القائمة الرئيسة
الرئيسية / الزهر الفريد في أحكام التوحيد (تفريغ) / الجزء (14) الزهر الفريد في أحكام التوحيد: أنواع الشرك - رابعاً: شرك الدعاء (تفريغ)

2025-12-02

صورة 1
الجزء (14) الزهر الفريد في أحكام التوحيد: أنواع الشرك - رابعاً: شرك الدعاء (تفريغ)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

وتكلمنا في الدروس التي سلفت من ذلك شرك الإرادة والقصد، وأن يريد العبد بعمله غير الله سبحانه وتعالى، كذلك شرك المحبة، كذلك بينا شرك الطاعة.

بعد ذلك عندنا شرك الدعاء، والشرك في الدعاء: أن يكون في دعاء المسألة، بأن يطلب من غير الله ما لا يقدر عليه إلا الله، هذا شرك الدعاء؛ فيستعين به ويستغيث به ويستعيذ به.

فهناك قبر يعبده الناس ويدعونه من دون الله سبحانه وتعالى، فيستعين هؤلاء بهذا القبر ويستغيثون بهذا القبر، فهذا هو شرك الدعاء وشرك المسألة. وهؤلاء يطلبون من صاحب القبر الذي لا يستطيع على شيء، لا ينفعهم ولا يضرهم.

أو الكفرة من اليهود والنصارى والمجوس يدعون أصناما وصلبانا، فيستعينون بها ويستغيثون بها وهي لا شيء، فلا يحصلون شيئا.

وهذه المسألة وقع فيها كثير من أهل الشرك ممن يدعون الإسلام، فيذهبون إلى القبور والمقابر ويستغيثون بها أو مخلوق.

ولذلك يكذبون عليهم الآن هؤلاء الكهربائيين الصوفيين، فيظنون أن هؤلاء يعرفون أشياء خارقة للعادة، فيظنون فيهم -يعني- الكرامة وأنهم أولياء، وهم يتعاونون مع الجن، والجن هؤلاء يسخرون هؤلاء في هذه الأشياء، ويظن العامي هذا الجاهل أن هؤلاء أولياء ويعرفون أشياء -يعني- لا يستطيع عليها الناس، فيستعينون بهم ويدعونهم، فيطلبون منهم الشفاء، أن يشفي مريضهم، وأن يحصلوا على ما ضاع منهم من أموال. فيذهبون إلى كذلك السحرة والمنجمين، وهذا كله من الشرك، ويطلبون الدعاء من هؤلاء أن يشفي مريضهم ويحصلوا على أموالهم.

والشخص أحيانا يتشاءم في بيته فيحصل له أشياء أو لزوجته أو لأولاده، فيذهب إلى هؤلاء السحرة والمشعوذين وهؤلاء الصوفيين، فيطلب منهم الدعاء أن يذهب عنهم هذه الأشياء التي تحصل لهم. وهي مكتوبة من الله سبحانه وتعالى: {ادعوني أستجب لكم} [غافر: 60]، فالله سبحانه وتعالى طلب من الناس أن يدعوه، والله سبحانه وتعالى هو الذي يشفي المريض، وهو الذي يرفع الضر، وهو الذي ينزل النفع. فالله سبحانه وتعالى قادر على كل شيء.

كيف الآن نقول إن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير؟ كيف ذلك؟ هكذا؛ تعتقد أن الله سبحانه وتعالى قادر على شيء، فإذا أصابك شيء من مرض أو أشياء أخرى من الضر؛ ادع الله سبحانه وتعالى واصبر، إما الله سبحانه وتعالى يخفف عنك، أو يزيل هذا الضر، أو يبقى، واصبر ولك الأجر. فالله سبحانه وتعالى يبتلي عباده، ولك الأجر ولك الجنة.

ولذلك حديث ابن عباس في الصحيح البخاري في المرأة التي تصرع، أتت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت: يا رسول الله ادع الله لي. فبين لها النبي صلى الله عليه وسلم أمرا مهما قل من يفهمه، قال: «إن شئت دعوت الله أن يشفيك»، -النبي صلى الله عليه وسلم يدعو لها خلاص انتهى الأمر، هذا الصرع ينتهي منها بإذن الله سبحانه وتعالى- «وإن شئت صبرت ولك الجنة».

فعلى الناس يصبرون. فقالت: أصبر على هذا البلاء، لكن يا رسول الله ادع لي ألا أتكشف -لأن الذي يصرع خاصة المرأة تتكشف، ممكن أن تصرع في الطريق ورجال أجانب يرونها- فدعا لها النبي صلى الله عليه وسلم ألا تتكشف إذا صرعت. وفعلا ابن عباس بين هذا الأمر، كانت تصرع ولا تتكشف. هذا يبين لك أن الله على كل شيء قدير.

ليس بهذا الصوفي وهذا القبر وهذا المخلوق وأهل البدع والسحرة والمنجمين أصحاب التمائم الذي يذهب إليهم الجهلة، هؤلاء ما يفعلون شيئا أصلا، هؤلاء ليس بيدهم الضر ولا النفع، هؤلاء الله سبحانه وتعالى يصب عليهم العذاب صبا، فليرفعوا عن أنفسهم العذاب.

فلذلك ابن عباس رضي الله عنهما بين هذا الأمر، أنها كانت تصرع ولا تتكشف، وكان ابن عباس يقول لبعض التابعين: أتريدون أن ترون امرأة من أهل الجنة؟ قال: هذه، فلذلك على الناس الصبر، أما أن يلجئوا إلى أهل الشرك والبدع والخرافات يفعلون لهم تمائم يعلقونها هنا أو هنا أو في الرقبة وفي السيارات كفل الرافضة والصوفية، يعلقون ملح في البيت أو على باب البيت، هذا كله من الشرك ما يجوز.

انزع هذه الأمور وبين للناس أن هذه من الشرك والبدع. الله سبحانه وتعالى بيده الضر والنفع، لا الجن ولا غير الجن. فاطلب الدعاء من الله سبحانه وتعالى، ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك، لا تدع شيئا من المخلوقات.

فادع الله سبحانه وتعالى: {ادعوني أستجب لكم}، هذا هو الأصل. واصبر، ولا تقول: إني دعوت ودعوت ودعوت فلم يستجب الله لي. لا تيأس ولا تعجز، فإن الشيطان يأتيك ويقول لك: أنت تدعو كثيرا ما يستجاب لك. اصبر، ممكن الآن يستجاب لك، ممكن بعد شهر، ممكن بعد سنة، ممكن أن هذا الدعاء الله يدخره لك يوم القيامة ويجعله لك يوم القيامة، والله يغفر لك وبهذا الدعاء تدخل الجنة بإذن الله سبحانه وتعالى، فهذا أفضل لك.

فالدعاء هذا فيه نفع إما في الدنيا أو في الآخرة، والله سبحانه وتعالى برحمته يستجيب للعبد أشياء كثيرة، ويعطيه ويشفيه. كم من شخص مرض والله شافاه، كم من شخص أفلس ليس عنده مال حصل على مال، كم شخص طلب بيتا وحصل بيتا، وأشياء كثيرة من هذه الدنيا.

أحيانا يدعو فالله سبحانه وتعالى يدخر له هذا الشيء إلى يوم القيامة، فالله يجعل لك أشياء يعطيك إياها في الدنيا وأشياء في الآخرة، فالله سبحانه وتعالى قسم لك هذه الأرزاق وهذا الفضل، ففضل جعله الله لك في الدنيا وفضل في الآخرة، فاصبر.

فهذه يعني الأمور، ولذلك من أنواع الشرك لا يجوز أن يقول شخص: ((يا علي اشفني))، ((يا عبد القادر أنقذني))، ((مدد يا رسول الله)). ما يجوز، هذا كله من الشرك. ولذلك هذا الصوفي الذي عندنا يقول: ((مدد يا رسول الله))، الرسول صلى الله عليه وسلم ما يستجيب لأحد، الله سبحانه وتعالى هو الذي يستجيب. الرسول له منزلة الرسالة وهو أفضل الخلق صلى الله عليه وسلم، لكن العبودية لله سبحانه وتعالى، فلا نعبد النبي صلى الله عليه وسلم، نعبد الله سبحانه وتعالى، هذا هو الأصل.

والنبي صلى الله عليه وسلم نقتدي به ونتأسى به. ولذلك الصوفية يعبدون الرسول صلى الله عليه وسلم، والرسول صلى الله عليه وسلم بريء منهم. وبين النبي صلى الله عليه وسلم ألا يعبد، ولا يجعل قبره للعبادة، ولا للاجتماع ولا لشيء، ولا يطاف عليه، ولا يدعو النبي صلى الله عليه وسلم، يدعو الله سبحانه وتعالى. فالنبي صلى الله عليه وسلم بين أن هذه الأشياء من الشرك.

فلذلك لا يجوز، ((أو يا زهراء فرجي عن كربتي))، لا تطلب من المخلوقين غير قادرين على شيء، فاطلب من المخلوقين شيء يقدرون عليه؛ أن يعطيك مساعدة، أن يشفع لك في وظيفة، أن يساعدك في شيء، وهكذا فيما يستطيع عليه المخلوق. لأن الله سبحانه وتعالى جعل الناس بعضهم لبعض أن يتعاونون، {وتعاونوا على البر والتقوى} [المائدة: 2]، في كل شيء. أما الأشياء التي لا يستطيع عليها الناس فلا يجوز نهائيا.

الأسئلة:

السؤال: غير مسموع.

الجواب: هذا بينا ((مدد يا رسول الله))، ((مدد يا الحجازي، يا فلان، يا كذا))، هذا من الشرك الأكبر، هو شرك ماذا؟ شرك الدعاء، الله سبحانه وتعالى صرف العبادة له لوحده لا شريك له، {ادعوني أستجب لكم}، لم يصرف الدعاء لأحد لا للرسول صلى الله عليه وسلم ولا لفلان ولا لعلان، فهذا كفر بلا شرك، وهذا من أكفر الكفر بعد.

ليس الأمر سهل أن الشخص يصرف عبادة لمخلوق، فالله سبحانه وتعالى أنزل هذا القرآن وهذا الدين ليعبد الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له، فالدين هذا كله لله سبحانه وتعالى، ما يجوز للعبد أن يصرف ولا شيء.

فلو مثلا الشخص يعني من كلمة في المصحف مثلا منافق، قال: نحذف كلمة منافق من القرآن، هذا كفر، ما يجوز نقول: والله هذا منافق لماذا نذكره؟!

اجعل مثلا في القرآن كلمة منافق، أو كلمة كلب، أو بقرة، أو حمار فننزه القرآن يأتي جهمي أو صوفي أو قدري أو غير ذلك من هؤلاء ويقولون: نحذف هذه الكلمات ننزه القرآن كما يدعون في صفات الله سبحانه وتعالى، فهذا هو الكفر ما يجوز، فهذا كله كلام الله سبحانه وتعالى، حتى هذه الكلمة ما يجوز حذفها.

ولذلك أجمع أهل السنة من حذف حرف من القرآن كفر، فهذا الدين كله لله سبحانه وتعالى، لا يجوز أي أحد أن يتدخل، على الناس أن يعبدوا الله سبحانه وتعالى إن أرادوا الجنة، إن أرادوا رضا الله سبحانه وتعالى، فعليهم أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا.  


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan