الرئيسية / الزهر الفريد في أحكام التوحيد (تفريغ) / الجزء (22) الزهر الفريد في أحكام التوحيد: الإلحاد في أسماء الله وصفاته (تفريغ)
2025-12-05
الجزء (22) الزهر الفريد في أحكام التوحيد: الإلحاد في أسماء الله وصفاته (تفريغ)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وتكلمنا في الدرس الذي سلف عن شرك الأسماء والصفات، وبينا ذلك جملة وتفصيلا.
وفي هذا الدرس نتكلم عن الإلحاد في أسماء الله سبحانه وتعالى وفي صفاته.
وبينا أن معنى الإلحاد في اللغة: الميل عن القصد.
الإلحاد في لغة العرب: الميل عن القصد.
ولا يخفى عليكم في الذي يلحد في دين الله سبحانه وتعالى، فهذا مال عن دين الله سبحانه وتعالى إلى ميلانه إلى الباطل والمخالفات.
ومعنى الإلحاد في أسماء الله سبحانه وتعالى وفي صفاته: هو العدول بها وبحقائقها ومعانيها عن الحق الثابت بها في الكتاب والسنة والآثار.
فالذي يلحد في الأسماء والصفات هذا عدل عنها، ولم يعرف حقيقة الأسماء والصفات، ولم يعرف معنى الأسماء والصفات الثابتة في الكتاب والسنة والآثار. فإذا عدل العبد عن دين الله سبحانه وتعالى لابد أن يقع في الباطل، لأنه لم يصب الحق، فإذا لم يصب الحق فلابد أن يعدل من الحق إلى الباطل ولابد. وسنن الله سبحانه وتعالى لا تتبدل، هي هي.
ولذلك الله سبحانه وتعالى يقول: {فماذا بعد الحق إلا الضلال} [يونس: 32]، فلذلك على العبد أن يحرص أشد الحرص على إصابة الحق، ولا يكون بالظن، ولا يكون بالشك، ولا يكون بالتساهل، لا، لابد يتيقن أنه على الحق فعلا، وأصاب الحق فعلا؛ لأن المسألة خطيرة جدا، والمسألة جنة أو نار.
فلا يأتي يوم القيامة هذا العبد ويقول: أنا ظننت أنني على الحق، وأنا حرصت على هذا الأمر، وظننت أنني أصبت الحق؛ فهذا غير نافع له يوم القيامة. فلابد أن يصيب الحق.
ولذلك سوف يأتي أناس كثر يوم القيامة من أهل الكفر وأهل البدع ويقولون مثل هذا الكلام، ويطلبون بعد ذلك بالرجوع إلى الدنيا يعملون صالحا، وهذا يدل أنهم فرطوا، وهذا يدل أنهم جهلوا، وهذا يدل أنهم لم يعلموا الحق الذي يظنون أنهم عليه؛ لأن أهل الكفر في الخارج من اليهود والنصارى يظنون أنهم على الحق، وأنهم يدخلون الجنة، وهذه أقوالهم موجودة في كتبهم كذلك، حتى هذه المحرفة، وكذلك في القرآن بين الله سبحانه وتعالى عنهم.
وإلى الآن يظنون اليهود والنصارى وغيرهم أنهم سوف يدخلون الجنة، فهذه ظنون، فهؤلاء يظنون، وهذا الظن ما يغني من الحق شيئا، ما في فائدة تأتي يوم القيامة تقول كذا وكذا.
فهؤلاء على باطل، وهؤلاء على كفر وعلى شرك في الربوبية وفي الألوهية وفي الأسماء والصفات. فهؤلاء بلا شك في خطر عظيم، لكن ما في فائدة من هذا الكلام أنني على الحق وأنا لم أصب الحق، وأنا على باطل.
كذلك أهل البدع، هذا حدث ولا حرج، تسمعونهم فوق المنابر، في الوعظ، في القنوات، في الدروس العلمية، تسمعون أهل البدع، نحن المتمسكون بالكتاب والسنة -على الناس- أن يتمسكوا بالكتاب والسنة، ويظنون أنهم سوف يدخلون الجنة وإلى آخره، ثم عند العمل لا يعمل بالكتاب ولا بالسنة، ولا يدري ما الكتاب ولا السنة. فهؤلاء يظنون، وإلا النبي صلى الله عليه وسلم حكم على هذه الفرق وهذه الجماعات في النار لماذا؟
لمخالفتهم الكتاب والسنة ولأنهم على باطل فدخلوا النار لأنهم على باطل. وهؤلاء كذلك سوف يأتون يوم القيامة ويقولون: ظننا، وهذا أضلنا عن السبيل وهؤلاء أضلونا كذلك عن السبيل وهكذا، ما فائدة هذا الكلام الآن؟
فالله سبحانه وتعالى أخبر الناس، لابد أن يتيقنوا أنهم على الحق، وأنهم على هدى، وأرسل لهم النبي صلى الله عليه وسلم، فلابد أن يتأسوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ويقتدوا بالنبي صلى الله عليه وسلم، ويتركون الأهواء والبدع والإلحاد في هذا الدين.
وبينت لكم كثيرا ليس فقط الملحدين هم الشيوعيون المعروفون لدى الناس، لا، أي واحد منحرف فهو ملحد، والإلحاد بينت لكم كل واحد بحسبه وكل جماعة بحسبها. كلما ابتعدت عن الدين هذه الجماعة زاد فيها الإلحاد، حتى يصل بهم الأمر إلى الإلحاد في توحيد الربوبية، فيتصفون بصفات الرب سبحانه وتعالى، يبتعدون عن توحيد الألوهية، توحيد الأسماء والصفات، إلى أن يقعوا في توحيد الربوبية.
وهؤلاء الرافضة يدعون أنهم يخلقون -أئمتهم- يدعون أنهم يخلقون، وأنهم يستجيبون الدعاء، ويشفون، ويتصرفون في الكون، ويعلمون الغيب. هذا إلحاد شديد وكفر.
وهؤلاء كذلك الصوفية، وهم كثر في العالم الإسلامي، لهم مساجد كثيرة، يدعون علم الغيب كما بينا في الدرس الذي سلف، هذا إلحاد شديد، كفر، الذي يدعي علم الغيب، وأنه يحصل على الأمور الضائعة، وأنه يخلق ويشفي وإلى آخره كما بينا، لأن هؤلاء منهم سحرة ومنهم منجمين ومنهم رمالين وإلى آخره كما بينا. هؤلاء يدعون الغيب، والله سبحانه وتعالى هو وحده يعلم الغيب، فهذا إلحاد شديد.
وغير ذلك من الفرق الضالة، انظر إلى الصوفية "الكهربائية" كيف يفعلون في الناس وكيف يفعل فيهم من الجن، شياطين الإنس والجن. فلذلك هذا كله إلحاد، هؤلاء يدعون الغيب، هؤلاء ملحدون، هؤلاء ابتعدوا عن الدين وقعوا في الإلحاد. وخذ بس من هذه الفرق والأسماء الباطلة.
فلذلك هذا الأمر خطير جدا، فإياك والإلحاد. كيف العبد هذا لا يلحد ولا يقع في الإلحاد لا الصغير ولا الكبير؟
عليه بتعلم التوحيد هذا، ويتقن التوحيد جملة وتفصيلا، ويقرأ في كتب التوحيد. وبينا يعني بعض الكتب في هذا الأمر، ككتاب الشيخ محمد عبد الوهاب «كتاب التوحيد»، كتب الشيخ ابن باز في التوحيد موجودة، كتب شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين «شرح كتاب التوحيد القول المفيد»، والأسماء والصفات في شرح الواسطية، كذلك الشيخ الفوزان في «عقيدة التوحيد»، هذه كتب في الأشياء هذه كذلك. كتب في «السنة» للآجري، للالكائي، لابن بطة، وغير ذلك من أهل العلم. فلابد من قراءة هذه الكتب والتعلم منها هذه الأمور، لأن هذه الكتب كلها رد على هؤلاء المبطلين، المائلين عن الحق، الملحدين في توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات.
فلذلك هذا الأمر لابد، العبد لابد أن يتعلم حقائق الأسماء والصفات، ويعرف معنى الأسماء والصفات الصحيحة، لأن حتى في كتب التفسير، وهناك كتب تتكلم عن الأسماء ومعنى الأسماء -أسماء الله سبحانه وتعالى- لكن يعرفون الأسماء غلط، وكذلك من أحاديث ضعيفة، ويحرفون الصفات في هذه الكتب. فلا يجري هؤلاء الصفات على حقيقتها وعلى ظاهرها، فلذلك المعتمد في هذا على كتب أهل الحديث.
وأقسام الإلحاد في أسماء الله وصفاته خمسة أقسام:
إلحاد المشركين، وإلحاد المشبهة، وإلحاد النفاة المعطلة، وتسمية الله تعالى بما لا يليق بجلاله، وصفه سبحانه وتعالى بالنقص.
هؤلاء كلهم ملحدون، من أهل الكفر في الخارج وأهل البدع في الداخل الذين يتسمون بالإسلام، هؤلاء وقعوا كذلك.
فعندنا أولا: إلحاد المشركين.
والعجيب أن إذا أطلق المدرس كلمة «مشركين»، فالسامعين أين يذهبوا؟ على طول إلى اليهود والنصارى والمجوس، كأن في الداخل البلدان الإسلامية ما في مشركين! لأنهم جهلوا هذا الأمر.
وبينا في توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية عن المشركين، من أهل الكفر في الخارج والمشركين من أهل البدع في الداخل، والكل بحسبه بينا. منهم من يدعي أنه مسلم وهو مشرك كافر، كالرافضة والصوفية والجهمية والقدرية والخوارج، وإن صلوا وصاموا وحجوا وقالوا: نحن مسلمون.
والنبي صلى الله عليه وسلم بين عن صفات المنافق، حتى النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «وإن صلى وصام وقال أنا مسلم فهو منافق»، وبين صفته منها الكذب، والتخلف في الوعد.
فلذلك فهذه الصفات السيئة -والعياذ بالله- الكل يقع فيها وتتصف به بحسبه، بحسب قربه للإسلام وبعده من الإسلام، قربه من السنة وبعده من السنة، وهكذا، قربه من منهج السلف وبعده من منهج السلف. منهم من يكون عاصيا ومنهم من يكون كافرا، حتى لو صلى وصام وقال: أنا مسلم؛ لأن الإسلام هو الاستسلام لله سبحانه وتعالى جملة وتفصيلا، ما يستسلم في شيء ويترك شيء، لا، لابد أن يستسلم لله سبحانه وتعالى مطلقا في كل شيء، على ما في القرآن الكريم وعلى ما في السنة النبوية وآثار الصحابة، هذا هو الأصل.
فلذلك إلحاد المشركين في الخارج والداخل، الذين سموا آلهتهم بأسماء الله سبحانه وتعالى، كفعل مشركي قريش، عندما اشتقوا اسم اللات من الإله، والعزى من العزيز. فلذلك هؤلاء هم المشركون في الخارج، كاليهود الآن والنصارى والمجوس، مثل مشركي قريش.
فلا يكون الشرك فقط في قريش، الشرك في أشكال هؤلاء إلى قيام الساعة. فاللات من الإله بزعمهم، والعزى من العزيز، هذا شرك بالله سبحانه وتعالى، وجعلوا لهم أصناما تعبد من دون الله سبحانه وتعالى. ولذلك الله سبحانه وتعالى يقول: {أفرأيتم اللات والعزى} [النجم: 19].
ولا يخفى عليكم شرك اليهود والنصارى والمجوس وغير هؤلاء. كذلك إذا أتينا الآن إلى الذين في الداخل، هؤلاء المشركون من الرافضة والصوفية والخوارج والجهمية وغيرهم، هؤلاء مشركون. هؤلاء جعلوا لهم قبورا آلهة تعبد من دون الله سبحانه وتعالى، سواء الرافضة أو الصوفية.
كذلك هؤلاء الخوارج جعلوا الهوى إله يعبد من دون الله، ويعبدون كذلك رؤوسهم ويطيعونهم في كل شيء، في البدع في الكفر في غير ذلك. يأمرون أتباعهم أن هؤلاء المسلمين كلهم كفار، فيكفرون المسلمين، وهم الكفار وهذا كفر أكبر، ولا يتعدى هؤلاء إلا على المسلمين، إلا في أفراد من الكفرة يتعدون لكن يقصدون هم بلدان المسلمين، ويعتقدون هذا الاعتقاد الفاسد أن هؤلاء كفار، فيقتلون الرجال والنساء والأطفال وغير ذلك ويقول: فتحنا كذا وفتحنا... والمفروض بزعمهم أن يقاتلون اليهود والنصارى والمجوس وغيرهم، لكن لا هذا أصحابهم، هؤلاء أصحابهم أصلا.
النصارى واليهود يمدون الخوارج، كالداعشيين وغيرهم، يمدونهم ويعطونهم. لكن هؤلاء الخوارج إذا تعدوا على واحد من اليهود أو النصارى أو بعض النصارى، النصارى يقومون تعصبا وإلا هم يحبون هؤلاء الخوارج.
ولذلك قعدة الخوارج كلهم عند اليهود والنصارى، قائمون عندهم قنوات يحاربون المسلمين، ويمدون هؤلاء الخوارج بالأموال وبكل شيء، وهذا ظاهر، من هذا السفيه الذي يسمى بالفقيه، والمسعري، ومحمد سرور وغير هؤلاء. فلذلك هؤلاء اليهود والنصارى لا يتعدون على الخوارج إلا إذا قتلوا منهم أحدا، وإلا لا، ترى هم أصحاب.
ولذلك لم يشترك اليهود والنصارى مع المشركين والمجوس في يوم الأحزاب، في غزوة الخندق، هؤلاء لا يجتمعون في شيء، هم يتحاربون أيام الجاهلية، اليهود مع النصارى والنصارى مع اليهود، والنصارى مع كفار قريش ومع المجوس وإلى آخره، يتصارعون يتقاتلون، لكن ما اجتمعوا إلا على النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة يوم الأحزاب.
وكذلك هكذا، اليهود والنصارى والخوارج والمجوس والرافضة والإباضية وغير هذه كلهم ربع، كلهم أصحاب، على الإسلام والمسلمين ما في، الكل يحب الآخر. يتعاونون هؤلاء كلهم على الإسلام والمسلمين.
فلذلك هؤلاء كلهم مشركون، وانظر إلى الإباضية كيف يعبدون القبور ويعبدون الأشخاص، ويشركون في الأسماء والصفات، ويقولون عن القرآن مخلوق، هذا هو الشرك، والشرك الأكبر هذا. هذا إلحاد في ماذا؟ في أسماء الله سبحانه وتعالى وفي صفاته. وهؤلاء كذلك يلحدون في توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات.
فلذلك هذا الأمر يعني موجود في الكتاب والسنة على ما بينا في الدروس التي سلفت. فإذا قلنا: «مشركين» فلا تذهب العقول إلى الكفرة فقط في الخارج، لا، فعندنا أعداء في الداخل، وهؤلاء أعداء الإسلام والمسلمين ما في شيء ثاني. لو هؤلاء الناس تعاونوا مع الرافضة لسكت الرافضة عنهم، ولو المسلمون هؤلاء تعاونوا مع الإباضية أو تعاونوا مع الرافضة لسكتوا عنهم، تعاونوا مع المجوس سكتوا عنهم، مع اليهود مع النصارى سكتوا عنهم، لكن يعلمون أن المسلمين يحاربونهم، وضد دياناتهم هذه، فلذلك يعادون الإسلام والمسلمين بناء على هذا. هم يريدون أن يشركوا بالله سبحانه وتعالى ويتدينون على أهوائهم.
فهذا القسم الأول: إلحاد المشركين في الخارج والداخل.
إلحاد المشبهة: الذين يشبهون صفات الله سبحانه وتعالى بصفات المخلوقين، وأولئك سووا المخلوق بالخالق رب العالمين. فيقولون: وجه الله مثل وجه المخلوق، يد الله مثل يد المخلوق، صفات الله كلها، العين والقدم وغير ذلك من الصفات هي بنفس الصفات التي في المخلوق -والعياذ بالله-. هذا إلحاد في الصفات، وهذا كفر بلا شك، {ليس كمثله شيء} [الشورى: 11]، ليس كمثل الله سبحانه وتعالى في أسمائه وفي صفاته وفي ذاته وغير ذلك، ليس له مثيل ولا شبيه، فهؤلاء ملحدون في أسماء الله سبحانه وتعالى وفي صفاته.
كيف يقول عاقل أن وجه الله كوجه المخلوق؟ وهو لم ير وجه الله! والله سبحانه وتعالى بين في القرآن: {ليس كمثله شيء}، والنبي صلى الله عليه وسلم كذلك، والله سبحانه وتعالى محجوب عن الناس، كيف هؤلاء الممثلة يدعون هذا الأمر المنكر؟
ولذلك إلحاد المشبهة هؤلاء هم المشبهة والممثلة، الذين يمثلون في صفات الله سبحانه وتعالى ويجعلونها مثل صفات المخلوق.
ولو رأيت الصفات في المخلوقين متباينة، غير مماثلة ولا مشابهة، فكيف بالنسبة للخالق؟ فصفات الله سبحانه وتعالى تشتبه فقط في الاسم، أما في الحقيقة ليست صفات الله سبحانه وتعالى كصفات المخلوق. إذا كان بين المخلوقين تختلف الصفات، فمن باب أولى بين الخالق والمخلوق.
فأنتم تروا هذا الرجل يختلف عن هذا الرجل، وهذا الرجل يختلف عن هذا الرجل، وهكذا في صفاته، حتى في الاسم. فلذلك هذا إلحاد المشبهة الممثلة، وهؤلاء كفرة. والله سبحانه وتعالى يقول: {ليس كمثله شيء}، وهؤلاء يقولون: لا، مثل المخلوق! ما يصير.
إلحاد النفاة والمعطلة: من الجهمية والقدرية والإباضية والأشعرية والصوفية وغيرهم من المعطلة. وهم على قسمين:
قسم: أثبتوا ألفاظ أسماء الله تعالى ونفوا ما تتضمنه من صفات الكمال، فقالوا: رحمن رحيم بلا رحمة! كيف يكون ذلك؟ الله سبحانه وتعالى متصف بالرحمة وهو رحيم وهو رحمن. فالله سبحانه وتعالى رحمن ورحيم يعني يرحم عباده، فكيف يكون بلا رحمة؟
وعليم بلا علم! كيف يكون ذلك؟ فالله سبحانه وتعالى عليم، والله سبحانه وتعالى يعلم كل شيء. سميع بلا سمع! كيف يكون؟ الله سميع ما يسمع؟ كيف يكون ذلك؟ فالله سبحانه وتعالى رحيم وعليم وسميع ويرى كما بينا في الدروس التي سلفت.
فأي صفة ثبتت في القرآن فنثبتها على ظاهرها، لا نعطل ولا نمثل ولا نشبه، وكذلك الصفات التي ثبتت في السنة نثبتها، ولا نحرفها ولا نلحد بها، ونجعلها على حقيقتها، هذا هو القول الصحيح.
وقسم: نفوا الأسماء ومعانيها بالكلية، ووصفوه بالعديم أو بالعدم، الذي لا اسم له ولا صفة. كالجهمية والملاحدة والفلاسفة والقدرية والإباضية الذي يدعون الإسلام الآن في هذا الزمان، وعاندوا وأصروا وأظهروا بدعة خلق القرآن، وأن القرآن عندهم مخلوق، وأن الله سبحانه وتعالى لا يتكلم. فهؤلاء هم الإباضية والجهمية وغيرهم. وجعلوا فوق العرش شيء عدم، -والعياذ بالله-. فهذا مرادهم هم إنكار وجود الله سبحانه وتعالى، لأن هؤلاء المبتدعة تتجارى بهم الأهواء، شيئا فشيئا.
أولا: يقولون: ليس لله مثلا يد ووجه، وبعد ذلك لا ذات، وبعد ذلك كذا، وبعد ذلك كذا، وبعد ذلك إن القرآن مخلوق يعني الله ما يتكلم، وبعد ذلك يقولون: الله سبحانه وتعالى لا فوق العرش ولا خارج العالم ولا داخل العالم ولا غير ذلك.
ومنهم من يقول: أن الله سبحانه وتعالى في كل مكان، يعني على وجه الأرض، وهكذا. فهؤلاء ملاحدة معطلة، هؤلاء هم النفاة المعطلة.
وهؤلاء كذلك كفرة كما بينا، من الجهمية والقدرية والإباضية والأشعرية. وهؤلاء النفاة المعطلة هم الآن في أكثر الجامعات في العالم الإسلامي قائمين على التدريس، يدرسون العقيدة للناس. وماذا يتخرج الرجال والنساء والبنات والأبناء في هذه الجامعات؟
ملاحدة، جهمية، قدرية، إباضية، أشعرية. ماذا يتخرجون؟ ويأتون بعد ذلك إلى بلدانهم، أشعري، جهمي، يقول بخلق القرآن، يمثل، يعطل صفات الله سبحانه وتعالى، وعلى أن هذا حق!
ويدرسون الأبناء والبنات هذه العقائد الفاسدة فيفسدونهم. ويلبس لك طربوشه ويدعي أنه شيخ، ويلبس لباس ليس عليه لباس المسلمين، هو والقسيس واحد، انظر إلى القسيس وانظر إلى هذا الصوفي هذا، طربوشه وأموره، نفس الشيء.
وانظر إلى الرافضي مع هذا الحذاء كأنه حذاء بن نواس، وهذا بزعمهم أن هذا الحذاء لا يلبسه إلا الشيخ السيد، هذا سيد!، هذا ولا فراش ولا شيء، أعلى رتبة، هذه ترى عندهم تعظيم هذا الحذاء هذا، ما في إلا هو يلبسونه هذا خاص. فلذلك هؤلاء ملاحدة.
أنت وقف رافضي من شيوخهم ووقف يهودي، انظر ما في فرق، قل يلا راوني أبو فوزي اليهودي والرافضي، يتدوده ابو فوزي ما بيعرف يفرق، نفس الشيء، نفس هذه الكوري والياباني في الصورة في الجواز، تبدل أي صورة نفس الشيء يمشي، أي مكان يطوف أي مطار. هؤلاء كذلك نفس الشيء نفس الأمور. ما تفرق بين هؤلاء المعطلة والممثلة وبين اليهود والنصارى، مع هذه الألبسة هذه، لا بعد يلبسون الآن يعني البنات والأبناء هذه الملابس مال الكنائس، يقول لك: هذه طالبة علم وهي طالب علم، كيف هذه؟
هذه ليست ألبسة المسلمين، المسلمين لهم لباس معين، معروف في البلد على عرف البلد، لا أحد يغير ولا يبدل. أنتم تقولون عن الثوب القصير كذا وكذا وعلى عرف البلد، زين طيب كيف تلبسون لباس الكنائس ولباس الرافضة والصوفية وغير ذلك تلبسون لنا؟ هذا كذلك ليس على عرف البلد، بس الثوب القصير ليس على عرف البلد مثلا؟
هذا على الدين، لكن أنتم لم تفهموا هذا الأمر، ولم تفهموا السنة، فتركتم اللباس الإسلامي وأخذتم بلباس هؤلاء اليهود والنصارى وغير ذلك. وهذه هي المسألة، والمسألة أنكم لم تدرسوا التوحيد أصلا، لم تدرسوا الاعتقاد الصحيح، فوقعتم في هذه الأمور.
فلذلك هؤلاء بعد ذلك يأتون إلى بلدان المسلمين ويحاربون الاعتقاد الصحيح، ويسمون المسلمين بالوهابية، كيف يكون ذلك؟
فهذا إن دل أن هذا تعلم في الجامعة أو الجامعات وأتى البلد منحرف، ملحد في أسماء الله سبحانه وتعالى وفي صفاته، ويدعو إلى هذا الاعتقاد الفاسد بقوة، حتى يصل إلى يكفر أهل السنة، ويبدع أهل السنة، وهو الكافر وهو المبتدع.
فلذلك هؤلاء هم النفاة المعطلة. ولذلك إذا أتينا إلى هؤلاء المعطلة الإباضية الذين يقولون بخلق القرآن وأن الله سبحانه وتعالى لا يتكلم، يعني ماذا يفعل هؤلاء بقول الله سبحانه وتعالى: {وكلم الله موسى تكليما} [النساء: 164]؟ كيف ماذا يفعلون؟ {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه} [الأعراف: 143]، ماذا يفعلون؟
كلمه ربه، وكلم موسى تكليما. لا، المعتزلة المجرمون يقولون: إن الله جرحه! لأن الكلم التجريح، كيف تقول هذا الكلام؟ أن الله سبحانه وتعالى يجرح موسى؟ فلذلك كيف يقول هذا الكلام عاقل ويدعي أنه مفسر وأنه عالم؟ كيف ذلك؟
فالتكليم هنا مبالغة، فليست تجريح. ولذلك يستدلك بالسنة على أن هذا تجريح، ويستدل على تكليم المجاهد في القتال في الجهاد، كيف يكون هذا؟ وهل هذا تفسير؟ هذا تحريف للقرآن والسنة. التكليم هنا بمعنى: الكلام، أن الله سبحانه وتعالى كلم موسى بصوت وحرف، كيف يكون ذلك؟ هذا عقيدة أهل السنة.
فهؤلاء هم الملاحدة، هذا موجود هذا الكلام في تفاسير المعتزلة والجهمية، وهي تدرس الآن وللأسف في الجامعات التي تسمى بالإسلامية والمعاهد الدينية، تدرس هذه العقائد الفاسدة للمسلمين، يخربون اليهال، يخربون أبناء المسلمين وفطرتهم، يلوثون فطرة اليهال والصغار.
فلذلك لابد من تدريس الآن البنات والأبناء الصغار هؤلاء في مراكز أهل السنة والجماعة، لكي يدرس هذا الشيء الفاسد يأتي المركز وينظف، وهكذا، مثل الثوب كلما اتسخ غسل إلى أن يبقى ناصع، وهكذا.
فلذلك هؤلاء هم الملاحدة، فالله سبحانه وتعالى يتكلم بحرف وصوت حقيقي، لكن كلام الله سبحانه وتعالى يليق بجلاله، لا يشبه كلام المخلوقين ولا أصوات المخلوقين. فهذا هو اعتقاد أهل السنة والجماعة.
ولعل إن شاء الله نكمل الدرس القادم غير القسم الرابع والخامس. نأتي إلى اليهود والنصارى، لابد أن نعطيهم حقهم. {وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم} [المائدة: 64]، بنأتي إن شاء الله لهم الدرس القادم.
الأسئلة:
السؤال: هذه بالنسبة عن الأخت إذا رضعت -يعني مع إخوة أو أخوات- من أم، فهي تسأل عن تحرم على من؟
الجواب: أي مثلا إذا الأخت هذه أو المرأة هذه رضعت مع إخوة وأخوات، فهذه الأخوات أخواتها من الرضاعة، والإخوان إخوانها من الرضاعة، فهي الآن حرام على الإخوان، وكذلك بالنسبة للخال والأب كذلك، فهي تحرم على هؤلاء.
السؤال: وهل ثبت أن الميت يعذب ببكاء أهله؟
الجواب: نعم، لكن بين أهل العلم بالنسبة عن أن الميت هذا يعذب ببكاء أهله إذا -يعني أهله هؤلاء- كان قد أوصاهم، أوصاهم بالبدع والخرافات التي يفعلها الناس إذا مات أحد، من إقامة المآتم والنوح وقراءة القرآن وإلى آخره، وأشياء كثيرة لا تخفى عليكم. فهنا بلا شك هؤلاء يعني لا يعرفون الدين وحقيقة هذا الأمر، فيبكون، وفي أناس يلطمون ويصيحون بأصوات عالية، فهؤلاء من جهلهم، لم يعلمهم هذا الميت ولم يتعلموا الدين الصحيح.
الشخص نعم يحزن ويبكي كذلك ويدمع، ما في بأس في ذلك، لكن بدون دفع قدر الله سبحانه وتعالى. يبكي وهو راضي بحكم الله سبحانه وتعالى هذا، لكن بدون فعل المآتم والبدع واللطم والصياح العالي.
وإلا الصحابة بكوا وكانت أصواتهم كذلك بعضهم مرتفعة، لم ينهاهم النبي صلى الله عليه وسلم، لكن يعلم النبي وكذلك هم أنهم راضون، لكن لحزنهم كان يبكون. كذلك النبي صلى الله عليه وسلم بكى رحمة على إبراهيم ابنه. فهذه الأمور في حدود الشرع فلا بأس يعني للعبد أن يبكي أن يحزن على ميته، لكن قلبه مطمئن بهذا الإيمان.
كما لو كفر العبد بعد أن قيل له: اكفر وإلا نقتلك، فلا بأس أن يكفر ظاهرا وقلبه مطمئن بالإيمان، ليس عليه شيء.
الله سبحانه وتعالى على وجه هذه الأرض لم يجعل شيئا للمسلمين إلا فيه فرجا عليهم، يفرج عليهم لابد، حتى في الأمور المحرمة عند الضروريات يفعلون هذا الشيء المحرم في الحدود الشرعية.
شخص ليس عنده مال وسعى لقرض حسن وهو مريض بيهلك، فلا بأس أن يأخذ مالا ربويا، أو يعطى ما يسمى بالفوائد وللعلاج فقط، كأكل الميتة وغير ذلك، فالله سبحانه وتعالى جعل للناس فرجا. فلذلك في أمور الله سبحانه وتعالى لم يضيق على الناس، والله سبحانه وتعالى دينه يسر لكل شيء.
السؤال: غير مسموع.
الجواب: هو بعد كذلك بالنسبة لكي تحكم أن هذه الأخت من الرضاعة، لابد أن تكون خمس رضعات مشبعات فما فوق، أدنى من هذه مثلا أربع فلا تكون أخت من الرضاعة ولا أخ من الرضاعة. وإن كان بعض أهل العلم يقولون بهذا، لكن عائشة رضي الله عنها بينت هذا الأمر: خمس رضعات مشبعات. فلذلك تكون بعد ذلك هذه الأخت من الرضاعة أو هذا الأخ من الرضاعة.
أما ما يفعله الآن يعني بعض النسوة الكبار مثلا تربي هذا الطفل، لكن لم ترضعه، أو الطفل هذا كان في بيتهم ثم كبر، فلا يكون هذا الأخ، هذا يكون أجنبي على بنات هذه الأم، فلا يدخل إذا بلغ خلاص، إلا بإذن، ولا يكون محرما ولا يكون شيئا، ما يسمى بالتربية الآن يربون الصغار إلى أن يكبروا، وهذا كثر في العالم الإسلامي.
ويعني أتتني أسئلة كثيرة في الخارج في هذه الأمور حتى في الداخل عندنا. فهذا لا يكون أخ من الرضاعة ولا هذه أخت، فلا تختلط مع الأبناء الذكور ولا مع الأب ولا غير ذلك، وإذا كان رجل فلا يدخل على البنات ولا يكون محرما ولا غير ذلك.
لأن حتى في أناس أوصلوا هؤلاء إلى العمرة، هذا ما يكون محرم إلى العمرة، لأن ما رضعت الأم هذا، لكن يعني ربت هذا الولد من بنت أو ابن وهكذا، فلذلك لابد أن ننتبه لهذا الأمر، وهذا بسبب عدم الفقه في الدين، وابتعاد الناس من الكتاب والسنة في البلدان، ويخوضوا في أشياء عرفية: هذا عرف بلدنا الرجال يدخلون على النساء والنساء يدخلون على الرجال وإلى آخره، وحدثت مصائب وبلاوي في هذا الأمر.
فالشارع وضع حدود ليرتاح الناس، فإذا تعدى الناس هذه الحدود تعبوا في دنياهم وهذا ظاهر، تصير مصائب بين الرجال والنساء بعد ذلك يتعب الناس، مشاكل بين العوائل، هذا بسبب عدم التفقه في الدين.
السؤال: غير مسموع.
الجواب: إذا هي مثلا البنت ربيبة، فهذه يعني خلاص هذه الآن البنت مثلا بنت الزوجة هذه للأب، هذا الأب ليست ابنته هذه، هذا يكون محرم بناء على الأم، فهذه البنت تدخل على هذا الأب وكذلك يكون لها محرم لأنها بنت زوجته، فهذا الأب محرم لها ويدخل عليها ويخلو بها وهكذا.
السؤال: وهل يجوز العمل عند صاحب شركة رافضي؟
الجواب: يعني هؤلاء الروافض، هذا الذي يعني سمعنا من العمال الذين عندهم وهم يعني كثر، يعني يخبرونهم أن يكونوا شيعة، وفي أشياء كذلك أخرى، لا يجعلونهم يصلون في العمل، ويتعمدون هذا الأمر، ويؤذون هذا السني الذي يخرج السنة.
فلذلك يعني ترك العمل عند الرافضة، وعلى العبد أن يعني ينظر إلى أعمال أخرى عند أهل السنة، إلى أن يحصل، فإذا كان في عمل عند رافضي فيظل عنده في هذه الشركة إلى أن يحصل عمل ثم ينتقل عنه.
وما دامت هذه الشركة مباحة، يعني في المأكولات مثلا الحلال وما شابه ذلك، فراتبه حلال وأكل هذا الشخص حلال، لكن بالنسبة عن الخطر الذي يكون على هذا العامل إذا عمل مع هؤلاء، لأن هؤلاء أوصلوا أناس أن يتشيعوا بسبب هذه الدنيا وهذه الأموال، وكذلك يتزوجون في الخارج الروافض ثم يشيعون النسوة، وهكذا. فلذلك ننتبه للاقتراب عند الرافضة، فالابتعاد عنهم قدر المستطاع.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.