الرئيسية / الزهر الفريد في أحكام التوحيد (تفريغ) / الجزء (24) الزهر الفريد في أحكام التوحيد: عقوبة من يقع في الشرك (تفريغ)
2025-12-05
الجزء (24) الزهر الفريد في أحكام التوحيد: عقوبة من يقع في الشرك (تفريغ)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
الإلحاد في أسماء الله وصفاته خمسة أقسام:
-إلحاد المشركين.
-والثاني: إلحاد المشبهة.
-الثالث: إلحاد النفاة والمعطلة.
-الإلحاد الرابع: تسمية الله تعالى بما لا يليق بجلاله.
-الإلحاد الخامس: وصفه سبحانه وتعالى بالنقص.
وبينا هذا.
وليحذر المسلم أن يقع في شيء من ذلك، لأن الموعد يوم القيامة.
وبينا الإلحاد من الشرك في أسماء الله وفي صفاته، وبينا تشبيه الخالق بالمخلوق في اسمه ووصفه.
ثانيا: مشاركة الله في تسميته أو في وصفه بما لم يسمي ولم يصف به نفسه.
ثالثا: الملحد يجعل نفسه ندا لله؛ وذلك بأنه يعطي نفسه حقا في تعطيل الاسم والصفة عن الخالق سبحانه وتعالى.
فمجرد ما يتسمى الملحد بشيء من اختصاص الله سبحانه وتعالى فقد أشرك، وإذا ألحد أشرك.
فالآن فرعون وصف نفسه أنه الإله وأنه الرب، فأشرك مع الله سبحانه وتعالى، وهذا هو الإلحاد، ففرعون من أوائل الملحدين، فمن ألحد فقد اتبع فرعون وتشبه بفرعون في الإلحاد، والويل يوم القيامة.
وبينا كذلك جميعا وعد توحيد متلازمة، فمن أشرك في نوع منها فهو مشرك في البقية في توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات، وكذلك شرك الربوبية وشرك الألوهية وشرك الأسماء والصفات، وبينا هذا الأمر.
فمن ادعى الولي أنه يشفيه من المرض فهذا فقد وقع في أنواع الشرك الثلاثة، اعتقاد أنه بيد هذا الولي جلب الشفاء، وأن دعائه له عبادة، وهو لم يدعوه إلا وهو معتقد أنه قريب يسمعه فوقع في الشرك شرك في الربوبية وشرك في الألوهية وشرك في الأسماء والصفات.
فالشرك الأكبر يخرج من الملة، فيكون العبد كافرا يخلد صاحبه في النار، وهو يحبط جميع الأعمال، فتكون الأعمال باطلة، فمهما صلى ومهما صام وحج واعتمر وذكر الله وتصدق.
فهذا العمل يجعله الله سبحانه وتعالى يوم القيامة لهذا المشرك هباء منثورا، وهو يعتقد أنه يتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، مع أنه يدعو الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منه، والله سبحانه وتعالى لا يستجيب لهذا المشرك، فيجعل عمله أو أعماله يوم القيامة هباء منثورا لا تقبل بشيء، حتى لو صلى وصام.
فلذلك يحذر العبد أن يقع في الشرك الأكبر، فيبقى يصلي ويصوم ويحج ويعمل العبادات ويتصدق وبزعمه يدعو، وكل هذه الأعمال باطلة، فيتفاجأ يوم القيامة.
بعد ذلك كذلك الشرك يبيح الدم والمال، فالمشرك هذا في الإسلام يقتل ويسلب ماله، وهو ينافي التوحيد.
فالمشرك ليس بموحد، حتى لو أطلق على نفسه أنه من أهل التوحيد، وأنه من أهل الدعوة، وأنه من أهل العبادة، وأنه سلفي، وأنه من أهل السنة والجماعة، أو أنه من أهل الإسلام، أو أنه مسلم، أو .... إلخ، فهذا الأمر غير مقبول عند الله سبحانه وتعالى.
وأهل الإسلام من أهل السنة والجماعة يقولون له: لست أنت من أهل التوحيد، أنت من أهل الشرك وإن صليت وتعبدت الله سبحانه وتعالى.
بعد ذلك وفي الخاتمة للدراسة في أحكام الشرك نبين أعظم عقوبات أهل الشرك، وبينت لكم إذا أطلقنا أهل الشرك فلا يذهب الناس إلى اليهود والنصارى والمجوس، لا، عندنا ما عندنا من أهل الشرك من الصوفية والرافضة والحزبية والخوارج وغيرهم من أهل الباطل، من أهل الماسونية، من الإخوانية، هؤلاء من أهل الشرك، وهؤلاء لهم عقاب وإن صلوا وصاموا وقالوا نحن المسلمون.
فلذلك العقاب الأول: العذاب والشقاء في الدنيا والآخرة –والعياذ بالله-.
فهذا عقاب الله سبحانه وتعالى، والله سبحانه وتعالى يقول: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا} [طه: 124].
فهذا في الدنيا وفي الآخرة معذب، حتى لو اتبعه الناس من الرعاع والهمج، حتى لو أصبح له مالا ومناصب واختير لهذه المناصب الفانية فاعلم أنه معذب، لكن ما يبدي للناس ولا يبدي لك هذا، لكن فلتعلم أنه معذب.
فعيشة هذا ضنكا –والعياذ بالله- كلها ضيق، وترى شيئا من ذلك فيه، وفي أشياء مكتومة، وفضائح هذا تراها في الدنيا ويراها الناس يوم القيامة.
والله سبحانه وتعالى يقول بعد ذلك: {ونحشره يوم القيامة أعمى}، لا يبصر ولا شيئا من ذلك، ليس له نور ولا شيئا مما يحصله أهل التوحيد في الدنيا وفي الآخرة من العيشة الطيبة في الدنيا والعيشة الطيبة في الآخرة.
كذلك العقاب الثاني: دخول النار –والعياذ بالله-.
هذا عقاب المشركين من أهل الكفر في الخارج وأهل البدع في الداخل، {وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا} [الزمر: 71]، فهؤلاء –والعياذ بالله- يساق بهم إلى نار جهنم، فترى الحسرة والندامة في هؤلاء.
والكل يكفر الآخر ويلعن الآخر –والعياذ بالله-, واعلم أن كل شيء باطل عظمه هؤلاء المبتدعة ويحبونه ويقومون عليه الاحتفالات والأعياد وغير ذلك؛ فاعلم أن يوم القيامة يكفرون بهذه الأمور لابد.
الله سبحانه وتعالى كتب على هؤلاء ذلك ليفضحهم؛ لأن فضائح هؤلاء ترى عيانا للناس، والله سبحانه وتعالى يفضحهم في الدنيا، لكن تراهم لا يقرون ولا يكفرون بهذه الأشياء.
حتى لو قلت له: اكفر، ما يكفر، هو كافر أصلا، ويظهر للناس وظهر للناس لكن ما يقر، يوم القيامة الله سبحانه وتعالى يجعله يقر بهذا الكفر وأن هذا كفر.
فإذا رأيت الآن الرافضة ما يكفرون بمذهبهم الباطل وبأصنامهم وبأوثانهم، بل يشيدون هذه الأوثان وهذه الأصنام في مناطقهم وبلدانهم، ويحبون ذلك ويقومون الأعياد والاجتماعات على هذا الأمر وينفقون الأموال، تقول لهم: اكفروا بهذه الأوثان والأصنام وأن هذا من الشرك، فلا يكفرون، يوم القيامة يكفرون ويلعن بعضهم بعضا، ويكفروا ويكفروا بعضهم بعضا.
الآن ما فائدة هذا؟ أهل السنة قالوا لكم: اكفروا بهذا وأسلموا، لم تسلموا، فبقي هؤلاء على النفاق والشرك، وغير هؤلاء أي شيء يعظم في هذه الحياة الدنيا وهو باطل أصحاب هذا الباطل الذي يعظمونه في الدنيا يكفرون به.
فالأمر خطير جدا.
فلا تأتي أيها المسلم مع أشكال هؤلاء الحزبية الذين يعظمون باطلهم وينفقون الأموال ويدعون إلى أباطيلهم، هذا الباطل سوف يكفرون به يوم القيامة من آراء ومن مذاهب ومن دعوة باطلة ومن علم باطل نشروه، كل هذه الأمور يكفرون بها، ويلعنون الرؤوس -رؤوس الضلالة- فينتبه العبد.
ثالثا: الخلود في عذاب السعير.
ندامة ما بعدها ندامة، والذي يدخل نار الكفار لا يخرج منها –والعياذ بالله- مهما يفعل، مهما يقول، مهما يعتذر، ما في عذر الآن، عذرك الآن في هذه الحياة قبل أن تموت، فإن النار –والعياذ بالله- أمور فيها كثيرة وأماكن مخيفة.
فالذي يدخل مع الكفار أو يدخل مع المنافقين خلاص لا يقول: أنا أصلي وأصوم وأحج .... وإلخ، لا، أنت تشرك بالله وقعت في الشرك الأكبر فأي صلاة هذه تصليها، صلاة على المذهب الرافضي، أو الصلاة على المذهب الإباضي .... وإلخ.
أين صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم؟! أين صفة صوم النبي صلى الله عليه وسلم؟!
عبادة النبي صلى الله عليه وسلم بينها الله سبحانه وتعالى في القرآن وبينها النبي صلى الله عليه وسلم في السنة، لماذا لا تتبع القرآن؟! لماذا تتبع فلان وعلان؟! وتتبع هذا المذهب وهذا المذهب وهذه الآراء وتدافع عنها وتهلك نفسك وتفجر نفسك من أجل الدفاع عن هذا المذهب الباطل.
الآن تدخل نار الكفار أو نار المنافقين تعتذر خلاص ما تخرج أنت –والعياذ بالله- ما يخرج إلا الموحدون من النار الذين أذنبوا وعصوا ووقعوا في الكبائر ولم يشركوا بالله سبحانه وتعالى، هؤلاء ما يكفرون، هؤلاء يدخلون نارهم ومكانهم، ولابد يوما من الأيام يخرجون من نار العصاة؛ كما بين الحافظ ابن القيم في «الوابل الصيب»، وكذلك في كتابه «حادي الأرواح».
فهؤلاء الموحدون يعذبون على قدر ذنوبهم ثم يخرجون شيئا فشيئا على مشيئة الله، ليس يخرجون مرة واحدة، لا، فيعذبون على حسب ذنوبهم.
ولذلك يخرج آخر رجل من هذه الأمة من النار وقد اسود من النار، وهذا يدل على أن ما يخرجوا مرة واحدة أهل التوحيد لا شيئا فشيئا، إلى آخر واحد يخرج.
فمن دخل في نار العصاة يخرج، لكن من دخل نار الكفرة أو نار المنافقين فلا يخرج ومصيبة عليه ما بعدها مصيبة.
فليحذر الناس من هذا الأمر.
فالخلود في عذاب السعير؛ كما قال سبحانه وتعالى: {إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا (64) خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا (65) يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا} [الأحزاب: 64-66].
ما في فائدة الآن، الله سبحانه وتعالى أمركم بطاعته سبحانه وتعالى، وأمر بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم.
الآن تقول: {يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا}، فلماذا لم تطيعوا الرسول صلى الله عليه وسلم في الدنيا؟! أيها الرافضيون تطيعون الخميني! خلي ينفعكم الخميني، تطيعون الرافضة، الزنادقة، ما ينفعونكم الآن، خالدين أنتم الآن، أنتم خالدون في نار جهنم، ما في فائدة في هذا الخميني تلعنونه وتكفرونه ما في فائدة الآن.
والزنادقة كالنمر هذا على قولت السعودية يسمونه القط، القط ولا النمر ما في فائدة، صار قط ولا صار نمر ولا صار فأر، هذا الآن مشرك من المشركين سوف تكفرون به، تدافعون عنه، تخرجون له مظاهرات .... وإلخ.
يوم القيامة تكفرون به وتلعنونه وتقولون: {يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا}، ما في فائدة أنتم تطيعون هذا الفأر؟! ما في فائدة الآن تطيعون الفئران؟! أقول: تطيعون هذا الفأر يا الفئران ما في فائدة الآن أيها الفئران، فلذلك فلينتبه الناس.
وخذ عن الصوفية وعن الإخوانية وعن المرجئة وعن القطبية والسرورية وغير هؤلاء، ماذا أحوالهم يوم القيامة؟!
أحوالهم نفس الرافضة كل واحد يلعن الثاني ويكفر الثاني، وهؤلاء علماء السنة بينوا لهم ونصحوهم {وأصروا واستكبروا استكبارا} [نوح: 7]، ما يريدون الحق، إلا الدخول في الفتن ومعارضة الكتاب والسنة.
فلذلك على الناس أن ينتبهوا.
رابعا: سخط الله سبحانه وتعالى على أهل النار.
هذا من أكبر العقاب –والعياذ بالله-, الله سبحانه وتعالى يسخط على العباد في الدنيا وفي الآخرة، هذا ما يتحمل، الأمر صعب جدا على أهل السخط، فكن من أهل الرضا، وأن الله سبحانه وتعالى يرضي عنك، وأن الله سبحانه وتعالى يرضي عنكم.
ولذلك الصحابة رضي الله عنهم سعوا إلى هذا الرضا، واجتهدوا في الدين إلى أن الله سبحانه وتعالى رضي عنهم، والذي يرضى الله عنه فهو مع الصحابة، ومن قبل مع الرسل والأنبياء والجماعة التي يرضى الله عنها فهي مع الأنبياء والرسل عليهم السلام، ومع الصحابة الكرام، فاقتدي بهؤلاء واترك من يخالف الصحابة رضي الله عنهم.
ولذلك الله سبحانه وتعالى يقول: {وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم} [التوبة: 68].
فالله سبحانه وتعالى وعد هؤلاء نار جهنم، يعني: مهما يطيل الزمان بهم والعمر ويتمتع هؤلاء بهذه الحياة الدنيا بالمآكل والمشارب والفرش والأولاد والأموال وغير ذلك فمأوى هؤلاء نار جهنم، ما فائدة هذه الأشياء؟!
ليس فيها أي فائدة لهم، لأن هؤلاء يغمسون غمسة في نار جهنم ما يرون شيئا مما تمتعوا فيه، فيؤتى بأفضل خلق الله في الدنيا من أهل المتاع من أهل النار ويغمس غمسة واحدة، فيقول: ما رأيت شيئا قط مما تمتعت فيه.
فلذلك هؤلاء اتركوهم وشأنهم وأفعالهم الباطلة، لا تحسدوهم على شيء ما دام مأواهم النار وبئس المصير، فلا يفعل هؤلاء شيئا مع ما عندهم من الأموال، ولا تغتر بهم ولا بأموالهم ولا بمناصبهم ما دام مأوى هؤلاء النار لم يفعل هؤلاء شيئا.
فلذلك لابد النظر في هذه العقوبات –والعياذ بالله- الحرمان من رؤية الرب سبحانه وتعالى، المشرك لا يرى الله سبحانه وتعالى، وهو يتمنى أن يرى الله لكن الله سبحانه وتعالى يحرمه من هذا، وهؤلاء محجوبون عن الرب، ولا يرى الله سبحانه وتعالى إلا المؤمنون، فالله سبحانه وتعالى يقوي المؤمنين للنظر إليه، وهذا أعظم شيء لأهل الإيمان النظر إلى الله سبحانه وتعالى.
فأنت تعبد الله في الدنيا لا تراه، فإذا أنت ترى الله سبحانه وتعالى يوم القيامة، ما هذا اليوم وما أسعد هذا اليوم عند المؤمنين، وما أفرح المؤمنين بهذا اليوم، ترى الله سبحانه وتعالى.
ورؤية الله سبحانه وتعالى في الدنيا لا يستطيع أحد أن يتحملها، يصعق الناس يموتون، الجبال تدك، فالله سبحانه وتعالى نعبده بالغيب رحمة بالخلق، لكن يوم القيامة فالله سبحانه وتعالى يعطي المؤمنين القوة لرؤية وجهه سبحانه وتعالى، {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون} [المطففين: 15].
سادسا: الحرمان من الجنة.
هذا عقاب كبير، الجنة هذه لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فهذه هي الجنة، {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار} [المائدة: 72]، فالمشرك الله سبحانه وتعالى حرم عليه الجنة ومأواه النار –والعياذ بالله-.
فلذلك لا تأتي يوم القيامة وأنت ظالم لنفسك وظالم لغيرك؛ فإن الأمر خطير، للمشرك الصغار والذل في الدنيا وفي الآخرة، سواء في منصب أو في مال عنده أو جاه أو .... إلخ فهو في ذل، الله سبحانه وتعالى يعذبه بهذا المال.
فلذلك لابد على الناس أن ينتبهوا لهذا الأمر.
هذه العقوبات التي يقع فيها المشرك، فليحذر العبد أن يقع في هذه العقوبات، وأن الله سبحانه وتعالى يعاقبه.
وهذا في الحقيقة باختصار تكلمنا عن الشرك.
وانتهينا من الكتاب.
الأسئلة:
السؤال: غير مسموع.
الجواب: بينا هذا بالنسبة لأولاد المشركين هل يدخلون النار؟ يعني: الصحيح بينا أن أولاد المشركين يدخلون الجنة، كما أولاد المسلمين الصغار الذي يموتون وهم صغار قبل البلوغ يدخلون الجنة، فأولاد المشركين ما دون البلوغ يدخلون الجنة.
ونبين أمر آخر ولا يقال أن أولاد المشركين وأولاد المسلمين الذين ماتوا في الصغر ولدان في الجنة، لا، ليسوا ولدان هؤلاء، الولدان مخلوقين وموجودين الآن في الجنة، وهم شبيه باللؤلؤ ومخلوقون وموجودون في الجنة الآن، فكيف هؤلاء الولدان من المشركين والمسلمين إذا ماتوا يكونون ولدان؟ يعني: خدم.
فلذلك أولاد المسلمين وأولاد المشركين الذي يموتون دون البلوغ، يعني: صغار يدخلون الجنة ولا يكونوا هؤلاء ولدان، فالاعتقاد هذا خطأ.
وبين هذا شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من العلماء لا يكون هؤلاء ولدان، هؤلاء في الجنة.
السؤال: نصيحة لمن يتكبر بعلمه؟
الجواب: هذا لعل تسمعونه إن شاء الله في يوم الخميس في البر بعد عندنا التوفيق هذا الخميس، بعد التوفيق سوف نتكلم عن العجب والكبر.
والكتاب موجود في هذا «تبصرة أولي الألباب في التحذير من الإعجاب»، وإن شاء الله نتكلم عنه لأن الكلام طويل في هذا، ونتفرع فيه جيدا، لأن هذا العجب من أخطر الأمور وهو البريد إلى الشرك والوقوع في الكفر.
وما وقع ما وقع لليهود والنصارى والفراعنة من قبلهم والأمم السابقة الذين كفروا بالرسل، والمبتدعة عندنا هنا وفي كل العالم إلا بسبب العجب، العجب والتكبر على الحق، فوصلوا إلى هذا الأمر.
وسيأتي كيف العبد بسبب علمه يقع في العجب، كيف يقع هذا؟ وإلا نعلم أن العلماء كلما تعلموا تواضعوا، كيف هذا وقع؟ يأتي الكلام على هذا.
فالأصل في هذا التواضع، يسكن في التواضع دائما وأبدا إلى أن يموت، فهذا يذهب العجب، فإذا لم يتواضع فيقع بسبب علمه في العجب.
فلذلك انظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم كان متواضعا، انظر إلى الصحابة كانوا متواضعين، انظر إلى أهل العلم قديما وحديثا كانوا متواضعين، وبعض من وقع في العجب بسبب علمه لأنه لم يتواضع.
ولعل نتكلم عن هذا في الدروس التي إن شاء الله تأتي في يوم الخميس.
السؤال: هذا بالنسبة للافتخار بالبلدان؟
الجواب: فهذا إذا أطلق هكذا كما شأن العوام والذين يتعصبون لبلدانهم، فهذا بلا شك من الافتخار ومن العجب ومن التعصب ومن الجاهلية كما بينا هذا كثيرا، فلا يجوز لأحد أن يقول: أنا من بلدي فلان وعلان .... وإلخ من أجل الدنيا، فهذا هو الفخر الذي سوف نتكلم فيه في دروس يوم الخميس.
أما الشخص يقول: أنا من بلدي فلان من أجل الدين ولله سبحانه وتعالى لكي الناس يأخذون منه العلم، يقول: أنا من بلد فلان عندنا التوحيد وننشر التوحيد وعندنا كذا، نطلب زيارتكم .... وإلخ، فهذا لا بأس لأن مرادك الدين، مرادك أن تنشر التوحيد.
ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أنا ابن عبد المطلب»، فلا بأس بذلك لمعرفته ولقوته والوقوف ضد هؤلاء الكفرة في غزوة حنين وصد هؤلاء ونشر الدين، فلا بأس أن يقال من أجل الدين.
لكن نرى أكثر الناس يتعصبون لبلدانهم، فإن هذا من شأن أهل الجاهلية، فليحذر العبد يترفع على الناس أن من بلد كذا، هذا ما يجوز.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.