القائمة الرئيسة
الرئيسية / سلسلة من شعار أهل الحديث / رفع الكربة لما عادت به أحكام الإسلام في أصوله وفروعه من الغربة

2023-11-29

صورة 1
رفع الكربة لما عادت به أحكام الإسلام في أصوله وفروعه من الغربة

       
 

سلسلة

من شعار أهل الحديث

 

 
 
    شكل بيضاوي: 153

 

 

 

رفع الكربة

لما

عادت به أحكام الإسلام

في أصوله وفروعه من الغربة

 

دراسة أثرية منهجية علمية في أن الإسلام سوف يعود في آخر الزمان غريبا بين الناس في البلدان الإسلامية في أحكام أصوله وفروعه بسبب انتشار الجهل فيهم، وليست غربة الأحكام الصحيحة في العامة فحسب، بل عمت الذين ينتسبون إلى العلم من المشيخة والمميعة والمتعالمة والمقلدة والدكاترة الذين في المناصب الدينية، والجامعات، والمراكز الإرشادية، وغير ذلك وهم جهلة بأصول وفروع الدين

 

تأليف

العلامة المحدث الفقيه فوزي بن عبد الله بن محمد الحميدي الأثري

حفظه الله ورعاه، وجعل الجنة مثواه

 

    

فتاوى العلماء في أن الدكاترة هم: الجهال في العلم والعقيدة

والفقه والمنهج والشريعة

 

قال العلامة ابن باز /؛ وهو يتكلم عن أهمية الاعتقاد الصحيح لطلبة الجامعات الإسلامية: (فالناس تساهلوا في هذا الأمر!، فصاروا قضاة، ومدرسين، وهم لا يعرفون العقيدة السلفية!، ولا يعرفون العقيدة الصحيحة!، فتعلم الأصل علم العقيدة، ولكن تهاونوا بإعطائه حقه، والدراسة، والتمحيص... فصاروا دكاترة وهم صفر في العقيدة!، فدكاترة حصلوا على الشهادة العالية، والماجستير، والدكتوراه وهم صفر في العقيدة ! لا يعرفون شيئا في العقيدة!، العقيدة في جاهلية!، حتى سألوا الأموات!... لأنهم ما درسوا العقيدة كما ينبغي، الذين أخذوا عنهم كذلك... فكانوا صفرا في هذا الباب!).([1]) اهـ

وقال شيخنا العلامة ابن عثيمين / في «شرح رياض الصالحين» (ج3 ص442)؛ وهو يذم الدكاترة في الدين: (الذي يتعلم شريعة الله U وما يساندها، فهذا علم لا يبتغي به إلا وجه الله، إذا أراد به الدنيا فإنه لا يجد ريح الجنة يوم القيامة، وهذا وعيد شديد والعياذ بالله، يدل على أن من قصد بتعلم الشرع شيئا من أمور الدنيا؛ فإنه قد أتى كبيرة من كبائر الذنوب، ولا يبارك له في علمه، يعني مثلا، قال: أريد أن أتعلم من أجل أن أصرف وجوه الناس إلي، حتى يحترموني ويعظموني، أريد أن أتعلم حتى أكون مدرسا فآخذ راتبا، وما أشبه ذلك، هذا والعياذ بالله لا يجد ريح الجنة يوم القيامة، وقد أشكل على هذا، أو قد روع هذا بعض الذين يقرءون في المدارس النظامية كالمعاهد، والكليات من أجل أن ينالوا الشهادة، فيقال: نيل الشهادة ليس للدنيا وحدها قد يكون للدنيا وحدها، وقد يكون للآخرة، فإذا قال الطالب: أنا أطلب العلم لأنال الشهادة حتى أتمكن من وظائف التدريس، وأنفع الناس بذلك، أو حتى أكون مديرا في دائرة أوجه من فيها إلى الخير فهذا خير، ونية طيبة، ولا فيها إثم، ولا حرج.

وذلك أنه مع الأسف في الوقت الحاضر صار المقياس في كفاءة الناس هذه الشهادات، معك شهادة توظف، وتولي قيادة على حسب هذه الشهادة، ممكن يأتي إنسان يحمل شهادة دكتوراه فيولى التدريس في الكليات والجامعات، وهو من أجهل الناس لو جاء طالب في الثانوية العامة لكان خيرا منه، وهذا مشاهد، يوجد الآن من يحمل شهادة دكتوراه لكنه لا يعرف من العلم شيئا أبدا، إما أنه نجح بغش، أو نجح نجاحا سطحيا لم يرسخ العلم في ذهنه لكن يوظف؛ لأن معه شهادة دكتوراه، يأتي إنسان طالب علم جيد هو خير للناس وخير لنفسه من هذا الدكتور ألف مرة لكن لا يوفق، لا يدرس في الكليات، لماذا؟ لأنه لا يحمل شهادة دكتوراه. فنظرا لأن الأحوال تغيرت وانقلبت إلى هذه المآل... المهم: احذر أخي طالب العلم، احذر من النيات السيئة، العلم الشرعي أعز، وأرفع، وأعلى من أن تريد به عرضا من الدنيا، عرض الدنيا ما الذي تنتفع به، آخر أمره أن يكون في محل القاذورات). اهـ

قلت: فاختيار الأمثل فالأمثل، والأعلم فالأعلم للمناصب الدينية، لا الأجهل، فالأجهل، وإن كان يحمل شهادة الدكتوراه، أو شهادة الماجستير، والله المستعان.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «السياسة الشرعية» (ص39): (إذا عرف هذا، فليس عليه أن يستعمل إلا أصلح الموجود، وقد لا يكون في موجوده من هو أصلح لتلك الولاية، فيختار الأمثل فالأمثل في كل منصب بحسبه، وإذا فعل ذلك بعد الاجتهاد التام، وأخذه للولاية بحقها، فقد أدى الأمانة، وقام بالواجب في هذا، وصار في هذا الموضع من أئمة العدل، والمقسطين عند الله؛ وإن اختل بعض الأمور بسبب من غيره، إذا لم يمكن إلا ذلك، فإن الله يقول: ]فاتقوا الله ما استطعتم[ [التغابن:16]. اهـ

وقال العلامة الشيخ ناصر الدين الألباني /؛ عن مفاسد الدكاترة في البلدان: (والقاصي والداني يعلم أننا لا نؤيد كل هذه التكتلات الحزبية، بل نعتقد أنها مخالفة لنصوص الكتاب والسنة ... فهذا وذاك مما حملني على أن لا أحشر نفسي للرد على أولئك المبطلين، لأنهم لم يضمنوا ردودهم ما يدل على أن غايتهم نصرة الحق الذي بدا لهم، وإنما هي الأهواء الشخصية والأغراض الحزبية!... بل أين هم من خطبة فقير العلم ذاك! الذي هو رأس الفتنة، حيث نفى صراحة أن يكون هناك ديار إسلامية؟! بل قال بالحرف الواحد ما نصه: «ما أرى إلا أن الهجرة واجبة من الجزائر إلى تل أبيب»!! وقال: «لو خيرت أقسم بالله- أن أعيش في أي عاصمة عربية لاخترت أن أعيش في القدس تحت احتلال اليهود»!!

فهل هذه الأقوال يا معشر الدكاترة!- أخطر وأضل، أم القائل بوجوب الأمر الذي هو قول جميع العلماء؟!

فسكوتهم عن هذه الأقوال التي لا نشك أنكم معنا في بطلانها، وضلال صاحبها).([2]) اهـ

وسئل المحدث الشيخ مقبل الوادعي /: هل يجوز شراء الشهادات؟!.

فأجاب فضيلته: (الشهادات نفسها لا تسمن ولا تغني من جوع، وغالبها شهادات زور، والمهم يعتبر هذا خيانة، وغشا للمجتمع أن يشتري شخص ما يعرف إلا دكانه، وبيته، ومسجده، وليس عنده شيء من العلم ثم يذهب ويشتري شهادة يغش بها المسلمين بأمواله([3])؛ فيعطى شهادة الدكتوراه([4])، ثم يقولون عنه دكتور، وهو لا يعرف عن الدين شيئا.

فالمهم تعتبر هذه الشهادة خيانة وغشا([5])، ولابد علينا أن لا تتعلق أنفسنا بالشهادات، ... فهذه الشهادات هي كذب، وتدليس على المسلمين، وربما يتخرج من الجامعة، وقد أتى بهذه الشهادة ... وهي فتنة صرف بها أبناء المسلمين عن الكتاب والسنة بسبب هذه الشهادات، قال تعالى: ]فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا[ [النجم: 29]؛ وقال تعالى: ]يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون[ [الروم: 7]؛ وهذه الشهادة على هذه الطريقة لا خير فيها، ولا ينبغي أن تتعلق بها أنفسنا).([6]) اهـ

وقال الشيخ الألباني /  في  «الصحيحة (ج١ص 100): (فإني أنصح القراء الكرام بأن لا يثقوا بكل ما يكتب اليوم في بعض المجلات السائرة ، أو الكتب الذائعة، من البحوث الإسلامية، وخصوصا ما كان منها في علم الحديث، إلا إذا كانت بقلم من يوثق بدينه أولا، ثم بعلمه واختصاصه فيه ثانيا، فقد غلب الغرور على كثير من كتاب العصر الحاضر، وخصوصا من يحمل منهم لقب «الدكتور»! . فإنهم يكتبون فيما ليس من اختصاصهم، وما لا علم لهم به).اهـ

 

õõõ

 

    

عونك يا رب يسر

المقدمة

طوبى للغرباء في آخر الزمان

 

 

الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم، يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، يبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس، وأقبح أثر الناس عليهم!.  

ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، الذين عقدوا ألوية البدعة، وأطلقوا عنان الفتنة، فهم مختلفون في الكتاب([7])، مخالفون للكتاب، مجمعون على مخالفة الكتاب([8])، يقولون على الله، وفي الله، وفي كتاب الله بغير علم، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم([9])، فنعوذ بالله من فتنة المضلين.([10])

فإن غربة الإسلام في أصوله وفروعه وقعت في عصرنا المتأخر؛ كما حدثت في بداية بعثة النبي r، حتى أضحى المسلم الحق المتمسك بالكتاب والسنة والآثار غريبا بين الناس في البلدان الإسلامية؛ لأنه يدعوهم إلى الإسلام الصحيح في أصوله وفروعه، ويطالبهم بالأدلة الصحيحة فيما يخالفون الدين الصحيح القائم على الدليل من الكتاب والسنة والآثار، وهم يشدونه إلى بيئتهم الممتلئة من الشبهات الباطلة، والشهوات الشيطانية، والجهالات المهلكة.

قال تعالى: ]فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم[ [هود: 116].

قال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (ج3 ص194): (فإن الغرباء في العالم هم: أهل هذه الصفة المذكورة في الآية). اهـ

قلت: وهذه الآية تدل على فضل أهل الغربة الذين ينهون عن إفساد الدنيا والدين معا([11])، وهم قلة في كل زمان، وهم الذين أشار إليهم النبي r في قوله: (إن الإسلام بدأ غريبا , وسيعود غريبا كما([12]) بدأ, فطوبى للغرباء([13]), قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس).([14])

وعن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي r قال: (إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ).

أخرجه مسلم في «صحيحه» (146)، والبيهقي في «دلائل النبوة» (ج2 ص520)، وفي «الزهد الكبير» (203)، وابن منده في «الإيمان» (ص520) من طريق عاصم بن محمد العمري عن أبيه عن ابن عمر رضي الله عنهما به.

وقال تعالى: ]ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه[ [البقرة: 130].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج18 ص291): (ولهذا لما بدأ الإسلام غريبا لم يكن غيره من الدين مقبولا ... ولا يقتضي هذا أنه إذا صار غريبا أن المتمسك به يكون في شر بل هو أسعد الناس كما قال في تمام الحديث: (فطوبى للغرباء).

و(طوبى)؛ من الطيب: قال تعالى: ]طوبى لهم وحسن مآب[ [الرعد: 29]؛ فإنه يكون من جنس السابقين الأولين الذين اتبعوه لما كان غريبا.

وهم أسعد الناس:

أما في الآخرة؛ فهم أعلى الناس درجة بعد الأنبياء عليهم السلام.

وأما في الدنيا؛ فقد قال تعالى: ]يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين[ [الأنفال: 64].

أي: أن الله حسبك وحسب متبعك.

وقال تعالى: ]إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين[ [الأعراف: 196].

 وقال تعالى: ]أليس الله بكاف عبده[ [الزمر:39].

وقال تعالى: ]ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه[ [الطلاق: 2-3].

فالمسلم المتبع للرسول r: الله تعالى حسبه وكافيه، وهو وليه حيث كان ومتى كان، ولهذا يوجد المسلمون المتمسكون بالإسلام في بلاد الكفر لهم السعادة كلما كانوا أتم تمسكا بالإسلام، فإن دخل عليهم شر كان بذنوبهم؛ حتى إن المشركين وأهل الكتاب إذا رأوا المسلم القائم بالإسلام عظموه وأكرموه). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج18 ص293): (فإنه لا بد أن يحصل للناس في الدنيا شر، ولله على عباده نعم، لكن الشر الذي يصيب المسلم أقل، والنعم التي تصل إليه أكثر، فكان المسلمون في أول الإسلام وإن ابتلوا بأذى الكفار، والخروج من الديار، فالذي حصل للكفار من الهلاك كان أعظم بكثير، والذي كان يحصل للكفار من عز أو مال كان يحصل للمسلمين أكثر منه). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج18 ص293): (فرسول الله r مع ما كان المشركون يسعون في أذاه بكل طريق كان الله يدفع عنه ويعزه، ويمنعه وينصره). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج18 ص295): (وأتباعه الذين هاجروا إلى الحبشة أكرمهم ملك الحبشة، وأعزهم غاية الإكرام والعز، والذين هاجروا إلى المدينة فكانوا أكرم وأعز.

والذي كان يحصل لهم من أذى الدنيا كانوا يعوضون عنه عاجلا من الإيمان وحلاوته ولذته ما يحتملون به ذلك الأذى.

وكان أعداؤهم يحصل لهم من الأذى والشر أضعاف ذلك من غير عوض لا آجلا ولا عاجلا، إذ كانوا معاقبين بذنوبهم، وكان المؤمنون ممتحنين ليخلص إيمانهم وتكفر سيئاتهم.

وذلك أن المؤمن يعمل لله، فإن أوذي احتسب أذاه على الله، وإن بذل سعيا أو مالا بذله لله، فاحتسب أجره على الله.

 

والإيمان له حلاوة في القلب، ولذة لا يعدلها شيء ألبتة([15])). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج18 ص296): (وكثير من الناس إذا رأى المنكر، أو تغير كثير من أحوال الإسلام جزع وكل وناح كما ينوح أهل المصائب، وهو منهي عن هذا؛ بل هو مأمور بالصبر، والتوكل، والثبات على دين الإسلام، وأن يؤمن بالله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، وأن العاقبة للتقوى).اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج18 ص297): (فقد أخبر الصادق المصدوق أنه لا تزال طائفة ممتنعة من أمته على الحق أعزاء لا يضرهم المخالف، ولا خلاف الخاذل. فأما بقاء الإسلام غريبا ذليلا في الأرض كلها قبل الساعة فلا يكون هذا.

وقوله r: (ثم يعود غريبا كما بدأ)؛ أعظم ما تكون غربته إذا ارتد الداخلون فيه عنه).اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج18 ص298): (قوله تعالى: ]وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض[ [النور: 55]؛ فهذا الوعد مناسب لكل من اتصف بهذا الوصف. فلما اتصف به الأولون استخلفهم الله كما وعد، وقدش اتصف بعدهم به قوم بحسب إيمانهم وعملهم الصالح؛ فمن كان أكمل إيمانا وعمل صالحا كان استخلافه المذكور أتم؛ فإن كان فيه نقص وخلل كان في تمكينه خلل ونقص، وذلك أن هذا جزاء هذا العمل؛ فمن قام بذلك العمل استحق ذلك الجزاء). اهـ

وقال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (ج3 ص194): (فهؤلاء هم الغرباء الممدوحون المغبوطون، ولقلتهم في الناس جدا؛ سموا غرباء، فإن أكثر الناس على غير هذه الصفات). اهـ

وقال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (ج3 ص195): (والداعون إليها يعني: السنة النبوية- الصابرون على أذى المخالفين هم أشد هؤلاء غربة). اهـ

وقال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (ج3 ص196): (وهذه الغربة قد تكون في مكان دون مكان، ووقت دون وقت، وبين قوم دون قوم). اهـ

وقال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (ج3 ص196): (بل الإسلام الحق الذي كان عليه رسول الله r وأصحابه هو اليوم أشد غربة منه في أول ظهوره!([16])). اهـ

وقال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (ج3 ص198): (ومن صفات هؤلاء الغرباء الذين غبطهم النبي r:

التمسك بالسنة، إذا رغب عنها الناس، وترك ما أحدثوه، وإن كان هو المعروف عندهم.

وتجريد التوحيد، وإن أنكر ذلك أكثر الناس.

وترك الانتساب إلى أحد غير الله ورسوله، لا شيخ، ولا طريقة، ولا مذهب، ولا طائفة.

 بل هؤلاء الغرباء منتسبون إلى الله تعالى بالعبودية له وحده، وإلى رسوله r بالاتباع لما جاء به وحده.

وهؤلاء هم القابضون على الجمر حقا، وأكثر الناس بل كلهم لائم لهم.([17])

فلغربتهم بين هذا الخلق: يعدونهم أهل شذوذ وبدعة، ومفارقة للسواد الأعظم). اهـ

وقال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (ج3 ص199): (بل الإسلام الحق الذي كان عليه رسول الله r وأصحابه هو اليوم أشد غربة منه في أول ظهوره، وإن كانت أعلامه ورسومه الظاهرة مشهورة معروفة، فالإسلام الحقيقي غريب جدا، وأهله غرباء أشد الغربة بين الناس.

وكيف لا تكون فرقة واحدة قليلة جدا غريبة بين اثنتين وسبعين فرقة، ذات أتباع ورئاسات ومناصب وولايات، ولا يقوم لها سوق إلا بمخالفة ما جاء به الرسول r؟!.

فإن نفس ما جاء به يضاد أهواءهم ولذاتهم، وما هم عليه من الشبهات والبدع التي هي منتهى فضيلتهم وعملهم، والشهوات التي هي غايات مقاصدهم وإراداتهم؟

فكيف لا يكون المؤمن السائر إلى الله على طريق المتابعة غريبا بين هؤلاء الذين قد اتبعوا أهواءهم، وأطاعوا شحهم، وأعجب كل منهم برأيه؟!). اهـ

وقال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (ج3 ص200): (وهذا الأجر العظيم إنما هو لغربته بين الناس، والتمسك بالسنة بين ظلمات أهوائهم وآرائهم.

فإذا أراد المؤمن الذي قد رزقه الله بصيرة في دينه، وفقها في سنة رسوله، وفهما في كتابه، وأراه ما الناس فيه من الأهواء والبدع والضلالات وتنكبهم عن الصراط المستقيم الذي كان عليه رسول الله r وأصحابه، فإذا أراد أن يسلك هذا الصراط فليوطن نفسه على قدح الجهال وأهل البدع فيه، وطعنهم عليه، وإزرائهم به وتنفير الناس عنه وتحذيرهم منه، كما كان سلفهم من الكفار يفعلون مع متبوعه وإمامه r.

فأما إن دعاهم إلى ذلك، وقدح فيما هم عليه: فهنالك تقوم قيامتهم ويبغون له الغوائل، وينصبون له الحبائل، ويجلبون عليه بخيل كبيرهم ورجله.

فهو غريب في دينه لفساد أديانهم.

غريب في تمسكه بالسنة لتمسكهم بالبدع.

 غريب في اعتقاده لفساد عقائدهم.

غريب في صلاته لسوء صلاتهم.

غريب في طريقه لضلال وفساد طرقهم.

غريب في نسبته لمخالفة نسبهم، غريب في معاشرته لهم؛ لأنه يعاشرهم على ما لا تهوى أنفسهم.

وبالجملة: فهو غريب في أمور دنياه وآخرته لا يجد من العامة مساعدا ولا معينا؛ فهو عالم بين جهال، صاحب سنة بين أهل بدع، داع إلى الله ورسوله بين دعاة إلى الأهواء والبدع، آمر بالمعروف ناه عن المنكر بين قوم المعروف لديهم منكر والمنكر معروف). اهـ

وقال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (ج3 ص201): (وهذا من الغرباء الذين طوبى لهم، وهو رجل صالح في زمان فاسد بين قوم فاسدين، أو عالم بين قوم جاهلين، أو صديق بين قوم منافقين.

يريد بالحال هاهنا: الوصف الذي قام به من الدين، والتمسك بالسنة، ولا يريد به الحال الاصطلاحي عند القوم، والمراد به: العالم بالحق، العامل به، الداعي إليه.

وجعل الشيخ الغرباء في هذه الدرجة ثلاثة أنواع:

صاحب صلاح ودين بين قوم فاسدين.

وصاحب علم ومعرفة بين قوم جهال.

وصاحب صدق وإخلاص بين أهل كذب ونفاق.

فإن صفات هؤلاء وأحوالهم تنافي صفات من هم بين أظهرهم، فمثل هؤلاء بين أولئك كمثل الطير الغريب بين الطيور). اهـ

وقال الحافظ الذهبي /في «السير» (ج13 ص442): (فنعوذ بالله من الإشارات الحلاجية، والشطحات البسطامية، وتصوف الاتحادية فواحزناه على غربة الإسلام، والسنة). اهـ

لذلك أقدم كتابي هذا الذي بين أيدينا المسمى: بــ«رفع الكربة لما عادت به أحكام الإسلام في أصوله وفروعه من الغربة»، وهو يحتوي على كل ما يتعلق بغربة الإسلام وأهله، وما وردت في ذلك من آيات وأحاديث، وآثار وأقوال، والله ولي التوفيق.

هذا؛ وندعو الله تعالى أن يوفقنا لمزيد من خدمة الكتاب والسنة والآثار، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وأن يتقبل منا إنه هو السميع العليم.

أبو عبد الرحمن الأثري

 

 

 

 

 

 

     

وبه استعين

ذكر الدليل على أن الإسلام سوف يعود في آخر الزمان غريبا بين الناس في البلدان الإسلامية في أحكام أصوله وفروعه، فإذا كان كذلك فلابد أن يعم الجهل في الناس([18])؛ لغربة أحكام الدين عندهم من جميع الوجوه خاصة في المساجد، فيتعبدون الله تعالى بالمخالفات الشرعية، وينكرون الأحكام الشرعية الصحيحة، ولا يعملون بها لغربتها عندهم في بلدانهم إلا القليل منها ولا يكفي ذلك في الإسلام

 

عن أبي هريرة t، قال: قال رسول الله r: (بدأ الإسلام غريبا، وسيعود كما بدأ غريبا، فطوبى للغرباء). وفي رواية: (إن الدين بدأ غريبا، وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء).

أخرجه مسلم في «صحيحه» (145)، وابن ماجه في «سننه» (3986)، وابن منده في «الإيمان» (423)، والهروي في «ذم الكلام» (ج5 ص160 و165)، والخطيب في «تاريخ بغداد» (ج11 ص307)، وفي «شرف أصحاب الحديث» (ص23)، وفي «موضح الأوهام» (ج1 ص141 و142)، والطبراني في «المعجم الأوسط» (ج3 ص156)، وتمام الرازي في «الفوائد» (ج5 ص113)، والدينوري في «المجالسة» (ج3 ص225)، وبحشل في «تاريخ واسط» (ص132)، وابن الجوزي في «جامع المسانيد» (ج5 ص226)، وأبو عوانة في «المستخرج» (ج1 ص101)، والآجري في «صفة الغرباء» (4)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص389)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (1051)، وأبو نعيم في «المسند المستخرج» (ج1 ص212)، وابن راهويه في «المسند» (ج1 ص382)، والخليلي في «الإرشاد» (ج2 ص658)، وعبد الحق الإشبيلي في «الأحكام الشرعية الكبرى» (ج4 ص469)، وابن حزم في «الإحكام» (ج8 ص37)، والبغوي في «مصابيح السنة» (ج1 ص157)، وأبو يعلى في «المسند» (ج11 ص52)، وابن عدي في «الكامل» (ج2 ص462)، والبيهقي في «الزهد الكبير» (204)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج13 ص237)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (ج1 ص298) من طرق عن أبي هريرة t به.

قلت: وهذا الحديث يبين رجوع الجهل بأحكام الإسلام مرة ثانية، وإن كانوا ينتسبون إليه، فطريقتهم في العبادة غريبة عن الإسلام؛ لفساد طرقهم في العبادات، والدعوات، والمعاملات، والعقائديات، فهم يتعبدون في الإسلام على ما تهوى أنفسهم في المساجد وغيرها.([19])

وبوب الحافظ أبو نعيم / في «المسند المستخرج» (ج1 ص212)؛ باب: الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا.

قال الإمام ابن رجب / في «كشف الكربة» (ص6): (أعمل الشيطان مكائده على المسلمين وألقى بأسهم بينهم، وأفشى بينهم فتنة الشبهات والشهوات، ولم تزل هاتان الفتنتان تتزايدان شيئا فشيئا حتى استحكمت مكيدة الشيطان وأطاعه أكثر الخلق، فمنهم من دخل في طاعته في فتنة الشبهات، ومنهم من دخل في فتنة الشهوات، ومنهم من جمع بينهما). اهـ

قلت: وهذا الحديث يفيد أن قلة من الناس يعرفون أحكام الإسلام، وأكثرهم لا يعرفون أحكامه لجهلهم به، فهم ينتسبون إلى الإسلام لكن لا يعرفون الإسلام الصحيح لإعراضهم عن تعلم العلم الشرعي.

قال الإمام الطحاوي / في «مشكل الآثار» (ج1 ص299): (فتأملنا هذه الآثار، فوجدنا الإسلام دخل على أشياء ليست من أشكاله، فكان بذلك معها غريبا لا يعرف، كما يقال لمن نزل على قوم لا يعرفونه: إنه غريب بينهم، ثم أخبر رسول الله r أنه يعود كذلك). اهـ

وعن أحمد بن عاصم الأنطاكي / قال: (أضر المعاصي عملك الطاعات بالجهل هو أضر عليك من المعاصي بالجهل).([20])

وقال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (ج3 ص219): (وإنما غربتهم يعني: أهل السنة- بين الأكثرين، الذين قال الله عز وجل فيهم: ]وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله[ [الأنعام: 116]). اهـ

وقال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين»  (ج3 ص222): (وكيف لا تكون فرقة واحدة قليلة جدا غريبة بين اثنتين وسبعين فرقة، ذات أتباع ورئاسات ومناصب وولايات، ولا يقوم لها سوق إلا بمخالفة ما جاء به الرسول r فإن نفس ما جاء به يضاد أهواءهم ولذاتهم، وما هم عليه من الشبهات والبدع التي هي منتهى فضيلتهم وعملهم، والشهوات التي هي غايات مقاصدهم وإراداتهم). اهـ

وقال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين»  (ج3 ص223): (فإذا أراد المؤمن ... وأراه ما الناس فيه من الأهواء والبدع والضلالات، وتنكبهم عن الصراط المستقيم الذي كان عليه رسول الله r وأصحابه). اهـ

وقال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (ج3 ص224)؛ عن صاحب السنة: (فهو غريب في أمور دنياه وآخرته، لا يجد من العامة مساعدا ولا معينا فهو عالم بين جهال). اهـ

قلت: لذلك أكثر هؤلاء يعملون أعمالا يحسبون أنها من الإسلام، وليست هي من الإسلام في شيء([21])، فابتغوا دينا غير الإسلام، فلا تقبل هذه الأعمال([22]) وإن كثرت فيهم لمخالفتها للشريعة المطهرة.

قال تعالى: ]ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين[ [آل عمران: 85].

وقال تعالى: ]إن الدين عند الله الإسلام[ [آل عمران: 19].

وقال تعالى: ]ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه[ [البقرة: 130].

وقال تعالى: ]وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا[ [الفرقان: 23].

وعن أحمد بن عاصم الأنطاكي / قال: (أنفع الأعمال ما سلمت من آفاتها وكانت مقبولة منك).([23])

قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج18 ص292): (ولهذا لما بدأ الإسلام غريبا لم يكن غيره من الدين مقبولا). اهـ

قلت: فيقل من يعرف أحكام الإسلام على التفصيل في الأصول والفروع([24])، وهذا هو الإسلام الغريب بين الناس في البلدان الإسلامية([25])، ولهذا قال r: (وسيعود كما بدأ غريبا).

فعن أحمد بن عاصم الأنطاكي /، قال: (إني أدركت من الأزمنة زمانا عاد فيه الإسلام غريبا كما بدأ، وعاد وصف الحق فيه غريبا كما بدأ).([26])

قلت: فهذا وصف أهل زمانه؛ فكيف بما حدث بعده من الضلالات، والمنكرات التي لم تخطر بباله، ولم تدر في خياله!.

قال الإمام ابن رجب / في «كشف الكربة» (ص7): (فلما دخل أكثر الناس في هاتين الفتنتين أو إحداهما أصبحوا متقاطعين متباغضين بعد أن كانوا إخوانا متحابين متواصلين، فإن فتنة الشهوات عمت غالب الخلق ففتنوا بالدنيا وزهرتها وصارت غاية قصدهم، لها يطلبون، وبها يرضون، ولها يغضبون، ولها يوالون، وعليها يعادون.

وأما فتنة الشبهات، والأهواء المضلة؛ فبسببها تفرق أهل القبلة وصاروا شيعا وكفر بعضهم بعضا، وأصبحوا أعداء وفرقا وأحزابا بعد أن كانوا إخوانا؛ قلوبهم على قلب رجل واحد، فلم ينج من هذه الفرق إلا الفرقة الواحدة الناجية). اهـ

وقال الإمام ابن رجب / في «كشف الكربة» (ص14)؛ عن صاحب السنة: (لغربته بين أهل الفساد من أهل الشبهات([27]) والشهوات([28])). اهـ

وقال العلامة الشيخ محمد بن عبد الوهاب /: (واعرف ما قص العلماء عن أصحابه يعني: أصحاب النبي- وأحوالهم وأعمالهم. لعلك أن تعرف الإسلام والكفر؛ فإن الإسلام اليوم غريب، وأكثر الناس لا يميز بينه وبين الكفر، وذلك هو الهلاك الذي لا يرجى معه فلاح).([29]) اهـ

وقال العلامة الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ / في «مصباح الظلام» (ج2 ص355): (وقد عفت آثار العلم، واشتدت غربة الإسلام حتى خاض في هذه المباحث، وتصدى للرد على علماء الأمة من لا يعرف حقيقة الإسلام، ولم يميز بين حق الله، وحق عباده، وأوليائه من الأنام). اهـ

وقال العلامة الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ /: (فاجتهد في طلب العلم وتعليمه، والدعوة إلى دين الله وسبيله، فإنك في زمان قبض فيه العلم وفشا الجهل، وبدل الدين، وغيرت السنن، لا سيما أصول الدين، وعمدة أهل الإسلام واليقين).([30]) اهـ

 وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «شرح الكافية الشافية» (ج4 ص238): (الغربة ليست غربة الوطن، ولكنها غربة الدين، وهذه أشد من غربة الوطن، إذ إن غريب الوطن ربما تزول غربته بما يحصل له من الفرح والسرور وتجدد الإخوان والأصحاب، لكن غربة الدين هي البلاء، وهي التي تحتاج إلى صبر). اهـ

وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «القول المفيد» (ج1 ص306): (من تأمل ما عليه الناس اليوم في كثير من البلدان الإسلامية تبين له ترك التوحيد، وغربة الدين). اهـ

قلت: وغلب الإثم على أكثر النفوس؛ لظهور الجهل، وخفاء العلم، فصار: المعروف منكرا، والمنكر معروفا، وتصير السنة بدعة، والبدعة سنة، ونشأ في ذلك الصغير، وهرم عليه الكبير، وطمست الأعلام، واشتدت غربة الإسلام، اللهم سلم.([31])

وقال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (ج3 ص222)؛ عن ظهور الإسلام أولا: (ثم أخذ يعني: الإسلام- في الاغتراب والترحل، حتى عاد غريبا كما بدأ، بل الإسلام الحق الذي -كان عليه رسول الله r وأصحابه- هو اليوم أشد غربة منه في أول ظهوره، وإن كانت أعلامه ورسومه الظاهرة مشهورة معروفة، فالإسلام الحقيقي غريب جدا، وأهله غرباء أشد الغربة بين الناس). اهـ

قلت: رحم الله الإمام ابن القيم، كيف لو عاش في عصرنا هذا؟!.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «درء تعارض العقل والنقل» (ج3 ص80): (فكل من أعرض عن الطريقة السلفية الشرعية الإلهية، فإنه لابد أن يضل ويتناقض، ويبقى في الجهل المركب أو البسيط). اهـ

وقال العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز / في «الفتاوى» (ج3 ص157): (لا ريب أن إظهار الحق ونشره في هذا العصر، ودعوة الناس إليه يعتبر من الأمور الغريبة، وذلك لاستحكام غربة الإسلام، وقلة دعاة الحق، وكثرة دعاة الباطل، وهذا مصداق ما أخبر به نبينا ورسولنا محمد r حيث قال في الحديث الصحيح: (بدأ الإسلام غريبا، وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء) ([32])). اهـ

وقال العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز / في «الفتاوى» (ج23 ص192): (ولا سيما في هذا العصر، الذي اشتدت فيه غربة الإسلام، وكثر فيه دعاة الباطل، وانتشرت فيه أنواع الإفساد في غالب المعمورة، واختلط الحابل بالنابل، والظالم بالمظلوم، والمفسد بالمصلح، والجاهل بالعالم، فإن هذا العصر شديد الغربة، شديد الاختلاط، شديد البلاء إلا من عصم الله ووفقه). اهـ

وقال العلامة الشيخ محمد بن عبد الوهاب /: (فإذا كان الإسلام يعود كما بدأ، فما أجهل من استدل بكثرة الناس([33])).([34]) اهـ

هذا آخر ما وفقني الله سبحانه وتعالى إليه في تصنيف هذا الكتاب النافع المبارك -إن شاء الله- سائلا ربي جل وعلا أن يكتب لي به أجرا، ويحط عني فيه وزرا،

وأن يجعله لي عنده يوم القيامة ذخرا ... وصلى الله وسلم وبارك

على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين،

وآخر دعوانا أن الحمد الله

رب العالمين

 

 

 

 

 

 

 

 

فهرس الموضوعات

الرقم

الموضوع

الصفحة

1)

فتاوى العلماء في أن الدكاترة هم: الجهال في العلم والعقيدة

والفقه والمنهج والشريعة.......................................................................

05

2)

المقدمة......................................................................................................

10

3)

ذكر الدليل على أن الإسلام سوف يعود في آخر الزمان غريبا بين الناس في البلدان الإسلامية في أحكام أصوله وفروعه، فإذا كان كذلك فلابد أن يعم الجهل في الناس؛ لغربة أحكام الدين عندهم من جميع الوجوه خاصة في المساجد، فيتعبدون الله تعالى بالمخالفات الشرعية، وينكرون الأحكام الشرعية الصحيحة، ولا يعملون بها لغربتها عندهم في بلدانهم إلا القليل منها ولا يكفي ذلك في الإسلام..........................................

21

 

 



([1]) المرجع: «التواصل المرئي»؛ بصوت الشيخ ابن باز /، في سنة: «1435هـ»، وهو ينصح طلبة الجامعات الإسلامية في تعلم العقيدة الصحيحة.

([2]) «ماذا ينقمون من الشيخ» (ص2).

([3]) ثم ينصب منصبا كبيرا في البلد بهذه الشهادة مع جهله بالعلم، وما أكثر هذا الصنف من الناس في بلدان المسلمين نصبوا في المناصب الدينية، وهم جهال في الدين ليس عندهم العلم الكافي لهذه المناصب الدينية، والله المستعان.

([4]) وهذا من الغش في الدين، ومن غشنا فليس منا.

([5]) مثل: شهادات الإخوان المسلمين بجميع أنواعهم من «بنائيه»، و«تراثية»، و«سرورية»، و«قطبية»، و«داعشية»، و«ربيعية» وغيرهم، فإن هؤلاء أخذوا الشهادة عن جهل في الدين، فيعتبر ذلك خيانة وغشا للإسلام والمسلمين!، اللهم سلم سلم.

([6]) «التواصل المرئي» بصوت الشيخ، سنة: (1437هـ).

([7]) قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «درء تعارض العقل والنقل» (ج5 ص282)؛ تعليقا على كلمة الإمام أحمد هذه: (هذه حقيقة حال أهل البدع؛ كما قال الإمام أحمد في كتابه «الرد على الزنادقة والجهمية»: مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، متفقون على مخالفة الكتاب). اهـ

([8]) قال تعالى: ]وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد[ [البقرة: 176].

        قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «بيان تلبيس الجهمية» (ج2 ص301): (قد جمعوا وصفي الاختلاف الذي ذمه الله في كتابه، فإنه ذم الذين خالفوا الأنبياء، والذين اختلفوا على الأنبياء). اهـ

       وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «درء تعارض العقل والنقل» (ج5 ص284): (وأما قوله: بأنهم (متفقون على مخالفة الكتاب)؛ فهذا إشارة إلى تقديم غير الكتاب على الكتاب، كتقديم معقولهم، وأذواقهم، وآرائهم ونحو ذلك على الكتاب، فإن هذا اتفاق منهم على مخالفة الكتاب، ومتى تركوا الاعتصام بالكتاب والسنة؛ فلا بد أن يختلفوا، فإن الناس لا يفصل بينهم إلا كتاب منزل من السماء). اهـ

([9]) قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «درء تعارض العقل والنقل» (ج1 ص222)؛ (وهذا الكلام المتشابه الذي يخدعون به جهال الناس، هو الذي يتضمن الألفاظ المتشابهة المجملة التي يعارضون بها نصوص الكتاب والسنة). اهـ

([10]) انظر: «الرد على الزنادقة والجهمية» للإمام أحمد (ص170).

([11]) وهم الذين يحبون سنة النبي r، وآثار الصحابة رضي الله عنهم، ويعلمون الناس الأحكام الصحيحة في الأصول والفروع، فطوبى لهم في الدنيا والآخرة.

([12])  فأهل السنة بين الناس غرباء.

([13])  وهي الغربة التي مدح رسول الله r أهلها في آخر الزمان.

([14]) حديث صحيح.

        أخرجه أبو عمرو الداني في «السنن الواردة في الفتن» (288)، والآجري في «صفة الغرباء» (ص15).

       وإسناده صحيح، وقد صححه الشيخ الألباني في «الصحيحة» (ج3 ص267).

 

([15]) وانظر: «فتح الباري» لابن حجر  (ج1 ص60)، و«المنهاج» للنووي (ج2 ص13 و14).

 

([16]) رحم الله الإمام ابن القيم كيف لو أدرك زماننا فما عساه أن يقول؟!.

 

([17]) وأن الله سبحانه بعث رسوله r وأهل الأرض على أديان مختلفة، فهم بين عباد أوثان ونيران، وعباد صور وصلبان، ويهود وصابئة وفلاسفة، وكان الإسلام في أول ظهوره غريبا، وكان من أسلم منهم واستجاب لله ولرسوله غريبا في حيه وقبيلته وأهله وعشيرته.

 

([18]) حيث تتجارى بهم الأهواء، وتتجارى بالناس الفتن: من فتن الشبهات، وفتن الشهوات، وفتن الضلالات، اللهم سلم سلم.

      وانظر: «الفتاوى» لابن تيمية (ج18 ص291)، و«مدارج السالكين» لابن القيم (ج3 ص224)، و«كشف الكربة في وصف أهل الغربة» لابن رجب (ص6 و7).

([19]) وانظر: «مدارج السالكين» لابن القيم (ج3 ص224)، و«طبقات الحنابلة» لابن أبي يعلى (ج2 ص467)، و«مشكل الآثار» للطحاوي (ج1 ص229).

([20]) أثر حسن.

        أخرجه أبو عبد الرحمن السلمي في «طبقات الصوفية» (ص138)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج9 ص283).

     وإسناده حسن.

([21]) وذلك لأن هذه العبادات التي يتعبدونها قد دخلها الشيء الكثير من الشركيات، والبدع، والضلالات، والمخالفات، اللهم غفرا.

([22]) قلت: فلا تقبل هذه العبادات، لأنها لا تعتبر من الدين.

([23]) أثر حسن.

        أخرجه أبو عبد الرحمن السلمي في «طبقات الصوفية» (ص138)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج9 ص283).

     وإسناده حسن.

([24]) لذلك ترى كثيرا من الناس لا يعرفون كيف يصلون، ولا كيف يصومون، ولا كيف يحجون، ولا كيف يعتمرون، ولا غير ذلك من أحكام الدين!، إلا القليل منها مع جهل فيها، والله المستعان.

       قال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين»(ج3 ص224): (غريب في اعتقاده لفساد عقائدهم، غريب في صلاته لسوء صلاتهم). اهـ

([25]) ولا يعرفون الحلال، ولا الحرام في الدين، إلا القليل!، ولا يكفي ذلك لمعرفة الدين.

([26]) أثر حسن.

       أخرجه أبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج9 ص286).

       وإسناده حسن.

([27]) هم: أهل البدع.

([28]) هم: أهل الفسق.

([29]) انظر: «مختصر سيرة الرسول r» (ص10).

([30]) انظر: «عيون الرسائل» (ج2 ص604).

([31]) وانظر: «الاعتصام» للشاطبي (ج1 ص12).

([32]) أخرجه مسلم في «صحيحه» (145) من حديث أبي هريرة t.

([33]) يعني: كثرة الهمج والرعاع الذين يجهلون الإسلام، ولذلك لا يعتمد عليهم في الدين على كثرتهم.

([34]) انظر: «الدرر السنية» (ج1 ص41).


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan