الرئيسية / الزهر الفريد في أحكام التوحيد (تفريغ) / الجزء (19) الزهر الفريد في أحكام التوحيد: هل وقع من الناس شرك في الربوبية وفي الأسماء والصفات؟ (تفريغ)
2025-12-05
الجزء (19) الزهر الفريد في أحكام التوحيد: هل وقع من الناس شرك في الربوبية وفي الأسماء والصفات؟ (تفريغ)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وتكلمنا في الدرس الذي سلف عن شرك الأسماء والصفات، وبينا أن الشرك يقع في توحيد الربوبية، ويقع في توحيد الألوهية، وكذلك في الأسماء والصفات. وبينا توحيد الربوبية والشرك في الربوبية، وكذلك بينا توحيد الألوهية والشرك في الألوهية. وهذا الباب كذلك في الأسماء والصفات، وكذلك الشرك يقع في الأسماء والصفات.
لأن الناس أو غالب الناس يعلمون أن الشرك في الألوهية؛ فالذي يعبد القبر هذا هو المشهور عندهم أنه مشرك أو وقع في الشرك، أو يحلف بغير الله سبحانه وتعالى، أو يرائي، أو يعبد صنما أو شجرة، أو يعبد قمرا أو شمسا، وهكذا. فهذه الأمور هي المشهورة عندهم أن الناس يقعون في هذه الأشياء ويشركون في هذه الأشياء.
وبينا أن أناس -وهم كثر- وقعوا في شرك الربوبية، وهذا الأمر غير مشهور عند العامة، لأن العامة المشهور عندهم الشرك في الألوهية فقط، وهذا الذي يسمعه العوام.
فلذلك بينا أن أناس وقعوا في شرك الربوبية كالرافضة؛ الرافضة وقعوا في شرك الربوبية، وادعوا أن أئمتهم يعلمون الغيب، ويخلقون، ويغيرون، ويتصرفون في الكون، ويدبرون الكون، وغير ذلك.
وبينا هذا الأمر حتى عندهم الخميني، هذا يعلم الغيب، ويشفي المريض، وإلى آخره. وعلماؤهم وعوامهم على هذا الشرك الأكبر، ووقعوا في شرك الربوبية، وادعوا أن علي بن أبي طالب إله، يخلق ويدبر، فهذا هو شرك الربوبية. فما هو شرك الربوبية؟ هذا هو شرك الربوبية. فالرافضة خلق من الناس وقعوا في شرك الربوبية، فلم يقعوا فقط في شرك الألوهية، كذلك وقعوا في شرك الربوبية.
وهؤلاء تأثر منهم من تأثر من الناس، حتى من عوام أهل السنة من الجهلة يقول: ليس بيننا وبين الشيعة فرق، يعني: كلنا مسلمون، ما في خلاف. لأن هؤلاء العوام في العالم الإسلامي لم يدرسوا هذا التوحيد، ولم يدرسوا الشرك لكي يجتنبوه، ويعرفون حقيقة توحيد الخالق سبحانه وتعالى. فهم مستمعون أيام الجمع للخطب السياسية، وللقصاص في القنوات، وللسياسيين في المؤتمرات. وهؤلاء ما عندهم شيء من الدين ومن العلم لكي يفهمون الناس الأصل الذي خلق الله سبحانه وتعالى الخلق له: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} [الذاريات: 56]، ليوحدون ويعرفون التوحيد الخالص، يعرفون معنى لا إله إلا الله، ويعرفون حقيقة لا إله إلا الله، وشروط لا إله إلا الله، وهكذا، ما يعرفون شيئا، فاقد الشيء لا يعطيه.
فلذلك هذا الأمر وقع معهم العوام، رغم أن هؤلاء أشركوا كالشرك فرعون –أي: الرافضة-، لأنه ادعى أنه هو الرب فرعون، وادعى أنه هو الإله، وكان يعبد من دون الله سبحانه وتعالى، حتى الله سبحانه وتعالى أرسل إليه الرسل، موسى عليه السلام وهارون عليه السلام، فبينوا له هذا المنكر العظيم الذي أشرك به مع الله سبحانه وتعالى.
ومع هذا على هذا الشرك الأكبر الذي وقع فيه الرافضة، تسمع من يدعي أنه يصلي ويصوم ويحج من أهل السنة أن ليس بيننا وبينهم فرق. فلذلك لابد من التمسك بالتوحيد الصحيح، وتعلم العلم، علم التوحيد، ونشره في هذا الزمان بقوة، لأن أناس كثر ضد هذا التوحيد، وهم أعداء التوحيد فيصدون.
فلابد من الصبر ونشر هذا التوحيد، شاء من شاء ورضي من رضي، لأن هذا الأصل الذي أتى به الرسل والأنبياء: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} [النحل: 36]، ما في نبي ورسول إلا على هذا المنهاج، منهاج التوحيد الذي تركه كثير من الناس الآن، وخاضوا في البدع، وخاضوا في الشرك وعبادة القبور وتعظيم رؤوس الضلالة.
فلذلك وقع هؤلاء مع هؤلاء الرافضة، ومع هذا يقولون أن ليس بيننا وبين الشيعة فرق! كيف يكون ذلك؟ في هذا الفرق البين الواضح أن هؤلاء مشركون الشرك الأكبر ونحن موحدون، في فرق بين الشرك وبين التوحيد، كيف ذلك؟
وانظر إلى الصوفية كما بينا، وقعوا في شرك الربوبية، وكثير من الناس يظنون أن هؤلاء الصوفية هم وعوامهم وقعوا فقط في شرك الألوهية، يعبدون السيد بدوي وعبد القادر الجيلاني والعيدروس وإلى آخره. فيظن الناس هؤلاء أن هؤلاء وقعوا في الشرك الألوهية فقط، لا هؤلاء الصوفية وقعوا في شرك الربوبية.
والذي يتكلم الآن في التوحيد، يعني: يأتون لك أن لا خلاف بين أهل السنة وبين المشركين وغيرهم في مسألة الربوبية، الكل يقر أن الله هو الرب. صحيح أن الجميع من يهود ونصارى ومجوس ومبتدعة ومسلمون يقرون أن الله سبحانه وتعالى هو الرب، لكن لا، في أمر آخر، أن في أناس كثر أشركوا كذلك في توحيد الربوبية، يعني: أشركوا في الربوبية كما أشركوا في الألوهية.
هؤلاء الصوفية يدعون أن أولياءهم في القبور يصرفون الكون، ويخلقون ويشفون الناس والمرضى، ولذلك يدعون إلى هذا الشرك وإلى الطواف بالقبور ودعاء القبور. وهذا الذي ادعاه المدعو هذا الجفري، أن أولياءهم هؤلاء في القبور يتصرفون في الكون. وهذا الأمر من إفراد الله سبحانه وتعالى هو الرب.
فلذلك هؤلاء الصوفية كذلك كثر في العالم الإسلامي، والعوام خلفهم في الباكستان وفي الهند وفي الخليج وفي الغرب وفي الشرق، وأماكن كثيره يرجعون إلى القبور ويعتقدون أن أصحاب القبور يخلقون ويتصرفون في الكون ويدبرون، هذا هو شرك الربوبية، وهؤلاء كثر يحجون، يصومون، ويصلون بالناس ويخطبون بالناس، فأي صلاة تصح للناس خلف هؤلاء وهم وقعوا في الشرك الأكبر. كم من شخص ما يفهم هذه الأمور؟
وهذا يدل أن التوحيد هذا هو الذي يصحح العبادة للناس فيعرفون يصلون خلف من، ويحضرون خطبة من، ويصلون خلف من أيام الجمع ويحضرون لمن ويسمعون لمن، فإذا لم يكن عندهم علم التوحيد هذا يقعون في هذه الأمور.
هؤلاء السحرة ما أكثرهم الآن في العالم الإسلامي هؤلاء يدعون الربوبية وأنهم يشفون ويعلمون الغيب، هذا من اختصاص الله سبحانه وتعالى، هو المنفرد بالربوبية، بالخلق والتدبير والملك. ويدعون أنهم يملكون الجنة، ويملكون الغفران، وغير ذلك. وهؤلاء الذي يدعون أنهم مسلمون يذهبون إلى السحرة بعد الصلاة، يذهب إلى الساحر، ويعتقد هذه الاعتقادات الفاسدة.
كيف وقع هؤلاء؟ لأن هؤلاء معرضون عن العلم، معرضون عن التوحيد، ما يريدون يدرسون، كل واحد يريد أن يمشي على هواه، على ما في رأسه، فيذهب للساحر، هذا الأمر عنده سهل رغم أن هذا كفر، يدخله نار جهنم خالدا فيها، صلى ولا صام ولا حج، فأعماله كلها باطلة.
والأدهى والأمر، فخرج علينا الآن المرجئة، يريدون بإطاحة هذا الدين، وهؤلاء خطباء وأئمة ومدرسون في الجامعات ودكاترة بزعمهم، وفي القنوات، وأئمة مساجد، ودعاة. هؤلاء المرجئة لهم وجود وهم كثر، وصلي، لو صليت في مسجد من المساجد لعل يصلي عن يمينك مرجئ ولا تدري، وعن يسارك مرجئ ولا تدري به، ويلقي عليك شبه وأشياء. كيف تعلم أنه مرجئ وأنت لم تدرس التوحيد؟
هؤلاء المرجئة يقولون: حتى لو ذهب الشخص إلى هذا الساحر، وسمع منه واعتقد وهو جاهل وفعل السحر هذا العامي ومارس السحر عند هذه المرجئة لا يكفر، لأنه جاهل، يقول لك: لأنه جاهل.
وخذ من أدلة الكتاب والسنة، يأتي لك المرجئ بأدلة الكتاب والسنة ويقول لك: هذا كلام الله سبحانه وتعالى وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا كلام أهل العلم. كيف تكشف هذه الشبهات وهذه الأمور وتحريفه لكلام الله سبحانه وتعالى وكلام النبي صلى الله عليه وسلم ولأقوال أهل العلم؟
ولذلك ما أخرج أمور هؤلاء وشبه هؤلاء إلا أهل السنة والجماعة، وبينوا أن هذا إرجاء. ولا يخفى عليكم ردود الشيخ الفوزان عليهم، والشيخ الغديان، والشيخ عبد العزيز آل الشيخ، وخلق من أهل السنة والجماعة، ومن قبلهم الشيخ ابن باز رد عليهم، الشيخ ابن عثيمين شيخنا رد عليهم، وبينوا أن هذا إرجاء. ولا يفيد الجهل هنا، لأن الشخص إذا وصل له القرآن وهو في دار الإسلام، ثم يذهب إلى السحرة أو يذهب إلى القبور ويستغيث بها ويطوف عليها ويعتقد اعتقادات الفاسدة، لا يكفر!، فهذا هو الفوضى، هذا فوضى دين المرجئة، ليس ديننا الإسلامي الذي الآن كلما أراد شخص، فرد أو جماعة، مصالح دنيوية كما الآن في هذه الأيام، تسمى بالإسلام والالتزام والقرآن والسنة والسلام وكثرة العطايا والإنفاق وإلى آخره لكي يصل إلى منصب من المناصب الدنيوية.
هؤلاء هم المرجئة، هؤلاء هم المرجئة وهؤلاء هم الخوارج. كما بين ابن عقيل في كتابه الفنون: هؤلاء هم الخوارج، كيف ذلك؟ قال: هؤلاء هم الذين خرجوا على الشرع، لا يلزم الخروج الخروج على ولي الأمر، هؤلاء يخرجون على الشرع. كيف تعرفهم؟ وكيف تتفهم هذه الأمور وأن أهل السنة قلة وأهل البدع كثرة؟
فلذلك هذا من شرك الربوبية، هؤلاء الصوفية وقعوا وخلق من الناس خلفهم يدعون الغيب. وسيأتي تفصيل هذا الأمر.
فكل ذلك من أجل المصالح الدنيوية. وهؤلاء الصوفية خاصة في باكستان وفي غيرها يدخل فيهم الجن ويتصرفون فيهم، والعوام كثر أمامهم فيفعل لهم أشياء من قبل الشياطين، فيظن العوام أن هؤلاء يفعلون ويعلمون الغيب ويشفون الناس. هذا هو شرك الربوبية، كيف شرك الربوبية؟ هذا هو شرك الربوبية.
فلذلك الأمور خطيرة جدا، ولا عليك من الكثرة، ولا الذي يخوضون في هذه الأشياء. أنت عليك من نفسك، كيف تنجي نفسك من نار جهنم يوم القيامة؟ فعلى الناس كثر أو قلة أو توسطوا بين ذلك، أنت همك هذا الأمر، كيف تنقذ نفسك من نار جهنم يوم القيامة؟ الناس التزموا أو لا؟ أو مجتمعك مجتمع فتن وأهل الفتن كثر ولهم مناصب، ممكن يضررونك في العمل أو غير ذلك ويوسوس لك الشيطان؟ ما عليك من هذا. أنت تؤدي في مجتمعك كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا تخاف في الله لومة لائم.
وترى هؤلاء الذي يتسمون حتى بأهل السنة والجماعة، تراهم يوما من الأيام مع الرافضة يجلسون معهم ويصورون معهم، وأحيانا تراهم مع الصوفية، وأحيانا مع النصارى، وأحيانا مع اليهود، ويدعون أنهم ضد اليهود والنصارى وإلى غير ذلك.
فلذلك هذا المدعو يوسف القرضاوي، يدعي أنه ضد اليهود وضد النصارى، وصوره مع أخبث اليهود، يواليهم ويجالسهم ويحبهم ويثني عليهم. ومع النصارى وغير ذلك. أين عداوتك مع اليهود تدعي؟
وهؤلاء الروافض صورهم مع اليهود أصحاب الكبابيس، المجرمين. أين أنتم يا الرافضة تدعون ضد اليهود وكلكم تريدون تفتحون فلسطين؟ فلسطين هذه إلى الآن ما فتحت من متى الآن؟ من سبعين سنة ثمانين سنة. أين الفتح هذا؟ لأن تفتحون وتغلقون! اليوم ضد هؤلاء، غدا معهم تجلسون، تناقض واضطراب، هذا ليس من ديننا.
لكن ما يكن هؤلاء من قديم من الاعتقادات الفاسدة ضد التوحيد، لابد أن الله سبحانه وتعالى يوما من الأيام يظهرها. فالله سبحانه وتعالى لابد أن يظهر ما يكتم هؤلاء، وفعلا.
فلا تظنون أن التواصل المرئي هذا لأجل نشر اعتقادات هؤلاء ومناهجهم، هذا كذلك فضائح، أظهر الله سبحانه وتعالى فضائح هؤلاء المبتدعة الذي يقولون نحن ضد أمريكا ونحن كذا ونحن كذا، ظهر أن الأمر لا، أن يتعاونون مع اليهود والنصارى ضد الدول الإسلامية، خاصة دول الخليج. لأن دول الخليج فيها التوحيد، وفيها أهل التوحيد، وهم الذي ينشرون الآن التوحيد. فهؤلاء اليهود والنصارى يتعاونون مع أهل البدع في الداخل لضرب التوحيد، ما في أمر آخر.
ولذلك لم يستطيعوا، لأن لابد أن الله سبحانه وتعالى يبقي هذا التوحيد ويبقي هذا الإسلام والطائفة المنصورة الناجية، لابد من علماء وطلبة علم ومشايخ ومسلمون قائمون بهذا.
ممكن أن الله سبحانه وتعالى يبتلي بعض الدول الإسلامية بالسقوط، لكن من سنن الله في خلقه ما تسقط جميع الدول الإسلامية، ويدخل فيها الأوروبيون والمبتدعون والخارجيون والداعشيون. لا، إن الله يبتلي دولة من الدول تسقط لخبثها وما فيها من الشرك والبدع كما في سوريا الآن وفي ليبيا. شيدوا القبور وجعلوها مزارات، فالله سبحانه وتعالى دكها ولا تقوم لهم قائمة. لو اجتمع الناس كلهم ينهضوا بها ما في. إذا الله سبحانه وتعالى عاقب أحد، أفراد أو جماعات أو بلدان، ما في أحد يستطيع ينقذهم.
من أنقذ قوم لوط؟ من؟ ما في أحد يستطيع. ما في أحد. قوم نوح؟ من؟ حتى أن ابن نوح ماذا قال؟ {سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله} [هود: 43]، ما في. أي جبل يعصمك؟ وأي أمريكا وأي كذا وأي كذا؟ ما في. إذا الله دك بلد ما في، وإذا أهلك بلد، ما في أحد يستطيع. وقوم عاد، وقوم ثمود، وقوم هود، وقوم صالح، من أنقذهم؟ ما في أحد يستطيع.
فلذلك هؤلاء أشركوا. الله سبحانه وتعالى يبغض الشرك وأهل الشرك، وإن صاموا وصلوا وحجوا. ما يرضى الله سبحانه وتعالى بهذه العبادة. العبادة لا تقبل إلا بشرطين، إذا انتفى واحد من هذين الشرطين أو أحدهم أو جميعا، هذا العمل ما يقبل وإن كان كالجبال. حتى لو الناس صلوا وصاموا وحجوا مع الشرك. لو أتيت الآن بني آدم وعنده مؤسسة، ودخل شخص بالقوة يريد أن يشارك هذا صاحب المؤسسة، يرضى؟
ما يرضى، ولا في أحد يرضى. ما بالك بالله سبحانه وتعالى؟ ما يرضى أن يشرك به شيئا. ما يرضى نهائيا. شخص يصلي يشرك، يحج يشرك. الله ما يرضى بهذا الأمر، ولا يرضى بهذه العبادة.
لابد من الشرط الأول: الإخلاص لله سبحانه وتعالى. يخلص هذه العبادة لله، كيف ذلك؟ ألا يشرك به شيئا. حتى الله سبحانه وتعالى لو أشرك ونصح هذا المشرك وبقى على هذا، الله يتركه هو وشركه وموعده يوم القيامة.
ولذلك علي بن أبي طالب كما ثبت في صحيح البخاري يقول: «اليوم عمل»، يعني: في الدنيا عمل، الكل يعمل. هذا أسلم ويعمل، وهذا مسلم يعمل، وهذا مشرك يعمل، وإلى آخره. فالله سبحانه وتعالى بين للناس، بين للناس الخير والشر، والله سبحانه وتعالى ترك الناس يعملون في هذه الدنيا على ما يشاؤون، والله الموعد.
ويقول علي بن أبي طالب عن الآخرة: واليوم حساب ولا عمل، خلاص ما في. ما في عمل. تريد أن تعمل؟ ما في عمل. الآن الله سبحانه وتعالى يحاسبك، الله يحصي لك عليك ما عملت، خلاص وقت العمل انتهى، الآن وقت الحساب.
ولذلك الله سبحانه وتعالى جعل للناس موعد، يظن الناس أن هؤلاء متروكون؟ يكذبون؟ يصلون إلى المناصب الدنيوية ويغشون المسلمين وإلى آخره؟ لا، هذا أعمالهم الله سبحانه وتعالى يحصيها لهم، وكل يقرأ سجله يوم القيامة، هذه أعمالك. والله سبحانه وتعالى لا يحاسب الفرد مع جماعته، أو مع عائلته، أو بلده، أو جمعيته. لا، الله سبحانه وتعالى يحاسب الناس أفرادا. والله سبحانه وتعالى يتكلم للخلق كلهم في آن واحد، ويظن الخلق أن الله يكلمه لوحده. فالأمر هذا خطير جدا على المخالفين للكتاب والسنة.
فلذلك هذه من الأمور الذي يحرف الكتاب، ويحرف السنة، هذا من شرك الأسماء والصفات. إذا حرف في أسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته في القرآن، هذا من شرك الأسماء والصفات.
لأن الناس من جهلهم ما يدرون أن حتى الشرك في الأسماء والصفات. فالذي يقول عن قول الله سبحانه وتعالى: {يد الله فوق أيديهم} [الفتح: 10]، يقول: أن اليد هنا بمعنى القوة فيحرف، فهذا مشرك. فهذا مشرك. فالله سبحانه وتعالى لم يذكر هذا الأمر، بل عقيدة أهل السنة إثبات صفة اليد لله سبحانه وتعالى من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تحريف.
هذه اليد تليق بجلاله سبحانه وتعالى، لا تشبه يد المخلوقين، ولا يتخيل العبد كيفية هذه اليد، كما هو شأن الأشاعرة والجهمية والقدرية وغيرهم فيحرفون، ويظنون أن إذا أثبت اليد لله سبحانه وتعالى أن هذا تحريف، بل أنتم المحرفة كما بين شيخ الإسلام ابن تيمية في «الفتاوى»، وكذلكم شيخنا الشيخ ابن عثيمين في شرح «العقيدة الواسطية»، وابن القيم في «الصواعق المرسلة»، وغيرهم من العلماء.
فالذي يقول: أن اليد بمعنى هنا القوة هذا مشرك في صفات الله سبحانه وتعالى. فالأشاعرة مشركون، ومن الذي يعرف أن الأشاعرة مشركون؟ ونحن نسمع من الذين يدعون أنهم من أهل السنة والجماعة يقول لك: الأشاعرة هم أقرب الناس إلى أهل السنة، والزيدية في اليمن هم أقرب الناس إلى أهل السنة، وكذا وكذا. هذا كله كلام ليس بصحيح.
انظر الحين الزيدية، ظهروا مجرمون، حوثيون ضلال، ضد القرآن وضد السنة وضد المسلمين، ويقتلون في المسلمين، ويعلنون. إن كان قبل ضد يزيد ألف، الآن ألفين وثلاث وأربعة. يعني ظهر ماذا؟
ظهر خبثهم على الإسلام والمسلمين. فكيف نجالس هؤلاء؟ فلا يجلس مع هؤلاء وهم أعداء الله سبحانه وتعالى وأعداء الرسول صلى الله عليه وسلم. وترى الشخص يغتر به العوام ويظنون أنه عالم وهو مبتدع، يجالس هؤلاء. ما بيننا وبين هؤلاء شيء!
كل هذه الأمور في تحريف القرآن والسنة، وليس بيننا وبين هؤلاء شيء؟ أين قرأت أنت وأين درست؟ فلماذا لا تسأل كيف حال هؤلاء؟ هل هؤلاء أهل السنة؟ والنبي صلى الله عليه وسلم بين لك أن هؤلاء كلهم في النار.
«سوف تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار»، الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: في النار خلاص انتهى الأمر. ويأتي فلان وعلان يقول كيف ذلك؟ كيف ذلك؟ هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم، «إلا واحدة». قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: «ما عليه أنا اليوم وأصحابي». ففئة واحدة يوم القيامة ناجية.
فهؤلاء الذي يحرفون في توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات هم المعنيون في هذا الحديث، حديث ابن عمرو رضي الله عنهما، كما أخرج ذلك الترمذي في «سننه»، والآجري في «الشريعة»، واللالكائي في «الاعتقاد»؛ بسند حسن.
فلذلك هذا الأمر ما يفهمه هؤلاء، أين درسوا؟ ولذلك هذه الجامعات ما تعطيك الفهم الصحيح للقرآن وللسنة. ولذلك بين الشيخ ابن باز أن هؤلاء الدكاترة الذي يدرسون في الجامعات صفر في العقيدة، وصحيح صدق رحمه الله، ما يعرفون شيئا إلا الأشياء الظاهرة، ولا تغتر يضعونهم الآن في الإذاعات وفي القنوات الدكتور فلان. هذا ما يغتر به إلا العامي، أما أهل السنة ما يغترون به.
كذلك شيخنا الشيخ ابن عثيمين في «شرح رياض الصالحين» موجود كلامه، أن هؤلاء أجهل الناس، الدكاترة، بكتاب الله وسنة النبي، لأن التي درسوها كلها مقررات ما تعطيك الفهم الصحيح. لابد الدراسة على علماء السنة كالشيخ ابن باز كالشيخ ابن عثيمين.
ولذلك يأتون لك الآن بإعلانات كثيرة في المساجد، الدكتور فلان من طلبة الشيخ ابن عثيمين، ولا شفناه نحن معه ولا رأيناه. فلان من فلان الدكتور وإلى آخره من طلبة الشيخ ابن باز، ولا من طلبة الشيخ ابن باز ولا شيء.
ولذلك هؤلاء يجالسون العوام كثيرا، لأن يدرون إذا تكلم ما في أحد يفهم كلامه ولا يعلم ما فيه من باطل. لكن مع أهل العلم ما يجلسون، ولا يناقشون، ولا يتكلمون. ولذلك انظر إلى ردود أهل العلم خاصة الشيخ الفوزان على هؤلاء الدكاترة في التواصل المرئي، كثر. انظر فتاوى الشيخ ابن باز بأسمائهم، ينقلون له كلام هؤلاء وينتقدهم ويبين باطلهم. هذا هو الأصل في هذا.
فلذلك الأشاعرة مشركون وهم كثر عندنا الآن هنا، والجهمية في العالم الإسلامي لهم وجود ويدرسون في الجامعات حتى عندنا هنا. كيف تعرف أن هذا جهمي؟ يقول بخلق القرآن. والقرآن كلام الله سبحانه وتعالى. القرآن كلام الله يليق بجلاله. فالله سبحانه وتعالى يتكلم بصوت وحرف كيف شاء بما شاء. هذا الأمر ثابت في القرآن والسنة.
الذي يقول: القرآن مخلوق -يعني كلام الله مخلوق- فهذا مشرك. ولذلك أهل السنة والجماعة شنوا حربا على الجهمية كبشر المريسي وغيره بسبب قوله بخلق القرآن، والجعد بن درهم والجهم بن صفوان، وبينوا أن هذا من الشرك، فهذا من الشرك في الأسماء والصفات.
وهذا الأمر خطير جدا، الآن في أناس يقولون بخلق القرآن في هذا الزمان، كيف يجالسون؟ وكيف لا يرد عليهم؟ وكيف لا يبين باطلهم؟ لأن ممكن العامي يقول بهذا، هذا الأمر خطير جدا. فلذلك أشياء كثيرة ترى فيها هذا الأمر. فهذا الجهمية مشركون في أسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته. وكذلك الأشاعرة والقدرية وغير ذلك.
ولذلك الإمام مالك رحمه الله تعالى بين هذا الأمر للناس من عهد التابعين وتابعي التابعين، بين هذا الأمر للناس عندما سئل عن الاستواء {ثم استوى على العرش}. فبين الإمام مالك أمرا مهما جدا: إثبات الاستواء مع كيفية الاستواء قال مجهول، يعني: غير معروف.
أن الله سبحانه وتعالى علا على العرش، كيف استوى؟ كيف علا؟ الله أعلم. ما نتدخل أكثر من ذلك. الله سبحانه وتعالى ما علمنا كيف علا، لكن علمنا الله سبحانه وتعالى أنه فوق العرش ثم استوى على العرش.
بين الإمام مجاهد رحمه الله تعالى كما أثبت ذلك البخاري في «صحيحه» قال: علا على العرش، فالاستواء بمعنى: علا.
فنثبت العلو لله سبحانه وتعالى، ونثبت أن الله سبحانه وتعالى فوق العرش، لكن كيف علا؟ الله أعلم. هذه من الأمور الغيبية، ما علمنا الله. فما دام الله سبحانه وتعالى ما علمنا نحن نسكت، ولا نتكلم بشيء. أنتم تسكتون عن أشياء في أماكنكم، في منازلكم، في هيئاتكم، لأنكم ما تعلمون كيفية أشياء يفعلها الناس وتفعلونها أنتم تسكتون عنها.
يقول لك: لا تتدخل في شيء أنت ما تعرفه. أنتم تقولون للناس هكذا. طيب أنت اسكت، لا تتكلم في شيء ما تعرفه. فتعطل صفة العلو لله وتقول: ليس فوق العرش شيء، وأن الله في كل مكان -والعياذ بالله-، وتدعي أنك تعلم وأنت لا تعلم. ولذلك قولهم: إن الله في كل مكان هذا هو الكفر البين.
فالله سبحانه وتعالى فوق العرش، والله سبحانه وتعالى عال على خلقه، القرآن بين لنا ذلك والنبي صلى الله عليه وسلم بين لنا ذلك وانتهى الأمر، ما نتدخل في أكثر من ذلك. أنتم تدخلتم ضللتم في دين الله سبحانه وتعالى، فأهل السنة لابد أن يردون عليكم ويبينون أمركم. هذا دين، وإلا كيف نحرس الدين؟ وكيف ندافع عن الدين؟ وكيف ننصر الله سبحانه وتعالى؟ هكذا. وكيف ندافع عن النبي صلى الله عليه وسلم؟
ولذلك شرك الأسماء والصفات هو جعل شريك لله تعالى في أسمائه وصفاته، والإلحاد فيه. الإلحاد في القرآن، الإلحاد في السنة، كيف يعرف العبد هذا؟ الآن كثر ألحدوا في القرآن وفي السنة، يصلون ويصومون ويحجون ويرشدون الناس وخطباء وأئمة، كيف تعرفهم؟ فبدراسة هذا التوحيد.
فهذا بالنسبة ما تكلمنا فيه في الدروس التي سلفت لوقوفنا يعني لأيام العيد والإجازات هذه، لابد نرجع هذا الأمر لكي يتفهم طالب العلم هذا الأمر الخطير لكي لا يقع هناك شبهات وأمور خطيرة.
وهؤلاء لهم شهرة بين العوام، فلا يدري بأمر هؤلاء إلا أمة الإجابة. أمة الإجابة هي أمة النبي الحقيقية التي استجابت لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، هذه هي أمة النبي صلى الله عليه وسلم ومن تابعهم من المسلمين. لأن أمة الإجابة لها هذا المنهاج في القرآن والسنة، ومن خالف أمة الإجابة هلك. ولذلك انظر كيف العامة يهلكون أنفسهم مع دعاة الباطل، ثم يقولون يا ليتنا ما فعلنا.
كيف هؤلاء العوام الجهلة اتبعوا عرعور وسفكوا دمائهم ودماء نسائهم وأولادهم وأطفالهم وهدموا بلدهم من أجل هذا؟ هذا المجرم هذا يحرضهم كل يوم، أين هو الآن؟ أين ذهب؟ في زرنوق المنتظر مال الشيعة؟ أين راح هذا عرعور؟
والله ينتظرونه يخرج. فعل فعلته وهرب وترك الناس بدمائهم وفي هلاكهم. هذا جزاء الذي يتبع دعاة الضلالة ولا يتبع القرآن والسنة. فعليك بالنبي صلى الله عليه وسلم وصحابة النبي صلى الله عليه وسلم، رضي الناس أو لا. أنت تتبع هذا والله ينجيك منهم في الدنيا وفي الآخرة.
فلذلك لابد النظر في هذه الأمور، والعلم هكذا، ولا تغتر بكثرة الهالكين. أنت كيف تفكر تنجي نفسك من يوم القيامة؟ هذا هو يكون همك، وليس عليك بالناس. يأتي النبي وليس معه أحد يوم القيامة كما ثبت في صحيح مسلم حديث ابن عباس رضي الله عنهما، يأتي النبي ومعه الرجل والرجلان. انظر، يعني الملايين من الأقوام هالكة، الناجي هذا النبي الذي اتبع كتابه المنزل عليه. ورجل ورجلان؛ الرجل ناجي مع النبي يوم القيامة، وانظر إلى رهط سبع خمس مع النبي ناجين يوم القيامة. الباقي الله يكبهم في النار من الأقوام الذين أشركوا.
إذا الأرض تقوم بهم وتنقلب عليهم وهم قوم لوط، هذا في دنياهم، هذا العقاب في دنياهم. ما بالك يوم القيامة؟ إذا أرض تقوم بأكملها بهم، ثم تنقلب عليهم. ما هذا الأمر الذي فعلوه؟
وخذ في هذا الزمان من أشكال هؤلاء، والذي يفعلون هذه الفاحشة والزنا والبلاوي. ولا مع هذا يدعي أنه يصلي ويحج وأنه ناجي. الأمر سهل عنده، إرجاء، هذا هو الإرجاء. تفعل ما تشاء واعتقادك سوف تدخل الجنة. هذه مصيبة. لا، الناجي يوم القيامة هو المتمسك بالكتاب والسنة.
ولذلك أكبر دليل أن الأنبياء والرسل يأتون يوم القيامة كل واحد يقول: نفسي نفسي. يعني ماذا؟ تمسك بالكتاب والسنة في عهده وكان الأمر الأول والأخير كيف ينجو بنفسه، هذا النبي والرسول.
يحاولون الأقوام في الرسل والأنبياء أن يميلون إليهم ما استطاعوا، هم متمسكون بما أمر الله سبحانه وتعالى به، أمرهم به. لأن اعتقاده هذا النبي والرسول كيف ينجي نفسه من يوم القيامة.
فلذلك أنت كذلك، مجتمعك فتن وبلاوي، انحراف في الأصول والفروع، وحتى المساجد كما ترى أكثرها سيطر عليها السياسيون لنهب الناس والتبرعات والبشوت السارقة.
أنت تفكر ألا تقع مثل هؤلاء ولا تقع في فتنة المال ولا غير ذلك. أنت حتى لو تعيش فقير ومسكين لكن أنت تفكر كيف تنقذ نفسك وتقول يوم القيامة نفس الأنبياء والرسل: نفسي نفسي.
هذا الأنبياء والرسل هؤلاء يقولون هذا الكلام، فلذلك الأمر خطير جدا، فعليك بدراسة التوحيد لأنه هو الأصل، أصل النجاة يوم القيامة.
ولعل إن شاء الله نكمل الدرس القادم.
الأسئلة:
السؤال: غير مسموع.
الجواب: هذا في امرأة تسأل عن تسمي ابنتها ريناد؟ وفي الحقيقة بالنسبة عن هذه الأسماء يعني تجتنب، ويعني شبيه بهذا الاسم يعني كافرات يعني يتسمون بمثل هذه الأسماء. فلذلك هؤلاء الناس الجهلة الآن كما بينا العوام وينتسبون إلى الإسلام يسمون بناتهم وأبناءهم بأسماء الكفار، وخاصة البنات، يسمون بأسماء الكافرات من يعني المشهورات والممثلات وإلى آخره.
فلذلك لابد على العائلات المسلمة أن تحرص على الأسماء الإسلامية، خاصة إحياء أسماء الصحابة رضي الله عنهم، بل من قبلهم إحياء أسماء الأنبياء والرسل، وإحياء أسماء الصحابيات.
وفي الحقيقة الذي يحرص على أن يسمي مثلا ابنته على اسم صحابية، لأنها من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، فله أجر في هذا الاسم، لأنه يحب الصحابيات، يحب الاقتداء بهن حتى في الأسماء. لأن الاقتداء بالصحابة والصحابيات واجب أن يقتدي الناس بهم، فلهم أجر.
لأن الإسلام هذا يؤخذ من الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح. ما يكون هذا بالقول، تقول: أنا على التوحيد ونحن ننشر التوحيد ونتمسك بالكتاب والسنة على فهم السلف الصالح، ثم تأتي لنا وتنشر لنا السياسة الغربية. هذا توحيد؟ وهذا منهج السلف؟
هذا ليس منهج السلف، هذا أفكار الغرب، أنت الآن تنشر وتعتقد أفكار الغرب. لا، نريد حقيقة، لذلك الإسلام قول وعمل، والإيمان قول وعمل. ما ينفع هذا القول.
ولذلك المرجئة يقولون: أن الإيمان قول لا يحتاج العبد إلى العمل، لو ما عمل لكنه قال: لا إله إلا الله خلاص ينجو هذا. حتى لو عذب في النار، يخرج، يعذب على قدر ذنبه ويخرج ويدخل الجنة، حتى لو لم يصلي ولم يصوم ولم يحج ولم يفعل شيئا قط. يقول لك: يدخل الجنة هذا.
السؤال: غير مسموع.
الجواب: إذا لا صلاة لا صيام لا حج ولا شيء، خلاص، إلا مناسك الحج والتوسيعات هذه الأمور؟ للناس يحجون، المسلمون يحجون، يعملون.
إذا بقول: لا إله إلا الله ولا عمل ولا شيء، لأن يستدلون بحديث «وإن لم يعملوا عملا قط»، صحيح مسلم، رغم أنها زيادة شاذة منكرة.
كذلك بين أهل العلم كابن خزيمة في التوحيد، ابن خزيمة في التوحيد بين المقصد أن عملهم ناقص، يعملون أعمال لكنها ناقصة بسبب المعاصي، بسبب بعض الأمور، الذنوب، فلم تتم العمل. فلذلك عند العرب هكذا، «لم يعملوا عملا قط».
مثل أنت الآن لو قلت لمقاول: ابني لي هذا البيت، اتفاقية أن يتم هذا البيت، فعل لك نصف البيت، قال لك: أعطني المال، ماذا تقول له؟ ما فعلت شيء، ما سويت شيء أنت. سوى أو ما سوى؟ سوى، لكنه غير تمام، غير تام، ناقص. يقول له: والله ما سويت شيء، ما أعطيك شيء أنا. وهذا معروف عند العرب.
فقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لم يعملوا عملا قط»، على صحتها كما يقولون هم، ليس المقصد أنه لم يعملوا نهائيا. فهذه من الشبهات، يأتي لك شخص يقول لك: هذا الرسول صلى الله عليه وسلم يقول، هذا في صحيح مسلم والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «يدخل أقوام الجنة لم يعملوا عملا قط». كيف ترد عليه إذا ما عندك علم التوحيد؟ ما تستطيع.
وهؤلاء الآن الذي يقولون هذا الكلام، من يقول: لا إله إلا الله ولم يصلي ولم يصوم ولم يحج ولم يفعل زكاة ولا شيء، يدخل الجنة، هؤلاء دكاترة وخطباء عندكم هنا، ويصلون بالناس وفي القنوات والدكتور فلان وفلان وعلان والعالم. كيف تعرفهم هؤلاء؟
هؤلاء الآن الذي يقولون هذا الكلام، أي علماء هؤلاء؟! وهؤلاء دكاترة يقولون هذا الكلام؟ هذا في القنوات وفي الإعلام الآن نسمع مثل هذا الكلام، ورد عليهم الشيخ الفوزان وغيره من أهل العلم، مثل هذا الكلام نسمعه. فالأمر خطير جدا، لابد من دراسة هذا التوحيد لكي تنسف أقوال هؤلاء، ولا تعتبرهم شيئا.
ولعل إن شاء الله يعني الدرس القادم نكمل.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.