القائمة الرئيسة
الرئيسية / الزهر الفريد في أحكام التوحيد (تفريغ) / الجزء (11) الزهر الفريد في أحكام التوحيد: أنواع الشرك - أولا شرك الإرادة والقصد (تفريغ)

2025-11-30

صورة 1
الجزء (11) الزهر الفريد في أحكام التوحيد: أنواع الشرك - أولا شرك الإرادة والقصد (تفريغ)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

الشرك الأكبر له أقسام، وهذه الأقسام مهمة جدا لكل مسلم، لأن هذا الشرك كما بينا كثيرا أمره خطير على العبد، فإن وقع فيه فيخسر الدنيا والآخرة، سواء جهل ذلك أو علم، والجاهل لا يعذر عند وصوله القرآن إليه والسنة، بل ترى أناس يصلون ويصومون ويحجون ويذكرون الله، وبزعمهم يطلبون العلم، ويحفظون القرآن ويتسابقون فيه، لكن هم مشركون، الشرك الأكبر.

فترى صاحب الشرك الأكبر يتعبد لله سبحانه وتعالى ويظن أنه في أعلى العليين في الجنة، وهو إذا مات يتفاجأ فإذا في أسفل السافلين من النار -والعياذ بالله- وهذا هو الخسران المبين، عبد بزعمه يعبد الله سبحانه وتعالى، وأنه سوف يدخل الجنة، فإذا هو في النار، ماذا ينفعه بعد ذلك ما دام هذا شرك أكبر؟! فليس له شفيع ولا يخرج من النار، ويكون في الأبد الآبدين -والعياذ بالله-.

إذا: فأمر الشرك على العبد أمره خطير جدا، فلابد من دراسته لكي يعرف العبد ما له وما عليه في التوحيد وفي الشرك، فيقبل على التوحيد ويجتنب الشرك، فهذا يرجى له إن شاء الله الجنة والنجاة في الدنيا وفي البرزخ ويوم القيامة، وإلا فلا.

وللأسف كما ترون كثير من الناس تركوا علم التوحيد ولا يعرفون شيئا في الشرك، فهم متلطخون -والعياذ بالله- بالشركيات والبدع، وعندهم أن هذا من الجهاد وهذا من العبادة وهذا من التوحيد ولهم الجنة.

وانظر إلى كثرة الرافضة، هؤلاء يعتقدون على ما يقومون به من الشرك والبدع، الشرك الأكبر، والبدع الكبرى، ومع هذا يظنون أنهم سوف يدخلون الجنة.

وانظر إلى الجهمية والمعتزلة، هذا أقسام أخرى من المبتدعة.

وانظر إلى الخوارج، يضعون لهم قوانينا يزعمون أنها من الشرع وأنهم يطبقون الشريعة، فيقومون بالحدود في الشام بأهوائهم، ويظنون أنهم يقومون بالحدود في الشريعة، وأن الدول الإسلامية بزعمهم ما يقومون بالشريعة، أنتم كذلك ما تقومون بالشريعة، فليس مجرد الظاهر، فالذي يسرق الأصل أن تقطع يده، ما تقطع رقبته.

وأمور أخرى لا تخفى عليكم.

فهؤلاء الخوارج كثر، ومع هذا يظنون أنهم قائمون بالجهاد، وأن الذي يموت منهم شهداء.

وانظر إلى كثرة الصوفية المبتدعة، السحرة هؤلاء.

وانظر إلى الشيوعيين والعلمانيين الذين يدعون أنهم يقمعون الظلم، وأن عندهم العدل، ولذلك لهم جمعيات يسمونها بذلك، جمعية العدالة، وهي جمعية الظلم، والظلم ظلمات يوم القيامة.

فهذه كلها ظلمات بعضها فوق بعض، وكل هذا الكم الهائل من أهل البدع ومن أهل المعاصي يظنون أنهم قائمون بالعدل ويقمعون الظلم، وهم الظلمة، فهؤلاء يظنون أنهم سوف يدخلون الجنة، ولا يعرفون شيئا في التوحيد، ولا يعرفون شيئا في الشرك، فكيف هؤلاء وقعوا في الضلالات؟ بسبب جهلهم بالتوحيد.

وانظر إلى المرجئة، وأنظر إلى الإخوان المسلمين، وحدث ولا حرج في بدع هؤلاء.

فلذلك لابد من دراسة هذا الأمر.

ولذلك بين ابن قدامة رحمه الله تعالى في المناظرة في القرآن، وهو كتاب لابد أن يشترى ويقرأ كاملا، وهو لا يتعدى تقريبا (50) صفحة، لكنه فيه كلام كثير تكلمنا عنه نحن، ولذلك يقول -هذا في عهده-: لا تغتر بكثرة أهل البدع ولا تغتر بكثرة أموالهم.

هذا انظر في عهده، وأين أموال أهل البدع في زمانه؟ وأين أموال أهل البدع عندنا؟

فلماذا الناس وقعوا مع أهل البدع؟ لأجل أموالهم، عندهم أموال وعندهم مصالح ومآرب كثيرة.

وبين أن أهل الحق قلة، وأن الله سبحانه وتعالى كتب ذلك، وهؤلاء الناس يقول المتبعين لأهل البدع يظنون أن هؤلاء على باطل، لماذا؟ لأن بسبب قلتهم، ويقولون أن هؤلاء على الحق لكثرتهم، وبين أن أهل الحق في قلة في كل زمان.

فانظر الذين يدرسون التوحيد الحق قلة بالنسبة للكم الهائل من الناس.

فلذلك من أقسام الشرك الأكبر التي لابد أن تدرس: شرك الإرادة والقصد، وشرك المحبة، وشرك الطاعة، وشرك الدعاء.

هذه الأمور من أخطر الأمور على العبد إذا ما يجتنبها ويتركها، فإن وقع فيها أو في واحد من هذه الأقسام ومات على ذلك هذا انتهى أمره وقع في الشرك الأكبر ومات كافرا -والعياذ بالله-.

وكيف يكون الشرك في الإرادة والقصد؟

الشرك في الإرادة والقصد: يكون بأن يريد العبد بعمله غير الله سبحانه وتعالى، ويقصد به غير وجه الله سبحانه وتعالى في جميع أعماله، فيذبح لغير الله، وينذر لغير الله، ويستعين بغير الله، ويصرف جميع أنواع العبادة التي لا تكون إلا لله لغيره سبحانه وتعالى.

فهذا الأمر خطير ووقع فيه كثير من الناس، فيقصدون القبور ويقصدون المخلوقات التي يعدونها أنها آلهة لهم.

وانظر إلى كثرة اليهود والنصارى والمجوس والرافضة والصوفيين والمشركين، خلق، أعداد بالملايين وقعوا في هذا الأمر، فترى يفعلون عبادات وأعمال هي لله سبحانه وتعالى يصرفونها للمخلوق الذي هو إله لهم، فيذبحون لغير الله سبحانه وتعالى، وينذرون لغير الله سبحانه وتعالى، ويستعينون بغيره، ويصرفون جميع العبادات لغير الله سبحانه وتعالى، وفعلوا لهم وكتبوا لهم كتبا محرفة ليست من عند الله سبحانه وتعالى، ويسمونها الكتاب المقدس، والكتاب الأخضر، والكتاب الأصفر، ولا ندري من سيخرج لنا بعد فترة عنده كتاب شنو؟! وكتب كثيرة من كتب السحرة المجوس.

فأشياء كثيرة، وصرفوا هذه العبادات لأصنامهم وآلهتهم وقبورهم وأشخاصهم، فهلكوا، فالأمر خطير جدا، ولابد هلاك هؤلاء في الدنيا قبل الآخرة، طال الزمان أو قصر، وهذا أمر مشاهد.

والشاميون عندما شيدوا القبور في بلدهم وحجوا إليها وقصدوها بالذبح والعبادة الله أهلكهم، وهكذا كل بلد يأتي دوره.

فلذلك لابد على أهل البلد أن يجتهدوا في عبادة الله سبحانه وتعالى بالتوحيد الخالص واجتناب الشرك، لا يقول توحيد ولا يعمل، ولا يقول هذا الشرك ولا يتركه، ما فائدة ذلك؟! لابد إقامة التوحيد والعمل به وترك الشرك والتبرئة من أهله.

أما -أيها التراثي المجرم- تقول أن التوحيد أولا ثم تجالس الرافضة ولا تتبرأ منهم، تجالس أهل البدع ولا تتبرأ منهم، تجالس اليهود النصارى لأجل شهوتك ومآربك ومصالحك، ما يصير، أي توحيد هذا؟! هذا توحيدك أنت، ليس توحيد الله سبحانه وتعالى، ليس توحيد الإسلام، توحيد الإسلام هكذا، التبرئة وعدم الجلوس مع المشركين، لا من الصوفيين ولا غيرهم.

فهذا كذلك من الإرادة، ما دام أنت جلست مع هؤلاء المشركين فأنت تريدهم وتقصدهم، فلابد.

ولذلك الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله تعالى بين هذا الأمر كما في الدرر السنية، فلابد من اعتقاد هذا الأمر.

فهذا من الشرك في الإرادة، إذا صرف هذا العبد الذبح وغيره للقبور وغير ذلك وقع في الشرك الأكبر وكفر وانتهى أمره، فالأمر خطير جدا.

ولذلك إذا أراد أن يذبح العبد وهو لا يفهم طريقة الذبح ولا غير ذلك لابد يسأل أهل التوحيد كيف طريقة ذلك، لعل أوقعوه في شرك في الشرك الأكبر وهو لا يدري ولا يعرف فلا يعذر، فيقول ماذا أفعل؟ فيبين له طريقة الذبح وطريقة الصدقة ....وإلخ.

{فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} [النحل: 43].

ولذلك أنظر الذين يذبحون الآن في البيوت الجديدة للجن، هؤلاء وقعوا في الشرك الأكبر، وهؤلاء يصلون ويحجون ويصومون، ومع هذا وقعوا في الشرك الأكبر، ما يدري كيف يذبح، يظن حصل بيتا جديدا أو ما شابه ذلك يذبح هكذا.

ولذلك قديما يفعلون أشياء، الآن بعد يضعون أعلام، في القديم يضعون ثوب نشل فوق البيت، هذه كلها من البدع، يعني أشياء تحدث كثيرة ولا يفقهونها ولا يعرفون.

فهذا لعل يقول شخص أن هؤلاء جهال يعذرون في ذلك، لا، لا ما يعذرون، ما في أحد يعذر، خاصة في الخليج، ما في، قامت عليهم الحجة ومراد الله سبحانه وتعالى، فغير معذورين نهائيا، كيف جهل؟ هو أصلا فرط في العلم وفي السؤال.

ولذلك نرى هؤلاء العوام يطيرون الطائرات والأسلحة المعروفة الثقيلة، ويسوقون السيارات ويقومونبالهندسة وأشياء كثيرة، كيف عرفوا هؤلاء؟ تعلموا.

فهؤلاء يتعلمون كيف يطيرون الطائرات ....وإلخ، ولا يعرفون شيئا في التوحيد وفي الشرك!

فالعبد قابل للتعليم، فلماذا يتعلم أمور الدنيا ولا يتعلم أمور الآخرة؟! فعليه أن يجمع بين تعليم الدنيا وبين تعليم الدين، هذا هو الأصل، فلا يفرطون هؤلاء العوام في علم الدنيا ويفرطون في علم الدين، فالمسؤولية عليهم، وغير معذورين إن وقعوا في الكفر أو وقعوا في الشرك أو وقعوا في البدعة أو وقعوا في المعصية، فهذا هو شرك الإرادة، والإرادة هذه في القلب والله يعلم بها، فإذا هذا أراد غير وجه الله فهذا انتهى أمره.

فكثير من الناس سوف يأتون يحاجون عن أنفسهم لكن الحجة قائمة عليهم وينتهي أمرهم، يعني هذه الحجة ليس فيها أي فائدة.

فلذلك نقول للناس أضبطوا أنفسكم مع الشريعة جملة وتفصيلا وترتاحون بعد ذلك، كما تقومون بأمور دنياكم، تضبطونها جيدا لكي لا تقع عليكم مخالفات في كذا وفي كذا وفي كذا، فكذلك أضبط نفسك مع الدين، أنتم تضحون في علم الدنيا، تتركون أولادكم، تصرفون الأموال، تتركون أزواجكم، وتضعون الأوقات الكثيرة لهذا العلم ولأشغالكم، لأشياء كثيرة دنيوية، لكن للدين مجرد أن يصلي ويمشي، يصلي صلاة الجمعة ويمشي، لكن ما يعرف شيئا في دينه، لا وفوق هذا يعارض أهل السنة إذا أخرجوا السنة، هذه المصيبة الكبرى في العوام هؤلاء، فيخالفون السنة، فعليهم مسؤولية كبيرة.

ولذلك الله سبحانه وتعالى يقول: {ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب} [الشورى: 20]، ما له أي حظ يوم القيامة، فكيف ينجو؟!

ولذلك خرج لنا الآن المرجئة يقولون عن هذا الذي وقع في الشرك الأكبر ينجو، الله سبحانه وتعالى يقول الآن ليس له نصيب، ليس له شيء في الآخرة، تقولون ينجو؟!

فالله سبحانه وتعالى رب العالمين يبين هذا الأمر وأن هذا ليس له نصيب ولا حظ، تقولون ينجو؟! فالله سبحانه وتعالى يقول لا ينجو هذا، وأنتم تقولون ينجو! فهذه مصيبة.

فهؤلاء المشركون والمبتدعون أحبوا الدنيا، فهذا نصيبهم، في هذه الدنيا يتمتعون إلى حين، أما في الآخرة ليس لهم شيء.

ولذلك لا تغتر بأموال اليهود والنصارى والمشركين ودولهم، لا تغتر بذلك، فهؤلاء لم يعطهم الله سبحانه وتعالى هذا الأمر، لأن ليس لهم نصيب في الآخرة، فالله يمتعهم في الدنيا.

فلذلك لا يأتي في نفسك شيء وتقول أن هؤلاء اليهود يقتلون ويذبحون، وهؤلاء النصارى ضد الإسلام ....وإلخ، كيف تكون عندهم هذه الأسلحة وهذه القوة وهذه الأموال وهذه الدول الكثيرة، وأن هؤلاء كثر، لا، هذا نصيبهم من الدنيا، في الآخرة ليس لهم شيء.

وأنت -أيها المسلم الفقير المسكين- ليس عندك مال ولا عندك شيئا إلا الأشياء اليسيرة، هذا الأمر دنيوي، أنت لك الآخرة وهذا هو الأهم.

ولذلك بين النبي صلى الله عليه وسلم -كما ثبت في صحيح البخاري-: «أوفي شك أنت يا ابن الخطاب؟ أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا».

عندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم وكيف أثر فيه الحصير، وهؤلاء الروم واليهود وغيرهم ينامون على الفرش والحرير، والنبي صلى الله عليه وسلم طلب هذا الأمر أن يكون فقيرا، عبدا فقيرا لله سبحانه وتعالى.

فإن ابتلاك بالفقر أصبر فإن لك الآخرة، ولا تغتر بهؤلاء اليهود والنصارى، ولا تغتر بأهل البدع من الرافضة والتراثية والإخوانية، لهم المجمعات هنا ولهم العمارات، وتدخل عليهم الإيجارات والأموال الكثيرة، ضربة واحدة وكذبة واحدة في التبرعات (10000) دينار، هذه من كذبة واحدة، ويأتيك الفقير المسلم يقول هؤلاء ما شاء الله عندهم أموال، عندهم الأموال وعندهم كذا وكذا، ويكون منهم يوما من الأيام، هذا خسر الدنيا والآخرة، ما بالك بالكذبات الأخرى والغش والخيانة؟!

انظر إلى أموالهم عماراتهم لا تغتر بها، هؤلاء نصيبهم في الدنيا، خلاص انتهى أمرهم، في الآخرة ليس لهم شيء.

فأهل الكفر في الخارج هذه دنياهم، وأخذوا أجرهم، وأهل البدع في الداخل هذه دنياهم أخذوها، في الآخرة ليس لهم شيء.

ولذلك بين شيخ الإسلام ابن تيمية أن أكثر أهل البدع وقعوا في الشرك الأكبر والكفر الأكبر، والله سبحانه وتعالى يمدهم من الأموال لأن هذه دنياهم، ضربة واحدة في الشهر، راتبه (4000) دينار، المبتدع، فلا تغتر براتبه ولا شيء، هذا نصيبه في الدنيا.

فأنت أصبر على عبادة الله سبحانه وتعالى.

وبين النبي صلى الله عليه وسلم: «فاصبروا حتى تلقوني على الحوض».

والناس يستأثرون بالأموال والاختلاسات والسرقات، وكما تسمع العوام كل يوم يتكلمون في هذه الأمور، سرقات، بوق، ذاك، أترك هذه الأمور، أصرف عن هؤلاء كلهم فتنة، العوام، ما بيحصلون شيئا من ذلك، أنت دافع عن حقك على قدر استطاعتك وأمورك، ولا تتكلم في هذه الأشياء هذه، أنت الأصل في ذلك بين لك النبي صلى الله عليه وسلم، قم بالعبادة وسوف الله سبحانه وتعالى يسوق لك رزقك وتموت على التوحيد، وبعد ذلك فزت الفوز العظيم، هذا هو الفوز العظيم الذي لا فوز بعده بدخولك الجنة.

هؤلاء الآن الذين اغتر بهم الناس في نار جهنم، يتمنون أن يفتدوا بكل شيء في الأرض لكي ينجوا من النار، ما في فائدة، وأنت نجوت بالله سبحانه وتعالى ثم بعملك، وأنت مطمئن.

وترى الناس الملايين من عهد آدم عليه السلام إلى آخر رجل من أمة النبي صلى الله عليه وسلم، كم شخص، كم الخلائق هذه؟ وهم في أمر مريج -والعياذ بالله- مختلط، يتلاعنون يتقاتلون، فالأمر خطير جدا.

ففي تطبيقك لهذا التوحيد، فهؤلاء الذين يريدون الدنيا من أهل الكفر وأهل البدع هذه نصيبهم، فالآخرة هذه من نصيب المسلمين، سواء الذين نجوا ولم يحاسبوا دخلوا الجنة بدون حساب، أو الذين دخلوا النار لكن سوف يخرجون يوما من الأيام ويدخلون الجنة، فهم ناجون كذلك هؤلاء، فالآخرة نصيب المسلمين، وهذا أسعد شيء للناس.

ولعلنا نتكلم إن شاء الله الدرس القادم عن شرك المحبة، وهذا أخطر من الذي قبله، لأن المشكلة في هذا القلب، هذه المضغة في الجسد هي المشكلة الآن، فالشخص يحب شيء، فهذا من أخطر الأمر عليه، كيف يقلع؟ هذا بمشيئة الله.

وفي أمور إن فعلها يعني أقلع عن هذا الأمر وإلا هلك، وهذا الشرك الأكبر كم وقع فيه؟

فأنظر إلى مثلا الرافضة كيف يحبون مشايخهم؟ رغم يعلمون بهم أنهم مجرمين، وأنهم منحرفين وأهل ضلالة، ويفعلون الموبقات والمهلكات، ومع هذا الحب هذا أعماهم، أي شيء يقولون لهم يفعلون، فهذه مصيبة كبيرة، شرك المحبة، فيأمرونهم ويشرعون لهم أمورا فيفعلونها، وإلا كيف هلكت الرافضة؟ بشرك المحبة.

وهذه الشركيات متواصلة، سيأتي شرك الطاعة، شرك الدعاء، وأنظر كيف يدعون الخميني ويدعون هؤلاء، كيف يزحفون إلى القبور، كيف هلك هؤلاء؟ ويعلمون أنهم على باطل، هذه مصيبة شرك المحبة.

فلذلك إذا أراد العبد أن يزيل هذا الشرك -شرك المحبة- فلابد أن ينكب في العبادة في محبة الله سبحانه وتعالى لكي تخرج.

ولعله إن شاء الله الدرس القادم يأتي في هذا.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليه.

 


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan