الرئيسية / الزهر الفريد في أحكام التوحيد (تفريغ) / الجزء (3) الزهر الفريد في أحكام التوحيد: الهدف من دراسة التوحيد - وأهميته - وأقسامه (تفريغ)
2025-11-01
الجزء (3) الزهر الفريد في أحكام التوحيد: الهدف من دراسة التوحيد - وأهميته - وأقسامه (تفريغ)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وتكلمنا في الدرس الذي سلف عن بعض أحكام التوحيد.
وما زلنا في تبيين أحكام التوحيد، والهدف من دراسة علم التوحيد:
الهدف الأول: تعظيم الله سبحانه وتعالى في القلوب.
والهدف الثاني: تحقيق التوحيد بحياتنا وتطبيقه في نفوسنا.
والهدف الثالث: حصول ثمرة التوحيد العظيمة.
فلذلك فإن التوحيد أمره مهم، والناس بسبب شدة غفلتهم في هذه الحياة الدنيا إلى أن يموتوا وهم في غفلة، ما يعرفون أهمية التوحيد في حياتهم، وإعراضهم عن دراسة التوحيد هذا يدل على أن هؤلاء لم يفهموا عظم التوحيد وأهمية التوحيد في حياتنا، وأن التوحيد في الحياة أهم من كل شيء من هذه الحياة كلها، من الماء والهواء والمال والزوجة والأولاد وكل شيء.
والناس -كما لا يخفى عليكم- قد اهتموا بوصول الماء إليهم في بيوتهم، بعد ما كان الناس يستقون في الخارج قديما عن طريق الآبار والعيون، ما هدى لهم بال في ذلك لأهميته فأدخلوه في بيوتهم، ليس عنده بغرفته إلا خطوة لكي يصل إلى الماء لأهميته عنده وعند الناس جميعا.
لكن من أدخل التوحيد في بيته؟ من أدخل التوحيد إلا من رحم الله سبحانه وتعالى، بل أكثر البيوت أعرضوا عن التوحيد.
وأكبر دليل أن التوحيد أمره مهم ويأتي بكل الدنيا للناس من ذلك الأمن والأمان.
انظر في البلدان قديما وحديثا ما أصابها من رفع الأمن والأمان والمشاكل والحوادث التي تترا، كله بسبب الإعراض عن التوحيد، فإن لم يكن توحيدا في البلد أتى الشرك، أتت البدع، أتت المعاصي، أتت المحرمات، ثم بعد ذلك لا ماء ولا أكل ولا شرب ولا لباس ولا شيء ولا أمن ولا أمان ولا عمل ولا غير ذلك، بسبب ماذا؟ بسبب عدم وجود التوحيد، فهذا يدلك أهمية التوحيد من الماء والطعام والشراب وكل شيء فيما يجتهد إليه الناس.
فلذلك لابد أن نقيم التوحيد في بيوتنا وفي وظائفنا وفي سوقنا وفي طريقنا وفي بلدنا، ونجتهد ونعلم الزوجات والأولاد والأهل والأقارب والجيران والأبناء والبنات وطلبة المدارس والجامعات وغير ذلك؛ ليأتي الماء ويأتي الطعام والأرزاق والمراكب وكل شيء.
إذا لم يوجد توحيد ما في شيء من ذلك؛ فليأكل الناس ترابا ودماء ويموتوا جوعا وعطشا، بسبب إن هؤلاء أعرضوا عن التوحيد وأقاموا الشرك، والله سبحانه وتعالى يبغض أهل الشرك وإن صلوا وصاموا وقالوا نحن مسلمون.
فالله سبحانه وتعالى يدمرهم تدميرا؛ لأن هذه الصلاة لابد لها من توحيد لا شرك، وهذا الصوم يريد معه توحيد لا معه شرك، ودعوة معها توحيد ليس معها شرك، هذا الدين بالتوحيد لا بالبدع، ثم يقولون: نحن مسلمون! فكيف يكون ذلك؟!
{ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} [النحل: 36]، الطاغوت: الشرك والبدع والباطل والآراء الفاسدة، هذا هو، ولو كان هؤلاء عندهم توحيد لعظموا الله وعظموا دين الله سبحانه وتعالى أكثر من تعظيمهم لدنياهم، يعظمون المال تعظيما كبيرا بجميع أنواعه.
فممكن الشخص يفرط في دينه من أجل هذا المال، سواء كان نقودا أو تجارة أو غنما وبقرا وغير ذلك، فهؤلاء في الحقيقة عظموا دنياهم فخسروها، فلا دين ولا دنيا.
وانظر البلدان التي عظمت التوحيد، لم يكن فيها ما فيها مما نسمع، هذا بفضل الله سبحانه وتعالى ووجود التوحيد.
وممكن فيها من المعاصي والمحرمات، وهذا الأمر كان حتى في قديما، لكن ما دام أهل البلد يعظمون التوحيد وينشرون التوحيد؛ فالله سبحانه وتعالى يقيم الأمن والأمان، حتى لو كان هناك منكرات ومعاصي، فهذا المنكر وهذه المعاصي من الذين أعرضوا عن التوحيد في البلد، فأمرهم إلى الله سبحانه وتعالى.
لكن ما دام يوجد أناس يدعون إلى التوحيد ويعلمون التوحيد؛ فالله سبحانه وتعالى يقيم هذه البلد فيرزقها الأمن والأمان، وعلى حسب نشرها للتوحيد تحصل وتقل المحرمات والمعاصي، يقل الشرك، تقل البدع.
كلما اشتد الناس في نشر التوحيد وعظموا الله سبحانه وتعالى ونشروا التوحيد ودعوة التوحيد بقوة، ما في تضحية، ليس وقت الفراغ، لا، ليلا ونهارا الكل بحسبه، وتضحية بالأموال والأنفس والأولاد والبيوت، كما يضحي الناس من أجل دنياهم، يضحون بأموالهم، يضحون بأهلهم، بأولادهم، ببيوتهم.
ممكن الشخص ما يدخل يوما كاملا على أهله، أين أنت؟ والله في الدراسة وفي الجامعة، أين أنت؟ والله كنت صباحا في العمل ومساء في الجامعة، إذا طيب التوحيد لماذا لا تتفرغ للتوحيد؟!
ثم بعد ذلك لا تنسى نصيبك من هذه الحياة الدنيا ومن الأرزاق؛ فإن الأنبياء والرسل كانوا يأكلون ويشربون في الأسواق، وكان لهم بيوت ولهم زراعات ومراعي، لكن قائمين بالتوحيد ليلا ونهار، يدعون أقوامهم ليلا ونهار لسنوات طويلة.
وهذا النبي صلى الله عليه وسلم الكريم يأكل ويشرب وينام وله بيوت وله أرزاق، لكنه قائم التوحيد، كذلك من بعده الصحابة رضي الله عنهم، وهكذا أهل الحديث.
لكن الناس فرطوا بهذا شيئا فشيئا حتى كما ترون شأنهم في العالم كله، ضعف التوحيد ما بعده ضعف.
قل لهم: ما هو الهدف من التوحيد؟ ما في أحد يعرف إلا من رحم الله سبحانه وتعالى منهم وهم قليل.
فلابد من تحقيق التوحيد وتعظيم الله، لأن بعد تعظيم الله وتحقيق التوحيد يأتي كل شيء، لأن الله سبحانه وتعالى وعد بذلك.
بعد ذلك سوف تحسن بصلاتك، تحسن بصومك، بعمرتك، بحجك، بقرآنك، بأذكارك، همك هذا الدين، همك الأذكار، همك العلم، تعليم الناس، نشر دين الله سبحانه وتعالى، همك هكذا كما كان السلف، ولا تظن أن دنياك سوف تنقـطع، رزقـك سوف يأتيك.
لكن إن فعل الناس هذا الأمر واجتهدوا في دنياهم وأعرضوا عن التوحيد؛ فالله يبتليهم ويتركهم ودنياهم إلى أن يهلكوا والله الموعد، وإن رأى الله سبحانه وتعالى الناس مهتمين بدينه وبتوحيده رزقهم الله سبحانه وتعالى هذه الدنيا بانشـراح صـدر وطمأنينة، ليس بنكد ليلا ونهارا في هذه الدنيا ومصائب لا لها أول ولا آخر، لماذا؟ لأن ليس معها التوحيد.
ولذلك الذين الآن بنوا دنياهم في بلدهم الله جعلها لهم تراب ويأكلون التراب، لأنهم أعرضوا عن التوحيد، أربعين سنة، خمسين سنة، سبعين سنة يبنون بها خلاص، فيتركون التوحيد، يشيدون القبور وتقيمون الشرك وتحاربون الله وتدعون أن هذه مزارات تقوي أموالنا واقتصادنا، كيف يكون ذلك؟! بالشرك يعني! فالأصل بالتوحيد.
يبين لك أن هؤلاء جهال لا يستحقون أن يكونوا فوق الأرض يأكلون ويشربون برزق الله، فالله يجعلهم تحت الأرض، فلابد من تعظيم دينه ويخرجه الشخص بقوة ولا يخاف في الله لومة لائم خاصة من أهل البدع والأهواء.
ورؤوس الضلالة الذين الآن تمركزوا في كل مكان في الأرض ولهم مناصب عالية، إذا تصدع بالتوحيد والسنة أمام هذا فيضرك ويشن عليك الحرب وممكن يفصلك من عملك، فلا يحب هو التوحيد، لا يحب السنة، يحب الشرك والبدع والضلالات، تكلم عن الضلالات له يرتاح.
فلذلك لا ينظر العبد إلى هذه الأمور ويخاف من أشكال هؤلاء، نعم أقول لك: استخدم التوريات معه وكيف تأتيه، لكن لا انقطاع عن نشر التوحيد من أجل أن تخاف هذا المبتدع الضال، إخواني أو تراثي أو صوفي أو داعشي أو غير ذلك، والله سبحانه وتعالى تكفل بالجميع، فلابد من هذا الأمر.
ولذلك التوحيد: هو إفراد الله سبحانه وتعالى بما يختص به من توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات.
ومعنى إفراد: هو أن نوحد الله عز وجل في هذه الأمور الثلاثة: توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات، ونؤمن أنه ليس هناك معه أحد يستطيع أن يكون ربا، هذا هو الإفراد، الإفراد يكون هكذا، ولابد من تطبيقه، أما أن نخاف هذا ونخاف هذا ولا نخاف الله سبحانه وتعالى!
أنت فعلا أن هذا مثلا مسئول أو هذا كذا أو هذا كذا، أو ممكن أن يضرك هذا المبتدع هذا رأس من رؤوس الإخوانية أو التراثية في البلد، لكن كيف تقضي عليه؟ بالله سبحانه وتعالى، وإفرادك بالعبادة وإفرادك بتوحيد الله سبحانه وتعالى.
لا نقول لك واجهه بهمجية وبمعاملة ليست على الكتاب والسنة، ممكن حتى لا يطيل الزمان أنت وهو، وكيف تحاربه؟ لأن هم ممكن يستخدمون معك الأساليب، أنت كذلك تستخدم معهم أساليب لإطاحتهم، إطاحة أهل البدع وفضحهم أمام الناس، ويتبين الناس أمرهم، وهذا الأمر يريد صبر.
فكل شيء بالسنة، كيف تتعامل مع هذا؟ فالسنة موجودة، ادرس السنة وتعرف، لأن هذا من باب الدعوة، وهذا اعتقاد المسلمين محاربة أهل البدع، وأهل العلم يقولون: حارب أهل البدع لا تهجم عليهم مثل الداعشيين، قالوا لهم: الجهاد فرض وذهبوا يحاربون بغجرية وهمجية ونهوهم الرافضة واليهود والنصارى وغيرهم.
نعم صحيح الجهاد فرض لكن له ضوابط له أصول كيف تحارب، ما قال لك الله سبحانه وتعالى اقض عليهم في يوم وليلة بأهل الكفر أو أهل البدع أو الرافضة، لا، كيف تقضي عليهم في يوم أو في أسبوع أو في شهر أو في سنة، على حسب المقام.
أنت إذا يقول لك: اهجر أهل البدع وحارب أهل البدع، لا تهجم كأنك تهجم في طوفة بهمجية ورعاعية، لا، كل شيء بحسبه، وبعصبية وكذا، لا.
فإن أهل البدع الآن عن يمينك وعن شمالك ومن خلفك ومن أمامك، ما يصير تهجم عليهم هجمة واحدة في يوم واحد يهلكونك، هذه سنن الله في خلقه، لابد من دخول السنة في دعوتك، نشر السنة وقمع البدعة ومصاحبة أهل السنة وقمع أهل البدع، هذا يريد وقت وعلم وأمور كثيرة للقضاء على هؤلاء، ونشر السنة.
وهناك لابد من فعل وسائل وأمور اسأل أهل العلم؛ لأن ممكن أن فهمك لهذه المسائل ليس بذاك، فلا تستطيع أنت أن تقضي على هؤلاء في يوم أو يومين وتقيم السنة؛ فإن الرسل والأنبياء من ألف سنة يدعو، وخمسمائة سنة، والنبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة وعشرين سنة، وهكذا.
ويوجد أنبياء ورسل لم يقص الله سبحانه وتعالى علينا أمورهم، الله أعلم كم من سنة مع أقوامهم، فأحيانا أهل العلم يقولون بكلام فيظن الشخص أنه يريد أن يقضي عليهم أو يقيم السنة في يوم أو يومين وبدون الوسائل وبدون الأسباب، لا، لابد هناك أسباب ووسائل وأشياء أخرى، وكيف تدخل على الناس بدعوتك وتجعلهم أن يعظموا الله سبحانه وتعالى ويقبلوا هذا التوحيد والسنة؛ لأن هذا أمر ليس بسهل، فلابد من معرفة هذه الأمور.
ولذلك من تحمس للجهاد هلك، من تحمس للدعوة هلك، من تحمس للصلاة وغير ذلك هلك، ونعرف أناس انتكسوا ومن أفجر الفجار الآن؛ لأنهم يهجمون على هذا الدين بدون كتاب ولا سنة ولا أهل العلم، وهذا من باب إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة وتوحيد الله سبحانه وتعالى.
لذلك الله سبحانه وتعالى وضع لنا ضوابط وقواعد لكل شيء، الله سبحانه وتعالى صحيح فرض عليك الجهاد لكن ما يصح أن يذهب صغار ليس عندهم علم ولا شيء ولا عدة ولا عدد ولا أي شيء.
فلذلك الآن لو رأينا الخوارج الذين بزعمهم قاموا بالجهاد تقريبا انتشارهم من ثلاثين سنة من أيام حرب أفغانستان إلى يومنا هذا ماذا فعلوا؟ أي دين نصروا؟ وأي سنة قاموا بها؟ وأي بلد قاموا به؟ وأين دولتهم؟ ما في، بل هم هلكوا وهلك الناس معهم وأضروا بالناس وقاتلوا المسلمين وأفسدوا الدين، وكل الأضرار على المسلمين بسببهم، لماذا؟ لأن هؤلاء ما قاموا بالتوحيد أولا وبالضوابط الشرعية.
فلذلك لابد من إفراد الله سبحانه وتعالى بما يختص به من توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات، ولابد أن تعرف كل توحيد وأحكامه وتطبق هذا الأمر.
بعد ذلك أبشر بالجهاد والدعوة والأمن والأمان والتلذذ بالعبادة وفي هذا الدين، لا تبتغي أي شيء إلا هذا الدين، وتعلم أن رزقك سوف يأتيك، فأنت تفعل ما بينه الله سبحانه وتعالى لك في جلب الأرزاق وفقط ما يحتاج إلى ضياع أوقات هائلة وأمور هائلة على هذه الأرزاق.
ولذلك الذين الآن فشلوا في دعوة الدين وفي الجهاد وفي الصلوات وغير ذلك، بسبب إنهم لم يعرفوا توحيد الربوبية ولا توحيد الألوهية ولا توحيد الأسماء والصفات إلا أسماء فقط.
لكن لو دخل في توحيد الربوبية وشرح لك توحيد الربوبية وقع في متاهات وضلالات، وينسب هذا أن هذا من توحيد الربوبية؛ كما وقع الإخوانية والقطبية والسرور والتراثية، أتوا لنا بالحاكمية، وأن الحاكمية توحيد، ووقعوا في متاهات ووقعوا في منهج الخوارج وكانوا من الخوارج إلى الآن؛ لأن هؤلاء يعرفون توحيد الربوبية بالاسم، لأن الرب هو الحاكم، فلماذا نقول توحيد الربوبية وتوحيد الحاكمية؟
لكن مرادهم في توحيد الحاكمية تكفير ولاة الأمر وتكفير المسلمين، فأي واحد ما يطيعهم في بدعتهم هذه -بدعة الحاكمية- يكفرونه ويهجرونه ويتبرؤون منه كما خرج ذلك من التراثيين، وهذه بدعة عبد الرحمن عبد الخالق.
فلذلك ولو دخل أناس في شرح توحيد الألوهية أتى بالعظائم والبلاوى، ما يعرف كيف يشرح، وإن كان يشار إليه بالبنان أنه إمام وإنه عالم وعلامة، لكن ما يدري هؤلاء إذا شرح شيئا في الأصول حاطب ليل، خبط جعل أشياء من توحيد الألوهية وهي ليست كذلك؛ كالصوفية والرافضة وغير هؤلاء والأشعرية.
لذلك لو ترى أناس يشرحون توحيد الأسماء والصفات لوقعوا في الجهمية والأشعرية والقدرية، وينسبون هذا إلى عقيدة أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات، بسبب ماذا؟ بسبب جهل هؤلاء بتوحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات.
انظر من الآن يدعي أنه سلفي وقع في الجهمية، وقع في الأشعرية، وقع في منهج القدرية وهو لا يدري ولا يشعر.
وبين شيخ الإسلام ابن تيمية أن هؤلاء أرادوا خيرا فوقعوا في منهج الجهمية، لأن ما يعرف -يقول شيخ الإسلام ابن تيمية-: مذهب أهل السنة جملة وتفصيلا.
يظنون أن فقط إذا جلس عندهم الناس أو درسوا الجامعة أو ألف كتاب يكفي، فلا يدرس ولا يسأل من هو أعلم منه ما دام هو متبع.
كربيع المخربي، ولا يريد يسأل، ولا يريد أن يذهب إلى العلماء كالشيخ الفوزان ولا يريد، خلاص، فوقع في الجهمية مذهب الجهمية والمعتزلة والأشاعرة، حرف الأسماء والصفات، ووقع في الإرجاء، وإلى الآن أتباعه إلى أنه إمام، إمام بالبدعة، من أئمة الضلالة، أئمة يدعون إلى جهنم، هذه هو إمامته.
فالأمر خطير جدا.
واتبع من يدعي العلم كعبيد المكابري وغيره وهم جهال، واعترفوا الآن بأنفسهم تفرقنا تشتتنا وكل واحد يبدع الآخر، وكل واحد يفسق الآخر، هذه جماعتكم! أنتم الذين أنشأتم هذه الجماعة، فالأمر هذا لكم وراجع لكم، تريدون، توبوا إلى الله والمشايخ عندكم الشيخ الفوزان وغيره، ومن قبله الشيخ ابن باز، الشيخ ابن عثيمين كتبهم موجودة منهجهم موجود وإن ماتوا، ومن قبلهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب كتبه موجودة، ادرسوها مع العلماء هؤلاء وصححوا أخطائكم واعتمدوا ما صححوا واتركوا ما بينوا لكم من خطأ وانتهى الأمر.
ومن قبل الشيخ محمد بن عبد الوهاب أهل الحديث شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم منهجهم موجود، ومن قبل ومن قبل، سفيان الثوري، عبد الرحمن بن المهدي ومالك والشافعي وأحمد وغيرهم من العلماء.
ومن قبلهم النبي صلى الله عليه وسلم، عندكم منهج النبي صلى الله عليه وسلم موجود ادرسوه مع العلماء، والصحابة لهم وجود بآثارهم ادرسوا آثارهم مع العلماء، أما لا تريدوا أن تذهبوا؛ فهذا الذي أوقعكم في البدع والضلالات.
وعندنا توحيد الربوبية: هو إفراد الله سبحانه وتعالى بأفعاله؛ بالخلق والملك والتدبير، هذا هو توحيد الربوبية.
وتوحيد الألوهية: هو إفراد الله سبحانه وتعالى وحده بالعبادة كلها وإخلاص الدين له.
وتوحيد الأسماء والصفات: هو إفراد الله سبحانه وتعالى بما له من الأسماء الحسنى والصفات العلا من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل.
وسيأتي إن شاء الله شرح هذه التعاريف.
وينظر العبد إلى مطبق هذا الأمر ويعرف هذا الأمر فلا يحمد الله، أما إذا ما يعرف فعليه أن يطبق هذا الأمر في حياته من جديد.
والله سبحانه وتعالى جمع توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات في آية، وهناك آيات كثيرة تتكلم عن توحيد الربوبية وعن توحيد الألوهية وعن توحيد الأسماء والصفات، كذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
ولذلك الله سبحانه وتعالى يقول: {رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا} [مريم: 65].
الآن الله سبحانه وتعالى ذكر في الآية الأولى: {رب السماوات والأرض}؛ أي: توحيد الربوبية، فالله سبحانه وتعالى هو الرب وله الخلق والملك والتدبير، وهو رب السماوات والأرض ومــا فيهما وما بين السماوات والأرض، فهو الــرب، فلابد أن يقصد هو.
{فاعبده}؛ فهذه توحيد الألوهية، فالله سبحانه وتعالى أمر بعبادته، وهذا الأمر من ضمن توحيد الألوهية.
{هل تعلم له سميا}، هل تعلموا له مثيل؟ ليس له مثيل، ليس كمثله شيء؛ فهذا توحيد الأسماء والصفات ليس له مثيل ولا في شيء لا في أسمائه، لا في صفاته، لا في شيء، المخلوقون لا يماثلون الله سبحانه وتعالى في شيء، إلا في أسماء من أسمائه سبحانه وتعالى، فليس له مثيل.
وهذا يدل على توحيد الأسماء والصفات.
فهذه آية واحدة ذكر الله سبحانه وتعالى فيها توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات.
ولعل إن شاء الله نتكلم في الدرس القادم عن تفصيل هذه الأقسام.
الأسئلة
السؤال: بالنسبة عن إقامة التعزية في أماكن الخاصة وفي المجالس للميت؟.
الجواب: فهذا لم يثبت لا في الكتاب ولا في السنة ولم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعله الصحابة، وأهل السنة بينوا أن هذا من البدع، حتى لو فعله الناس وجلسوا وكان أمرا عاديا ومن عادات بلدهم، حتى لو فعل ذلك الناس.
فالبدعة ما تكون سنة يوما من الأيام، والمحرم ما يكون حلال في يوما من الأيام إلى قيام الساعة، فالناس يفعلون هذا؛ فهذا الآن راجع إليهم، وإلا الله سبحانه وتعالى بين حرمة هذا الأمر والنبي صلى الله عليه وسلم.
فلا تفعل لأن الناس يفعلون، أو كما يقال: كل الناس يفعلون، ما علينا منهم كل الناس يفعلون.
وأما التحديد بثلاثة أيام؛ فهذا ثابت في السنة، التعزية المعروفة الثابتة في السنة تعزي هؤلاء في هذه الثلاثة أيام، سواء في البيت أو في المقبرة أو عن طريق الهاتف أو تصلهم إلى مسجد أو ما شابه ذلك إن فعلوا هذا الأمر هم وجلسوا، وإلا المفروض ما يجلسون ويتركون الأمر عاديا، لكن الناس عندما أعرضوا عن العلم وعن طلب العلم وعن معرفة السنة ومعرفة البدعة وقعوا، ولابد، {فماذا بعد الحق إلا الضلال} [يونس: 32].
وهذا يعني تكلمنا عنه كثيرا، كيف تقام التعزية هذه وماذا يفعل الناس.
السؤال: غير مسموع.
الجواب: هذا ما ثبت أصلا ما في أمتار ولا في كيلوات، ولا في أشياء أوزان أخرى، فلذلك ستون ذراعا طول آدم، هذا هو الذي ثبت، الذراع موجود في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعد ذلك، وهذا المتر يبقى للخياط.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.