: «ربيع بن هادي المدخلي»، أنه تراجع عن كل هذه الاعتقادات الباطلة، وعن كل هذه التأويلات الفاسدة، لأنه يزعم أنه قلد أئمة أهل الحديث فيها، فنسب اعتقادات: «الجهمية» هذه إلى الأئمة؛ منهم: شيخ الإسلام ابن تيمية، والإمام ابن القيم، وغيرهما.

* ثم إن: «ربيعا المدخلي»، تراجع بزعمه عن لفظ: «استولى»، لأنه يقول: محتملة، هكذا.

وأما عن لفظ: «قهر العرش»، و«سيطر عليه»، فلم يتراجع عن ذلك، ولا يخفى أن لفظ: «القهر»، و«السيطرة»، فهذا الذي قال: «ربيع المدخلي»، صريح أنه من اعتقاد: «الجهمية» أيضا، وهو، بمعنى: أيضا: «استولى»، ففسر الماء بعد الجهد بالماء!. ([52])

* لذلك: لا يقال: «الله استولى العرش»، ولا يقال: «الله استولى على المخلوقات»، ولا يقال: «الله قهر العرش»، ولا يقال: «الله سيطر على العرش»، ولا يقال: «الله سيطر على المخلوقات»، لما فيها من المحظور([53])، ولأنها لم يتكلم بها السلف الصالح في القرون الثلاثة المفضلة، فافهم لهذا ترشد.

* بل يقال: «الله استوى على العرش»، و«الله قاهر المخلوقات»، كما ثبت في الشرع.

قال تعالى: ]وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير[ [الأنعام: 18].

وقال تعالى: ]ثم استوى على العرش[ [يونس: 3].

قلت: وأئمة الحديث، بينوا عن مراد: «الجهمية» بقولهم: «استولى على العرش»، أو «قهر العرش»، أو «سيطر على العرش»، أو «استولى على المخلوقات»، لأنها تدل على الغلبة من آله آخر، وكأن هناك إله آخر كان؛ «مستول على العرش»، و«المخلوقات»، فغلبه الله تعالى، و«استولى عليها»، وهذا باطل، والله لا غالب له، وهو الواحد القهار، ولم ينازعه أحد في المخلوقات. ([54])

قلت: لذلك، لا يجوز ذكر، بمثل: هذا الألفاظ التي تدل على محظور في الشرع.

* وقد أخطأ الإمام ابن القيم /، في قوله هذا: «إن الله مستول على خلقه»، ولا يجوز تقليده في خطئه هذا، وإن كان مراده في ذلك: التفريق بين: «الاستواء على العرش»، وبين: «الاستيلاء»، عندما رد على: «الجهمية».

قلت: لأن إذاقلنا، «أن الله مستول على خلقه»، فيقع في الذهن أن المخلوقات كانت عند آله آخر، فغلبه الله بعد مغالبة، و«استولى عليها»([55])، والله تعالى لا يغلبه، ولا يعلوه أحد، وهو الواحد القهار، وقد بين السلف هذا الأمر.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج5 ص147): (فأهل اللغة قالوا: لا يكون، «استوى»، بمعنى: «استولى»، إلا فيما كان منازعا، مغالبا، فإذا غلب أحدهما: صاحبه، قيل: «استولى»، والله تعالى لم ينازعه أحد في العرش). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج5 ص146): (روي عن جماعة من أهل اللغة، أنهم قالوا: لا يجوز: «استوى»، بمعنى: «استولى»، إلا في حق من كان عاجزا ثم ظهر، والله سبحانه لا يعجزه شيء، والعرش لا يغالبه في حال، فامتنع أن يكون بمعنى: «استولى»). اهـ

وقال أبو سليمان داود بن علي بن خلف الأصبهاني: «كنا عند ابن الأعرابي، فأتاه رجل، فقال له: ما معنى قوله تعالى: ]الرحمن على العرش استوى[ [طه:5]، فقال له ابن الأعرابي: هو على عرشه كما أخبر، فقال: يا أبا عبدالله أما معناه استولى؟، فقال له ابن الأعرابي: ما يدريك؟، العرب لا تقول: استولى على الشيء حتى يكون له مضاد، وأيهما غلب فقد استولى». وفي رواية: «والله تعالى لا مضاد له، وهو على عرشه كما أخبر». وفي رواية: «الاستيلاء بعد المغالبة».

أثر صحيح

أخرجه أبوطاهر الأصبهاني في «المشيخة البغدادية» (ج1 ص426)، واللالكائي في «الاعتقاد» (ج3 ص399)، والبيهقي في «الأسماء والصفات» (879)، وابن مهدي في «تأويل الآيات المشكلة» (ق/133/ط)، والخطيب في «تاريخ بغداد» (ج5 ص283)، وابن قدامة في «إثبات صفة العلو» (105)، والذهبي في «الأربعين في صفات رب العالمين» (ص38)، وفي «العلو» (ج2 ص1132) من طريق أبي عبدالله إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي النحوي، المعروف بنفطويه- وهو في كتابه: «الرد على الجهمية» (ج2 ص289) - العرش للذهبي) نا أبو سليمان داود بن علي بن خلف الأصبهاني به.

قلت: وهذا سنده صحيح وقد صححه الشيخ الألباني في «مختصر العلو» (ص196).

وذكره ابن تيمية في «بيان تلبيس الجهمية» (ج2 ص336)، وابن منظور في «لسان العرب» (ج14 ص414)، والذهبي في «العرش» (ج2 ص289)، والسيوطي في «الاعتقاد» (ج2 ص6)، وابن القيم في «اجتماع الجيوش الإسلامية» (ص265)، وابن حجر في «فتح الباري» (ج13 ص406).

* وهذا رد على أهل التحريف الذين يزعمون أن معنى: ]استوى[؛ أي: «استولى عليه»!.

قلت: وتفسيرهم هذا مخالف، لتفسير السلف الصالح الذي أجمعوا على أن معنى: «استوى على العرش»؛ أي: «علا على العرش».

* وقولهم هذا: «استولى»؛ يلزم منه أن هناك إله آخر مع الله تعالى، ثم غلبه الله تعالى واستولى عليه!، لأن كلمة «استولى» لا تكون إلا بعد مغالبة من آخر، وهذا باطل لأن الله تعالى لا يغلبه أحد، ولم يكن معه أحد حتى يغلبه، ويستولي على العرش ([56])!، اللهم غفرا.

قال العلامة الشيخ ابن باز / في «الفتاوى» (ج3 ص27): (فنقول: «استوى على العرش»؛ استواء يليق بجلاله، وعظمته.

* ليس كما تقول: «الجهمية»: «استولى»، فإنه ليس في موقف المغالب، جل وعلا، فلا أحد يغالبه). اهـ

* فهو تعالى ملك: مستو على عرشه، عال على جميع خلقه، قاهر لهم، بيده أزمة أمورهم، ولا يخرج شيء منهم عن قهره، وسلطانه، وهو عظيم في سلطانه. ([57])

قلت: والإمام ابن القيم / ذكر هذه العبارة في معرض رده على: «الجهمية»، بقولهم: «استوى»، بمعنى: «استولى»، ليفرق بين: «استواء الله على العرش»، وبين: «استولى على العرش»، وبين: «خلقه»([58])، فذكر هذه العبارة من أجل ذلك التفريق.

فقال الإمام ابن القيم / في «شفاء العليل» (ج2 ص833): (يخافونه من فوقهم، ويرجون رحمته التي تنزل إليهم من عنده، فهممهم صاعدة إلى عرشه تطلب فوقه إلها: عليا، عظيما، قد: «استوى على عرشه»، و«استولى على خلقه»([59])). اهـ

وقال الإمام ابن القيم / في «شفاء العليل» (ج1 ص42): (هو الأول: الذي ليس قبله شيء، والآخر: الذي ليس بعده شيء، والظاهر: الذي ليس فوقه شيء، والباطن: الذي ليس دونه شيء، ذو الأسماء: الحسنى، والصفات: العلى، وهو: «مستو على عرشه»؛ «مستول على خلقه»). اهـ

وقال الإمام ابن القيم / في «شفاء العليل» (ج1 ص331): (استوى على عرشه، و«استولى على خلقه»). اهـ

وقال الإمام ابن القيم / في «الكافية الشافية» (ص343):

وقد استويت على ســـرير المــــــلك

 

 

واستوليت مـــــــع هـــــــذا على البلـــــدان

وقال الإمام ابن القيم / في «بدائع الفوائد» (ج2 ص118): (بل «استواؤه على عرشه»، و«استيلاؤه: على خلقه»: من موجبات ملكه، وقهره). اهـ

قلت: فقوله: «الله مستول على خلقه» هذا فيه نظر، وقد وضحنا ذلك فيما سبق.

ﭑ ﭑ ﭑ

فهرس الموضوعات

الرقم

الموضوع

الصفحة

1)

فتوى العلامة الشيخ ناصر الدين الألباني في تفسير: «سيد قطب» استوى: بالسيطرة على العرش، وأنه من تفسير الخلف؛ من أهل البدع، وهذا فيه رد على: «ربيع المدخلي»، الذي يقول؛ أن معنى: «استوى على العرش»، أي: «سيطر على العرش».............................

17

2)

المقدمة.....................................................................................................

19

3)

ذكر الدليل على أن: «ربيع بن هادي المدخلي» يعتقد: أن الله تعالى: «قهر العرش» بعد أن خلق السموات والأرض، وذلك أثناء: تفسيره؛ لقوله تعالى: {ثم استوى على العرش} [يونس:3]، ففسر: «استوى» بالقهر، وهذا اعتقاد باطل، وهو بخلاف اعتقاد السلف، لأنه يلزم منه أن الله تعالى: «استولى» على «العرش»، بعد مغالبة من مضاد له، وقد نفى أيضا بعبارته هذه: «قهر العرش» علو الله تعالى على العرش، وهذا من اللوازم، فخالف ما ثبت في القرآن الكريم، والسنة النبوية، والآثار السلفية، والله تعالى: «علا على العرش»....................................................................................................

26

4)

ذكر الدليل  على أن ربيع بن المدخلي، يستدل على تأويلاته الباطلة بالكذب على شيخ الإسلام ابن تيمية، والإمام ابن القيم، مما لا يصح عنهما من التأويل بـ«الاستواء» بمعنى: «الاستيلاء» على العرش، و«الاستيلاء» على السماوات، والأرضين، «الاستيلاء» على جميع المخلوقات، بل نسب هذا الاعتقاد الفاسد إلى غيرهما من الأئمة، وهذا من الكذب على الأئمة، بل كذب عليهما: أنهما يقولان: أن الله تعالى مستو على المخلوقات، وأنه قلدهما، وغيرهما من الأئمة في هذا الاعتقاد، وهذا من الكذب على الأئمة....

48

5)

ذكر الدليل على ما ذكره: «الإمام ابن القيم» من الإجمال في قوله: أن الله تعالى «استولى» على خلقه، دون التفصيل الذي ذكره: «ربيع المدخلي»، في: «الاستيلاء»، وقد سبق، وهذا يدل أن: «الإمام ابن القيم»، ذكر: أن الله تعالى مستول على خلقه، في الجملة، دون التفصيل، مما يدل أن: «ربيعا المدخلي»، ليس له حجة في تقليده المزعوم، «للإمام ابن القيم»، وقد بين الإمام ابن القيم على التفصيل: إن الله استوى على العرش، وهو فوق المخلوقات سبحانه، ورد على: «الجهمية» في قولهم: «الاستيلاء» على التفصيل، فلا لبس لتعلق: «ربيع المدخلي» في أي حجة في تقليده المزعوم....................................................................................................

64

 



([1]) «التواصل المرئي» بصوت الشيخ الألباني؛ بعنوان: «التفسير الصحيح: لقوله تعالى: ]ثم استوى على العرش[ - قناة أهل الحديث»، سنة: (1442هـ).

([2]) وانظر: «سير أعلام النبلاء» للذهبي (ج10 ص200)، و«ميزان الاعتدال» له (ج1 ص426)، و«البداية والنهاية» لابن كثير (ج10 ص281)، و«الفتاوى» لابن تيمية (ج12 ص26)، و«تاريخ بغداد» للخطيب (ج7 ص56)، و«وفيات الأعيان» لابن خلكان (ج1 ص277)، و«الوسائل في معرفة الأوائل» للسيوطي (ص121 و131 و132).

([3]) ولما اشتد افتتان الناس بهذه المسألة، وعمت البلوى بها، وعميت الحقيقة على العامة، بادر علماء السلف، لإيضاح الحقيقة، ورد الحكم في هذه المسألة وغيرها، إلى كتاب الله تعالى، وسنة رسوله r.

     * وردوا على أهل الباطل: باطلهم، وبينوا للناس ضلالهم، وكشفوا عوارهم، وبينوا أنهم دعاة فتنة، وإلحاد في أسماء الله تعالى وصفاته.

([4]) فأخذ: «ربيع المدخلي» هذه البدعة، وغيرها من البدع، ونشرها بين أتباعه السذج.

([5]) فوقع في هذا الاعتقاد الخبيث بسبب جهله؛ باعتقاد السلف: جملة وتفصيلا.

     فانظر إلى هذا التباين والتضاد، وكيف راج عليه ما حذر منه؟!.

([6]) وهذا قدح صريح، بعدالة هذا: «المدخلي» الذي يعرف ويحرف!.

([7]) دفعه إلى ذلك ما عشعش في صدره وجنانه، من حب للبدعة، ونقض للاعتقاد، وأركانه، اللهم سلم سلم.

([8]) وتراه يدبج كتبه بوصفه نفسه، بأنه متبع للسلف والأئمة، وهو: غارق في التقليد، والتبعية العمياء!.

([9]) ويكأنه بدأ يخلط، وتختلط عليه الاعتقادات الباطلة!.

([10]) وانظر: «الفتاوى» لابن تيمية (ج5 ص146 و147)، و«شرح العقيدة الواسطية» لشيخنا ابن عثيمين (ج1 ص377)، و«تهذيب السنن» لابن القيم (ج7 ص102).

([11]) وانظر: «فتح الباري» لابن حجر (ج13 ص403)، و«تغليق التعليق» له (ج5 ص3455)، و«التمهيد» لابن عبد البر (ج7 ص131 و132)، و«الفتاوى» لابن تيمية (ج5 ص519)، و«الاعتقاد» للالكائي (ج3 ص397)، و«جامع البيان» للطبري (ج1 ص292)، و(ج13 ص94)، و(ج19 ص28)، و«العرش» للذهبي (ج2 ص9 و10 و11)، و«العلو للعلي العظيم» له (ج1 ص580)، و«شرح العقيدة الواسطية» للشيخ الفوزان (ص76)، و«شرح العقيدة الواسطية» لشيخنا ابن عثيمين (ج1 ص374).

([12]) وانظر: «تهذيب السنن» لابن القيم (ج7 ص115)، و«مختصر الصواعق المرسلة» له (ج3 ص911).

([13]) وانظر: «مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة» لابن القيم (ج3 ص911).

([14]) وانظر: «مختصر الصواعق المرسلة» له (ج3 ص925 و926).

([15]) وانظر: «الحجة في بيان المحجة» لأبي القاسم الأصفهاني (ج1 ص150)، و«الحق الواضح المبين» للشيخ السعدي (ص40)، و«تيسير الكريم الرحمن» له (ج5 ص2و3)، و«شأن الدعاء» للخطابي (ص53)، و«تهذيب اللغة» للأزهري (ج2 ص235)، و«تفسير أسماء الله الحسنى» للزجاج (ص38)، و«الفتاوى» لابن تيمية (ج5 ص145)، و«جامع البيان» للطبري (ج7 ص103 و138)، و«تفسير القرآن» لابن كثير (ج2 ص126 و479)، و(ج4 ص74)، و«فتح القدير» للشوكاني (ج3 ص74)، و«روح المعاني» للآلوسي (ج12 ص244).

([16]) وانظر: «مختصر الصواعق المرسلة» له (ج3 ص928 و929).

([17]) وانظر: «مختصر الصواعق المرسلة» له (ج3 ص930).

([18]) وانظر: «مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة» له (ج3 ص945).

([19]) وانظر: «الصحاح» للجوهري (ج2 ص365)، و«القاموس المحيط» للفيروز آبادي (ص601)، و«تهذيب اللغة» للأزهري (ج2 ص235)، و«مفردات غريب القرآن» للراغب (ص1687).

([20]) وانظر: «تهذيب السنن» لابن القيم (ج7 ص102 و115)، و«مختصر الصواعق المرسلة» له (ج2 ص126)، و«الفتوى الحموية الكبرى» لابن تيمية (ص232)، و«بيان تلبيس الجهمية» له (ج2 ص335)، و«شرح العقيدة الواسطية» لشيخنا ابن عثيمين (ج1 ص377).

([21]) أفلا يستحي من الله تعالى من في قلبه وقار أن ينسب إليه سبحانه أنه: «قهر العرش»، وهو خالق العرش.

       قال تعالى: ]يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم[ [النساء: 108].

       وعن أبي مسعود الأنصاري t قال: قال رسول الله r: (إذا لم تستح فاصنع ما شئت).

     أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج6 ص515).

     قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «التعليق على صحيح البخاري» (ج1 ص59): (فالحياء الذي يمنعك من مخالفة الشرع، حياء من الله). اهـ

     قلت: فإذا كنت: «يا ربيع» ممن يستحيي، فالذي لا يستحي يصنع ما شاء، والله المستعان.

([22]) وانظر: «مختصر الصواعق المرسلة» له (ج3 ص920 و921).

([23]) وانظر: «مختصر الصواعق المرسلة» له (ج3 ص920).

([24]) وانظر: «مختصر الصواعق المرسلة» له (ج3 ص933).

([25]) فأين عقلك: «ياربيع»، فأين في لغة العرب في الحقيقة، أن يقال: «استوى على العرش»، بمعنى: «قهر العرش»!.

        قلت: فهذا تفسير محدث، وهو مخالف، لتفسير السلف الصالح.

     * هذا من لغة: «الجهمية»، لا من لغة: «الصحابية».

([26]) وانظر: «مختصر الصواعق المرسلة» له (ج3 ص932).

([27]) وانظر: «مختصر الصواعق المرسلة» له (ج3 ص936 و937).

     قلت: وقد وقع: «ربيع المدخلي» هنا في تحريف المعنى.

([28]) وانظر: «شرح العقيدة الواسطية» لشيخنا ابن عثيمين (ج1 ص377و 381)، و«الفتوى الحموية الكبرى» لابن تيمية (ص232)، و«بيان تلبيس الجهمية» له (ج2 ص335)، و«الفتاوى» له أيضا (ج5 ص520)، و«مختصر الصواعق المرسلة» لابن القيم (ج2 ص126)، و«إثبات الحد لله» للدشتي (ص105)، و«الصحيح» للبخاري (ج13 ص403)، و«شرح القواعد المثلى» لشيخنا ابن عثيمين (ص150)، و«شرح العقيدة الواسطية» له (ج1 ص377)، و«جامع البيان» للطبري (ج1 ص92)، و«العرش» للذهبي (ج2 ص258)، وفي «العلو» له (ج1 ص580)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج13 ص403)، و«تغليق التعليق» له (ج5 ص255).

([29]) وهنا يعترف: «ربيع المدخلي» بأنه خالف الصحابة، والتابعين، بقوله بـ«الاستيلاء»، الذي هو بمعنى: «القهر».

([30]) والعجيب: أن «ربيعا المدخلي»، وضع علامة تعجب على قول: «الجهمية» أنها تقول: بـ«الاستيلاء»، و«القهر»، وهو أن: «الاستواء»: هو «القهر»!.

     * فعليه أن يتعجب من قوله!.

([31]) وهذه العبارة: «قهر العرش»، لم تثبت عن السلف الصالح.

        وانظر: «شرح العقيدة الواسطية» للشيخ الفوزان (ص76).

([32]) وانظر: «تهذيب السنن» لابن القيم (ج7 ص103 و115)، و«الفتاوى» لابن تيمية (ج5 ص144)، و«الإبانة عن أصول الديانة» لأبي الحسن الأشعري (ص144).

([33]) وانظر: «بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية» لابن تيمية (ج2 ص22)، و(ج4 ص412).

([34]) يعني: لا يقال: «استوى» على البحار، والأرض، وغير ذلك من المخلوقات.

([35]) فذكره لهذه العبارة للرد على: «الجهمية»، و«المعتزلة»، لم يقل: هو بذلك، كما زعم: «ربيع المدخلي»، فانتبه.

([36]) وانظر: في اللوازم الباطلة، «شرح العقيدة الواسطية» لشيخنا ابن عثيمين (ج1 ص377).

([37]) يعني: لا يقال: «استولى على العرش»، لأن هذا تفسير: «الجهمية»، و«المعتزلة».

([38]) وانظر: «بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية» لابن تيمية (ج2 ص202)، و(ج4 ص412).

([39]) وانظر: «الفتاوى» لابن تيمية (ج5 ص66 و96)، و«شرح العقيدة الواسطية» للشيخ الفوزان (ص76)، و«مختصر الصواعق المرسلة» لابن القيم (ج2 ص144)، و«متشابه القرآن» لعبد الجبار القاضي (ج1 ص73 و351)، و«شرح الأصول الخمسة» له (ص226)، و«تحفة المريد على شرح جوهرة التوحيد» للقاني (ص54)، و«غاية المرام في علم الكلام» للآمدي (ص141)، و«الاقتصاد في علم الاعتقاد» للغزالي (ص104)، و«أصول الدين» للبغدادي (ص112)، و«التفسير الكبير» للرازي (ج14 ص115)، و«شرح العقيدة الواسطية» لشيخنا ابن عثيمين (ج1 ص381).

([40]) فتراجعه هذا: لفظي، لا حقيقة له في الشرع، إذا فهذا التراجع ليس بصادق فيه، ولا بصادق في العلم.

([41]) فتأمل: التلبيس، والتدليس، عنادا، وخيانة، وظهر لذي عينين أن محاولات: «المدخلي»، لتصحيح: باطله هي محاولات الغريق، الذي يريد أن يتشبث بخيوط القمر، محوطة بالتدليس، ملفوفة بالتلبيس!.

([42]) أثر صحيح.

        أخرجه البيهقي في «الأسماء والصفات» (ج2 ص304 و305)، والدارمي في «الرد على الجهمية» (104)، واللآلكائي في «الاعتقاد» (ج3 ص398)، وابن عبد البر في «التمهيد» (ج7 ص151).

        وإسناده صحيح.

        وذكره الذهبي في «العلو» (ج2 ص954).

([43]) وانظر: «تهذيب السنن» لابن القيم (ج7 ص103).

([44]) فقوله: «ومستول على جميع خلقه»، ليس هذا قول الإمام ابن القيم، في هذا الموضع، وهذا ظاهر.

([45]) وهو يتكلم عن الأسباب التي تسهل على النفوس قبول التأويل الفاسد.         

([46]) ولا يقال: «استولى على خلقه».                                                                       

([47]) فالسلف؛ كلهم: متفقون؛ لا يختلفون في هذا المعنى: بأن الله تعالى «مستو على عرشه»، وهو «قاهر خلقه» بسلطانه، وهو فوقهم، في علوه على عرشه.                               

([48]) وانظر: «الروح» لابن القيم (ص268)، و«الصواعق المرسلة» له (ج4 ص 1281 و1307)، و«مختصر الصواعق المرسلة» له أيضا (ج2 ص427 و428)، و«هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى» له أيضا (ص523)، و«إعلام الموقعين» له أيضا (ج2 ص295)، و«مدارج السالكين» له أيضا (ج3 ص464).              

([49]) وانظر: «طريق الهجرتين وباب السعادتين» لابن القيم (ص54 و55)، و«مدارج السالكين» له (ج1 ص40 و139)، و(ج3 ص117 و118)، و«أحكام أهل الذمة» له أيضا (ج1 ص194 و195)، و«بدائع الفوائد» له أيضا (ج1 ص150)، و«التبيان في أقسام القرآن» له أيضا (ص205)، و«تهذيب السنن» له أيضا (ج13 ص13 و16 و17).  

([50]) وانظر: «الصواعق المرسلة» (ج3 ص832 و947)، و(ج4 ص1254 و1277)، و«الفوائد» له (ص186)، و«شفاء العليل» له أيضا (ج2 ص833).       

([51]) ثم قوله هذا بالتقليد في الخطأ، هذا يدل على أنه لا يدرك خطأ العالم إذا أخطأ في العقيدة مثلا.

     * وهذا قدح في عدالة: «ربيع المدخلي» الذي يزعم أنه يرد على أخطاء الناس، وهو هنا لم يعرفها، وهي واضحة.

     * ثم زعمه أنه قلد، فكيف يقلد العالم في خطئه إذا أخطأ، وقد أجمع العلماء على أنه لا يجوز تقليد العالم في خطئه، فكيف يقلد العالم في خطئه: ]إن هذا لشيء عجاب[ [ص: 5].                                                                                  

([52]) فتراجعه هذا: لفظي، لا حقيقة له في الشرع، إذا فهذا التراجع ليس بصادق فيه، ولا بصادق في العلم.

([53]) وانظر: «الفتاوى» للشيخ ابن باز (ج3 ص27)، و«توضيح المقاصد، وتصحيح القواعد» لابن عيسى (ج2 ص458)، و«شرح العقيدة النونية» لابن هراس (ج1 ص344).

([54]) وانظر: «شرح العقيدة الواسطية» لشيخنا ابن عثيمين (ج1 ص377 و381)، و«الفتوى الحموية الكبرى» لابن تيمية (ص232)، و«الفتاوى» له (ج5 ص147)، و«تهذيب اللغة» للأزهري (ج13 ص124)، و«لسان العرب» لابن منظور (ج14 ص414).

([55]) وكذلك يقع في الذهن، أن الله استولى على: «العرش»، لأنه من عموم المخلوقات، لأن العرش من مخلوقات الله تعالى، فافهم لهذا ترشد.

     * وهذا يدل على أن: «ربيعا»، يقلد لأخطاء العلماء، ولم يوفق في الدين، لا في الأصول، ولا في الفروع، اللهم عفرا.

([56]) وانظر: «شرح العقيدة الواسطية» لشيخنا ابن عثيمين (ج1 ص377و 381)، و«الفتوى الحموية الكبرى» لابن تيمية (ص232)، و«بيان تلبيس الجهمية» له (ج2 ص335)، و«الفتاوى» له أيضا (ج5 ص520)، و«مختصر الصواعق المرسلة» لابن القيم (ج2 ص126)، و«إثبات الحد لله» للدشتي (ص105)، و«الصحيح» للبخاري (ج13 ص403)، و«جامع البيان» للطبري (ج1 ص92)، و«العرش» للذهبي (ج2 ص258)، وفي «العلو» له (ج1 ص580)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج13 ص403)، و«تغليق التعليق» له (ج5 ص255).

([57]) وانظر: «شرح العقيدة النونية» لابن هراس (ج2 ص344).

([58]) فذكر الإمام ابن القيم / ذلك في الجملة، ليس، بمثل: تفصيل: «ربيع المدخلي»، فتنبه.

([59]) فذكر الإمام ابن القيم / هذه العبارة مجملة، ليس على التفصيل الذي ذكره: «ربيع المدخلي»، فافهم لهذا.            


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan