القائمة الرئيسة
الرئيسية / الزهر الفريد في أحكام التوحيد (تفريغ) / الجزء (8) الزهر الفريد في أحكام التوحيد: مقدمة في التحذير من الشرك (تفريغ)

2025-11-14

صورة 1
الجزء (8) الزهر الفريد في أحكام التوحيد: مقدمة في التحذير من الشرك (تفريغ)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

ولعل في هذا اليوم نتكلم عن أنواع الشرك.

وتكلمنا في الدروس التي سلفت عن أنواع التوحيد، وبينا أن هذه الأرض وبما فيها من الخلائق لا تبقى إلا بالتوحيد.

ولذلك يدلك هذا على أهمية إقامة التوحيد في الأرض، وخاصة في البلدان الإسلامية.

ولابد أن يتعلموا التوحيد جملة وتفصيلا؛ توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.

والله سبحانه وتعالى بعث الرسل في الأمم السالفة لأجل التوحيد وتعليم الناس التوحيد، {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} [النحل: 36].

{ولقد بعثنا في كل أمة}؛ يعني: في جميع الأمم السالفة الله سبحانه وتعالى أرسل الرسل لأجل أن يعلمون الناس التوحيد، وهذا هو الأصل في هذا الزمان كذلك، لابد أن يتعلموا التوحيد لأن به النجاة في الدنيا وفي الآخرة.

وإذا تركوا التوحيد هلكوا، وهذا بين في البلدان الإسلامية التي هلكت كالشام وغيرها بسبب الشرك والبدع والمعاصي، وهؤلاء تجرأوا على الله سبحانه وتعالى بإقامة الشرك والبدع فهلكوا.

وانظر البلدان التي ساد فيها التوحيد وقام فيها التوحيد، وإن كان فيها من المنكرات وفيها ما فيها من البدع والمعاصي، لكن الشيء يغطي على شيء، وأناس يتباركون على أناس، فأهل التوحيد لهم وجود في الخليج؛ ولذلك لم يستطع الأعداء من الكفرة في الخارج، ولا الأعداء من أهل البدع في الداخل أن يحدثوا أي شيء مما حدث في الخارج، لوجود التوحيد وأهل التوحيد.

فلذلك إذا أراد الناس الأمن والأمان في بلدانهم عليهم بنشر التوحيد في أهليهم، في أولادهم، في أزواجهم، في أقاربهم، في جيرانهم، في الناس أجمعين، ولابد أن يبقى هنا وهناك من أهل الزيغ وأهل المعاصي، لكن هؤلاء لا يضرون بشيء.

ولابد يتبع معرفة التوحيد معرفة الشرك لكي الناس يتجنبون الشرك والبدع، فلا يهلكون كعباد القبور الذين يعبدون القبور والأضرحة.

فهؤلاء في الحقيقة وجودهم من أخطر الوجود في البلد إذا كثروا وانتشروا ولا يوجد من ينكر عليهم ويرد عليهم ويبين أمرهم وأن هذا من الشرك؛ هلك البلد، وهذا ظاهر لكم كذلك في البلدان.

وعلى الناس أن يتعلموا التوحيد وبعد ذلك ما يضاد التوحيد وهو الشرك، والناس لما لجئوا في هذا العصر إلى أمور فائدتها ليست كفائدة وجود التوحيد والدين والسنة والعلم، أمور دنيوية.

وأمور جانبية كتربوية واجتماعية وثقافية، فعكفوا الناس -كما ترون- على هذه الأمور، مؤتمرات، محاضرات، ندوات، في الإذاعات، في التلفاز، في المساجد، في الصلاة، في أماكن كثيرة -كما ترون-، لكن لم ينتبه هؤلاء إلى نشر التوحيد وتعليم التوحيد.

فالبلدان التي تركت التوحيد وعكفت على هذه الأمور التي بيناها هلكت، وإن كانت قائمة لكن الشرور منتشرة في الناس، والمهالك منتشرة في الناس.

فلذلك لابد على الناس مع هذه الأمور الدنيوية الاجتماعية والتربوية وغير ذلك، لابد من إقامة في البلد هذا الدين، وأوله التوحيد ونبذ الشرك، فإن فعلوا وافقوا السلف في ذلك.

والسلف من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين على هذا إقامة الدين والدنيا معا، فتقوم بدينك ودنياك معا، ما تقوم بدنياك وتترك دينك كما هو حاصل أكثر البلدان، وأكثر الناس وأكثر المسلمين على هذا عكفوا على الدنيا فهلكوا، ويقولون: فيهم أمراض نفسية، وأمراض جسدية وغير ذلك، هذا من ابتعادهم من هذا الدين العظيم.

وهؤلاء ما يدرون أصلا أن إذا قاموا بدينهم جملة وتفصيلا تلاشت هذه الأمراض والأضرار، والله سبحانه وتعالى قمع العدو في الداخل والخارج بإقامة هذا الدين، لكن إذا ما في هذا الدين تنتشر الشرور ويتسلط على الناس أهل الشر من الداعشية والرافضية والروسية والنصرانية واليهودية والإباضية وغير ذلك.

وكل هذه الطوائف تتعاون مع أهل الشر لإضرار الناس في بلدانهم، ولا تسأل عن الشر الذي أصاب الناس في الشام، بسبب ماذا؟ ترك الدين والعكوف على الدنيا، ترك التوحيد والعكوف على الشرك والبدع، ما أهلك أهل الشام إلا بسبب الصوفية المجرمين، هم الذين أهلكوا هذا البلد، وكذلك الخوارج.

ففي حديث حذيفة يتبين هذا الأمر، ويقول رحمه الله تعالى: «كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني». أخرجه البخاري في «صحيحه»، ومسلم في «صحيحه».

فانظر الناس يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن الخير لكن ما يسألونه عن الشر، فكان حذيفة يسأل عن الشر؛ لأن الخير موجود ولا فيه أي مضرة على الناس أصلا، والله سبحانه وتعالى إذا قام الناس في البلد نشر فيهم الخير ورزقهم الخيرات، فالذي يخاف عليه وجود الشر لكي الشخص ما يقع في الشر.

فحذيفة بن اليمان رضي الله عنهما بين هذا الأمر، أنه كان يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الشر مخافة أن يقع فيه.

وهذا الذي حاصل للناس يسألون دائما عن الخير لكن ما يسألون عن الشر، ما يسألون عن هل هذا الذي أتي به من الخارج ليحاضر في البلد مثلا، هل هو شراني مبتدع أو عالم مصلح أو هو مفسد؟ لا ما يسأل الناس من الرعاع والهمج.

ولذلك انظر كيف ينزلون لك الإعلانات في المساجد ويضعون اسمه والداعية، وهو داعية إلى شر وشراني، ويؤتى به يحاضر في المساجد وهو شر وشراني.

وفي الحقيقة ما يحضر له إلا أهل الشر كالإخوانية والتراثية والقطبية والسرورية والتبليغية وغير هؤلاء.

فالناس ما يسألون عن هذا الكتاب، أو يسألون عن هذه الكتب هل هي صحيحة كتب أهل السنة أو كتب غير صحيحة كتب أهل البدع، أو هذه المحاضرات والندوات والدراسات في الداخل والخارج هل هي خير أو شر؟

ما في أحد يسأل رجال ونساء يدخلون في هذه الدراسات، فتفسد عقولهم الذي يحاضر لهم أفكار شيوعية علمانية ويدعي أنه يصلي ويصوم ويحج وهو أفكاره أفكار علمانية، يدخل لهم الإلحاد والبدع والشر كأقوال ابن سينا، وغير هؤلاء وغير هذا.

فلذلك ما يسألون الناس، يأخذون أي شيء وأي واحد يتكلم ما في أحد يناقشه، لأن الجالسين له من العوام الهمج والرعاع ما يعرفون شيئا في ديننا، ما يعرفون الباطل الذي يتفوه به هذا، «فكان الناس يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني»؛ يعني: الشر، هذا هو الأصل.

على الناس أن يسألون عن الخير ويسألون عن الشر، فالخير يأخذون به والشر يتركونه ويتركون أهل الشر وما أكثرهم من الخطباء والأئمة وغيرهم، وما يسمون بالدعاة دعاة إلى الباطل.

فلابد من معرفة هذه الأمور لكي ما يقع الشخص، وإلا كيف خلق من الهمج وقعوا مع الداعشية، بسبب إن هؤلاء ما يفرقون بين الخير والشر، ولا يفرقون بين أهل البدع وأهل السنة، ولا يفرقون بين أهل الباطل وأهل الحق، ولا يفرقون بين أهل العلم أو بين العالم والمتعالم.

فوقع الناس في شرور كثيرة وقعوا مع الصوفية، وقعوا مع الإباضية، وقعوا مع التراثية، وقعوا مع السرورية، مع الإخوانية.

وانظر إلى الإخوانية، أشكالهم وكلامهم وأمورهم يعني كلها سفه في سفه، وأشياء بالصور، تنظر إلى هؤلاء وأنشطتهم تعرف أن هؤلاء سفهاء في ديننا، ومع هذا الهمجي ما يعرف ذلك فيقع معه ويثني عليهم، ولا عليك من يثني عليهم هذا الطبيب وهذا المهندس وهذا الدكتور، هذه كله جهلة وكله من فصيلة العوام أصلا، الذي لا يعرف شيء في ديننا من فصيلة العوام، وممكن ينتقل يصير من الهوام، وكم من أناس من الفئام وقعوا في هذا الشيء، والفئام: الجماعات.

فلذلك لابد من معرفة هذه الأمور، وهكذا كان الصحابة.

انظر إذا خرجت طائفة في عهد الصحابة، كل الناس يكشفون هؤلاء ويعرفون أنهم مبتدعة وينكرون عليهم ويصل الأمر إلى تصليبهم وقتلهم، الآن تراه الخوارج يأتون هنا ويقبل عليهم الرعاع والهمج على أنهم علماء.

انظر إلى علي بن أبي طالب -كما ثبت في صحيح البخاري ومسلم عند أصحاب السنن- قتال الخوارج عندما خرجوا في عهد الصحابة، وقالوا: {إن الحكم إلا لله}، كذبهم علي بن أبي طالب، قال: «كلمة حق يراد بها باطل».

فانظر كيف البصيرة عند السلف في الناس، رغم أنه أتى بآية الخارجي، والخوارج أتوا بآية، لكن كشفوهم في لحظة، وقاتلهم علي بن أبي طالب {إن الحكم إلا لله }، لا، لا تحبون الله أنتم ولا شيء، يبين هذا الأمر، ما لكم إلا تقطيع الرؤوس، أنتم تحكمون بكتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم يا الخوارج!!

طردهم علي بن أبي طالب والصحابة، هربوا وتشتتوا في المناطق، لا ما في، قتلهم وقطع رؤوسهم ووضعهمفي المسجد.

الآن يقول الخارجي والخوارج والمبتدعة قال الله وقال الرسول وقال الصحابة ويكذبون على الناس وما في أحد يرد عليهم، وكل واحد يقول: صدقت وصح، في الحقيقة ليس بصاحي.

فلذلك فوائد ناس ليسوا بصاحيين وما أكثرهم عقول هكذا فقط، وإلا يكذبون القصص الضعيفة والأحاديث الضعيفة والشرك والبدع ....وإلخ، ويدعي أن جماعته سوف تدخل الجنة وهي سوف تدخل النار.

وانظر إلى الرافضة، الرافضة يستدلون بعد بدعوتهم هذه الباطلة، ظلمات بعضها فوق بعض، يدعون أن دعوتهم على بصيرة، هذه بصيرة؟!

ويستدلون بقول الله سبحانه وتعالى: {على بصيرة} [يوسف: 108]؛ يعني: دعوتهم على بصيرة، هذه دعوة على بصيرة! شرك وكفر وبدع، سفك دماء، وفساد عريض في الأرض، ومع هذا يدعون أن دعوتهم على بصيرة، فأي دعوة إذا هؤلاء دعوتهم على بصيرة على أهل السنة كيف ذلك؟!

فكيف وقع الناس وتشيعوا مع هؤلاء الرافضة وصاروا شيعة وجماعات في البلدان؟ لأن يتبين أن هؤلاء لم يعرفوا الشر فوقعوا في الشر.

فلذلك هذا أصل لابد من معرفة الخير ومعرفة الشر، لا يكفي معرفة الخير، فلابد أن تتعلم السنة وتتعلم البدعة، فتعرف أهل البدع وتعرف البدعة، كذلك تتعلم التوحيد ولابد أن تتعلم الشرك لكي لا تقع في الشرك.

ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم حذر الأمة من الشرك، كما بين لهم التوحيد بين لهم الشرك، وهذا أكبر دليل أن الإسلام جاء هكذا تبيين السنة وتبيين البدعة، تبيين الحق وتبيين الباطل، تبيين الخير وتبيين الشر، ولابد، لكي تستقيم حياتك وتنجو من الشرور فلابد من هذا.

فلابد أن تتعلم الشرك لكي لا تقع، وبذلك تكشف أهل الشرك، وما أكثرهم يصلون، يصومون، يحجون، لكن واقعين في الشرك.

انظر الذين يعبدون في البلدان الإسلامية الأضرحة والقبور حدث ولا حرج، حتى لو ذهبت تنظر إلى قبر وتنظر إلى الناس كأنه حج من كثرة الناس، الألوف المؤلفة يعبدون البدوي الملحد، ويعبدون العيدروس الملحد، ويعبدون ويعبدون في مصر وفي السودان وفي اليمن وفي باكستان والهند وأفغانستان وأفريقيا وغير ذلك.

وهؤلاء يدعون أنهم لهم مساجد ولهم جوامع، وأنهم يصلون ويصومون ويحجون ويخطبون بالناس ويؤمون بالناس هؤلاء المشركون، كيف يكون ذلك؟!

فهؤلاء ليسوا بمسلمين أصلا، والذي يصلي خلفهم صلاته باطلة جهل أو علم، ولا يعذر بجهله وصلاته باطلة، وما أكثر الذين صلاتهم باطلة ويأتون بها وهي باطلة يوم القيامة ليس له ولا صلاة، لماذا؟

لأن لابد عليهم يتعلموا الكتاب والسنة، يتعلموا العلم، يعرفون أن هذا الخطيب مشرك ما يجوز الصلاة خلفه، أن هذا الإمام مشرك ما يجوز الصلاة خلفه.

فهذه المحافظة على الصلاة التي أمر الله سبحانه وتعالى بها، حافظوا على الصلاة هكذا، ما تصلي خلف المبتدع، خلف المشرك، تصلين خلف رافضي، على ماذا تصلي خلف هذا؟ وأي صلاة تقبل لك؟! وخلف الصوفي وخلف الداعشي وغير ذلك.

وإذا لا يوجد مسجد إلا خلف داعشي أو صوفي في منطقتك سواء في هذا البلد أو غير ذلك من البلدان في العالم، لا تصلي خلفه، ما في مسجد صل في بيتك وحافظ على أجرك وحافظ على صلاتك، هكذا.

يأمر الله سبحانه وتعالى المحافظة، كيف المحافظة؟ هكذا، أما الغجر والهمج من العوام يصلون خلف أي شخص ويفسد صلاته وجماعته، وليس له أجر، ولا يعذر بجهله، لماذا؟ لأنه معرض عن العلم، معرض عن السؤال.

انظر كيف يسألون النبي صلى الله عليه وسلم يخافون، «كان الناس يسألون»، هكذا، الآن ما في سؤال، الآن ما يسألون إلا عن أمور دنياهم عن الوظائف، عن السيارات، عن كذا، عن كذا، عن الطب، عن أشياء كثيرة، لكن الدين لا فقط يصلي ويمشي، صلاته صحيحة، صلاته باطلة ما يدري.

فهذا لأنه لم يسأل عن الشر ولم يسأل عن أهله، فهكذا يقوم التوحيد ويكون الشخص موحدا، عرف التوحيد وعرف الشرك، فلا يقع في الشرك ويبقى على التوحيد، فهذا أصل.

وانظر إلى الأمم السالفة عبدوا الصور وعبدوا الأصنام والأشجار وعبدوا القمر وعبدوا الشمس، خلق ما يحصيهم إلا الله، وهذا بسبب كفرهم وجهلهم بدين الله سبحانه وتعالى، كفرهم بالرسل، ما يؤمنون بالله، خلق من الناس ويتعجب الناس من عقول هذه الأمم التي تعبد الأصنام.

والآن كذلك انظر إلى النصارى يعبدون الصلبان، أنواع وألوان من الصلبان يعبدونها من دون الله، والعامة والهامة يغترون بصناعات هؤلاء وتجارة هؤلاء وبلدانهم ....وإلخ، ولا ينظرون إلى هذا الأمر أن هؤلاء في ذل وفي صغار.

كذلك انظر إلى اليهود وانظر إلى المجوس يعبدون البقر لأن هم بقر، يعبدون الفئران والأشجار، انظر إلى الصوفية يعبدون الأضرحة، ويبينون أن هذا من ديننا وهو ليس من ديننا.

فلذلك أشياء كثيرة واقع فيها الناس فلا تغتر بكثرتهم، والشخص لو بلده وقعوا في الشرك هو يبقى على التوحيد ولا ينزوي معهم وهو الجماعة وهو القائم على دين الله، والله سبحانه وتعالى يمده لجماعته ما وافق الحق ولو كنت وحدك، ليس الجماعة بالكثرة.

ويغتر يقول: أنا لوحدي الآن، معقول على التوحيد وهؤلاء مليون أو مليونين على باطل، نعم على باطل، مليون ولا مائة مليون كلهم على باطل والله يكبهم في نار جهنم كلهم، وأنت الموحد وأنت على الحق اثبت؛ فإنه يدخلون خلق من الناس في نار جهنم.

فلذلك والله سبحانه وتعالى بين في القرآن والسنة، والقرائن يحكم بها أهل العلم على القرائن على الناس، ويأتيك مرجئ يقول لك: ماذا أدراك أن هؤلاء يدخلون النار وهؤلاء يدخلون كذا، هذا كله إرجاء ولا عليك من المميعة.

الله سبحانه وتعالى جعل قرائن وأدلة يحكم بها الناس من العلماء ومن تابعهم من أهل السنة، أناس مشركون، يعني: أين؟ إذا ما يدخلون النار أين يدخلون؟ يدخلون الجنة، معقول مشركون يدخلون الجنة! والنبي صلى الله عليه وسلم يبين هذا: «ما يدخل الجنة مشرك».

وانظر إلى قول ابن عباس رضي الله عنه ما ثبت في صحيح مسلم: «يأتي النبي وليس معه أحد»، مليون، ممكن مليونين، ثلاثة ملايين كلهم في نار جهنم، وهذا النبي في الجنة واحد، هذا أحكام موجودة فلا تغتر ولا يأتيك وساوس الشيطان.

يقول لك: معقولة أن هؤلاء كلهم في نار جهنم، أو هؤلاء في نار جهنم، أو لهم وعيد أو كذا، أي نعم، قل الشيطان من الإنس والجن نعم، القرآن نطق بذلك والنبي صلى الله عليه وسلم نطق بذلك وإجماع السلف، والناس يحكمون بالأدلة، هذا أمر معروف.

فلذلك أناس تسوف والعياذ بالله- فهلكوا، سوف، سوف وهلكوا.

فلذلك لابد أن ينتبه العبد في هذا الأمر، كما تريد الخير وتعرف الخير وتعرف أهله، لابد أن تعرف الشر وتعرف أهله لكي تثبت مع أهل الخير وتجتنب أهل الشر، ولكي ما تقع معهم، وإلا كيف وقع خلق من الناس مع أهل الشر؟ بسبب ماذا؟ بسبب إنهم ما يعرفوا أهل الشر أصلا.

والعجيب أن الآن الأمور الدنيوية يقول لك: لابد تتعلم ولا نخليك في كذا، في كذا إلا لابد تتعلم.

فمثلا: السيارة، فلابد ماذا؟ تتعلم لكي تسوق السيارة؛ إذا: طيب التوحيد له تعليم.

كذلك التوحيد تعرفه لابد تتعلمه، وإلا كيف تتعلم؟ كيف تنجو في هذه الدنيا إلا بالتوحيد، الدين هذا كله ما تعرفه إلا بالعلم، ما في، في أناس يصلون ستين سنة لكن ما يعرفون كيف يصلون ولا يصومون ولا يحجون ولا شيء، ومنهم مأواه جهنم وبئس المصير وإن صلى وصام وحج وقال: أنا مسلم.

وهذا حديث أنس في مصنف عبد الرزاق بإسناد صحيح: «ما لنا لا نرى أناسا معنا كانوا يصلون ويصومون ويحجون، فيقال لهم: انظروا فإذا هم في نار جهنم».

هذا الرجل يتعاطف مع أهل مسجده، ما تشوف أهل مسجده فقير مسكين هذا، كل الذين يدخلون المسجد أهل خير، ما يدري أن أكثر الذين يدخلون المساجد من أهل الشر وأهل البدع.

فحتى في يوم القيامة هذا العامي ذي هذا المسكين يقول: ما نشوف ربعنه، وشلك في ربعك، خلك تتربع في الجنة، ما نشوف ربعنه يقول، ما نشوف أناس كانوا يصلون معنا ويحجون وكذا، فإذا هم في نار جهنم.

فلذلك الدين هذا بالعلم، ليس فقط الصلاة أو حج أو كذا بدون علم، أو يريد أن يوحد بدون علم، أو يعرف الشرك بدون علم، ما يصير هذا، وإلا عكفوا على دنياهم، بعثات على الكمبيوتر وعلى الهندسة وعلى كذا، وناس تذهب رجال ونساء، يقول لك: ما يصير، هذه الدنيا لابد بالتعليم، ولابد بالعلم تقوم، وكيف على ديننا؟! تريدون تدخلون في الدين وتصلون وتصومون وكذا وكذا بدون علم ما يصير.

ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي الدرداء في «السنن الكبرى» للبيهقي بإسناد حسن: «إنما العلم بالتعلم».

مستحيل لو صلى وصام وحج مليون سنة، لكن ما يتعلم؛ فاعلم أنه ما يعرف يصلي، ما يعرف يصوم، ما يعرف يحج، ما يعرف شيء بديننا خبط وخلط.

ولذلك الذي يظهر للعامة هؤلاء السنة ينكرونها، يقولوا: هذا شيء غريب، والأمر هذا يعني: (من جهل شيئا عاداه)؛ فهؤلاء يعادون السنة ويعادون أهلها بسبب جهلهم، ويدعون أن هذا شيء غريب، غريب عليك أنت، أما ليس هذا الأمر غريب على أهل السنة.

فلذلك هذا الأمر يعني النبي صلى الله عليه وسلم خاف على الأمة منه؛ يعني: من الشرك، وكم من شخص الآن يحلف بالنعمة وهذا شرك، كم من شخص يحلف برأس أبيه، أمه، بأبنائه، كم شخص لا يصلون؟! ما يعرفون أن هذا من الشرك، وكم شخص يحلف بحجة أمه، بحجة أبيه؟!

وكم شخص يحلف ويأتي بواو التسوية، الله وفلان، وأشياء كثيرة يحلفون بها، كلها من الشرك؛ لأن هؤلاء ما تعلموا.

كم من شخص الآن يحلف بالنبي، كم شخص؟ خلق من الناس وهذا من الشرك.

كم أناس يحلفون بقبر الرسول صلى الله عليه وسلم ويذهبون إلى قبر الرسول ويشدون الرحال؟ كم؟ الألوف المؤلفة، وهذا كله من الشرك والبدع، ما يعرفون، هذا في المدينة النبوية بعد.

وانظر إلى الرافضة والصوفية في الطواف والسعي، هتافات وأشياء وبدع وشرك ما لها أول ولا آخر، هؤلاء ما تعلموا التوحيد ولم يتعلموا الشرك.

فلابد على الناس أن يعيدوا مرة ثانية من جديد وينهضون بالعلم والسنة، بعد ذلك سوف يعرفون ديننا.

وهذه مقدمة في هذا الدرس، وإن شاء الله نتكلم عن الشرك في الدرس القادم باختصار.

الأسئلة:

السؤال: هذا بالنسبة عن البكاء لتخفيف الضغوطات على النفس هل هو مذموم أو علامة على ضعف الإيمان وعدم الصبر؟.

الجواب: فالشخص في الحقيقة بالنسبة عن البكاء هذا إذا غلبه البكاء يبكي، وأحيانا الشخص يغلبه البكاء فلا يستطيع أن يمسك هذا الأمر فيبكي، لكن لا يتباكى يبقى على الأمر المعروف والأمر الطبيعي والناس في طبيعتها ولا يبكي، لكن إذا غلبته نفسه وغلبه هذا البكاء فهنا ما يستطيع دفعه ويحصل لكثير من الناس في الأحزان وما شابه ذلك، فيحصل لهم هذا البكاء، فإذا غلبه الشخص البكاء فيبكي ولا بأس بذلك.

والنبي صلى الله عليه وسلم بكى عندما سمع القرآن، وبكى عندما مات ابنه إبراهيم، وغير ذلك لا يخفى عليكم جابر عندما توفى أبوه في أحد كيف بكى وحتى كان صوته مرتفعا، فيغلب الناس يعني البكاء، فإذا غلبه البكاء فيبكي.

السؤال: غير مسموع.

الجواب: المرأة هذه يعني ما تولى إلا لأماكنها المعروفة، بين أهل العلم ذلك، أما مثل الولاية الكبرى ولايات أخرى فلا تولى، تكون مثلا حاكمة كحال أهل الغرب، وأهل الغرب ما هلكوا كلهم كما ترون في دنياهم وعيشتهم ضنكا إلا بسبب أنهم مكنوا المرأة من الحكم وغيره، وأماكن ليست أماكن المرأة أصلا، فهلكت هذه البلدان.

لأن النبي صلى الله عليه وسلم بين أمر مهم للناس لكن لم يتفطنوا مصرين ومعاندين، «لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة»، ما يفلحون، وأنت ترى هذا الظاهر أنهم أفلحوا مثلا الغرب أو الشرق أو غير ذلك، لا، عيشتهم ضنكا ودنياهم في اضطراب وبلدانهم في اضطراب وهلاك ومصائب -كما لا يخفى عليكم- وحروب، وزلازل وبلاوى.

فتوضع المرأة في عملها اللائق بها على حسب، فهذا هو الأصل في توظيف المرأة.

السؤال: بالنسبة عن النقاب الذي هو الحجاب؟.

الجواب: بلا شك فرض، فرض على كل امرأة أن تغطي وجهها ولا يجوز لها أن تكشف وجهها وكفها، وهذا الأمر ثبت في القرآن والسنة وبإجماع السلف، ولم يخالف صحابي ولا تابعي ولا غير ذلك أن المرأة تغطي وجهها.

أما الذي ينقلون بعض الآثار عن ابن عباس عن كشف الوجه والكف وبعض السلف كلها آثار ضعيفة، وهذا أثر ابن عباس ضعيف لا يصح، خرجته في جزء كامل.

ولذلك يبقى الإجماع من الصحابة على وجوب تغطية وجه المرأة، وأما السائد الآن وكما ترى من النسوة فلا تغتر بكثرتهن كاشفات الوجوه، فهذا الأمر ليس من ديننا، وليس عليك باختلاف المتأخرين والمعاصرين، منهم من يجيب ومنهم من يستحب تغطية الوجه، ما عليك من الذي يستحب.

الإجماع إجماع الصحابة ينسف هذا الخلاف ولا يلتفت له، وليس في ديننا اختلاف أن المرأة يجب تغطية وجهها عن الرجال، وهذا أصل.

وتسأل أي مميع أو متعالم أو حزبي يقول لك: اختلف العلماء منهم من يجوز ومنهم من يجيب، ما عليك من كلام هذا ولا تلتفت إليه، خلاف جعل في عقله متخلف، وإلا عندنا إجماع الصحابة والسلف على هذا الأمر، ولا خلاف مع الإجماع، ولا عليك بالفتاوى المذهبية ولا الفتاوى الحزبية.

وعندي كتاب في هذا كامل، والآثار موجودة وأقوال أهل العلم موجودة والأدلة من الكتاب والسنة، ولعل إن شاء الله عن قريب يكون بين أيديكم.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan