القائمة الرئيسة
الرئيسية / شرح مسائل الجاهلية (تفريغ) / المسألة (10) -1 من مسائل الجاهلية (تفريغ)

2025-12-03

صورة 1
المسألة (10) -1 من مسائل الجاهلية (تفريغ)

المتن:

 المسألة العاشرة: الاستدلال بعطاء الدنيا على محبة الله تعالى، قال سبحانه: ﴿وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون﴾ [سبأ:34] ﴿وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين﴾ [سبأ:35] ﴿قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون﴾ [سبأ:36] ﴿وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون﴾ [سبأ:37] ﴿والذين يسعون في آياتنا معاجزين أولئك في العذاب محضرون﴾ [سبأ:38] ﴿قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين﴾ [سبأ:39].

الشرح:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب للعالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه الجمعين.

وهذه المسألة العاشرة من مسائل الجاهلية التي خالف النبي صلى الله عليه وسلم فيها أهل الجاهلية، وهذه المسألة: الاستدلال بعطاء الدنيا على محبة الله تعالى؛ يعني هؤلاء الجاهليون يستدلون على أن الله سبحانه وتعالى يحبهم بما عندهم، أو أعطاهم من المال، والأولاد، فهذه الآن عندنا نسخة الألوسي رحمه الله تعالى وهي المسألة العاشرة: الاستدلال بعطاء الدنيا على محبة الله تعالى، وفي نسخة مؤلفات الشيخ رحمه الله تعالى ذكرت هذه المسألة، في المسألة الثالثة والعشرون، وعند الألوسي النسخة في المسألة العاشرة، وفي نسخة مؤلفات الشيخ في الثالثة والعشرون، وكذلك اللفظ يختلف، وذكرت الآيات باختصار هنا، ولفظ مؤلفات الشيخ أن الحياة الدنيا غرتهم، فظنوا أن عطاء الله منها يدل على رضاه، وهنا ذكرت كقولهم، ولفظ كقولهم من مخطوطات الشيخ عبد العزيز بن مرشد، ووقع في غيرها من النسخ كقوله، ثم ذكر الآية ﴿نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين﴾ [سبأ:35] قال هكذا باختصار، أما عندكم في نسخة الألوسي ذكرت الآيات بأكملها، واللفظ الذي في نسخة الشيخ أتم، أن الحياة الدنيا غرتهم فظنوا أن عطاء الله منها يدل على رضاه.

 ونسخة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى كنسخة مؤلفات الشيخ، فذكر الاغترار بالدنيا المسألة الثالثة والعشرون كذلك، وعند الألوسي في المسألة العاشرة، فهي بعيدة جدا في نسخة مؤلفات الشيخ، ونسخة الشيخ صالح الفوزان، وكذلك ذكر أن الحياة الدنيا غرتهم فظنوا أن عطاء الله منها يدل على رضاه، كقولهم ﴿نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين﴾ [سبأ:35] فهذه الآن النسخ، وبينا نسخة الألوسي.

ويقول الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى في شرحه لمسائل الجاهلية: أهل الجاهلية يعتبرون اعطاؤهم الأولاد، والأموال من كرمهم على الله عز وجل، وأن الله لا يعذبهم ﴿وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين﴾[سبأ:35] فهؤلاء أي أهل الجاهلية يستدلون بمحبة الله لهم على عطاء الله سبحانه وتعالى لهم من الأولاد، والأموال، وهذا بلا شك من الغرور المهلك للعبد، وللناس مع أفعالهم من فعل الشرك، والبدع، والمعاصي، وهذا الأمر يكون الله تعالى عليهم ساخط، غاضب فكيف يستدلون على هذه الدنيا بمحبة الله لهم وهم يفعلون المنكرات، ومنها الشرك الذي يبغضه الله سبحانه وتعالى.

فالذي يقول ذلك فهذا ضال بلا شك ومضل لغيره، وغرور ويغتر بأمواله وأولاده، ويغتر بدنياه وهذه الحجة في الحقيقة أهلكت كثير من الناس قديما، حديثا، فظن هؤلاء بأن عطاء الله سبحانه وتعالى لهم يدل على رضاه لهم، وأن الله سبحانه وتعالى يحبهم، إلى أن ماتوا وهم على ذلك فهلكوا، فأمثال هؤلاء في الحقيقة يتفاجؤون في سكرات الموت،  فأهل الشرك، وأهل البدع، وأهل المعاصي الذين يغترون بهذه الدنيا فإنهم يتفاجؤون في سكرات الموت، وكما قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى في هؤلاء: بيننا وبينهم الجنائز، فبعد ذلك يعرف المغرور بنفسه، بأمواله، أو أولاده، أو بدنياه، أو بقوته، أو بسيطرته، أو إلى آخره، فهذا يتفاجأ في هذا اليوم؛ فلذلك على العبد أن يتواضع لله، ولخلقه مهما أعطاه الله سبحانه وتعالى من الدنيا؛ ولذلك نسمع، ونرى في اغترار أناس كثيرون في هذا الأمر، فإذا أعطاهم الله سبحانه وتعالى ما شاء الله من الدنيا، من القوة، والمال، والجاه اغتر هؤلاء بذلك وبقوا على ما هم عليه أما من الشرك كاليهود النصارى، فلذلك هؤلاء مغترون فيما عندهم من القوة، من قوة السلاح، والتجارة، والصناعات، فلم يسلموا إلا ما شاء الله منهم، وظن هؤلاء أن عطاء الله سبحانه وتعالى يدل على رضاهم فيقولون: لا يدخل الجنة إلا نصراني، ولا يدخل الجنة إلا يهودي، وإلى آخره، فهكذا اغتر هؤلاء بذلك، وهذه حجة أهل الجاهلية.

وكذلك نسمع ونرى من الشيوعين، وما أعطاهم الله سبحانه وتعالى من قوة، ومال، والسيطرة على البلدان، كما لا يخفى عليكم، فاغتر هؤلاء، وكذلك أهل البدع اغتروا بما عندهم من المال، والجاه، والجمعيات الخيرية المزعومة، وكثرة الأشياع والأتباع، والسيطرة في البلاد، وألا يستطيع عليهم حتى السلطان، ولا الجيش، ولا الشرطة، ولا غير ذلك، ويستدل هؤلاء بذلك بأن الله سبحانه وتعالى راضي عنهم، وأن الله سبحانه وتعالى يحبهم؛ ولذلك نطق بها أحدهم عندما بين له بعض الأخوة بأنكم أنتم على باطل، والله سبحانه وتعالى لا يرضى بما تفعلونه من البدع، والتضيق على المسلمين، وإلى آخره، فقال: لولا الله سبحانه وتعالى لا يحبنا ما أعطانا هذه الجمعية، جمعية التربية الحزبية، وما أعطانا هذا المال الذي نغدوا ونروح به، وهكذا هؤلاء يتشبهون بأهل الجاهلية.

فلذلك كيف يتوب هؤلاء مما هم فيه؟ وكيف يرجع هؤلاء مما هم فيه؟ ولذلك كذلك أخوان المسلمون سيطروا على بعض الأمور هنا وهناك، ويستدلون كذلك بما أعطاهم الله من المال والجاه، ويعظمون أنشطتهم، وانظروا إلى أنشطتنا، وانظروا، وانظروا، فنحن نخدم الإسلام والمسلمين؛ فلذلك هؤلاء يتشبهون بأهل الجاهلية، وهذا الذي بينه شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في ذكره لهذه المسائل المهمة جدا للأمة؛ لأن أناس قد وقعوا في شبه أهل الجاهلية فلا بد من التبين والتوضيح لكيلا يقع بقية المسلمين، ويعرفون هذا التشبه بأنه خطر عظيم عليهم.

وهكذا أهل المعاصي لا يتوبون من المعصية، ويذهبون من معصية إلى معصية، ومن صغيرة إلى كبرى، بسبب ما عندهم من الأموال، يذهبون في البلدان مع أهل المعاصي، على ما يسمع أهل الشرك من الإسلام، وعلى ما يسمع أهل البدع على ما بينه أهل السنة والجماعة لهم، وأهل المعاصي كذلك، فلم يتب هؤلاء، ولم يرجعوا إلا ما شاء الله منهم؛ ولذلك بين السلف الصالح بأن المبتدع ليس له توبة، أي بأن المبتدع لا يتوب؛ لأنه يغتر، ويظن أن الله سبحانه وتعالى يحبه، وراضي عنه، فلا يرجع، وإنه يخدم الإسلام والمسلمين، ويبين للناس خاصة إذا كان عند المبتدع المال والجاه، وإلى آخره.

 فعلى بقية أهل الإسلام من الطائفة المنصورة يحذروا ألا يقعوا كما وقع هؤلاء، خاصة الذي يعبد الله على حرف؛ لأن الذين يعبدون الله على حرف لا يمكث إلا قليلا في الطائفة المنصورة السلفية حتى بعد ذلك ينسحب منها ولى مدبرا ولم يعقب، وما أكثرهم؛ فلذلك لا تغتر بهؤلاء، فاثبت؛ لأن هؤلاء يتشبهون بأهل الجاهلية والعياذ بالله، من التفرق في الدين، والاغترار بما عندهم من المال، والأولاد، فممكن أن يعطى ألف دينار فينتكس، فيصعب عليه أن يتوب بألف دينار؛ ولذلك من هؤلاء الذين يعبدون على حرف  يعطى لحج فقط ينتكس من السلفية إلى الحزبية، عمرة ينتكس بها، هؤلاء يعبدون الله على حرف؛ فلذلك أمر هؤلاء في الحقيقة مشكل فيعطى من هذه الأولاد، أو الأموال، فلا يرجع، فإن هؤلاء يعطون بأموال قليلة فيحصل لهم هذا التغير، وهذا الانقلاب، فكيف الذي يعطى من الجيوش، والصناعات، والأموال الكثيرة، فكيف يسلم هذا؟ والمبتدع بعدما كان فقيرا يعطى بأموال كثيرة من قبل الله سبحانه وتعالى عندما كان فقيرا لم يتب من البدعة، ومن المبتدعة، فكيف عندما كان بهذه المنزلة؟ فلذلك أهل المعاصي كذلك على منوال هؤلاء، فلابد من الحذر من هذه الأمور.

 فيبين الشيخ هنا أهل الجاهلية يعتبرون اعطاءهم الأولاد والأموال من كرمهم على الله عز وجل، وسوف يأتي بأن الله سبحانه وتعالى يعطي هذا الدنيا من يحب ومن لا يحب فكيف هذا الاغترار؟ ولذلك حتى إن هؤلاء في أمور يسيرة ينقلب على دين الله سبحانه وتعالى؛ ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى هنا: ﴿قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون﴾ [سبأ:36] فالله سبحانه وتعالى يعطي الكافر، ويعطي المؤمن، ويعطي المبتدع، ويعطي العاصي، وإلى آخره، فلابد على أهل الإسلام من الرجال والنساء أن ينتبهوا لهذا الأمر، فلا يغتر العبد بعطاء الله سبحانه وتعالى له، فكيف لو كان العبد فقيرا ثم يغتر بنفسه، ويتكبر على عباد الله سبحانه وتعالى؟ فهذا الأمر يكون خطر عليه.

 نعم في باقي؟ لعل نكمل بعد ذلك إن شاء الله.

 نعم، في أي سؤال؟

 سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

بالنسبة إلى الآذان والإقامة، فبينت هذا في شرح مسلم كتاب الصلاة، مسائل الآذان والإقامة جملة وتفصيلا، وهذه المسألة مسألة المنفرد يؤذن ويقيم فيها تفصيل، فإذا كان هذا العبد في بلده وفاتته الصلاة فيكتفي بآذان أهل البلد، وبإقامة مسجد أهل البلد، ولا يحتاج أن يؤذن ويقيم فيصلي بمنفرد في المسجد، أو في البيت، أو في أي مكان وهو في بلده، يسمع الآذان، والمساجد من حوله، وإلى آخره، وإذا كان هذا المنفرد بعيدا عن البنيان وهو في البلد مثلا في البر، في الصخير، فهذا المكان لا يسمع فيه المؤذن، فإذا دخل الوقت فعليه أن يؤذن ويقيم؛ لأن هذا المكان ليس فيه مسجد، ولا يسمع، وإذا كان هذا المنفرد في السفر، في أثناء سفره، فلا يوجد أي مسجد، وأراد أن يصلي لدخول الوقت، فعليه أن يؤذن ويقيم، وإذا كان وصل في المكان الذي يريده بعد سفره، وأقام، وانفرد فيكتفي كذلك بآذان وإقامة ذلك البلد، ويصلي بلا آذان ولا إقامة. 

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

 


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan