الرئيسية / سلسلة النصيحة الذهبية للعودة إلى السلفية / السيف المسلول على «ربيع بن هادي المدخلي»؛ لتنقصه صحابة الرسول
السيف المسلول على «ربيع بن هادي المدخلي»؛ لتنقصه صحابة الرسول
|
||||
على
«ربيع بن هادي المدخلي»؛
لتنقصه صحابة الرسول r
بقلم
فضيلة الشيخ المحدث الفقيه
أبي عبد الرحمن فوزي بن عبد الله الحميدي الأثري
حفظه الله ورعاه
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
فتوى
العلامة الشيخ ناصر الدين الألباني /
في
وجوب الإنكار على المخالف للشرع
قال العلامة المحدث ناصر الدين الألباني /: (الخطأ: إذا وقع علنا، وجب إنكاره علنا، وإذا وقع سرا وجب إنكاره سرا) ([1]).اهـ
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، هادي الخلق أجمعين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، قدوة الموحدين، وعلى آله وصحبه الغر الميامين المتبعين الصادقين.
أما بعد:
فهذا جزء أثري في الدفاع عن أصحاب النبي r، جعلته ردا على من تطاول بلسانه، وتعدى وظلم، مضللا صفوة الأمة من غير تدبر، ولا تفكر في كلامه على أفضل الناس، وأكرمهم وأشرفهم، وأعدلهم وأعلاهم علما ودينا، وأخلاقا وسموا بعد الأنبياء، والرسل عليهم السلام.
قلت: دفعه إلى ذلك ما عشعش فيه من الغرور في طلاقة اللسان في الكلام في الدين، بدون ضوابط شرعية، والجهل في كيفية معاملة أصحاب النبي r جملة وتفصيلا.
* لعل في هذا الكتاب تكون فيه نهاية: «المدخلي»، إما بقطع لسانه في عدم الكلام في دين الله بغير علم، أو إعلان توبته، وما ذلك على الله بعزيز، فالعمر قصير مهما توالت أسبابه، والموت قريب شرعت أبوابه. ([2])
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أبو عبد الرحمن
فوزي بن عبد الله الأثري
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل على طعن «ربيع المدخلي» الحدادي، في صحابة رسول الله r على طريقة «سيد قطب» التكفيري؛ كقوله: «لا ينجحون في السياسة!» ... «لا يستنبطون في الإذاعة!» «يقعون في فتنة!» ... «لا يصلحون للسياسة!» ... «فيهم عنصرية» «يلعنون بعضا!» ... «يكفرون بعضا!»، وهذا يعتبر سابا، شاتما؛ لهم عند السلف الصالح
* قال ربيع المدخلي؛ وهو يذم الاشتغال بالسياسة: «والله كان الصحابة فقهاء، في أمور السياسة ما ينجحون، ما يستطيعون في الإذاعة، والإشاعة، يقعون في فتنة، قضية الإفك: طاح فيها كثير من الصحابة، فتنة، ليش؟!: ما هم؛ مثل: أبي بكر، مثل: عمر، مثل: علي، هؤلاء وقعوا !» ([3]). اهـ
قلت: فهل هذا التعبير من: «ربيع المدخلي» يليق أن يطلقه على الصحابة الكرام؛ بأنهم: «ما ينجحون في السياسة ...، ولا يستنبطون في الإذاعة ...، ويقعون في فتنة ...، قضية الإفك طاح فيها كثير([4]) من الصحابة فتنة! ...».
قلت: إنها والله قطبية وقع فيها: «ربيع المدخلي»، وإنها والله لفتنة وقع فيها: «ربيع المدخلي».([5])
* وهو يعلم عن أكثر زلاته هذه، ولم يرجع، ولم يتب عنها إلى الآن!، وإذا رجع بزعمه أخذ يمينا، وشمالا، بمثل الثعلب المكار في البرية، فلم يرجع؛ إلا بالنفاق، وهو غير صادق.
قلت: ومن تنقص الصحابة y، أو تنقص لعدد منهم، أو لواحد منهم، أو تأول القبيح في قصصهم؛ فإن هذا يعتبر سابا، شاتما: لهم، ووقع في المحرم سواء: يشعر، أو لا يشعر، وسواء: بجهل، أو بعلم، أو بعمد، إلى أن يتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا([6])، من تنقصه للصحابة y، ويستغفر لهم، ويذكر محاسنهم، وينصرهم ويدافع عنهم في الدين، فإن لم يفعل فاتهمه على الإسلام، ووقع عليه الوعيد الشديد في الدنيا والآخرة.
1) فعن أبي سعيد الخدري t قال: قال رسول الله r: (لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا، ما بلغ مد أحدهم، ولا نصيفه).
أخرجه البخاري في «صحيحه» (3673)، ومسلم في «صحيحه» (2541)، وأبو داود في «سننه» (4658)، والترمذي في «سننه» (4198)، و(4199)، والنسائي في «السنن الكبرى» (8250)، وأحمد في «المسند» (ج3 ص11 و54)، وفي «فضائل الصحابة» (5)، و(6)، و(7)، و(1735)، وابن حبان في «صحيحه» (6994)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج12 ص174 و175)، وابن أبي عاصم في «السنة» (988)، و(990)، و(991)، والبغوي في «شرح السنة» (3859)، وفي «معالم التنزيل» (ج1 ص531)، وأبو يعلى في «المسند» (1171)، و(1198)، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» (ج2 ص122)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج10 ص209)، وفي «الاعتقاد» (ص444 و445)، وفي «شعب الإيمان» (1508)، وفي «المدخل إلى علم السنن» (45)، وعبد بن حميد في «المنتخب من المسند» (918)، وأبو القاسم البغوي في «الجعديات» (738)، و(2460)، والآجري في «الشريعة» (2050)، و(2052)، والخطيب في «تاريخ بغداد» (ج7 ص144)، وفي «الكفاية» (ص47 و48)، تمام الرازي في «الفوائد» (249)، و(932)، وابن أبي زمنين في «أصول السنة» (188)، والطيالسي في «المسند» (2297)، وابن طهمان في «مشيخته» (145)، وابن حزم في «المحلى بالآثار» (ج1 ص28)، ووكيع في «النسخة» (23)، والقطيعي في «زيادات فضائل الصحابة» (535)، و(654)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج5 ص251 و252)، و(ج17 ص141)، و(ج40 ص38)، و(ج57 ص52 و303)، والطبراني في «المعجم الأوسط» (ج6 ص338)، والعشاري في «فضائل الصديق» (ص87)، والمقدسي في «من سب الأصحاب» (ص32)، والذهبي في «سفينة منتخبات المرويات» (ص206)، واللالكائي في «الاعتقاد» (ج7 ص1247)، والجوزقاني في «الأباطيل والمناكير» (ج1 ص179) من طريق أبي بكر بن عياش، ووكيع، وأبي معاوية، وشعبة، وجرير، وغيرهم؛ جميعهم: عن الأعمش قال: سمعت أبا صالح ذكوان السمان يحدث عن أبي سعيد الخدري t به.
وعلقه البخاري في «صحيحه» (3673)، عن أبي معاوية به.
وقوله r: (ولا نصيفه)، النصيف، هو: النصف، والنصيف، بوزن رغيف، وهو النصف، يعني: نصف المد. ([7])
قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج3 ص155): (وقد ثبت بقول الرسول r: أنهم خير القرون، وأن «المد» من أحدهم: إذا تصدق به، كان أفضل من جبل احد ذهبا).اهـ
وقال الإمام ابن حزم / في؛ في شرحه لهذا الحديث: (فكان نصف مد شعير، أو تمر: في ذلك الوقت، أفضل من جبل أحد ذهبا، ننفقه نحن في سبيل الله تعالى؛ بعد ذلك، قال تعالى: ]لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى[ [الحديد:10]؛ وهذا في الصحابة y: فيما بينهم؛ فكيف بمن بعدهم معهم) ([8]).اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «منهاج السنة» (ج6 ص223): (وذلك أن الإيمان الذي كان في قلوبهم حين الإنفاق في أول الإسلام، وقلة أهله، وكثرة الصوارف عنه، وضعف الدواعي، لا يمكن أحدا أن يحصل له مثله ممن بعدهم؛ وهذا يعرف بعضه من ذاق الأمور، وعرف المحن، والابتلاء الذي يحصل للناس، وما يحصل للقلوب من الأحوال المختلفة).اهـ
* ورغم ما تبوأه جيل الصحابة الكرام، من مكانة عالية، ومقام رفيع، فقد تعرض هذا الجيل، في القديم، والحديث، إلى حملات العداء، والتشويه([9])؛ من شتى الفرق الضالة، الذين انقادوا للشيطان؛ فلم يوفقوا للاعتقاد السديد في الصحابة y.([10])
2) عن نسير بن ذعلوق، قال: (كان ابن عمر ﭭ، يقول: لا تسبوا أصحاب محمد r، فلمقام أحدهم ساعة، خير من عمل أحدكم عمره).
أثر حسن
أخرجه ابن ماجه في «سننه» (162)، وأحمد في «فضائل الصحابة» (15)، و(20)، و(1729)، و(1736)، والآجري في «الشريعة» (2054)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج12 ص178)، وابن أبي عاصم في «السنة» (1006)، والبيهقي في «الاعتقاد» (ص323)، واللالكائي في «الاعتقاد» (2350)، ومسدد في «المسند» (ج4 ص334-المطالب العالية) من طريق أبي أسامة، ووكيع، ويحيى، والحسن بن قتيبة، كلهم: عن سفيان الثوري عن نسير بن ذعلوق به.
قلت: وهذا سنده حسن.
وذكره ابن حجر في «المطالب العالية» (ج4 ص146)، وعزاه لمسدد، وابن تيمية في «منهاج السنة» (ج2 ص23)، وعزاه لأحمد، وفي «الصارم المسلول» (ص580) وعزاه: للالكائي.
وأورده البوصيري في «اتحاف الخيرة المهرة» (ج9 ص443)؛ ثم قال: «رواه مسدد، موقوفا، بسند صحيح».
وبوب عليه الإمام ابن أبي شيبة في «المصنف» (ج13 ص178)، ما ذكر في الكف عن أصحاب الرسول r.
3) وعن ابن عباس t قال: (لا تسبوا أصحاب محمد r؛ فإن الله عز وجل: قد أمر بالاستغفار لهم، وهو يعلم أنهم سيحدثون، ويفعلون). وفي رواية: (وهو يعلم أنهم يقتتلون).
أثر صحيح
أخرجه ابن بطة في «الإبانة الكبرى» (ج2 ص740-المحلق)، وفي «الإبانة الصغرى» (ص35) من طريق عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا رجاء عن مجاهد عن ابن عباس ﭭ به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وذكره ابن تيمية في «منهاج السنة» (ج2 ص22)، ثم قال: (رواه ابن بطة؛ بإسناد صحيح، عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا أبو معاوية، حدثنا رجاء، عن مجاهد، عن ابن عباس).
وأخرجه ابن منيع في «المسند» (ج4 ص336-المطالب العالية)، وأحمد في «فضائل الصحابة» (ج1 ص59)، واللالكائي في «الاعتقاد» (ج7 ص1245)، وأبو القاسم الأصبهاني في «الحجة» (364)، والثعلبي في «الكشف والبيان» (ج9 ص281) من طريق أبي معاوية حدثنا: رجل([11]) عن مجاهد عن ابن عباس ﭭ قال: (لا تسبوا أصحاب محمد r؛ فإن الله عز وجل: قد أمر بالاستغفار لهم، وهو يعلم أنهم سيقتتلون). وفي رواية: (وهو يعلم؛ أنهم: سيفتنون).
وذكره ابن تيمية في «الصارم المسلول» (ج3 ص1071).
وأورده البوصيري في «إتحاف الخيرة المهرة» (ج9 ص445)؛ ثم قال: «رواه أحمد بن منيع: موقوفا، بسند فيه، راو لم يسم».
4) وعن ميمون بن مهران قال: قال، لي ابن عباس t: (يا ميمون؛ لا تسب السلف، وادخل الجنة بسلام).
أثر صحيح
أخرجه اللالكائي في «الاعتقاد» (ج7 ص1251)، وابن الأعرابي في «معجم الشيوخ» (2101)، والقاضي عياض في «الغنية» (ص100)، وأبو علي القشيري في «تاريخ الرقة» (65)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج61 ص349) من طريق جعفر بن برقان، وسوادة الجرمي، كلاهما: عن ميمون بن مهران به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وذكره ابن أبي حاتم في «علل الحديث» (2586).
5) وعن الإمام مالك بن أنس / قال: (الذي يشتم أصحاب النبي r، ليس له نصيب في الإسلام).
أثر صحيح
أخرجه الخلال في «السنة» (779)، وابن بطة في «الإبانة الصغرى» (ص206) من طريق أبي بكر المروذي عن أحمد بن حنبل به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وبوب الإمام الخلال في «السنة» (ج3 ص501)؛ التغليظ على من كتب الأحاديث التي فيها طعن على أصحاب رسول الله r.
6) وعن عبد الملك بن عبد الحميد الميموني قال: سمعت: أحمد بن حنبل يقول، ما لهم، ولمعاوية t، أسأل الله العافية، وقال لي: يا أبا الحسن، إذا رأيت أحدا: يذكر أصحاب رسول الله r، بسوء؛ فاتهمه على الإسلام).
أثر صحيح
أخرجه اللالكائي في «الاعتقاد» (ج7 ص1252)، وقاضي المارستان في «المشيخة الكبرى» (249)، والمخلص في «المخلصيات» (2604)، وأبو القاسم في «الحجة» (ج2 ص397)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج59 ص209)، وابن الجوزي في «مناقب الأمام أحمد» (ص161 و162) من طريق عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري قال: أخبرنا عبد الملك بن عبد الحميد الميموني قال: سمعت أحمد بن حنبل به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وذكره ابن تيمية في «الصارم المسلول» (ج3 ص1058).
7) وعن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت: أبي عن رجل شتم رجلا من أصحاب النبي r، فقال: ما أراه على الإسلام).
أثر صحيح
أخرجه الخلال في «السنة» (782) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وقال الحافظ أبو نعيم / في «الإمامة» (ص373): (فالإمساك عن ذكر أصحاب رسول الله r، وذكر زللهم، ونشر محاسنهم ومناقبهم). اهـ
وقال الإمام الإسماعيلي / في «اعتقاد أهل السنة» (ص59): (وطلب آثار الصحابة y، والكف عن الوقيعة فيهم، وتأول القبيح عليهم).اهـ
وقال الإمام الآجري / في «الشريعة» (ج5 ص2495): (فمن لم يكرمهم، فقد أهانهم، ومن سبهم: فقد سب رسول الله r، ومن سب رسول الله r: استحق اللعنة من الله عز وجل، ومن ملائكته، ومن الناس أجمعين).اهـ
وقال الحافظ ابن كثير / في «تفسير القرآن» (ج2 ص384): (فيا ويل من أبغضهم، أو سبهم، أو أبغض، أو سب بعضهم).اهـ
وقال العلامة الشيخ عبد الرحمن السعدي / في «تيسير الكريم الرحمن» (ص671): (فتعزير من سب الصحابة y أبلغ). اهـ
وقال العلامة الشيخ الشنقيطي / في «أضواء البيان» (ج2 ص148): (ومن يسبهم ويبغضهم، أنه ضال مخالف لله تعالى).اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج4 ص429): (فإن القدح في خير القرون، الذين صحبوا الرسول r، قدح في الرسول r)([12]).اهـ
قلت: فلوازم القدح للصحابة y، تلزمه. ([13])
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل على طعن: «ربيع المدخلي»
في «المهاجرين»، و«الأنصار» من صحابة رسول الله r؛
برميهم: بـ«العصبية!»، و«العنصرية»، و«الجاهلية»، و«الهوى!»،
و«الباطل!»، و«الدناءة»، وغير ذلك من الألفاظ الخبيثة
* ومما سبق انتقاد على: «ربيع المدخلي»، إلا أنه لم يجب عنه، فلم يبد عذرا، ولا أعلن تراجعه عنه؛ قوله في كتابه «التعصب الذميم وآثاره» ص (31-ط:دار السلف)، وهو يصف ما جرى بين:: «الغلام المهاجري»، و«الغلام الأنصاري» ﭭ وقد استنجد كل منهما بقومه، فقال أحدهما: يا للمهاجرين، وقال الآخر: يا للأنصار، فقال المدخلي: (لفظ: «الأنصار»؛ لفظ ممدوح، ولفظ: «المهاجرين» كذلك، وأثنى الله على: «المهاجرين، والأنصار» لجميل صنعهم، وكمال أفعالهم، وقوة إيمانهم، «لكنها لما استغلت عصبية»؛ سماها «r دعوة جاهلية»، فقال r: «إنها منتنة»؛ فاللفظ الشريف النبيل إذا استغل: «لغرض دنيء؛ يكون ذما لقائله»، ويدخل هذا اللفظ الإسلامي في إطار آخر، هو: «إطار الجاهلية»: «أبدعوى الجاهلية»؟! ماذا قالوا: «يا للمهاجرين، يا للأنصار»، ولكن ما هو الحافز الدافع إليها؟: «التعصب والعنصرية»، فالرسول سماها جاهلية، ووصفها بأنها منتنة، ودعا إلى الألفة، والمحبة، والتناصر على الحق) ([14]). اهـ
قلت: وهذا أيضا موجود في: «شريط بهذا الاسم»، وجه (أ)، ولعل الكتاب مفرغ منه، مع شيء من التعديل، إلا أن في الشريط زيادة، وهي: (لكن ما هو الحافز؟: «كلمة حق، أريد بها باطل»، الدافع إليها التعصب ... ). اهـ
* وفي شريط «مرحبا يا طالب العلم»، (ب)، وقد ألحق به كلام ربيع المدخلي، حيث قال: (الرسول الكريم يحذر يا أخوتاه من التعصب إلى القبائل والعشائر، يا للأنصار، وقال واحد: ويا للمهاجرين؛ الأنصار لفظ شريف، ورد في كتاب الله تعالى، وسنة رسوله r، والمهاجرين، كذلك، لكن لما استغلت هاتين اللفظتين في الدعوة إلى: «الهوى والباطل»؛ قال رسول الله r: «أبدعوى الجاهلية»). اهـ
قلت: فتأمل يا طالب الحق، وتأملوا يا «أتباع ربيع المدخلي»، كيف أن: «المدخلي»، لم يتأدب مع الصحابة الكرام، وها هو: يقول المدخلي في صحابيين: «لكنها لما استغلت عصبية»، ويقول المدخلي: «فاللفظ الشريف إذا استغل لغرض دنيء»، ويقول المدخلي: «ولكن ما هو الحافز الدافع إليها؟ التعصب والعنصرية»، ويقول المدخلي: «لكن لما استغلت هاتين اللفظتين في الدعوة إلى الهوى والباطل...»، وقال المدخلي: «كلمة حق، أريد بها باطل»، فهذه عدة عبارات سيئة، ودنيئة حقا في صحابة النبي r، ولم يتراجع عنها، وقد مضى على نشر ذلك مدة طويلة، ولم يعلن توبته، وخجله من هذه العبارات، فأين الذين يزعمون الغيرة على أصحاب رسول الله r ؟!.([15])
قلت: وهذا يعتبر رفضا، وخبثا؛ يأثم عليه الشخص كائنا من كان.
* وعلى كل حال: فإن السلفيين علماءا، وطلبة علم، ينتظرون مخرجا شرعيا من: «ربيع المدخلي»، و«جماعته» من هذه الزلات الخطيرة التي إن بقيت في العبد أهلكته، وينتظرون من: «الفرقة الربيعية»، التوبة والرجوع من نقل هذه الألفاظ الشنيعة، والدفاع عن زلات: «ربيع المدخلي» في حق الله تعالى، ورسوله r، وبعض الرسل عليهم السلام، والصحابة الكرام!. ([16])
* قال ربيع المدخلي في كتابه: «أهل الحديث هم: الطائفة المنصورة» (ص133-ط: دار المنار): (فإذا أساءالظن كل من معاوية، وعلي بخصمه، فليس من هذا المنطلق، ولا من هذا الاصطلاح، الذي لم يكن قد وجد في عهدهما).اهـ
قلت: فانظر كيف يقدح: «ربيع المدخلي»، في الصحابة y، وبتنقصهم: بإساءة الظن بعضهم ببعض!.
والله تعالى أمر بالاستغفار لهم، والترحم عليهم، وذكر محاسنهم، لا بتنقصهم وقدحهم، وذكر أخطائهم. ([17])
قال تعالى: ]والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان[ [الحشر:10].
وقال تعالى: ]فاعف عنهم واستغفر لهم[ [آل عمران:159].
وقال تعالى: ]فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات[ [محمد:19].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الصارم المسلول» (ج3 ص1071): (فيكون الله تعالى: يكره السب لهم، الذي هو ضد: الاستغفار.
والبغض لهم، الذي هو: ضد الطهارة).اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الصارم المسلول» (ج3 ص1074): (هذا دليل: على أن الاستغفار لهم داخل في عقد الدين، وأصله).اهـ
عن عائشة ڤ قالت: (أمروا بالاستغفار، لأصحاب محمد r، فسبوهم).
أثر صحيح
أخرجه مسلم في «صحيحه» (3022)، واللالكائي في «الاعتقاد» (ج7 ص1249)، وأحمد في «فضائل الصحابة» (ج1 ص57)، وابن أبي عاصم في «السنة» (ج2 ص484)، وابن بطة في «الإبانة الصغرى» (ص25)، والحاكم في «المستدرك» (ج2 ص462) من طريق يحيى بن يحيى، وعلي بن حرب، كلاهما: عن أبي معاوية الضرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ڤ به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وقال الشيخ الألباني في «ظلال الجنة» (ج2 ص484): «إسناده صحيح على شرط الشيخين».
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
وذكره ابن تيمية في «الصارم المسلول» (ج3 ص1071).
وأخرجه ابن أبي حاتم في «تفسير القرآن» (ج10 ص3347)، وعبد بن حميد في «تفسير القرآن» (ج14 ص384-الدر المنثور)، وابن الأنباري في «المصاحف» (ج14 ص384-الدر المنثور) من طريق محمد بن بشر حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر عن أبيه عن عائشة ڤ قالت: (أمروا أن يستغفروا، لأصحاب النبي r، فسبوهم!؛ ثم قرأت: هذه الآية: ]والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان[ [الحشر:10]).
وإسناده ضعيف، لكنه توبع هذا الإسناد
وذكره ابن كثير في «تفسير القرآن» (ج4 ص340)، والسيوطي في «الدر المنثور» (ج14 ص384).
قلت: فأمر الله تعالى: بالاستغفار لهم، والترحم عليهم؛ يعني: لأصحاب رسول الله r، وهو يعلم سبحانه، أنهم سيحدثون ما أحدثوا. ([18])
قال الإمام أبو حنيفة / في «الفقه الأكبر» (ص43): (ولا نذكر أحدا، من صحابة الرسول r؛ إلا بخير).
وقال الإمام أحمد /: (ومن الحجة الواضحة الثابتة البينة المعروفة: ذكر محاسن أصحاب رسول الله r، كلهم أجمعين، والكف عن ذكر مساوئهم، والخلاف الذي شجر بينهم، فمن سب أصحاب رسول الله r، أو أحدا منهم، أو تنقصه، أو طعن عليهم، أو عرض بعيبهم، أو عاب أحدا منهم، فهو مبتدع، رافضي، خبيث، مخالف، لا يقبل الله منه صرفا، ولا عدلا).اهـ([19])
وقال الإمام ابن أبي زيد القيرواني / في «رسالته» (ص20): (وأن لا يذكر أحد من صحابة رسول الله r؛ إلا بأحسن ذكر، والإمساك عما شجر بينهم، وأنهم أحق الناس أن يلتمس لهم حسن المخارج، ويظن بهم أحسن المذاهب).اهـ
* فأهل السنة والجماعة: مجمعون على: أن الواجب للصحابة y؛ علينا سلامة قلوبنا، وألسنتنا لهم، ونشر فضائلهم، والكف عما شجر بينهم، والاستغفار لهم، والترحم عليهم. ([20])
قال الإمام ابن بطة / في «الإبانة الكبرى» (ج2 ص736): (فقد غفر الله لهم، وأمرك بالاستغفار لهم، والتقرب إليه بمحبتهم، وفرض ذلك على لسان نبيه r، وهو يعلم ما يكون منهم، وأنهم سيقتتلون). اهـ
وقال الإمام اللالكائي في «الاعتقاد» (ج7 ص1241)؛ سياق ما روي عن النبي r، في الحث على حب الصحابة، وذكر محاسنهم، والترحم عليهم، والاستغفار لهم، والكف عن مساوئهم.
وقال الإمام ابن حزم / في «الإحكام» (ج5 ص85)؛ عن الصحابة: (فرض علينا توقيرهم وتعظيمهم، وأن نستغفر لهم ونحبهم، وتمرة يتصدق بها أحدهم أفضل من صدقة أحدنا بما يملك، وجلسة من الواحد منهم؛ مع النبي r: أفضل من عبادة أحدنا دهره كله، وسواء كان من ذكرنا على عهده عليه السلام، صغيرا، أو بالغا).اهـ
وقال العلامة السفاريني / في «لوامع الأنوار البهية» (ج2 ص380): (فخير قلوب العباد احق الخلق، بإصابة الصواب، فكل خير، وإصابة، وحكمة، وعلم، ومعارف، ومكارم، إنما عرفت لدينا، ووصلت إلينا من الرعيل الأول، والسرب الذي عليه المعول، فهم الذين نقلوا العلوم، والمعارف عن ينبوع الهدى، ومنبع الاهتداء). اهـ
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل على طعن: «ربيع المدخلي» في «عبد الله بن عمر»، و«أبي بن كعب»، و«زيد بن ثابت» و«ابن مسعود»، وغيرهم من الصحابة y، بأنهم لا يصلحون للسياسة على طريقة: «سيد قطب» الطاعن في الصحابة الكرام، وهو يعتبر سابا، وشاتما لهم عند السلف الصالح
* قال ربيع المدخلي: (كان «عبد الله»، و«أبي بن كعب»، و«زيد بن ثابت»، و«ابن مسعود»، وغيرهم، وغيرهم من فقهاء الصحابة، وعلمائهم: «ما يصلحون للسياسة!»، «معاوية ما هو عالم»([21])، ويصلح أن يحكم الدنيا كلها، وأثبت جدارته وكفاءته، «المغيرة بن شعبة» مستعد يلعب بالشعوب على إصبعه دهاء، ما يدخل في مأزق إلا ويخرج منه، «عمرو بن العاص» أدهى منه) ([22]). اهـ
* هكذا يعبر عن صحابة أجلاء نبلاء، والواحد ليخجل أن ينقل مثل هذا الكلام في صحابة النبي r الكرام؛ لكن ننقل ذلك لكي يتبين من ذلك إطلاق: «ربيع المدخلي» السيء في جميع الناس، حتى: «الله تعالى» ما سلم منه، ولا: «الرسل»، ولا: «الملائكة»، ولا: «الصحابة»، ولا: «العلماء»، مما يتبين بأنه مجرم خبيث، لا يبالي في ألفاظه، ولا يبالي في رده، وكلامه على الآخرين، والعياذ بالله!. ([23])
قلت: وهذه الألفاظ لو صدرت من غيره؛ فالويل له، لعده من الزنادقة!.
فعن أبي سعيد الخدري t، قال: قال النبي r: (لا تسبوا أصحابي([24])، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا، ما بلغ مد أحدهم، ولا نصيفه).
أخرجه البخاري في «صحيحه» (3470)، ومسلم في «صحيحه» (2540) من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري t به.
قال الحافظ النووي / في «المنهاج» (ج16 ص93): (اعلم أن سب الصحابة y حرام من فواحش المحرمات، سواء من لا بس الفتن منهم وغيره، لأنهم مجتهدون في تلك الحروب متأولون).اهـ
وقال القاضي عياض / في «إكمال المعلم» (ج7 ص580): (سب أصحاب النبي r، وتنقصهم، أو أحد منهم من الكبائر المحرمة، وقد لعن النبي r فاعل ذلك... وأما من قال منهم: إنهم كانوا على ضلالة... يقتل في الجميع لقول مالك).اهـ
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل
على طعن: «ربيع المدخلي» في «معاوية بن أبي سفيان ﭭ»، و«أصحابه»، وفي «علي بن أبي طالب t»، و«أصحابه»، حيث رماهم؛ بـ«سوء الظن»، وبـ«اللعن»، وبـ«التكفير» بعضهم بعضا
* قال ربيع المدخلي في كتابه: «أهل الحديث هم: الطائفة المنصورة» (ص133-ط: دار المنار): (فإذا أساء الظن كل من: معاوية، وعلي بخصمه، فليس من هذا المنطلق، ولا من هذا الاصطلاح، الذي لم يكن قد وجد في عهدهما). اهـ
فقوله: «فإذا أساء الظن»، فهذا سوء أدب مع الصحابة الكرام، يجب التراجع عنه.
* وقال ربيع المدخلي في كتابه: «أهل الحديث هم: الطائفة المنصورة» (ص134-ط: دار المنار): وهو يذكر أن فرقة علي t أقرب الطائفتين إلى الحق، وأن طائفة معاوية t؛ فيها: مجتهدون مخطئون، ثم قال: (انطلقت ألسنة الفريقين: «باللعن»، و«التكفير»، وقد تخلل الطائفتين أهل أغراض وأهواء، مما زادت الفتنة، والمواقف إذكاء). اهـ
قلت: فنريد منك؛ أولا: إثبات «لعن»، و«تكفير» الصحابة الكرام، وثقات التابعين بعضهم بعضا!، فلن تأتي بدليل.
* لأن قوله: «انطلقت ألسنة الفريقين باللعن والتكفير»، فالسياق يشير إلى أن: «اللعن»، و«التكفير» إنما وقع من «الصحابة الكرام»، و«ثقات التابعين»، لا من المنافقين الذين يتخللون الصفوف، فإن هؤلاء يكيدون للجميع.
قلت: فدعواه بأنه يقصد المنافقين دعوى باطلة، فعليه التوبة، والرجوع عن الطعن في الصحابة y. ([25])
* وإذا لم يرجع عن طعنه في صحابة النبي r الكرام، فله حكم غليظ ... وهذا المنهج الرافضي قد أحاط به ربانيو هذه الأمة؛ فردوه أشد الرد، وأنكروه أشد الإنكار.
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل على طعن: «ربيع المدخلي»
في «خالد بن الوليد t» بأنه لا يصلح للسياسية، وهو يعتبر سابا، وشاتما له عند السلف الصالح
* قال ربيع المدخلي - وهو يقلل من شأن العلم بالسياسة -: (خالد يصلح للقيادة، ما يصلح للسياسة؟!)([26]).([27]) اهـ
* هكذا يطعن في «خالد بن الوليد t»؛ بأنه لا يصلح للسياسة، وكيف يصلح للقيادة، ولا يصلح للسياسة؟!: ]إن هذا لشيء عجاب[ [ص:5].
قلت: فالقائد لا بد أن يعرف في السياسة، وإلا كيف يسوس الناس!.
* وخالد بن الوليد t: قائد مغوار في السياسة وغيرها، وهذا لا يكون إلا بكفاءة في سياسة الأمور الشرعية وتدبيرها.
* فقد أرسله أبو بكر الصديق t: لردع أعظم جائحة اجتاحت كثيرا من بلاد الإسلام بعد رسول الله r في ذلك الوقت، وهي حادثة الردة، وتنقل: «خالد بن الوليد t»، بالجيوش الإسلامية من قبيلة لأخرى، ومن مكان لآخر، وهو يقود، ويسوس جيوش الإسلام، أمام الكفار، والمرتدين وغيرهم، فكيف لا يصلح للسياسة! ([28])، اللهم غفرا.
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل
على طعن: «ربيع المدخلي» في الثلاثة: من صحابة رسول الله r؛ وهم: «كعب بن مالك t»، و«هلال بن أمية t»، و«مرارة بن الربيع t»، برميهم: بـ«تهمة النفاق»، بل زعم: «ربيع المدخلي»، أن النبي r: لم يحسن الظن بهم،
ومنهم: من أهل غزوة بدر الكبرى!
اعلم رحمك الله أن من المعلوم أن الأصل في معتقد أهل السنة والجماعة، الإمساك عن الكلام في الصحابة الكرام، والوقوع فيهم، أو انتقاصهم، وروي في الحديث: (إذا ذكر أصحابي فأمسكوا) ([29])، فالإمساك عن ذكر أصحابه r، هو إمساك مخصوص يقصد به الإمساك العام عن ذكر أخطائهم وغيرها، لئلا تحصل فتنة بالوقوع فيهم، وانتقاصهم دون أن يشعر المتكلم. ([30])
* لذلك؛ قال ابن مسعود t: (ما أنت محدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة). ([31])
وهذا على اعتبار أن المتحدث ممن يملكون أهلية الحديث في الدين، فكيف إذا كان ذلك المتحدث غير مؤهل في الدين.
قلت: ولقد أصاب علماء السنة في التشديد على تجنب الكلام في صحابة رسول الله r بأي شيء، وحذروا من ذلك أشد التحذير. ([32])
* والمتأمل في المبتدعة يراهم يتجرؤون على الطعن في الصحابة y مباشرة، ويتطاولون على الدين وهدفهم في ذلك الطعن في رسول الله r، فيجب الإمساك عن الكلام فيهم، لأنهم من أهل الجنة، والتقيد بجملة ضوابط وقواعد أهل السنة فيهم. ([33])
قالتعالى: ]والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم[ [التوبة: 100].
قلت: وقد اشتملت هذه الآية أبلغ ثناء على السابقين الأولين من المهاجرين، والأنصار، والذين اتبوعهم بإحسان.
فأخبر سبحانه وتعالى أنه y، ورضوا عنه، وأكرمهم بالخلود في جنات النعيم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الصارم المسلول» (ص572): (فرضي عن السابقين من غير اشتراط إحسان، ولم يرض عن التابعين إلا أن يتبعوهم بإحسان... والرضى من الله صفة قديمة، فلا يرضى إلا عن عبد علم أنه يوافيه على موجبات الرضى، ومن t لم يسخط عليه أبدا).اهـ
وقال الإمام الطحاوي / في «العقيدة الطحاوية» (ج2 ص689)؛ في سياق كلامه على الصحابة y: (ولا نذكرهم، إلا بخير).اهـ
وقال العلامة التفتازاني رحمه لله في «شرح المقاصد» (ج5 ص303): (ويجب تعظيم الصحابة y، والكف عن مطاعنهم). اهـ
وقال العلامة السفاريني / في «لوامع الأنوار البهية» (ج2 ص379): (ولا يرتاب أحد من ذوي الألباب: أن الصحابة الكرام، هم: الذين حازوا قصبات السبق، واستولوا على معالي الأمور من الفضل، والمعروف والصدق).اهـ
قلت: وهذا أصل عند أهل السنة والجماعة، خرمه: «ربيع المدخلي»، ولم يتأدب مع صحابة رسول الله r، فطعن فيهم، ووقع عليهم، وانتقصهم دون أن يشعر، فوقع في مذهب الرافضة بعض الشيء، وهو لا يشعر.
فقال ربيع المدخلي؛ عن كعب بن مالك، وصاحبيه y: (إن النبي r: ما أحسن الظن بهم؛ لأنهم متهمون في هذه الحالة، وقد يكونون متهمين بالنفاق) ([34]).اهـ
وقال ربيع المدخلي: (الرسول r ما أحسن الظن بهؤلاء، وبعضهم: بدريون!)([35]). ([36])اهـ
* هكذا: «المدخلي» يرمي صحابة رسول الله r بالنفاق! ([37])، وأنه r لم يحسن الظن بهم!، وهم: بدريون!. ([38])
* وهذا الكلام كله بسبب التغافل الذي وقع فيه: «المدخلي» في الدين؛ ملقيا الكلام على عواهنه؛ دونما تحقيق، أو تدقيق!.
قلت: فهذا قول «المدخلي» في الثلاثة من صحابة رسول الله r y، وهم: «كعب بن مالك t»، و«هلال بن أمية t»، و«مرارة بن الربيع t».
* وهذا القول من: « المدخلي » فيهم لا داعي له، ولا فائدة لذكره، لأنهم تابوا، وأحسنوا توبتهم، وتاب الله عليهم، وذكر الله تعالى ذلك في كتابه الكريم، فما فائدة من قوله: (أنهم متهمون بالنفاق!)، وقوله: (أن النبي r لم يحسن الظن بهم!)؛ والأصل الإمساك عن ذكر شيء من هذا الكلام لما يخشى فيه من الإلتباس، والتشويش، والفتنة، ولا ريب أن السبب الذي جرأ «المدخلي» في ذلك يعود في أساسه إلى خلل منهجي في تلك المقالات التي يصدرها، فهي ما بين تعالم، وبين جهل، والذي يقرأ كتاباته، وبياناته يعرف صدق ما قلنا.
قلت: وقصة([39]) قبول توبة الثلاثة y: أخرجها البخاري في «صحيحه» (2757)، و(2947)، و(3556)، و(3889)، ومسلم في «صحيحه» (716)، و(2769).
لذلك يحرم على: «المدخلي» أن يتلفظ عليهم بهذه الألفاظ الشنيعة، وهم من صحابة النبي r.
وقد تاب الله تعالى عليهم، وعلى النبي r، وعلى المهاجرين، والأنصار y، فماذا يريد: «المدخلي» من ذكر هذا الطعن فيهم، ألم يسمع قول الله تعالى في سورة التوبة: ]لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم * وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم [ [التوبة: 17-18].
قلت: ألم يسمع «المدخلي» هذا، قول الله تبارك وتعالى الذي سبق.
ألم يقرأ حديث؛ «كعب بن مالك t»: الطويل الذي، أخرجه البخاري في «صحيحه»، ومسلم في «صحيحه»، فيتفهمه، ويمسك عن الكلام والقدح فيهم، بهذا التأويل الفاسد.
* وهم صدقوا مع الله تعالى، ومع النبي r في توبتهم، وأخلصوا.
ألم يسمع بقول كعب بن مالك t، للنبي r: (لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني، ليوشكن الله أن يسخطك علي، ولئن حدثتك حديث صدق، تجد علي فيه، إني لأرجو فيه عفو الله، لا والله، ما كان لي من عذر، والله ما كنت قط أقوى، ولا أيسر مني حين تخلفت عنك، فقال رسول الله r: أما هذا فقد صدق). ([40])
قلت: فرسول الله r شهد له بالصدق، فماذا يريد: «المدخلي»، بهذا التأويل الباطل، وبهذا الكلام على: «كعب بن مالك t»، وقد شهد له النبي r بالصدق، وذلك أن الرسول r عندنا حق، والقرآن الكريم حق.
قال الإمام ابن القيم / في «زاد المعاد» (ج3 ص506): (وفي نهي النبي r: عن كلام هؤلاء، وهم: «كعب بن مالك»، و«هلال بن أمية»، و«مرارة بن الربيع»، من بين سائر من تخلف عنه في «غزوة تبوك»، دليل على صدقهم، وكذب الباقين).اهـ
وقال كعب t: (يا رسول الله، إن الله إنما نجاني بالصدق، وإن من توبتي أن لا أحدث إلا صدقا، ما بقيت، فوالله ما أعلم أحدا من المسلمين أبلاه الله في صدق الحديث).
أخرجه البخاري في «صحيحه» (4156) من طريق عقيل، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، أن عبد الله بن كعب بن مالك قال: سمعت كعب بن مالك يقول، فذكره.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج3 ص156): (ثم إذا كان قد صدر عن أحدهم ذنب، فيكون قد تاب منه، أو أتى بحسنة تمحوه، أو غفر له بفضل سابقته).اهـ
* فتاب الله عليهم بمنه وكرمه: (فقال رجل: يا كعب أبشر، فقال كعب: فخررت ساجدا، وعرفت أن قد جاء فرج، وآذن رسول الله r بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر، فذهب الناس يبشروننا... وانطلقت إلى رسول الله r فيتلقاني الناس فوجا فوجا يهنئونني بالتوبة). ([41])
قلت: هكذا كان فعل الصادقين من أهل الإسلام مع الثلاثة الصادقين عند توبتهم، ليس كفعل: «المدخلي» هذا، والعياذ بالله.
قال تعالى في آخر الآية: ]وكونوا مع الصادقين[ [التوبة: 19]، فكان الصحابة الكرام مع الصادقين.
قلت: فلا يجوز «لربيع المدخلي» التلفظ عليهم بهذه الألفاظ الشنيعة، والتنقص بهم.
قال العلامة الآلوسي / في «صب العذاب على من سب الأصحاب» (ص391): (فالله، الله: في انتقاص أحد منهم، بنسبته إلى الفسق، ونفي العدالة عنه).اهـ
قلت: إن تنقص أصحاب رسول الله r، محرم بالكتاب، والسنة، والإجماع. ([42])
فعن أبي سعيد الخدري t، قال: قال النبي r: (لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا، ما بلغ مد أحدهم، ولا نصيفه). ([43])
قال الحافظ النووي / في «المنهاج» (ج16 ص93): (واعلم أن سب الصحابة y: حرام من فواحش المحرمات، سواء من لابس الفتن منهم، ومن غيرهم، لأنهم مجتهدون في تلك الحروب، متأولون).اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الصارم المسلول» (ج3 ص1067): (سب أصحاب رسول الله r: حرام بالكتاب، والسنة).اهـ
وقال العلامة الشوكاني / في «إرشاد الغبي» (ص46): (قد ثبت إجماع الأئمة: من أهل البيت على: تحرم سب الصحابة y، وتحريم التكفير، والتفسيق لأحد منهم).اهـ
وعن الفضل بن زياد قال: سمعت: أبا عبد الله؛ وسئل عن رجل انتقص([44]): معاوية، وعمرو بن العاص ﭭ، أيقال له: (رافضي)؟.
قال الإمام أحمد /: (إنه لم يجترئ عليهما، إلا وله خبيئة سوء) ([45]). ([46])
وقال الإمام اللالكائي في «الاعتقاد» (ج7 ص1246)؛ سياق ما روي عن النبي r، من الوعيد: من لعن الصحابة، أو تنقصهم، أو نال منهم، وتتبع عوراتهم.
قلت: ولذلك يجب الإنكار على من يتلفظ على صحابة النبي r بهذه الألفاظ الشنيعة كائنا من كان، ونشدد عليه أكثر إذا لم يرجع عن ذلك.
* فالمدخلي: هذا ينكر عليه، ويحذر منه، ويهجر تعظيما لصحابة رسول الله r.
وهكذا كان السلف الصالح يشتد نكيرهم على من تلفظ بهذه الألفاظ على صحابة رسول الله r، ويحكمون عليه بحكم غليظ.
* فهذا «معاذ بن جبل t» ينكر على رجل بعد قول النبي r: (ما فعل كعب بن مالك؟ قال رجل من بني سلمة: يا رسول الله، حبسه برداه، ونظره في عطفيه، فقال معاذ بن جبل: بئس ما قلت، والله يا رسول الله، ما علمنا عليه إلا خيرا، فسكت رسول الله r).([47])
وقال الإمام أبو زرعة الرازي /: (إذا رأيت الرجل يتنقص أحدا من أصحاب رسول الله r، فاعلم أنه زنديق). ([48])
قلت: وهذا اتهام لكعب t من جهة صدقه، وحسن بلائه لهذا الدين، كما اتهم: «الجابري»، «كعب بن مالك t»: (أنه لو مات، لمات مهجورا ضالا مضلا).
* بل اتهم صاحبيه، بقوله: (أنهم لو ماتوا، لماتوا مهجورين ضالين مضلين).
قلت: فما وجه هذا الكلام الشنيع في صحابة رسول الله r، وقد ماتوا على الصدق، والهدى، والتقوى، بشهادة الكتاب والسنة.
* لذلك أنكر «معاذ بن جبل t» هذا الإتهام الذي فهم من كلام الرجل من بني سلمة، كما قال القرطبي / في «المفهم» (ج7 ص56): (وكأن هذا القائل كان في نفسه حقد، ولعله كان منافقا، فنسب: «كعبا t» إلى الزهو والكبر، وكانت نسبة باطلة بدليل شهادة العدل الفاضل «معاذ بن جبل t»، إذ قال: «بئس ما قلت، والله يا رسول الله، ما علمنا عليه إلا خيرا»؛ فيه جواز الذم والتقبيح للمتكلم في حق المسلم بالعيب والقبيح، ونصرة المسلم في حال غيبته، والرد عن عرضه).اهـ
قلت: وهذا من مهمات الآداب، وحقوق الإسلام، كما في «المنهاج» للنووي (ج17 ص89).
قلت: هذا مع علم معاذ بن جبل t بأن «كعبا t» قد تخلف عن رسول الله r، وكذلك النبي r أطلق عليه الصدق قبل أن تنزل توبته. ([49])
* وقد أقر الصحابة الكرام على صدقهم قبل أن تنزل توبتهم، والله يعلم بذلك، لذلك لم ينزل الوحي بالتكذيب، والله المستعان.
قلت: والذي حصل لهم من التوبة، فهذا زيادة في فضلهم وصدقهم، ومنقبتهم.
قال القاضي عياض / في «إكمال المعلم» (ج8 ص274): (وفيه -يعني: الحديث- فضل الصدق، وحسن عقباه: الذى نجا «كعبا وصاحبيه»، وكان سبب التوبة عليهم، وكان أمرهم يعد زيادة في فضلهم، ومنقبة لهم، بخلاف غيرهم ممن كذب، وخلف من أهل النفاق، وفضيحة الله لهم، وذمهم، ووعيدهم).اهـ
قلت: فالأصل في «كعب بن مالك وصاحبيه» الصدق والفضل من قبل نزول توبتهم، وما حصل منهم بعد نزول التوبة، فهذا أمر زائد في صدقهم وفضلهم، فلا يجوز أن يقال فيهم: (لو ماتوا على حالهم لماتوا مهجورين ضالين مضلين)، لأن الضلالة بعيدة عنهم في حياتهم، وبعد موتهم، فافطن لهذا ترشد.
قلت: «فكعب بن مالك»، و«هلال بن أمية»، و«مرارة بن الربيع» y، هم على الهدى قبل نزول التوبة، وبعدها، حتى لو ماتوا على ذلك بزعم: «ربيع المدخلي»، فهم سوف يموتون على الهدى، والله يغفر لهم([50])، لذلك قال بعض الصحابة، «لكعب بن مالك»: (فقد كان كافيك ذنبك، استغفار رسول الله r لك) ([51])، فكيف يقول: «المدخلي»: (إن النبي r ما أحسن الظن بهم؛ لأنهم: متهمون في هذه الحالة، وقد يكونوا متهمين بالنفاق).
وقوله: (الرسول r ما أحسن الظن بهؤلاء، وبعضهم: بدريون).
قلت: فيحرم بمثل هذا الكلام السيء فيهم، لا قبل، ولا بعد، لأن هذا التخلف يعتبر معصية، فكيف لو مات يكون ضالا مضلا إن هذا لشيء عجاب.
* وأكبر دليل أن: «معاذ بن جبل t» استدل بصدق: «كعب بن مالك t»، ولم ينكر عليه النبي r، وهذا قبل نزول التوبة من الله تعالى، اللهم سلم سلم.
ولذلك ذكر الأبي / في «إكمال إكمال المعلم» (ج9 ص189): (ولذا لم ينكر r على القائل ذلك اكتفاء بإنكار معاذ t).اهـ
قلت: فلم يعلم عن الصحابة الكرام إلا خيرا، فأين الاتهام بالنفاق: «ياربيع!»، اللهم سلم سلم.
إنه ينسب لهم قبيح ويدعي أن هذا من الدفاع عنهم، أليس للناس عقول يميزون بها بين المدح والقدح؟!.
قلت: وهذه الألفاظ من «المدخلي» التي أطلقها على صحابة رسول الله r تجره إلى مذهب قبيح من مذاهب أهل الأهواء، والعياذ بالله. ([52])
قال العلامة الآلوسي / في «صب العذاب على من سب الأصحاب» (ص230): (ولكن أبى الله تعالى؛ إلا أن يفضح من تنقص الصحابة الأخيار، وسادة هذه الأمة الأبرار، وأن يرى الناس عورته، ويغريه أن يكشف سوءته، نعوذ بالله من الذل والخذلان، ونستجير به سبحانه من الفضيحة والخسران).اهـ
قلت: فأي جماعة تذكر أخطاء الصحابة فيما بينهم؛ بأي طريقة: بجهل، أو بعمد، فإنه لا بد أن تختلف قلوبهم في الدين. ([53])
وأي جماعة تذكر محاسن الصحابة، فلا بد أن تألف قلوبهم في الدين.
قال الإمام أحمد /: (ثم أصحاب رسول الله r؛ بعد هؤلاء الأربعة خير الناس، لا يجوز لأحد أن يذكر شيئا من مساوئهم، ولا يطعن على أحد منهم، بعيب ولا بنقص، فمن فعل ذلك، فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته، ليس له أن يعفو عنه، بل يعاقبه ويستتيبه، فإن تاب قبل منه، وإن ثبت أعاد عليه العقوبة، وخلده الحبس، حتى يموت، أو يراجع). ([54])
وعن الإمام أيوب بن أبي تميمة السختياني / قال: (من قال الحسنى في أصحاب محمد r؛ فقد برئ من النفاق).
أثر حسن
أخرجه اللالكائي في «الاعتقاد» (ج7 ص1243)، والآجري في «الشريعة» (1230)، و(1231)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج54 ص193) من طريق محمد بن مقاتل العباداني عن حماد بن سلمة قال: قال أيوب السختياني به.
قلت: وهذا سنده حسن.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الصارم المسلول» (ص 280): (وأخذ مذاهب الفقهاء من الإطلاقات من غير مراجعة لما فسروا به كلامهم، وما تقتضيه أصولهم يجر إلى مذاهب قبيحة).اهـ
قلت: فتأمل ضرورة الرجوع إلى علماء السنة في أمور الدين من تفسير قصص الصحابة الكرام، وغير ذلك. ([55])
* فكيف يدعي «المدخلي» بأنهم وقعوا في النفاق، ولم يحسن النبي r الظن بهم، فكيف يكونون من المتهمين بالنفاق، وهم قد تابوا، وكيف يكونون من المنافقين، ويدافع عنهم الصحابة الكرام؛ بحضرة النبي r قبل نزول توبتهم، والله المستعان.
قلت: ومثل هذا الكلام يقال للذي منهمك في الباطل، مثل: «المنافق»، وهم لم يكونوا كذلك، بل يجوز الدفاع عنهم في هذه الحالة، كما فعل معاذ بن جبل t.
قال الحافظ النووي / في «المنهاج» (ج17 ص89): (قوله: «فقال له معاذ بن جبل: بئس ما قلت»؛ هذا دليل لرد غيبة المسلم الذي ليس بمنهمك في الباطل، وهو من مهمات الآداب، وحقوق الإسلام). اهـ
قلت: وبهذا تعرف خطأ «المدخلي» الفاحش في حق صحابة رسول الله r، فعليه التوبة والرجوع عن ذنبه الكبير هذا، وأن يبرأ إلى الله تعالى علانية مما قال، وكتب، وأن يتوب توبة المؤمنين الصادقين مما فرط منه، وأن ينزه لسانه، ويعصم نفسه، ويطهر قلبه من هذا الإثم العظيم، ويرجع إلى علماء الحرمين في مسائل الدين، والدعوة إلى الله تعالى، اللهم غفرا.
فعن عمرو بن قيس الملائي / يقول: (في قول الله تعالى: ]فاسألوا أهل الذكر[ [النحل: 43]، قال: أهل العلم). ([56])
* فإذا علمت أيها: «المدخلي» أنك أخطأت في حق الصحابي الجليل: «كعب بن مالك» t، وهو صادر منك، فلماذا تأتي بتلك المقدمة دائما، التي فيها التبرئة لنفسك من الخطأ والزلل، وتحميل غيرك بأنه حمل كلامك على غير وجهه الصحيح، إذا فلم نفسك على هذا الخطأ. ([57])
فنفســـــــــك لم ولا تلـــــم المطــــــــــــــايا |
|
|
ومـــــــت كمــــــدا فليس لك اعتــــــــــذار |
* وننصح لك أن تعمل بقول القائل الآخر:
إذا لــــــــم تستطــــــــــع شيئــــا فدعــــــــــه |
|
|
وجــــــــــــــــاوزه إلى مــــــا تستطيــــــــــــع |
قلت: وهذا يدل على أن: «المدخلي» هو الذي حمل كلام: «كعب بن مالك» t([58])، ما لا يتحمل من التأويل والاستنباط الباطل، ثم بخبثه حمل منتقديه ما هم منه براء؛ بل رماهم بأنهم من الحاقدين، والمغرضين!.
* فظهر بهذا أن من انتقده، وعدها زلة كبيرة من: «المدخلي»، هو المصيب، لأن «المدخلي» هو الذي فهم لكلام: «كعب بن مالك» t، على غير وجهه الصحيح.
قال تعالى: ]ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين[ [الحجرات: 6].
قلت: وبهذا يظهر أن تنقصه في «كعب بن مالك» t، بل هو قدح صريح منه في الصحابي الجليل، وفي الصحابة الكرام، ليس له أي عذر، فهذا ظاهر أقواله، وفي باطنه أشياء في أخطائه العلمية في الدين.
قال تعالى: ]وما تخفي صدورهم أكبر[ [آل عمران: 118].
* فاللهم فعياذا بك ممن قصر في العلم والدين باعه، وطالت في الجهل، وأذى عبادك حمقه؛ فهو لجهله يرى العلم النافع إساءة، والسنة بدعة، والعرف نكرا، ولظلمه يجزي بالحسنة سيئة كاملة، وبالسيئة الواحدة عشرا.
قد اتخذ بطر الحق، وغمط الناس سلما إلى ما يحبه من الباطل ويرضاه، ولا يعرف من المعروف ولا ينكر من المنكر؛ إلا ما وافق إرادته، وهاتف هواه.
* يستطيل على أولياء الرسول r، وحزبه بأصغريه، ويجالس أهل الغي، والجهالة، ويزاحمهم بركبتيه، قد ارتوى من ماء آجن([59])، وتضلع واستشرف إلى مراتب الأنبياء، وتطلع؛ يركض في ميدان جهله مع الجاهلين، ويبرز عليهم في الجهالة، فيظن أنه من السابقين.
* وهو عند الله تعالى، ورسوله r، والمؤمنين عن تلك الوراثة النبوية بمعزل، وإذا أنزل الورثة منازلهم منها؛ فمنزله منها أقصى، وأبعد منزل.
نزلــــــــوا بمكــــــة في قبائــــــــل هـــــــاشم |
|
|
ونزلـــــــت بالبيـــــــــداء أبعــــد منـــــــــزل |
* وعياذا بك ممن جعل الملامة بضاعته، والعذل([60]) نصيحته، فهو دائما يبدي في الملامة ويعيد، ويكرر على العذل، فلا يفيد، ولا يستفيد.
* بل عياذا بك من عدو في صورة ناصح، وولي في مسلاخ بعيد كاشح، يجعل عدواته، وأذاه حذرا وإشفاقا، وتنفيره وتخذيله إسعافا وإرفاقا.
وإذا كانت العين لا تكاد؛ إلا على هؤلاء تفتح، والميزان بهم يخف ولا يرجح، فما أحرى اللبيب بأن لا يعيرهم من قبله جزءا من الالتفات([61])، ويسافر في طريق مقصده بينهم سفره إلى الأحياء بين الأموات.
* وما أحسن ما قال القائل:
وفي الجهــــــل قبل الموت موت لأهلـــــه |
|
|
وأجســـــــامهم قبل القبـــــور قبــــــــــــــور |
وأرواحهــــــم في وحشــــة من جسومهـــم |
|
|
وليس لهــــم حتى النشــــور نشـــــــــــور([62]) |
قلت: فأولئك سحقا لهم سحقا، ومحقا لهم محقا، وتعسا لهم تعسا، فأولى لهم ثم أولى لهم.
وهذه تنبيهات من رأس القلم؛ لقمع دعاوى من تعدى وظلم، قد ينقلها ناقل، ويتقبلها قابل، ويتهوك فيها جاهل، فيتحير عاقل، فيصيب قوما بجهالة؛ فترتد على محدثها، ومبتدعها بالندامة، والويل يوم القيامة.
فلا تغرنكم البرقة؛ فإنها فجر كاذب، ولا تهولنكم المفاجأة، فإن أهل الحديث ينخلونهم نخلا، فيبقى اللباب، ويعيش على النخالة دواب.
اللهم: فلك الحمد، وإليك المشتكى، وأنت المستعان، وبك المستغاث، وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بك، وأنت حسبنا ونعم الوكيل. ([63])
ﭑ ﭑ ﭑ
فهرس الموضوعات
الرقم |
الموضوع |
الصفحة |
1) |
فتوى العلامة الشيخ ناصر الدين الألباني في وجوب الإنكار على المخالف للشرع..................................................................................... |
2 |
2) |
المقدمة..................................................................................................... |
3 |
3) |
ذكر الدليل على طعن «ربيع المدخلي» الحدادي، في صحابة رسول الله على طريقة «سيد قطب» التكفيري؛ كقوله: «لا ينجحون في السياسة!» ... «لا يستنبطون في الإذاعة!» «يقعون في فتنة!» ... «لا يصلحون للسياسة!» ... «فيهم عنصرية» «يلعنون بعضا!» ... «يكفرون بعضا!»، وهذا يعتبر سابا، شاتما؛ لهم عند السلف الصالح..................................................................................................... |
5 |
4) |
ذكر الدليل على طعن: «ربيع المدخلي» في «المهاجرين»، و«الأنصار» من صحابة رسول الله؛ برميهم: بـ«العصبية!»، و«العنصرية»، و«الجاهلية»، و«الهوى!»، و«الباطل!»، و«الدناءة»، وغير ذلك من الألفاظ الخبيثة............................................................... |
15 |
5) |
ذكر الدليل على طعن: «ربيع المدخلي» في «عبد الله بن عمر»، و«أبي بن كعب»، و«زيد بن ثابت» و«ابن مسعود»، وغيرهم من الصحابة، بأنهم لا يصلحون للسياسة على طريقة: «سيد قطب» الطاعن في الصحابة الكرام، وهو يعتبر سابا، وشاتما لهم عند السلف الصالح........................................................................................ |
23 |
6) |
ذكر الدليل على طعن: «ربيع المدخلي» في «معاوية بن أبي سفيان ﭭ»، و«أصحابه»، وفي «علي بن أبي طالب»، و«أصحابه»، حيث رماهم؛ بـ«سوء الظن»، وبـ«اللعن»، وبـ«التكفير» بعضهم بعضا........................................................................................................ |
26 |
7) |
ذكر الدليل على طعن: «ربيع المدخلي» في «خالد بن الوليد» بأنه لا يصلح للسياسية، وهو يعتبر سابا، وشاتما له عند السلف الصالح... |
28 |
8) |
ذكر الدليل على طعن: «ربيع المدخلي» في الثلاثة: من صحابة رسول الله r؛ وهم: «كعب بن مالك t»، و«هلال بن أمية t»، و«مرارة بن الربيع t»، برميهم: بـ«تهمة النفاق»، بل زعم: «ربيع المدخلي»، أن النبي r: لم يحسن الظن بهم، ومنهم: من أهل غزوة بدر الكبرى! ..................................................................................
|
30 |
|
|
|
([2]) قلت: فلا نريد التطويل بنقده هنا، والكشف عن خوافيه، وإنما ذكرت الذي ذكرته لأبين: «للمدخلي» ما يقطع تغريره واغتراره، ويدفع تبجحه وافتخاره، ويدرأ عناده واستكباره، اللهم سلم سلم.
([4]) وهذا القول ليس بصحيح، وقع فيها بعض الصحابة y، وهم على عدد الأصابع، إذا لا يجوز التعبير بكثرة وقوع الصحابة y في قصة الإفك.
([5]) فماذا ستقول في هذه الكلمات الخبيثة: «الفرقة الربيعية» في حق صحابة النبي r، التي جمعت بين القبح، وبين الافتراء على الصحابة y.
([6]) و«ربيع المدخلي» هذا، لم يتب إلى الآن عن تنقصه من صحابة رسول الله r، ولم يعلن تراجعه عن هذا السب للصحابة y، رغم أن أهل العلم: انتقدوه من فترة طويلة، ولم يتبين عنه أي شيء في التوبة والتراجع.
قال تعالى: ]ياأيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير[ [التحريم:8].
([7]) وانظر: «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (ج5 ص65)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج7 ص34)، و«مختار الصحاح» للرازي (ص276).
([9]) فكان لزاما على أهل السنة؛ الذين وفقوا إلى اتباع النصوص الشرعية في هذا الباب العظيم؛ أن يبرزوا ما لأولئك الأخيار من المكانة، والفضل في الدين.
([11]) والذي يظهر أن: «رجاء»، وهو شيخ: «أبي معاوية»، مصحف في الأصل من: «رجل»، لأنه رواه ابن بطة في «الإبانة الكبرى» من طريق أبي معاوية عن رجاء عن مجاهد به.
والإسناد: هكذا ذكره ابن تيمية في «منهاج السنة» (ج2 ص22) من طريق أبي معاوية عن رجاء به.
وأورده ابن بطة في «الإبانة الصغرى» (ص35).
([15]) أين غيرة أصحاب «الفرقة الربيعية» على أصحاب النبي r الكرام، أم هي مزيفة، فقط تكون للدفاع عن حزب: «ربيع المدخلي» في حق، أو باطل!.
([16]) إلى الآن لم يرجع عن زلاته الخطيرة مع علمه بأكثرها، وإلى الله المشتكى.
* وفي الحقيقة تبين بأن: «ربيعا المدخلي» لا يستطيع أن يترك هذه الألفاظ، ولو رجع عن هذه سوف يتلفظ بألفاظ أخرى!، ولذلك: وبتاريخ 25 جمادى الآخر 1426هـ، وبعد مناقشة جرت بين: «ربيع المدخلي»، وبعض طلبة العلم من الإمارات في بيته؛ بمكة عن قوله بالإرجاء، فغضب، وقال المدخلي: «على هذا! الله مرجئ!، والرسول مرجئ!، والصحابة مرجئة!)، فهذا التلفظ لا يستطيع تركه، والله المستعان.
* وهكذا يقول، فهو لا يستطيع ترك هذه الألفاظ نهائيا؛ لأنها متغلغلة فيه، والأجدر به أن يترك هذا المجال لغيره؛ فإن للدين رجالا يعرفون من أين تؤكل الكتف، ولله الحمد والمنة.
قلت: فلا حاجة لنا بهذا، وأشكاله في الدفاع عن الدين بهذه الطريقة المخزية...، وما هكذا يا سعد تورد الإبل.
([17]) وانظر: «إثبات العلو» لابن قدامة (ص125)، و«درء تعارض العقل والنقل» لابن تيمية (ج6 ص257)، و«اجتماع الجيوش الإسلامية» لابن القيم (ص145)، و«الصواعق المرسلة» له (ج4 ص1290)، و«شرح العقيدة الطحاوية» لابن أبي العز (ص728)، و«الرسالة» لابن أبي زيد المالكي (ص20 و21).
([18]) وانظر: «الاعتقاد» للبيهقي (ص449 و450)، و«الشريعة» للآجري (ج5 ص2504 و2505)، و«الكشف والبيان» للثعلبي (ج9 ص283)، و«العقيدة الطحاوية» للطحاوي (ص528)، و«الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (ج18 ص32)، و«أعلام السنة المنشورة» للحكمي (ص222)، و«فيض القدير» للمناوي (ج1 ص62)، و«القول المقبول في رد رواية المجهول من غير صحابة الرسول» للشوكاني (ج4 ص1677)، و«إرشاد الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحب النبي» له (ص46 و47).
([19]) أثر صحيح. بهذا اللفظ عن الصحابة.
أخرجه ابن أبي يعلى في «طبقات الحنابلة» (ج1 ص63)؛ برواية: الاصطخري.
وإسناده صحيح.
وذكره ابن القيم في «حادي الأرواح» (ص291).
([20]) وانظر: «أعلام السنة المنشورة» للحكمي (ص222)، و«تيسير الكريم الرحمن» للشيخ السعدي (ص475)، و«تفسير القرآن» لابن كثير (ج2 ص384)، و(ج4 ص190)، و«أحكام القرآن» للجصاص (ج5 ص273)، و«زاد المعاد» لابن القيم (ج1 ص35 و36)، و«الفتاوى» لابن تيمية (ج27 ص105)، و«منهاج السنة» له (ج1 ص156)، و«الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (ج8 ص42)، و«إرشاد الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحب النبي» للشوكاني (ص46 و47)، و«عقيدة السلف» للصابوني (ص129).
([21]) تصريحه بأن: «معاوية t»؛ ليس بعالم: قول باطل، فقد قيل لابن عباس ﭭ: هل لك في أمير المؤمنين معاوية t، فإنه ما أوتر إلا بواحدة؟ قال: (إنه فقيه).
أثر صحيح
أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج7 ص103) من طريق نافع بن عمر حدثني ابن أبي مليكة؛ قيل: لابن عباس ﭭ فذكره.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وانظر: «فتح الباري» لابن حجر (ج7 ص103)، فهذا ابن عباس ﭭ يصرح بأن: «معاوية t» هو فقيه في الأمة.
([24]) قلت: وهذا النهي يكون مطلقا، سواء كان المتكلم فيهم عمدا أو خطأ، يشعر أو لا يشعر، بقصد أو بدون قصد، فهذا يعتبر سبا في أصحاب رسول الله r، فانتبه.
([25]) والمدخلي: يعالج أخطاء المخالف أحيانا بغلو في الألفاظ، وبتفريط في الرد، فمن هو الغالي، ومن الذي عنده غلو، ومن هم الغلاة؟!، فـ«ربيع وحزبه» هم الغلاة، والله المستعان.
ويقعد أحيانا في رده أصولا تخالف أصول الكتاب والسنة، ولا أحد يشعر بذلك، لأنهم يحسنون الظن به، لكن: ]والله مخرج ما كنتم تكتمون[ [البقرة: 72].
([27]) وقد أعلن «المدخلي» عن توبته بزعمه من قوله: «وأحيانا يلخبط»، وهذا من باب الأنصاف والعدل، وأما عن قوله: «ما يصلح للسياسة» لم يرجع عنها.
وانظر: «الكر على أهل الخيانة والمكر» للمدخلي، الحلقة الأولى (ص9 و10).
حيث قال ربيع المدخلي في «الكر على أهل الخيانة والمكر» (ص10): (ومع هذا، فأنا أستغفر الله من كملة «يلخبط»؛ فإنه كلمة سيئة). اهـ
* فهو يقر أنها، كلمة سيئة.
* وكذلك هذه التوبة لا تقبل بهذه الطريقة، كما هو معروف عند أهل العلم، لتعذر الشروط فيها، ولأنه يماطل دائما في رجوعه، ولا يعتذر بصراحة من باطله كذلك، ولم يعتذر للعلماء، وطلبة العلم في طعنه فيهم، والله المستعان.
([28]) وانظر: «تاريخ الأمم والملوك» للطبري (ج3 ص358 و359)، و«البداية والنهاية» لابن كثير (ج6 ص386)، و«المنتظم في تاريخ الملوك والأمم» لابن الجوزي (ج4 ص103 و104 و105).
([30]) وانظر: «صب العذاب على من سب الأصحاب» للآلوسي (ص265 و395)، و«ذم الكلام» للهروي (ج4 ص288)، و«الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (ج1 ص60)، و«العقيدة الطحاوية» للطحاوي (ج2 ص689)، و«طريق الهجرتين» لابن القيم (ص362)، و«الفتاوى» لابن تيمية (ج4 ص430)، و«الإبانة الصغرى» لابن بطة (ص35).
([32]) لأن ذلك يعتبر طعنا في الدين، إذ أن الصحابة الكرام هم الذين حفظوا لنا هذا الدين، ونقلوه إلينا.
بل هذا الكلام في الصحابة الكرام يجعل الرافضة يتجرؤون على التهجم مباشرة على الصحابة الكرام، والدين.
([33]) وانظر: «منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية» لابن تيمية (ج6 ص254)، و«الفتاوى» له (ج4 ص430)، و«صب العذاب على من سب الأصحاب» للآلوسي (ص252)، و«شرح العقيدة الطحاوية» لابن أبي العز (ج2 ص689)، و«لوامع الأنوار البهية» للسفاريني (ج2 ص379 و380)، و«الجمع لأحكام القرآن» للقرطبي (ج16 ص296)، و«الرسالة» لابن أبي زيد المالكي (ص20 و21).
([34]) «قناة أهل الحديث»، بصوت: «ربيع المدخلي»، بعنوان: «ربيع المدخلي يطعن في الصحابة الكرام» بتاريخ 21/5/2017.
وراجع: «الدعوة السلفية»، وهو مقال؛ بعنوان: «نظرة الشيخ ربيع المدخلي، إلى الصحابة عموما، وإلى كعب بن مالك خصوصا»، بتاريخ 15 نفمبر 2006.
([35]) «قناة أهل الحديث»، بصوت: «ربيع المدخلي»، بعنوان: «ربيع المدخلي يطعن في الصحابة الكرام» بتاريخ 21/5/2017.
([36]) قلت: فليتأمل هذا مناصرو: «المدخلي»، ومريدوه حتى يعرفوا الحق من الباطل، وصدق القول من الخبر العاطل؛ قال تعالى: ]فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض[ [الرعد:17].
قلت: وهذا الطعن في الصحابة الكرام من: «المدخلي» قد تجاهله من مدة طويلة، وتغافل عنه، ولم يتب، ولم يرجع عنه: إلى الآن؛ ظانا أن لن يتنبه إليه أحد، ولن يتعقبه أحد!، فاتهام: «المدخلي» أصحاب النبي r: «بالنفاق»، هو اتهام باطل، راجع إلى: «المدخلي» نفسه، مردود عليه، فهو الضال المنافق، اللهم سلم سلم.
([37]) فهذا من أقبح أنواع: السب، والشتم لصحابة رسول الله r.
* وللعلم أن انحراف: «ربيع المدخلي» هذا قد اتسع، وجعل هذا الانحراف دينا يدعو إليه، وينافح عنه، كما هو مشاهد منه، فلا يحسن الظن فيه أكثر من ذلك، فافطن لهذا.
([39]) فيها فوائد كثيرة بينها أهل العلم، فعلى طلبة العلم أن يرجعوا إلى شروح هذه القصة، ليستفيدوا منها في حياتهم.
([42]) وانظر: «شرح صحيح مسلم» للنووي (ج16 ص93)، و«فيض القدير» للمناوي (ج6 ص146)، و«الشرح والإبانة» لابن بطة (ص35)، و«السنة» للخلال (ج3 ص493)، و«الصارم المسلول» لابن تيمية (ص776 و777).
([44]) بمثل: ما انتقص: «المدخلي»، لـ«كعب بن مالك t»، و«هلال بن أمية t»، و«مرارة بن الربيع t».
وانظر: «الصارم المسلول على شاتم الرسول» لابن تيمية (ص576 و577).
أخرجه الخلال في «السنة» (447)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج59 ص210).
وإسناده صحيح.
أخرجه الخطيب في «الكفاية في علم أصول الرواية» (ص97)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج38 ص32).
وإسناده حسن.
وذكره ابن حجر في «الإصابة في تمييز الصحابة» (ج1 ص18)، والآلوسي في «صب العذاب على من سب الأصحاب» (ص391)، والمزي في «تهذيب الكمال» (ج19 ص96).
([49]) نعم: هكذا كان ربانيو هذه الأمة؛ للمخالفين: لعقيدة أهل السنة والجماعة، بجميع أنواعهم، تحذيرا من هذه المزالق الخطيرة، لئلا يقع فيها الطيبون في شراكهم، والعياذ بالله.
([52]) فكيف الصادق عند «المدخلي» يكون من المتهمين بالنفاق، اللهم غفرا.
وانظر: «إكمال إكمال المعلم» للأبي (ج9 ص189)، و«مكمل إكمال الإكمال» للسنوسي (ج9 ص189)؛ في معني قول معاذ بن جبل: (بئس ما قلت).
([53]) وهذا ظاهر في: «ربيع المدخلي وأتباعه»، لكثرة تنقصهم صحابة رسول الله r بالتأويلات الفاسدة، اختلفت قلوبهم، فوقع الاختلاف فيما بينهم، ولا بد.
([54]) أثر صحيح، بهذا اللفظ عن الصحابة.
أخرجه ابن أبي يعلى في «طبقات الحنابلة» (ج1 ص64)، برواية: الاصطخري.
وإسناده صحيح.
وذكره ابن القيم في «حادي الأرواح» (ص291).