القائمة الرئيسة
الرئيسية / شرح مسائل الجاهلية (تفريغ) / المسألة (10) -2 من مسائل الجاهلية (تفريغ)

2025-12-03

صورة 1
المسألة (10) -2 من مسائل الجاهلية (تفريغ)

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين.

وما زلنا في المسألة العاشرة وهي الاستدلال بعطاء الدنيا على محبة الله تعالى، وبينا في هذا، وفي فائدة هنا في مسألة الصوارف عن الحق نذكرها باختصار لأنها مهمة جدا.

وبين ذلك كذلك الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى قال: فما كل من عرف الحق يعمل به، فقد يصرفه صارف إما الحسد، وإما الكبر، وإما الطمع في الدنيا، أو الطمع في الرياسة، هناك صوارف تصرف الإنسان عن الحق وهو يعرفه، وهذا الكلام نرى من يطبقه من أهل الأهواء، فترى جماعة متمسكة بالكتاب والسنة، وتقول الحق، وتعمل به ابتداء، وتحارب البدع، وتدعو إلى العلم، فيتفاجأ الناس بانحراف هذه الجماعة، وبعد ذلك تراهم يعملون بالبدع، وأقوال أهل البدع، وقد كانوا في يوم من الأيام يردون أقوال أهل البدع، ولا ينشرونها بين المسلمين، وفجأة ترى هؤلاء ينشرون كل ما هب ودب من البدع، الصغير والكبير، ويجالسون أهل البدع، فما هو السر في انحراف هؤلاء؟ وهم يدعون محبة الله سبحانه وتعالى ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك نرى رجلا، أو امرأة، فهذا الرجل تراه ملتزم بالكتاب والسنة يقول الحق، ويعمل به، وناظر البدع وأهل البدع؛ ففجأة بعد ذلك نراه منحرفا يرجع إلى الخصوم من أهل البدع، ويثني عليهم، ويجالسهم، فيتعجب الناس في هذه الجماعة لماذا انحرفت وأنها تدعي محبة الله سبحانه وتعالى ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم، كذلك هذا الرجل يتعجب الناس بسبب انحرافه، فلماذا انحرف بعدما كان ملتزما؟ وممكن أن تبقى لحيته وثوبه؛ لكنه منتكس، ويدعي طلب العلم، والدعوة، وإلى آخره؛ لكن في الحقيقة هو منتكس، ومنحرف.

ومن علامات هؤلاء الوقيعة في أهل الحديث، وأهل الحق، فهذه علامة كبيرة على انحراف هذا الرجل، كذلك هذه المرأة نراها ملتزمة، ومتمسكة بالسنة، تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر؛ لكن بعد فترة ترى عليها الانحراف، فتنحرف ورأينا أناس كثير كما لا يخفى عليكم من هذا الجنس، هذا الأمر يبينه الشيخ صالح حفظه الله تعالى فهؤلاء عرفوا الحق؛ لكنهم لم يعملوا بالحق إلا ابتداء، مؤقتا، وهذا الدين، وهذا الحق، وهذه الدعوة السلفية ليست مؤقتة، فالشخص يدخل فيها مؤقت ثم بعد ذلك يتركها، أو ينحرف عنها، فنرى أناس كأن السلفية عندهم هذا الأمر، فيبين ذلك الشيخ فقد يصرفه صارف، فهذه الجماعة انحرفت وقعت في الصوارف عن الحق، وهذا الرجل انحرف وقع في هذه الصوارف، أو في بعضها، وهذه المرأة انحرفت وقعت في هذه الصوارف، أو في بعضها.

فلذلك لابد على العبد أن ينتبه لهذا الأمر، لماذا هؤلاء ينحرفون عن الحق، فيلجؤون إلى الدنيا، وإلى الرئاسة، وإلى آخره؟ فهذه من الصوارف، فلماذا انحرف هؤلاء؟ فبعض الصوارف ذكرها الشيخ، فالحسد صارف عن الحق، فإذا العبد لا يتدارك هذا الصارف والعياذ بالله، ويمحيه من قلبه، ويدعو للمحسود، والله سبحانه وتعالى يعطي العبد ما شاء من فضله، فلماذا يحسد؟ ولماذا تحسده؟ فإذا لم يتدارك العبد هذا الأمر، وهذا الصارف فبعد فترة ينحرف، وبعد ذلك يفتري على أهل الحق، وهو في الحقيقة صرفه هذا الصارف، أو غيره، بسبب التمادي فيه، والتمادي في الباطل، ولم يقلع عنه، ولم يتب توبة نصوحة، ولم يرجع، فوقع في ذلك.

ومن ذلك الكبر الكبر صارف من صوارف الحق، إذا لم يتداركه العبد يقع فيه، وفي الحقيقة هذا الكبر وقع فيه كثير من الناس، إذا لم يتداركه فهذا ينحرف؛ لأن هذه الصوارف والعياذ بالله، بيأتي سردها باختصار تتغلغل في القلوب، وتخدش فيها، وهي تتضرر بذلك، وتسود والعياذ بالله، حتى يران على قلبه بسبب هذه الصوارف، فلا تسأل عن هذا العبد، فتسود هذه القلوب والعياذ بالله، فلا تسأل عن قلب هذا العبد، من السواد، وبعد ذلك لا تراه إلا يركن إلى البدع، والأهواء، وأهل البدع، وأهل الأهواء، ليس يكتفي بذلك لا يأزه الشيطان أن يحارب أهل الحق، فتراه يفتري، ويكذب على أهل الحق، ويرد السنة، ويرد أقوال أهل السنة، ويظن هذا المسكين، هذا المبتدع بأنه من السابقين؛ بل يظن بأنه من المهاجرين والأنصار، يظن أنه في تسبيحا، وتكبيرا، وتهليلا، بل يظن هذا المبتدع، الذي أظهر بدعه على أهل الحق، وأعلنها أمام الناس، بأنه في تهجد، وفي قيام، ويظن بأنه في صوم، وزكاة، وهو في الحقيقة من المبتدعين الضالين، فهؤلاء يظنون ذلك، فهؤلاء والعياذ بالله وقعوا في هذه الصوارف، أو في بعضها، وخاصة الكبر على الناس؛ ولذلك علينا بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه كان متواضعا للصغار والكبار، للرجال والنساء، والجواري والعبيد، وإلى آخره، فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يتكبر على الناس، فعلينا أن نقتدي به؛ بل كان متواضعا للناس، فهذا الكبر صارف من الصوارف عن الحق.

والشخص في الحقيقة مهما يبلغ من العلم، أو الجاه، أو المال، أو القوة، فلا يتكبر على الناس؛ بل أهل العلم كلما ازدادوا علما تواضعوا، تواضعوا، فهذا الأمر خطير على صاحبه.

وكذلك الطمع في الدنيا، يطمع في الدنيا، ويطمع في الرياسة، فهذا من الصوارف، فترى هذا العبد المسكين يريد أن يكون رئيسا في جمعية كذا...، ورئيسا في الجماعة الفلانية، ورئيسا في الوظيفة الفلانية، ورئيسا في اللجنة الفلانية، ويحب السيطرة والإمارة، فكلما جاءه رجل أعلم منه شوش عليه، وافترى عليه؛ لكي لا يكون رئيسا عليه، هكذا يأزه الشيطان ويصرف له بأن هذا أتى لكي يأخذ بالرئاسة، أو يريد الرئاسة، وهكذا، فهؤلاء بسرعة ينحرفون عن الحق، فتراه يرد الأقوال، والسنة، والحق، ويقبل على البدع، ويعلم أتباعه البدع؛ لكي يغشى عليهم فلا يتنفس أحدهم، يركنهم إلى الجهل، ولا يعلمهم السنة؛ لأن إذا علمهم السنة، وإلى آخره، أو دلهم على السنة، أو أهل السنة؛ كشفوه وعرفوه، فطردوه بعد ذلك، فذهبت عليه الرياسة، والإمارة، والسيطرة؛ فلذلك رؤوس أهل البدع من أصحاب الجمعيات، والجماعات، دائما وأبدا يعلمون أتباعهم على الفتاوى الباطلة، والعلم الفاسد، والبدع والخرافات؛ لكي لا يتنفس أحدهم، فلا يعلمهم السنة، ولا العلم، ولا إلى آخره؛ لأنهم سوف يكشفونهم؛ ولذلك لو أتت فتوى إليهم فلا توزع إذا كانت على السنة، أو كتاب، أو شريط. فيخافون من ذلك، فيشوشون، ولا يجعلون أتباعهم يأتون إلى هذه الدورة، أو يقرؤون هذه الفتاوى السنية، أو يقرؤون هذا الكتاب، أو يسمعون هذا الشريط، فيقولون عليك بالعلم، وهذا لكي يصرفوه عن الحق؛ فلذلك هؤلاء صرفوا أشياعهم، وأنفسهم عن الحق، فلابد أن ننتبه لذلك، فانحراف هؤلاء بسبب هذه الدنيا، والطمع في الرياسة.

ولعل نسرد هذه الصوارف فمن الصواف:

الصارف الأول الجهل: الجهل صارف من صوارف الحق والعياذ بالله؛ فلذلك ترى الجهلة، أو الجاهل أسرع الناس إلى البدع، وإلى المعاصي، والإصرار عليها، ونبذ الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال.

الصارف الثاني اعتقاد غموض الحق واشتباهه: فهذا كذلك صارف من الصوارف عن الحق، فيعتقد هذا الجاهل غموض الحق، والاشتباه فيه، فمن ذلك من يقول: إذا عرضت له مسألة ونوقش فيها قال: الكل يقول كلام، هؤلاء يقولون شيء، وهؤلاء يقولون شيء، وإلى آخر فيشتبه عليه الأمر، ويظن أن الحق فيه غموض؛ لكن العبد إذا أخلص إلى الله تعالى، وطلب العلم، واتبع النبي صلى الله عليه وسلم فيسر له معرفة أحكام القرآن، وأحكام السنة.

 والصارف الثالث التفريط في تحري الحق: فترى هؤلاء الذين قد صرفوا عن الحق وانصرفوا لا يتحرون الحق، فتراه يتحرى الدنيا ويسأل عنها، وعن الوظيفة، وعن اللباس، وعن الطعام، وعن الشراب، وعن الأموال، وعن الدراسة الدنيوية، وإلى آخره، ويسأل؛ لكن عن الحق مفرط، مهمل، لا يسأل عن دينه، يصلي ولا يسأل عن كيفية الصلاة، يصوم ولا يسأل عن كيفية الصيام، يحج ولا يسأل كيفية الحج، أو أمور نادرة، وأحكام نادرة، يسألون عنها في دينهم، ليست مفصلة، ولا يسأل عن التوحيد، وعن الاعتقاد.

الصارف الرابع الخوف: فالخوف والعياذ بالله صارف من الصوارف عن الحق، فتراه قد عرف الحق، وقد كان على البدعة؛ لكنه يخاف من جماعته، ويخاف من هذه العصابة التي كان عليها، وإن زعم أنهم يقومون بالأعمال الخيرية؛ لكن بالحقيقة هؤلاء عصابة، وهؤلاء عصابات، فيخاف منهم، فلا يستطيع أن يترك هؤلاء؛ فيبقى مصروفا عن الحق، فيخاف، وكذلك بالنسبة عن الخوف ترى العبد يعرف الحق، ويعرف المخالفين؛ لكنه كيف يطلع عليهم، ويرد عليهم، ويبين أمرهم؟ فيخاف منهم، وأن يذكر أسماءهم؛ فلذلك من شأن هؤلاء أن يقللوا من الردود، فيدعون أنها غيبة، وإلى آخره؛ لكن بالحقيقة هؤلاء أصلا خائف يريد أن يغطي خوفه فيقول هذا الكلام، وإلا الأصل عليه أن يصدع بالحق على المخالفين، وهو يقتدي بالنبيين.

الصارف الخامس حب الجاه والرئاسة: فهذا من الصوارف وبيناها.

في وقت؟ لعل نكمل الدرس القادم، نعم أي سؤال.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

 فهذا الرجل المدعو فاروق الغيثي عنده أمور كثيرة منكرة، وفي الحقيقة هذا الرجل سقط في بعض الصوارف التي ذكرناها فانصرف عن الحق، منها الكبر، والجهل، وإلى آخره، ولعل يأتي إن شاء الله الرد عليه قريبا، بعنوان: «الانقضاض الليثي على فاروق الغيثي».

 سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan