الرئيسية / سلسلة النصيحة الذهبية للعودة إلى السلفية / إرشاد الأسارى إلى أن أصول الجماعات الحزبية هي أصول اليهود والنصارى
إرشاد الأسارى إلى أن أصول الجماعات الحزبية هي أصول اليهود والنصارى
|
||||
إرشاد الأسارى
إلى
أن أصول الجماعات الحزبية هي أصول اليهود والنصارى
دراسة أثرية منهجية علمية على أن دعوات الأحزاب الموجودة في بلدان المسلمين، هي بعينها دعوات اليهود والنصارى في الأفكار الاجتماعية وأن مرادها الوصول إلى المناصب الدنيوية، والأفكار السياسية لنيلها الأموال، والتنظيمات الحزبية السرية لغرس مفاسدهم وضلالاتهم في الناس في العالم؛ ومن هذه الجماعات الضالة: كــ((الجماعة الإخوانية))، و((الجماعة السرورية))، و((الجماعة القطبية))، و((الجماعة التراثية))، و((الجماعة الصوفية))، و((الجماعة الداعشية))، و((الجماعة اللادنية))، و((الجماعة الربيعية))، و((الجماعة التبليغية))، و((الجماعة الطالحية)) وغيرهم
تأليف العلامة:
أبي عبدالرحمن فوزي بن عبدالله بن محمد الحميدي الأثري
نفع الله به الإسلام والمسلمين
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
درة نادرة
ترك الجماعات الحزبية
وما الدين إلا واحد والذي نرى |
|
|
ضلالات أتباع الهوى تتقارع |
وما تـــرك المـخـتــار ألـــف ديـــانـــة |
|
|
ولا جـــاء في الـقـرآن هــذا الـتـنــازع |
فـيـا لـيـت أهــل الـديـن لم يـتـفرقـوا |
|
|
ولـيـت نـظـام الـديـن لـلـكـل جـامـع |
قلت: فمضمون هذه الأبيات إنكار الجماعات الباطلة، والدعوة إلى تركها، وأن هذا التفرق ليس مما جاء به المختار صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى: ] فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون[ [المؤمنون: 53].
قال تعالى: ]فماذا بعد الحق إلا الضلال[ [يونس: 32].
õõõõõõõ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
رب يسر
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
لقد وقف سلف الأمة من المبتدعة؛ موقفا شديدا عرف به الحق من الباطل، والسنة من البدعة، فقامت الحجة، واستبانت المحجة، وهذا ما وعد الله تعالى به في قوله تعالى: ] إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون [[الحجر:9].
قلت: وقد حفظ الله تعالى لنا التاريخ لما فيه من الآثار المسندة الصحيحة في قول السلف الصالح في البدع والمبتدعة، حيث درج الأئمة إلى جمع الآثار في هذه البدع الشنيعة في كتب العقائد؛ تحت أبواب مستقلة في ثلب أهل البدع والأهواء، وبيان فضائحهم السيئة.
وقد اخترت لك أخي القارئ مما جاء عن أئمة الحديث في بيان أن دين هذه الجماعات الحزبية، هو دين اليهود، ودين النصارى، ودين الصابئة، للحذر من دينها الذي ظهر في هذا الزمان على يد رؤوس الضالة، وأتباعهم الضلال، فإن فتنة هؤلاء من أشد الفتن على الأمة الإسلامية، حيث جعلت هذه الجماعات الدين أرق من الثوب عند الناس، ثم بعد ذلك فلا تسأل الناس عن فعلهم المنكرات العظيمة، من الشرك، والكفر، والبدعة، والمعصية، والفاحشة، والمنكر، والإباحية، وغير ذلك.
قال تعالى: ]وكذلك أنزلناه آيات بينات وأن الله يهدي من يريد إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد[ [الحج:16و17].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج28 ص231): (ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة، أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة؛ فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين ... إذ تطهير سبيل الله ودينه، ومنهاجه وشرعته، ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين، ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين، وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب؛ فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعا وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء).اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج28 ص232): (فإذا كان أقوام منافقون يبتدعون بدعا تخالف الكتاب، ويلبسونها على الناس ولم تبين للناس: فسد أمر الكتاب وبدل الدين؛ كما فسد دين أهل الكتاب قبلنا بما وقع فيه من التبديل الذي لم ينكر على أهله ... فلا بد أيضا من بيان حال هؤلاء؛ بل الفتنة بحال هؤلاء أعظم([1])؛ فإن فيهم إيمانا يوجب موالاتهم، وقد دخلوا في بدع من بدع المنافقين التي تفسد الدين فلا بد من التحذير من تلك البدع وإن اقتضى ذلك ذكرهم وتعيينهم؛ بل ولو لم يكن قد تلقوا تلك البدعة عن منافق؛ لكن قالوها ظانين أنها هدى، وأنها خير وأنها دين؛ ولم تكن كذلك لوجب بيان حالها). اهـ
وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «الفتاوى» (ج5 ص90): (لأهل البدع علامات منها: أنهم يتعصبون لآرائهم، فلا يرجعون إلى الحق، وإن تبين لهم!). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «اقتضاء الصراط المستقيم» (ص411): (فإن الشيطان قصده أن يحرف الخلق عن الصراطالمستقيم، ولا يبالي إلى أي الشقين صاروا: الإفراط أو التفريط). اهـ
وقال الحافظ ابن الجوزي / في «تلبيس إبليس» (ج1 ص389): (اعلم أن أول تلبيس إبليس على الناس صدهم عن العلم؛ لأن العلم نور فإذا أطفأ مصابيحهم خبطهم في الظلام كيف شاء). اهـ
وقال الحافظ ابن كثير / في «تفسيره» (ج7 ص278): (أهل السنة والجماعة، فيقولون: في كل فعل وقول لم يثبت عن الصحابة y هو بدعة؛ لأنه لو كان خيرا لسبقونا إليه، لأنهم لم يتركوا خصلة من خصال الخير إلا وقد بادروا إليها). اهـ
وقال الإمام ابن القيم / في «مفتاح دار السعادة» (ج1 ص160): (من عرض عليه حق؛ فرده فلم يقبله، عوقب بفساد قلبه، وعقله، ورأيه). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج7 ص117): (وإذا تدبرت حججهم([2]) وجدت دعاوى لا يقوم عليها دليل). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «اقتضاء الصراط المستقيم» (ج1 ص121): (فقل من تجد في اعتقاده فسادا؛ إلا وهو يظهر في عمله). اهـ
وقال العلامة الشاطبي / في «الإفادات والإنشادات» (ص178): (فإن البدع في الدين هلاك، وهي في الدين أعظم من السم في الأبدان). اهـ
وقال الإمام ابن القيم / في «إغاثة اللهفان» (ج1 ص213): (القلوب إذا اشتغلت بالبدع أعرضت عن السنن). اهـ
وقال الإمام ابن القيم / في «حادي الأرواح» (ج1 ص140): (الإعراض عما جاء به الرسول مفتاح كل بدعة وضلالة). اهـ
وقال العلامة الشاطبي / في «الاعتصام» (ج2 ص335): (والرأي إذا عارض السنة فهو بدعة وضلالة). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «درء تعارض العقل والنقل» (ج7 ص182): (وأهل الكلام الذين ذمهم السلف لا يخلو كلام أحد منهم على مخالفة السنة، ورد لبعض ما أخبر به الرسول r، كالجهمية والمشبهة، والخوارج والروافض، والقدرية، والمرجئة). اهـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «منهاج السنة» (ج3 ص79)؛ عن أهل الأهواء: (يردون الأحاديث التي تعارض مقولاتهم([3])). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج20 ص103): (أهل البدع شر من أهل المعاصي الشهوانية بالسنة والإجماع). اهـ
وقال الإمام ابن القيم / في «الفوائد» (ص101): (فإن اتباع الهوى يعمي عين القلب، فلا يميز بين السنة والبدعة، أو ينكسه فيرى البدعة سنة، والسنة بدعة). اهـ
وقال الحافظ الخطيب البغدادي / في «الفقيه والمتفقه» (ج2 ص376): (ليس كل من ادعى العلم أحرزه, ولا كل من انتسب إليه كان من أهله).اهـ
وقال العلامة الشيخ مقبل الوادعي / في «قمع المعاند» (ج2 ص310): (مجالس السوء يجب على المسلم أن يبتعد عنها، فهو أسلم لدينه، وعرضه، ومروءته). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج10 ص568): (طريق السنة علم وعدل وهدى؛ وفي البدعة جهل وظلم وفيها اتباع الظن وماتهوى الأنفس). اهـ
والله أسأل أن يثبتنا على السنة حتى نلقاه، وأن يجنبنا سبل الزيغ والردى، إنه وحده هو المسؤول، ولا حول لنا، ولا قوة إلا به سبحانه وتعالى.
كتبه
أبو عبد الرحمن فوزي الأثري
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
التمهيد
ذكر الدليل على
أن أهل الأهواء بمنزلة اليهود والنصارى،
وأن فسادهم يظهر للمسلمين كلهم([4])، وأما أهل
الأهواء لا يعرف فسادهم كل مسلم، وهم أخطر من اليهود والنصارى
1) عن يحيى بن مسلم البصري البكاء قال: (كان الحسن البصري([5]): ينزل أصحاب الأهواء([6]) بمنزلة اليهود، والنصارى!). وفي رواية: (أهل البدع بمنزلة اليهود والنصارى([7])).
أثر حسن
أخرجه اللالكائي في «الاعتقاد» (ج1 ص131)، والهروي في «ذم الكلام» (ج5 ص8)، وأبو الفتح المقدسي في «الحجة على تارك المحجة» (ج1 ص286)، ويعقوب بن سفيان النسوي في «السنة» (ج3 ص388).
وإسناده حسن، ولا يضر ضعف يحيى بن مسلم هنا، لأنه راوي الأثر مباشرة دون واسطة، كما هو مقرر في أصول الحديث.
قلت: فاتقوا الإرجاء، فإنه شعبة من اليهودية، والنصرانية، اللهم غفرا.
2) وعن محمد بن سيرين، قال: رأى عبد الله بن عتبة رجلا صنع شيئا من زي العجم([8])؛ فقال: (ليتق رجل أن يكون يهوديا أو نصرانيا وهو لا يشعر).([9])
قال محمد بن سيرين: فظننته أخذ ذلك من هذه الآية: ]ومن يتولهم منكم فإنه منهم[ [المائدة: 51].
قلت: إذا كان هذا في لباسهم، فما بالك في اعتقادهم؟!، أليس هذا أخذ بدين اليهود والنصارى، والعياذ بالله.
والمراد: فليحذر المرء أن يتشبه بزي اليهود والنصارى.
قال تعالى: ]ومن يتولهم منكم فإنه منهم [ [المائدة: 51].
3) وعن حذيفة بن اليمان t قال: (ليتق أحدكم أن يكون يهوديا أو نصرانيا وهو لا يعلم).([10])
قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج2 ص359): (فهذه المقالات([11]) وأمثالها من أعظم الباطل، وقد نبهنا على بعض ما به يعرف معناها وأنه باطل، والواجب إنكارها؛ فإن إنكار هذا المنكر الساري في كثير من المسلمين أولى من إنكار دين اليهود والنصارى، الذي لا يضل به المسلمون لا سيما وأقوال([12]) هؤلاء شر من أقوال اليهود والنصارى وفرعون، ومن عرف معناها، واعتقدها كان من المنافقين، الذين أمر الله بجهادهم؛ بقوله تعالى: ]جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم [[التوبة: 73]، والنفاق إذا عظم كان صاحبه شرا من كفار أهل الكتاب ... وهؤلاء قد عرف مقصودهم؛ كما عرف دين اليهود والنصارى والرافضة، ولهم في ذلك كتب مصنفة، وأشعار مؤلفة، وكلام يفسر بعضه بعضا.
وقد علم مقصودهم بالضرورة، فلا ينازع في ذلك إلا جاهل([13]) لا يلفت إليه ويجب بيان معناها، وكشف مغزاها، لمن أحسن الظن بها، وخيف عليه أن يحسن الظن بها، أو أن يضل، فإن ضررها على المسلمين أعظم من ضرر السموم التي يأكلونها، ولا يعرفون أنها سموم، وأعظم من ضرر السراق والخونة، الذين لا يعرفون أنهم سراق وخونة ... وقد دخل بسبب هؤلاء الجهال المعظمين لهم من الشر على المسلمين، ما لا يحصيه إلا رب العالمين). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج2 ص368)؛ عن الصوفية المبتدعة: (وأقوال هؤلاء شر من أقوال النصارى، وفيها من التناقض من جنس ما في أقوال النصارى). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج3 ص317): (فمن كان خطؤه لتفريطه([14]) فيما يجب عليه من اتباع القرآن والإيمان مثلا، أو لتعديه حدود الله بسلوك السبل التي نهى عنها، أو لاتباع هواه بغير هدى من الله؛ فهو الظالم لنفسه، وهو من أهل الوعيد). اهـ
قلت: فخطر المبتدعة أعظم من خطر الملل، وذلك من جهة عظم الفتنة بهم، والتباس أمرهم على العامة، لأنهم من أهل القبلة.
وفساد اليهود والنصارى ظاهر لعامة المسلمين، أما أهل البدع، فإنه لا يظهر فسادهم لكل مسلم.([15])
قال العلامة الشوكاني / في «فتح القدير» (ج1 ص154): (اتباع أهوية المبتدعة تشبه اتباع أهوية أهل الكتاب، كما يشبه الماء الماء، والبيضة البيضة، والتمرة التمرة، وقد تكون مفسدة اتباع أهوية المبتدعة أشد على هذه الملة من مفسدة اتباع أهوية أهل الملل؛ فإن المبتدعة ينتمون إلى الإسلام، ويظهرون للناس أنهم ينصرون الدين ويتبعون أحسنه، وهم على العكس من ذلك الضد لما هنالك، فلا يزالون ينقلون من يميل إلى أهويتهم من بدعة إلى بدعة، ويدفعونه من شنعة إلى شنعة، حتى يسلخوه من الدين ويخرجونه منه، وهو يظن أنه منه([16]) في الصميم، وأن الصراط الذي هو عليه هو الصراط المستقيم). اهـ
وقال العلامة محمد الأمين الشنقيطي / في «أضواء البيان» (ج4 ص546)؛ في شأن الصوفية المبتدعة: (استعمارهم لأفكار ضعاف العقول أشد من استعمار كل طوائف المستعمرين). اهـ
وقال الإمام ابن القيم / في «الصواعق المرسلة» (ج1 ص349): (ومن عظيم آفاتها، ومصيبة الأمة بها أن الأهواء المضلة، والآراء المهلكة التي تتولد من قبلها لا تزال تنمو، وتتزايد على ممر الأيام، وتعاقب الأزمنة، وليست الحال في الضلالات التي حدثت من قبل أصول الأديان الفاسدة كذلك، فإن فساد تلك معلوم عند الأمة، وأصحابها لا يطمعون في إدخالها في دين الإسلام فلا تطمع، أهل الملة اليهودية، ولا النصرانية، ولا المجوسية، ولا الثانوية، ونحوهم أن يدخلوا أصول مللهم في الإسلام). اهـ
4) وقال عنبسة بن سعيد الكلاعي /: «ما ابتدع رجل بدعة إلا غل صدره على المسلمين، واختلجت منه الأمانة».
أثر صحيح
أخرجه الهروي في «ذم الكلام» (ج5 ص126)، وأبو القاسم الأصبهاني في «الحجة» (ج1 ص304)، وابن بطة في «الإبانة الصغرى» تعليقا (ص55) بإسناد صحيح.
قلت: لأن إذا حدث الرجل بالبدعة، وتمكنت منقلبه ودعا إليها، سلب ورعه وأمانته، وحمل غلا وحقدا على المسلمين؛ فافهم هذا ترشد.
قوله: «واختلجت»: من الخلج، وهو الجذب والنزع.([17])
قال الإمام ابن حزم / في «الفصل» (ج4 ص227): (واعلموا رحمكم الله أن جميع فرق الضلالة لم يجر الله على أيديهم خيرا، ولا فتح بهم من بلاد الكفر قرية، ولا رفع للإسلام راية، وما زالوا يسعون في قلب نظام المسلمين، ويفرقون كلمة المؤمنين، ويسلون السيف على أهل الدين، ويسعون في الأرض مفسدين). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج2 ص132)؛ عن المبتدعة: (ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم، أو ذب عنهم، أو أثنى عليهم، أو عظم كتبهم، أو عرف بمساعدتهم ومعاونتهم، أو كره الكلام فيهم، أو أخذ يعتذر لهم، بأن هذا الكلام لا يدري ما هو؟ أو من قال: إنه صنف هذا الكتاب؟... وأمثال هذه المعاذير التي لا يقولها إلا جاهل أو منافق؛ بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم، ولم يعاون على القيام عليهم، فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات؛ لأنهم أفسدوا العقول والأديان على خلق من المشايخ([18])، والعلماء، والملوك، والأمراء، وهم يسعون في الأرض فسادا، ويصدون عن سبيل الله). اهـ
õõõõõõõ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل على أن الأصول الفاسدة للجماعات الحزبية ترجع إلى الأصول الفاسدة لليهود والنصارى والمجوس سواء في المعاصي أو البدع أو الأفكار الباطلة في الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة
اعلم رحمك الله أن أعمال اليهود والنصارى مبناها على الضلال، والانحراف، والفساد في الأرض، فلا يؤجرون عليها لمخالفتها للشرع ([19])، كما قال تعالى: ]وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا[ [الفرقان:23]، وكما قال النبي r: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه، فهو رد).([20]) وفي رواية: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد).
وقد أخبر النبي r أن هذه الأمة ستقع طوائف منها في تقليد سنن الكافرين، والمبتدعين الهالكين، وهذه السنن تكون في العقائد، والعبادات، والأحكام، والأعياد، واللباس، والأخلاق، والعياذ بالله.
فعن أبي سعيد الخدري t قال: قال رسول الله r: (لتتبعن سنة من كان قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لاتبعتموهم، قيل: يا رسول الله، اليهود، والنصارى؟ قال: فمن).([21])
قلت: وهذا يقتضي المنع من كل ما كان من خواص الكفار، لذم التشبه باليهود والنصارى.([22])
قال الإمام ابن القيم / في «مسألة السماع» (ص350): (فأخبر r أنه لابد من أن يكون في الأمة من يتشبه باليهود والنصارى، وبفارس الروم، وظهور هذا الشبه في الطوائف([23])؛ إنما يعرفه من عرف الحق وضده، وعرف الواجب والواقع، وطابق بين هذا وهذا، ووازن بين ما عليه الناس اليوم، وبين ما كان عليه السلف الصالح). اهـ
قلت: فعلى هذا يكون إخبار النبي r عن الأمة أنها ستتبع سنن الأمم الهالكة؛ إنما يعني طوائف من هذه الأمة، وهم الجماعات الحزبية، والجماعات المذهبية في هذا الزمان، وهم أهل الافتراق؛ الذين افترقوا عن أهل السنة والجماعة في الأصول والفروع([24])، وهؤلاء المبتدعة تشبهوا باليهود والنصارى في افتراقهم في دينهم.
قال تعالى: ]ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات[ [آل عمران:105].
وقال تعالى: ]ولا تكونوا من المشركين (31) من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون[ [الروم:31 و32].
قلت: وهذا يدل على أن أول الأمور التي ورد النهي عنها صراحة في الشرع الحكيم عن التشبه بالكافرين فيها الإفتراق في بالدين.
وعن عبد الله بن عمرو t، قال: قال رسول الله r: (إن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلهم في النار إلا ملة واحدة، قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي).
حديث حسن
أخرجه الترمذي في «سننه» (ج5 ص26)، والحاكم في «المستدرك» (ج1 ص128)، وابن وضاح في «البدع» (ص92)، واللالكائي في «الاعتقاد» (ج1 ص100)، والآجري في «الشريعة» (ص15)، وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (ج1 ص369).
بأسانيد حسنة.
قلت: فإذا نهي عن التشبه باليهود والنصارى وغيرهم، فاقتضى ذلك وجوب مخالفتهم في جميع ما يختص بهم، وهذه المخالفة من أكبر مقاصد بعثة النبي r فانتبه.
فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: (خالفوا المشركين...).([25])
قلت: فأمر النبي r في هذا الحديث بمخالفة المشركين مطلقا.
قال الشيخ أحمد بن حجر البنعلي / في «البدع في الدين» (ج4 ص166): (ولهذا كان هذا التشبه بهم محرما). اهـ
وقال الشيخ أحمد بن حجر البنعلي / في «البدع في الدين» (ج4 ص167): (وإذا كانت مخالفتهم سببا لظهور الدين، فإنما المقصود بإرسال الرسل، أن يظهر دين الله تعالى على الدين كله؛ فتكون نفس مخالفتهم من أكبر مقاصد البعثة). اهـ
وهذا الحديث يدل على أن مخالفة الكفار في الدين مقصودة، فكيف نوافقهم فيما يختص بهم من المنكرات؟!.
وعن شداد بن أوس t قال: قال رسول الله r: «خالفوا اليهود ...».
حديث حسن
أخرجه أبو داود في «سننه» (ح652)، والحاكم في «المستدرك» (ج1 ح956)، وابن حبان في «صحيحه» (ص662 ح2186)، والبغوي في «شرح السنة» (ج2 ح534)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج2 ح4257)، والبزار في «المسند» (ج8 ح3480)، والدولابي في «الكنى والأسماء» (ج1 ح731)، من عدة طرق عن مروان بن معاوية الفزاري قال: حدثنا هلال بن ميمون الرملي، عن يعلى بن شداد بن أوس، عن أبيه به.
قلت: وهذا سنده حسن، من أجل هلال بن ميمون الرملي، وهو صدوق؛ كما قال ابن حجر في «تقريب التهذيب» (ص 576).
وكذلك يعلى بن شداد بن أوس الأنصاري، وهو صدوق؛ كما قال ابن حجر في «تقريب التهذيب» (ص609).
والحديث صححه العلامة الألباني / في «صحيح سنن أبي داود» (ج3 ص225)، وقال الشوكاني / في «نيل الأوطار» (ج3 ص145): (لا مطعن في إسناده).
قلت: وفي هذا الحديث أمر النبي r بمخالفة اليهود.
قلت: والأدلة واضحة في الأمر بمخالفة الكفار، والنهي عن التشبه بهم.
وعن مجاهد([26])/ قال: (يبدؤون فيكونون مرجئة!، ثم يكونون قدرية!، ثم يصيرون مجوسا!).([27]) وفي رواية: (لا تكون مجوسية حتى تكون قدرية، ثم يتزندقوا، ثم يتمجسوا!).
أثر حسن
أخرجه ابن شاهين في «مذاهب أهل السنة» (4)، وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (ج2 ص190)، واللالكائي في «الاعتقاد» (1168)، وعبد الله بن أحمد في «السنة» (960)، والخطيب في «الموضح» (ج1 ص406) من طرق عن مجاهد به.
وإسناده حسن.
وذكره ابن أبي الخير في «الانتصار» (ج3 ص764).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (لم يكن في بني إسرائيل شيء، إلا كائن فيكم).([28])
وعن حذيفة بن اليمان t قال: (نعم الأخوة لكم بنو إسرائيل أن كان لكم الحلو ولهم المر، كلا والذي نفسي بيده حتى تحذى السنة بالسنة حذو القذة بالقذة).([29])
والقذة: هي ريشة السهم، يضرب مثلا للشيئين يستويان، ولا يتفاوتان.([30])
قلت: فتصبح سلسلة «الجماعات الحزبية» ترجع إلى اليهود والنصارى.
قلت: بل من نظر في كثير من البدع القديمة، أو البدع الحديثة وجد أن لها أصلا عند اليهود والنصارى.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج5 ص22): (أسانيد جهم ترجع إلى اليهود والصابئين والمشركين). اهـ
وعن داود بن أبي هند / قال: (إنما فشا القدر في البصرة لما أسلم النصارى واليهود، لأن القدر مقالة اليهود والنصارى).([31])
وقال وكيع بن الجراح /: (إن أهل العلم يكتبون ما لهم وما عليهم، وأهل الأهواء لا يكتبون إلا ما لهم).([32])
وكان السلف y كسفيان بن عيينة وغيره يقولون: (من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود، ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى).([33])
وعن الإمام مسلم بن يسار / قال: (إن معبدا([34]) يقول بقول النصارى!).([35])
وعن الإمام الحسن البصري / قال: (لا تجالسوا معبدا, إنه ضال مضل).([36])
وعن الإمام أحمد / قال: (من تعاطى الكلام لم يفلح، ومن تعاطى الكلام لم يخل من أن يتجهم).([37])
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «بيان تلبيس الجهمية» (ج1 ص373): (وقد ذكرنا في غير هذا الموضع أن مبدأ التجهم في هذه الأمة كان أصله من المشركين، ومبدلة الصابئين من الهند، واليونان، وكان من مبدلة أهل الكتاب من اليهود). اهـ
قلت: ومعلوم أن من مصادر التصوف الأصلية النصرانية، وأن التشيع له صلة وثيقة باليهود.
وهكذا من تتبع كثيرا من البدع وجد بينها، وبين أهل الكتابين صلة وثيقة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.([38])
قال العلامة الشاطبي / في «الاعتصام» (ج3 ص166): (وكل من لم يهتد بهديه r، ولا يستن بسنته؛ فإما إلى بدعة أو معصية). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الاستقامة» (ج1 ص220)؛ عن المبتدعة من أهل الكلام، ومن أهل العبادة: (هؤلاء فيهم انحراف يشبه انحراف اليهود أهل العلم والكلام، وهؤلاء فيهم انحراف يشبه انحراف النصارى أهل العبادة والإرادة). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «بغية المرتاد» (ص338)؛ عن المبتدعة: (ولهذا كان هؤلاء مع تظاهرهم بالإسلام قد يكونون أسوأ حالا من الكافر المظهر كفره من اليهود والنصارى). اهـ
وقال الإمام أحمد / في «الرد على الجهمية» (ص198)؛ عن حجة جهم بن صفوان: (ثم إنه استدرك حجة مثل حجة زنادقة النصارى!). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج13 ص247)؛ عن المبتدعة: (حتى أشبه هؤلاء اليهود المغضوب عليهم، وأشبه هؤلاء النصارى الضالين؛ بل صار منهما من هو شر من اليهود والنصارى). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج13 ص243): (ومن لم يكن له علم بما يصلح باطنه ويفسده، ولم يقصد صلاح قلبه بالإيمان ودفع النفاق كان منافقا إن أظهر الإسلام؛ فإن الإسلام يظهره المؤمن والمنافق، وهو علانية، والإيمان في القلب). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج13 ص243): (من فسر القرآن أو الحديث، وتأوله على غير التفسير المعروف عن الصحابة والتابعين، فهو مفتر على الله ملحد في آيات الله محرف للكلم عن مواضعه([39]) وهذا فتح لباب الزندقة والإلحاد، وهو معلوم البطلان بالاضطرار من دين الإسلام). اهـ
صدق شيخ الإسلام /، ونصح وبر.
قلت: وأصل بدعة الجهمية يعود إلى اليهود، وهذا شأن أكثر البدع أنها تعود إلى أمم الكفر من اليهود والنصارى والمجوس؛ الذين لم يستطيعوا مواجهة الإسلام بالسيف، فبثوا فيه الأفكار الضالة، والمعتقدات المنحرفة لإفساده.([40])
قال الإمام ابن بطة / في «الإبانة الكبرى» (ج2 ص568)؛ باب: إعلام النبي r لأمته ركوب طريق الأمم قبلهم, وتحذيره إياهم ذلك.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج10 ص657): (فإن كثيرا من أحوال اليهود قد ابتلي به بعض المنتسبين إلى العلم، وكثيرا من أحوال النصارى قد ابتلي به بعض المنتسبين إلى الدين؛ كما يبصر ذلك من فهم دين الإسلام الذي بعث الله به محمدا r ثم نزله على أحوال الناس).اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «بيان تلبيس الجهمية» (ج1 ص375): (فكان أول ما ظهر من البدع([41]) فيه شبه من اليهود والنصارى). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «بيان تلبيس الجهمية» (ج1 ص376): (وهؤلاء المحرفة المبدلة في هذه الأمة من الجهمية وغيرهم اتبعوا سنن من كان قبلهم من اليهود، والنصارى، وفارس، والروم فغيروا فطرة الله تعالى، وبدلوا كتاب الله، والله سبحانه وتعالى خلق عباده على الفطرة التي فطرهم عليها). اهـ
قلت: واعلم أن كل فرقة إذا أرادت أن تروج بدعها لابد عليها أن تنتحل اسما يوافق الكتاب والسنة تحتال فيه على أتباعها الجهلة، وهي غير متبعة لما انتحلته في الدين، فانتحلت مثلا «الفرقة الربيعية» السلفية، وهي غير متبعة لها، بل خالفوا فيها السنة التي أمر الكتاب باتباعها؛ وحاربوا السنة وأهلها الذين أمر الكتاب بموالاتهم، وصاروا يتبعون المتشابه من الكتاب؛ فيتأولونه على غير تأويله من غير فقه منهم بمعناه، ولا رسوخ في العلم، ولا اتباع للسنة، وآثار السلف، ولا مراجعة لعلماء السنة الذين يفهمون الكتاب والسنة والآثار حتى فارقوا جماعة المسلمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج13 ص210)؛ عن طريقة المبتدعة في ترويج بدعهم: (فانتحلت الخوارج كتاب الله، وانتحلت الشيعة أهل البيت، وكلاهما غير متبع لما انتحله؛ فإن الخوارج خالفوا السنة التي أمر القرآن باتباعها). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج13 ص239): (وهؤلاء المتأخرون - مع ضلالهم وجهلهم - يدعون أنهم أعلم وأعرف من سلف الأمة ومتقدميها). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج13 ص225): (فما وافق الكتاب والسنة، فهو حق، وما خالف ذلك فهو باطل). اهـ
قلت: فكل معنى يخالف الكتاب والسنة؛ فهو باطل، وحجته داحضة: ]هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين [ [آل عمران: 138].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «بيان تلبيس الجهمية» (ج1 ص592): (وجميع البدع؛ كبدع الخوارج، والشيعة، والمرجئة، والقدرية لها شبه في نصوص الأنبياء). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «بيان تلبيس الجهمية» (ج1 ص557): (وجميع أهل الأهواء قد يتمسكون بنصوص؛ كالخوارج، والشيعة، والقدرية، والرافضة، والمرجئة وغيرهم). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «منهاج السنة» (ج1 ص309): (في أواخر عصر الصحابة حدثت بدعة «القدرية»، و«المرجئة»؛ فأنكر ذلك الصحابة، والتابعون، كعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وجابر بن عبد الله، وواثلة بن الأسقع). اهـ
قلت: وهذا النوع من الإرجاء هو الذي بدعه السلف، وهو القول بأن العمل ليس من الإيمان، وهذا هو اعتقاد ربيع المرجئ، وأتباعه المرجئة.([42])
قلت: وقد أخبر النبي r بوقوع طوائف من هذه الأمة فيما وقع فيه أهل الكتاب من اليهود، والنصارى، كما سبق ذلك.
فقد قالت كل فرقة في الأخرى، كما قالت اليهود: ]قالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء [ [البقرة: 113].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «منهاج السنة» (ج5 ص260): (واختلاف أهل البدع هو من هذا النمط; فالخارجي يقول: ليس الشيعي على شيء، والشيعي يقول: ليس الخارجي على شيء، والقدري النافي يقول: ليس المثبت على شيء، والقدري الجبري المثبت يقول: ليس النافي على شيء، والوعيدية تقول: ليست المرجئة على شيء، والمرجئة([43]) تقول: ليست الوعيدية على شيء، بل ويوجد شيء من هذا بين أهل المذاهب الأصولية والفروعية لمنتسبين إلى السنة، فالكلابي يقول: ليس الكرامي على شيء، والكرامي يقول: ليس الكلابي على شيء، والأشعري يقول: ليس السالمي على شيء، والسالمي يقول: ليس الأشعري على شيء، ويصنف السالمي؛ كأبي علي الأهوازي كتابا في مثالب الأشعري، ويصنف الأشعري؛ كابن عساكر كتابا يناقض ذلك من كل وجه، وذكر فيه مثالب السالمية).اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج7 ص555): (والسلف اشتد نكيرهم على المرجئة لما أخرجوا العمل من الإيمان، ولا ريب أن قولهم بتساوي إيمان الناس من أفحش الخطأ، بل لا يتساوى الناس في التصديق، ولا في الحب، ولا في الخشية، ولا في العلم، بل يتفاضلون من وجوه كثيرة). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج7 ص118): (وقد عدلت المرجئة في هذا الأصل عن بيان الكتاب، والسنة، وأقوال الصحابة، والتابعين لهم بإحسان، واعتمدوا على رأيهم، وعلى ما تأولوه بفهمهم اللغة، وهذه طريقة أهل البدع). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج7 ص287): (بل كل من تأمل ما تقوله الخوارج، والمرجئة في معنى الإيمان، علم بالاضطرار أنه مخالف للرسول r). اهـ
وعن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين([44])/ قال: (ما ليل بليل، ولا نهار بنهار أشبه من المرجئة باليهود!).
أثر حسن
أخرجه اللالكائي في «الاعتقاد» (1815).
وإسناده حسن.
وذكره ابن أبي الخير في «الانتصار» (ج3 ص794).
قلت: ووجه الشبه بينهما من ناحية أن اليهود يعتقدون أنهم ناجون يوم القيامة، وإن لم يعملوا عملا قط!، حيث زعموا أن الجنة لهم، والنار لغيرهم، ولو دخلوا النار سيدخلونها أياما معدودة، وكذلك المرجئة يزعمون أنهم قد نالوا الإيمان بدون عمل، وأنهم سينجون يوم القيامة، ويكونون من أصحاب الجنة، وإن دخلوا النار سيدخلونها أياما معدودة، والله المستعان.
قال العلامة الشيخ ابن باز / في «حديث الصباح» (ص329): (الضال هو الذي يتكلم على غير هدى، على غير علم، والغاوي هو الذي يخالف العلم، يعلم ولكن يخالف العلم([45])؛ كاليهود وأشباههم!). اهـ
قلت: ولقد أخبر النبي r بما يقع في أمته بعده من كثرة الاختلاف في أصول الدين وفروعه، وفي الأقوال والأعمال.
وهذا موافق لما روي عنه r من افتراق أمته على بضع وسبعين فرقة، وأنها كلها في النار؛ إلا فرقة واحدة، وهي: من كان على ما هو عليه وأصحابه.([46])
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((الفتاوى)) (ج2 ص227): (ومعلوم أن السابقين الأولين أعظم اهتداء واتباعا للآثار النبوية فهم أعظم إيمانا وتقوى وأما آخر الأولياء: فلا يحصل له مثل ما حصل لهم). اهـ
وقال الإمام البربهاري رحمه الله في ((شرح السنة)) (ص83): (الأساس الذي تبنى عليه الجماعة، هم: أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وهم أهل السنة والجماعة، فمن لم يأخذ عنهم فقد ضل وابتدع). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((مختصر الفتاوى المصرية)) (ص556): (فمن ظن أنه يأخذ من الكتاب والسنة بدون أن يقتدي بالصحابة، ويتبع غير سبيلهم فهو من أهل البدع والضلال). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((منهاج السنة)) (ج6 ص42): (وهذه الأمة ولله الحمد لا يزال فيها طائفة ظاهرة على الحق، فلا يتمكن ملحد ولا مبتدع من إفساده بغلو أو انتصار على أهل الحق). اهـ
هذا آخر ما وفقني الله سبحانه وتعالى إليه تصنيف هذا الكتاب النافع المبارك -إن شاء الله- سائلا ربي جل وعلا أن يكتب لي به أجرا، ويحط عني فيه وزرا،
وأن يجعله لي عنده يوم القيامة ذخرا... وصلى الله وسلم وبارك
على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين،
وآخر دعوانا أن الحمد الله
رب العالمين
([5]) هو الإمام الحسن بن أبي الحسن البصري، ثقة، فقيه، فاضل مشهور، توفي سنة (عشر ومائة)، وقد قارب التسعين.
انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص236).
([7]) قلت: ووجه كون أهل البدع بمنزلة اليهود، والنصارى من حيث أن كلا من أهل البدع واليهود والنصارى قد حرف، وبدل في دين الله تعالى وشرع ما لم يأذن به الله تعالى، اللهم غفرا.
أخرجه الخلال في «السنة» (1507)، و(1595)، و(1603)، وأحمد في «الإيمان» (346)، و(442)، وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (1246)، و(1247)، وابن أبي حاتم في «تفسير القرآن» (6511) من طرق عن محمد بن سيرين به.
وإسناده صحيح.
([12]) وأقوال ربيع المخربي في الإرجاء شر من أقوال اليهود والنصارى، وذلك من جهة عظم الفتنة بها، والتباس أمرها على العامة، لأنه من أهل القبلة.
([13]) فلا يلتفت إلى أتباع ربيع الجهلة الذين يدافعون عن ارجائه الخبيث؛ مثل: المدعو محمد المخربي، والمدعو محمد بازمول، والمدعو صالح السحيمي، والمدعو أحمد بازمول، والمدعو عبيد الجابري، وغيرهم.
([14]) فخطؤ ربيع في الاعتقاد بسبب تفريطه فيما يجب عليه من اتباع الكتاب، والسنة، والآثار، وتعديه حدود الله تعالى بسلوك سبل اليهود والنصارى؛ لأتباع هواه بغير هدى من الله تعالى، فوقع في ظلم نفسه، وظلم اتباعه، فكلهم من أهل الوعيد يوم القيامة.
([15]) قلت: فالجماعات الحزبية لا يظهر فسادها لكل مسلم، لذلك فضررها أعظم من ضرر اليهود والنصارى، لأن أهل الابتداع يفسدون القلوب ابتداء بحشوها بالبدعة، والضلالة، والحقد، والغل، وغير ذلك من مفسدات القلوب.
([16]) وهذا ظاهر في «الفرق الضالة» تتجارى بها الأهواء كما يتجارى الكلب إلى صاحبه، وإلا كيف قال الحزبيون بأقوال اليهود والنصارى، والجهمية والمعتزلة، اللهم سلم سلم.
([19]) فالتشبه بهؤلاء يوقع المسلم بالتبعية، والتقليد لهم في العبادات والعادات، وفي هذا مشاقة لله تعالى، ولرسوله r، واتباع سبيل غير المؤمنين، وفي هذا وعيد شديد.
قال تعالى: ]ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا[ [النساء:115].
([22]) وانظر: «اقتضاء الصراط المستقيم» لابن تيمية (ج1 ص482)، و«البدع في الدين» للشيخ أحمد البنعلي (ج4 ص167).
قلت: وإن التشبه يكون جزئيا؛ كما يكون كليا، والله المستعان.
وانظر: «فيض القدير» للمناوي (ج6 ص104).
([23]) ولقد ظهر هذا الشبه في الجماعات الإسلامية اليوم حيث تشبهوا باليهود والنصارى، وبفارس الروم في تفرقهم، وسياستهم، وأفكارهم، ولباسهم، وغير ذلك، ثم تدعي هذه الجماعات أنها ضد النصارى في الغرب، وضد فارس في إيران، والله المستعان.
([24]) ولا يقصد النبي r أمة الإجابة التي استجابت لله تعالى، ولرسوله r في الأصول والفروع.
فهذه الأمة لا تقع في مشابهة الكافرين، والمبتدعين، والسياسيين الجهلة، جملة وتفصيلا، فهي محفوظة من الله تعالى في كل زمان، وحفظ دينها إلى قيام الساعة.
فالأمر إنه ستبقى أمة الإجابة على السنة لا تتشبه بالهالكين، وستبقى مستمسكة بالحق، لا يضرها من خذلها، ولا من عاداها في كل زمان إلى قيام الساعة، والله تكفل بالحفظ.
([26]) هو الإمام مجاهد بن جبر، أبو الحجاج المخزومي مولاهم، المكي، ثقة إمام في التفسير، وفي العلم، توفي سنة (إحدى، أو اثنين، أو ثلاث، أو أربع ومائة) ه، وله (83) سنة.
انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص921).
([27]) قلت: حتى إلى أمد بعيد، حيث تتجارى بهم الأهواء إلى يقولوا بأقوال القدرية، واليهودية، والنصرانية، والمجوسية، كما حصل لجميع الفرق الضالة قديما وحديثا، اللهم سلم سلم.
أخرجه ابن نصر في «السنة» (67)، والحاكم في «المستدرك» (3218)، وعبد الرزاق في «تفسيره» (ج1 ص191)، والطبري في «جامع البيان» (ج6 ص253).
وإسناده صحيح.
أخرجه الطيوري في «الطيوريات» (1179)، وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (1959).
وإسناده صحيح.
أخرجه الهروي في «ذم الكلام» (ج2 ص270)، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» (ج2 ص19)، والدارقطني في «السنن» (ج1 ص77)، وابن الجوزي في «التحقيق» (ج1 ص23).
وإسناده حسن.
أخرجه أحمد في «العلل ومعرفة الرجال» (1084)، والعقيلي في «الضعفاء الكبير» (ج4 ص1363).
وإسناده حسن.
أخرجه العقيلي في «الضعفاء الكبير» (ج4 ص1363)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج59 ص322).
وإسناده صحيح.
أخرجه السلفي في «المشيخة البغدادية» (2137).
وإسناده صحيح.
وذكره الذهبي في «السير» (ج11 ص291).
([38]) وانظر: «التصوف» للشيخ إحسان إلهي ظهير (ص49 و79)، و«بذل المجهود في إثبات مشابهة الرافضة لليهود» للجميلي (ص155).
([39]) قلت: وكتب ربيع على ما فيها من تحريف لكتاب الله تعالى، وسنة رسوله r، فإن أتباعه يعظمونها لجهلهم في الدين، وهذا من أعظم الجهل، والله المستعان.
وانظر: «الفتاوى» لابن تيمية (ج13 ص187 و207 و210).
([40]) وانظر: «الرد على الجهمية والزنادقة» للإمام أحمد (ص198)، و«الفتاوى» لابن تيمية (ج4 ص218)، و«بيان تلبيس الجهمية» له (ج2 ص53)، و«التصوف» للشيخ إحسان إلهي ظهير (ص49 و79)، و«الإبانة الكبرى» لابن بطة (ج2 ص568).
([43]) وكما قالت المرجئة الخامسة، أن أهل السنة في بلد الحرمين ليسوا على شيء!، فوقعت فيما وقعت فيه اليهود والنصارى، والعياذ بالله.
([44]) هو الإمام محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو جعفر الباقر، ثقة فاضل.
انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص879).