الرئيسية / سلسلة من شعار أهل الحديث / بشرى الورى في أن المسلم إذا نوى العمل الصالح وقد حبسه عنه حابس كتب له أجر ما نوى
بشرى الورى في أن المسلم إذا نوى العمل الصالح وقد حبسه عنه حابس كتب له أجر ما نوى
سلسلة من شعار أهل الحديث
|
59 |
بشرى الورى
في
أن المسلم إذا نوى العمل الصالح
وقد حبسه عنه حابس كتب له أجر ما نوى
تأليف:
العلامة المحدث الفقيه
فوزي بن عبد الله بن محمد الحميدي الأثري
حفظه الله ورعاه وجعل الجنة مثواه
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
رب زدني علما، وحفظا، وفهما
المقدمة
الحمد لله الذي أمر عباده بالتفقه في الدين، ليكون أداؤهم على وفق شرعه المبين.
وذم الله الإعراض عن الحق؛ تعلما، وعملا، ووصف أربابه؛ بأنهم كالأنعام، أو أضل سبيلا.
قال تعالى: ]بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون[ [الأنبياء: 24].
وقال تعالى: ]أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون[ [الأعراف: 179].
وقال تعالى: ]إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا[ [الفرقان: 44].
وقال تعالى: ]أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل[ [المائدة: 60].
وعن معاوية بن أبي سفيان ﭭ قال: قال رسول الله r: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين).([1])
* فكم فات الجاهل الراهب من خير وفير، وكم أوثق نفسه بالأصرار، والأغلال، وأودى بها في مكان سحيق.
* والله تعالى شرع لعباده تعليم العلم، وجعله من أصول الإسلام.
وأوجب مسائل العلم ما احتاج المسلم إليه من إقامة دينه، وأحكام عبوديته سبحانه، وفرائضه عليه.
قال تعالى: ]قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون[ [الزمر: 9].
وعن الإمام مالك بن أنس / قال: (العلم نور يجعله الله حيث يشاء). وفي رواية: (العلم نور يهدي الله به من يشاء(. وفي رواية: (إنما العلم نور يجعله الله تعالى في القلب(.([2])
قلت: فمن أراد الله به خيرا أعطاه من ذلك النور.
* والعلم الذي فرض الله تعالى أن يتبع، فإنما هو الكتاب والسنة، وما جاء عن الصحابة y، ومن تبعهم من الأئمة بإحسان.
قلت: ويكون تأويل؛ قوله: (نور)؛ يريد به فهم العلم، ومعرفة معانيه([3]).
قال الحافظ ابن عبد البر / في «جامع بيان العلم» (ج1 ص431): (من بركة العلم وآدابه: الإنصاف فيه، ومن لم ينصف لم يفهم، ولم يتفهم). اهـ
* فكان لزاما على كل مسلم: أن يتعلم من أحكامه ما يكون على بينة من أمر دينه في الأصول والفروع.
* وهذه رسالة لطيفة مختصرة، مشفوعة بالدلائل العلمية النقلية في حول مسألة إذا حبس المسلم عن فعل عبادة من العبادات، وقد نوى فعل هذه العبادة، ولكنه حبسه حابس عن فعلها؛ فإنه يكتب له أجر ما نوى، وإن لم يفعل هذه العبادة، فضلا من الله تعالى على عباده.
وقال القاضي عياض / في «إكمال المعلم» (ج6 ص320): (في الآية: دليل على أن الأجور على قدر الأعمال، وأن الذي لا يجاهد ليس له ثواب المجاهد، إلا من منعه: عذر، فله بقدر نيته: كما قال تعالى: ]غير أولي الضرر[ [النساء: 95]).اهـ
قلت: فإذا حبس المرء عن: «صلاة الجماعة» في المسجد لعذر شرعي([4])، فإن الله تعالى يكتب له ثوابها كاملا من غير نقصان، فضلا منه وإحسانا، وإنعاما منه وإكراما.([5])
قال شيخنا الفقيه ابن عثيمين / في «شرح رياض الصالحين» (ج1 ص36): (المتمني للخير، الحريص عليه؛ إن كان من عادته أنه كان يعمله، ولكنه حبسه عنه حابس، كتب له أجره كاملا.
فمثلا: إذا كان الإنسان من عادته أن يصلي مع الجماعة في المسجد، ولكنه حبسه حابس، كنوم أو مرض، أو ما أشبهه فإنه يكتب له أجر المصلي مع الجماعة تماما من غير نقص). اهـ
وقال شيخنا الفقيه ابن عثيمين / في «الشـرح الممتع» (ج4 ص322): (المعذور يكتب له أجر الجماعة كاملا إذا كان من عادته أن يصلي مع الجماعة). اهـ
قلت: فمن كانت عادته أن يصلي جماعة فتعذر، فانفرد بالصلاة في بيته كتب له ثواب الجماعة كاملا، ولله الحمد.([6])
وإليك الدليل:
فعن أنس بن مالك t: أن النبي ه كان في غزاة، فقال: (إن أقواما بالمدينة خلفنا، ما سلكنا شعبا ولا واديا إلا وهم معنا فيه، حبسهم العذر).([7])
وعن جابر بن عبد الله t، قال: كنا مع النبي ه في غزاة، فقال: (إن بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرا، ولا قطعتم واديا، إلا كانوا معكم، حبسهم المرض). وفي رواية: (إلا شركوكم في الأجر).([8])
وعن أبي موسى t قال: قال رسول الله ه: (إذا مرض العبد، أو سافر، كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا). ([9])
* هذا وأسأل الله العظيم: أن يجعلنا ممن يعمل لرضاه، وعلى منهج رسوله ه، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وهو ولي ذلك، والقادر عليه.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أبو عبد الرحمن الأثري
رب يسر وأعن برحمتك يا كريم
ذكر الدليل على أن المسلمين إذا حبسوا عن الصلاة([10]) في المساجد، وصلوها في بيوتهم؛ فحبسهم العذر الشرعي، من انتشار الوباء في بلدانهم، فتخلفوا عن: «صلاة الجماعة»، و«صلاة الجمعة» في المساجد، فقد حصلوا على أجرهم بالكامل عند الله تعالى في الدنيا والآخرة، وإن لم يصلوا في المساجد
1) عن أنس بن مالك t، أن رسول الله r: لما رجع من غزوة تبوك([11]) قال r: (إن بالمدينة لأقواما، ما سرتم من مسير، ولا قطعتم من واد، إلا كانوا معكم فيه، قالوا: يا رسول الله، وهم بالمدينة؟ قال r: نعم، وهم بالمدينة؛ حبسهم العذر). وفي رواية: (خلفهم العذر).
أخرجه البخاري في «صحيحه» (2839)، و(4423)، وإسماعيل بن عبدالله النيسابوري في «الأربعين العوالي» (36)، وابن قدامة في «فضائل التروية» (31)، وأحمد في «المسند» (ج3 ص160 و214)، وابن ماجه في «سننه» (2764)، وعبدالرزاق في «المصنف» (ج5 ص261)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج9 ص24)، وفي «السنن الصغرى» (3527)، وفي «دلائل النبوة» (ج5 ص266 و267 و272)، وأبو جعفر الحنيني في «مسند أنس بن مالك» (ص146)، والبغوي في «شرح السنة» (ج10 ص376)، وفي «معالم التنزيل» (ج1 ص467 و468)، وابن سعد في «الطبقات الكبرى» (ج2 ص167)، وابن أبي عاصم في «الجهاد» (264)، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» (ج2 ص342)، وفي «حلية الأولياء» (ج8 ص264)، وفي «تثبيت الإمامة» (101)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج7 ص425)، وأبو يعلى في «المسند» (ج6 ص450 و451)، و(ج7 ص213)، وأبو زرعة المقدسي في «صفوة التصوف» (833)، وعبد بن حميد في «المنتخب من المسند» (1402)، وأبو موسى المديني في «مجلس من أماليه» (5)، وابن المفضل المقدسي في «الأربعين المرتبة على طبقات الأربعين» (ص250 و251 و252)، ومحي الدين اليونيني في «مشيخته» (ص100 و101)، وابن حبان في «صحيحه» (ج11 ص33)، والأبرقوهي في «معجم الشيوخ» (242)، وأبو الشيخ في «طبقات المحدثين بأصبهان» (ج4 ص289)، وابن الجوزي في «المنتظم من تاريخ الملوك والأمم» (ج3 ص365)، وابن أبي أسامة في «المسند» (663- بغية الباحث)، وفي «العوالي» (ص23)، والذهبي في «السير» (ج21 ص158)، وفي «تاريخ الإسلام» (ص627- المغازي)، وفي «معجم الشيوخ» (ج2 ص323)، وابن عبدالبر في «التمهيد» (ج12 ص267)، والخطيب في «موضح أوهام الجمع والتفريق» (ج1 ص386)، وابن علوان في «نظم اللآلي بالمائة العوالي» (ص85)، والقاسم بن الفضل الثقفي في «الثقفيات» (103)، وابن دقيق العيد في «الأربعين التساعية الإسناد» (ص139) من طرق عن حميد بن أبي حميد الطويل، عن أنس بن مالك t به.
وقد صرح حميد بن أبي حميد الطويل بالسماع: من طريق زهير؛ عند: البخاري في «صحيحه» (2838).
وأخرجه البخاري في «صحيحه» (2839)، وأبو داود في «سننه» (2508)، وأحمد في «المسند» (ج3 ص160 و214)، وأبو عوانة في «المسند الصحيح» (ج4 ص492)، وابن عبدالبر في «التمهيد» (ج12 ص268)، و(ج19 ص204 و205)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج9 ص24)، وفي «السنن الصغرى» (3527)، وفي «دلائل النبوة» (ج5 ص267)، والبزار في «المسند» (ج13 ص489)، وابن حجر في «تغليق التعليق» (ج3 ص434)، وابن النجار في «ذيل تاريخ بغداد» (ج3 ص210 و211) من طرق عن حميد بن أبي حميد الطويل، عن موسى بن أنس عن أنس بن مالك رضي الله عنه به.
وقال الحافظ البخاري في «صحيحه» (ج6 ص47): «الأول أصح».
يعني: حذف موسى بن أنس من الإسناد. ([12])
قال الحافظ ابن حجر / في «فتح الباري» (ج6 ص47): (ولا مانع من أن يكونا محفوظين؛ فلعل حميدا: سمعه من موسى عن أبيه، ثم لقي أنسا فحدثه به، أو سمعه من أنس، فثبته فيه ابنه موسى). اهـ
قلت: وهو الصواب، لأن الراوي عن حميد: هو حماد بن سلمة عن حميد عن موسى بن أنس بن مالك عن أنس بن مالك.
وحماد بن سلمة أعلم الناس بحديث: حميد الطويل. ([13])
قلت: وهذا يكون من المزيد في متصل الأسانيد.
وبوب عليه الحافظ البخاري في «صحيحه» (ج6 ص47)؛ باب من حبسه العذر عن الغزو.
قلت: وهذا مثل: من حبسه عذر المرض عن حضور المسجد!.
قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «شرح رياض الصالحين» (ج1 ص36): (فمعنى الحديث: أن الإنسان إذا نوى العمل الصالح، ولكنه حبسه عنه حابس، فإنه يكتب له أجر ما نوى).اهـ
قلت: قد بين r أن من منعه مانع من أداء فرض، أو من مسارعة إلى عبادة، ومن فعل سنة، أن يكون على نيته في فعل ذلك، أجر على ما نواه من فعل الطاعة، وإن لم يفعلها؛ لنيته الخالصة.
قال القاضي عياض / في «إكمال المعلم» (ج6 ص332): (وأن أصول الدين، وعمدة من عمل الطاعات، ومفسر: لقوله تعالى: ]وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين[ [البينة:5]).اهـ
2) وعن جابر بن عبدالله ﭭ قال: (كنا مع النبي r في غزاة، فقال r: إن بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرا، ولا قطعتم واديا، إلا كانوا معكم، حبسهم المرض). وفي رواية: (إلا شركوكم في الأجر). وفي رواية: (حبسهم عنكم المرض).
أخرجه مسلم في «صحيحه» (1911)، وابن ماجه في «سننه» (2765)، وأحمد في «المسند» (14208)، و(14675)، وابن حبان في «صحيحه» (4714)، وأبو عوانة في «المسند الصحيح» (7453)، و(7454)، وعبد بن حميد في «المنتخب من المسند» (1028)، وابن سعد في «الطبقات الكبرى» (ج2 ص168)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج9 ص24)، وسعيد بن منصور في «السنن» (2310)، وأبو يعلى في «المسند» (2291)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج9 ص28) من طرق عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر بن عبدالله t به.
وأخرجه أحمد في «المسند» (14675)، وعبد بن حميد في «المنتخب من المسند» (1057) من طريق ابن لهيعة عن أبي الزبير قال: سمعت جابر بن عبدالله t قال: (بعدما رجعنا من غزوة تبوك، قال r: إن بالمدينة لأقواما ما سرتم مسيرا، ولا قطعتم واديا، إلا كانوا معكم، حبسهم المرض).
وابن لهيعة توبع.
فمعنى الحديث: أن الإنسان إذا نوى العمل الصالح، ولكنه حبسه عنه حابس، لعذر؛ كمرض فيه، أو لخوف مرض يصيبه في جسمه، أو ما أشبهه، فإنه يكتب له أجر ما نوى([14])، والله الموفق.
قلت: وهذا يدل على أن الإنسان إذا هم بفعل العمل الصالح، وأراده، وقصده، لكنه عجز عنه، أو حال دون ذلك حائل أنه يكتب له هذا العمل، كما لو أنه عمله.
وقوله r: (إلا شركوكم في الأجر)؛ هذا يعني: أنهم يستوون معهم في الأجر، والثواب عند الله تعالى، ما دام حبسهم العذر. ([15])
وبوب الإمام النووي في «المنهاج» (ص501)؛ باب: ثواب من حبسه عن الغزو مرض، أو عذر آخر.
قلت: وهذا الحديث يدلك على أن الإنسان يبلغ بنيته ما لا يبلغه بعمله: إن كانت نيته صادقة. ([16])
فقوله r: (وهم معكم حبسهم العذر)؛ يعني: المرض، : (إلا شركوكم في الأجر)؛ يعني: أنهم يودون أن يشاركوكم، وأنهم نيتهم معكم، لكن حبسهم المرض عن فعل العبادة.
قلت: فالإنسان الذي يحبسه المرض عن الصلاة في المسجد، أو الجهاد، أو غير ذلك، فيكون له أجره كاملا، كأنه صلى مع الناس في المسجد، وكأنه جاهد مع الناس بسبب النية الحسنة، والعذر الشرعي. ([17])
قال الحافظ ابن حجر / في «فتح الباري» (ج6 ص47): (المراد: بالعذر ما هو أعم من المرض، وعدم القدرة على السفر). اهـ
وبوب الإمام ابن ماجه في «السنن» (ج4 ص58)؛ باب: من حبسه العذر عن الجهاد.
قلت: وهذا بمثله من حبسه العذر عن الصلاة في المسجد.
قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «شرح رياض الصالحين» (ج1 ص36): (فمعنى الحديث: أن الإنسان إذا نوى العمل الصالح، ولكنه حبسه عنه حابس فإنه يكتب له أجر ما نوى.
* أما إذا كان يعمله في حال عدم العذر؛ أي: لما كان قادرا كان يعمله، ثم عجز عنه فيما بعد؛ فإنه يكتب له أجر العمل كاملا، لأن النبي r قال: «إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا». ([18])
* فالمتمني للخير، الحريص عليه؛ إن كان من عادته أنه كان يعمله، ولكنه حبسه عنه حابس، كتب له أجره كاملا.
فمثلا: إذا كان الإنسان من عادته أن يصلي مع الجماعة في المسجد، ولكنه حبسه حابس؛ كنوم أو مرض، أو ما أشبهه؛ فإنه يكتب له أجر المصلي مع الجماعة تماما من غير نقص.
وكذلك، إذا كان من عادته أن يصلي تطوعا، ولكنه منعه منه مانع، ولم يتمكن منه؛ فإنه يكتب له أجره كاملا، وكذلك إن كان من عادته أن يصوم من كل شهر ثلاثة أيام، ثم عجز عن ذلك، ومنعه مانع، فإنه يكتب له الأجر كاملا.
وغيره من الأمثلة كثيرة). اهـ
وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «التعليق على صحيح مسلم» (ج9 ص398): (هذا مما يدل على أن الإنسان يبلغ بنيته مبلغ العمل، فإذا تخلف عن الجهاد لعذر مرض، أو غيره؛ فإنه يكتب له أجر الغازي في سبيل الله.
ولكن: إذا كان له عذر يمنعه من الغزو ببدنه؛ فهناك غزو آخر بالمال، والمعاونة داخل البلد -مثلا-، فإذا ما يقدر عليه، فإنه يكتب له أجر العامل كاملا، ولهذا قال النبي r: (إلا كانوا معكم)؛ والمعية تقتضي المصاحبة، والمقارنة). اهـ
قال الإمام النووي / في «المنهاج» (ج13 ص61): (وفي هذا الحديث: فضيلة النية في الخير، وأن من نوى الغزو، وغيره من الطاعات؛ فعرض له عذر منعه، حصل له ثواب نيته). اهـ
3) وعن أبي يزيد معن بن يزيد الأخنس t قال: (كان أبي يزيد أخرج دنانير يتصدق بها، فوضعها عند رجل في المسجد، فجئت: فأخذتها، فأتيته بها، فقال: والله ما إياك أردت، فخاصمه إلى رسول الله r، فقال r: لك ما نويت يا يزيد، ولك ما أخذت يا معن).
أخرجه البخاري في «صحيحه» (1422)، وأحمد في «المسند» (ج3 ص470)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج7 ص34) من طريق إسرائيل، حدثنا أبو الجويرية، أن معن بن يزيد t به.
وبوب عليه الإمام البخاري في «صحيحه» (ص230)؛ باب: إذا تصدق على ابنه وهو لا يشعر.
* وحديث معن بن يزيد بن الأخنس t قال: تصدق أبي، وهو: يزيد بن الأخنس t، بدراهم جعلها عند إنسان في المسجد للفقراء.
فجاء معن t، وهو محتاج، فأخذها، فقال له أبوه: ما أردتك، أردت فقراء آخرين، فخاصمه إلى النبي r.
فقال له النبي r: (لك ما أخذت يا معن، ولك ما نويت يا يزيد).
وهذا من فضل النية الصادقة في الأعمال، وأن الأعمال تؤجر عليها بحسب النية، إذا عجزت، أو منعت، إن كانت نيتك صالحة بلغت بك مبلغ العاملين المأجورين. ([19])
قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «شرح رياض الصالحين» (ج1 ص39): (هذا الحديث: في قصة معن بن يزيد، وأبيه ﭭ، أن أباه يزيد أخرج دراهم عند رجل في المسجد ليتصدق بها على الفقراء، فجاء ابنه معن فأخذها، وربما يكون ذلك الرجل الذي وكل فيها لم يعلم أنه ابن يزيد، ويحتمل أنه أعطاه لأنه من المستحقين.
* فبلغ ذلك أباه يزيد، فقال له: «ما إياك أردت»؛ أي ما أردت أن أتصدق بهذه الدراهم عليك، فذهب إلى رسول الله r، فقال النبي r: «لك يا يزيد ما نويت، ولك يا معن ما أخذت».
فقوله عليه الصلاة والسلام: «لك يا يزيد ما نويت»؛ يدل على أن الأعمال بالنيات، وأن الإنسان إذا نوى الخير حصل له، وإن كان يزيد لم ينو أن يأخذ هذه الدراهم ابنه، لكنه أخذها؛ وابنه من المستحقين؛ فصارت له، ولهذا قال النبي r: «لك يا معن ما أخذت».
* ففي هذا الحديث: دليل لما ساقه المؤلف من أجله أن الأعمال بالنيات، وأن الإنسان يكتب له أجر ما نوى؛ وإن وقع الأمر على خلاف ما نوى، وهذه قاعدة).اهـ
قلت: فهذه الأحاديث كلها تبين عظم شأن النية، وأنها تبلغ صاحبها مبلغ العاملين إذا عجز عن العمل، أو منع من العمل في مكان خاص؛ بمثل: «الصلاة» في المساجد ([20])، ولم يستطع القيام بالعمل.
* فالنية تقوم مقام هذا العمل في حصول الأجر بما عجز عنه، أو منع منه، فيؤجر على نيته إن كانت لله تعالى.
فالعاجز عن العمل: نيته تجعله مع العاملين بنيته الطيبة.
* والممنوع من العمل: نيته تجعله مع العاملين في أي: مكان منع منه لضرر متحقق في ذلك المكان؛ بمثل: «المسجد»، منع من مرض حبسه عن الإتيان إليه لتأدية الصلاة في المسجد.
4) وعن عمر بن الخطاب t، قال: قال رسول الله r: (إنما الأعمال بالنية، وإنما لامرئ ما نوى) وفي رواية: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى).
أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج1 ص9 و135)، ومسلم في «صحيحه» (ج3 ص1515)، وأبو داود في «سننه» (ج2 ص651)، والترمذي في «سننه» (ج4 ص179)، والنسائي في «السنن الكبرى» (ج1 ص81 و82)، وفي «المجتبى» (ج1 ص58)، وأحمد في «المسند» (ج1 ص25 و43) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، قال: أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي، أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي، يقول: سمعت عمر بن الخطاب t به.
قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «التعليق على صحيح مسلم» (ج9 ص391): (وهذا الحديث الذي هو: حديث عمر بن الخطاب t، يكون في جميع الأعمال، وجميع الأخلاق؛ فإن الإنسان قد يصل بنيته الصالحة إلى ما لم يصل إليه كثير من الناس). اهـ
قلت: هذا الحديث فيه ثمرة النية، فإن نوى خيرا كتب له، وإن لم يفعله.
5) وعن أنس بن مالك t قال: قال رسول الله r: (من طلب الشهادة صادقا أعطيها، ولو لم تصبه). وفي رواية: (من سأل الله صادقا من قلبه أعطيها، ولو لم تصبه).
أخرجه مسلم في «صحيحه» (1908)، وأبو عوانة في «المسند الصحيح» (ج5 ص83)، والبغوي في «شرح السنة» (ج10 ص368)، وابن أبي عاصم في «الجهاد» (183)، والمخلص في «المخلصيات» (3/ ق146 /ط)، و(ج1 ص300 و301)، وابن عساكر في «معجم الشيوخ» (1080)، وفي «تاريخ دمشق» (ج53 ص332)، وابن المطرز في «فوائده» (121)، والخشاب في «حديثه» (28)، والدارقطني في «الأفراد والغرائب» (ج1 ص163-الأطراف)، وأبو يعلى في «المسند» (ج6 ص106)، والآجري في «الثمانين» (32)، وضياء الدين المقدسي في «المنتقى من مسموعاته بمرو» (ق/39/ط)، وأبو الفضل الزهري في «حديثه» (713)، والسلفي في «المشيخة البغدادية» (6) من طريق حماد بن سلمة، حدثنا ثابت، عن أنس بن مالك t به.
وقال البغوي: هذا حديث صحيح.
وذكره المزي في «تحفة الأشراف» (ج1 ص274)، وابن حجر في «إتحاف المهرة» (ج1 ص477).
قال القاضي عياض / في «إكمال المعلم» (ج6 ص334): (قوله r: «من طلب الشهادة صادقا أعطيها، ولو لم تصبه»؛ وفي رواية: «بلغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه»؛ مما تقدم، معناه: من تبليغ من نوى خيرا، واعتقد فعله أجر ما نواه، وإن عاقه عندنا عنه عائق، تفضلا من الله تعالى، وأجرا على نيته).اهـ
6) وعن سهل بن حنيف t أن النبي r قال: (من سأل الله الشهادة بصدق، بلغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه). وفي رواية: (صادقا من قلبه).
أخرجه مسلم في «صحيحه» (1909)، والترمذي في «سننه» (1653)، والنسائي في «السنن الكبرى» (4355)، وفي «المجتبى» (ج6 ص36)، وابن ماجه في «سننه» (2797)، وأبو عوانة في «المسند الصحيح» (ج5 ص82 و83)، والطبراني في «المعجم الكبير» (5550)، وفي «المعجم الأوسط» (ج3 ص258)، وفي «الدعاء» (2015)، والدارمي في «المسند» (ج2 ص125)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (ج3 ص103)، والحاكم في «المستدرك» (ج2 ص77)، وابن أبي عاصم في «الجهاد» (184)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج9 ص169 و170)، وابن حبان في «صحيحه» (3192)، والكلاباذي في «معاني الأخبار» (ج2 ص805)، والطوسي في «مختصر الأحكام» (ج6 ص264)، ويعقوب بن سفيان في «المعرفة والتاريخ» (ج1 ص338)، وضياء الدين المقدسي في «المنتقى من مسموعاته بمرو» (ق/152/ط) من طرق عن عبد الرحمن بن شريح أبي شريح، أن سهل بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف حدثه عن أبيه، عن جده به.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. ([21])
وقال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن سهل بن حنيف؛ إلا بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: حديث سهل بن حنيف حديث حسن غريب.
وقال الحافظ البغوي في «شرح السنة» (ج10 ص369): «وصح عن سهل بن حنيف t».
وذكره المزي في «تحفة الأشراف» (ج3 ص622)، وابن حجر في «إتحاف المهرة» (ج6 ص91).
قلت: وهذا الحديث يدل على عظم شأن النية في الدين.
قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «التعليق على صحيح مسلم» (ج9 ص396): (فإذا سأل الله عز وجل: أن يمن عليه بالشهادة، لكن بصدق، فإن الله تعالى يبلغه منازل الشهداء). اهـ
وقال الإمام النووي / في «المنهاج» (ج13 ص60): (ومعناهما جميعا: أنه إذا سأل الشهادة بصدق أعطي من ثواب الشهداء، وإن كان على فراشه، وفيه استحباب سؤال: الشهادة، واستحباب نية الخير). اهـ
* ومنه:
قال تعالى: ]لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر[ [النساء: 95].
7) وعن أبي إسحاق؛ أنه سمع البراء t يقول: في هذه الآية: ]لا يستوي القاعدون من المؤمنين[ ]والمجاهدون في سبيل الله[ [النساء: 95] فأمر رسول الله r زيدا، فجاء بكتف فكتبها، فشكا إليه ابن أم مكتوم ضرارته، فنزلت: ]لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر[ [النساء: 95]).
أخرجه البخاري في «صحيحه» (2831)، و(4593)، و(4990)، ومسلم في «صحيحه» (1898)، وابن أبي حاتم في «تفسير القرآن» (ج3 ص1043)، والطبري في «جامع البيان» (ج7 ص366 و368)، ويحيى بن سلام في «تفسير القرآن» (ج1 ص398 و399) من طريق شعبة بن الحجاج، ومسعر؛ كلاهما: عن أبي إسحاق به.
8) وعن ابن عباس ﭭ قال: في قوله تعالى: ]غير أولي الضرر[ [النساء: 95]؛ قال: (أهل العذر).
أثر صحيح
أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسير القرآن» (3952)، والطبري في «جامع البيان» (10251) من طريق أبي صالح حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ﭭ به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (ج2 ص204).
قال القاضي عياض / في «إكمال المعلم» (ج6 ص321): (وفي الآية، والحديث: دليل أن من حبسه عن طاعة: عذر، أو غلبه نوم، أو مرض، فله أجر). اهـ
وقال القاضي عياض / في «إكمال المعلم» (ج6 ص320): (في الآية: دليل على أن الأجور على قدر الأعمال، وأن الذي لا يجاهد ليس له ثواب المجاهد، إلا من منعه: عذر، فله بقدر نيته: كما قال تعالى: ]غير أولي الضرر[ [النساء: 95]).اهـ
قلت: فإذا حبس المرء عن: «صلاة الجماعة» في المسجد لعذر شرعي([22])، فإن الله تعالى يكتب له ثوابها كاملا من غير نقصان، فضلا منه وإحسانا، وإنعاما منه وإكراما.([23])
قال شيخنا الفقيه ابن عثيمين / في «شرح رياض الصالحين» (ج1 ص36): (المتمني للخير، الحريص عليه؛ إن كان من عادته أنه كان يعمله، ولكنه حبسه عنه حابس، كتب له أجره كاملا.
فمثلا: إذا كان الإنسان من عادته أن يصلي مع الجماعة في المسجد، ولكنه حبسه حابس، كنوم أو مرض، أو ما أشبهه فإنه يكتب له أجر المصلي مع الجماعة تماما من غير نقص). اهـ
وقال شيخنا الفقيه ابن عثيمين / في «الشـرح الممتع» (ج4 ص322): (المعذور يكتب له أجر الجماعة كاملا إذا كان من عادته أن يصلي مع الجماعة). اهـ
قلت: فمن كانت عادته أن يصلي جماعة فتعذر، فانفرد بالصلاة في بيته كتب له ثواب الجماعة كاملا، ولله الحمد.([24])
وإليك الدليل:
فعن أنس بن مالك t: أن النبي ه كان في غزاة، فقال: (إن أقواما بالمدينة خلفنا، ما سلكنا شعبا ولا واديا إلا وهم معنا فيه، حبسهم العذر).([25])
وعن جابر بن عبد الله t، قال: كنا مع النبي ه في غزاة، فقال: (إن بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرا، ولا قطعتم واديا، إلا كانوا معكم، حبسهم المرض). وفي رواية: (إلا شركوكم في الأجر).([26])
وعن أبي موسى t قال: قال رسول الله ه: (إذا مرض العبد، أو سافر، كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا). ([27])
قال الفقيه ابن العربي / في «القبس» (ج1 ص292)؛ عن حديث غلبة النوم: «كتب الله له أجر صلاته» ([28]): (وهذا أصل في الشريعة من فضل الله تعالى على الأمة إذا قطع بهم عن العمل قاطع، وقد انعقدت نيتهم عليه؛ فإن الله يكتب لهم ثوابه؛ وفي البخاري عن النبي ه قال: (إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له ما كان يفعله صحيحا مقيما) ... قلنا لهم: لقد تحجرتم واسعا، بل يعطيه الله تعالى الأجر كاملا ... والباري سبحانه وتعالى إنما يثيب العباد على قدر نياتهم لا بمقدار أعمالهم.
فإن العبد يطيع خمسين عاما مثلا: فيعطيه الله تعالى جزاء نعيم الأبد، وذلك على قدر النية، لأن نيته قد استمرت على أنه لو عمر إلى غير غاية لكانت هذه حاله في الطاعة فيقع ثوابه بإزاء نيته). اهـ
قلت: وهؤلاء المتشددة في الدين لم يرحموا المسلمين، ولم يرحموا أنفسهم في هذه الحياة الدنيا، والله المستعان.
فعن جرير بن عبد الله t عن النبي r قال: (من لا يرحم الناس لا يرحمه الله
عز وجل)، وفي رواية: (لا يرحم الله من لا يرحم الناس).([29])
وعن عبد الله بن عمرو ﭭ قال: قال رسول الله r: (الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء).([30])
وعن أبي هريرة t قال: سمعت أبا القاسم الصادق المصدوق r يقول: (لا تنزع الرحمة إلا من شقي).([31])
وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (من لا يرحم لا يرحم).([32])
قال ابن حجر / في «الإمتاع» (ص67):
إن من يرحم من في الأرض قد |
آن أن يرحمه من في السما |
فارحم الخلق جميعا إنما |
يرحم الرحمن فينا الرحما |
قال تعالى: ]إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي[ [يوسف:53].
قلت: فإذا أراد العبد أن يتخلق بخلق الرحمة على الناس، احتاج إلى أن يمكن
له في الصدر الذي هو ساحة القلب، فمن كان أوسع صدرا، كان أوسع رحمة للناس ... فإذا اتسع صدره([33])، وجد كل خلق من الأخلاق الحميدة ناحية في صدره، وتمكنت منه، وسهل على القلب إنفاذ أوامر الله تعالى، ورسوله r... فينشرح الصدر على قدر توسع الرحمة فيه، فمبتدأ الرحمة أن يعمل العبد في توسيع الصدر حتى تصير له الأخلاق الحميدة، فتشرق منه أنوار الكتاب والسنة، فيعيش غنيا بالله تعالى ما عاش، وبالله التوفيق.
ﭑ ﭑ ﭑ
فهرس الموضوعات
الرقم |
الموضوع |
الصفحة |
1) |
المقدمة................................................................................................... |
2 |
2) |
ذكر الدليل على أن المسلمين إذا حبسوا عن الصلاة في المساجد، وصلوها في بيوتهم؛ فحبسهم العذر الشرعي، من انتشار الوباء في بلدانهم، فتخلفوا عن: «صلاة الجماعة»، و«صلاة الجمعة» في المساجد، فقد حصلوا على أجرهم بالكامل عند الله تعالى في الدنيا والآخرة، وإن لم يصلوا في المساجد................................................... |
7 |
([1]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (71)، ومسلم في «صحيحه» (1037)، وابن أبي إياس في «العلم والحلم» (ص104)، وأحمد في «المسند» (ج4 ص94)، ومالك في «الموطأ» (ج2 ص900)، وابن ماجه في «سننه» (220)، وعبد الغني المقدسي في «العلم» (ص51).
أخرجه أبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج6 ص319)، وأبو عمرو ابن منده في «الفوائد» (ص94)، وابن وهب في «العلم» (ج1 ص758-جامع العلم)، وابن أبي حاتم في «تفسير القرآن» (ج10 ص3180)، والرامهرمزي في «المحدث الفاصل» (ص755)، وابن عدي في «الكامل» (ج1 ص38)، والخطيب في «الجامع لأخلاق الراوي» (ج2 ص253)، والجوهري في «مسند الموطأ» (ص88)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (ج1 ص757)، والقاضي عياض في «الإلماع» (ص217).
وإسناده صحيح.
([3]) انظر: «تفسير القرآن» لابن كثير (ج6 ص308)، و«جامع البيان» للطبري (ج5 ص578)، و«فتح القدير» للشوكاني (ج1 ص289).
([4]) فالعبد إذا كان يعمل الخير، ثم منع منه لعذر كتب الله تعالى له أجر ما كان يعمل قبل أن يمنعه العذر.
([10]) أو حبسوا عن أي عبادة في الدين من عذر، فقد وقع الأجر على الله تعالى، وإن لم يفعلوا هذه العبادة.
([11]) كانت: «غزوة تبوك» في السنة التاسعة من الهجرة.
انظر: «الدرر في المغازي والسير» لابن عبدالبر (ص253)، و«عيون الأثر» لابن سيد الناس (ج2 ص215)، و«تاريخ الملوك والأمم» للطبري (ج3 ص100).
([12]) علق البخاري في «صحيحه» (ج6 ص47)؛ هذه الرواية، ثم قال في إثرها: «الأول أصح».
يعني: رواية الجماعة: عن حميد عن أنس بن مالك، دون ذكر: «موسى بن أنس» في إسناده.
([14]) وانظر: «شرح رياض الصالحين» لشيخنا ابن عثيمين (ج1 ص36).
قلت: وهذا يدل على أن المصلي إذا منع من الجماعة في المسجد بعذر شرعي، أنه يكتب له أجر عمله في جماعة.
بل يكتب له لمشيه إلى المسجد، وقعوده فيه، ودعاء دخول المسجد، وخروجه منه، وغير ذلك من الأجور التي يحصلها العبد بسبب عذره.
([17]) وانظر: «التعليق على صحيح مسلم» لشيخنا ابن عثيمين (ج9 ص391 و396 و398)، و«شرح رياض الصالحين» له (ج1 ص36).
([18]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (2996)، في كتاب: «الجهاد والسير»؛ باب: «يكتب للمسافر مثل ما كان يعمل في الإقامة». عن أبي هريرة رضي الله عنه.
([20]) فإذا كان الإنسان من عادته أن يصلي مع الجماعة في المسجد، ولكنه حبسه حابس من مرض، أو غيره، فإنه يكتب له أجر المصلي مع الجماعة تماما من غير نقص.
وانظر: «شرح رياض الصالحين» لشيخنا ابن عثيمين (ج1 ص36 و39).
([21]) وهذا وهم من الحاكم: فإن مسلما قد أخرج الحديث.
ثم إن: «سهل بن أبي أمامة»، لم يخرج له البخاري شيئا، فهو إذا من شرط مسلم وحده.
([22]) فالعبد إذا كان يعمل الخير، ثم منع منه لعذر كتب الله تعالى له أجر ما كان يعمل قبل أن يمنعه العذر.
([28]) حديث ضعيف، ومعناه صحيح.
أخرجه مالك في «الموطأ» (ج1 ص117)، والنسائي في «سننه» (ج3 ص257).
وإسناده منقطع.
([29]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج10 ص348)، ومسلم في «صحيحه» (2319)، وأحمد في «المسند» (ج4 ص358 و361 و365).
أخرجه أبو داود في «سننه» (4941)، والترمذي في «سننه» (1924)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص160)، والحاكم في «المستدرك» (ج4 ص175).
أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (376)، وأبو داود في «سننه» (ج5 ص232)، والترمذي في «سننه» (ج4 ص323) بإسناد حسن.