القائمة الرئيسة
الرئيسية / سلسلة النصيحة الذهبية للعودة إلى السلفية / الزلزال لزلزلة: «عبيد بن عبد الله الجابري» من الأرض؛ لرميه صحابة النبي صلى الله عليه وسلم بالضلال

2023-11-30

صورة 1
الزلزال لزلزلة: «عبيد بن عبد الله الجابري» من الأرض؛ لرميه صحابة النبي صلى الله عليه وسلم بالضلال

17

سلسلة

النصيحة الذهبية

للعودة إلى السلفية

 

 

 

 

 

 

الزلزال

لزلزلة: «عبيد بن عبد الله الجابري» من الأرض؛ لرميه صحابة النبي r بالضلال

 

بقلم:

فضيلة الشيخ المحدث الفقيه

أبي عبد الرحمن فوزي بن عبد الله الحميدي الأثري

حفظه الله ورعاه

 

ويليه:

فتاوى العلماء في الرد على: «عبيد الجابري» في تنقصه صحابة النبي r؛ وهم: العلامة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، والعلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، والعلامة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان.

    

أتباع:

«الفرقة الربيعية»

وتنقصهم صحابة رسول الله r؛ بتأويلاتهم الفاسدة في شروحهم للكتب؛ فهذا عقابهم في الدنيا

 

* أمروا: بالاستغفار للصحابة y، والترحم عليهم؛ فتنقصوهم، فالخذلان في الدنيا عليهم مسلول إلى أن يموتوا، لا تقوم لهم راية في أي بلد، ولا يثبت لهم قدم، ولا تجتمع لهم كلمة، والتفرق ملازمهم مثل: الظل!، كلما أوقدوا فتنة في أي بلد أطفأها الله تعالى: بقمعهم، وتفريق شملهم، وإدحاض حجتهم، أعاذنا الله، وإياكم من الأهواء المضلة.

قال تعالى: ]تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون[ [الحشر:14].

قال الإمام ابن بطة / في «الإبانة الصغرى» (ص6): (إني لما رأيت ما قد عم الناس وأظهروه، وغلب عليهم، فاستحسنوه من فظائع الأهواء، وقذائع الآراء، وتحريف سنتهم، وتبديل دينهم، حتى صار ذلك سببا لفرقتهم، وفتح باب البلية، والعمى على أفئدتهم، وتشتيت ألفتهم، وتفريق جماعتهم، فنبذوا الكتاب وراء ظهورهم، واتخذوا الجهال والضلال أربابا في أمورهم، من بعد ما جاءهم العلم من ربهم، واستعملوا الخصومات فيما يدعون، وقطعوا الشهادات عليها بالظنون، واحتجوا بالبهتان فيما ينتحلون، وقلدوا في دينهم الذين لا يعلمون؛ فيما لا برهان لهم به في الكتاب، ولا حجة عندهم فيه من الإجماع.

وأيم الله لكثير مما ألقت الشياطين على أفواه إخوانهم الملحدين من أقاويل الضلال وزخرف المقال، من محدثات البدع بالقول المخترع؛ بدع تشتبه على العقول، وفتن تتلجلج في الصدور، فلا يقوم لتعرضها بشر، ولا يثبت لتلجلجها قدم، إلا من عصم الله بالعلم، وأيده بالتثبت والحلم).اهـ

وبوب الإمام ابن بطة / في «الإبانة الكبرى» (ج1 ص193)؛ باب: التحذير من صحبة قوم يمرضون القلوب، ويفسدون الإيمان.

وقال الإمام ابن بطة / في «الإبانة الكبرى» (ج1 ص193): (وأن الذي أمرضها بعد صحتها، وسلبها أثوب عافيتها، إنما هو: من صحبة من تغر الدنيا ألفته، وتورد النار في القيامة صحبته). اهـ

 

 

ﭑ ﭑ ﭑ

 

 

    

فتوى

العلامة الشيخ ناصر الدين الألباني /

في

وجوب الإنكار على المخالف للشرع

 

قال العلامة المحدث ناصر الدين الألباني /: (الخطأ: إذا وقع علنا، وجب إنكاره علنا، وإذا وقع سرا وجب إنكاره سرا) ([1]).اهـ

 

ﭑ ﭑ ﭑ

 

 

 

 

    

فتوى

العلامة الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ /

في

من يعاند ويخالف أدلة الكتاب والسنة، بأقوال ضعيفة، تنسب للعلماء، الأولى به أن يساس، بسياسة الحيوانات

 

قال العلامة الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ / في «الدرر السنية» (ج4 ص79): (مصادمة: النصوص له، والحالة هذه، طريقة أحمق متهوك، لا يعقل شيئا، في هذا الباب، والأولى به أن يساس، بسياسة الدواب).اهـ

 

ﭑ ﭑ ﭑ

 

 

 

 

    

الحمد لله على ستره، وما أعجز المستور عن شكره

درة نبوية

في الصحابة الكرام

 

عن أبي سعيد الخدري t، قال: قال النبي r: (لا تسبوا أصحابي([2])، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا، ما بلغ مد أحدهم، ولا نصيفه).

أخرجه البخاري في «صحيحه» (3470)، ومسلم في «صحيحه» (2540) من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري t به.

قال الحافظ النووي / في «المنهاج» (ج16 ص93): (اعلم أن سب الصحابة y حرام من فواحش المحرمات، سواء من لا بس الفتن منهم وغيره، لأنهم مجتهدون في تلك الحروب متأولون).اهـ

وقال القاضي عياض / في «إكمال المعلم» (ج7 ص580): (سب أصحاب النبي r، وتنقصهم، أو أحد منهم من الكبائر المحرمة، وقد لعن النبي r فاعل ذلك... وأما من قال منهم: إنهم كانوا على ضلالة... يقتل في الجميع لقول مالك).اهـ

    

وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت

المقدمة

 

الحمد لله رب العالمين، هادي الخلق أجمعين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، قدوة الموحدين، وعلى آله وصحبه الغر الميامين المتبعين الصادقين.

أما بعد:

فهذا جزء أثري في الدفاع عن أصحاب النبي r، جعلته ردا على من تطاول بلسانه، وتعدى وظلم، مضللا صفوة الأمة من غير تدبر، ولا تفكر في كلامه على أفضل الناس، وأكرمهم وأشرفهم، وأعدلهم وأعلاهم علما ودينا، وأخلاقا وسموا بعد الأنبياء، والرسل عليهم السلام.

قلت: دفعه إلى ذلك ما عشعش فيه من الغرور في طلاقة اللسان في الكلام في الدين، بدون ضوابط شرعية، والجهل في كيفية معاملة أصحاب النبي r جملة وتفصيلا.

* لعل في هذا الكتاب تكون فيه نهاية: «الجابري»، إما بقطع لسانه في عدم الكلام في دين الله بغير علم، أو إعلان توبته، وما ذلك على الله بعزيز، فالعمر قصير مهما توالت أسبابه، والموت قريب شرعت أبوابه. ([3])

وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

                                                                                          أبو عبد الرحمن

فوزي بن عبد الله الأثري

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

    

ذكر الدليل على أن من تنقص الصحابة y،

أو تنقص لعدد منهم، أو لواحد منهم، أو تأول القبيح في قصصهم؛

فإن هذا يعتبر سابا، شاتما: لهم، ووقع في المحرم سواء: يشعر، أو لايشعر،

وسواء: بجهل، أو بعلم، أوبعمد، إلى أن يتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا([4])،

من تنقصه للصحابة y، ويستغفر لهم، ويذكر محاسنهم، وينصرهم ويدافع عنهم في الدين، فإن لم يفعل فاتهمه على الإسلام، ووقع عليه الوعيد الشديد في الدنيا والآخرة

 

1) عن أبي سعيد الخدري t قال: قال رسول الله r: (لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا، ما بلغ مد أحدهم، ولا نصيفه).

أخرجه البخاري في «صحيحه» (3673)، ومسلم في «صحيحه» (2541)، وأبو داود في «سننه» (4658)، والترمذي في «سننه» (4198)، و(4199)، والنسائي في «السنن الكبرى» (8250)، وأحمد في «المسند» (ج3 ص11 و54)، وفي «فضائل الصحابة» (5)، و(6)، و(7)، و(1735)، وابن حبان في «صحيحه» (6994)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج12 ص174 و175)، وابن أبي عاصم في «السنة» (988)، و(990)، و(991)، والبغوي في «شرح السنة» (3859)، وفي «معالم التنزيل» (ج1 ص531)، وأبو يعلى في «المسند» (1171)، و(1198)، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» (ج2 ص122)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج10 ص209)، وفي «الاعتقاد» (ص444 و445)، وفي «شعب الإيمان» (1508)، وفي «المدخل إلى علم السنن» (45)، وعبد بن حميد في «المنتخب من المسند» (918)، وأبو القاسم البغوي في «الجعديات» (738)، و(2460)، والآجري في «الشريعة» (2050)، و(2052)، والخطيب في «تاريخ بغداد» (ج7 ص144)، وفي «الكفاية» (ص47 و48)، تمام الرازي في «الفوائد» (249)، و(932)، وابن أبي زمنين في «أصول السنة» (188)، والطيالسي في «المسند» (2297)، وابن طهمان في «مشيخته» (145)، وابن حزم في «المحلى بالآثار» (ج1 ص28)، ووكيع في «النسخة» (23)، والقطيعي في «زيادات فضائل الصحابة» (535)، و(654)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج5 ص251 و252)، و(ج17 ص141)، و(ج40 ص38)، و(ج57 ص52 و303)، والطبراني في «المعجم الأوسط» (ج6 ص338)، والمقدسي في «من سب الأصحاب» (ص32)، واللالكائي في «الاعتقاد» (ج7 ص1247)، والجوزقاني في «الأباطيل والمناكير» (ج1 ص179) من طريق أبي بكر بن عياش، ووكيع، وأبي معاوية، وشعبة، وجرير، وغيرهم؛ جميعهم: عن الأعمش قال: سمعت أبا صالح ذكوان السمان يحدث عن أبي سعيد الخدري t به.

وعلقه البخاري في «صحيحه» (3673)، عن أبي معاوية به.

وقوله r: (ولا نصيفه)، النصيف، هو: النصف، والنصيف، بوزن رغيف، وهو النصف، يعني: نصف المد. ([5])

قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج3 ص155): (وقد ثبت بقول الرسول r: أنهم خير القرون، وأن «المد» من أحدهم: إذا تصدق به، كان أفضل من جبل احد ذهبا).اهـ

وقال الإمام ابن حزم / في؛ في شرحه لهذا الحديث: (فكان نصف مد شعير، أو تمر: في ذلك الوقت، أفضل من جبل أحد ذهبا، ننفقه نحن في سبيل الله تعالى؛ بعد ذلك، قال تعالى: ]لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى[ [الحديد:10]؛ وهذا في الصحابة y: فيما بينهم؛ فكيف بمن بعدهم معهم) ([6]).اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «منهاج السنة» (ج6 ص223): (وذلك أن الإيمان الذي كان في قلوبهم حين الإنفاق في أول الإسلام، وقلة أهله، وكثرة الصوارف عنه، وضعف الدواعي، لا يمكن أحدا أن يحصل له مثله ممن بعدهم؛ وهذا يعرف بعضه من ذاق الأمور، وعرف المحن، والابتلاء الذي يحصل للناس، وما يحصل للقلوب من الأحوال المختلفة).اهـ

* ورغم ما تبوأه جيل الصحابة الكرام، من مكانة عالية، ومقام رفيع، فقد تعرض هذا الجيل، في القديم، والحديث، إلى حملات العداء، والتشويه([7])؛ من شتى الفرق الضالة، الذين انقادوا للشيطان؛ فلم يوفقوا للاعتقاد السديد في الصحابة y.([8])

2) عن نسير بن ذعلوق، قال: (كان ابن عمر ، يقول: لا تسبوا أصحاب محمد r، فلمقام أحدهم ساعة، خير من عمل أحدكم عمره).

أثر حسن

أخرجه ابن ماجه في «سننه» (162)، وأحمد في «فضائل الصحابة» (15)، و(20)، و(1729)، و(1736)، والآجري في «الشريعة» (2054)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج12 ص178)، وابن أبي عاصم في «السنة» (1006)، والبيهقي في «الاعتقاد» (ص323)، واللالكائي في «الاعتقاد» (2350)، ومسدد في «المسند» (ج4 ص334-المطالب العالية) من طريق أبي أسامة، ووكيع، ويحيى، والحسن بن قتيبة، كلهم: عن سفيان الثوري عن نسير بن ذعلوق به.

قلت: وهذا سنده حسن.

وذكره ابن حجر في «المطالب العالية» (ج4 ص146)، وعزاه لمسدد، وابن تيمية في «منهاج السنة» (ج2 ص23)، وعزاه لأحمد، وفي «الصارم المسلول» (ص580) وعزاه: للالكائي.

وأورده البوصيري في «اتحاف الخيره المهرة» (ج9 ص443)؛ ثم قال: «رواه مسدد، موقوفا، بسند صحيح».

وبوب عليه الإمام ابن أبي شيبة في «المصنف» (ج13 ص178)، ما ذكر في الكف عن أصحاب الرسول r.

3) وعن ابن عباس t قال: (لا تسبوا أصحاب محمد r؛ فإن الله عز وجل: قد أمر بالاستغفار لهم، وهو يعلم أنهم سيحدثون، ويفعلون). وفي رواية: (وهو يعلم أنهم يقتتلون).

أثر صحيح

أخرجه ابن بطة في «الإبانة الكبرى» (ج2 ص740-المحلق)، وفي «الإبانة الصغرى» (ص35) من طريق عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا رجاء عن مجاهد عن ابن عباس به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

وذكره ابن تيمية في «منهاج السنة» (ج2 ص22)، ثم قال: (رواه ابن بطة؛ بإسناد صحيح، عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا أبو معاوية، حدثنا رجاء، عن مجاهد، عن ابن عباس).

وأخرجه ابن منيع في «المسند» (ج4 ص336-المطالب العالية)، وأحمد في «فضائل الصحابة» (ج1 ص59)، واللالكائي في «الاعتقاد» (ج7 ص1245)، وأبو القاسم الأصبهاني في «الحجة» (364)، والثعلبي في «الكشف والبيان» (ج9 ص281) من طريق أبي معاوية حدثنا: رجل([9]) عن مجاهد عن ابن عباس قال: (لا تسبوا أصحاب محمد r؛ فإن الله عز وجل: قد أمر بالاستغفار لهم، وهو يعلم أنهم سيقتتلون). وفي رواية: (وهو يعلم؛ أنهم: سيفتنون).

وذكره ابن تيمية في «الصارم المسلول» (ج3 ص1071).

وأورده البوصيري في «إتحاف الخيرة المهرة» (ج9 ص445)؛ ثم قال: «رواه أحمد بن منيع: موقوفا، بسند فيه، راو لم يسم».

4) وعن ميمون بن مهران قال: قال، لي ابن عباس t: (يا ميمون؛ لا تسب السلف، وادخل الجنة بسلام).

أثر صحيح

أخرجه اللالكائي في «الاعتقاد» (ج7 ص1251)، وابن الأعرابي في «معجم الشيوخ» (2101)، والقاضي عياض في «الغنية» (ص100)، وأبو علي القشيري في «تاريخ الرقة» (65)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج61 ص349) من طريق جعفر بن برقان، وسوادة الجرمي، كلاهما: عن ميمون بن مهران به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

وذكره ابن أبي حاتم في «علل الحديث» (2586).

5) وعن الإمام مالك بن أنس / قال: (الذي يشتم أصحاب النبي r، ليس له نصيب في الإسلام).

أثر صحيح

أخرجه الخلال في «السنة» (779)، وابن بطة في «الإبانة الصغرى» (ص206) من طريق أبي بكر المروذي عن أحمد بن حنبل به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

وبوب الإمام الخلال في «السنة» (ج3 ص501)؛ التغليظ على من كتب الأحاديث التي فيها طعن على أصحاب رسول الله r.

6) وعن عبد الملك بن عبد الحميد الميموني قال: سمعت: أحمد بن حنبل يقول، ما لهم، ولمعاوية t، أسأل الله العافية، وقال لي: يا أبا الحسن، إذا رأيت أحدا: يذكر أصحاب رسول الله r، بسوء؛ فاتهمه على الإسلام).

أثر صحيح

أخرجه اللالكائي في «الاعتقاد» (ج7 ص1252)، وقاضي المارستان في «المشيخة الكبرى» (249)، والمخلص في «المخلصيات» (2604)، وأبو القاسم في «الحجة» (ج2 ص397)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج59 ص209)، وابن الجوزي في «مناقب الأمام أحمد» (ص161 و162) من طريق عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري قال: أخبرنا عبد الملك بن عبد الحميد الميموني قال: سمعت أحمد بن حنبل به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

وذكره ابن تيمية في «الصارم المسلول» (ج3 ص1058).

7) وعن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت: أبي عن رجل شتم رجلا من أصحاب النبي r، فقال: ما أراه على الإسلام).

أثر صحيح

أخرجه الخلال في «السنة» (782) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

وقال الحافظ أبو نعيم / في «الإمامة» (ص373): (فالإمساك عن ذكر أصحاب رسول الله r، وذكر زللهم، ونشر محاسنهم ومناقبهم). اهـ

وقال الإمام الإسماعيلي / في «اعتقاد أهل السنة» (ص59): (وطلب آثار الصحابة y، والكف عن الوقيعة فيهم، وتأول القبيح عليهم).اهـ

وقال الإمام الآجري / في «الشريعة» (ج5 ص2495): (فمن لم يكرمهم، فقد أهانهم، ومن سبهم: فقد سب رسول الله r، ومن سب رسول الله r: استحق اللعنة من الله عز وجل، ومن ملائكته، ومن الناس أجمعين).اهـ

وقال الحافظ ابن كثير / في «تفسير القرآن» (ج2 ص384): (فياويل من أبغضهم، أو سبهم، أو أبغض، أو سب بعضهم).اهـ

وقال العلامة الشيخ عبد الرحمن السعدي / في «تيسير الكريم الرحمن» (ص671): (فتعزير من سب الصحابة y أبلغ). اهـ

وقال العلامة الشيخ الشنقيطي / في «أضواء البيان» (ج2 ص148): (ومن يسبهم ويبغضهم، أنه ضال مخالف لله تعالى).اهـ

 

ﭑ ﭑ ﭑ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

    

وبه العون والعصمة

ذكر الدليل على جهل، وجرأة، وسوء أدب عبيد الجابري في طعنه([10]) في أصحاب رسول الله r،  وتأول القبيح في قصصهم، ولا يعذر بجهله في تنقصهم، والرد عليه في ذلك جملة وتفصيلا، بل دفاعا علميا عن أفضل الناس بعد الأنبياء عليهم السلام

 

اعلم رحمك الله أن من المعلوم أن الأصل في معتقد أهل السنة والجماعة، الإمساك عن الكلام في الصحابة الكرام، والوقوع فيهم، أو انتقاصهم، وروي في الحديث: (إذا ذكر أصحابي فأمسكوا) ([11])، فالإمساك عن ذكر أصحابه r، هو إمساك مخصوص يقصد به الإمساك العام عن ذكر أخطائهم وغيرها، لئلا تحصل فتنة بالوقوع فيهم، وانتقاصهم دون أن يشعر المتكلم. ([12])

* لذلك؛ قال ابن مسعود t: (ما أنت محدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة). ([13])

وهذا على اعتبار أن المتحدث ممن يملكون أهلية الحديث في الدين، فكيف إذا كان ذلك المتحدث غير مؤهل في الدين.

قلت: ولقد أصاب علماء السنة في التشديد على تجنب الكلام في صحابة رسول الله r بأي شيء، وحذروا من ذلك أشد التحذير. ([14])

* والمتأمل في المبتدعة يراهم يتجرؤون على الطعن في الصحابة y مباشرة، ويتطاولون على الدين وهدفهم في ذلك الطعن في رسول الله r، فيجب الإمساك عن الكلام فيهم، لأنهم من أهل الجنة، والتقيد بجملة ضوابط وقواعد أهل السنة فيهم. ([15])

قال تعالى: ]والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم[ [التوبة: 100].

قلت: وقد اشتملت هذه الآية أبلغ ثناء على السابقين الأولين من المهاجرين، والأنصار، والذين اتبوعهم بإحسان.

فأخبر سبحانه وتعالى أنه رضي عنهم، ورضوا عنه، وأكرمهم بالخلود في جنات النعيم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الصارم المسلول» (ص572): (فرضي عن السابقين من غير اشتراط إحسان، ولم يرض عن التابعين إلا أن يتبعوهم بإحسان... والرضى من الله صفة قديمة، فلا يرضى إلا عن عبد علم أنه يوافيه على موجبات الرضى، ومن t لم يسخط عليه أبدا).اهـ

وقال الإمام الطحاوي / في «العقيدة الطحاوية» (ج2 ص689)؛ في سياق كلامه على الصحابة y: (ولا نذكرهم، إلا بخير).اهـ

وقال العلامة التفتازاني رحمه لله في «شرح المقاصد» (ج5 ص303): (ويجب تعظيم الصحابة y، والكف عن مطاعنهم). اهـ

وقال العلامة السفاريني / في «لوامع الأنوار البهية» (ج2 ص379): (ولا يرتاب أحد من ذوي الألباب: أن الصحابة الكرام، هم: الذين حازوا قصبات السبق، واستولوا على معالي الأمور من الفضل، والمعروف والصدق).اهـ

قلت: وهذا أصل عند أهل السنة والجماعة، خرمه: «عبيد الجابري»، ولم يتأدب مع صحابة رسول الله r، فطعن فيهم، ووقع عليهم، وانتقصهم دون أن يشعر، فوقع في مذهب الرافضة بعض الشيء، وهو لا يشعر.

فقال الجابري -وهو ينتقص صحابة رسول الله r الثلاثة-: (لأنهم لو ماتوا على حالهم، لماتوا مهجورين ضالين مضلين!) ([16]).اهـ

وقال الجابري -عن كعب بن مالك t-: (لو مات، لمات مهجورا ضالا مضلا!) ([17]).اهـ

* وهذا الكلام كله بسبب التغافل الذي وقع فيه: «الجابري» في الدين؛ ملقيا الكلام على عواهنه؛ دونما تحقيق، أو تدقيق!.

قلت: فهذا قول «الجابري» في الثلاثة من صحابة رسول الله r y، وهم: «كعب بن مالك t»، و«هلال بن أمية t»، و«مرارة بن الربيع t».

* وهذا القول من: «الجابري» فيهم لا داعي له، ولا فائدة لذكره، لأنهم تابوا، وأحسنوا توبتهم، وتاب الله عليهم، وذكر الله تعالى ذلك في كتابه الكريم، فما فائدة من قوله: (لماتوا مهجورين ضالين مضلين!)، وقوله: (لمات مهجورا ضالا مضلا!)؛ والأصل الإمساك عن ذكر شيء من هذا الكلام لما يخشى فيه من الإلتباس، والتشويش، والفتنة، ولا ريب أن السبب الذي جرأ «الجابري» في ذلك يعود في أساسه إلى خلل منهجي في تلك المقالات التي يصدرها، فهي ما بين تعالم، وبين جهل، والذي يقرأ كتاباته، وبياناته يعرف صدق ما قلنا.

قلت: وقصة([18]) قبول توبة الثلاثة y: أخرجها البخاري في «صحيحه» (2757)، و(2947)، و(3556)، و(3889)، ومسلم في «صحيحه» (716)، و(2769).

لذلك يحرم على: «الجابري» أن يتلفظ عليهم بهذه الألفاظ الشنيعة، وهم من صحابة النبي r.

وقد تاب الله تعالى عليهم، وعلى النبي r، وعلى المهاجرين، والأنصار y، فماذا يريد: «الجابري» من ذكر هذا الطعن فيهم، ألم يسمع قول الله تعالى في سورة التوبة: ]لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم * وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم [ [التوبة: 17-18].

قلت: ألم يسمع «الجابري» هذا، قول الله تبارك وتعالى الذي سبق.

ألم يقرأ حديث؛ «كعب بن مالك t»: الطويل الذي، أخرجه البخاري في «صحيحه»، ومسلم في «صحيحه»، فيتفهمه، ويمسك عن الكلام والقدح فيهم، بهذا التأويل الفاسد.

* وهم صدقوا مع الله تعالى، ومع النبي r في توبتهم، وأخلصوا.

ألم يسمع بقول كعب بن مالك t، للنبي r: (لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني، ليوشكن الله أن يسخطك علي، ولئن حدثتك حديث صدق، تجد علي فيه، إني لأرجو فيه عفو الله، لا والله، ما كان لي من عذر، والله ما كنت قط أقوى، ولا أيسر مني حين تخلفت عنك، فقال رسول الله r: أما هذا فقد صدق). ([19])

قلت: فرسول الله r شهد له بالصدق، فماذا يريد: «الجابري»، بهذا التأويل الباطل، وبهذا الكلام على: «كعب بن مالك t»، وقد شهد له النبي r بالصدق، وذلك أن الرسول r عندنا حق، والقرآن الكريم حق.

قال الإمام ابن القيم / في «زاد المعاد» (ج3 ص506): (وفي نهي النبي r: عن كلام هؤلاء، وهم: «كعب بن مالك»، و«هلال بن أمية»، و«مرارة بن الربيع»، من بين سائر من تخلف عنه في «غزوة تبوك»، دليل على صدقهم، وكذب الباقين).اهـ

وقال كعب t: (يا رسول الله، إن الله إنما نجاني بالصدق، وإن من توبتي أن لا أحدث إلا صدقا، ما بقيت، فوالله ما أعلم أحدا من المسلمين أبلاه الله في صدق الحديث).

أخرجه البخاري في «صحيحه» (4156) من طريق عقيل، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، أن عبد الله بن كعب بن مالك قال: سمعت كعب بن مالك يقول، فذكره.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج3 ص156): (ثم إذا كان قد صدر عن أحدهم ذنب، فيكون قد تاب منه، أو أتى بحسنة تمحوه، أو غفر له بفضل سابقته).اهـ

* فتاب الله عليهم بمنه وكرمه: (فقال رجل: يا كعب أبشر، فقال كعب: فخررت ساجدا، وعرفت أن قد جاء فرج، وآذن رسول الله r بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر، فذهب الناس يبشروننا... وانطلقت إلى رسول الله r فيتلقاني الناس فوجا فوجا يهنئونني بالتوبة). ([20])

قلت: هكذا كان فعل الصادقين من أهل الإسلام مع الثلاثة الصادقين عند توبتهم، ليس كفعل: «الجابري» هذا، والعياذ بالله.

قال تعالى في آخر الآية: ]وكونوا مع الصادقين[ [التوبة: 19]، فكان الصحابة الكرام مع الصادقين.

قلت: فلا يجوز «للجابري» التلفظ عليهم بهذه الألفاظ الشنيعة، والتنقص بهم.

قال العلامة الآلوسي / في «صب العذاب على من سب الأصحاب» (ص391): (فالله، الله: في انتقاص أحد منهم، بنسبته إلى الفسق، ونفي العدالة عنه).اهـ

قلت: إن تنقص أصحاب رسول الله r، محرم بالكتاب، والسنة، والإجماع. ([21])

فعن أبي سعيد الخدري t، قال: قال النبي r: (لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا، ما بلغ مد أحدهم، ولا نصيفه). ([22])

قال الحافظ النووي / في «المنهاج» (ج16 ص93): (واعلم أن سب الصحابة y: حرام من فواحش المحرمات، سواء من لابس الفتن منهم، ومن غيرهم، لأنهم مجتهدون في تلك الحروب، متأولون).اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الصارم المسلول» (ج3 ص1067): (سب أصحاب رسول الله r: حرام بالكتاب، والسنة).اهـ

وقال العلامة الشوكاني / في «إرشاد الغبي» (ص46): (قد ثبت إجماع الأئمة: من أهل البيت على: تحرم سب الصحابة y، وتحريم التكفير، والتفسيق لأحد منهم).اهـ

وعن الفضل بن زياد قال: سمعت: أبا عبد الله؛ وسئل عن رجل انتقص([23]): معاوية، وعمرو بن العاص ، أيقال له: «رافضي»؟

قال الإمام أحمد /: (إنه لم يجترئ عليهما، إلا وله خبيئة سوء) ([24]). ([25])

وقال الإمام اللالكائي في «الاعتقاد» (ج7 ص1246)؛ سياق ما روي عن النبي r، من الوعيد: من لعن الصحابة، أو تنقصهم، أو نال منهم، وتتبع عوراتهم.

قلت: ولذلك يجب الإنكار على من يتلفظ على صحابة النبي r بهذه الألفاظ الشنيعة كائنا من كان، ونشدد عليه أكثر إذا لم يرجع عن ذلك.

* فالجابري: هذا ينكر عليه، ويحذر منه، ويهجر تعظيما لصحابة رسول الله r.

وهكذا كان السلف الصالح يشتد نكيرهم على من تلفظ بهذه الألفاظ على صحابة رسول الله r، ويحكمون عليه بحكم غليظ.

* فهذا «معاذ بن جبل t» ينكر على رجل بعد قول النبي r: (ما فعل كعب بن مالك؟ قال رجل من بني سلمة: يا رسول الله، حبسه برداه، ونظره في عطفيه، فقال معاذ بن جبل: بئس ما قلت، والله يا رسول الله، ما علمنا عليه إلا خيرا، فسكت رسول الله r).([26])

وقال الإمام أبو زرعة الرازي /: (إذا رأيت الرجل يتنقص أحدا من أصحاب رسول الله r، فاعلم أنه زنديق). ([27])

قلت: وهذا اتهام لكعب t من جهة صدقه، وحسن بلائه لهذا الدين، كما اتهم: «الجابري»، «كعب بن مالك t»: (أنه لو مات، لمات مهجورا ضالا مضلا).

* بل اتهم صاحبيه، بقوله: (أنهم لو ماتوا، لماتوا مهجورين ضالين مضلين).

قلت: فما وجه هذا الكلام الشنيع في صحابة رسول الله r، وقد ماتوا على الصدق، والهدى، والتقوى، بشهادة الكتاب والسنة.

* لذلك أنكر «معاذ بن جبل t» هذا الإتهام الذي فهم من كلام الرجل من بني سلمة، كما قال القرطبي / في «المفهم» (ج7 ص56): (وكأن هذا القائل كان في نفسه حقد، ولعله كان منافقا، فنسب: «كعبا t» إلى الزهو والكبر، وكانت نسبة باطلة بدليل شهادة العدل الفاضل «معاذ بن جبل t»، إذ قال: «بئس ما قلت، والله يا رسول الله، ما علمنا عليه إلا خيرا»؛ فيه جواز الذم والتقبيح للمتكلم في حق المسلم بالعيب والقبيح، ونصرة المسلم في حال غيبته، والرد عن عرضه).اهـ

قلت: وهذا من مهمات الآداب، وحقوق الإسلام، كما في «المنهاج» للنووي (ج17 ص89).

قلت: هذا مع علم معاذ بن جبل t بأن «كعبا t» قد تخلف عن رسول الله r، وكذلك النبي r أطلق عليه الصدق قبل أن تنزل توبته.

* وقد أقر الصحابة الكرام على صدقهم قبل أن تنزل توبتهم، والله يعلم بذلك، لذلك لم ينزل الوحي بالتكذيب، والله المستعان.

قلت: والذي حصل لهم من التوبة، فهذا زيادة في فضلهم وصدقهم، ومنقبتهم.

قال القاضي عياض / في «إكمال المعلم» (ج8 ص274): (وفيه -يعني: الحديث- فضل الصدق، وحسن عقباه: الذى نجا «كعبا وصاحبيه»، وكان سبب التوبة عليهم، وكان أمرهم يعد زيادة في فضلهم، ومنقبة لهم، بخلاف غيرهم ممن كذب، وخلف من أهل النفاق، وفضيحة الله لهم، وذمهم، ووعيدهم).اهـ

قلت: فالأصل في «كعب بن مالك وصاحبيه» الصدق والفضل من قبل نزول توبتهم، وما حصل منهم بعد نزول التوبة، فهذا أمر زائد في صدقهم وفضلهم، فلا يجوز أن يقال فيهم: (لو ماتوا على حالهم لماتوا مهجورين ضالين مضلين)، لأن الضلالة بعيدة عنهم في حياتهم، وبعد موتهم، فافطن لهذا ترشد.

قلت: «فكعب بن مالك»، و«هلال بن أمية»، و«مرارة بن الربيع» y، هم على الهدى قبل نزول التوبة، وبعدها، حتى لو ماتوا على ذلك بزعم: «عبيد الجابري»، فهم سوف يموتون على الهدى، والله يغفر لهم([28])، لذلك قال بعض الصحابة، «لكعب بن مالك»: (فقد كان كافيك ذنبك، استغفار رسول الله r لك) ([29])، فكيف يقول: «الجابري»: (لأنهم لو ماتوا على حالهم لماتوا مهجورين ضالين مضلين).

وقوله: (لو مات -يعني: كعبا t - لمات مهجورا ضالا مضلا).

قلت: فيحرم بمثل هذا الكلام السيء فيهم، لا قبل، ولا بعد، لأن هذا التخلف يعتبر معصية، فكيف لو مات يكون ضالا مضلا إن هذا لشيء عجاب.

* وأكبر دليل أن: «معاذ بن جبل t» استدل بصدق: «كعب بن مالك t»، ولم ينكر عليه النبي r، وهذا قبل نزول التوبة من الله تعالى، اللهم سلم سلم.

ولذلك ذكر الأبي / في «إكمال إكمال المعلم» (ج9 ص189): (ولذا لم ينكر r على القائل ذلك اكتفاء بإنكار معاذ t).اهـ

قلت: وهذه الألفاظ من «الجابري» التي أطلقها على صحابة رسول الله r تجره إلى مذهب قبيح من مذاهب أهل الأهواء، والعياذ بالله. ([30])

قال العلامة الآلوسي / في «صب العذاب على من سب الأصحاب» (ص230): (ولكن أبى الله تعالى؛ إلا أن يفضح من تنقص الصحابة الأخيار، وسادة هذه الأمة الأبرار، وأن يرى الناس عورته، ويغريه أن يكشف سوءته، نعوذ بالله من الذل والخذلان، ونستجير به سبحانه من الفضيحة والخسران).اهـ

قلت: فأي جماعة تذكر أخطاء الصحابة فيما بينهم؛ بأي طريقة: بجهل، أو بعمد، فإنه لا بد أن تختلف قلوبهم في الدين. ([31])

وأي جماعة تذكر محاسن الصحابة، فلا بد أن تألف قلوبهم في الدين.

قال الإمام أحمد /: (ثم أصحاب رسول الله r؛ بعد هؤلاء الأربعة خير الناس، لا يجوز لأحد أن يذكر شيئا من مساوئهم، ولا يطعن على أحد منهم، بعيب ولا بنقص، فمن فعل ذلك، فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته، ليس له أن يعفو عنه، بل يعاقبه ويستتيبه، فإن تاب قبل منه، وإن ثبت أعاد عليه العقوبة، وخلده الحبس، حتى يموت، أو يراجع). ([32])

وعن الإمام أيوب بن أبي تميمة السختياني / قال: (من قال الحسنى في أصحاب محمد r؛ فقد برئ من النفاق).

أثر حسن

أخرجه اللالكائي في «الاعتقاد» (ج7 ص1243)، والآجري في «الشريعة» (1230)، و(1231)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج54 ص193) من طريق محمد بن مقاتل العباداني عن حماد بن سلمة قال: قال أيوب السختياني به.

قلت: وهذا سنده حسن.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الصارم المسلول» (ص 280): (وأخذ مذاهب الفقهاء من الإطلاقات من غير مراجعة لما فسروا به كلامهم، وما تقتضيه أصولهم يجر إلى مذاهب قبيحة).اهـ

قلت: فتأمل ضرورة الرجوع إلى علماء السنة في أمور الدين من تفسير قصص الصحابة الكرام، وغير ذلك. ([33])

* فكيف يدعي «الجابري» بأنهم لو ماتوا على حالهم لماتوا مهجورين ضالين مضلين، فكيف يكونون من الضالين المضلين، وهم قد تابوا، وكيف يكونون من الضالين المضلين، ويدافع عنهم الصحابة الكرام؛ بحضرة النبي r قبل نزول توبتهم، والله المستعان.

قلت: ومثل هذا الكلام يقال للذي منهمك في الباطل، مثل: «المنافق»، وهم لم يكونوا كذلك، بل يجوز الدفاع عنهم في هذه الحالة، كما فعل معاذ بن جبل t.

قال الحافظ النووي / في «المنهاج» (ج17 ص89): (قوله: «فقال له معاذ بن جبل: بئس ما قلت»؛ هذا دليل لرد غيبة المسلم الذي ليس بمنهمك في الباطل، وهو من مهمات الآداب، وحقوق الإسلام). اهـ

قلت: وبهذا تعرف خطأ «الجابري» الفاحش في حق صحابة رسول الله r، فعليه التوبة والرجوع عن ذنبه الكبير هذا، وأن يبرأ إلى الله تعالى علانية مما قال، وكتب، وأن يتوب توبة المؤمنين الصادقين مما فرط منه، وأن ينزه لسانه، ويعصم نفسه، ويطهر قلبه من هذا الإثم العظيم، ويرجع إلى علماء الحرمين في مسائل الدين، والدعوة إلى الله تعالى، اللهم غفرا.

فعن عمرو بن قيس الملائي / يقول: (في قول الله تعالى: ]فاسألوا أهل الذكر[ [النحل: 43]، قال: أهل العلم). ([34])

وعن سهل بن عبد الله التستري / قال: (حياة هذا العلم على يدي العلماء، ثم يذهب على يدي العلماء). ([35])

قلت: والله تعالى أمر بالاستغفار لهم، والترحم عليهم، وذكر محاسنهم، لا بتنقصهم، وذكر أخطائهم. ([36])

قال تعالى: ]والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان[ [الحشر:10].

وقال تعالى: ]فاعف عنهم واستغفر لهم[ [آل عمران:159].

وقال تعالى: ]فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات[ [محمد:19].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الصارم المسلول» (ج3 ص1071): (فيكون الله تعالى: يكره السب لهم، الذي هو ضد: الاستغفار.

والبغض لهم، الذي هو: ضد الطهارة).اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الصارم المسلول» (ج3 ص1074): (هذا دليل: على أن الاستغفار لهم داخل في عقد الدين، وأصله).اهـ

عن عائشة ڤ قالت: (أمروا بالاستغفار، لأصحاب محمد r، فسبوهم).

أثر صحيح

أخرجه مسلم في «صحيحه» (3022)، واللالكائي في «الاعتقاد» (ج7 ص1249)، وأحمد في «فضائل الصحابة» (ج1 ص57)، وابن أبي عاصم في «السنة» (ج2 ص484)، وابن بطة في «الإبانة الصغرى» (ص25)، والحاكم في «المستدرك» (ج2 ص462) من طريق يحيى بن يحيى، وعلي بن حرب، كلاهما: عن أبي معاوية الضرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ڤ به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

وقال الشيخ الألباني في «ظلال الجنة» (ج2 ص484): «إسناده صحيح على شرط الشيخين».

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

وذكره ابن تيمية في «الصارم المسلول» (ج3 ص1071).

وأخرجه ابن أبي حاتم في «تفسير القرآن» (ج10 ص3347)، وعبد بن حميد في «تفسير القرآن» (ج14 ص384-الدر المنثور)، وابن الأنباري في «المصاحف» (ج14 ص384-الدر المنثور) من طريق محمد بن بشر حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر عن أبيه عن عائشة ڤ قالت: (أمروا أن يستغفروا، لأصحاب النبي r، فسبوهم!؛ ثم قرأت: هذه الآية: ]والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان[ [الحشر:10]).

وإسناده ضعيف، لكنه توبع هذا الإسناد

وذكره ابن كثير في «تفسير القرآن» (ج4 ص340)، والسيوطي في «الدر المنثور» (ج14 ص384).

قلت: فأمر الله تعالى: بالاستغفار لهم، والترحم عليهم؛ يعني: لأصحاب رسول الله r، وهو يعلم سبحانه، أنهم سيحدثون ما أحدثوا. ([37])

قال الإمام أبو حنيفة / في «الفقه الأكبر» (ص43): (ولا نذكر أحدا، من صحابة الرسول r؛ إلا بخير).

وقال الإمام أحمد /: (ومن الحجة الواضحة الثابتة البينة المعروفة: ذكر محاسن أصحاب رسول الله r، كلهم أجمعين، والكف عن ذكر مساوئهم، والخلاف الذي شجر بينهم، فمن سب أصحاب رسول الله r، أو أحدا منهم، أو تنقصه، أو طعن عليهم، أو عرض بعيبهم، أو عاب أحدا منهم، فهو مبتدع، رافضي، خبيث، مخالف، لا يقبل الله منه صرفا، ولا عدلا).اهـ([38])

وقال الإمام ابن أبي زيد القيرواني / في «رسالته» (ص20): (وأن لا يذكر أحد من صحابة رسول الله r؛ إلا بأحسن ذكر، والإمساك عما شجر بينهم، وأنهم أحق الناس أن يلتمس لهم حسن المخارج، ويظن بهم أحسن المذاهب).اهـ

* فأهل السنة والجماعة: مجمعون على: أن الواجب للصحابة y؛ علينا سلامة قلوبنا، وألسنتنا لهم، ونشر فضائلهم، والكف عما شجر بينهم، والاستغفار لهم، والترحم عليهم. ([39])

قال الإمام ابن بطة / في «الإبانة الكبرى» (ج2 ص736): (فقد غفر الله لهم، وأمرك بالاستغفار لهم، والتقرب إليه بمحبتهم، وفرض ذلك على لسان نبيه r، وهو يعلم ما يكون منهم، وأنهم سيقتتلون). اهـ

وقال الإمام اللالكائي في «الاعتقاد» (ج7 ص1241)؛ سياق ما روي عن النبي r، في الحث على حب الصحابة، وذكر محاسنهم، والترحم عليهم، والاستغفار لهم، والكف عن مساوئهم.

وقال الإمام ابن حزم / في «الإحكام» (ج5 ص85)؛ عن الصحابة: (فرض علينا توقيرهم وتعظيمهم، وأن نستغفر لهم ونحبهم، وتمرة يتصدق بها أحدهم أفضل من صدقة أحدنا بما يملك، وجلسة من الواحد منهم؛ مع النبي r: أفضل من عبادة أحدنا دهره كله، وسواء كان من ذكرنا على عهده عليه السلام، صغيرا، أو بالغا).اهـ

وقال العلامة السفاريني / في «لوامع الأنوار البهية» (ج2 ص380): (فخير قلوب العباد احق الخلق، بإصابة الصواب، فكل خير، وإصابة، وحكمة، وعلم، ومعارف، ومكارم، إنما عرفت لدينا، ووصلت إلينا من الرعيل الأول، والسرب الذي عليه المعول، فهم الذين نقلوا العلوم، والمعارف عن ينبوع الهدى، ومنبع الاهتداء). اهـ

 

ﭑ ﭑ ﭑ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

    

ذكر الدليل على طعن: «عبيد الجابري» في: «كعب بن مالك t» مرة ثانية، وكشف، تناقضه، وتلاعبه، وتدليسه، فيما أسماه بالتراجع عن: «سوء أدبه»، مع: الصحابي الجليل: «كعب بن مالك t»

 

فمن عجيب أمر هذا المدعي، أنه كثير المناقضة لنفسه، يقع فيما ينهى الآخرين عنه، ويتصف بما يذم الآخرين بتلبسه.

حيث يقول: «الجابري»؛ بعدما ذكر «للجابري» قدحه في «كعب بن مالك» t، في السؤال في محاضرته: «إتحاف البشر بشرح حديث: حذيفة بن اليمان».

حيث قال الجابري: (وكان كعب بن مالك t، يقول: «والله مابي، إلا أن أموت، أو يموت رسول الله r»، قلت: معلقا على هذا: «خشي أن يموت هو، أو يموت رسول الله r، وهو مهجور، لأنه لو مات هو t، مات مهجورا، ومات ضالا مضلا، إلى أن ينزل الله تعالى عفوه».

قيل للجابري في السؤال: فهذه عبارة موهمة([40]) لعلها تجعل الحاقدين، والمغرضين يستغلون في التنفير منكم، والطعن فيكم، فما قولكم؟

فأجب الجابري بقوله: (نعم لا أنكر ذلك، وهذا مما ورثناه عن أئمتنا وعلمائنا، أن من قال قولا، لا يحوص عنه، ولا ينكر، وإنما هاهنا أمر:

الأمر الأول: أن هذا هو ما فهمته من قول كعب بن مالك t!.

الأمر الثاني: تبين لي أن هذه العبارة موهمة([41])، توهم: «سوء الأدب»، بل بعض الناس قد يستنبط؛ منها: «سوء الأدب»، مع كعب بن مالك t، مع أني أترضى عنه([42])، كما هو شأن علماء السنة، كلما ذكر، وهذا رأينا([43]) مع جميع أصحاب النبي r.

* فلما تبين لي أنها موهمة، قلت: عبارة أخرى، ووقفت عليها، ولم أزد: «خشي أن يموت على الضلالة!»، وهذا هو صريح قول: «كعب بن مالك» t: «مابي، إلا أن أموت، أو يموت رسول الله r، وأنا على تلك الحال».

* من يقول غير ذلك: «هو خشي أن يموت على الضلالة»، دون زيادة على ذلك.

وهذه العبارة ليس فيها إيهام، وأما من كان مغرضا من أهل الهوى، فهذا كالغريق الذي يتشبث بأضعف الأعواد، فإني راجع عن مقالتي تلك الموهمة)([44]).انتهى كلام الجابري.

قلت: وهذه تالله، كبرى معايب هذا: «الجابري»، بشهادة نفسه على نفسه، ويكأنه بدأ يخلط، وتختلط عليه الأمور.

فهو يرمي: «كعب بن مالك» t بالضلالة، بقوله: (خشي أن يموت هو، أو يموت رسول الله r، مات مهجورا، ومات ضالا مضلا)، وهذا على التفصيل!.

* ثم يتراجع بزعمه عن عبارته هذه المشينة في الصحابي الجليل، ثم يكرر نفس العبارة، لكن في الإجمال!، بقوله: (وهو خشي على نفسه الضلالة!). ([45])

قلت: فأي تناقض أكبر من هذا:

أرى كـــــل إنســـــــــان يرى عيب غيــــــره

 

 

ويعمــــــــى عــن العـــــيب الـذي هــو فيـه

ولا خيـــــر فيمن لا يرى عــــيب نفســـــــه

 

 

ويعمــــــى عن العـــــــــيب الذي بأخيــــــه

* ويتجلى هذا التناقض بصورة أوضح، وبطريقة أفضح، في تراجعه هذا، فهو فصل، أولا: بالطعن في «كعب بن مالك» t، ثم ثانيا: أجمل في الطعن فيه، فأي تراجع هذا، والعبارة هي متكررة من: «الجابري» بالقدح في «كعب بن مالك» t.([46])

قلت: فانظروا بالله عليكم إلى هذا التلاعب البين، والتناقض الجلي، وكأن هذا: «الجابري»، يتلاعب بعقول الناس، ويظنهم مستسلمين لكلامه، مسلمين برأيه ومرامه.([47])

قال أبو الحسن المفضل المقدسي([48]):

تصــــــدر للتدريس كــل مهــــــــــــــــــوس

 

 

جهـــــول بليد تسمى بالفقيـــــــه المدرس

فحـــــــق لأهل العلــــــــم أن يتمثلــــــــــوا

 

 

ببيت قديم شــــــــــــاع في كــــــل مجلـــس

لقـــــــد هزلت حتى بدا مـــــن هزالـــــــــها

 

 

كــــــــلاها وحتى ســـــــامها كــل مفلـــس

وعن عبد الله بن عمرو t قال: سمعت رسول الله r يقول: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا). ([49])

وعن أبي هريرة t قال: قال رسول r: (سيأتي على الناس سنوات خداعات، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة؟ قال r: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة). ([50])

* إن المتأمل بعين الإنصاف في مجالس الناس في هذا الزمان؛ ليرى في بعضها آفات مؤذية مفسدة، لا تؤذن بخير، ولا صلاح.

وإن من هذه الآفات التي تنتشر في عدد المجالس، واللقاءات: آفة القول على الله تعالى بغير علم، الجرأة على الفتوى من غير نقل لأثر، والتوقيع عن رب العالمين من غير دليل، ولا أصل، وقد حرم الله تعالى: القول عليه بغير علم في الفتيا، والقضاء، وجعله سبحانه من أعظم المحرمات، بل جعله في المرتبة العليا منها، فقال تعالى: ]قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون[ [الأعراف: 33]. ([51])

قال الإمام ابن القيم / في «إعلام الموقعين» (ج1 ص38): (مراتب المحرمات أربع مراتب: ... ثم ربع بما هو أشد تحريما من ذلك كله، وهو القول عليه بغير علم، وهذا يعم القول عليه: بلا علم في: «أسمائه وصفاته»، و«أفعاله»، وفي «دينه»، و«شرعه»). اهـ

وقال الإمام ابن القيم / في «إعلام الموقعين» (ج1 ص11): (وإذا كان منصب التوقيع عن الملوك: بالمحل الذي لا ينكر فضله، ولا يجهل قدره، وهو من أعلى المراتب السنيات، فكيف بمنصب التوقيع، عن رب الأرض والسموات، فحقيق بمن أقيم في هذا المنصب، أن يعد له عدته، وأن يتأهب له أهبته، وأن يعلم قدر المقام الذي أقيم فيه) ([52]).اهـ

* إن من يتأمل أحوال هؤلاء الناس: الذين يتصدرون في دين الله بغير علم، يجد الواحد منهم: لا يخلو من إحدى هذه الخصال، أو منها كلها:

1) فتراه أنه يحاول أن يظهر التعالم بين الناس، فيتشدق ليظهر نفسه في مظهر الشيخ العارف!.

2) وتراه قليل الاستشهاد في كلامه على النصوص الشرعية، من كتاب، او سنة، أو أثر.

3) أن هذا النوع من الناس، قليل: الرجوع لعلماء السنة، فهو كثيرا ما يفتي نفسه بنفسه.

4) أن هذا النوع: يكون مستكبرا عن قبول الحق، إذا بين له، وقليل الرجوع عن قوله، أو رأيه الذي أخطأ فيه، وإذا رجع بزعمه، فإنه تراه يلف ويدور، بمثل: الثعلب المكار.

5) أن هذا النوع: يحب الظهور، والشهرة، بل زد على ذلك؛ أنه متعصب لرأيه، يرى أنه دائما على الصواب، وغيره على الخطأ.

قلت: والعجب العجاب، أن: «الجابري»، بتنقصه هذا: لـ«كعب بن مالك» t، يقول هذا ما فهمته من كلامه، فهذا فهمك السقيم للنصوص، أهلكك أنت، ومن معك في الدين، حتى وقعتم في البدع، والضلالات، والجهالات في المنهج. ([53])

قلت: وكون: «الجابري» يفهم من النص فهما سيئا، فآفته من فهمه الخاطئ، فليس ما فهمه هو من ظاهر نص: «كعب بن مالك» t، ففهمه ليس صحيح. ([54])

وكـــــم من عــــائب قـــــولا صحيحــــــــا

 

 

وآفتـــــــــــه مـــــن الفهـــــــم السقيــــــــــــم

* ثم في أثناء تراجعه بزعمه عن قدحه في: «كعب بن مالك» t، يسقط في هوة سحيقة، أكبر من أختها، لأن كلمته الأولى يزعم أنها موهمة في الطعن في «كعب بن مالك» t، وهي في الحقيقة صريحة في الطعن، وليس فيها أي: إيهام!.

قال تعالى: ]فماذا بعد الحق إلا الضلال[ [يونس: 32].

قلت: فعندما تراجع: «الجابري» عن قدحه الأول في «كعب بن مالك» t، قدح فيه مرة ثانية؛ بمثل: القدح الأول، ولم يأت بشيء جديد في تراجعه، مما يدل على ضلاله في تراجعه المزعوم.

* ومما يدل أيضا أنه ليس بصادق في تراجعه، بل يدور، ويلف، مثل: الثعلب المكار في البرية، لم يتراجع إلا بالذم لغيره!، والوقيعة فيه، وأنه في تراجعه المزعوم يبرئ نفسه الأمارة بالسوء من الخطأ الذي وقع فيه في حق الصحابي الجليل: «كعب بن مالك» t، وقد وقع فيه مرة ثانية بالقدح بالضلالة، والعياذ بالله.

فقال الجابري: (خشي أن يموت على الضلالة!). ([55])

قلت: وهذا الكلام هو المعتمد عند: «الجابري» في: «كعب بن مالك» t، فهو رجع ينتقصه مرة ثانية بوقاحة، فأي: رجوع هذا!.

فسبحان من أوقعك مرة ثانية، بمثل هذا القدح، فهو جدير بمثل القدح الأول: سواء بسواء، لا فرق في ذلك.

قلت: وهذا بسبب كثرة كذبه، وتمويهه، وتدليسه، ونكوصه، وتلونه، وأخذه، ورده، وضلاله، وتهجمه.

فانظر إلى أي: هوة سقط هذا الرجل، أبكذبه، وتضليله، وتلبيسه، أم بعظم غفلته، وشدة حمقه، أم بضحالة عقله، واستفحال جهله. ([56])

قلت: فالتأويل الفاسد لأي نص؛ مهما صلحت نية فاعله، وحسن مقصده، وقد يعمل المرء بعمل باطل، وهو يظن أنه مهتدي. ([57])

قال تعالى: ]وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون[ [الزخرف: 37].

وقال تعالى: ]قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا [ [الكهف: 103-104].

قلت: والعبرة بعموم اللفظ، لا بخصوص السبب.

قلت: وقد شرح أهل العلم، حديث: «كعب بن مالك» t، الذي شرحه: «الجابري»، ولم يفهموه، بهذا الفهم الذي فهمه: «الجابري» هذا، ولم يقل به أحد من أهل العلم، منهم: الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» (ج7 ص343)، والحافظ القسطلاني في «إرشاد الساري» (ج10 ص319)، والحافظ الكرماني في «لكواكب الدراري» (ج17 ص145)، وغيرهم.

قلت: وشيخنا / لما شرح هذه العبارة، تكلم بكلام عام، ولم يتعرض: «لكعب بن مالك» t، بكلام خاصة؛ مثل: «الضلالة» ولا غيرها من الألفاظ المشينة، فافطن لهذا.

قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «التعليق على صحيح البخاري» (ج9 ص700): (قوله: (وما من شيء أهم إلي من أن أموت، فلا يصلي علي النبي r، أو يموت رسول الله r؛ فأكون من الناس بتلك المنزلة فلا يكلمني أحد منهم، ولا يصلي)، هذا من أهم الأمور، أنه لو مات قبل أن يتوب ولم يصل عليه النبي r، أو مات النبي r على تلك الحال، ولم ينزل وحي بالتوبة عليهم، فإنهم يبقون على حالهم إلى الموت، وهذه من الشدة أيضا؛ لأنها هم للمستقبل). اهـ

قلت: وبعد هذا، فما أحرى الأوصاف بهذا: «الجابري»، التضليل، والتلبيس، والخيانة، أم الجهل، والغفلة، والغرور.

إن من كان هذا حاله: حقيق؛ بأن يرثى مآله، ويطرح مقاله، لعل المغرورين به: يكتشفون حقيقته في العلم، فتظهر لهم فعاله سريرته، لأنه ملازم للوقوع في الفتنة جملة وتفصيلا.

 قال تعالى: ]ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا[ [المائدة: 41].

وقال تعالى: ]إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون[ [هود: 34].

قلت: أخي القارئ، فأنت ترى أن: «الجابري» قد اعترف على نفسه، أنه تنقص: «كعب بن مالك» t، وقدح فيه، بل اعترف أنه: «أساء أدبه» مع هذا الصحابي الجليل بقوله: (خشي أن يموت هو، أو يموت رسول الله r، وهو مهجور، لأنه لو مات هو t، مات مهجورا، ومات ضالا مضلا!).

وما دام اعترف: «بسوء أدبه»([58])، مع: «كعب بن مالك» t، إذا لماذا طعن «الجابري» في الذين انتقدوه في ذلك، ويصفهم بالحاقدين، والمغرضين!: ]إن هذا لشيء يراد[ [ص: 6].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «منهاج السنة» (ج3 ص192): (لكن إذا ظهر مبتدع، يقدح فيهم([59]) بالباطل، فلا بد من الذب عنهم، وذكر ما يبطل حجته بعلم وعدل). اهـ

* ثم أخي القارئ: أنت ترى في كلامه في رجوعه المزعوم، أنه يتهم غيره([60])، بعدم فهم كلامه في: «سوء أدبه»، مع: «كعب بن مالك» t، الفهم الصحيح، في شرحه لقصة: «كعب بن مالك» في غزوة تبوك.

قلت: فاعتراف: «الجابري» بخطئه([61])، مع ما يزعم أنه أجمل في قدحه في «كعب بن مالك» t، وفي كلامه فأخطأ.

* فإذا علمت أيها: «الجابري» أنك أخطأت في حق الصحابي الجليل: «كعب بن مالك» t، وهو صادر منك، فلماذا تأتي بتلك المقدمة التي فيها التبرئة لنفسك من الخطأ والزلل، وتحميل غيرك بأنه حمل كلامك على غير وجهه الصحيح، إذا فلم نفسك على هذا الخطأ. ([62])

فنفســـــــــك لم ولا تلـــــم المطــــــــــــــايا

 

 

ومـــــــت كمــــــدا فليس لك اعتــــــــــذار

* وننصح لك أن تعمل بقول القائل الآخر:

إذا لــــــــم تستطــــــــــع شيئــــا فدعــــــــــه

 

 

وجــــــــــــــــاوزه إلى مــــــا تستطيــــــــــــع

قلت: وهذا يدل على أن: «الجابري» هو الذي حمل كلام: «كعب بن مالك» t([63])، ما لا يتحمل من التأويل والاستنباط الباطل، ثم بخبثه حمل منتقديه ما هم منه براء؛ بل رماهم بأنهم من الحاقدين، والمغرضين!.

* فظهر بهذا أن من انتقده، وعدها زلة كبيرة من: «الجابري»، هو المصيب، لأن «الجابري» هو الذي فهم لكلام: «كعب بن مالك» t، على غير وجهه الصحيح. ([64])

قال تعالى: ]ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين[ [الحجرات: 6].

قلت: وبهذا يظهر أن تنقصه في «كعب بن مالك» t، ليس فيه عبارة موهمة، كما يزعم: «الجابري»، بل هي قدح صريح منه في الصحابي الجليل، ليس فيها أي إيهام ([65])، فهذا ظاهر أقواله، وفي باطنه أشياء في أخطائه العلمية في الدين.

قال تعالى: ]وما تخفي صدورهم أكبر[ [آل عمران: 118].

* فاللهم فعياذا بك ممن قصر في العلم والدين باعه، وطالت في الجهل، وأذى عبادك حمقه؛ فهو لجهله يرى العلم النافع إساءة، والسنة بدعة، والعرف نكرا، ولظلمه يجزي بالحسنة سيئة كاملة، وبالسيئة الواحدة عشرا.

قد اتخذ بطر الحق، وغمط الناس سلما إلى ما يحبه من الباطل ويرضاه، ولا يعرف من المعروف ولا ينكر من المنكر؛ إلا ما وافق إرادته، وهاتف هواه.

* يستطيل على أولياء الرسول r، وحزبه بأصغريه، ويجالس أهل الغي، والجهالة، ويزاحمهم بركبتيه، قد ارتوى من ماء آجن([66])، وتضلع واستشرف إلى مراتب الأنبياء، وتطلع؛ يركض في ميدان جهله مع الجاهلين، ويبرز عليهم في الجهالة، فيظن أنه من السابقين.

* وهو عند الله تعالى، ورسوله r، والمؤمنين عن تلك الوراثة النبوية بمعزل، وإذا أنزل الورثة منازلهم منها؛ فمنزله منها أقصى، وأبعد منزل.

نزلــــــــوا بمكــــــة في قبائــــــــل هـــــــاشم

 

 

ونزلـــــــت بالبيـــــــــداء أبعــــد منـــــــــزل

* وعياذا بك ممن جعل الملامة بضاعته، والعذل([67]) نصيحته، فهو دائما يبدي في الملامة ويعيد، ويكرر على العذل، فلا يفيد، ولا يستفيد.

* بل عياذا بك من عدو في صورة ناصح، وولي في مسلاخ بعيد كاشح، يجعل عدواته، وأذاه حذرا وإشفاقا، وتنفيره وتخذيله إسعافا وإرفاقا.

وإذا كانت العين لا تكاد؛ إلا على هؤلاء تفتح، والميزان بهم يخف ولا يرجح، فما أحرى اللبيب بأن لا يعيرهم من قبله جزءا من الالتفات([68])، ويسافر في طريق مقصده بينهم سفره إلى الأحياء بين الأموات.

* وما أحسن ما قال القائل:

وفي الجهــــــل قبل الموت موت لأهلـــــه

 

 

وأجســـــــامهم قبل القبـــــور قبــــــــــــــور

وأرواحهــــــم في وحشــــة من جسومهـــم

 

 

وليس لهــــم حتى النشــــور نشـــــــــــور([69])

قلت: فأولئك سحقا لهم سحقا، ومحقا لهم محقا، وتعسا لهم تعسا، فأولى لهم ثم أولى لهم.

وهذه تنبيهات من رأس القلم؛ لقمع دعاوى من تعدى وظلم، قد ينقلها ناقل، ويتقبلها قابل، ويتهوك فيها جاهل، فيتحير عاقل، فيصيب قوما بجهالة؛ فترتد على محدثها، ومبتدعها بالندامة، والويل يوم القيامة.

فلا تغرنكم البرقة؛ فإنها فجر كاذب، ولا تهولنكم المفاجأة، فإن أهل الحديث ينخلونهم نخلا، فيبقى اللباب، ويعيش على النخالة دواب.

اللهم: فلك الحمد، وإليك المشتكى، وأنت المستعان، وبك المستغاث، وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بك، وأنت حسبنا ونعم الوكيل. ([70])

 

 

ﭑ ﭑ ﭑ

 

 

    

ذكر الدليل على ضعف زيادة: «وما من شيء: أهم إلي من أن أموت، فلا يصلي علي النبي r، أو يموت رسول الله r»، التي استدل بها: «عبيد الجابري» على رمي: «كعب بن مالك» t، بالضلال، مما يتبين أن: «الجابري» هذا هو الذي وقع في الضلالة

 

عن كعب بن مالك t قال: في قصة تخلفه عن غزوة تبوك: (وما من شيء أهم إلي من أن أموت، فلا يصلي علي النبي r، أو يموت رسول الله r، فأكون من الناس بتلك المنزلة، فلا يكلمني أحد منهم، ولا يصلي علي، فأنزل الله توبتنا على نبيه r).

حديث ضعيف شاذ؛ بهذه الزيادة

أخرجه البخاري في «صحيحه» ([71]) (ج8 ص343) من طريق إسحاق بن راشد الجزري، أن الزهري حدثه قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه قال: سمعت كعب بن مالك t، وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم، فذكره.

قلت: وهذا سنده ضعيف، فيه إسحاق بن راشد الجزري، وهو وإن كان ثقة، إلا أنه في حديثه عن الزهري الوهم، ولا يقبل من حديثه عن الزهري؛ إلا ما وافقه عليه الثقات الحفاظ. ([72])

* وهذا الحديث، بهذا اللفظ، لم يوافقه عليه الثقات الأثبات، فالإسناد يتعبر شاذا، وكذلك متنه.

إذا إسحاق بن راشد الجزري يخطيء في حديث الزهري، فلا يحتج به، وإن روى عنه البخاري. ([73])

قال الحافظ ابن حجر في «هدي الساري» (ص389): (غالب ما أخرج له البخاري، ما شاركه فيه غيره عن الزهري، وهي مواضع يسيره).

وقال الحافظ محمد بن يحيى الذهلي: (هو مضطرب في حديث: الزهري). ([74])

وقال الحافظ النسائي في «السنن الكبرى» (ج3 ص407): (إسحاق بن راشد: ليس بذاك القوي في الزهري).

وأقره الحافظ المزي في «تحفة الأشراف» (ج12 ص28).

وقال الحافظ ابن خزيمة؛ عن الجزري: (لا يحتج بحديثه). ([75])

وقال ابن الجنيد في «سؤالاته» (ص209): قال يحيى بن معين؛ عن إسحاق بن راشد: (ليس هو في الزهري بذاك).

قلت: لذلك لم يرو الإمام مسلم في «صحيحه» عن إسحاق بن راشد الجزري، بسبب ضعفه من جانب حفظه.

* فهذا الحديث يعتبر شاذا بهذه الزيادة، لأن إسحاق بن راشد الجزري خالف من هو أوثق منه في الحديث ([76])، فلا يحتج بهذا اللفظ في حديث كعب بن مالك t.

فعن الإمام الشافعي / قال عن الشاذ: (وهو أن يروي الثقة حديثا يخالف ما روى الناس). ([77])

وقال الإمام الشافعي / في «الأم» (ج7 ص381): (والشاذ من الحديث، لا يؤخذ به).

وقال الحافظ الحاكم / في «معرفة علوم الحديث» (ص119): (الشاذ ما انفرد به ثقة، وليس له أصل بمتابع).

وقال الحافظ ابن حجر / في «نزهة النظر» (ص98): (الشاذ: ما رواه المقبول مخالفا، لمن هو أولى منه).

قلت: انفرد بهذا اللفظ: إسحاق بن راشد الجزري، ولم يتابع عليه، وهو ثقة؛ إلا أنه جاء بما شذ فيه، وأنكر عليه.

فهو حديث شاذ، وهو خلاف ما رواه الثقات الأثبات في قصة الثلاثة، من حديث كعب بن مالك t.

لذلك قال الحافظ ابن حجر في «التقريب» (ص128): (إسحاق بن راشد الجزري، ثقة: في حديثه عن الزهري، بعض الوهم).

* وحديث: توبة كعب بن مالك، وصاحبيه y، أخرجه مسلم في «صحيحه» (2769) من طريق يونس عن ابن شهاب به، ولم يذكر هذه الزيادة: (وما من شيء: أهم إلي من أن أموت، فلا يصلي علي النبي r، أو يموت رسول الله r)، مما يدل على شذوذها.

* ثم هذه الرواية: وقع فيها اضطراب: فرواية: (فلا يكلمني أحد منهم، ولا يصلي علي).

وفي رواية: (ولا يسلم علي)، بدل يصلي.

وفي رواية: (فلا يكلمني أحد منهم، ولا يسلمني). ([78])

* وهذا الاضطراب: علة أخرى في هذا الحديث.

ﭑ ﭑ ﭑ

 

فتاوى

العلماء: من أهل السنة والجماعة؛

في الرد على: «عبيد الجابري»

في

تنقصه صحابة رسول الله r

 

وهم:

فضيلة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ،

وفضيلة العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان،

وفضيلة العلامة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان

 

 

 

 

 

    

فتوى

فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

في

الرد على: «عبيد الجابري» في تنقصه

لكعب بن مالك t

 

* سئل: الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، يقول أحدهم في «شريط» له، وهو يشرح قصة: «كعب بن مالك t» خشي أن يموت هو، أو يموت الرسول r، وهو مهجور، لأنه لو مات، مات مهجورا، مات ضالا مضلا؟.

فأجاب فضيلته: (الكلام هذا خطأ، من هو الذي يقول هذا الكلام، السائل: هذا رجل في «المدينة» يقال: له «عبيد بن عبد الله الجابري»، الشيخ: هذا كلام باطل)([79]).اهـ

 

ﭑ ﭑ ﭑ

 

 

 

    

فتوى

فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان

في

الرد على: «عبيد الجابري» في تنقصه

لكعب بن مالك t

 

سئل: الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، عن رجل يقول، عن: «كعب بن مالك t» خشي أن يموت هو، أو يموت الرسول r، وهو مهجور، لأنه لو مات، مات مهجورا، مات ضالا مضلا؟.

فأجاب فضيلته: (من الذي يقول هذا الكلام، فقال السائل: هذا: «عبيد بن عبد الله الجابري»؛ الشيخ: نعم هذا، اتركه، هذا الكلام ليس بصحيح) ([80]).اهـ

 

 

ﭑ ﭑ ﭑ

 

 

    

فتوى

فضيلة الشيخ: صالح بن محمد اللحيدان

في

الرد على: «عبيد الجابري» في تنقصه

لكعب بن مالك t

 

سئل: الشيخ صالح بن محمد اللحيدان، يقول أحدهم في: «شريط» له، وهو يشرح قصة: «كعب بن مالك t» خشي أن يموت هو، أو يموت الرسول r، وهو مهجور، لأنه لو مات، مات مهجورا، مات ضالا مضلا؟.

فأجاب فضيلته: (لقد عرفنا أن «كعب بن مالك t» أنزل الله تعالى توبته في القرآن، فلا نقول: «لو»، «لو» ليس لها معنى) ([81]).اهـ

 

ﭑ ﭑ ﭑ

 

 

فهرس الموضوعات

الرقم

الموضوع

الصفحة

1)

أتباع: «الفرقة الربيعية» وتنقصهم صحابة رسول الله؛ بتأويلاتهم الفاسدة في شروحهم للكتب؛ فهذا عقابهم في الدنيا...........................

5

2)

فتوى العلامة الشيخ ناصر الدين الألباني في وجوب الإنكار على المخالف للشرع......................................................................................

7

3)

فتوى العلامة الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ في من يعاند ويخالف أدلة الكتاب والسنة، بأقوال ضعيفة، تنسب للعلماء، الأولى به أن يساس، بسياسة الحيوانات...............................................

8

4)

درة نبوية في الصحابة الكرام...................................................................

9

5)

المقدمة.....................................................................................................

10

6)

ذكر الدليل على أن من تنقص الصحابة، أو تنقص لعدد منهم، أو لواحد منهم، أو تأول القبيح في قصصهم؛ فإن هذا يعتبر سابا، شاتما: لهم، ووقع في المحرم سواء: يشعر، أو لايشعر، وسواء: بجهل، أو بعلم، أو بعمد، إلى أن يتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا من تنقصه للصحابة، ويستغفر لهم، ويذكر محاسنهم، وينصرهم ويدافع عنهم في الدين، فإن لم يفعل فاتهمه على الإسلام، ووقع عليه الوعيد الشديد في الدنيا والآخرة....................................................

12

7)

ذكر الدليل على جهل، وجرأة، وسوء أدب عبيد الجابري في طعنه في أصحاب رسول الله، وتأول القبيح في قصصهم، ولا يعذر بجهله في تنقصهم، والرد عليه في ذلك جملة وتفصيلا، بل دفاعا علميا عن أفضل الناس بعد الأنبياء عليهم السلام.........................................

21

8)

ذكر الدليل على طعن: «عبيد الجابري» في: «كعب بن مالك» مرة ثانية، وكشف، تناقضه، وتلاعبه، وتدليسه، فيما أسماه بالتراجع عن: «سوء أدبه»، مع: الصحابي الجليل: «كعب بن مالك».......................................................................................................

41

9)

ذكر الدليل على ضعف زيادة: «وما من شيء: أهم إلي من أن أموت، فلا يصلي علي النبي، أو يموت رسول الله»، التي استدل بها: «عبيد الجابري» على رمي: «كعب بن مالك»، بالضلال، مما يتبين أن: «الجابري» هذا هو الذي وقع في الضلالة.............................

57

10)

فتوى فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ في الرد على: «عبيد الجابري» في تنقصه لكعب بن مالك .........................................

62

11)

فتوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في الرد على: «عبيد الجابري» في تنقصه لكعب بن مالك.....................................................

63

12)

فتوى فضيلة الشيخ: صالح بن محمد اللحيدان في الرد على: «عبيد الجابري» في تنقصه لكعب بن مالك ....................................................

64

 

 

 

 

 

 

 



([1]) «شريط مسجل» بصوت الشيخ الألباني: رقم «243».

([2]) قلت: وهذا النهي يكون مطلقا، سواء كان المتكلم فيهم عمدا أو خطأ، يشعر أو لا يشعر، بقصد أو بدون قصد، فهذا يعتبر سبا في أصحاب رسول الله r، فانتبه.

([3]) قلت: فلا نريد التطويل بنقده هنا، والكشف عن خوافيه، وإنما ذكرت الذي ذكرته لأبين: «للجابري» ما يقطع تغريره واغتراره، ويدفع تبجحه وافتخاره، ويدرأ عناده واستكباره، اللهم سلم سلم.

([4]) و«عبيد الجابري» هذا، لم يتب إلى الآن عن تنقصه من صحابة رسول الله r، ولم يعلن تراجعه عن هذا السب للصحابة y، رغم أن أهل العلم: انتقدوه من فترة طويلة، ولم يتبين عنه أي شيء في التوبة والتراجع.

     قال تعالى: ]ياأيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير[ [التحريم:8].

([5]) وانظر: «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (ج5 ص65)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج7 ص34)، و«مختار الصحاح» للرازي (ص276).

([6]) «رسالة في المفاضلة بين الصحابة» (ص177).

([7]) فكان لزاما على أهل السنة؛ الذين وفقوا إلى اتباع النصوص الشرعية في هذا الباب العظيم؛ أن يبرزوا ما لأولئك الأخيار من المكانة، والفضل في الدين.

([8]) وانظر: «منزلة الصحابة الكرام في القرآن الكريم» للقروي (ص7).

([9]) والذي يظهر أن: «رجاء»، وهو شيخ: «أبي معاوية»، مصحف في الأصل من: «رجل»، لأنه رواه ابن بطة في «الإبانة الكبرى» من طريق أبي معاوية عن رجاء عن مجاهد به.

     والإسناد: هكذا ذكره ابن تيمية في «منهاج السنة» (ج2 ص22) من طريق أبي معاوية عن رجاء به.

     وأورده ابن بطة في «الإبانة الصغرى» (ص35).

([10]) سواء يشعر، أو لا يشعر، وسواء عمدا، أو خطأ، ولا بد من التوبة.

([11]) أخرجه اللالكائي في «الاعتقاد» (ج7 ص1250).

([12]) وانظر: «صب العذاب على من سب الأصحاب» للآلوسي (ص265 و395)، و«ذم الكلام» للهروي (ج4 ص288)، و«الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (ج1 ص60)، و«العقيدة الطحاوية» للطحاوي (ج2 ص689)، و«طريق الهجرتين» لابن القيم (ص362)، و«الفتاوى» لابن تيمية (ج4 ص430)، و«الإبانة الصغرى» لابن بطة (ص35).

([13]) أخرجه مسلم في «صحيحه» (ج1 ص11).

([14]) لأن ذلك يعتبر طعنا في الدين، إذ أن الصحابة الكرام هم الذين حفظوا لنا هذا الدين، ونقلوه إلينا.

     بل هذا الكلام في الصحابة الكرام يجعل الرافضة يتجرؤون على التهجم مباشرة على الصحابة الكرام، والدين.

([15]) وانظر: «منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية» لابن تيمية (ج6 ص254)، و«الفتاوى» له (ج4 ص430)، و«صب العذاب على من سب الأصحاب» للآلوسي (ص252)، و«شرح العقيدة الطحاوية» لابن أبي العز (ج2 ص689)، و«لوامع الأنوار البهية» للسفاريني (ج2 ص379 و380)، و«الجمع لأحكام القرآن» للقرطبي (ج16 ص296)، و«الرسالة» لابن أبي زيد المالكي (ص20 و21).

([16]) شريط مسجل بصوت: «عبيد الجابري» بعنوان: «إتحاف البشر بشرح حديث حذيفة بن اليمان»؛ «1426هـ».

([17])شريط مسجل بصوت: «عبيد الجابري» بعنوان: «إتحاف البشر بشرح حديث حذيفة بن اليمان»؛ «1426هـ».

     قلت: فليتأمل هذا مناصرو: «الجابري»، ومريدوه حتى يعرفوا الحق من الباطل، وصدق القول من الخبر العاطل؛ قال تعالى: ]فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض[ [الرعد:17].

     قلت: وهذا الطعن في الصحابة الكرام من: «الجابري» قد تجاهله من مدة طويلة، وتغافل عنه، ولم يتب، ولم يرجع عنه: إلى الآن؛ ظانا أن لن يتنبه إليه أحد، ولن يتعقبه أحد!، فاتهام: «الجابري» أصحاب النبي r بالضلالة والضلال، هو اتهام باطل، راجع إلى: «الجابري» نفسه، مردود عليه، فهو الضال المضل، واللهم سلم سلم.

([18]) فيها فوائد كثيرة بينها أهل العلم، فعلى طلبة العلم أن يرجعوا إلى شروح هذه القصة، ليستفيدوا منها في حياتهم.

([19]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (2757)، و(2947)، و(3556)، و(3889)، ومسلم في «صحيحه» (716)، و(2769).

([20]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (2757)، و(2947)، و(3556)، و(3889)، ومسلم في «صحيحه» (716)، و(2769).

([21]) وانظر: «شرح صحيح مسلم» للنووي (ج16 ص93)، و«فيض القدير» للمناوي (ج6 ص146)، و«الشرح والإبانة» لابن بطة (ص35)، و«السنة» للخلال (ج3 ص493)، و«الصارم المسلول» لابن تيمية (ص776 و777).

([22]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (3470)، ومسلم في «صحيحه» (2540).

([23]) بمثل: ما انتقص: «الجابري»، لـ«كعب بن مالك t»، و«هلال بن أمية t»، و«مرارة بن الربيع t».

     وانظر: «الصارم المسلول على شاتم الرسول» لابن تيمية (ص576 و577).

([24]) وخبيئة سوء: مثل: إرجاء؛ «عبيد الجابري»، وما يكنه في صدره!.

([25]) أثر صحيح.

     أخرجه الخلال في «السنة» (447)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج59 ص210).

     وإسناده صحيح.

([26]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (2757)، و(2947)، ومسلم في «صحيحه» (2769).

([27]) أثر حسن.

     أخرجه الخطيب في «الكفاية في علم أصول الرواية» (ص97)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج38 ص32).

     وإسناده حسن.

     وذكره ابن حجر في «الإصابة في تمييز الصحابة» (ج1 ص18)، والآلوسي في «صب العذاب على من سب الأصحاب» (ص391)، والمزي في «تهذيب الكمال» (ج19 ص96).

([28]) والله أراد بهذه القصة أن يعلم الأمة، والله المستعان.

([29]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (2757)، و(2947)، ومسلم في «صحيحه» (2769).

([30]) فكيف الصادق عند «الجابري» يكون لو مات، مات ضالا مضلا، اللهم غفرا.

     وانظر: «إكمال إكمال المعلم» للأبي (ج9 ص189)، و«مكمل إكمال الإكمال» للسنوسي (ج9 ص189)؛ في معني قول معاذ بن جبل: (بئس ما قلت).

([31]) وهذا ظاهر في: «ربيع المدخلي وأتباعه»، لكثرة تنقصهم صحابة رسول الله r بالتأويلات الفاسدة، اختلفت قلوبهم، فوقع الاختلاف فيما بينهم، ولا بد.

([32]) أثر صحيح، بهذا اللفظ عن الصحابة.

     أخرجه ابن أبي يعلى في «طبقات الحنابلة» (ج1 ص64)، برواية: الاصطخري.

     وإسناده صحيح.

     وذكره ابن القيم في «حادي الأرواح» (ص291).

([33]) قلت: وقد مر طعن: «الجابري» هذا في صحابة رسول الله r مدة طويلة، مع علمه بذلك وإلى الآن لم يتب، ولم يرجع، فهذا الأمر، وغيره جره إلى: «مذهب المرجئة»، اللهم سلم سلم.

([34]) أثر حسن.

     أخرجه تمام الرازي في «الفوائد» (1349)؛ بإسناد حسن.

([35]) أثر صحيح.

     أخرجه ابن نصر في «الفوائد» (ص78)؛ بإسناد صحيح.

([36]) وانظر: «إثبات العلو» لابن قدامة (ص125)، و«درء تعارض العقل والنقل» لابن تيمية (ج6 ص257)، و«اجتماع الجيوش الإسلامية» لابن القيم (ص145)، و«الصواعق المرسلة» له (ج4 ص1290)، و«شرح العقيدة الطحاوية» لابن أبي العز (ص728)، و«الرسالة» لابن أبي زيد المالكي (ص20 و21).

([37]) وانظر: «الاعتقاد» للبيهقي (ص449 و450)، و«الشريعة» للآجري (ج5 ص2504 و2505)، و«الكشف والبيان» للثعلبي (ج9 ص283)، و«العقيدة الطحاوية» للطحاوي (ص528)، و«الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (ج18 ص32)، و«أعلام السنة المنشورة» للحكمي (ص222)، و«فيض القدير» للمناوي (ج1 ص62)، و«القول المقبول في رد رواية المجهول من غير صحابة الرسول» للشوكاني (ج4 ص1677)، و«إرشاد الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحب النبي» له (ص46 و47). 

([38]) أثر صحيح. بهذا اللفظ عن الصحابة.

     أخرجه ابن أبي يعلى في «طبقات الحنابلة» (ج1 ص63)؛ برواية: الاصطخري.

     وإسناده صحيح.

     وذكره ابن القيم في «حادي الأرواح» (ص291). 

([39]) وانظر: «أعلام السنة المنشورة» للحكمي (ص222)، و«تيسير الكريم الرحمن» للشيخ السعدي (ص475)، و«تفسير القرآن» لابن كثير (ج2 ص384)، و(ج4 ص190)، و«أحكام القرآن» للجصاص (ج5 ص273)، و«زاد المعاد» لابن القيم (ج1 ص35 و36)، و«الفتاوى» لابن تيمية (ج27 ص105)، و«منهاج السنة» له (ج1 ص156)، و«الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (ج8 ص42)، و«إرشاد الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحب النبي» للشوكاني (ص46 و47)، و«عقيدة السلف» للصابوني (ص129). 

([40]) قلت: السؤال يبين عليه أنه معد من قبل الأتباع؛ بتنسيق من: «عبيد الجابري»، حيث: «هو وأتباعه» يعتبرون أن «العبارة القديمة» موهمة!، يعني: أنها صحيحة، ولكنهم سوف يعدلون عليها؛ لأن البعض يتوهم منها لأمر آخر، وإلا فهي صحيحة عند: «عبيد الجابري»، وعند: «أتباعه» أيضا، فهم على اعتبار: «أن الصحابة لو ماتوا لماتوا ضالين مضلين»، فتعاونوا معه على الإثم والعدوان؛ وإلا المفروض من أن أتباعه يصرحون له أن هذه العبارة شنيعة ولا يصح أن تقولها على صحابة رسول الله r، وترجع عنها مطلقا، ولا تعود إليها مرة ثانية.

            قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج1 ص128): (والناس إذا تعاونوا على الإثم والعدوان: أبغض بعضهم بعضا). اهـ

([41]) قلت: وهذا تأكيد من: «عبيد الجابري» أنه يرى العبارة القديمة صحيحة أصلا، فقط سوف يتراجع عنها لكي لا يتوهم الناس منها أمرا آخر، وإلا فهي صيححة عنده!.

([42]) «عبيد الجابري» هنا شاك من نفسه أن يترضى عليه، والأصل ان لا يقول بمثل هذه العبارة، لأن المسلم في نفسه حب الصحابة y، سواء ترضى عليهم في نفس الوقت بعبارة ظاهرة أولا، فلا يشك المسلم في نفسه الترضي عن الصحابة y.

([43]) وهنا شاك من نفسه مرة أخرى، لأنه يقول: «وهذا رأينا»، كأنه ليس هذا معتقده من قبل، وأن المسألة خلافية، وهذا رأيه!.

     وهذا يدل على أن: «الجابري» هذا يطلق عبارات، لا يدري مدى خطورتها في الاعتقاد، وأنه لا يدري ما يخرج من رأسه.

([44]) «تسجيل صوتي» للجابري، بعنوان: «توضيح الجابري، لقوله: لو مات مهجورا؛ يعني: كعب بن مالك، لمات ضالا مضلا»، بتاريخ 4 / ذو القعدة / 1432هـ.

([45]) فهل هذا تراجع عما سبق من الخطأ، أو هو التناقض؟!.

([46]) قلت: هذا كله طرف من تناقضه في أصل مبنى تراجعه المزعوم هذا.

([47]) أما تناقضاته العلمية؛ فهي أكثر من أن تحصر، وقد بدأت بتجميعها والرد عليها، في كتاب كبير على نسق أئمة الحديث.

([48]) «الإفادات والإنشادات» للشاطبي (ص86 و87).

([49]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (100)، ومسلم في «صحيحه» (2673).

([50]) حديث حسن.

     أخرجه ابن ماجه في «سننه» (ج2ص339)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص 238)، والحاكم في «المستدرك» (ج4 ص465).

     وإسناده حسن.

([51]) وإذا نظر إلى مظهر هذا المتكلم المتصدر المفتي، رآه على غير السبيل الصحيح، وهذا بسبب الاغترار بالنفس، وكفى بالاغترار جهلا.

     وانظر: «شعب الإيمان» للبيهقي (ج2 ص472).

([52]) رحمك الله أيها العالم الرباني، كأنك تشكو زمانك، وزماننا أحق بالشكوى، فيكف لو رأيت ما وقع في زماننا من التصدر، والتقحم على الفتوى، والتوقيع عن رب العالمين في المجالس، واللقاءات، والمجلات، وغيرها، حتى صح ما قيل:

تصــــــدر للتدريس كــل مهــــــــــــــوس

 

 

جهـــــول بليد تسمى بالفقيـــــــه المدرس

 

([53]) حيث قال الجابري: (هذا هو ما فهمته من قول: «كعب بن مالك» t).

     مع أن كعبا t، لم يقل هذا الكلام، فهو يقدح في: «كعب»  t، بحديث ضعيف شاذ، لم يصح عنه t.

     والأصل: أن يتثبت في صحة ما نسب إلى: «كعب بن مالك» t، قبل أن يستدل عليه بمثل هذا الكلام القبيح.

([54]) وهذا ظن منه، وهو خطأ واضح، فهو أخطأ فيما توهمه، لأن نص: «كعب بن مالك» t، ليس فيه ما فهمه: «الجابري» هذا.

([55]) ويزعم: «الجابري» أن هذه العبارة غير موهمة في الطعن!، سبحان الله.

     بل هذه العبارة صريحة في الطعن أيضا، فتب إلى الله تعالى عن القدح في صحابة رسول الله r، ولا تراوغ.

([56]) وقد اجتمع عندي بعد التتبع لمنهجه، من سقطاته الكثير، مما لو سطرته لسويته بالقطمير، وساويته بالنقير، وسوف ندون سقطاته قريبا.

([57]) فإن: «الجماعة الربيعية» توسعوا في التأويل الفاسد للنصوص، توسعا غريبا، ولكن: ]فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض[ [الرعد: 17].

     * ومع هذا؛ فهم: ينهون فلا ينتهون، وينبهون، فلا ينتبهون، قد أملي لهم: بانعكاف الجهال عليهم، وتركوا ما لهم في ذلك، وما عليهم، فمن أقدم على ما ليس له أهلا من فتيا، أو قضاء، أو تدريس: أثم، فإن أكثر منه، وأصر، واستمر، فالويل في الدنيا والآخرة.

([58]) حيث قال الجابري: (تبين لي أن هذه العبارة موهمة، توهم: سوء الأدب!).

([59]) يعني: الصحابة y.

([60]) والجابري: هو المخطئ، وهذا باعترافه، فكيف لم يفهم الناقد لكلامك في قدحك في: «كعب بن مالك» t: ]إن هذا لشيء عجاب[ [ص: 5].

([61]) وهذا يدل على أن السامع الذي سمع كلام: «الجابري» في «كعب بن مالك» t، هو الذي فهم لكلام: «الجابري» الفهم الصحيح، وأنه يعتبر قدحا في الصحابي.

     قلت: إذا فـ«الجابري» هو المخطئ بلا شك.

([62]) هكذا يهون أمر: «سوء أدبه»، مع: «كعب بن مالك» t.

([63]) هذا على فرض صحته، وإلا بينت ضعف هذا القول، وأن: «كعب بن مالك» t، لم يقله البته!.

([64]) ثم ما فائدة الكلام يا: «الجابري» في تفريقك، إن مات كعب t، قبل رسول الله r، أو بعده، لأن: «كعب بن مالك» t، صدق وتاب، وتاب الله عليه، والنبي r لم يمت، وبشره بالتوبة، فلا داعي بمثل هذا الكلام يقال في: «كعب» t.

([65]) ومن هنا تعلم أخي القارئ أن الذين انتقدوا: «الجابري» في: «سوء أدبه» مع: الصحابي الجليل، ليسوا من الحاقدين، والمغرضين، بل هؤلاء انتقدوه نصرة: لـ«كعب بن مالك» t، ودفاعا عنه، وقمعا لزلة: «عبيد الجابري»، ولكي لا تتخذ ذريعة، لتنقص أهل الجهل لصحابة رسول الله r، فافهم لهذا ترشد.

([66]) هو: الماء المتغير الطعم واللون.

     انظر: «لسان العرب» لابن منظور (ج13 ص8).

([67]) العذل: اللوم.

     انظر: «مختار الصحاح» للرازي (ص177).

([68]) فأنظرناهم لعلهم يرجعون، وبالتواصي بالحق يقنعون، أو يتذكرون، فيرعوون.

([69]) فالجاهلون: موتى قبل موتهم!.

     والجهل: هو الموت الأكبر!.

([70]) وانظر: «مفتاح دار السعادة» لابن القيم (ج1 ص47 و48).

([71]) وقد رواه البخاري في «صحيحه» من وجوه كثيرة عن الزهري، من غير هذا الوجه: (2757)، و(2947)، و(2948)، و(2950)، و(3088)، و(3556)، و(3889)، و(3951)، و(4418)، و(4673)، و(4676)، و(4677)، و(4678)، و(6255)، و(6690)، و(7225).

([72]) وانظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج2 ص421)، و«تحفة الأشراف» له (ج12 ص28)، و«هدي الساري» لابن حجر (ص389)، و«تهذيب التهذيب» له (ج1 ص303).

([73]) فلم يتابعه أحد على هذا اللفظ من الثقات، فتنبه.

([74]) نقله عنه ابن حجر في «هدي الساري» (ص389).

([75]) ذكره المزي في «تهذيب الكمال» (ج2 ص421).

([76]) وانظر: «اختصار علوم الحديث» لابن كثير (ص159)، و«معرفة علوم الحديث» للحاكم (ص119)، و«جامع الأصول» لابن الأثير (ج1 ص177)، و«فتح المغيث» للسخاوي (ج1 ص185)، و«توضيح الأفكار» للصنعاني (ج1 ص377)، و«قواعد التحديث» للقاسمي (ص130).

([77]) أثر صحيح.

     أخرجه الخطيب في «الكفاية» (ج1 ص419)، والحاكم في «معرفة علوم الحديث» (ص119)، والبيهقي في «معرفة السنن» (ج1 ص81 و82)، والخليلي في «المنتخب من الإرشاد» (ج1 ص13)، وابن أبي حاتم في «آداب الشافعي» (ص233).

     وإسناده صحيح.

([78]) انظر: «فتح الباري» لابن حجر (ج8 ص343)، و«إرشاد الساري» للقسطلاني (ج10 ص319).

([79]) «قناة أهل الحديث»، بعنوان: «رد كبار العلماء على: «عبيد الجابري»، لتنقصه صحابة النبي r»، سنة: «1442هـ». 

([80]) «قناة أهل الحديث»، بعنوان: «رد كبار العلماء على: «عبيد الجابري»، لتنقصه صحابة النبي r»، سنة: «1442هـ». 

([81]) «قناة أهل الحديث»، بعنوان: «رد كبار العلماء على: «عبيد الجابري»، لتنقصه صحابة النبي r»، سنة: «1442هـ». 


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan