الرئيسية / الزهر الفريد في أحكام التوحيد (تفريغ) / الجزء (18) الزهر الفريد في أحكام التوحيد: الألحاد في الأسماء والصفات وأنواعه (تفريغ)
2025-12-02
الجزء (18) الزهر الفريد في أحكام التوحيد: الألحاد في الأسماء والصفات وأنواعه (تفريغ)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وتكلمنا في الدرس الذي سلف عن شرك الأسماء والصفات، وبينا أن العبد يجعل شريكا لله تعالى في أسمائه وفي صفاته، وهذا هو الإلحاد في القرآن الكريم وفي السنة النبوية. ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون} [الأعراف: 180]. فيبين الله سبحانه وتعالى أن له أسماء، وهذه الأسماء حسنى في جميع الوجوه كما بينا في الدروس التي سلفت، وأمر الله سبحانه وتعالى الناس أن يدعوه بها في دعائهم.
ومن هذه الآية يستفاد: أن الدعاء بأسماء الله سبحانه وتعالى أحرى بالقبول، وهذا من آداب الدعاء.
من آداب الدعاء أن العبد لا يدعوه مباشرة بحاجاته وأموره، لا، يبدأ بأسماء الله سبحانه وتعالى والثناء على الله، فهذه من الآداب. والدعاء يكون أحرى بالقبول إذا دمج في هذا الدعاء وألحق فيه الآداب، آداب الدعاء.
والله سبحانه وتعالى أمرك بترك وهجر أهل الإلحاد وهم أهل البدع وأصحاب الأهواء. ليس المراد فقط الملاحدة الشيوعية كما هو عند العامة دائما وأبدا يظنون أن الملحد هو الشيوعي، الشيوعيون المعروفون؛ لا، هؤلاء من الملاحدة، لكن كذلك الملاحدة هم الأشاعرة، الملاحدة هم الجهمية، الملاحدة هم المعتزلة، الملاحدة هم الرافضة، الملاحدة هم الصوفية، الملاحدة هم الإخوانية، الملاحدة هم السرورية والقطبية، وجميع الفرق الصغيرة والكبيرة، كل هؤلاء ألحدوا في القرآن وحرفوا ومالوا عن الحق. فأي مائل عن الحق فهو ملحد.
لا يلزم من الملحد أن ينكر وجود الله سبحانه وتعالى فقط، لا. حتى الملحد الذي يعطل صفات الله سبحانه وتعالى فهذا ملحد. فالأشعري ملحد، والمعتزلي ملحد، والمرجئ ملحد.
فلذلك عندما ذكر للشيخ الفوزان -حفظه الله تعالى- في بعض الأمور التي وقع فيها المرجئة قال: هذا إلحاد، هذا إلحاد في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
وذكر من قبله شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله تعالى- في الفتاوى قسم الأسماء والصفات، كذلك ابن القيم في الصواعق المرسلة ذكر هذا الأمر، وكذلك شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين في شرح العقيدة الواسطية ذكر أن هذه الفرق ملاحدة.
ما يلزم من الملحد لازم ينكر وجود الله، هذا عند العامة، أما عند أهل العلم وطلبة العلم المتمكنين، لا. فهؤلاء هم الملاحدة الذين يعطلون صفات الله سبحانه وتعالى، الذين يميلون عن الحق إلى الباطل، فهؤلاء ملاحدة. فلذلك الذين يحرفون في القرآن والسنة فهؤلاء ملاحدة. فما يلزم الملحد فقط أن ينكر وجود الله حتى نقول عنه ملحد، لا، كل مبتدع ملحد.
فلذلك فلنعرف النصوص القرآنية ونستدل كيف بالقرآن، فلذلك {وذروا الذين يلحدون في أسمائه} [الأعراف: 180]؛ يعني: اتركوهم ولا تحتجون بقولهم واهجروهم وردوا عليهم وبينوا أمرهم وحذروا منهم، فهذا مقصد {وذروا الذين}... ما معنى وذروا الذين؟ خلاص تركهم؟
لا، يدخل فيه الرد عليهم والتحذير منهم. فلذلك "في أسمائه" فيدخل كذلك الذين يلحدون في صفاته؛ لأن الصفات تشتق من ماذا؟ من الأسماء. وذكر الله سبحانه وتعالى الإلحاد في أسمائه. يعني هل أناس لا يلحدون في صفاته؟ لا، يلحدون في صفاته؛ لأن هنا الأسماء يدخل فيها كذلك الصفات، الإلحاد في الصفات.
فلذلك لابد أن نعرف حقيقة معاني القرآن، وأن هذا القرآن ليس فقط أنزل على الكفار للتحذير منهم أو لعذابهم أو لأنهم هم الملحدون. لا، يدخل في كل واحد يتصف بصفات الكفار من اليهود والنصارى والملاحدة والفلاسفة.
حتى المسلم لو ألحد في شيء يطلق عليه أنه ملحد ومحرف ومعطل في هذا الأمر، وينظر بعد ذلك هل يصنف مع الكفار أو لا بحسب بدعته. إذا وصل إلى البدعة الكبرى فهذا خرج من الإسلام ويكفر، وإذا بقي على البدعة الصغرى فهو مبتدع، إن شاء الله عذبه وإن شاء غفر له. فالكل بحسبه.
وبينت لكم كما بين شيخ الإسلام ابن تيمية أن أكثر أهل البدع كفار، الكفر الأكبر، لأن بين أنهم منافقون بالنفاق الأكبر، يعني: مخرج من الملة، فهؤلاء هم الملاحدة. فلذلك الإلحاد الكل بحسبه.
ترى مسلما عاصيا فاجرا يلحد في أسماء الله سبحانه وتعالى أو في كتابه أو في السنة، يقال له ترى هذا إلحاد تب إلى الله. فإن تاب سوف يسلم من الإلحاد، أما إذا استمر تتجارى به الأهواء، هذا في الغالب لابد أن يقع في الكفر الأكبر والإلحاد الأكبر. فلذلك الأمر خطير جدا.
ولذلك أحيانا يأتيك أناس يقولون: أن مثلا الأشاعرة أقرب إلى أهل السنة، والزيدية أقرب إلى أهل السنة. ما في شيء أقرب إلى أهل السنة، أهل العلم يجتهدون في بعض الألفاظ.
فعندنا الأشاعرة هؤلاء فجار، من أفجر خلق الله سبحانه وتعالى كما بينت لكم، أي أقرب إلى أهل السنة؟! كذلك الجهمية أو الزيدية أو غير هؤلاء. فيقول لك الزيدية هؤلاء أخف الشيعة! لا، أفجر الشيعة كما ترون الآن ظهروا، أي أخف الشيعة؟! خلاص إذا قلنا والله هذه الفرقة من الشيعة خلاص هم رافضة الآن. ولا نقول أن هؤلاء أقرب ما دام هم مبتدعة مصرون على هذا الأمر، وإذا أطلق عليهم أشاعرة انتهى الأمر معهم، هذا أبعد الناس من أهل السنة، والزيدية وغيرهم.
فلذلك لا يشتبه عليك بعض كلام أهل العلم، فإن أهل السنة كفروا الأشعرية لقولهم بخلق القرآن وغير ذلك، تتجارى بهم الأهواء.
وانظر إلى فجورهم في هذا العصر، وصلوا إلى خلق القرآن وغيره والإنكار العلو، فأي إسلام بقى لهؤلاء؟ وخوارج كما ترون، وواقفين مع اليهود والنصارى وإلى آخره. فهؤلاء أبعد الناس من الإسلام ومن السنة ومن منهج أهل السنة والجماعة. هؤلاء ملاحدة، يلحدون في أسماء الله سبحانه وتعالى وفي صفاته وفي دينه وفي دعوته وفي الدين كله، وضعوا لهم فروعا وفقها من رؤوسهم. فأي شيء هؤلاء قريبين منه؟ هؤلاء ملاحدة.
ويكون الشرك في أسماء الله سبحانه وتعالى وفي صفاته بأمور:
بأن يسمي المخلوق باسم من أسماء الله سبحانه وتعالى، ويعتقد بأن هذا المخلوق متصف بصفات الله سبحانه وتعالى. هذا من الشرك في أسمائه سبحانه وتعالى وفي صفاته.
أن يسمي مخلوقا باسم من أسماء الله سبحانه وتعالى، ويعتقد بأن هذا المخلوق متصف بصفات الله سبحانه وتعالى. مثل "العزى"، العزى مقصد الجاهليين هو العزيز، صنمهم هذا يسمونه العزى ومرادهم منه ماذا؟ العزيز، وأن هذا الصنم يتصف بصفات الله سبحانه وتعالى. فهذا هو الشرك في أسماء الله سبحانه وتعالى. ولا يجوز.
ولذلك كذلك يسمى شخص: الحكيم مطلقا، فلا يجوز هذا. لكن ممكن أن يطلق الإنسان الحكيم لكنه في حدود المخلوق فلا بأس. أما أن يسمى مطلقا فيتخذ صفات الله سبحانه وتعالى في الحكمة وفي الحكيم فهذا لا يجوز.
ولذلك الله سبحانه وتعالى سمى امرأة العزيز... سمى الزوج عزيز، وهذا بالنسبة أنه في حدود المخلوق فلا بأس. أما أن يتخذ ويعتقد مثل هذا، صنمهم هذا العزى وأنه العزيز في كل شيء كصفة الله سبحانه وتعالى، فهذا لا يجوز، فهذا من الشرك بأسماء الله سبحانه وتعالى. بأن يسمى... فلا يجوز أن يسمى مخلوق مطلقا بأسماء الله سبحانه وتعالى، بالعزيز، الحكيم، الرحيم، إلى آخره.
فإذا سموا مخلوق -سواء كان صنما أو غيره أو شخصا- واعتقدوا فيه هذه العزة المطلقة والحكمة وإلى آخره، فهذا من الشرك في الأسماء في أسماء الله سبحانه وتعالى وفي صفاته.
أما إذا سمي ولا يعتقدون هذا الاعتقاد فلا بأس بذلك. فلذلك كما كان مشركو قريش يسمون آلهتهم بأسماء الله سبحانه وتعالى كما بينت لكم، اللات والعزى وإلى آخره، فهذا لا يجوز، فهذا هو الشرك في أسماء الله سبحانه وتعالى وفي صفاته.
ولينتبه الناس، لأن الرافضة عندهم هذا الأمر، يطلقون هذه الأسماء ويعتقدون أنهم يتصرفون في الكون وإلى آخره. وكذلك الصوفية.
ثانيا: بأن يوصف المخلوق بشيء من صفات الله سبحانه وتعالى. مثل ذلك من يدعي علم الغيب، أو يعتقد أن غير الله تعالى يعلم الغيب. والغيب هو كل ما لم يطلع الله سبحانه وتعالى عليه عباده ولم يعلموه بالحواس الخمس، هذا هو الغيب. فهذا الأمر عند الرافضة، عند الصوفية، وغيرهم من الفرق الضالة، عندهم أن يجعلون مخلوقا عنده هذه الصفة، أنه يعلم الغيب ويعلم كل شيء.
فالله سبحانه وتعالى هو الذي يعلم كل شيء، يجعل هؤلاء هذا المخلوق يعلم بكل شيء، حتى إنه مات وهو مقبور ويعتقدون أن هذا المقبور وهذا الشخص يعلم بكل شيء، وهو لا يدري بشيء في قبره، ولعله في النار، ومع هذا يعتقدون أن هذا يعلم الغيب ويعلم بكل شيء. فهذا من الأمور التي في يعني إلحاد في أسماء الله سبحانه وتعالى وفي صفاته. وكذلك من الشرك، هذا من الشرك بأسماء الله سبحانه وتعالى وبصفاته.
لأن أناس كثر يظنون أن الشرك في الألوهية، لا، الشرك في الربوبية كما بينا، وأن هناك أناس واقعون من هذه الفرق في شرك الربوبية، لأن ما يعتقد الناس أن هناك أناس يدعون الربوبية وأن هذا رب ويتصرف في الخلق والملك والتدبير. لا، يوجد من هذه الفرق كما بينا، الرافضة، الصوفية وغيرهم يعتقدون هذه الاعتقادات الخطيرة.
كذلك الشرك يأتي في الأسماء والصفات. فلذلك عندك الآن الأشاعرة، الأشاعرة هؤلاء ليس فقط مبتدعة، هؤلاء مشركون، يطلق عليهم مشركين. أهل شرك، ولذلك لو تطلق على أشعري أنه مشرك يستهزئ بك التراثي الجاهل، ما يعرف شيء، الإخواني، السروري، القطبي، ما يعرف شيء أصلا. وهؤلاء جعلوا أنفسهم أنهم: أوه يعرفون ويفهمون ولا يفهمون شيء في الدين، ما يعلمون الأشياء الظاهرة التي تعلموها.
ولذلك يقول لك: لا هذا الأشعري أصلا إلا مبتدع في الأسماء والصفات، في الشرك؟ أنت يا السروري أصلا مشرك، ما تدري؟ ادر الحين، اعرف إنك مشرك، أنت يا التراثي أنت المشرك أصلا، قل له: إذا ما تعرف هذا مشرك أنت مشرك ترى، قل له.
فالسروري مشرك، القطبي مشرك، الإخواني مشرك، كلهم مشركين هؤلاء، كلهم عندهم إلحاد في أسماء الله في صفاته، في مسائل الإيمان، في الإرجاء، في البدع هذه. فعندهم تشريع، هذه كلها من صفات الله سبحانه وتعالى، صفات الرب، هم يدعون أنهم يشرعون. لا يخفى عليكم هذا الأمر، الدخول هذا في سياسيات.
فالأمور خطيرة جدا، فهؤلاء هم المشركون، فليس فقط اليهود والنصارى والمجوس مشركون أو كفار قريش. ولذلك لو تأتي لهؤلاء بآيات في الشرك لوضعوها على مشركين الذين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. هذا القرآن نزل إلى قيام الساعة وننزله على الناس بحسبهم من الشرك والإلحاد والبدع والفسق والفجور والمعاصي وهكذا.
فلذلك فالله سبحانه وتعالى يقول هنا: {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو} [الأنعام: 59]، فالله سبحانه وتعالى هو الذي يعلم الغيب وعنده مفاتيح كل شيء. فهذا الآن من الشرك في أسمائه سبحانه وتعالى وفي صفاته، لأن العلم صفة من صفات الله سبحانه وتعالى وهو العليم، فالله سبحانه وتعالى يعلم وهو العليم.
فالذي يدعي أنه يعلم الغيب فهذا من الشرك في أسماء الله سبحانه وتعالى وفي صفاته. وهؤلاء الرافضة وقعوا كذلك في شرك الأسماء والصفات، وجعلوا أئمتهم يعلمون كل شيء ويعلمون الغيب.
كذلك الصوفية يدعون أن لهم أولياء، وأن هؤلاء الأولياء يعلمون الغيب. فهذا من الشرك في أسماء الله سبحانه وتعالى وفي صفاته. فمن ادعى أن أحدا من الخلق يعلم الغيب فقد وقع في الشرك الأكبر المخرج من الملة.
فلذلك هؤلاء وقعوا في الشرك الأكبر وخرجوا من الملة. فالأمر ليس بسهل، والناس غير متروكين عبثا يقولون ما يشاؤون، لا، في أحكام تصدر من القرآن لهم ومن السنة، والله الموعد، فموعدهم يوم القيامة، موعدهم في قبورهم. فهناك أحكام قوية على هؤلاء الذين يدعون علم الغيب ووقعوا في الشرك الأكبر، فشرك الأسماء والصفات شرك أكبر.
ومن الذين يدعون الغيب: الكاهن والعراف والرمال والساحر والمنجم، فكلهم سقطوا في الشرك، في شرك الأسماء والصفات، لأنهم ادعوا أنهم يعلمون الغيب، ولا يعلم الغيب إلا الله، ما يعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى.
فهؤلاء الكهنة والمنجمين والسحرة هؤلاء كذلك وقعوا في الشرك الأكبر، لأنهم يدعون علم الغيب، فالأمر خطير جدا.
فلذلك ترى أناس الآن كثر في الفرق كهنة ومنجمين وسحرة ولا يخفى عليكم ذلك. فهؤلاء وقعوا في الشرك الأكبر، ووقعوا في شرك الأسماء والصفات، ليس فقط وقعوا في الشرك في الألوهية، لا، كذلك هؤلاء وقعوا في شرك الأسماء والصفات وهو العلم بزعمهم بالغيب.
فلننتبه ونعرف العلم جيدا ونتفهم هذا القرآن ونتفهم السنة، فلا نجعل هذا القرآن آيات الكفار للكفار والمسلمين للمسلمين، لا، هذا القرآن يحتج به على جميع الناس. فإذا فهم الناس معاني القرآن عرفوا كيف يحتجون به على أصناف الناس الكل بحسبهم.
فالكاهن هو من يدعي علم الغيب. والعراف هو من يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة وغير ذلك. الرمال هو الذي يدعي معرفة الغيب من خلال الحصى والخيط في الرمل. الساحر هو من يستخدم الجن لمعرفة الأمور التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى عن طريق استراق السمع والكذب على الله، وكذلك يصنع العزائم والرقى والعقد التي تؤثر في القلوب والأبدان، فيمرض ويقتل ويفرق بين المرء وزوجه. المنجم هو الذي يستدل بالأحوال الفلكية على الأحوال الأرضية.
ولعل إن شاء الله نكمل الدرس القادم نتكلم عن معنى الإلحاد، وعلى التعريف صنف الناس الذين يلحدون. فحتى ممكن المسلم هذا يلحد في القرآن والسنة يطلق عليه ملحد إذا لم يتب في هذا الأمر. أما بعده من الإسلام واقترابه هذا أمر آخر، هذا بحسبه وينظر فيه. لأن حتى الآن العوام الجهلة يتجرؤون الآن بالغيبيات والسحر وإلى آخره، ويقرأ في كتب السحر ويسحر ويتجرؤون، هؤلاء ملاحدة.
الأسئلة:
السؤال: غير مسموع.
الجواب: المكر.. لا يوصف الله سبحانه وتعالى بهذه الصفة مطلقا، لا، كالعزة والرحمة هذه مطلقا يطلق على الله سبحانه وتعالى. أما المكر في مقابلة مكر الخلق، تقول: أن الذي يمكر الله يمكر به. الذي يستهزئ الله يستهزئ به. هكذا في مقابلة ماذا؟ شيء. فالمكر هذا ما تقول أن الله ماكر، ما يجوز. لا تقول أن الله يستهزئ، لا، في مقابلة شيء. لكن تقول: لله سبحانه وتعالى رحيم حكيم عزيز مطلقا، فالله رحيم. تقول: يا الله يا عزيز يا رحيم يا حكيم تقول. ولا يجوز أن تقول: يا ماكر يا مستهزئ، ما يجوز، هذا قدح في الله سبحانه وتعالى.
فلذلك الأشعري والمبتدع والجهمي يدخل عليك بهذا، يقول لك: الله سبحانه وتعالى سمى نفسه بكذا وكذا وكذا. فتعرف كيف ترد عليه. إذا بتقول عن شخص يمكر تقول: سوف الله يمكر به، شخص يستهزئ بالدين الله يستهزئ به، وهكذا.
السؤال: غير مسموع.
الجواب: بالنسبة عن إذا في الفاتحة الآن... انتهى الإمام من الفاتحة لا تقول اغفر لي آمين أو كذا، لا، لأن الصلاة هذه توقيفية وهذا الدين توقيفي، لا تزيد أي شيء. بل تقول: آمين.
الآن أنت في الصلاة السرية تقول إذا انتهيت من الفاتحة تقول: آمين، لأن معنى آمين يعني: استجب، تطلب من الله سبحانه وتعالى أن يستجيب لك. في الجهرية هذا مع الإمام جهرا بالتأمين.
السؤال: غير مسموع.
الجواب: هذا يعني ما ثبت أي شيء لكن الله سبحانه وتعالى بين هذه القصة قصة يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز، وأما أنه تزوجها وإلى آخره وأشياء من الإسرائيليات وكذا فهذا لم يثبت، فالله سبحانه وتعالى لم يبين لنا ذلك. لكن نورد هذه القصة التي ذكرت في القرآن وذكر النبي صلى الله عليه وسلم في السنة على حسب ما جاءت. في أشياء من الإسرائيليات ذكرت هذه في التفاسير فلا يحتج بها.
السؤال: هل يطلق على الملحد أنه كافر فقط؟
الجواب: قلنا: بحسبه، شخص يلحد شيئا من هذا الأمر ممكن أن يكون مسلما ما يصل إلى الكفر والإخراج من الملة في شيئا. مثل يعني أناس يقعون في الكفر الأصغر هم مسلمون، هؤلاء ما نخرجهم. كذلك النفاق الأصغر ما يخرجون من الملة، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم بين أن من أمته يقعون في النفاق، من الكذب، الكذب هذا نفاق، عدم الإيفاء بالوعد كذلك من نفاق.
أحيانا مسلم إذا خاصم فجر، هذا من النفاق، صفة المنافق، لكن هذا النفاق العملي يسمى النفاق العملي الأصغر ما يخرج من الملة.
كذلك الإلحاد الأصغر، يلحد شيئا في آيات الله، لكن ينظر إلى هذا الإلحاد وينظر إلى هذا الكفر وينظر إلى هذا النفاق، إذا هذا النفاق الأكبر خرجه من الإسلام. الإسلام بريء من هذه الأشكال هذه، حتى لو صلى وصام، ما دام واقع في الأشياء الكبرى، كذلك الكفر الأكبر، شخص يدعي أنه يصلي ويصوم ويحج لكنه يطوف على القبور يستغيث بها. هذه الأمور لله سبحانه وتعالى يجعلها، هو جعلها للمخلوق، ويدعي ويعتقد أنه يضر وينفع، هذا خرجه حتى لو صلى وصام وإلا وقع الشخص في الإرجاء. شخص يستغيث بالأموات ماذا تريد فيه؟ فهذا شرك أكبر.
وهكذا على حسب الشخص، انظر ماذا فعل انظر ماذا قال في الدين.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.