الرئيسية / الزهر الفريد في أحكام التوحيد (تفريغ) / الجزء (16) الزهر الفريد في أحكام التوحيد: شرك الأسماء والصفات (تفريغ)
2025-12-02
الجزء (16) الزهر الفريد في أحكام التوحيد: شرك الأسماء والصفات (تفريغ)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وأخذنا في الدروس التي سلف عن التوحيد في الجزء الأول لكي نذكركم، وبينا أن التوحيد هو إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة. وذكرنا أقسام التوحيد، وقلنا أن التوحيد: توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات.
وبينا بأن توحيد الربوبية هو إفراد الله سبحانه وتعالى بالخلق والملك والتدبير.
وبينا كذلك بالنسبة لتوحيد الألوهية وقلنا: هو إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة.
وبينا بالنسبة لتوحيد الأسماء والصفات هو إثبات الأسماء والصفات كما أثبتها الله سبحانه وتعالى في القرآن وأثبتها كذلك النبي صلى الله عليه وسلم له في السنة.
ثم بعد ذلك فصلنا في هذه الأقسام ودخلنا في الشرك -الجزء الثاني- وبينا الشرك في الربوبية.
فمن ذلك لو جعل أناس لهم رجلا وأعطوه صفات الرب سبحانه وتعالى وأنه يخلق ويدبر الكون وإلى آخره، فهذا هو شرك الربوبية. مثل الرافضة؛ الرافضة جعلوا لهم أئمة وعلماء -بزعمهم- يتصرفون في الكون ويخلقون، بل جعلوا علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلها يخلق بزعمهم ويتصرف في الكون. فهؤلاء الرافضة أشركوا في الربوبية.
كذلك الصوفية، وهم لهم وجود في جميع العالم الإسلامي، يعبدون القبور ويعبدون بزعمهم الصالحين، ويزعمون أن أصحاب القبور هؤلاء يتصرفون في الكون ويخلقون، فهذا هو شرك الربوبية.
ولذلك الرافضة هؤلاء كفار، والصوفية كفار؛ لأن صفة الربوبية لله سبحانه وتعالى هو المتفرد بالخلق والملك والتدبير. فالله سبحانه وتعالى هو الذي يخلق لوحده، والله سبحانه وتعالى هو المالك مالك السماوات والأرض وما بينهما، والله سبحانه وتعالى هو الذي يدبر هذا الكون. ما في أحد مع الله سبحانه وتعالى إله يخلق أو يملك أو يدبر. فكيف هؤلاء الرافضة يدعون هذا الادعاء؟ فهذا هو الكفر.
ولذلك لابد من معرفة هذه الأمور وأن أناسا يدعون.. الآن هناك أناس يدعون النبوة وأنه نبي، رغم أن الله سبحانه وتعالى بين "ليس بعد النبي صلى الله عليه وسلم رسول" والنبي صلى الله عليه وسلم خاتم المرسلين والأنبياء، ومع هذا يوجد من الزنادقة والدجاجلة من يدعي النبوة ويقول: أنا نبي؛ هذا هو الكفر.
فلذلك لابد أن نعرف ونستبين سبيل المجرمين والمبتدعة وأهل الباطل، لهم وجود عندنا وفي غيرنا من البلدان في المساجد ويخطبون ويتكلمون وفي القنوات، فكيف يعرفهم الناس أن هؤلاء أهل باطل ويدعون أنهم يقولون قال الله وقال الرسول وهم كاذبون؟ فلابد أن نعرف هؤلاء من دعاة الباطل ودعاة البدع والمبتدعة.
وبينا كذلك الشرك؛ شرك الألوهية، والذين يعبدون علي بن أبي طالب والحسين والحسن رضي الله عنهما، ويعبدون القبور ويعبدون منهم الجن، ويحلفون بغير الله سبحانه وتعالى، يحلفون بالنبي صلى الله عليه وسلم، يحلفون بالملائكة، بالجن، بالنعمة، إلى آخره.. هذه كلها شرك، وهذا الشرك في الألوهية.
فالله سبحانه وتعالى هو الإله الحق، لا معبود بحق إلا الله سبحانه وتعالى. وهذه القبور وإلى آخرها هذه آلهة باطلة، منهم من يعبد الشمس، ومن يعبد القمر، يعبد الفئران، يعبد البقر لأنهم بقر! فهذه كلها شرك في الألوهية.
ومنهم من يعبد عيسى ابن مريم عليه السلام. فلذلك هذه كلها شرك، فلا يجوز صرف هذه العبادات لا طواف، ولا ركوع، ولا سجود، ولا غير ذلك إلا، ماذا؟ إلا لله سبحانه وتعالى وحده.
فلذلك لابد من دراسة التوحيد، وهذا من أهم الأمور خاصة في هذا العصر؛ لأن كثيرا من الناس عبدوا غير الله سبحانه وتعالى ويدعون أنهم يصلون في المساجد ويحجون ويصومون.
هذا عندكم الإباضية دعاة القبور ويقولون -والعياذ بالله-: بخلق القرآن، وينافحون في هذه الأيام في التواصل المرئي ويدافعون. ولذلك هذا العبدلي الإباضي المجرم يقول بخلق القرآن ويقول: إن أهل السنة يقولون: إن العلماء أجمعوا من الصحابة إلى يومنا هذا على أن القرآن كلام الله ليس بمخلوق، ويقول: إن هذا الإجماع باطل، وهو الباطل وهو على باطل ويكذب هذا الإجماع.
والعجيب أنه يستدل على بطلان الإجماع بقول الإمام أحمد رحمه الله تعالى، ويقول: إن الإمام أحمد كما ذكر عنه ابن القيم في "أعلام الموقعين" يقول: "من قال بالإجماع فهو كاذب"، يستدل بهذا. رغم أن الإمام أحمد امتحن في هذه المسألة وعذب وسجن ونصر الله سبحانه وتعالى به الأمة في عهده وكفر الذين يقولون إن القرآن مخلوق، ومع هذا انظر هذا المجرم يستدل بقول الإمام أحمد "أن من قال بالإجماع فهو كاذب".
والإجماع قائم والإجماع صحيح من الصحابة إلى يومنا هذا من أهل السنة والجماعة أهل الحديث.
وهذا الاستدلال يستدل به ربيع المرجئ بنفس استدلال هذا العبدلي الإباضي، ويدعي إن ما في تكفير على من ترك جنس العمل، ويستدل يقول: إن الإمام أحمد قال كما نقل عنه ابن القيم في أعلام الموقعين "من قال بالإجماع فهو كاذب".
يعني: أهل البدع دائما يستدلون بقول الإمام أحمد في هذه المسألة، رغم أن الإجماع إذا صح فالإمام أحمد يقول به؛ لأن الإمام أحمد نقل الإجماع في مسائل كثيرة، أن الصحابة أجمعوا وأن التابعين أجمعوا وهكذا. فالإمام أحمد يقول بالإجماع لكن ينكر الإجماع الذي هو باطل ليس بصحيح، لأن في أناس ينقلون الإجماع ولا في إجماع والمسألة خلافية.
لكن المسألة هذه مسائل العقيدة والتوحيد ومسألة خلق القرآن، بلا شك أن الأمة أجمعت على أن القرآن كلام الله سبحانه وتعالى ليس بمخلوق، من الله سبحانه وتعالى بدأ -يعني أنزل، أنزله الله سبحانه وتعالى ابتداء على النبي صلى الله عليه وسلم فمنه بدأ- وإليه يعود، والقرآن يعود إلى الله سبحانه وتعالى وهو كلام الله.
ولذلك رددت أنا على الجهمية والأشعرية والمبتدعة في مسألة الآن الحد لله سبحانه وتعالى وانتهيت منه، الآن شرعت في مسألة العلو وإثبات أن الله سبحانه وتعالى في العلو فوق العرش استوى، وهذا رد على هذا العبدلي وأشكاله والخليلي من الإباضية وغيرهم. وكذلك ردا على هؤلاء المبتدعة الأشاعرة في مسائل خلق القرآن. ولعل إن شاء الله يأتيكم هذا الأمر.
فالآن وهؤلاء خطباء في المساجد وأئمة ويتكلمون على أنهم دكاترة ومفتون، فكيف الناس يعرفونهم وهم مبتدعة يهدمون الإسلام والمسلمين؟ الناس في غفلة وجهل وعامية، ما طلبوا العلم، ما طلبوا علم التوحيد والاعتقاد، اعتقاد الصحابة رضي الله عنهم. فلذلك هذه تذكرة لهذه الأمور.
بعد ذلك في هذا الدرس نتكلم عن شرك الأسماء والصفات، وهذا الشرك هو الذي وقع فيه الجهمية والأشعرية والإباضية والماتريدية وغيرهم من المبتدعة، ولهم وجود ولهم جامعات ومدارس ويدرسون الناس والأولاد والشباب ويضلونهم ولا يدرون بشيء. فكيف نعرف هؤلاء أنهم ضد الإسلام والمسلمين؟ بدراسة هذا الأمر: توحيد الأسماء والصفات، وتدرس الشرك في الأسماء والصفات.
فتوحيد الأسماء والصفات: إفراد الله سبحانه وتعالى بما له من الأسماء الحسنى والصفات العلا من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل. فالله سبحانه وتعالى له أسماء حسنى نثبتها كما ثبتت في القرآن، ونثبتها كما أثبتها النبي صلى الله عليه وسلم على فهم الصحابة رضي الله عنهم، وأنهم أجمعوا على توحيد الأسماء والصفات.
والمتأخرون اختلفوا كثيرا وكلهم مبتدعة في الأسماء والصفات، فإن أهل السنة قديما وحديثا لم يختلفوا في الأسماء والصفات كما ذكر ابن القيم في "إعلام الموقعين"، وكذلك ابن تيمية في "الفتاوى" قسم الأسماء والصفات.
فنثبت صفات الله سبحانه وتعالى التي ذكرت في القرآن والتي أثبتها النبي صلى الله عليه وسلم. فالله سبحانه وتعالى أثبت له -كما سوف يأتي في الدروس القادمة- أثبت الله سبحانه وتعالى له الوجه، وأثبت الله سبحانه وتعالى له في القرآن اليد، وأثبت الله سبحانه وتعالى له العين صفة من صفاته، والنبي صلى الله عليه وسلم أثبت له القدم والأصابع وغير ذلك من الأسماء والصفات التي سوف تأتي.
فهذه الأسماء أو هذه الصفات تليق بجلال الله سبحانه وتعالى، ما تشبه صفات المخلوقين. فإننا نثبت لله وجه يليق بجلاله، كيف هذا الوجه؟ الله أعلم. الله سبحانه وتعالى علمنا أن له وجه لكن لم يعلمنا كيفية هذا الوجه، وهذا الوجه لا يشبه وجه المخلوق نهائيا، فيجتمع في المسمى أما في الحقيقة فيفترق بلا شك وجه الله سبحانه وتعالى عن وجه المخلوق.
فكذلك اليد، أثبت الله سبحانه وتعالى له اليد {يد الله فوق أيديهم} [الفتح: 10]، أثبت له اليد، كيف هذه اليد؟ الله أعلم. فنقول: إن الله سبحانه وتعالى علمنا أن له يد، والنبي صلى الله عليه وسلم بين أن له يدان، كيف هذه اليد؟ الله أعلم.
أما الأشاعرة والجهمية والمعتزلة وغيرهم فإنهم خاضوا في مسألة توحيد الأسماء والصفات فضلوا ضلالا بعيدا، خبط وخلط كما سوف يأتي الرد عليهم. لأنهم قالوا: إن اليد بمعنى القوة، وهذا تحريف في القرآن وتحريف في السنة. وأن الوجه بمعنى الثواب، هذا تحريف في القرآن تحريف في السنة. الله سبحانه وتعالى يثبت له الوجه، يثبت له اليد، يثبت له العين في القرآن، والرسول صلى الله عليه وسلم كذلك، أنتم تقولون: اليد القوة والوجه الثواب بمعنى الثواب؟!
وهذا ينطلي بلا شك على الجهلة والعامة، فأضلوا العامة بهذا في أفغانستان، في باكستان، في الهند، في العراق، في سوريا، في أماكن كثيرة. حرفوا القرآن حرفوا السنة، ما يدرون ما يفقهون شيء العوام، فأضلوهم.
من غير تحريف، يعني الله سبحانه وتعالى يقول: له يد، يأتيك الأشعري والرافضي وغير هؤلاء يقول لك: "لا، اليد هنا بمعنى القوة"، هذا تحريف في القرآن {يد الله فوق أيديهم}، على ظاهر القرآن هذه آية، هذا تحريف، إذا قلت: إن اليد القوة هذا تحريف في القرآن وإلحاد في القرآن.
كذلك ولا تعطيل، يعني: إذا قلت: إن اليد بمعنى القوة أنت عطلت صفة اليد لله سبحانه وتعالى، يعني: نفيت اليد لله سبحانه وتعالى، عطلت هذه اليد، يعني ليس لله يد. إذا ليس لله يد ولا وجه ولا غير ذلك.. لذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "إذا قلتم هكذا، يعني ما جعلتم لله شيئا ولا شيء فوق العرش".
وهذا يقول كما في كتابه بيان تلبيس الجهمية، أن هؤلاء الجهمية جعلوا العرش خاليا ليس فوقه شيء، ونفوا وجود الله سبحانه وتعالى، وهذا هو الكفر بالله سبحانه وتعالى وهذا هو الإلحاد، وهذا قول الشيوعية. وهؤلاء لهم تلبيس وتدليس وتحريش وتهويش، فلذلك لابد أن ننتبه لهم.
كذلك ولا تكييف، يعني لا تقول: إن اليد كذا، يد الله كذا، أو مثلا وجه الله مثل وجه المخلوق، أو يد الله من جلد وما شابه ذلك، هذا تكييف.
ولذلك الإمام مالك رحمه الله في قوله تعالى: {ثم استوى على العرش}، الاستواء معلوم قال -يعني نعلم أن الله سبحانه وتعالى علا على العرش، استوى يعني علا يعني فوق العرش، الله سبحانه وتعالى فوق العرش- والكيف مجهول، يعني كيف استوى؟ مجهول ما نعرف كيف استوى الله سبحانه وتعالى، الكيفية، لكن نعلم أن الله سبحانه وتعالى فوق العرش، علا فوق العرش، كيف؟ الله أعلم نقول. ما ندري هذه أمور غيبية.
وقال الإمام مالك: "والسؤال عنه بدعة"، الذي يقول يسأل عن كيف استوى الله على العرش هذا سؤال بدعي والذي يقول هذا مبتدع. وهذا الأثر أثر صحيح أخرجه الذهبي في العلو واللالكائي في الاعتقاد، وكذلك الصابوني في الاعتقاد بإسناد صحيح، وغير ذلك من كتب أهل السنة التي ذكرت هذا.
فالاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة. فلا يجوز لأي واحد أن يسأل: كيف وجه الله؟ كيف يد الله؟ كيف قدم الله؟ كيف استوى؟ هذه أسئلة بدعية.
فلذلك لا يأتي للعبد شك في وجود الله سبحانه وتعالى ولا في أسمائه ولا صفاته ولا في القرآن ولا في الدين. فيأتيك الشيطان في كل لحظة ويشككك في الله في وجود الله في القرآن في الدين، عليك أن تستعيذ وتصرف نظرك وأفكارك عن ذلك وقل آمنت بالله سبحانه وتعالى وبرسله، وعليك بطلب العلم. والوساوس هذه تأتي للناس أربع وعشرين ساعة من الشياطين، من شياطين الإنس والجن. فليس عليك من ذلك، ما عليك إلا تطلب العلم وتتغلب بعد ذلك على أمثال هؤلاء.
ولا تمثيل، يعني: لا تقول إن وجه الله مثل وجه المخلوق، يد الله مثل يد المخلوق، عين الله مثل عين المخلوق، هذا هو الكفر فلا يجوز. لأن لا نعلم كيفية عين الله ولا وجه الله ولا يد الله ولا قدم الله، ولا كيفية نزول الله سبحانه وتعالى في السماء الدنيا في الثلث الليل الأخير كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين أن الله سبحانه وتعالى ينزل في السماء الدنيا.
فهذا النزول كيف هذا النزول؟ الله أعلم. لكن نثبت ماذا؟ صفة النزول، إن الله ينزل. ولا يأتي لأي شخص كيف هذا النزول؟ وإذا نزل السماوات سوف تحيطه وإلى آخره.. هذا الأمر ما يجوز ولا ينبغي للمسلم أن يأتي في فكره. الله سبحانه وتعالى يقول: {ليس كمثله شيء} [الشورى: 11].
وأناس يأتونك من المبتدعة من الأشعرية وغير ذلك يقولون: "إذا نزل الله علينا في هذا البلد في الثلث الليل الأخير، طيب في البلدان الأخرى في نهار، وهكذا.. {ليس كمثله شيء}. فنزول الله سبحانه وتعالى حقيقي، كيف ذلك؟ الله أعلم. لكن النبي صلى الله عليه وسلم علمنا هذا الأمر وهذا الأمر على ظاهره. لا تقول الذين في المغرب كذا والذين في المشرق كذا، {ليس كمثله شيء}.
ونزول الله سبحانه وتعالى ليس كنزول المخلوق، وإذا نزل الله يزعمون أن السماوات سوف تحيطه، فالله سبحانه وتعالى لا يخلو منه العرش كما بين أهل السنة والجماعة بنزوله، لأن نزول الله سبحانه وتعالى ليس كنزول المخلوق، ليس كمثله شيء سبحانه وتعالى. ولا يأتي فكرك بهذا الأمر، أنت آمن بالله سبحانه وتعالى وانتهى الأمر.
فهذا الأمر لابد على المسلم يتفطن له لأن هناك شبهات وبلاوات من المبتدعة خاصة في هذه الأيام من الجهمية والأشعرية والإباضية ينشرون مسائل خلق القرآن، مسائل الأسماء والصفات ويشككون أتباعهم، فعلى الناس أن ينتبهوا لهم.
فالذي يحرف وقع في شرك الأسماء والصفات، والذي يعطل وقع في شرك الأسماء والصفات، والذي يكيف وقع في شرك الأسماء والصفات، والذي يمثل وقع في شرك الأسماء والصفات. فالناس يظنون أن الشرك فقط يكون في ماذا؟
في توحيد الربوبية في توحيد الألوهية، لا، في أناس يقعون في شرك الربوبية بينت لكم، ويظنون الناس أن شرك الربوبية فقط شرك فرعون لأنه ادعى الربوبية، لا، نقول: في أناس يصلون معنا ويخطبون بنا وإلى آخره واقعين في شرك الربوبية من المبتدعة من الرافضة وغيرهم والصوفية. فكذلك الشرك يأتي في الأسماء والصفات. وسيأتي هذا الأمر.
فلذلك شرك الأسماء والصفات هو جعل شريك لله سبحانه وتعالى في أسمائه وصفاته والإلحاد فيها، هذا وقع في شرك الأسماء والصفات. وإن شاء الله سيأتي الدرس القادم في هذا التفصيل في هذا وذكر هذه الآية.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
الدرس السابع عشر:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وتكلمنا في الدرس الذي سلف عن توحيد الأسماء والصفات، وبينا تعريف الأسماء والصفات وقلنا: هو إفراد الله سبحانه وتعالى بما له من الأسماء الحسنى والصفات العلا من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل. فهذا هو توحيد الأسماء والصفات.
ولابد على طالب العلم أن يعرف هذا التعريف لكي لا يقع في شرك الأسماء والصفات، كما وقعت الفرق الضالة كالجهمية والقدرية والجبرية والرافضية وغيرهم.
ومن هنا لابد أن نعرف التحريف، والتعطيل، والتكييف، والتمثيل. فإذا عرف طالب العلم هذه الأمور، فلا يسقط بعد ذلك بإذن الله في شرك الأسماء والصفات. لأن أناس يظنون أن الشرك فقط في توحيد الألوهية، لا، الشرك يأتي كذلك في الأسماء والصفات. فإذا لم يعرف طالب العلم ذلك يقع ولا يشعر. فلابد أن يتعلم هذه الأمور، لأن هذه الفرق لما حرفت في القرآن والسنة سقطت في الشرك، ولما عطلت الأسماء والصفات وقعت في الشرك، ولما كيفت هذه الفرق وقعت في الشرك، ولما مثلت كذلك وقعت في الشرك. وسيأتي ذكر هذا في أثناء الدروس إن شاء الله، لكن لابد من معرفة هذه الأصول لكي يتقن طالب العلم هذه الأصول للوصول.
فتوحيد الأسماء والصفات يتضمن الإثبات والنفي، لابد على طالب العلم أن يعرف هذا الأمر لكي لا يقع في الشرك، شرك الأسماء والصفات.
فعندنا لابد من معرفة الإثبات وتأصيل طالب العلم على هذا الأمر. فالإثبات: إثبات أسماء الله سبحانه وتعالى الحسنى وصفاته العلا التي ذكرت في الكتاب والسنة. والإثبات هذا لابد أن يكون الإثبات على تأصيل أهل السنة والجماعة، لأن الأشاعرة يثبتون، لكنهم يثبتون شيء وينفون شيء، يثبتون شيء ويعطلون شيء، فوقعوا في الشرك. لكن أهل السنة عندهم هذا التأصيل: أن يثبتون هذه الأسماء والصفات في الكتاب والسنة بدون تعطيل أي صفة.
وكذلك إذا أتينا إلى المعتزلة كذلك يثبتون الأسماء وينفون الصفات، وفي بعض الفرق هكذا يثبتون الأسماء وينفون الصفات، وهكذا، فوقع هؤلاء في الشرك.
فالإثبات كيف ذلك؟ الإثبات: أي صفة في القرآن ثبتت لله سبحانه وتعالى فأنت تثبتها، كما سوف يأتي إن شاء الله أثناء الشروح تبيين هذه الأمور.
فمثلا الله سبحانه وتعالى أثبت له في القرآن الوجه والعين واليد، وغير ذلك من الصفات، فأنت تثبت هذه الصفات. لا يأتي في نفسك شيء من هذه الصفات، أو مثلا تسمع في المدارس أو المعاهد أو الجامعات أو في الإذاعات أو تقرأ في الصحف كلام المعطلة وأصحاب الأهواء، فيأتي في نفسك شيء من صفة من الصفات، كما سوف يأتي.
فالشبهات كثيرة في هذا الزمان والقلب ضعيف. فأنت إذا تأصلت على مذهب أهل السنة والجماعة في هذا الإثبات، ما يتغير عنك شيئا مما تعلمته، ومهما تأتيك من الشبهات والكلمات أو القراءة في أي كتاب، فتعرف وتأصلت على هذا الإثبات.
لأن توحيد الأسماء والصفات يتضمن الإثبات أولا، والنفي. فأي صفة يجب عليك أن تثبتها في القرآن بما تليق بجلاله سبحانه وتعالى، وهذه الصفة لا تشبه صفات المخلوقين، ولا صفة من صفات الله سبحانه وتعالى. فتشترك الصفات بين الخالق والمخلوق في الأسماء، أما في الحقيقة فلا، في الحقيقة لا تأتي نهائيا.
كذلك النبي صلى الله عليه وسلم أثبت لله سبحانه وتعالى صفات وأسماء، فنثبت هذه الصفات في السنة، هذه الصفات في السنة كالقدم، كالنزول إلى السماء الدنيا في ثلث الليل الأخير، كذلك العين، الأصابع لله سبحانه وتعالى. فكما جاءت في السنة نثبتها، ولا نحرف ولا نعطل ولا نكيف ولا نمثل.
فالله سبحانه وتعالى له الصفات العلا، وهذه الصفات لا تشبه صفات المخلوق، لأن إذا دخل وساوس الشيطان على العبد وقال: كيف ذلك وكيف يكون؟ وممكن العبد يقرأ كتب المعطلة والأشاعرة، ويسمع كلامهم في الجامعات في القنوات، فيأتي في نفسه شيء، فممكن يعطل هذا، فهذا لم يتأصل على الإثبات، لم يعرف الإثبات، إثبات هذه الصفات.
وأجمع الصحابة على إثبات الأسماء والصفات في القرآن والسنة كما جاءت، أمروها كما قال الإمام الزهري رحمه الله تعالى كما أخرج ذلك الذهبي في العلو وغيره بسند صحيح: إمرار هذه الصفات كما جاءت في القرآن. إن لله وجه؟
لله وجه، يليق بجلاله، لا يشبه وجه المخلوق. كذلك العين، كذلك اليد، كذلك ما أثبته النبي صلى الله عليه وسلم، فنثبت ما أثبته الله سبحانه وتعالى له في القرآن من الصفات وفي السنة.
فكذلك النفي، لابد أن تجمع بين الإثبات والنفي، فعلى طالب العلم أن يتأصل كذلك على النفي. فينفي مشابهة الله سبحانه وتعالى بأحد من خلقه، لا في أسمائه ولا في صفاته. فصفات الله سبحانه وتعالى حسنى، صفاته عليا. فننفي مشابهة الله سبحانه وتعالى بخلقه.
يعني: لا نقول العين، عين الله سبحانه وتعالى مثل عين المخلوق، أو يد الله مثل يد المخلوق، أو نحرف نقول: اليد بمعنى: القوة، الوجه بمعنى: الثواب، وهكذا، فهذا تحريف في القرآن.
فلذلك هؤلاء المعطلة وقعوا في هذا الاعتقاد الفاسد لماذا؟ لأنهم لم يتأصلوا على الإثبات والنفي. فلابد أن تثبت ولابد أن تنفي لكي تكون موحدا لله سبحانه وتعالى في أسمائه وصفاته.
والعبد لا يظن أن هذا الأمر سهل، لا، الأمر هذا وقع فيه خلق من الناس، الذين تابعوا الأشاعرة وكانوا على الفطرة، كانوا على الفطرة السليمة، فتمشعروا بعد ذلك بهذه الأشعرية ووقعوا في الأشعرية، فالآن ينافحون عن العقيدة الأشعرية والعقيدة الجهمية وغير ذلك، رغم أن منهم من يدعي السلفية، وقعوا في هذا التعطيل الآن لأنهم لم يفهموا الإثبات والنفي، وجهلوا علم التوحيد، توحيد الأسماء والصفات. رغم أن هؤلاء لهم كتب يدعون هذا الادعاء الذي نتكلم فيه، ثم بعد ذلك يحرفون، ثم بعد ذلك يعطلون. فليس في كل الصفات، في بعض الصفات.
وهذا المدعو ربيع المدخلي، يعطل الصفات الآن، صفة الصورة، أن الله سبحانه وتعالى خلق آدم على صورته، فنفى الصورة ولم يثبت الصورة، لأن هذا غير متأصل على هذين الأصلين: الإثبات والصفات.
لم يتعلم على علماء السنة فوقع في هذا الأمر، وهذا يدعي السلفية والسنية والذين معه. فلا تظن أن الأمر سهل ويزعم أنه دارس الأسماء والصفات في الجامعة وبزعم على يد أهل السنة والجماعة.
كذلك من طاماته نفى علو الله سبحانه وتعالى على العرش، ووقع في مذهب الجهمية والأشعرية والمعتزلة والقدرية وغير ذلك، وقال: إن الله سبحانه وتعالى ليس في مكان. رغم أن مذهب أهل السنة والجماعة أن لله حد، ومراد السلف يعني أن الله سبحانه وتعالى في العلو فوق العرش، وأن الله سبحانه وتعالى بائن من خلقه، يعني: منفصل عن خلقه. وهو يريد أن يرد على ماذا؟
يريد أن يرد على الصوفية والأشاعرة وغيرهم الذين يقولون: إن الله في كل مكان، لكن من جهله هو يريد أن يدافع عن العقيدة السلفية، لكن لأنه غير متأصل على مذهب السلف فيقع في أخطائهم وفي طاماتهم.
فأنتم الآن تعرفون هذه الأشياء لأنكم درستم على أهل السنة والجماعة فالأمر سهل عندكم، لكن غيركم لا، يقع في هذه الأشياء وإن كان يدعي السلفية ومشهور يزعم بالدعوة السلفية ومذهب أهل السنة، وممكن أهل السنة يثنون عليه وأثنوا عليه، أنه على العقيدة السلفية وأنه على مذهب أهل السنة والجماعة، لكن هؤلاء لا يعلمون به، على الظاهر أثنوا عليه. لكن غيرهم لا، فتشوا في كتب هذا وفي أشرطته وتبين هذا أنه على العقيدة الجهمية وهذا على العقيدة الأشعرية وهذا على العقيدة المرجئة وهكذا. لأن لابد الله سبحانه وتعالى يظهر هذه الأمور ويتبين من هو العالم ومن هو الجاهل، لابد الله سبحانه وتعالى يميز بين الخبيث والطيب.
فلذلك نحن نتكلم على هذه الأمور لكي لا يقع أناس منكم في هذه الأمور ولا غيركم.
فهذه الأشياء لعل يراها طالب العلم أمور سهلة، لكن عند التطبيق وعند الشبهات، ولعلك تثق بهذا وهذا وذاك، وهؤلاء وقعوا كما وقع ربيع الآن وعنده أن الصفات فيها أشكال فلا تخوضوا فيها، ووقع في مذهب المفوضة، يفوض الأمر هذا.
فلذلك ممكن أن تثق في رجل كما وثق البعض في هذا ربيع، فوقعوا فيما وقع فيه. الآن يعطلون صفة الهرولة على أن بعض العلماء لم يثبتوها، أو هذه الصفة كذلك بعض العلماء لم يثبتوها، وهكذا. هذا عالم يخطئ ويصيب ويجتهد، نحن علينا بإجماع السلف. السلف أجمعوا على الأسماء والصفات في الكتاب والسنة.
فلأن ممكن تثق في شخص معروف من أهل السنة وتسمعه يعطل هذه الصفة وتظن أن قوله صح، لأنه قال: ما نثبت هذه الصفة لكن معناها هكذا، وأنت تثق فيه فتقع معه. هو الله سبحانه وتعالى سوف يغفر له لماذا؟
لأنه من أهل الاجتهاد، لكن أنت ما عذرك إذا أخذت هذه العقيدة وتطورت عندك مع مرور الزمن وكنت بعد ذلك بعد عشر سنوات عشرين سنة ثلاثين سنة أشعريا؟ وبعد ذلك بتمسح كل مذهب أهل السنة وتقرر مذهب الأشعرية، وهكذا الذين وقعوا في هذا البلد أو في غيره، كانوا هكذا.
فالربيعية الآن تطورت لهم الأمور قاموا يعطلون صفات كثيرة بسبب أن هؤلاء لم يدرسوا، هؤلاء متعالمين، وظنوا أنهم يستطيعون يقومون بالدعوة السلفية. دعوة السلف ليست دعوة سلفية ربيع هذه. أي سلفية ربيع الكل يستطيع عليها، أي جاهل أي عامي أي زنديق يقوم بها.
أما دعوة السلف فلا يستطيع عليها إلا السلفيون الحقيقيون، علماء السنة هم الذين يستطيعون على الدعوة السلفية، وإلا هناك سلفية عبد الرحمن عبد الخالق موجودة، طامات، الكل يقوم بها كما قال الشيخ مقبل عندما سألوه هل هذا قائم بالدعوة السلفية؟ قال: هذا قائم بدعوة سلفيته، سلفية عبد الرحمن عبد الخالق. فهذه الآن السلفيات تنسب إلى أصحابها، وهذه دعوات منحرفة في الأصول والفروع.
فلذلك لابد التأصيل على هذا الأمر، فلابد من الإثبات والنفي. كذلك بالنسبة للتحريف، فلا تغيير لمعنى هذه الصفات، ولا تحريف في حقيقة هذه الصفات، نثبتها كما جاءت.
نقول: نثبت هذه الصفات كما جاءت وهي تليق بجلاله سبحانه وتعالى، مع إثبات المعنى، كما سوف يأتي. كذلك التعطيل، لا تنكر هذه الصفات، لأن إذا أنكرت هذه الصفات هذا تعطيل صفات الله سبحانه وتعالى. فلا تعطل، لا تنكر، بل تثبت هذه الصفات.
التكييف ولا تقول كيف هي، ولا تفكر في صفات الله سبحانه وتعالى، في ذات الله سبحانه وتعالى، في الله سبحانه وتعالى. لأن الشيطان يأتي إلى بني آدم ويوسوس له: من خلق الله؟ وكيف أتى الله سبحانه وتعالى؟ وكيف كذا وكيف كذا؟
وساوس كثيرة. وهذه كل الأمور جاءتنا أسئلة من أناس يصلون ويصومون لكن عندهم هذه الوساوس، كيف يقولون ندفعها؟ تدفعها هكذا، بالإعراض عن وساوس الشيطان والاستعاذة منه، وقل: آمنت بالله سبحانه وتعالى وبرسله، وأعرض عن هذه الأمور ولا تضرك، حتى لو أتت هذه الوساوس مرة ومرة ومئات. فأنت أعرض ولا يؤاخذك الله سبحانه وتعالى على هذه الوساوس، لأن الله سبحانه وتعالى يعلم ما توسوس هذه النفس.
فأنت أعرض والوساوس كثيرة، وكيف هذه الصفات؟ وكيف هذه اليد؟ وكيف هذه الوجه؟ يأتيك الشيطان وأنت تفكر فيها. مهما تفكر ما تدرك صفات الله سبحانه وتعالى، ولا يستطيع أحد أن يدرك صفات الله سبحانه وتعالى.
لكن أنت اصبر، اصبر إلى أن تلقى الله سبحانه وتعالى يوم القيامة مع المؤمنين سوف ترى الله سبحانه وتعالى، الله سبحانه وتعالى سوف يمتحن الناس برؤية ساقه سبحانه وتعالى، صفة الساق. يوم يكشف الله سبحانه وتعالى عن ساقه، ترى الهول، هول الناس، وكيف هذا العالم، لا تقول مليون مليونين، ما تستطيع أن تحصيهم من عهد آدم عليه السلام إلى آخر رجل من هذه الأمة، هذه كلهم في صعيد واحد، والله سبحانه وتعالى يكشف عن ساقه.
من الهول الكفار يريدون السجود، من هول هذا الموقف. المؤمنون كلهم يسجدون لأنهم سجدوا لله سبحانه وتعالى، أما الكفار يريدون يسجدون ما يستطيعون، ما سجدوا في الدنيا.
الآن عندما رأوا عظم هذه الساق التي تليق بجلاله سبحانه وتعالى، ولا تستطيع الآن أن تفكر في هذه الساق، لكن أمر عظيم. فأنت اصبر، لا تستعجل.
ولذلك الله سبحانه وتعالى أخفى نفسه الكريمة رحمة بالناس، رحمة بالخلق، وإلا ما يستطيع أحد أصلا أن يشاهد الله سبحانه وتعالى، أصلا الكل يصعق، الكل يموت، الكل ما أحد يستطيع أن يتحمل. الله سبحانه وتعالى يعطي أهل الجنة خلقا آخر وقوة أخرى تتحمل رؤية الله سبحانه وتعالى.
وهذا عندما يكشف عن الساق، هذا يعني الله سبحانه وتعالى يريد أن يري هؤلاء الكفرة، وإلا الكفار ما يرون الله سبحانه وتعالى.
فالأمر هذا اصبر عليه إلى أن تلقى الله سبحانه وتعالى. وممكن أن يصيبك الوسواس لكن أعرض، تفكر لكن أعرض، لكن لا يتمكن فيك هذا حتى تنفي، أو تقع مثل ما وقع هؤلاء المبتدعة. فأنت هنا لا تكيف ولا تفكر، لكن نعبد، اعبد الله سبحانه وتعالى.
التمثيل: ولا نمثل الله سبحانه وتعالى، ولا نجعل له شبيه ومثيل به من خلقه. وانظر هذا الله سبحانه وتعالى تفضل عليك وأنقذك من أفكار الجهمية والمعتزلة والرافضة، وإلا الآن الرافضة جعلوا علي مثل الله سبحانه وتعالى، وأنه إله وأنه يخلق ويميت وإلى آخره.
فاحمد الله ألا تكون رغم أن هؤلاء خلق ملايين على هذا الفكر الخبيث. فلذلك هذا الأمر يعني احمد الله أن لم تقع فيه. كذلك الأشاعرة، الجهمية، وقعوا في هذا الأمر. فالذين الله سبحانه وتعالى رحمهم وعلمهم هذه العقيدة الصحيحة قلة، فاثبت عليها. وإلا الملايين الملايين الآن من الذين حرفوا القرآن والسنة، ومن الذين عطلوا صفات الله سبحانه وتعالى، والذين كيفوا صفات الله سبحانه وتعالى، والذين مثلوا. هذه الصوفية جعلوا قبور أو رؤوس الصوفية هؤلاء في القبور آلهة، تتصرف في الكون.
وهو إذا كان صوفيا ضالا كافرا في نار جهنم، فكيف يتصرف في الكون؟ وكيف يخلق؟ فهو الآن يفك نفسه من النار، يخلق؟ فهؤلاء رؤوسهم في الحقيقة يعني تتكلم فيها أمور تخالف الكتاب والسنة بسبب أن هؤلاء لم يتأصلوا على أصول أهل السنة والجماعة من الإثبات والنفي، ومعرفة التحريف، والتعطيل، والتكييف، والتمثيل.
ولذلك الله سبحانه وتعالى يقول: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} [الشورى: 11]. ولعل إن شاء الله نكمل الدرس القادم.
هذه الأصول لابد على طالب العلم أن يعرفها ويعلمها أهله وأولاده وأقاربه ويدعو الناس إليها. لأن ليس المسألة الآن، المسألة يعني في المستقبل، والأب هذا ما يعيش ويخلد، يموت. ممكن أولاده يتعلمون العقائد هذه الفاسدة في الجامعات في كذا، إذا ما تعلموا هذه المعلومات يقعون، لأنهم لم يعرفوا ذلك ويظنون أن هذا الشيء صحيح. خاصة يأتيهم واعظ من الوعاظ أصحاب البيان والقصاص، كيف يفهم هذا الولد أن هذا ضال وهو لم يتعلم شيئا ولم يعرف شيئا؟ فلذلك لابد من هذه الأمور وتأصيلها وتبيينها في البيوت وعند الأقارب.
فالنبي صلى الله عليه وسلم بين للناس كل شيء كما قال حذيفة، فعلمه من علم وجهله من جهل. الذين جهلوا فرطوا في هذا العلم. فلذلك على الناس التأصيل في هذه الأمور، وتعليم الأهل والأولاد في البيوت والأقارب. وهناك كتب في العقيدة السلفية، كتيبات توزع، أشرطة. الله سبحانه وتعالى ميسر، أدخل لهم أشياء في الهاتف يسمعونها من الاعتقادات الصحيحة، مثل هذه المحاضرة لكي يهتموا، وهكذا. فالكل يدعو على قدر استطاعته.
الأسئلة:
السؤال: غير مسموع.
الجواب: نصيحة أهل السنة في إيران؟
فعلى كل حال، يعني تكلمنا كثيرا عن هذه الأمور لجميع البلدان، هذه المحاضرة لجميع البلدان. النصيحة تأتي هكذا: أن لابد تعليم الناس، خاصة الأقارب، كالزوجة، الأولاد، الأب، الأم، الإخوة، الأخوات. الأقربون أولى بالمعروف، الاجتهاد عليهم وتعليمهم التوحيد. تعليمهم التوحيد: توحيد الربوبية، توحيد الألوهية، توحيد الأسماء والصفات.
عندك كذلك معرفة لابد أن نتعلم الشرك لكي نعلمه الناس لكي يجتنبوه. فهذه الأصول لابد من العبد يتعلمها ثم بعد ذلك يعلم أهله، أقاربه، جيرانه، الناس. فهذه هي النصيحة لأهل السنة سواء في هذه البلد أو في غيرها. ويتعلمون الدعوة السلفية الصحيحة في الأصول والفروع.
وعلى الناس جميعا من أهل السنة أن يسألوا أهل العلم ويتعلموا من أهل العلم. والآن الاتصالات والمواصلات وغير ذلك سهلة، والدخول على مواقع أهل السنة سهل. فعليهم بموقع الشيخ ابن باز، الشيخ ابن عثيمين، الشيخ الفوزان، وأمثال هؤلاء العلماء. يدخلون وفيها العلم النافع، بعد ذلك يعملون العمل الصالح. وأي شيء يشكل عليهم يسألون أهل السنة والجماعة.
كذلك في الفقه لا ينظرون إلى الخلافيات أو اختلف العلماء، لا، ينظرون من يرجح، كشيخنا الشيخ محمد صالح بن عثيمين، يذكر الحكم والأدلة على ذلك ويختم، ولا يقول اختلف العلماء ولا شيء إلا أندر النادر للفائدة، فيقول: أهل العلم اختلفوا بذلك، لكن يرجح.
لكن الصحيح القول هذا، وهذا مرجوح. وأحيانا يذكر والله بعض أهل العلم يقولون كذا وهذا هو الراجح، وإن كان بعض العلماء يقولون خلاف ذلك ويضعف قولهم. وهكذا.
الدعوة الصحيحة هي دعوة أهل السنة والجماعة. وعلى الناس أن يرتبطوا بعلماء الحرمين، كالشيخ ابن باز، الشيخ ابن عثيمين، الشيخ الفوزان، وأمثال هؤلاء. كذلك هناك كتب للشيخ محمد عبد الوهاب موجودة، لأئمة الدعوة النجدية وهذه الكتب موجودة، وموجودة على الهواتف، في الأشرطة، في الكتب.
فعلى الناس من أهل السنة أن يلتزموا بدعوة أهل السنة والجماعة. ويعرفوا أهل الانحراف الذين يدعون الآن أنهم سلفيين أو هم أهل السنة وهم من أهل الانحراف كربيع وأشكاله.
فلا بد أن نعرف ونميز ونسأل هل هذا الرجل من أهل السنة؟ لأن نسمعه يقول السلفية ويقول أهل السنة. لابد السؤال عنه، لأن الآن المرجئة كثر ويتكلمون بذلك بالسلفية لكنهم من أهل الانحراف، والله سبحانه وتعالى الآن شتت شملهم. فلذلك لابد من معرفة أهل الانحراف لأن الكل يقول قال الله وقال الرسول، فلابد أن نعرفهم.
كذلك السؤال الثاني بالنسبة لكيف نعرف أن العائلة مصابة بالعين؟
فالله سبحانه وتعالى كتب على الناس هذا الأمر وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن العين حق. والعين هذه تعرف بالعلامات التي تصيب الشخص.
فمثلا هو معروف بسرعة الكتابة مثلا، وقام مثلا الآن ما يكتب مثلا إلا النادر. مثلا نومه قليل بعدما كان ينام مثلا كثيرا. ومثل هذه الأمور. هذا الشخص تريد أن تعرف عنه هذا يعني عين أو مس جن، لابد يقرأ عليه.
وفي الحقيقة الآن الناس اعتقادهم أن لابد شيخ معروف يقرأ على هذا الرجل. فاعتقادهم هكذا. من قال بهذا؟ أي واحد، أي واحد مصلي وكذا، يقرأ القرآن عن الشخص يفيده، لأن الأصل القرآن هو الذي يؤثر في هذا والشفاء من الله سبحانه وتعالى ثم من هذه القراءة.
فلا أعتقد أحد يعني من المسلمين الآن ما يعرف الفلق والناس، وقل هو الله أحد. اقرأ عليه: {قل هو الله أحد} [الإخلاص: 1]، الفلق، الناس، يوم يومين، فإذا لم يكن فيه مسا من الجن، لأن إذا كان فيه جن سوف يعني يتكلم ويبدو منه أعراض وأشياء، فاعلم أن بعد ذلك أن هذا فيه عين، والعين هذه الكل بحسبه. ممكن هذه العين أحيانا تجعل الشخص يغمى عليه. وفي الحقيقة ممكن العين الشرانية هذه يعني تضرب الشخص ويقع يغمى عليه. وذهبت إلى يعني بعض الناس مغمى عليه. فهذا من القراءة حتى الفلق، حتى الناس.
وكذلك واضعين لكم هؤلاء كذلك يعني سور مخصصة، هذه ما في شيء سور مخصصة، القرآن كله شفاء. ليس بحافظ؟ حط لك القرآن واقرأ على مثلا زوجتك إذا أصابها عين، ابنك. ما يحتاج لازم شيخ أو غير ذلك كما يفعل البعض، ثم يذهبون إلى هؤلاء المشعوذين ويزدادون شرا ومرضا. وممكن ما في أي شيء فيدخلون فيه جني. فلذلك الناس يعالجون نفسهم بأنفسهم. ولذلك يعني السلف لم يضعوا عيادات وأماكن وبيوت لهذه الأشياء.
فلذلك على الناس أن يقرؤون على بعض، الأقارب، وأنت اقرأ على زوجتك، على ابنك، على نفسك. ولذلك لله الحمد الآن في أناس تعالجوا حتى من مسجد، حتى من سحر، بالتزامهم بالكتاب والسنة ودراسة التوحيد وقراءة التوحيد، فالله سبحانه وتعالى شفاهم. وهكذا.
لا يحتاج لابد دائما مثلا لازم مثلا يقرأ عليك شخص سنة. ليس بلازم هذا. مرة ومرتين ثم اقرأ على نفسك ثم التزم بالكتاب والسنة فالله سبحانه وتعالى يشفيك. وهذا أمر مجرب ومعروف وأناس الحمد لله الله سبحانه وتعالى شفاهم، سواء من السحر أو من مس الجن أو من العين. خاصة الصغار ترى يعني يفعلون حركات وهم نائمون، فلذلك يعني أنت اقرأ ما يحتاج أن لابد شيخ.
ولذلك هؤلاء في الحقيقة هم أتوا لأنفسهم الأمراض، فيذهبون إلى هذا وإلى هذا وذاك وإلى هؤلاء الحزبية الذي يأخذون الأموال. فأنت عالج نفسك بنفسك وأهلك وأولادك وهكذا. فهذا يعني شيء مختصر في هذا الأمر. فعلى الناس الأصل أن يعالجوا أنفسهم بالتمسك بالكتاب والسنة ويروا بعد ذلك.
ولذلك كما يعني أخبرنا هذا الأخ من إفريقيا يقول: لماذا الآن عندنا المنطقة والقرية ما في امرأة إلا فيها مس من الجن؟ ما في، يقول كيف صار هذا؟
قلنا: من التصوف والشرك والبدع، فتعلموا الكتاب، تعلموا السنة، تعلموا التوحيد، وهذه كلها بتخرج، كلها الجن يهربون. كان يعني في البلاد هنا في الحقيقة يعني المس ليس ببسيط كان قبل، لماذا الآن ما نسمع عن هذا إلا النادر؟
كان قبل لأن الناس على التصوف مع الصوفية، ما في بيت إلا واحد يكر يمر من الجن وأشياء. فأشياء كثيرة. الآن لأن الناس درسوا التوحيد، عرفوا الشرك، ابتعدوا، تمسكوا بالكتاب والسنة، تدينوا، يحبون حفظ القرآن، أولادهم حفظ القرآن، الآخرين، فالناس تركوا التصوف وتمسكوا بالكتاب والسنة فالجن ظهرت إلا القليل، هذا يعني يريد أن يجتهد على نفسه من رجل وامرأة وبعد ذلك. فقلت له هذا الأمر يعني بسبب التصوف والشرك والبدع فيتسلطون الشياطين والجن على الناس.
فلذلك لابد من تعلم الكتاب والسنة والالتزام بالعبادة حتى بعد ذلك الله سبحانه وتعالى يشفي الناس. ليس فقط من المس والجن والعين، من أمور كثيرة، منها الحروب، هذه، ومن داعش المجرمين، الله سبحانه وتعالى يحميك. هذا بالتمسك بالكتاب والسنة، وإلا كيف هؤلاء المجرمون الآن سلطهم الله على هؤلاء، على الرافضة والصوفية؟
رافضة وصوفية مشركين. وإلا لأهل السنة لا الله سبحانه وتعالى يقضي عليهم قبل أن يأتوا كما فعل في التتار وغيرهم. فلذلك لابد أن ننتبه لهذا، التمسك بالكتاب والسنة هو الأصل، سوف يذهب من الناس في البلدان أشياء كثيرة والله سبحانه وتعالى ينزل لهم الأمن والأمان بالكتاب والسنة ومعرفة التوحيد: توحيد الربوبية، والألوهية، والأسماء، والصفات.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.