الرئيسية / سلسلة من شعار أهل الحديث / نيل القيراط في صحيح أخبار الصراط
نيل القيراط في صحيح أخبار الصراط
سلسلة من شعار أهل الحديث
|
نيل القيراط
في
صحيح أخبار الصراط
تأليف
فضيلة الشيخ المحدث الفقيه
أبي عبد الرحمن فوزي بن عبد الله الحميدي الأثري
حفظه الله ورعاه
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
رب يسر وأعن فإنك نعم المعين
المقدمة
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد...
فقد اهتم القرآن الكريم، والسنة النبوية؛ بموضوع: «الصراط»، والمرور عليه، باعتباره من أصول الدين؛ لأنه يتعلق بالإيمان باليوم الآخرة.
* والمرور على الصراط: هو حق على جميع الخلق، ولا فرار منه يوم القيامة.
* ولا ننسى ما بينه الرسول r من أمر الصراط، وفظاعة المرور عليه، وسعته للخلق، وصفة أحوالهم فيه يوم القيامة.
* والناس في حياتهم الدنيوية: يكدحون وينصبون، ففريق يرتفع إلى مصاف الحق والخير، وفريق منهم يجري في هاوية الباطل، والشر.
* ولا بد من يوم آخر للجزاء، فالدنيا: دار اختبار وابتلاء: قال تعالى: ]تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير (1) الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور[ [الملك: 1، 2].
* لذا ينبغي أخذ الحيطة والحذر والتهيؤ لذلك اليوم الرهيب، بزاد يحصل به إلى أن تمر على: الصراط، وأنت من المؤمنين الصالحين.
* وهذا الكتاب: إنما هو وصف؛ لأعظم مشهد من مشاهد يوم القيامة، وهو المرور على: الصراط، وإنه لرهيب حقا، لمن تدبر ما ثبت في الكتاب، والسنة من نصوص، قد وصفت هذا الموقف العظيم، وأنه مخيف يوم القيامة.
* ولهذا نجد أن الشرع قد أولى موضوع: «الصراط» عناية فائقة، حيث تناول ذكر: الصراط، ووصفه بأدق الأوصاف، وأشمل بيان، وما ذلك، إلا من أجل الترهيب للخلق من المقصرين في طاعة الله تعالى.
* فلا بد إذا من ذكر وصف: الصراط، ودرجات الناس في المرور عليه.([1])
* لذلك: على الأمة أن تعمل بطاعة الله تعالى، وطاعة رسوله r، لتستعد لهذا اليوم العظيم.
* فما زالت الأمة منذ ظهورها في عهد النبي r: تعمل بأصول وفروع هذا الدين، لنيل أسمى درجات الإيمان، راغبة فيما عند الله تعالى من النعيم المقيم، وقد ألهب شوقها إلى الله تعالى، ووعده ما ذكره القرآن الكريم من مزايا دار القرار، وما فيها من عيش رغيد، وسعادة لا يشوبها شقاء، وحياة لا موت بعدها، ولا فناء.
قال تعالى: ]والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم[ [يونس: 25].
* فالله العظيم؛ أسأل أن يرزقنا العلم النافع، والعمل الصالح، وأن يكتبنا في زمرة الذابين عن سنة نبيه r؛ إنه سميع مجيب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
أبو عبد الرحمن الأثري
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل
على التعريف الصحيح، للصراط في الشريعة المطهرة
* تعريف الصراط في اللغة:
الصراط: هو الطريق.
* والصراط، والسراط، والزراط: الطريق.
* والصراط من السبيل: ما لا التواء فيه، ولا اعوجاج.
* والصراط: الطريق الواضح، والسبيل الواضح، والمنهاج الواضح.
* والصراط: الدين المستقيم. ([2])
قال تعالى: ]ولا تقعدوا بكل صراط[ [الأعراف: 86]؛ يعني: بكل طريق.
وقال تعالى: ]اهدنا الصراط المستقيم[ [الفاتحة: 6]؛ الدين المستقيم. ([3])
قال الزبيدي اللغوي / في «تاج العروس» (ج19 ص345): (السراط: بالكسر؛ السبيل الواضح، وبه فسر؛ قوله تعالى: ]اهدنا الصراط المستقيم[ [الفاتحة: 6]؛ أي: ثبتنا على المنهاج الواضح). اهـ.
قلت: ومعنى الآية: ثبتنا على المنهج الواضح: وهو الإسلام.
وقال الفيروز آبادي اللغوي / في «القاموس المحيط» (ص697): (الصراط: بالكسر؛ الطريق، وجسر ممدود على متن جهنم). اهـ
وقال القرطبي المفسر / في «الجامع لأحكام القرآن» (ج1 ص147): (أصل الصراط: في كلام العرب؛ الطريق). اهـ
وعن الإمام ابن الأعرابي / قال: (الصراط: الطريق).([4])
وقال الأزهري اللغوي / في «تهذيب اللغة» (ج2 ص1673): (قول الله تعالى: ]اهدنا الصراط المستقيم[ [الفاتحة: 6]؛ كتبت: بـ«الصاد»، والأصل: «السين»، ومعناه: ثبتنا على المنهاج الواضح) ([5]). اهـ
والصراط: أصله: السراط، بـ«السين»، وهو الطريق، المستسهل.
* وأصله من: «سرطت الطعام وزردته»، إذا ابتلعته، فقيل: سراط، تصورا: أنه يبتلعه سالكه، أو يبتلع سالكه، ويقال: استرط الطعام: إذا ابتلعه. ([6])
قال العلامة الصنعاني / في «تفسير غريب القرآن» (ص216): (قوله تعالى: ]الصراط المستقيم [ [الفاتحة: 6]؛ أي: الطريق الواضح، وهو الإسلام). اهـ
وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «أحكام القرآن» (ج1 ص24): (قوله تعالى: ]الصراط المستقيم [ [الفاتحة: 6]؛ الصراط: هو الطريق الواسع، والمستقيم: الذي ليس فيه اعوجاج، ولا ارتفاع، ولا انحدار)([7]). اهـ
قال الحافظ ابن الجوزي / في «نزهة الأعين النواظر» (ص384): (والصراط: الدين، ومنه: قوله تعالى، في الفاتحة: ]اهدنا الصراط المستقيم[؛ وفي: [الأنعام: 153] ]وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه[). اهـ
قلت: والصراط المستقيم: هو الشريعة التي جاء بها الرسول r في الأصول، والفروع.
* ويطلق الصراط المستقيم: على كل قول، أو فعل مستقيم، لا اعوجاج فيه.
* وهكذا القول: فيما جاء به الشرع، فهو: طريق يسلكه أهل الإيمان، بالتزامهم ما جاء به: قولا، وعملا، واعتقادا، وهو بين، مستقيم، لا اعوجاج فيه، وكل ما خالفه؛ كان مائلا، معوجا. ([8])
قال الإمام الطبري / في «جامع البيان» (ج1 ص171): (أجمعت الأمة، من أهل التأويل: جميعا، على أن «الصراط المستقيم»، هو: الطريق الواضح، الذي لا اعوجاج فيه.
* ثم تستعير العرب: «الصراط»، فتستعمله في كل قول، وعمل، وصف؛ باستقامة، أو اعوجاج، فتصف المستقيم: باستقامته، والمعوج؛ باعوجاجه). اهـ
قلت: فالصراط المستقيم: أنه طريق الله تعالى، الذي نصبه؛ لعباده على ألسن رسله عليهم السلام.
* وجعله: موصلا؛ لعباده إليه، ولا طريق لهم إليه سواه، وهو ما كان عليه رسول الله r، وأصحابه y؛ علما، وعملا.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج1 ص197): (الصراط المستقيم: هو ما بعث الله تعالى به رسوله محمدا r، بفعل ما أمر، وترك ما حظر، وتصديقه فيما أخبر، ولا طريق إلى الله؛ إلا ذلك.
* وهذا سبيل أولياء الله تعالى المتقين، وحزب الله تعالى المفلحين، وجند الله تعالى الغالبين.
* وكل ما خالف ذلك، فهو: من طريق أهل الغي، والضلال). اهـ
وقال العلامة الشيخ عبد الرحمن السعدي / في «تيسير الكريم الرحمن» (ص282): (الصراط المستقيم؛ الدين المعتدل، المتضمن: للعقائد النافعة، والأعمال الصالحة، والأمر بكل حسن، والنهي عن كل قبيح، الذي عليه الأنبياء، والمرسلون، خصوصا: إمام الحنفاء، ووالد من بعث من بعد موته من الأنبياء، خليل الرحمن: إبراهيم عليه السلام.
* وهو الدين الحنيف المائل عن كل دين غير مستقيم، من أديان أهل الانحراف؛ باليهود، والنصارى، والمشركين). اهـ
وقال الإمام الشاطبي / في «الاعتصام» (ج1 ص57): (فالصراط المستقيم: هو سبيل الله تعالى، الذي دعا إليه، وهو: السنة.
* والسبل هي: سبل أهل الاختلاف، الحائدين عن: «الصراط المستقيم»، وهم: أهل البدع.
* وليس المراد: سبل المعاصي؛ لأن المعاصي، من حيث هي: معاص، لم يضعها أحد طريقا، تسلك دائما، على مضاهاة: التشريع، وإنما هذا الوصف خاص: بالبدع المحدثات). اهـ
* وإضافة الصراط في النصوص على نوعين:
1) إضافته إلى الله تعالى؛ لأنه تعالى، هو الذي: شرعه، ونصبه.
وذلك؛ كقوله تعالى: ]وأن هذا صراطي مستقيما[ [الأنعام: 153].
2) إضافته إلى العباد؛ لأنهم: أهل سلوكه، وهو المنسوب لهم، وهم: المارون عليه.
وذلك؛ كقوله تعالى: ]اهدنا الصراط المستقيم (6) صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين[ [الفاتحة: 6و7] ([9]).
* وللصراط المستقيم، ركنان:
الأول: صدق المحبة لله تعالى، والإفراد له بالوحدانية، وهذا هو: مضمون؛ شهادة: «لا إله إلا الله».
الثاني: الاستقامة على أمر الله تعالى، وحسن المعاملة، بصرف الإرادة إلى ما فيه مرضاة الله تعالى، ورسوله r، وهذا هو: مضمون؛ شهادة: «أن محمدا رسول الله»([10]).
* فالأول: هو التوحيد العلمي.
والثاني: هو التوحيد العملي.
تعريف الصراط في الشرع: هو جسر ينصب على متن جهنم، يوم القيامة، يرده الأولون، والآخرون، على حسب أعمالهم: فناج مسلم، وناج مخدوش، ومكدوس في النار، وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة، لا يعلم قدر عظمها؛ إلا الله تعالى، تخطف الناس بأعمالهم، والصراط: مدحضة، مزلة عليه خطاطيف ([11]).
قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «أحكام القرآن» (ج1 ص29): (قوله تعالى: ]صراط الذين أنعمت[ [الفاتحة: 7]؛ هم: الذين أتم الله تعالى عليهم النعمة؛ بتوفيقهم لشريعته، وهم أربعة أصناف، ذكرهم الله تعالى، في قوله تعالى: ]ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا (69) ذلك الفضل من الله[ [النساء: 69 و70]). اهـ.
وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «تفسير القرآن» (ج1 ص17): (قوله تعالى: ]صراط الذين أنعمت عليهم[ [الفاتحة: 7]؛ عطف بيان؛ لقوله تعالى: ]الصراط المستقيم[ [الفاتحة:6]؛ والذين أنعم الله تعالى عليهم؛ هم: المذكورون؛ في قوله تعالى: ]ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا (69) ذلك الفضل من الله[ [النساء: 69 و70]). اهـ
قلت: وصراط الذين أنعم الله عليهم؛ وهم: الذين أتم الله تعالى عليهم النعمة؛ بتوفيقهم: لشريعته المطهرة، وهم: أربعة أصناف؛ فهم:
1) النبيون.
2) الصديقون.
3) الشهداء.
4) الصالحون.
قال تعالى: ]ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا (69) ذلك الفضل من الله[ [النساء: 69 و70].
قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «تفسير القرآن» (ج1 ص15): (قوله تعالى: ]اهدنا الصراط المستقيم[ [الفاتحة:6]؛ ]الصراط[؛ فيه قراءتان: بـ«السين»: ]السراط[، وبـ«الصاد» الخالصة: ]الصراط[؛ والمراد بـ]الصراط[، الطريق؛ والمراد: بـ«الهداية»: هداية الإرشاد، وهداية التوفيق؛ فأنت بقولك: ]اهدنا الصراط المستقيم[؛ تسأل الله تعالى علما نافعا، وعملا صالحا؛ و]المستقيم[؛ أي: الذي لا اعوجاج فيه). اهـ
وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «تفسير القرآن» (ج1 ص17): (ومن فوائد الآية: أن الصراط: ينقسم إلى قسمين: مستقيم، ومعوج؛ فما كان موافقا للحق فهو مستقيم، كما قال الله تعالى: ]وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه[ [الأنعام: 153]؛ وما كان مخالفا له فهو معوج). اهـ
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل
من القرآن الكريم؛ على وجوب الإيمان بالصراط، لأنه ثبت تفسيره في الكتاب
* فيجب الاعتقاد الجازم، بأنه حق، ووجوب الإيمان بذلك، والتصديق، بما ثبت من صفاته، وما يتعلق به، مما جاءت به نصوص: الكتاب، والسنة، والأثر.
وإليك الدليل:
1) قال تعالى: ]وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا (71) ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا[ [مريم: 71].
* والمراد بالورود: مرور الناس على الصراط، المنصوب: على متن جهنم ([12]).
2) وعن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله أرأيت قول الله جل وعلا: ]يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار[ [إبراهيم: 48]؛ أين يكون الناس يومئذ؟ قال: (على الصراط).
أخرجه مسلم في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (2791)، والترمذي في «الجامع المختصر من السنن» (3121)، وأحمد في «المسند» (ج6 ص35)، وابن ماجه في «سننه» (4279)، والحاكم في «المستدرك» (ج2 ص352)، والطبري في «جامع البيان» (ج13 ص352 و353)، وابن حبان في «المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع» (7380)، والبغوي في «معالم التنزيل» (ج3 ص41)، وفي «مصابيح السنة» (ج3 ص524)، وأبو عمرو الداني في «الرسالة الوافية» (ص19 و20)، وفي «المكتفى في الوقف والابتدا» (ص111 و112)، وأبو المظفر السمعاني في «تفسير القرآن» (ج3 ص126)، والدارمي في «المسند» (2809)، وعبد الحق الإشبيلي في «الأحكام الشرعية الكبرى» (ج4 ص139)، والبيهقي في «البعث والنشور» (ص257)، وابن منده في «الرد على الجهمية» (75)، والحميدي في «المسند» (274)، وابن الجوزي في «جامع المسانيد» (ج8 ص296)، وأبو الفضل الزهري في «حديثه» (ج1 ص370)، والثعلبي في «الكشف والبيان» (ج5 ص328)، وابن البناء في «الرد على المبتدعة» (ص214)، وفي «الأصول المجردة» (60) من طريق سفيان بن عيينة، وعلي بن مسهر، وخالد بن عبد الله، ومحمد بن إبراهيم بن أبي عدي، وعبد الرحيم بن سليمان، وإسماعيل بن زكريا، وحفص بن غياث، وعبيدة بن حميد، ومحبوب بن الحسن، وغيرهم، كلهم: عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق عن عائشة ڤ به.
* وهكذا: ذكره الحافظ المزي في «تحفة الأشراف» (ج12 ص312 و313)، وهو المحفوظ.
وقال الحافظ الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقال الحافظ الحاكم: وهذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه ([13]).
* وقد اختلف فيه على داود بن أبي هند:
* فرواه وهيب حدثنا داود بن أبي هند عن الشعبي قال: قالت عائشة: (يا رسول الله أرأيت إذا بدلت الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار أين الناس يومئذ قال r: الناس يومئذ على الصراط).
حديث مرسل، وهو: غير محفوظ
أخرجه أحمد في «المسند» (ج6 ص134).
وهذا مرسل: فإن الشعبي لم يسمع من عائشة شيئا. ([14])
وذكره ابن حجر في «إتحاف المهرة» (ج16 ص1128).
قال الإمام أبو حاتم الرازي /: (والشعبي عن عائشة ڤ: مرسل، إنما يحدث عن مسروق عن عائشة ڤ). ([15])
وقال الإمام يحيى بن معين /: (ما روى الشعبي عن عائشة ڤ: مرسل)([16]).
وقال الحافظ الحاكم / في «معرفة علوم الحديث» (ص354)؛ عن الشعبي: (لم يسمع من عائشة).
* ورواه عبد الأعلى بن عبد الأعلى، نا داود بن أبي هند عن الشعبي عن عائشة ڤ: (أنها سألت رسول الله r، عن قول الله تعالى: ]يوم تبدل الأرض غير الأرض[ [إبراهيم: 48]؛ أين الناس يومئذ؟، فقال r: على الصراط).
حديث مرسل، وهو: غير محفوظ
أخرجه ابن راهويه في «المسند» (ج3 ص802)، والطبري في «جامع البيان» (ج13 ص252).
وهذا مرسل: كسابقه.
* ورواه يزيد بن زريع، ومحمد بن أبي عدي عن داود بن أبي هند عن عامر الشعبي عن عائشة ڤ قالت: (قلت لرسول الله r: ]يوم تبدل الأرض غير الأرض[ [إبراهيم: 47]؛ فأين الناس يومئذ؟، قال r: على الصراط).
حديث مرسل، وهو غير محفوظ
هذه رواية: محمد بن أبي عدي.
ورواية: يزيد بن زريع: (قيل لرسول r: ]يوم تبدل الأرض غير الأرض[ [إبراهيم: 48].
أخرجه الحسين المروزي في «زوائد الزهد» (ص478 و479).
وهذا مرسل: كسابقه.
* ورواه بشر بن المفضل عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن عائشة ڤ به.
حديث مرسل، وهو غير محفوظ
أخرجه الطبري في «جامع البيان» (ج13 ص151).
وهذا مرسل: كسابقه.
* ورواه هشيم عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن عائشة ڤ به.
حديث مرسل، وهو غير محفوظ
أخرجه الطبري في «جامع البيان» (ج13 ص151).
وهذا مرسل: كسابقه.
* ورواه ربعي بن إبراهيم عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن عائشة ڤ به.
حديث مرسل، وهو: غير محفوظ
أخرجه الطبري في «جامع البيان» (ج13 ص151).
وهذا مرسل: كسابقه.
* ورواه إسماعيل بن علية أخبرنا داود عن الشعبي قال: قالت عائشة ڤ: (يا رسول الله أرأيت إذا بدلت الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار أين الناس يومئذ قال r: الناس يومئذ على الصراط).
حديث مرسل، وهو: غير محفوظ
أخرجه أحمد في «المسند» (ج6 ص218).
وهو مرسل: كسابقه.
وذكره ابن حجر في «إتحاف المهرة» (ج16 ص1128).
* فهؤلاء الرواة، لم يذكروا: «مسروقا» في السند.
قال الحافظ الدارقطني / في «العلل» (ج14 ص286): (يرويه داود بن أبي هند، واختلف عنه:
* فرواه إسماعيل بن زكريا، وحفص بن غياث، وإبراهيم بن طهمان، وخالد بن عبد الله، وعائذ بن حبيب، ومحمد بن فضيل، عن داود عن الشعبي عن مسروق عن عائشة.
وكذلك: قال ربعيبن علية، واختلف عنه.
* ورواه صالح بن عمر الواسطي، عن داود عن الشعبي عن علقمة عن عائشة.
* وأرسله: يزيد بن زريع، وعمر بن حبيب، عن داود عن الشعبي عن عائشة.
* والقول: قول من قال، عن مسروق). اهـ
* ورواه عفان بن مسلم الصفار عن القاسم بن الفضل عن الحسن البصري عن عائشة ڤ قالت: (يا رسول الله، {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات} [إبراهيم: 48]؛ أين الناس؟، قال: إن هذا لشيء ما سألني عنه أحد من أمتي قبلك، الناس على الصراط).
حديث مرسل، وهو: غير محفوظ
أخرجه أحمد في «المسند» (ج6 ص618).
وهذا مرسل: فإن الحسن البصري، لم يسمع من عائشة شيئا ([17]).
والحديث هذا: ذكره الحافظ ابن حجر في «إتحاف المهرة» (ج16 ص1065)؛ بهذا الإسناد، ثم قال: «هذا صورته: مرسل».
يعني: بين الحسن، وعائشة.
وقال الحافظ الحاكم / في «المستدرك» (ج4 ص578): (رواية الحسن، عن عائشة ڤ: مرسلة).
* ورواه علي بن الجعد عن القاسم بن الفضل عن الحسن البصري عن عائشة ڤ به.
حديث مرسل، وهو: غير محفوظ
أخرجه الطبري في «جامع البيان» (ج13 ص152).
وهذا مرسل: كسابقه.
* ورواه مسلم بن إبراهيم عن القاسم بن الفضل عن الحسن البصري عن عائشة ڤ قالت: (ألم يقل الله تعالى: ]يوم تبدل الأرض غير الأرض[ [إبراهيم: 48]؛ أين يكون الناس يومئذ... الناس يومئذ على الصراط).
حديث مرسل، وهو: غير محفوظ
أخرجه أبو الليث السمرقندي في «بحر العلوم» (ج2 ص249).
وهو مرسل: كسابقه.
* ورواه صالح بن عمر الواسطي عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن علقمة عن عائشة ڤ به.
ذكره الدارقطني في «العلل» (ج14 ص286).
قلت: وهذا سنده منكر، ولا مدخل: لعلقمة في هذا الحديث.
* وقد أخطأ صالح بن عمر الواسطي هنا، في ذكر: علقمة، وقد خالف الجماعة، وهم: أثبت منه في داود بن أبي هند.
* لذلك: قال الحافظ الدارقطني في «العلل» (ج14 ص286): (والقول: قول من قال: عن مسروق). اهـ
يعني: الصحيح، عن مسروق عن عائشة، ليس عن علقمة عن عائشة.
* ورواه حكام بن سلم الرازي عن عنبسة بن سعيد الكوفي عن حبيب بن أبي عمرة عن مجاهد عن ابن عباس قال: حدثتني عائشة ڤ قالت: (سألت النبي r، عن قوله تعالى: ]يوم تبدل الأرض غير الأرض [ [إبراهيم: 48]؛ فأين الناس يومئذ؟، قال r: على السراط).
حديث منكر، بهذا الإسناد.
أخرجه المخلص في «المخلصيات» (ج1 ص3177).
قلت: وهذا سنده منكر، فيه حكام بن سلم الرازي، وهو له غرائب ([18]).
فعن الإمام أحمد / قال: عن حكام بن سلم: (كان حسن الهيئة، قدم علينا، وكان يحدث عن عنبسة بن سعيد: أحاديث غرائب) ([19]).
3) وعن أم مبشر الأنصارية ڤ؛ أنها: سمعت النبي r، يقول عند حفصة ڤ: (لا لا يدخل النار، إن شاء الله، من أصحاب الشجرة أحد، الذين بايعوا تحتها قالت: بلى، يا رسول الله فانتهرها، فقالت حفصة: {وإن منكم إلا واردها} [مريم: 71] فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قد قال الله عز وجل: {ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا} [مريم: 72]).
أخرجه مسلم في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (2496)، وأحمد في «المسند» (ج44 ص590)، وابن حبان في «المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع» (ج11 ص125)، والطبري في «جامع البيان» (ج15 ص601)، وابن جريج في «تفسير القرآن» (ص145)، والنسائي في «السنن الكبرى» (11259)، وابن سعد في «الطبقات الكبرى» (ج10 ص425)، وأحمد في «المسند» (27362)، والفاكهي في «أخبار مكة» (ج5 ص77)، والبيهقي في «البعث والنشور» (420)، وفي «شعب الإيمان» (365)، و(371)، والطبراني في «المعجم الكبير» (ج25 ص103)، والحسين المروزي في «زياداته على الزهد» (1417)، وأبو عوانة في «المسند الصحيح» (10945)، واللالكائي في «الاعتقاد» (2193) من طريق الحسن بن محمد بن الصباح، وهارون بن عبد الله، ويوسف بن مسلم، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، ويحيى بن معين، وأحمد بن عبيد الله النرسي، وعباس الدوري، وإسحاق بن خالد البالسي، والصغاني؛ جميعهم: عن حجاج بن محمد المصيصي عن ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير، أنه: سمع جابر بن عبد الله يقول: أخبرتني أم مبشر ڤ به.
وذكره المزي في «تحفة الأشراف» (ج13 ص104 و105)، وابن حجر في «النكت الظراف» (ج13 ص105).
* ورواه عبد الله بن إدريس، وزائدة بن قدامة، وأبو عوانة وضاح بن عبد الله، وجرير بن عبد الحميد؛ فرووه: عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن أم مبشر، امرأة زيد بن حارثة t، قالت: قال رسول الله r، وهو في بيت حفصة: (لا يدخل النار رجل شهد بدرا، والحديبية، فقالت حفصة ڤ: يا رسول الله، أليس: قد قال الله: ]وإن منكم إلا واردها [ [مريم: 71]، فقال رسول الله: فمه: ]ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا[ [مريم: 72]).
أخرجه ابن راهويه في «المسند» (1995)، وأحمد في «المسند» (ج6 ص362)، والطبراني في «المعجم الكبير» (265)، و(266)، والطبري في «جامع البيان» (ج15 ص601)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (3316)، و(3318)، وفي «السنة» (861)، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» (26)، و(7391)، وابن حبان في «المسند الصحيح من التقاسيم والأنواع» (4800)، وابن الأعرابي في «المعجم» (2441)، وتمام الرازي في «الفوائد» (1522).
وإسناده صحيح.
* وأخطأ أبو معاوية في هذا الحديث:
فجعله من مسند: «حفصة ڤ»، والصواب، أنه من مسند «أم مبشر ڤ» ([20])، وقد سبق.
* فخالفهم: أبو معاوية، فأخطأ، وحديثه: أخرجه سعيد بن منصور في «تفسير القرآن» (ج6 ص237 و238)، وابن راهويه في «المسند» (1986)، و(1996)، وأحمد في «المسند» (ج6 ص285)، وأبو يعلى في «المسند» (7044)، والطبري في «جامع البيان» (ج15 ص602)، والفاكهي في «أخبار مكة» (2874)، وابن البختري في «حديثه» (121)، وهناد في «الزهد» (230)، وابن أبي عاصم في «السنة» (860)، وابن ماجه في «سننه» (4281)، والطبراني في «المعجم الكبير» (358)، و(363)، والبغوي في «شرح السنة» (3994) من طريق الحسن بن شبيب، ومحمد بن حماد، وأحمد بن عبد الجبار، وعبد الله بن هاشم، وابن أبي شيبة، وأبي كريب، جميعهم: عن أبي معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن أم مبشر عن حفصة ڤ قالت: قال رسول الله r، فذكره.
وذكره المزي في «تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف» (ج11 ص292 و293).
قال الحافظ الدارقطني / في «العلل» (ج15 ص202): (يرويه الأعمش، واختلف عنه: فرواه أبو معاوية الضرير، عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن أم مبشر عن حفصة عن النبي r.
* وخالفه: عبد الله بن إدريس، وأبو عوانة، وسفيان الثوري، وجرير بن عبد الحميد، رووه: عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن أم مبشر أنها: سمعت النبي r).
قال الإمام ابن بلبان / في «الإحسان» (ج11 ص125): (ذكر البيان بأن نفي دخول النار، عمن شهد بدرا، والحديبية، إنما هو سوى الورود).
* يمرون على الصراط، وهو جسر على نار جهنم، يعني: الجواز على الصراط، لأنه ممدود عليها([21]).
4) وعن أبي هريرة t عن النبي r قال: (لا يموت لأحد من المسلمين: ثلاثة من الولد، فتمسه النار، إلا تحلة القسم).
أخرجه البخاري في «الجامع المسند الصحيح المختصر» (6656)، وفي «الأدب المفرد» (143)، ومسلم في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (3632)، ومالك في «الموطإ» (ج1 ص322)، والترمذي في «الجامع المختصر من السنن» (1060)، والخطيب في «تاريخ بغداد» (ج4 ص22)، وفي «عوالي مالك بن أنس» (13)، وابن أبي صفرة في «المختصر النصيح» (ج2 ص10)، والقسطلاني في «إرشاد الساري» (ج14 ص78)، وأبو مصعب الزهري في «الموطإ» (982)، والبغوي في «شرح السنة» (1542)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص473)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج4 ص67)، و(ج7 ص78)، و(ج10 ص64)، وفي «معرفة السنن» (4054)، وفي «شعب الإيمان» (9742)، والحدثاني في «الموطإ» (403)، وابن حبان في «المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع» (2942)، وابن العطار في «الفوائد» (2)، وأبو طاهر السلفي في «معجم السفر» (1487)، وابن القاسم في «الموطإ» (15)، وأبو علي الطوسي في «مختصر الأحكام» (ج5 ص93)، والنسائي في «السنن الكبرى» (2015)، وفي «المجتبى» (ج4 ص25)، وابن بكير في «الموطإ» (ج1 ص662)، وعبد المؤمن الدمياطي في «التسلي والاغتباط» (ص31)، وأبو عوانة في «المسند الصحيح» (11489)، والكندي في «عوالي مالك بن أنس» (67)، والبزار في «المسند» (7710)، والقعنبي في «الموطإ» (94)، والجوهري في «مسند الموطإ» (135)، وابن عبد البر في «التمهيد» (ج4 ص309)، وابن وهب في «الموطإ» (ص321) من طريق مالك بن أنس عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة t به.
وبوب عليه الحافظ النووي / في «المنهاج» (ص669)، باب: فضل من يموت له ولد فيحتسبه.
* إلا تحلة القسم: ما ينحل به القسم، وهو اليمين، وهو مصدر: حلل اليمين، أي: كفرها.
وتحلة القسم: المراد من ذلك، الورود على الصراط، لقوله تعالى: ]وإن منكم إلا واردها[ [مريم: 71]؛ فلم يرد المؤمن؛ إلا عابر سبيل، يعني: الجواز على الصراط، ومعناه: لا يدخل النار، ليعاقب بها، ولكنه يمر على الصراط، وهو المضروب على جهنم، فيمر من فوقها بالصراط، بفضل الله تعالى، ورحمته([22]).
قال الحافظ النووي / في «رياض الصالحين» (ج4 ص574): (باب: فضل من مات له أولاد صغار؛ «وتحلة القسم» قول الله تعالى: ]وإن منكم إلا واردها[ [مريم: 71]؛ والورود: هو العبور على الصراط، وهو جسر منصوب على ظهر جهنم، عافانا الله منها). اهـ
وقال الحافظ القسطلاني / في «إرشاد الساري» (ج14 ص78): (والمراد بالقسم: ما هو مقدر، في قوله تعالى: ]وإن منكم إلا واردها [ [مريم: 71]؛ أي: والله منكم.
* والمستثنى: منه «تمسه»، لأنه في حكم البدل، من لا يموت: فكأنه قال: لا تمس النار من مات له ثلاثة، إلا بقدر الورود). اهـ
وقال القاضي عياض / في «إكمال المعلم» (ج8 ص112): (قوله r: «لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة، فتمسه النار، إلا تحلة القسم»؛ أي: ما تحلل به القسم، وهو اليمين.
* وجاء تفسير القسم في الحديث، قوله تعالى: ]وإن منكم إلا واردها [ [مريم: 71]؛ وإلى هذا ذهب: أبو عبيد، وغيره.
* والقسم: قوله عند بعضهم: ]فوربك لنحشرنهم والشياطين[؛ أول الآية [مريم: 68].
* وقيل: في قوله تعالى: ]وإن منكم[ [بمريم: 71]؛ أي: فوالله إن منكم.
* وقيل: يدل عليه قوله تعالى: ]حتما مقضيا[ [مريم: 71]؛ فسره الحسن، وابن مسعود؛ قسما، واجبا). اهـ
وقال الإمام القرطبي / في «المفهم» (ج6 ص639): (قوله r: «إلا تحلة القسم»؛ أي: ما يحلل به القسم، وهو اليمين.
* وقد اختلف في هذا القسم، هل هو قسم معين، أم لا؟:
فالجمهور: على أنه قسم بعينه.
فمنهم: من قال، هو قوله تعالى: ]فوربك لنحشرنهم والشياطين[ [مريم: 68].
وقيل: هو قوله تعالى: ]وإن منكم إلا واردها [ [مريم: 71].
وقيل: هو قوله تعالى: ]كان على ربك حتما مقضيا[ [مريم: 71]، أي: قسما، واجبا؛ كذلك فسره ابن مسعود، والحسن البصري). اهـ
وقال الحافظ البغوي / في «شرح السنة» (ج5 ص450 و451): (تحلة: مصدر حللت اليمين تحليلا، وتحلة؛ أي: أبررتها، يريد: إلا قدر ما يبر الله تعالى قسمه فيه، وهو قوله تعالى: ]وإن منكم إلا واردها [[مريم: 71]؛ فإذا مر بها، وتجاوزها، فقد أبر قسمه). اهـ
وقوله تعالى: ]كان على ربك حتما مقضيا[ [مريم: 71]؛ أي: قضاء، واجبا، وقسما، واجبا ([23]).
قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «شرح رياض الصالحين» (ج4 ص575): (قال المؤلف /: في كتابه رياض الصالحين: باب فضل من له أولاد صغار؛ يعني: باب الفضل الذي يعطى إياه من مات له أولاد صغار، يعني: فاحتسب الأجر من الله عز وجل، وصبر -ثم ذكر فيه حديث أنس، وأبي هريرة، وأبي سعيد y، وكلها تدل على فضل ذلك، أن الإنسان إذا مات له أولاد صغار لم يبلغوا الحنث- يعني: لم يبلغوا- فإنهم يكونون له سترا من النار بفضل رحمته إياهم؛ لأن هؤلاء الأولاد الصغار هم محل الرحمة، فالأولاد إذا كبروا استقلوا بأنفسهم، ولم يكن عند والدهم من الرحمة لهم كالرحمة التي عنده للأولاد الصغار، فإذا كان له أولاد صغار وماتوا واحتسب الأجر من الله وهم ثلاثة -فإنهم يكونون له سترا من النار، فلا تمسه النار إلا تحلة القسم، يريد بـ«تحلة القسم» قول الله تعالى: ]وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا * ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا[ [مريم: 71 و72].
* وفي حديث أبي سعيد الخدري t في اجتماع النساء حتى أتى إليهن النبي r فعلمهن مما علمه الله، وأخبرهن «أنه ما من امرأة يموت لها ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا لم تمسها النار، إلا تحلة القسم، فقالت امرأة: واثنين؟ فقال: واثنتين، وعلى هذا فيكون هذا من فضل الله أيضا، أنه إذا مات للإنسان اثنان من الولد ذكورا أو إناثا - ثم صبر واحتسب كان ذلك له حجابا من النار، والله الموفق). اهـ
5) وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد فيلج النار؛ إلا تحلة القسم)([24])؛ ثم قرأ سفيان: ]وإن منكم إلا واردها[ [مريم: 71].
أخرجه البخاري في «الجامع المسند الصحيح المختصر» (1251)، ومسلم في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (2632)، والنسائي في «السنن الكبرى» (11258)، وابن ماجه في «سننه» (1603)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص239 و240)، والحميدي في «المسند» (1020)، وسعيد بن منصور في «تفسير القرآن» (ج6 ص240)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (9988)، وأبو يعلى في «المسند» (ج10 ص285)، وابن أبي صفرة في «المختصر النصيح» (ج2 ص10)، والقسطلاني في «إرشاد الساري» (ج3 ص360)، وابن أبي عاصم في «السنة» (762)، وابن الجارود في «المنتقى في السنن المسندة» (554)، والبغوي في «شرح السنة» (1543)، وفي «معالم التنزيل» (ج1 ص204)، والثعلبي في «الكشف والبيان» (ج6 ص226) من طريق علي بن المديني، وروح بن عبادة، وإبراهيم بن محمد الشافعي، وزهير بن حرب، وعبد الرحيم بن منيب، وعمرو بن محمد الناقد، وعبد الله بن هاشم، ومحمد بن عبد الله المقرئ؛ جميعهم: عن سفيان بن عيينة قال: سمعت الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة t به.
وذكره السخاوي في «ارتياح الأكباد؛ بأرباح فقد الأولاد» (ص148)، والسيوطي في «الدر المنثور» (ج10 ص119).
وقال الحافظ البزار في «المسند» (ج14 ص152): (ورواه مالك، وابن عيينة، وغيرهما، عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة t). اهـ
وقال الحافظ البزار في «المسند» (ج14 ص169): (وهذا الحديث: رواه ابن عيينة، أيضا: عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة t).
6) وعن أبي هريرة t؛ أن النبي r قال: (من مات له ثلاثة من الولد، لم يبلغوا الحنث، لم تمسه النار؛ إلا تحلة القسم)؛ يعني: ورود الصراط.
أخرجه مسلم في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (2632)، وعبد الرزاق في «المصنف» (ج2 ص360)، وأحمد في «المسند» (ج13 ص155)، والطبري في «جامع البيان» (ج15 ص605)، والبيهقي في «الآداب» (748)، وفي «السنن الكبرى» (ج4 ص167) من طريق معمر أخبرني الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة t به.
قلت: وهذا سنده صحيح، وقد صححه الشيخ أحمد شاكر في «تخريجه للمسند» (ج2 ص276).
وذكره السخاوي في «ارتياح الأكباد: بأرباح فقد الأولاد» (ص136).
* وذكر الحافظ الدارقطني / في «العلل» (ج9 ص144)؛ أن الحديث ورد بعدة طرق، عن أبي هريرة t، ولا يثبت إلا بهذا الطريق، حيث قال: (ولا يثبت هذا؛ إلا عن سعيد بن المسيب).
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل
على: صفة الصراط، وأنه له حافتان، وفي حافتي الصراط، كلاليب([25]) معلقة عظيمة، وخطاطيف([26]) مأمورة بأخذ من أمرت به، من المخالفين المعاندين
1) عن أبي هريرة t، في الحديث الطويل؛ وفيه: (ويضرب الصراط بين ظهري جهنم، فأكون أنا، وأمتي، أول من يجيزها، ولا يتكلم يومئذ؛ إلا الرسل، ودعوى الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم، وفي جهنم: كلاليب، مثل شوك السعدان، هل رأيتم السعدان؟، قالوا: نعم يا رسول الله، قال r: فإنها مثل: شوك السعدان ([27])؛ غير أنه لا يعلم ما قدر عظمها إلا الله، تخطف الناس بأعمالهم، فمنهم الموبق([28]) بقي بعمله، أو الموثق بعمله، ومنهم المخردل ([29])، أو المجازى ([30]) حتى ينجى، أو نحوه).
أخرجه البخاري في «الجامع المسند الصحيح المختصر» (6573)، و(7437)، ومسلم في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (182)، وأحمد في «المسند» (ج13 ص143 و146 و303 و307)، و(ج16 ص526 و529)، وابن خزيمة في «التوحيد» (ص489 و480)، وابن المبارك في «الزهد» (284)، وفي «الرقائق» (1206)، وأبو يعلى في «المسند» (ج11 ص241 و242 و246)، وعبد الرزاق في «المصنف» (ج11 ص408)، ومحمد بن نصر المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (275)، وأبو عوانة في «المسند الصحيح» (ج1 ص160)، وأبو نعيم في «المسند المستخرج على صحيح مسلم» (ج1 ص246 و247)، والبغوي في «شرح السنة» (ج15 ص174)، والدارمي في «الرد على الجهمية» (ص90)، وابن حبان في «المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع» (ج16 ص450 و451)، وابن منده في «الإيمان» (803)، و(805)، وعبد الله بن أحمد في «السنة» (ج1 ص342 و343 و344 و345)، واللالكائي في «الاعتقاد» (ج6 ص486)، والدارقطني في «الرؤية» (23) من طريق محمد بن جعفر الوركاني، وسليمان بن داود الهاشمي، وأبي حاتم، وأبي كامل مظفر بن مدرك الخراساني، وحماد بن زيد، والحسن بن إسماعيل، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي، ويعقوب بن إبراهيم الزهري، وليث بن سعد، ومحمد بن أبي نعيم، عن معمر بن راشد الأزدي، وإبراهيم بن سعد الزهري، كلاهما: عن الزهري حدثني عطاء بن يزيد الليثي؛ أن أبا هريرة t، أخبره به، مطولا.
وبوب عليه الحافظ البخاري في «صحيحه» (ص1137)؛ باب: الصراط جسر جهنم.
قلت: فأجمع هؤلاء الرواة الثقات الأثبات، على وصف، هذه الأوصاف المذكورة في الحديث([31])، ولم يذكروا زيادة: «في الصراط أن حده؛ كحد السيف»، ومما يدل على نكارتها.
2) وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم، فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته، ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل، وكلام الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم، وفي جهنم كلاليب، مثل: شوك السعدان، هل رأيتم شوك السعدان؟، قالوا: نعم، قال r: فإنها مثل شوك السعدان، غير أنه لا يعلم قدر عظمها؛ إلا الله، تخطف الناس بأعمالهم: فمنهم من يوبق بعمله، ومنهم من يخردل، ثم ينجو). وفي رواية: (ويضرب الصراط بين ظهري جهنم، فأكون أول من يجيز بأمتي من الرسل).
أخرجه البخاري في «الجامع المسند الصحيح المختصر» (806)، ومسلم في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (182)، وأبو نعيم في «المسند المستخرج على صحيح مسلم» (ج1 ص246 و247)، وأبو عوانة في «المسند الصحيح» (ج1 ص162)، والبيهقي في «البعث والنشور» (ص300)، وفي «الأسماء والصفات» (647)، وابن عبد الهادي في «التوحيد وفضل: لا إله إلا الله» (ص56)، وابن المحب في «صفات رب العالمين» (ج4 ص1479)، وابن خزيمة في «التوحيد» (ص479) من طريق شعيب بن حمزة عن الزهري: أخبرني سعيد بن المسيب، وعطاء بن يزيد الليثي، أن أبا هريرة t: أخبرهما، فذكر الحديث.
3) وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r، مطولا، وفيه: (فيأتون محمدا r، فيقوم فيؤذن له، وترسل الأمانة والرحم، فتقومان جنبتي الصراط: يمينا وشمالا، فيمر أولكم كالبرق، قال: قلت: بأبي أنت وأمي!، أي: شيء كمر البرق؟، قال r: ألم تروا إلى البرق كيف يمر، ويرجع في طرفة عين، ثم كمر الريح، ثم كمر الطير، وشد الرجال تجري بهم أعمالهم، ونبيكم قائم على الصراط، يقول: رب، سلم سلم، حتى تعجز أعمال العباد، حتى يجيء الرجل، فلا يستطيع السير إلا زحفا، قال: وفي حافتي الصراط كلاليب([32]) معلقة: مأمورة بأخذ من أمرت به، فمخدوش ([33]) ناج، ومكدوس ([34]) في النار).
أخرجه مسلم في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (195)، والحاكم في «المستدرك» (ج4 ص589)، وابن خزيمة في «التوحيد» (ص415 و416)، وابن أبي داود في «البعث» (ص32)، والبغوي في «شرح السنة» (ج15 ص179 و180)، والبزار في «المسند» (ج7 ص160)، و(ج17 ص158)، والبيهقي في «البعث والنشور» (ص304)، وأبو يعلى في «المسند» (ج11 ص81) من طريق محمد بن فضيل، حدثنا أبو مالك الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة t به؛ مطولا.
وقوله r: (تجري بهم أعمالهم)؛ فهو كالتفسير؛ لقوله r: (فيمر أولكم كالبرق)؛ معناه: أنهم يكونون في سرعة المرور على حسب مراتبهم، وأعمالهم([35]).
قال الحافظ ابن حجر / في «فتح الباري» (ج2 ص356): (وفيه؛ -يعني: الحديث- أن الهداية، والإضلال، من الله تعالى، كما هو قول: أهل السنة.
* وأن سلامة الإجماع من الخطإ، مخصوص بهذه الأمة، وأن استنباط معنى من الأصل يعود عليه بالإبطال: باطل، وأن القياس مع وجود النص فاسد، وأن الاجتهاد في زمن نزول الوحي جائز، وأن الجمعة أول الأسبوع شرعا، ويدل على ذلك تسمية الأسبوع كله جمعة، وفيه: بيان واضح؛ لمزيد فضل هذه الأمة على الأمم السابقة زادها الله تعالى). اهـ
4) وعن أبي هريرة t عن النبي r قال: (فننطلق: حتى نأتي الجسر، وعليه كلاليب من نار، تخطف الناس).
حديث صحيح
أخرجه اللالكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (ج6 ص486)، وعبد الله بن أحمد في «السنة» (ج1 ص334)، وابن أبي عاصم في «السنة» (454)، وابن خزيمة في «التوحيد» (218)، والحميدي في «المسند» (ج2 ص299)، وابن حبان في «المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع» (ج16 ص480)، وابن منده في «الإيمان» (809) من طريق سفيان بن عيينة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة t به، مطولا.
قلت: وهذا سنده صحيح.
* وأصله: في «الصحيح» لمسلم (2968)؛ من هذا الوجه.
5) وعن أبي سعيد الخدري t قال: قال رسول الله r: (ثم يضرب الجسر على جهنم، وتحل الشفاعة، ويقولون: اللهم سلم، سلم، قيل: يا رسول الله، وما الجسر؟ قال r: دحض([36])، مزلة، فيه خطاطيف([37])، وكلاليب، وحسك([38])، تكون بنجد فيها شويكة، يقال لها: السعدان، فيمر المؤمنون: كطرف العين، وكالبرق، وكالريح، وكالطير، وكأجاويد([39]) الخيل والركاب، فناج مسلم، ومخدوش، مرسل، ومكدوس في نار جهنم).
أخرجه مسلم في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (183)، وأبو نعيم في «المسند المستخرج على صحيح مسلم» (ج1 ص249)، والبيهقي في «البعث والنشور» (ص302)، وابن منده في «الرد على الجهمية» (ص3) من طريق سويد بن سعيد قال: حدثني ابن ميسرة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري t به؛ مطولا.
قلت: وسويد بن سعيد، توبع على هذا اللفظ، فتنبه.
* ويؤخذ من الحديث: أن المارين على الصراط، ثلاثة أصناف:
1) ناج بلا خدش.
2) وهالك من أول وهلة.
3) ومتوسط: بينهما، يصاب ثم ينجو.
* وكل قسم؛ منها: ينقسم، أقساما، تعرف بقوله r: (بقدر أعمالهم). ([40])
قال الحافظ النووي / في «المنهاج» (ج1 ص475): (قوله r: «فناج مسلم، ومخدوش، مرسل، ومكدوس في نار جهنم»؛ معناه: أنهم ثلاثة أقسام:
* قسم: يسلم، فلا يناله شيء أصلا.
* وقسم: يخدش، ثم يرسل، فيتخلص.
* وقسم: يكردس، ويلقى، فيسقط في جهنم). اهـ
6) وعن أبي سعيد الخدري t قال: قال رسول الله r: (ثم يضرب الجسر على جهنم، قلنا: وما الجسر، يا رسول الله؟، قال r: دحض، مزلة، له كلاليب، وخطاطيف، وحسكة، تكون بنجد، يقال لها: عقيفا؛ يقال له: السعدان، فيمر المؤمنون: كلمح البرق، وكالطرف، وكالريح، وكالطير، وكأجود الخيل والراكب، فناج مسلم، ومخدوش مرسل، ومكدوس في نار جهنم).
أخرجه مسلم في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (303)، وابن خزيمة في «التوحيد» (218)، واللالكائي في «الاعتقاد» (ج6 ص506 و507)، وأبو نعيم في «المسند المستخرج على صحيح مسلم» (ج1 ص248)، وابن المحب في «صفات رب العالمين» (ج4 ص1478 و1479)، وأبو عوانة في «المسند الصحيح» (ج1 ص168) من طريق جعفر بن عون قال: أخبرنا هشام بن سعد أخبرنا زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري t به، مطولا.
قلت: وهشام بن سعد، توبع على هذا اللفظ، فتنبه.
الدحض: الزلق في الأقدام.
قال الحافظ ابن الأثير في «النهاية» (ج2 ص350): (الدحض: جمع، داحض، وهم: الذين لا ثبات لهم، ولا عزيمة في الأمور). اهـ
قلت: وهم قد زلوا عن علو المراتب([41]).
7) وعن حذيفة بن اليمان t قال: قال رسول الله r، مطولا، وفيه: (فيأتون محمدا r، فيقوم فيؤذن له، وترسل الأمانة والرحم، فتقومان جنبتي الصراط: يمينا وشمالا، فيمر أولكم كالبرق، قال: قلت: بأبي أنت وأمي، أي: شيء كمر البرق؟، قال r: ألم تروا إلى البرق كيف يمر، ويرجع في طرفة عين، ثم كمر الريح، ثم كمر الطير، وشد الرجال تجري بهم أعمالهم، ونبيكم قائم على الصراط، يقول: رب، سلم سلم، حتى تعجز أعمال العباد، حتى يجيء الرجل، فلا يستطيع السير إلا زحفا، قال: وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة، مأمورة بأخذ من أمرت به، فمخدوش ناج، ومكدوس في النار).
أخرجه مسلم في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (195)، والبيهقي في «البعث والنشور» (ص304)، وابن خزيمة في «التوحيد» (ص416)، وابن أبي داود في «البعث» (ص32)، والبغوي في «شرح السنة» (ج15 ص179 و180)، والبزار في «المسند» (ج7 ص260)، و(ج17 ص158)، والحاكم في «المستدرك» (ج4 ص589)، وأبو يعلى في «المسند» (ج11 ص81) من طريق محمد بن فضيل حدثنا أبو مالك الأشجعي عن ربعي عن حذيفة بن اليمان t به، مطولا.
8) وعن أبي الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله t: يسأل عن الورود، فقال: (ويعطى كل إنسان منهم: منافق، أو مؤمن؛ نورا، ثم يتبعونه، وعلى جسر جهنم: كلاليب، وحسك، تأخذ من شاء الله، ثم يطفأ نور المنافقين، ثم ينجو المؤمنون).
حديث صحيح موقوف، له حكم الرفع
أخرجه مسلم في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (191)، وعبد الله بن أحمد في «السنة» (ج1 ص361)، والدارقطني في «الرؤية» (50)، وابن منده في «الإيمان» (850)، و(851)، وأحمد في «المسند» (ج23 ص328)، والخلال في «السنة» (ج2 ص330) من طريق أبي عاصم ، وحجاج بن محمد، وروح بن عبادة القيسي: حدثنا ابن جريج قال: أخبرني: أبو الزبير به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وهذا الحديث، جاء كله من قول جابر بن عبد الله t، موقوفا عليه([42]).
قلت: فوردت هذه الأحاديث، في السنة الصحيحة، في بيان صفة الصراط وعظمته، لا يعلم قدره؛ إلا الله تعالى، وقد وصفته: وصفا، جليا.
* فيجب على كل مسلم أن يعرف هذه الصفات، ويعتقدها في: «الصراط»، وإلا هو في خطر عظيم، بسبب ما وقع فيه من الجهل، والتقليد للبعض، وقد دحضت حجته وبطلت([43]).
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل
على: صفة الصراط، وأنه له حسكة ([44]) عريضة لها شوكة صلبة معوجة؛ مثل: شوك السعدان ([45])، غير أن لا يعلم قدر عظمها إلا الله تعالى
1) عن أبي هريرة t، في الحديث الطويل؛ وفيه: (ويضرب الصراط بين ظهري جهنم، فأكون أنا، وأمتي، أول من يجيزها، ولا يتكلم يومئذ؛ إلا الرسل، ودعوى الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم، وفي جهنم: كلاليب، مثل شوك السعدان، هل رأيتم السعدان؟، قالوا: نعم يا رسول الله، قال r: فإنها مثل: شوك السعدان ([46])؛ غير أنه لا يعلم ما قدر عظمها إلا الله، تخطف الناس بأعمالهم، فمنهم الموبق([47]) بقي بعمله، أو الموثق بعمله، ومنهم المخردل ([48])، أو المجازى ([49]) حتى ينجى، أو نحوه).
أخرجه البخاري في «الجامع المسند الصحيح المختصر» (6573)، و(7437)، ومسلم في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (182)، وأحمد في «المسند» (ج13 ص143 و146 و303 و307)، و(ج16 ص526 و529)، وابن خزيمة في «التوحيد» (ص489 و480)، وابن المبارك في «الزهد» (284)، وفي «الرقائق» (1206)، وأبو يعلى في «المسند» (ج11 ص241 و242 و246)، وعبد الرزاق في «المصنف» (ج11 ص408)، ومحمد بن نصر المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (275)، وأبو عوانة في «المسند الصحيح» (ج1 ص160)، وأبو نعيم في «المسند المستخرج على صحيح مسلم» (ج1 ص246 و247)، والبغوي في «شرح السنة» (ج15 ص174)، والدارمي في «الرد على الجهمية» (ص90)، وابن حبان في «المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع» (ج16 ص450 و451)، وابن منده في «الإيمان» (803)، و(805)، وعبد الله بن أحمد في «السنة» (ج1 ص342 و343 و344 و345)، واللالكائي في «الاعتقاد» (ج6 ص486)، والدارقطني في «الرؤية» (23) من طريق محمد بن جعفر الوركاني، وسليمان بن داود الهاشمي، وأبي حاتم، وأبي كامل مظفر بن مدرك الخراساني، وحماد بن زيد، والحسن بن إسماعيل، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي، ويعقوب بن إبراهيم الزهري، وليث بن سعد، ومحمد بن أبي نعيم، عن معمر بن راشد الأزدي، وإبراهيم بن سعد الزهري، كلاهما: عن الزهري حدثني عطاء بن يزيد الليثي؛ أن أبا هريرة t، أخبره به، مطولا.
وبوب عليه الحافظ البخاري في «صحيحه» (ص1137)؛ باب: الصراط جسر جهنم.
قلت: فأجمع هؤلاء الرواة الثقات الأثبات، على وصف، هذه الأوصاف المذكورة في الحديث([50])، ولم يذكروا زيادة: «في الصراط أن حده؛ كحد السيف»، ومما يدل على نكارتها.
2) وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم، فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته، ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل، وكلام الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم، وفي جهنم كلاليب، مثل: شوك السعدان، هل رأيتم شوك السعدان؟، قالوا: نعم، قال r: فإنها مثل شوك السعدان، غير أنه لا يعلم قدر عظمها؛ إلا الله، تخطف الناس بأعمالهم: فمنهم من يوبق بعمله، ومنهم من يخردل، ثم ينجو). وفي رواية: (ويضرب الصراط بين ظهري جهنم، فأكون أول من يجيز بأمتي من الرسل).
أخرجه البخاري في «الجامع المسند الصحيح المختصر» (806)، ومسلم في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (182)، وأبو نعيم في «المسند المستخرج على صحيح مسلم» (ج1 ص246 و247)، وأبو عوانة في «المسند الصحيح» (ج1 ص162)، والبيهقي في «البعث والنشور» (ص300)، وفي «الأسماء والصفات» (647)، وابن عبد الهادي في «التوحيد وفضل: لا إله إلا الله» (ص56)، وابن المحب في «صفات رب العالمين» (ج4 ص1479)، وابن خزيمة في «التوحيد» (ص479) من طريق شعيب بن حمزة عن الزهري: أخبرني سعيد بن المسيب، وعطاء بن يزيد الليثي، أن أبا هريرة t: أخبرهما، فذكر الحديث.
3) وعن أبي سعيد الخدري t قال: قال رسول الله r: (ثم يضرب الجسر على جهنم، وتحل الشفاعة، ويقولون: اللهم سلم، سلم، قيل: يا رسول الله، وما الجسر؟ قال r: دحض([51])، مزلة، فيه خطاطيف([52])، وكلاليب، وحسك([53])، تكون بنجد فيها شويكة، يقال لها: السعدان، فيمر المؤمنون: كطرف العين، وكالبرق، وكالريح، وكالطير، وكأجاويد([54]) الخيل والركاب، فناج مسلم، ومخدوش، مرسل، ومكدوس في نار جهنم).
أخرجه مسلم في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (183)، وأبو نعيم في «المسند المستخرج على صحيح مسلم» (ج1 ص249)، والبيهقي في «البعث والنشور» (ص302)، وابن منده في «الرد على الجهمية» (ص3) من طريق سويد بن سعيد قال: حدثني ابن ميسرة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري t به؛ مطولا.
قلت: وسويد بن سعيد، توبع على هذا اللفظ، فتنبه.
* ويؤخذ من الحديث: أن المارين على الصراط، ثلاثة أصناف:
1) ناج بلا خدش.
2) وهالك من أول وهلة.
3) ومتوسط: بينهما، يصاب ثم ينجو.
* وكل قسم؛ منها: ينقسم، أقساما، تعرف بقوله r: (بقدر أعمالهم) ([55]).
قال الحافظ النووي / في «المنهاج» (ج1 ص475): (قوله r: «فناج مسلم، ومخدوش، مرسل، ومكدوس في نار جهنم»؛ معناه: أنهم ثلاثة أقسام:
* قسم: يسلم، فلا يناله شيء أصلا.
* وقسم: يخدش، ثم يرسل، فيتخلص.
* وقسم: يكردس، ويلقى، فيسقط في جهنم). اهـ
4) وعن أبي سعيد الخدري t قال: قال رسول الله r: (ثم يضرب الجسر على جهنم، قلنا: وما الجسر، يا رسول الله؟، قال r: دحض، مزلة، له كلاليب، وخطاطيف، وحسكة، تكون بنجد، يقال لها: عقيفا؛ يقال له: السعدان، فيمر المؤمنون: كلمح البرق، وكالطرف، وكالريح، وكالطير، وكأجود الخيل والراكب، فناج مسلم، ومخدوش مرسل، ومكدوس في نار جهنم).
أخرجه مسلم في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (303)، وابن خزيمة في «التوحيد» (218)، واللالكائي في «الاعتقاد» (ج6 ص506 و507)، وأبو نعيم في «المسند المستخرج على صحيح مسلم» (ج1 ص248)، وابن المحب في «صفات رب العالمين» (ج4 ص1478 و1479)، وأبو عوانة في «المسند الصحيح» (ج1 ص168) من طريق جعفر بن عون قال: أخبرنا هشام بن سعد أخبرنا زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري t به، مطولا.
قلت: وهشام بن سعد، توبع على هذا اللفظ، فتنبه.
الدحض: الزلق في الأقدام.
قال الحافظ ابن الأثير في «النهاية» (ج2 ص350): (الدحض: جمع، داحض، وهم: الذين لا ثبات لهم، ولا عزيمة في الأمور). اهـ
قلت: وهم قد زلوا عن علو المراتب ([56]).
5) وعن أبي الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله t: يسأل عن الورود، فقال: (ويعطى كل إنسان منهم: منافق، أو مؤمن؛ نورا، ثم يتبعونه، وعلى جسر جهنم: كلاليب، وحسك، تأخذ من شاء الله، ثم يطفأ نور المنافقين، ثم ينجو المؤمنون).
حديث صحيح موقوف، له حكم الرفع
أخرجه مسلم في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (191)، وعبد الله بن أحمد في «السنة» (ج1 ص361)، والدارقطني في «الرؤية» (50)، وابن منده في «الإيمان» (850)، و(851)، وأحمد في «المسند» (ج23 ص328)، والخلال في «السنة» (ج2 ص330) من طريق أبي عاصم ، وحجاج بن محمد، وروح بن عبادة القيسي: حدثنا ابن جريج قال: أخبرني: أبو الزبير به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وهذا الحديث، جاء كله من قول جابر بن عبد الله t، موقوفا عليه ([57]).
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل
على: صفة الصراط، وأنه دحض ([58])، ومزلة([59])، وزلق
1) عن أبي سعيد الخدري t قال: قال رسول الله r: (ثم يضرب الجسر على جهنم، وتحل الشفاعة، ويقولون: اللهم سلم، سلم، قيل: يا رسول الله، وما الجسر؟ قال r: دحض([60])، مزلة، فيه خطاطيف([61])، وكلاليب، وحسك([62])، تكون بنجد فيها شويكة، يقال لها: السعدان، فيمر المؤمنون: كطرف العين، وكالبرق، وكالريح، وكالطير، وكأجاويد([63]) الخيل والركاب، فناج مسلم، ومخدوش، مرسل، ومكدوس في نار جهنم).
أخرجه مسلم في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (183)، وأبو نعيم في «المسند المستخرج على صحيح مسلم» (ج1 ص249)، والبيهقي في «البعث والنشور» (ص302)، وابن منده في «الرد على الجهمية» (ص3) من طريق سويد بن سعيد قال: حدثني ابن ميسرة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري t به؛ مطولا.
قلت: وسويد بن سعيد، توبع على هذا اللفظ، فتنبه.
* ويؤخذ من الحديث: أن المارين على الصراط، ثلاثة أصناف:
1) ناج بلا خدش.
2) وهالك من أول وهلة.
3) ومتوسط: بينهما، يصاب ثم ينجو.
* وكل قسم؛ منها: ينقسم، أقساما، تعرف بقوله r: (بقدر أعمالهم) ([64]).
قال الحافظ النووي / في «المنهاج» (ج1 ص475): (قوله r: «فناج مسلم، ومخدوش، مرسل، ومكدوس في نار جهنم»؛ معناه: أنهم ثلاثة أقسام:
* قسم: يسلم، فلا يناله شيء أصلا.
* وقسم: يخدش، ثم يرسل، فيتخلص.
* وقسم: يكردس، ويلقى، فيسقط في جهنم). اهـ
2) وعن أبي سعيد الخدري t قال: قال رسول الله r: (ثم يضرب الجسر على جهنم، قلنا: وما الجسر، يا رسول الله؟، قال r: دحض، مزلة، له كلاليب، وخطاطيف، وحسكة، تكون بنجد، يقال لها: عقيفا؛ يقال له: السعدان، فيمر المؤمنون: كلمح البرق، وكالطرف، وكالريح، وكالطير، وكأجود الخيل والراكب، فناج مسلم، ومخدوش مرسل، ومكدوش في نار جهنم).
أخرجه مسلم في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (303)، وابن خزيمة في «التوحيد» (218)، واللالكائي في «الاعتقاد» (ج6 ص506 و507)، وأبو نعيم في «المسند المستخرج على صحيح مسلم» (ج1 ص248)، وابن المحب في «صفات رب العالمين» (ج4 ص1478 و1479)، وأبو عوانة في «المسند الصحيح» (ج1 ص168) من طريق جعفر بن عون قال: أخبرنا هشام بن سعد أخبرنا زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري t به، مطولا.
قلت: وهشام بن سعد، توبع على هذا اللفظ، فتنبه.
الدحض: الزلق في الأقدام.
قال الحافظ ابن الأثير في «النهاية» (ج2 ص350): (الدحض: جمع، داحض، وهم: الذين لا ثبات لهم، ولا عزيمة في الأمور). اهـ
قلت: وهم قد زلوا عن علو المراتب ([65]).
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل
على كيفية مرور الخلق على الصراط، وهو على الترتيب في السرعة، فيمر المؤمنون: كطرف العين، وكالبرق، وكالريح، وكالطير، وكأجاويد الخيل ([66])، والركاب([67])، ومن يزحف، وآخرهم: هو المسحوب على الصراط
اعلم رحمك الله: أن الخلق يتفاوتون في المرور على: الصراط، تفاوتا، عظيما، وذلك لأن المرور عليه، إنما يكون بقدر الأعمال الصالحة، التي قدمها المرء المسلم، لربه سبحانه: في الحياة الدنيا، وهذا يدل على اختلاف سرعة الخلق في المرور على الصراط ([68]).
وإليك الدليل:
1) عن أبي هريرة t، في الحديث الطويل؛ وفيه: (ويضرب الصراط بين ظهري جهنم، فأكون أنا، وأمتي، أول من يجيزها، ولا يتكلم يومئذ؛ إلا الرسل، ودعوى الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم، وفي جهنم: كلاليب، مثل شوك السعدان، هل رأيتم السعدان؟، قالوا: نعم يا رسول الله، قال r: فإنها مثل: شوك السعدان ([69])؛ غير أنه لا يعلم ما قدر عظمها إلا الله، تخطف الناس بأعمالهم، فمنهم الموبق ([70]) بقي بعمله، أو الموثق بعمله، ومنهم المخردل ([71])، أو المجازى ([72]) حتى ينجى، أو نحوه).
أخرجه البخاري في «الجامع المسند الصحيح المختصر» (6573)، و(7437)، ومسلم في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (182)، وأحمد في «المسند» (ج13 ص143 و146 و303 و307)، و(ج16 ص526 و529)، وابن خزيمة في «التوحيد» (ص489 و480)، وابن المبارك في «الزهد» (284)، وفي «الرقائق» (1206)، وأبو يعلى في «المسند» (ج11 ص241 و242 و246)، وعبد الرزاق في «المصنف» (ج11 ص408)، ومحمد بن نصر المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (275)، وأبو عوانة في «المسند الصحيح» (ج1 ص160)، وأبو نعيم في «المسند المستخرج على صحيح مسلم» (ج1 ص246 و247)، والبغوي في «شرح السنة» (ج15 ص174)، والدارمي في «الرد على الجهمية» (ص90)، وابن حبان في «المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع» (ج16 ص450 و451)، وابن منده في «الإيمان» (803)، و(805)، وعبد الله بن أحمد في «السنة» (ج1 ص342 و343 و344 و345)، واللالكائي في «الاعتقاد» (ج6 ص486)، والدارقطني في «الرؤية» (23) من طريق محمد بن جعفر الوركاني، وسليمان بن داود الهاشمي، وأبي حاتم، وأبي كامل مظفر بن مدرك الخراساني، وحماد بن زيد، والحسن بن إسماعيل، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي، ويعقوب بن إبراهيم الزهري، وليث بن سعد، ومحمد بن أبي نعيم، عن معمر بن راشد الأزدي، وإبراهيم بن سعد الزهري، كلاهما: عن الزهري حدثني عطاء بن يزيد الليثي؛ أن أبا هريرة t، أخبره به، مطولا.
وبوب عليه الحافظ البخاري في «صحيحه» (ص1137)؛ باب: الصراط جسر جهنم.
قلت: فأجمع هؤلاء الرواة الثقات الأثبات، على وصف، هذه الأوصاف المذكورة في الحديث([73])، ولم يذكروا زيادة: «في الصراط أن حده؛ كحد السيف»، ومما يدل على نكارتها.
2) وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم، فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته، ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل، وكلام الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم، وفي جهنم كلاليب، مثل: شوك السعدان، هل رأيتم شوك السعدان؟، قالوا: نعم، قال r: فإنها مثل شوك السعدان، غير أنه لا يعلم قدر عظمها؛ إلا الله، تخطف الناس بأعمالهم: فمنهم من يوبق بعمله، ومنهم من يخردل، ثم ينجو). وفي رواية: (ويضرب الصراط بين ظهري جهنم، فأكون أول من يجيز بأمتي من الرسل).
أخرجه البخاري في «الجامع المسند الصحيح المختصر» (806)، ومسلم في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (182)، وأبو نعيم في «المسند المستخرج على صحيح مسلم» (ج1 ص246 و247)، وأبو عوانة في «المسند الصحيح» (ج1 ص162)، والبيهقي في «البعث والنشور» (ص300)، وفي «الأسماء والصفات» (647)، وابن عبد الهادي في «التوحيد وفضل: لا إله إلا الله» (ص56)، وابن المحب في «صفات رب العالمين» (ج4 ص1479)، وابن خزيمة في «التوحيد» (ص479) من طريق شعيب بن حمزة عن الزهري: أخبرني سعيد بن المسيب، وعطاء بن يزيد الليثي، أن أبا هريرة t: أخبرهما، فذكر الحديث.
3) وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r، مطولا، وفيه: (فيأتون محمدا r، فيقوم فيؤذن له، وترسل الأمانة والرحم، فتقومان جنبتي الصراط: يمينا وشمالا، فيمر أولكم كالبرق، قال: قلت: بأبي أنت وأمي!، أي: شيء كمر البرق؟، قال r: ألم تروا إلى البرق كيف يمر، ويرجع في طرفة عين، ثم كمر الريح، ثم كمر الطير، وشد الرجال تجري بهم أعمالهم، ونبيكم قائم على الصراط، يقول: رب، سلم سلم، حتى تعجز أعمال العباد، حتى يجيء الرجل، فلا يستطيع السير إلا زحفا، قال: وفي حافتي الصراط كلاليب ([74]) معلقة: مأمورة بأخذ من أمرت به، فمخدوش ([75]) ناج، ومكدوس ([76]) في النار).
أخرجه مسلم في «صحيحه» في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (195)، والحاكم في «المستدرك» (ج4 ص589)، وابن خزيمة في «التوحيد» (ص415 و416)، وابن أبي داود في «البعث» (ص32)، والبغوي في «شرح السنة» (ج15 ص179 و180)، والبزار في «المسند» (ج7 ص160)، و(ج17 ص158)، والبيهقي في «البعث والنشور» (ص304)، وأبو يعلى في «المسند» (ج11 ص81) من طريق محمد بن فضيل، حدثنا أبو مالك الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة t به؛ مطولا.
وقوله r: (تجري بهم أعمالهم)؛ فهو كالتفسير؛ لقوله r: (فيمر أولكم كالبرق)؛ معناه: أنهم يكونون في سرعة المرور على حسب مراتبهم، وأعمالهم. ([77])
قال الحافظ ابن حجر / في «فتح الباري» (ج2 ص356): (وفيه؛ -يعني: الحديث- أن الهداية، والإضلال، من الله تعالى، كما هو قول: أهل السنة.
* وأن سلامة الإجماع من الخطإ، مخصوص بهذه الأمة، وأن استنباط معنى من الأصل يعود عليه بالإبطال: باطل، وأن القياس مع وجود النص فاسد، وأن الاجتهاد في زمن نزول الوحي جائز، وأن الجمعة أول الأسبوع شرعا، ويدل على ذلك تسمية الأسبوع كله جمعة، وفيه: بيان واضح؛ لمزيد فضل هذه الأمة على الأمم السابقة زادها الله تعالى). اهـ
4) وعن أبي هريرة t عن النبي r قال: (فننطلق: حتى نأتي الجسر، وعليه كلاليب من نار، تخطف الناس).
حديث صحيح
أخرجه اللالكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (ج6 ص486)، وعبد الله بن أحمد في «السنة» (ج1 ص334)، وابن أبي عاصم في «السنة» (454)، وابن خزيمة في «التوحيد» (218)، والحميدي في «المسند» (ج2 ص299)، وابن حبان في «المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع» (ج16 ص480)، وابن منده في «الإيمان» (809) من طريق سفيان بن عيينة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة t به، مطولا.
قلت: وهذا سنده صحيح.
* وأصله: في «الصحيح» لمسلم (2968)؛ من هذا الوجه.
5) وعن أبي سعيد الخدري t قال: قال رسول الله r: (ثم يضرب الجسر على جهنم، وتحل الشفاعة، ويقولون: اللهم سلم، سلم، قيل: يا رسول الله، وما الجسر؟ قال r: دحض([78])، مزلة، فيه خطاطيف([79])، وكلاليب، وحسك([80])، تكون بنجد فيها شويكة، يقال لها: السعدان، فيمر المؤمنون: كطرف العين، وكالبرق، وكالريح، وكالطير، وكأجاويد([81]) الخيل والركاب، فناج مسلم، ومخدوش، مرسل، ومكدوس في نار جهنم).
أخرجه مسلم في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (183)، وأبو نعيم في «المسند المستخرج على صحيح مسلم» (ج1 ص249)، والبيهقي في «البعث والنشور» (ص302)، وابن منده في «الرد على الجهمية» (ص3) من طريق سويد بن سعيد قال: حدثني ابن ميسرة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري t به؛ مطولا.
قلت: وسويد بن سعيد، توبع على هذا اللفظ، فتنبه.
* ويؤخذ من الحديث: أن المارين على الصراط، ثلاثة أصناف:
1) ناج بلا خدش.
2) وهالك من أول وهلة.
3) ومتوسط: بينهما، يصاب ثم ينجو.
* وكل قسم؛ منها: ينقسم، أقساما، تعرف بقوله r (بقدر أعمالهم)([82]).
قال الحافظ النووي / في «المنهاج» (ج1 ص475): (قوله r: «فناج مسلم، ومخدوش، مرسل، ومكدوس في نار جهنم»؛ معناه: أنهم ثلاثة أقسام:
* قسم: يسلم، فلا يناله شيء أصلا.
* وقسم: يخدش، ثم يرسل، فيتخلص.
* وقسم: يكردس، ويلقى، فيسقط في جهنم). اهـ
6) وعن أبي سعيد الخدري t قال: قال رسول الله r: (ثم يضرب الجسر على جهنم، قلنا: وما الجسر، يا رسول الله؟، قال r: دحض، مزلة، له كلاليب، وخطاطيف، وحسكة، تكون بنجد، يقال لها: عقيفا؛ يقال له: السعدان، فيمر المؤمنون: كلمح البرق، وكالطرف، وكالريح، وكالطير، وكأجود الخيل والراكب، فناج مسلم، ومخدوش مرسل، ومكدوس في نار جهنم).
أخرجه مسلم في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (303)، وابن خزيمة في «التوحيد» (218)، واللالكائي في «الاعتقاد» (ج6 ص506 و507)، وأبو نعيم في «المسند المستخرج على صحيح مسلم» (ج1 ص248)، وابن المحب في «صفات رب العالمين» (ج4 ص1478 و1479)، وأبو عوانة في «المسند الصحيح» (ج1 ص168) من طريق جعفر بن عون قال: أخبرنا هشام بن سعد أخبرنا زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري t به، مطولا.
قلت: وهشام بن سعد، توبع على هذا اللفظ، فتنبه.
الدحض: الزلق في الأقدام.
قال الحافظ ابن الأثير في «النهاية» (ج2 ص350): (الدحض: جمع، داحض، وهم: الذين لا ثبات لهم، ولا عزيمة في الأمور). اهـ
قلت: وهم قد زلوا عن علو المراتب. ([83])
7) وعن حذيفة بن اليمان t قال: قال رسول الله r، مطولا، وفيه: (فيأتون محمدا r، فيقوم فيؤذن له، وترسل الأمانة والرحم، فتقومان جنبتي الصراط: يمينا وشمالا، فيمر أولكم كالبرق، قال: قلت: بأبي أنت وأمي، أي: شيء كمر البرق؟، قال r: ألم تروا إلى البرق كيف يمر، ويرجع في طرفة عين، ثم كمر الريح، ثم كمر الطير، وشد الرجال تجري بهم أعمالهم، ونبيكم قائم على الصراط، يقول: رب، سلم سلم، حتى تعجز أعمال العباد، حتى يجيء الرجل، فلا يستطيع السير إلا زحفا، قال: وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة، مأمورة بأخذ من أمرت به، فمخدوش ناج، ومكدوس في النار).
أخرجه مسلم في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (195)، والبيهقي في «البعث والنشور» (ص304)، وابن خزيمة في «التوحيد» (ص416)، وابن أبي داود في «البعث» (ص32)، والبغوي في «شرح السنة» (ج15 ص179 و180)، والبزار في «المسند» (ج7 ص260)، و«ج17 ص158)، والحاكم في «المستدرك» (ج4 ص589)، وأبو يعلى في «المسند» (ج11 ص81) من طريق محمد بن فضيل حدثنا أبو مالك الأشجعي عن ربعي عن حذيفة بن اليمان t به، مطولا.
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل
على أن الله تعالى يعطي كل عبد نورا: على قدر عمله يتبعه على الصراط، حتى المنافق يعطى نورا، فينجو المؤمن، ثم يطفأ نور المنافق: ليكون ذلك أشد حسرة عليه، لما فرط في جنب الله تعالى، ثم تخطفه الكلاليب، والخطاطيف، فترمي به في نار جهنم
اعلم رحمك الله: في هذا الموقف الرهيب، حيث تجد أن الخوف، قد استحوذ على الخلق، وكلهم: يريد النجاة بنفسه على الصراط، من الكلاليب، والخطاطيف.
* فإذا نور المنافقين: يطفأ على الصراط، فتخطفهم الكلاليب بسرعة الاختطاف، إلى جهنم، وبئس المصير، ثم ينجو المؤمنون على الصراط بفضل الله تعالى ورحمته.
وإليك الدليل:
1) عن أبي هريرة t، في الحديث الطويل؛ وفيه: (ويضرب الصراط بين ظهري جهنم، فأكون أنا، وأمتي، أول من يجيزها، ولا يتكلم يومئذ؛ إلا الرسل، ودعوى الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم، وفي جهنم: كلاليب، مثل شوك السعدان، هل رأيتم السعدان؟، قالوا: نعم يا رسول الله، قال r: فإنها مثل: شوك السعدان([84])؛ غير أنه لا يعلم ما قدر عظمها إلا الله، تخطف الناس بأعمالهم، فمنهم الموبق([85]) بقي بعمله، أو الموثق بعمله، ومنهم المخردل([86])، أو المجازى([87]) حتى ينجى، أو نحوه).
أخرجه البخاري في «الجامع المسند الصحيح المختصر» (6573)، و(7437)، ومسلم في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (182)، وأحمد في «المسند» (ج13 ص143 و146 و303 و307)، و(ج16 ص526 و529)، وابن خزيمة في «التوحيد» (ص489 و480)، وابن المبارك في «الزهد» (284)، وفي «الرقائق» (1206)، وأبو يعلى في «المسند» (ج11 ص241 و242 و246)، وعبد الرزاق في «المصنف» (ج11 ص408)، ومحمد بن نصر المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (275)، وأبو عوانة في «المسند الصحيح» (ج1 ص160)، وأبو نعيم في «المسند المستخرج على صحيح مسلم» (ج1 ص246 و247)، والبغوي في «شرح السنة» (ج15 ص174)، والدارمي في «الرد على الجهمية» (ص90)، وابن حبان في «المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع» (ج16 ص450 و451)، وابن منده في «الإيمان» (803)، و(805)، وعبد الله بن أحمد في «السنة» (ج1 ص342 و343 و344 و345)، واللالكائي في «الاعتقاد» (ج6 ص486)، والدارقطني في «الرؤية» (23) من طريق محمد بن جعفر الوركاني، وسليمان بن داود الهاشمي، وأبي حاتم، وأبي كامل مظفر بن مدرك الخراساني، وحماد بن زيد، والحسن بن إسماعيل، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي، ويعقوب بن إبراهيم الزهري، وليث بن سعد، ومحمد بن أبي نعيم، عن معمر بن راشد الأزدي، وإبراهيم بن سعد الزهري، كلاهما: عن الزهري حدثني عطاء بن يزيد الليثي؛ أن أبا هريرة t، أخبره به، مطولا.
وبوب عليه الحافظ البخاري في «صحيحه» (ص1137)؛ باب: الصراط جسر جهنم.
قلت: فأجمع هؤلاء الرواة الثقات الأثبات، على وصف، هذه الأوصاف المذكورة في الحديث([88])، ولم يذكروا زيادة: «في الصراط أن حده؛ كحد السيف»، ومما يدل على نكارتها.
2) وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم، فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته، ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل، وكلام الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم، وفي جهنم كلاليب، مثل: شوك السعدان، هل رأيتم شوك السعدان؟، قالوا: نعم، قال r: فإنها مثل شوك السعدان، غير أنه لا يعلم قدر عظمها؛ إلا الله، تخطف الناس بأعمالهم: فمنهم من يوبق بعمله، ومنهم من يخردل، ثم ينجو). وفي رواية: (ويضرب الصراط بين ظهري جهنم، فأكون أول من يجيز بأمتي من الرسل).
أخرجه البخاري في «الجامع المسند الصحيح المختصر» (806)، ومسلم في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (182)، وأبو نعيم في «المسند المستخرج على صحيح مسلم» (ج1 ص246 و247)، وأبو عوانة في «المسند الصحيح» (ج1 ص162)، والبيهقي في «البعث والنشور» (ص300)، وفي «الأسماء والصفات» (647)، وابن عبد الهادي في «التوحيد وفضل: لا إله إلا الله» (ص56)، وابن المحب في «صفات رب العالمين» (ج4 ص1479)، وابن خزيمة في «التوحيد» (ص479) من طريق شعيب بن حمزة عن الزهري: أخبرني سعيد بن المسيب، وعطاء بن يزيد الليثي، أن أبا هريرة t: أخبرهما، فذكر الحديث.
3) وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r، مطولا، وفيه: (فيأتون محمدا r، فيقوم فيؤذن له، وترسل الأمانة والرحم، فتقومان جنبتي الصراط: يمينا وشمالا، فيمر أولكم كالبرق، قال: قلت: بأبي أنت وأمي!، أي: شيء كمر البرق؟، قال r: ألم تروا إلى البرق كيف يمر، ويرجع في طرفة عين، ثم كمر الريح، ثم كمر الطير، وشد الرجال تجري بهم أعمالهم، ونبيكم قائم على الصراط، يقول: رب، سلم سلم، حتى تعجز أعمال العباد، حتى يجيء الرجل، فلا يستطيع السير إلا زحفا، قال: وفي حافتي الصراط كلاليب([89]) معلقة: مأمورة بأخذ من أمرت به، فمخدوش ([90]) ناج، ومكدوس ([91]) في النار).
أخرجه مسلم في «صحيحه» في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (195)، والحاكم في «المستدرك» (ج4 ص589)، وابن خزيمة في «التوحيد» (ص415 و416)، وابن أبي داود في «البعث» (ص32)، والبغوي في «شرح السنة» (ج15 ص179 و180)، والبزار في «المسند» (ج7 ص160)، و(ج17 ص158)، والبيهقي في «البعث والنشور» (ص304)، وأبو يعلى في «المسند» (ج11 ص81) من طريق محمد بن فضيل، حدثنا أبو مالك الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة t به؛ مطولا.
وقوله r: (تجري بهم أعمالهم)؛ فهو كالتفسير؛ لقوله r: (فيمر أولكم كالبرق)؛ معناه: أنهم يكونون في سرعة المرور على حسب مراتبهم، وأعمالهم([92]).
قال الحافظ ابن حجر / في «فتح الباري» (ج2 ص356): (وفيه؛ -يعني: الحديث- أن الهداية، والإضلال، من الله تعالى، كما هو قول: أهل السنة.
* وأن سلامة الإجماع من الخطإ، مخصوص بهذه الأمة، وأن استنباط معنى من الأصل يعود عليه بالإبطال: باطل، وأن القياس مع وجود النص فاسد، وأن الاجتهاد في زمن نزول الوحي جائز، وأن الجمعة أول الأسبوع شرعا، ويدل على ذلك تسمية الأسبوع كله جمعة، وفيه: بيان واضح؛ لمزيد فضل هذه الأمة على الأمم السابقة زادها الله تعالى). اهـ
4) وعن أبي هريرة t عن النبي r قال: (فننطلق: حتى نأتي الجسر، وعليه كلاليب من نار، تخطف الناس).
حديث صحيح
أخرجه اللالكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (ج6 ص486)، وعبد الله بن أحمد في «السنة» (ج1 ص334)، وابن أبي عاصم في «السنة» (454)، وابن خزيمة في «التوحيد» (218)، والحميدي في «المسند» (ج2 ص299)، وابن حبان في «المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع» (ج16 ص480)، وابن منده في «الإيمان» (809) من طريق سفيان بن عيينة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة t به، مطولا.
قلت: وهذا سنده صحيح.
* وأصله: في «الصحيح» لمسلم (2968)؛ من هذا الوجه.
5) وعن أبي الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله t: يسأل عن الورود، فقال: (ويعطى كل إنسان منهم: منافق، أو مؤمن؛ نورا، ثم يتبعونه، وعلى جسر جهنم: كلاليب، وحسك، تأخذ من شاء الله، ثم يطفأ نور المنافقين، ثم ينجو المؤمنون).
حديث صحيح موقوف، له حكم الرفع
أخرجه مسلم في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (191)، وعبد الله بن أحمد في «السنة» (ج1 ص361)، والدارقطني في «الرؤية» (50)، وابن منده في «الإيمان» (850)، و(851)، وأحمد في «المسند» (ج23 ص328)، والخلال في «السنة» (ج2 ص330) من طريق أبي عاصم، وحجاج بن محمد، وروح بن عبادة القيسي: حدثنا ابن جريج قال: أخبرني: أبو الزبير به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وهذا الحديث، جاء كله من قول جابر بن عبد الله t، موقوفا عليه([93]).
قلت: فوردت هذه الأحاديث، في السنة الصحيحة، في بيان صفة الصراط وعظمته، لا يعلم قدره؛ إلا الله تعالى، وقد وصفته: وصفا، جليا.
* فيجب على كل مسلم أن يعرف هذه الصفات، ويعتقدها في: «الصراط»، وإلا هو في خطر عظيم، بسبب ما وقع فيه من الجهل، والتقليد للبعض، وقد دحضت حجته وبطلت ([94]).
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل
على وجود: الأمانة، والرحم» على الصراط، يوقفان هناك: فيحاجان عن المحق، ويشهدان على المبطل، لذلك: يلزم من العباد من رعاية حقهما في الحياة الدنيا
عن حذيفة بن اليمان t قال: قال رسول الله r، مطولا، وفيه: (فيأتون محمدا r، فيقوم فيؤذن له، وترسل الأمانة والرحم، فتقومان جنبتي الصراط: يمينا وشمالا، فيمر أولكم كالبرق، قال: قلت: بأبي أنت وأمي، أي: شيء كمر البرق؟، قال r: ألم تروا إلى البرق كيف يمر، ويرجع في طرفة عين، ثم كمر الريح، ثم كمر الطير، وشد الرجال تجري بهم أعمالهم، ونبيكم قائم على الصراط، يقول: رب، سلم سلم، حتى تعجز أعمال العباد، حتى يجيء الرجل، فلا يستطيع السير إلا زحفا، قال: وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة، مأمورة بأخذ من أمرت به، فمخدوش ناج، ومكدوس في النار).
أخرجه مسلم في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (195)، والبيهقي في «البعث والنشور» (ص304)، وابن خزيمة في «التوحيد» (ص416)، وابن أبي داود في «البعث» (ص32)، والبغوي في «شرح السنة» (ج15 ص179 و180)، والبزار في «المسند» (ج7 ص260)، و«ج17 ص158)، والحاكم في «المستدرك» (ج4 ص589)، وأبو يعلى في «المسند» (ج11 ص81) من طريق محمد بن فضيل حدثنا أبو مالك الأشجعي عن ربعي عن حذيفة بن اليمان t به، مطولا.
قلت: وهذا يدل على عظم شأن الأمانة والرحم.
قال الحافظ ابن حجر / في «فتح الباري» (ج11 ص453): (والمعنى: أن الأمانة، والرحم؛ لعظم شأنهما، وفخامة ما يلزم العباد من رعاية حقهما: يوقفان هناك: للأمين والخائن، والمواصل والقاطع؛ فيحاجان عن المحق، ويشهدان على المبطل). اهـ
وقال الحافظ النووي / في «المنهاج» (ج2 ص23): (وأما إرسال الأمانة، والرحم، فهو: لعظم أمرهما، وكثير موقعهما، فتصوران، مشخوصتين على الصفة التي يريدها الله تعالى، لتطالب كل من يريد الجواز؛ بحقهما). اهـ
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل
على مصير الخلق في هذا الموقف المخيف في أثناء مرورهم على الصراط، فمنهم: ناج مسلم، وهو الناجي بلا خدش، ومنهم: مخدوش مكلم، ومنهم: مكدوس في نار جهنم، ومكدوس فيها، ومنكوس بها، وهو الهالك من أول وهلة، ومنهم: المحتبس به، ومنهم: من يصاب، ثم ينجو
1) فعن أبي هريرة t، في الحديث الطويل؛ وفيه: (ويضرب الصراط بين ظهري جهنم، فأكون أنا، وأمتي، أول من يجيزها، ولا يتكلم يومئذ؛ إلا الرسل، ودعوى الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم، وفي جهنم: كلاليب، مثل شوك السعدان، هل رأيتم السعدان؟، قالوا: نعم يا رسول الله، قال r: فإنها مثل: شوك السعدان ([95])؛ غير أنه لا يعلم ما قدر عظمها إلا الله، تخطف الناس بأعمالهم، فمنهم الموبق([96]) بقي بعمله، أو الموثق بعمله، ومنهم المخردل([97])، أو المجازى ([98]) حتى ينجى، أو نحوه).
أخرجه البخاري في «الجامع المسند الصحيح المختصر» (6573)، و(7437)، ومسلم في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (182)، وأحمد في «المسند» (ج13 ص143 و146 و303 و307)، و(ج16 ص526 و529)، وابن خزيمة في «التوحيد» (ص489 و480)، وابن المبارك في «الزهد» (284)، وفي «الرقائق» (1206)، وأبو يعلى في «المسند» (ج11 ص241 و242 و246)، وعبد الرزاق في «المصنف» (ج11 ص408)، ومحمد بن نصر المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (275)، وأبو عوانة في «المسند الصحيح» (ج1 ص160)، وأبو نعيم في «المسند المستخرج على صحيح مسلم» (ج1 ص246 و247)، والبغوي في «شرح السنة» (ج15 ص174)، والدارمي في «الرد على الجهمية» (ص90)، وابن حبان في «المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع» (ج16 ص450 و451)، وابن منده في «الإيمان» (803)، و(805)، وعبد الله بن أحمد في «السنة» (ج1 ص342 و343 و344 و345)، واللالكائي في «الاعتقاد» (ج6 ص486)، والدارقطني في «الرؤية» (23) من طريق محمد بن جعفر الوركاني، وسليمان بن داود الهاشمي، وأبي حاتم، وأبي كامل مظفر بن مدرك الخراساني، وحماد بن زيد، والحسن بن إسماعيل، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي، ويعقوب بن إبراهيم الزهري، وليث بن سعد، ومحمد بن أبي نعيم، عن معمر بن راشد الأزدي، وإبراهيم بن سعد الزهري، كلاهما: عن الزهري حدثني عطاء بن يزيد الليثي؛ أن أبا هريرة t، أخبره به، مطولا.
وبوب عليه الحافظ البخاري في «صحيحه» (ص1137)؛ باب: الصراط جسر جهنم.
قلت: فأجمع هؤلاء الرواة الثقات الأثبات، على وصف، هذه الأوصاف المذكورة في الحديث([99])، ولم يذكروا زيادة: «في الصراط أن حده؛ كحد السيف»، ومما يدل على نكارتها.
2) وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم، فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته، ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل، وكلام الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم، وفي جهنم كلاليب، مثل: شوك السعدان، هل رأيتم شوك السعدان؟، قالوا: نعم، قال r: فإنها مثل شوك السعدان، غير أنه لا يعلم قدر عظمها؛ إلا الله، تخطف الناس بأعمالهم:فمنهم من يوبق بعمله، ومنهم من يخردل، ثم ينجو). وفي رواية: (ويضرب الصراط بين ظهري جهنم، فأكون أول من يجيز بأمتي من الرسل).
أخرجه البخاري في «الجامع المسند الصحيح المختصر» (806)، ومسلم في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (182)، وأبو نعيم في «المسند المستخرج على صحيح مسلم» (ج1 ص246 و247)، وأبو عوانة في «المسند الصحيح» (ج1 ص162)، والبيهقي في «البعث والنشور» (ص300)، وفي «الأسماء والصفات» (647)، وابن عبد الهادي في «التوحيد وفضل: لا إله إلا الله» (ص56)، وابن المحب في «صفات رب العالمين» (ج4 ص1479)، وابن خزيمة في «التوحيد» (ص479) من طريق شعيب بن حمزة عن الزهري: أخبرني سعيد بن المسيب، وعطاء بن يزيد الليثي، أن أبا هريرة t: أخبرهما، فذكر الحديث.
3) وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r، مطولا، وفيه: (فيأتون محمدا r، فيقوم فيؤذن له، وترسل الأمانة والرحم، فتقومان جنبتي الصراط: يمينا وشمالا، فيمر أولكم كالبرق، قال: قلت: بأبي أنت وأمي!، أي: شيء كمر البرق؟، قال r: ألم تروا إلى البرق كيف يمر، ويرجع في طرفة عين، ثم كمر الريح، ثم كمر الطير، وشد الرجال تجري بهم أعمالهم، ونبيكم قائم على الصراط، يقول: رب، سلم سلم، حتى تعجز أعمال العباد، حتى يجيء الرجل، فلا يستطيع السير إلا زحفا، قال: وفي حافتي الصراط كلاليب([100]) معلقة: مأمورة بأخذ من أمرت به، فمخدوش ([101]) ناج، ومكدوس ([102]) في النار).
أخرجه مسلم في «صحيحه» في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (195)، والحاكم في «المستدرك» (ج4 ص589)، وابن خزيمة في «التوحيد» (ص415 و416)، وابن أبي داود في «البعث» (ص32)، والبغوي في «شرح السنة» (ج15 ص179 و180)، والبزار في «المسند» (ج7 ص160)، و(ج17 ص158)، والبيهقي في «البعث والنشور» (ص304)، وأبو يعلى في «المسند» (ج11 ص81) من طريق محمد بن فضيل، حدثنا أبو مالك الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة t به؛ مطولا.
وقوله r: (تجري بهم أعمالهم)؛ فهو كالتفسير؛ لقوله r: (فيمر أولكم كالبرق)؛ معناه: أنهم يكونون في سرعة المرور على حسب مراتبهم، وأعمالهم ([103]).
قال الحافظ ابن حجر / في «فتح الباري» (ج2 ص356): (وفيه؛ -يعني: الحديث- أن الهداية، والإضلال، من الله تعالى، كما هو قول: أهل السنة.
* وأن سلامة الإجماع من الخطإ، مخصوص بهذه الأمة، وأن استنباط معنى من الأصل يعود عليه بالإبطال: باطل، وأن القياس مع وجود النص فاسد، وأن الاجتهاد في زمن نزول الوحي جائز، وأن الجمعة أول الأسبوع شرعا، ويدل على ذلك تسمية الأسبوع كله جمعة، وفيه: بيان واضح؛ لمزيد فضل هذه الأمة على الأمم السابقة زادها الله تعالى). اهـ
4) وعن أبي هريرة t عن النبي r قال: (فننطلق: حتى نأتي الجسر، وعليه كلاليب من نار، تخطف الناس).
حديث صحيح
أخرجه اللالكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (ج6 ص486)، وعبد الله بن أحمد في «السنة» (ج1 ص334)، وابن أبي عاصم في «السنة» (454)، وابن خزيمة في «التوحيد» (218)، والحميدي في «المسند» (ج2 ص299)، وابن حبان في «المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع» (ج16 ص480)، وابن منده في «الإيمان» (809) من طريق سفيان بن عيينة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة t به، مطولا.
قلت: وهذا سنده صحيح.
* وأصله: في «الصحيح» لمسلم (2968)؛ من هذا الوجه.
5 وعن أبي سعيد الخدري t قال: قال رسول الله r: (ثم يضرب الجسر على جهنم، وتحل الشفاعة، ويقولون: اللهم سلم، سلم، قيل: يا رسول الله، وما الجسر؟ قال r: دحض([104])، مزلة، فيه خطاطيف([105])، وكلاليب، وحسك([106])، تكون بنجد فيها شويكة، يقال لها: السعدان، فيمر المؤمنون: كطرف العين، وكالبرق، وكالريح، وكالطير، وكأجاويد([107]) الخيل والركاب، فناج مسلم، ومخدوش، مرسل، ومكدوس في نار جهنم).
أخرجه مسلم في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (183)، وأبو نعيم في «المسند المستخرج على صحيح مسلم» (ج1 ص249)، والبيهقي في «البعث والنشور» (ص302)، وابن منده في «الرد على الجهمية» (ص3) من طريق سويد بن سعيد قال: حدثني ابن ميسرة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري t به؛ مطولا.
قلت: وسويد بن سعيد، توبع على هذا اللفظ، فتنبه.
* ويؤخذ من الحديث: أن المارين على الصراط، ثلاثة أصناف:
1) ناج بلا خدش.
2) وهالك من أول وهلة.
3) ومتوسط: بينهما، يصاب ثم ينجو.
* وكل قسم؛ منها: ينقسم، أقساما، تعرف بقوله r: (بقدر أعمالهم) ([108]).
قال الحافظ النووي / في «المنهاج» (ج1 ص475): (قوله r: «فناج مسلم، ومخدوش، مرسل، ومكدوس في نار جهنم»؛ معناه: أنهم ثلاثة أقسام:
* قسم: يسلم، فلا يناله شيء أصلا.
* وقسم: يخدش، ثم يرسل، فيتخلص.
* وقسم: يكردس، ويلقى، فيسقط في جهنم). اهـ
6) وعن أبي سعيد الخدري t قال: قال رسول الله r: (ثم يضرب الجسر على جهنم، قلنا: وما الجسر، يا رسول الله؟، قال r: دحض، مزلة، له كلاليب، وخطاطيف، وحسكة، تكون بنجد، يقال لها: عقيفا؛ يقال له: السعدان، فيمر المؤمنون: كلمح البرق، وكالطرف، وكالريح، وكالطير، وكأجود الخيل والراكب، فناج مسلم، ومخدوش مرسل، ومكدوس في نار جهنم).
أخرجه مسلم في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (303)، وابن خزيمة في «التوحيد» (218)، واللالكائي في «الاعتقاد» (ج6 ص506 و507)، وأبو نعيم في «المسند المستخرج على صحيح مسلم» (ج1 ص248)، وابن المحب في «صفات رب العالمين» (ج4 ص1478 و1479)، وأبو عوانة في «المسند الصحيح» (ج1 ص168) من طريق جعفر بن عون قال: أخبرنا هشام بن سعد أخبرنا زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري t به، مطولا.
قلت: وهشام بن سعد، توبع على هذا اللفظ، فتنبه.
الدحض: الزلق في الأقدام.
قال الحافظ ابن الأثير في «النهاية» (ج2 ص350): (الدحض: جمع، داحض، وهم: الذين لا ثبات لهم، ولا عزيمة في الأمور). اهـ
قلت: وهم قد زلوا عن علو المراتب ([109]).
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل
على أن الرسول r، ثم أمته، أول من يجيز الصراط، بعد أن يضرب الصراط بين ظهراني جهنم، ولا يتكلم يومئذ أحد في هذا الموقف العظيم؛ إلا الرسل عليهم السلام، وكلامهم يومئذ: اللهم سلم سلم
1) عن أبي هريرة t، في الحديث الطويل؛ وفيه: (ويضرب الصراط بين ظهري جهنم، فأكون أنا، وأمتي، أول من يجيزها، ولا يتكلم يومئذ؛ إلا الرسل، ودعوى الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم، وفي جهنم: كلاليب، مثل شوك السعدان، هل رأيتم السعدان؟، قالوا: نعم يا رسول الله، قال r: فإنها مثل: شوك السعدان([110])؛ غير أنه لا يعلم ما قدر عظمها إلا الله، تخطف الناس بأعمالهم، فمنهم الموبق ([111]) بقي بعمله، أو الموثق بعمله، ومنهم المخردل ([112])، أو المجازى ([113]) حتى ينجى، أو نحوه).
أخرجه البخاري في «الجامع المسند الصحيح المختصر» (6573)، و(7437)، ومسلم في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (182)، وأحمد في «المسند» (ج13 ص143 و146 و303 و307)، و(ج16 ص526 و529)، وابن خزيمة في «التوحيد» (ص489 و480)، وابن المبارك في «الزهد» (284)، وفي «الرقائق» (1206)، وأبو يعلى في «المسند» (ج11 ص241 و242 و246)، وعبد الرزاق في «المصنف» (ج11 ص408)، ومحمد بن نصر المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (275)، وأبو عوانة في «المسند الصحيح» (ج1 ص160)، وأبو نعيم في «المسند المستخرج على صحيح مسلم» (ج1 ص246 و247)، والبغوي في «شرح السنة» (ج15 ص174)، والدارمي في «الرد على الجهمية» (ص90)، وابن حبان في «المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع» (ج16 ص450 و451)، وابن منده في «الإيمان» (803)، و(805)، وعبد الله بن أحمد في «السنة» (ج1 ص342 و343 و344 و345)، واللالكائي في «الاعتقاد» (ج6 ص486)، والدارقطني في «الرؤية» (23) من طريق محمد بن جعفر الوركاني، وسليمان بن داود الهاشمي، وأبي حاتم، وأبي كامل مظفر بن مدرك الخراساني، وحماد بن زيد، والحسن بن إسماعيل، وعبد العزيز بن عبدالله الأويسي، ويعقوب بن إبراهيم الزهري، وليث بن سعد، ومحمد بن أبي نعيم، عن معمر بن راشد الأزدي، وإبراهيم بن سعد الزهري، كلاهما: عن الزهري حدثني عطاء بن يزيد الليثي؛ أن أبا هريرة t، أخبره به، مطولا.
وبوب عليه الحافظ البخاري في «صحيحه» (ص1137)؛ باب: الصراط جسر جهنم.
قلت: فأجمع هؤلاء الرواة الثقات الأثبات، على وصف، هذه الأوصاف المذكورة في الحديث([114])، ولم يذكروا زيادة: «في الصراط أن حده؛ كحد السيف»، ومما يدل على نكارتها.
2) وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم، فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته، ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل، وكلام الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم، وفي جهنم كلاليب، مثل: شوك السعدان، هل رأيتم شوك السعدان؟، قالوا: نعم، قال r: فإنها مثل شوك السعدان، غير أنه لا يعلم قدر عظمها؛ إلا الله، تخطف الناس بأعمالهم: فمنهم من يوبق بعمله، ومنهم من يخردل، ثم ينجو). وفي رواية: (ويضرب الصراط بين ظهري جهنم، فأكون أول من يجيز بأمتي من الرسل).
أخرجه البخاري في «الجامع المسند الصحيح المختصر» (806)، ومسلم في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (182)، وأبو نعيم في «المسند المستخرج على صحيح مسلم» (ج1 ص246 و247)، وأبو عوانة في «المسند الصحيح» (ج1 ص162)، والبيهقي في «البعث والنشور» (ص300)، وفي «الأسماء والصفات» (647)، وابن عبد الهادي في «التوحيد وفضل: لا إله إلا الله» (ص56)، وابن المحب في «صفات رب العالمين» (ج4 ص1479)، وابن خزيمة في «التوحيد» (ص479) من طريق شعيب بن حمزة عن الزهري: أخبرني سعيد بن المسيب، وعطاء بن يزيد الليثي، أن أبا هريرة t: أخبرهما، فذكر الحديث.
3) وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r، مطولا، وفيه: (فيأتون محمدا r، فيقوم فيؤذن له، وترسل الأمانة والرحم، فتقومان جنبتي الصراط: يمينا وشمالا، فيمر أولكم كالبرق، قال: قلت: بأبي أنت وأمي!، أي: شيء كمر البرق؟، قال r: ألم تروا إلى البرق كيف يمر، ويرجع في طرفة عين، ثم كمر الريح، ثم كمر الطير، وشد الرجال تجري بهم أعمالهم، ونبيكم قائم على الصراط، يقول: رب، سلم سلم، حتى تعجز أعمال العباد، حتى يجيء الرجل، فلا يستطيع السير إلا زحفا، قال: وفي حافتي الصراط كلاليب ([115]) معلقة: مأمورة بأخذ من أمرت به، فمخدوش ([116]) ناج، ومكدوس ([117]) في النار).
أخرجه مسلم في «صحيحه» في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (195)، والحاكم في «المستدرك» (ج4 ص589)، وابن خزيمة في «التوحيد» (ص415 و416)، وابن أبي داود في «البعث» (ص32)، والبغوي في «شرح السنة» (ج15 ص179 و180)، والبزار في «المسند» (ج7 ص160)، و(ج17 ص158)، والبيهقي في «البعث والنشور» (ص304)، وأبو يعلى في «المسند» (ج11 ص81) من طريق محمد بن فضيل، حدثنا أبو مالك الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة t به؛ مطولا.
وقوله r: (تجري بهم أعمالهم)؛ فهو كالتفسير؛ لقوله r: (فيمر أولكم كالبرق)؛ معناه: أنهم يكونون في سرعة المرور على حسب مراتبهم، وأعمالهم. ([118])
قال الحافظ ابن حجر / في «فتح الباري» (ج2 ص356): (وفيه؛ يعني: الحديث- أن الهداية، والإضلال، من الله تعالى، كما هو قول: أهل السنة.
* وأن سلامة الإجماع من الخطإ، مخصوص بهذه الأمة، وأن استنباط معنى من الأصل يعود عليه بالإبطال: باطل، وأن القياس مع وجود النص فاسد، وأن الاجتهاد في زمن نزول الوحي جائز، وأن الجمعة أول الأسبوع شرعا، ويدل على ذلك تسمية الأسبوع كله جمعة، وفيه: بيان واضح؛ لمزيد فضل هذه الأمة على الأمم السابقة زادها الله تعالى). اهـ
4) وعن أبي هريرة t عن النبي r قال: (فننطلق: حتى نأتي الجسر، وعليه كلاليب من نار، تخطف الناس).
حديث صحيح
أخرجه اللالكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (ج6 ص486)، وعبد الله بن أحمد في «السنة» (ج1 ص334)، وابن أبي عاصم في «السنة» (454)، وابن خزيمة في «التوحيد» (218)، والحميدي في «المسند» (ج2 ص299)، وابن حبان في «المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع» (ج16 ص480)، وابن منده في «الإيمان» (809) من طريق سفيان بن عيينة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة t به، مطولا.
قلت: وهذا سنده صحيح.
* وأصله: في «الصحيح» لمسلم (2968)؛ من هذا الوجه.
5) وعن أبي سعيد الخدري t قال: قال رسول الله r: (ثم يضرب الجسر على جهنم، وتحل الشفاعة، ويقولون: اللهم سلم، سلم، قيل: يا رسول الله، وما الجسر؟ قال r: دحض([119])، مزلة، فيه خطاطيف([120])، وكلاليب، وحسك([121])، تكون بنجد فيها شويكة، يقال لها: السعدان، فيمر المؤمنون: كطرف العين، وكالبرق، وكالريح، وكالطير، وكأجاويد([122]) الخيل والركاب، فناج مسلم، ومخدوش، مرسل، ومكدوس في نار جهنم).
أخرجه مسلم في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (183)، وأبو نعيم في «المسند المستخرج على صحيح مسلم» (ج1 ص249)، والبيهقي في «البعث والنشور» (ص302)، وابن منده في «الرد على الجهمية» (ص3) من طريق سويد بن سعيد قال: حدثني ابن ميسرة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري t به؛ مطولا.
قلت: وسويد بن سعيد، توبع على هذا اللفظ، فتنبه.
* ويؤخذ من الحديث: أن المارين على الصراط، ثلاثة أصناف:
1) ناج بلا خدش.
2) وهالك من أول وهلة.
3) ومتوسط: بينهما، يصاب ثم ينجو.
* وكل قسم؛ منها: ينقسم، أقساما، تعرف بقوله r: (بقدر أعمالهم). ([123])
قال الحافظ النووي / في «المنهاج» (ج1 ص475): (قوله r: «فناج مسلم، ومخدوش، مرسل، ومكدوس في نار جهنم»؛ معناه: أنهم ثلاثة أقسام:
* قسم: يسلم، فلا يناله شيء أصلا.
* وقسم: يخدش، ثم يرسل، فيتخلص.
* وقسم: يكردس، ويلقى، فيسقط في جهنم). اهـ
ﭑ ﭑ ﭑ
فهرس الموضوعات
الرقم |
الموضوع |
الصفحة |
1) |
المقدمة..................................................................................................... |
5 |
2) |
ذكر الدليل على التعريف الصحيح، للصراط في الشريعة المطهرة.. |
8 |
3) |
ذكر الدليل من القرآن الكريم؛ على وجوب الإيمان بالصراط، لأنه ثبت تفسيره في الكتاب.......................................................................... |
17 |
4) |
ذكر الدليل على: صفة الصراط، وأنه له حافتان، وفي حافتي الصراط، كلاليب علقة عظيمة، وخطاطيف مأمورة بأخذ من أمرت به، من المخالفين المعاندين.................................................................. |
36 |
5) |
ذكر الدليل على: صفة الصراط، وأنه له حسكة عريضة لها شوكة صلبة معوجة؛ مثل: شوك السعدان، غير أن لا يعلم قدر عظمها إلا الله تعالى................................................................................................... |
47 |
6) |
ذكر الدليل على: صفة الصراط، وأنه دحض، ومزلة، وزلق.............. |
54 |
7) |
ذكر الدليل على كيفية مرور الخلق على الصراط، وهو على الترتيب في السرعة، فيمر المؤمنون: كطرف العين، وكالبرق، وكالريح، وكالطير، وكأجاويد الخيل، والركاب، ومن يزحف، وآخرهم: هو المسحوب على الصراط................................................ |
58 |
8) |
ذكر الدليل على أن الله تعالى يعطي كل عبد؛ نورا: على قدر عمله يتبعه على الصراط، حتى المنافق يعطى نورا، فينجو المؤمن، ثم يطفأ نور المنافق: ليكون ذلك أشد حسرة عليه، لما فرط في جنب الله تعالى، ثم تخطفه الكلاليب، والخطاطيف، فترمي به في نار جهنم........................................................................................................ |
68 |
9) |
ذكر الدليل على وجود: «الأمانة»، و«الرحم» على الصراط، يوقفان هناك: فيحاجان عن المحق، ويشهدان على المبطل، لذلك: يلزم من العباد من رعاية حقهما في الحياة الدنيا......................................... |
75 |
10) |
ذكر الدليل على مصير الخلق في هذا الموقف المخيف في أثناء مرورهم على الصراط، فمنهم: ناج مسلم، وهو الناجي بلا خدش، ومنهم: مخدوش مكلم، ومنهم: مكدوس في نار جهنم، ومكدوس فيها، ومنكوس بها، وهو الهالك من أول وهلة، ومنهم: المحتبس به، ومنهم: من يصاب، ثم ينجو........................................................... |
77 |
11) |
ذكر الدليل على أن الرسول، ثم أمته، أول من يجيز الصراط، بعد أن يضرب الصراط بين ظهراني جهنم، ولا يتكلم يومئذ أحد في هذا الموقف العظيم؛ إلا الرسل عليهم السلام، وكلامهم يومئذ: اللهم سلم سلم...................................................................................... |
86 |
([1]) ومن الواجب أن نذكر: «الصراط» ووصفه، والمرور عليه، لئلا يركن العبد إلى الدنيا الفانية، وينسى الآخرة.
([2]) انظر: «لسان العرب» لابن منظور (ج7 ص313 و314)، و«تاج العروس» للزبيدي (ج19 ص345)، و«تهذيب اللغة» للأزهري (ج2 ص1673)، و«مختار الصحاح» للرازي (ص151)، و«القاموس المحيط» للفيروزآبادي (ص697)، و«مقاييس اللغة» لابن فارس (ج3 ص349)، و«البحر المحيط» لأبي حيان (ج1 ص144)، و«ياقوتة الصراط» لغلام ثعلب (ص167)، و«تفسير غريب القرآن» للصنعاني (ص216).
([5]) والصراط: هو؛ بـ«الصاد» لغة: «قريش» الأولين، التي جاء بها الكتاب.
* وعامة العرب: تجعلها: «سينا».
انظر: «تهذيب اللغة» للأزهري (ج2 ص1673).
([6]) وانظر: «مفردات ألفاظ القرآن» للراغب (ص407)، و«لسان العرب» لابن منظور (ج7 ص313 و314)، و«تهذيب اللغة» للأزهري (ج2 ص1673).
([8]) وانظر: «معاني القرآن» للنحاس (ج1 ص67)، و«تفسير القرآن» للسمعاني (ج1 ص38)، و«الفتاوى» لابن تيمية (ج3 ص369)، و(ج5 ص160)، و(ج14 ص37)، و(ج22 ص400)، و«مدارج السالكين» لابن القيم (ج1 ص58 و59)، و«تفسير القرآن» لشيخنا ابن عثيمين (ج1 ص16 و17)، و«أحكام القرآن» له (ج1 ص24 و28 و29)، و«تفسير القرآن» لابن كثير (ج1 ص139)، و«جامع البيان» للطبري (ج1 ص171)، و«لسان العرب» لابن منظور (ج12 ص499)، و«البحر المحيط» لأبي حيان (ج1 ص144).
([11]) انظر: «فتح الباري» لابن حجر (ج11 ص445)، و(ج13 ص421)، و«النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (ج4 ص24)، و«عمدة القاري» للعيني (ج20 ص320)، و«غريب الحديث» للحربي (ج1 ص3)، و«غريب الحديث» لابن الجوزي (ج1 ص326)، و«المصباح المنير» للفيومي (ص190)، و«شرح صحيح مسلم» للنووي (ج3 ص20)، و«لوامع الأنوار» للسفاريني (ج2 ص192).
([14]) انظر: «المراسيل» لابن أبي حاتم (ص132)، و«تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل» لأبي زرعة العراقي (ص163)، و«جامع التحصيل» للعلائي (ص204)، و«تهذيب الكمال» للمزي (ج14 ص28).
أخرجه ابن أبي حاتم في «المراسيل» (ص132).
وإسناده صحيح.
وذكره ابن حجر في «تهذيب التهذيب» (ج6 ص343).
أخرجه ابن أبي حاتم في «المراسيل» (ص132)، والدوري في «التاريخ» (ج3 ص485).
وإسناده صحيح.
([20]) وانظر: «تحفة الأشراف» للمزي (ج11 ص292 و293)، و(ج13 ص104 و105)، و«النكت الظراف» لابن حجر (ج13 ص105)، و«إتحاف المهرة» له (ج16 ص916 و917).
([21]) انظر: «إكمال المعلم بفوائد مسلم» للقاضي عياض (ج8 ص112)، و«مكمل إكمال الإكمال» للسنوسي (ج8 ص607)، و«المعلم بفوائد مسلم» للمازري (ج3 ص174)، و«إرشاد الساري» للقسطلاني (ج3 ص362).
([22]) وانظر: «فتح الباري» لابن حجر (ج3 ص123 و124)، و«التعليق على صحيح البخاري» لشيخنا ابن عثيمين (ج4 ص513 و514)، «شرح رياض الصالحين» له (ج4 ص574 و575)، و«ارتياح الأكباد بأرباح فقد الأولاد» للسخاوي (ص148).
([23]) وانظر: «إكمال المعلم بفوائد مسلم» للقاضي عياض (ج8 ص112)، و«إكمال إكمال المعلم» للأبي (ج8 ص607).
([26]) الخطاطيف: جمع خطاف، بالضم، وهو الحديدة المعوجة، كالكلوب: يختطف بها الشيء.
انظر: «عمدة القاري» للعيني (ج20 ص316 و320)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج13 ص421).
انظر: «فتح الباري» لابن حجر (ج11 ص453 و454)، و«شرح السنة» للبغوي (ج15 ص176)، و«التعليق على صحيح البخاري» لشيخنا ابن عثيمين (ج14 ص552)، و«التعليق على صحيح مسلم» له (ج1 ص627)، و«عمدة القاري» للعيني (ج23 ص134)
([34]) المكدوس: هو المدفوع في النار، ويقال: وتكدس الإنسان، إذا دفع من ورائه، فسقط، وهو الذي جمعت يداه، ورجلاه، وألقي إلى موضع.
انظر: «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (ج2 ص14)، و(ج4 ص155 و195 و162)، و«شرح السنة» للبغوي (ج15 ص180)، و«المعجم الوسيط» (ج2 ص800)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج11 ص454)، و«عمدة القاري» للعيني (ج23 ص134)، و«شرح صحيح مسلم» للنووي (ج1 ص475).
([36]) هو من الدحض: وهو الزلق.
والدحض: الزلق، وهو ما يسبب الانزلاق.
* ومدحضة مزلة: وزن مفعلة، وتفتح الزاي، وتكسر؛ يعني: أنه تزلق عليه الأقدام، ولا تثبت.
([37]) الخطاطيف: جمع خطاف، بضم الخاء، وخطاف، جمع خاطف، وهو الحديدة المعوجة كالكلوب، يختطف بها الشيء.
([39]) جمع أجواد، وأجواد: جمع جواد، وهو الفرس السابق الجيد.
([43]) قلت: ولا يعتقد المسلم، أن صفة الصراط: «كحد السيف»، أو «كحد الموسى»، أو «كحد الشعرة»، فإن ذلك من الإسرائيليات، وهذا الاعتقاد، من أبطل الباطل في صفة: «الصراط»، ولا يعذر العبد بجهله، وتقليده في الدين، اللهم سلم سلم.
([45]) شوك السعدان: جمع سعدانة، وهو نبات: ذو شوك يضرب به المثل: في طيب مرعاه.
انظر: «فتح الباري» لابن حجر (ج11 ص453)، و«عمدة القاري» للعيني (ج20 ص320).
انظر: «فتح الباري» لابن حجر (ج11 ص453 و454)، و«شرح السنة» للبغوي (ج15 ص176)، و«التعليق على صحيح البخاري» لشيخنا ابن عثيمين (ج14 ص552)، و«التعليق على صحيح مسلم» له (ج1 ص627)، و«عمدة القاري» للعيني (ج23 ص134)
([51]) هو من الدحض: وهو الزلق.
والدحض: الزلق، وهو ما يسبب الانزلاق.
* ومدحضة مزلة: وزن مفعلة، وتفتح الزاي، وتكسر؛ يعني: أنه تزلق عليه الأقدام، ولا تثبت.
([52]) الخطاطيف: جمع خطاف، بضم الخاء، وخطاف، جمع خاطف، وهو الحديدة المعوجة كالكلوب، يختطف بها الشيء.
([54]) جمع أجواد، وأجواد: جمع جواد، وهو الفرس السابق الجيد.
انظر: «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (ج1 ص312 و386)، و(ج2 ص49 و104)، و«المعجم الوسيط» (ج1 ص173 و273 و244)، و«غريب الحديث» لابن قتيبة (ج1 ص340)، و«المصباح المنير» للفيومي (ص63)، و«شرح صحيح مسلم» للنووي (ج1 ص475)، و«تهذيب اللغة» للأزهري (ج1 ص1057 و1058)، و«القاموس المحيط» للفيروزآبادي (ص298 و950).
([59]) المزلة: من زلت الأقدام، سقطت.
انظر: «عمدة القاري» للعيني (ج20 ص320).
قال الفيومي اللغوي / في «المصباح المنير» (ص190): (دحض الرجل: زلق).
([60]) هو من الدحض: وهو الزلق.
والدحض: الزلق، وهو ما يسبب الانزلاق.
* ومدحضة مزلة: وزن مفعلة، وتفتح الزاي، وتكسر؛ يعني: أنه تزلق عليه الأقدام، ولا تثبت.
([61]) الخطاطيف: جمع خطاف، بضم الخاء، وخطاف، جمع خاطف، وهو الحديدة المعوجة كالكلوب، يختطف بها الشيء.
([63]) جمع أجواد، وأجواد: جمع جواد، وهو الفرس السابق الجيد.
انظر: «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (ج1 ص312 و386)، و(ج2 ص49 و104)، و«المعجم الوسيط» (ج1 ص173 و273 و244)، و«غريب الحديث» لابن قتيبة (ج1 ص340)، و«المصباح المنير» للفيومي (ص63)، و«شرح صحيح مسلم» للنووي (ج1 ص475)، و«تهذيب اللغة» للأزهري (ج1 ص1057 و1058)، و«القاموس المحيط» للفيروزآبادي (ص298 و950).
انظر: «فتح الباري» لابن حجر (ج11 ص453 و454)، و«شرح السنة» للبغوي (ج15 ص176)، و«التعليق على صحيح البخاري» لشيخنا ابن عثيمين (ج14 ص552)، و«التعليق على صحيح مسلم» له (ج1 ص627)، و«عمدة القاري» للعيني (ج23 ص134)
([76]) المكدوس: هو المدفوع في النار، ويقال: وتكدس الإنسان، إذا دفع من ورائه، فسقط، وهو الذي جمعت يداه، ورجلاه، وألقي إلى موضع.
انظر: «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (ج2 ص14)، و(ج4 ص155 و195 و162)، و«شرح السنة» للبغوي (ج15 ص180)، و«المعجم الوسيط» (ج2 ص800)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج11 ص454)، و«عمدة القاري» للعيني (ج23 ص134)، و«شرح صحيح مسلم» للنووي (ج1 ص475).
([78]) هو من الدحض: وهو الزلق.
والدحض: الزلق، وهو ما يسبب الانزلاق.
* ومدحضة مزلة: وزن مفعلة، وتفتح الزاي، وتكسر؛ يعني: أنه تزلق عليه الأقدام، ولا تثبت.
([79]) الخطاطيف: جمع خطاف، بضم الخاء، وخطاف، جمع خاطف، وهو الحديدة المعوجة كالكلوب، يختطف بها الشيء.
([81]) جمع أجواد، وأجواد: جمع جواد، وهو الفرس السابق الجيد.
انظر: «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (ج1 ص312 و386)، و(ج2 ص49 و104)، و«المعجم الوسيط» (ج1 ص173 و273 و244)، و«غريب الحديث» لابن قتيبة (ج1 ص340)، و«المصباح المنير» للفيومي (ص63)، و«شرح صحيح مسلم» للنووي (ج1 ص475)، و«تهذيب اللغة» للأزهري (ج1 ص1057 و1058)، و«القاموس المحيط» للفيروزآبادي (ص298 و950).
انظر: «فتح الباري» لابن حجر (ج11 ص453 و454)، و«شرح السنة» للبغوي (ج15 ص176)، و«التعليق على صحيح البخاري» لشيخنا ابن عثيمين (ج14 ص552)، و«التعليق على صحيح مسلم» له (ج1 ص627)، و«عمدة القاري» للعيني (ج23 ص134)
([91]) المكدوس: هو المدفوع في النار، ويقال: وتكدس الإنسان، إذا دفع من ورائه، فسقط، وهو الذي جمعت يداه، ورجلاه، وألقي إلى موضع.
انظر: «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (ج2 ص14)، و(ج4 ص155 و195 و162)، و«شرح السنة» للبغوي (ج15 ص180)، و«المعجم الوسيط» (ج2 ص800)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج11 ص454)، و«عمدة القاري» للعيني (ج23 ص134)، و«شرح صحيح مسلم» للنووي (ج1 ص475).
([94]) قلت: ولا يعتقد المسلم، أن صفة الصراط: «كحد السيف»، أو «كحد الموسى»، أو «كحد الشعرة»، فإن ذلك من الإسرائيليات، وهذا الاعتقاد، من أبطل الباطل في صفة: «الصراط»، ولا يعذر العبد بجهله، وتقليده في الدين، اللهم سلم سلم.
انظر: «فتح الباري» لابن حجر (ج11 ص453 و454)، و«شرح السنة» للبغوي (ج15 ص176)، و«التعليق على صحيح البخاري» لشيخنا ابن عثيمين (ج14 ص552)، و«التعليق على صحيح مسلم» له (ج1 ص627)، و«عمدة القاري» للعيني (ج23 ص134)
([102]) المكدوس: هو المدفوع في النار، ويقال: وتكدس الإنسان، إذا دفع من ورائه، فسقط، وهو الذي جمعت يداه، ورجلاه، وألقي إلى موضع.
انظر: «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (ج2 ص14)، و(ج4 ص155 و195 و162)، و«شرح السنة» للبغوي (ج15 ص180)، و«المعجم الوسيط» (ج2 ص800)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج11 ص454)، و«عمدة القاري» للعيني (ج23 ص134)، و«شرح صحيح مسلم» للنووي (ج1 ص475).
([104]) هو من الدحض: وهو الزلق.
والدحض: الزلق، وهو ما يسبب الانزلاق.
* ومدحضة مزلة: وزن مفعلة، وتفتح الزاي، وتكسر؛ يعني: أنه تزلق عليه الأقدام، ولا تثبت.
([105]) الخطاطيف: جمع خطاف، بضم الخاء، وخطاف، جمع خاطف، وهو الحديدة المعوجة كالكلوب، يختطف بها الشيء.
([107]) جمع أجواد، وأجواد: جمع جواد، وهو الفرس السابق الجيد.
انظر: «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (ج1 ص312 و386)، و(ج2 ص49 و104)، و«المعجم الوسيط» (ج1 ص173 و273 و244)، و«غريب الحديث» لابن قتيبة (ج1 ص340)، و«المصباح المنير» للفيومي (ص63)، و«شرح صحيح مسلم» للنووي (ج1 ص475)، و«تهذيب اللغة» للأزهري (ج1 ص1057 و1058)، و«القاموس المحيط» للفيروزآبادي (ص298 و950).
انظر: «فتح الباري» لابن حجر (ج11 ص453 و454)، و«شرح السنة» للبغوي (ج15 ص176)، و«التعليق على صحيح البخاري» لشيخنا ابن عثيمين (ج14 ص552)، و«التعليق على صحيح مسلم» له (ج1 ص627)، و«عمدة القاري» للعيني (ج23 ص134)
([117]) المكدوس: هو المدفوع في النار، ويقال: وتكدس الإنسان، إذا دفع من ورائه، فسقط، وهو الذي جمعت يداه، ورجلاه، وألقي إلى موضع.
انظر: «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (ج2 ص14)، و(ج4 ص155 و195 و162)، و«شرح السنة» للبغوي (ج15 ص180)، و«المعجم الوسيط» (ج2 ص800)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج11 ص454)، و«عمدة القاري» للعيني (ج23 ص134)، و«شرح صحيح مسلم» للنووي (ج1 ص475).
([119]) هو من الدحض: وهو الزلق.
والدحض: الزلق، وهو ما يسبب الانزلاق.
* ومدحضة مزلة: وزن مفعلة، وتفتح الزاي، وتكسر؛ يعني: أنه تزلق عليه الأقدام، ولا تثبت.
([120]) الخطاطيف: جمع خطاف، بضم الخاء، وخطاف، جمع خاطف، وهو الحديدة المعوجة كالكلوب، يختطف بها الشيء.
([122]) جمع أجواد، وأجواد: جمع جواد، وهو الفرس السابق الجيد.
انظر: «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (ج1 ص312 و386)، و(ج2 ص49 و104)، و«المعجم الوسيط» (ج1 ص173 و273 و244)، و«غريب الحديث» لابن قتيبة (ج1 ص340)، و«المصباح المنير» للفيومي (ص63)، و«شرح صحيح مسلم» للنووي (ج1 ص475)، و«تهذيب اللغة» للأزهري (ج1 ص1057 و1058)، و«القاموس المحيط» للفيروزآبادي (ص298 و950).