القائمة الرئيسة
الرئيسية / أحكام اللعن / الجزء (13) أحكام اللعن: لعن التحايل في الدين

2025-07-13

صورة 1
الجزء (13) أحكام اللعن: لعن التحايل في الدين

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين.

وما زلنا في تبيين أحكام اللعن.

ومن أحكام اللعن التحايل على الأحكام الشرعية عن طريق إذاعات القرآن الكريم أو الخطب، أو الفتاوى أو القنوات، أو الدورات، أو الدروس، أو المسابقات -القرآن-، أو الوعظ، أو المجالس، أو اللجان، أو غير ذلك.

ولقد ثبت في السنة هذا التحايل، فالذين يتحايلون في الدين، في الأحكام الشرعية، في الأصول والفروع هؤلاء ملعونون، على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، والدليل على ذلك حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها» أخرجه مسلم في «صحيحه»، والبخاري في «صحيحه»، وابن ماجه في «سننه»، والدارمي في «المسند».

وأخرجه أبو داود في «سننه»، وأحمد في «المسند» عن ابن عباس رضي الله عنهما بلفظ: «لعن الله اليهود إن الله حرم عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا ثمنها، وإن الله إذا حرم على قوم أكل شيء حرم عليهم ثمنه».

وأخرجه أحمد في «المسند» عن أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ: «لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا ثمنها».

 وأخرجه البخاري في «صحيحه» عن أبي هريرة رضي الله عنه وعن ابن عباس رضي الله عنهما بلفظ: «قتل الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها».

 (جملوها) أي: أذابوها، أذابوا الشحوم وباعوها، حيل اليهود من قديم الزمان، وكذلك في هذا الزمان حيل كثيرة، كما سيأتي ذكر ذلك.

فهذه الأحاديث فيها دليل على إبطال الحيل والوسائل إلى المحرم، وأن أكل ما حرمه الله على العباد فبيعه حرام لتحريم ثمنه، فلا يخرج من هذه الأدلة كلها، فأي حيل في الأحكام تدخل في هذه الأحاديث، وهي كثيرة، فإن اليهود لعنة الله عليهم- ماذا فعلوا في دينهم؟ استعملوا الحيل، فلعنهم الله سبحانه وتعالى، ولعنهم النبي صلى الله عليه وسلم، ماذا تريد بقوم لعنهم الله؟ فتصيبهم اللعنة، ولا بد، وأصابتهم اللعنة، أضلهم الله سبحانه وتعالى، وقاموا يحرفون في دينهم ويركبون المحارم والضلالات والكفر والشرك، وهذا يدل على أن هؤلاء اليهود أصابتهم لعنة الله سبحانه وتعالى، وكذلك ماذا تريد بقوم لعنهم النبي صلى الله عليه وسلم؟ فلا بد أن تصيبهم هذه اللعنة.

فإذا رأيت قوما أو فرقة أو جماعة ضالة مضلة تركب الشرك وتركب الضلالات والمحرمات وغير ذلك فاعلم أنهم أصابتهم لعنة الله سبحانه وتعالى، وأصابتهم لعنة النبي صلى الله عليه وسلم، فلا ترجو لهم خيرا، وليس فيهم خير وإن تسموا بالإسلام، وإن تسموا بنصرة الإسلام وأنهم يقومون على المسلمين ويساعدون المسلمين، ويقومون على الحجاج، ويقومون على الفقراء والمساكين وغير ذلك، فاعلم أن هذه الجماعة ضالة مضلة، لا ترجو لها خيرا، ولا تدخل معها، فاهجرها، ما فيها خير.

فهذه الأحاديث تبين ذلك للناس، ولذلك يقول الإمام ابن بطة رحمه الله تعالى في إبطال الحيل: فرسول الله صلى الله عليه وسلم إنما لعن اليهود لاستعمالهم الحيلة بأكلهم الشحوم، لأن أكلها حلال والحيلة حرام، والمستعمل لها في دينه إنما يخادع ربه. انتهى كلامه.

فيبين  ابن بطة رحمه الله تعالى هذا الأمر، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن اليهود، لماذا؟ لاستعمالهم الحيل، استخدموا في دينهم الحيل، في الفتاوى، في الأحكام، في الوعظ، في الخطب، في سوقهم، في كنائسهم، في جمعياتهم، في عصاباتهم، في أحزابهم، في كل شيء استخدموا الحيل، في دينهم ودنياهم، فالله سبحانه وتعالى لعنهم وأصابتهم اللعنة، والنبي صلى الله عليه وسلم لعنهم كذلك لاستعمالهم الحيل، فأي جماعة وأي جمعية وأي مذهب وأي فرقة تستخدم الحيل في الدين فهي ملعونة على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، وهؤلاء في الحقيقة يظنون أنهم يخادعون الله سبحانه وتعالى، والله سبحانه وتعالى خادعهم، هذه الفرق الضالة يظنون أنهم يخادعون المسلمين والله سبحانه وتعالى خادعهم.

فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «من يخادع الله يخدعه» أثر صحيح أخرجه أبو داود في «سننه»، وابن أبي شيبة في «المصنف»، وعبد الرزاق في «المصنف»، وابن بطة في «إبطال الحيل»، وابن حزم في «المحلى»، وإسناده صحيح.

 * فكل حيلة في الدين محرمة في الكتاب والسنة والآثار، فكل حكم عمل بالحيلة فهو باطل، حتى لو يمشي هذا الحكم على الغجر والهمج والرعاع من أتباع الحزبيين وغيرهم أو أتباع اليهود أو أتباع النصارى أو أتباع المجوس وغيرهم فإن هذا الأمر باطل. و

لذلك يقول الإمام أحمد رحمه الله تعالى: «لا يجوز شيء من الحيل» أثر صحيح أخرجه ابن بطة في «إبطال الحيل»؛ بإسناد صحيح، وذكره ابن القيم في «إغاثة اللهفان» (ج1 ص169).

إذا يتبين لنا الآن أن الحيل محرمة، وأن الله سبحانه وتعالى لعن اليهود كما ذكرت لكم في الأحاديث، لعن الله اليهود لأنهم فعلوا الحيل، ولعن النبي صلى الله عليه وسلم اليهود لأن اليهود فعلوا الحيل، جملوا الشحوم، يعني أذابوها، وباعوها وأكلوا ثمنها، وهذه الأحاديث التي ذكرناها يدخل فيها جميع الفتاوى وجميع الأحكام التي أفتى الناس فيها بالحيل، والله سبحانه وتعالى خادع هؤلاء لأن هؤلاء يظنون أنهم غشوا الناس وهم لا يفهمون وأنهم خدعوا الناس وأنهم جاهلون، وهؤلاء فعلوا الحيل المحرمة لأن عندهم الناس طيبون، لكن ما يعلم هؤلاء المبتدعة في الداخل والكفرة في الخارج أن الله سبحانه وتعالى قائم عليهم ويعلم بهم، ويعلم بحيلهم وهي مكتوبة في سجلاتهم، سوف يرى هؤلاء هذه الحيل أمام أعينهم في سجلاتهم يوم القيامة الصغرى والكبرى من الحيل.

فلذلك كذلك ينتبه العبد، لا يتحايل على الناس، حتى الحيل الانفرادية، شخص ينفرد بتجارة، بزراعة، ببيع التمور مثلا فيتحايل على الناس، ويغش الناس في ذلك، فهذا إن فعل سوف يقع عليه اللعن ويكون ملعون بسبب التمر  وهذه التجارة وهذه الأموال، يأكل أموال الناس بالباطل، ويتحايل، فيلعن والعياذ بالله-، فحتى هذه الأمور الدنيوية فليحذر العبد أن يتحايل على الناس في تجارته، سواء كانت هذه التجارة صغرى أو كبرى، أو يتحايل على زوجته، أو يتحايل على أولاده، أو يتحايل على أقاربه أو جيرانه، أو يتحايل على صغير، أو على امرأة أو غير ذلك، يريد أن يصيب منهم أموال أو أي شيء، فاعلم أن هذا ملعون، فأهل الكفر في الخارج ملعونون، وأهل البدع في الداخل ملعونون، وأهل المعاصي كذلك ملعونون أي الذين يتحايلون على الناس، فلذلك النبي صلى الله عليه وسلم لعن اليهود لأنهم تحايلوا، فأذابوا الشحوم، وأكلوها، وباعوها وأكلوا ثمنها، وهذه حيلة، هذا في أمر واحد، لعنهم الله، وفي حكم واحد وهو حكم فقهي، ما بالك بالذي يتحايل على المسلمين في العقيدة؟ يتحايل في التوحيد؟ يتحايل في الأصول؟ يتحايل في غالب الأحكام؛ في الفقه؟ فهذا ملعون كذلك، إذا كان هذا في مسألة واحدة وهي حيلة في إذابتهم للشحوم فباعوها وأكلوا ثمنها فلعنهم الله بسبب هذه الحيلة لأنها حيلة، والله سبحانه وتعالى لا يرضى بذلك.

ولذلك ألف الإمام ابن بطة رحمه الله تعالى كتابه «إبطال الحيل»، وابن بطة رحمه الله تعالى توفي سنة 387 هـ، لو قرأت في هذا الكتاب كأنه يحكي واقعنا اليوم، من كثرة الأحزاب والجماعات وحيلهم على الناس في الأصول والفروع، بل في زماننا أشد من زمانه، وتكلم على هذا الواقع وذكر الأدلة من القرآن في تحريم الحيل، وذكر الأحاديث في تحريم الحيل، ومنها هذه الأحاديث التي ذكرناها في لعن اليهود، وكذلك ذكر الآثار في هذا الأمر عن السلف في تحريم الحيل، وأن الحيل مهلكة للعباد في البلدان، فلذلك لا بد من قمع هذه الحيل وفضح أصحاب الحيل، تريد أمرا فيتحايل عليك، موظف في مؤسسة عليك، بالرشوة، أعطني الرشوة وكذا وسوف أصنع لك كذا، هذه كلها حيل، وما أكثرهم في البلدان، هكذا تهلك البلدان بسبب انتشار أنواع الحيل في البلد، الكل يفعل حيلة ليحصل عرضا من الحياة الدنيا ويبيع دينه بسبب هذه الأموال، وبسبب هذه الدنيا لصيب شيئا من هذه الدنيا، فهؤلاء أصحاب الحيل كثر، فلذلك لا بد علينا أن ننتبه، وبين ابن عباس رضي الله عنه أن هؤلاء يخادعون الله سبحانه وتعالى والله خادعهم، هؤلاء يخادعون الناس وما أكثرهم.

ولذلك كما لا يخفى عليكم- عندنا جماعات حزبية كثر وأصحاب مذاهب وحيل في جميع العالم الإسلامي، وما وصلوا إلى هذه المناصب وإصابة الأموال وغير ذلك إلا بسبب الحيل على بلدان المسلمين، وحيل الأزهريين في الفتاوى لا تخفى عليكم، اليهود في أمر واحد أما هؤلاء في غالب الأحكام حيل لا لها أول ولا آخر، يتحايلون على الناس بقولهم: اختلف العلماء واختلف الفقهاء، ما عندهم إلا هذه القاعدة ليصيبوا عرضا من الحياة الدنيا، ويتحايلون على المسلمين في البلدان الإسلامية، حتى يصل بهم الأمر أنهم يتحايلون على الرافضة بالتعاون معهم ليصيبوا أموالا من الرافضة، هؤلاء الأزهريين يتحايلون حتى مع الرافضة، يحاولون الوصول إلى المناصب بالتحايل على البلدان الإسلامية حتى مع الصوفية، ويتحايلون مع الصوفية الشيشانية ليطعنوا في أهل السنة والجماعة، فيذهبون إلى أهل التوحيد وإلى أهل السنة يصيبون أموالا منهم، ثم يذهبون إلى أهل البدع ويطعنون في أهل التوحيد يصيبون أموالا، هذا هو تحايل اليهود، لعنهم الله سبحانه وتعالى بسبب هذه الحيل، فكذلك هؤلاء يتحايلون على الناس، كل ذلك من تحايل اليهود.

انظر في الفتاوى مثلا في إرضاع الكبير عند الأزهريين، هذا كله تحايل على الناس، ويأتون بالبدع، ويفتون للناس بالشرك والطواف على القبور، ويشيدون القبور والأضرحة في المساجد، وهذا كله تحايل، أضلوا الناس والعياذ بالله، وهؤلاء الأزهرية -على ما فيهم من ضلالة وأفكار- ينسبون هذه الأفكار إلى الإسلام، نفس طريقة اليهود، لأن من الذي يتشبه بهؤلاء اليهود والنصارى؟ هؤلاء المبتدعة، وهذا لا يخفى عليكم في هؤلاء.

حيل الحزبية التراثية، وما أكثرها، يحتالون على الناس في ترشيحات، يرشح نفسه، وهذا يرشح نفسه، يحتالون، يستخدمون حيل ليصلوا إلى هذا المنصب، فالحزبية التراثية لهم حيل كثيرة في الدين، ليصلوا إلى المناصب الدنيوية ويصيبوا عرضا من الحياة الدنيا في البلدان الإسلامية، حيل في قيامهم بالأعمال الخيرية حتى يصل بهم الأمر إلى أن يدعوا بناء المساجد والجوامع وكلها حيل، لماذا؟ لكي يسيطروا على هذه المساجد وهذه الجوامع وتكون تحت حزبهم، يتصرفون فيها كيفما يشاؤون، والناس يظنون أن هؤلاء يبنون المساجد للمسلمين، لا، هذه حيلة، فإذا بنوا المسجد فلا يمكن أن يسلموه للمسلمين، بل هم القائمون عليه، هم الذين يضعون الخطيب منهم والمؤذن منهم، والإمام من الحزبية، هذه حيل يستخدمونها، حتى سيطروا على كثير من المساجد التابعة للحزبية، استخدموا الحيل، هؤلاء ملعونون على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، نفس حيلة اليهود، وهذا يدل على أن هؤلاء شر حيلة من اليهود، فيبنون المسجد في قلوبهم أن هذا المسجد يكون تبع الحزب ما يكون تبع المسلمين يتصرفون فيه، لا، الوعاظ منهم، والمدرسون منهم، لو طالب علم يدرس في هذا المسجد ما يرضون، هذه كلها حيل استخدموها للناس، كل ذلك حيلة ليسيطروا عليها فينصبوا فيها من يشاؤون من الخطباء والأئمة وليجمعوا التبرعات ويبثوا أفكارهم الحزبية الخارجية، ولا يدعون المسلمين يتدخلون في مساجدهم، إلا من كان من جهتهم، انظر كيف حزبوا المساجد بهذه الحيل، فهؤلاء ملعونون وآثمون، والملائكة أقلامهم تجري على هؤلاء، الملائكة تكتب، وسوف يروا في سجلاتهم يوم القيامة هذا الخزي والعار، وهذا هو الغدر وهذا هو الغش وهذه هي الحيلة وهذه هي الخديعة للمسلمين، فالأمر خطير جدا، فلا تفعل أفعال هؤلاء في المساجد أو في الأعمال الخيرية، تجعل هذه الأمور أمور شخصية لك وللحزب، فإن هذا من الحيلة فتصيبك اللعنة وأنت لا تشعر، فإياك أن تأتي يوم القيامة وأنت ملعون.

وبينا أن الملعون هو المطرود من رحمة الله سبحانه وتعالى، فالله سبحانه وتعالى لا ينظر إليه يوم القيامة، وليس له وزن، فانظر في هذا الأمر، فلا تذهب إلى الله سبحانه وتعالى إلا بقلب سليم، يرفعك الله سبحانه وتعالى بذلك يوم القيامة فوق الخلائق، وتكون في ظله يوم لا ظل إلا ظله، فحاسب لهذا اليوم أن تكون كذلك وتزحزح عن النار وتدخل الجنة، هذا اجتهادك، فإذا أردت لا بد أن تبتعد عن الحيل وعن هذه الأحزاب، عن هذا المكر، عن هذه الخديعة التي يفعلها هؤلاء المبتدعة، والتي يفعلها اليهود والنصارى والمجوس والشيوعية والعلمانية، فاحذر ذلك، يفعلون هذه الأمور من أجل الرئاسة والشهرة والأموال والنساء، وإلا انظر إلى حيل الرافضة في المتعة، الرافضة ما يعلمون أن هذه المتعة حرام؟ يعلمون، لكن يتحايلون على نسائهم، ليزنوا بهم والعياذ بالله-، فهذه من الحيل.

وكذلك هؤلاء التراثية الحزبية يتحايلون على الشباب المميع، والشباب الجهلة، فيأتون بمشايخ التمييع ودعاة التمييع، يلقون عندهم دروسا في الدورات ثلاثة أيام أو أسبوع وكلها حيل على الناس، حيل على هذا الشباب الضائع، يصطادون هؤلاء الشباب بهذه الدورات، هم أفلسوا وكشفهم الناس وعرفوا أنهم جهلة، فقاموا يستوردون من الخارج مثل الدجاج في البلد إذا انتهت استورد الناس من الخارج الدجاج الأسترالي ، فلذلك نفس الشيء، فلس رؤوس الضلالة من التراثية والإخوانية والصوفية والتبليغية وغير هؤلاء، قاموا يأتون من الخارج، كلهم ضلالة، ويدعون أنهم من أهل السنة والجماعة وأنهم من أهل التوحيد وأنهم دعاة السلفية، وهم مميعة، فلو كان هؤلاء من دعاة أهل السنة والجماعة ما أتوا إلى هؤلاء الحزبية الذين يضلون الناس، وهذا من الحيل، فهؤلاء يضلون هؤلاء الشباب بهذه الدروس في مساجدهم وهذه من الحيل؛ لأنهم يعلمون أن هؤلاء الشباب ما يستفيدون شيئا، لكن فقط يصطادونهم بهذه الحيلة، وهذا يدل على أن هذه الأحزاب لها حيل لاصطياد الناس والشباب، ولإضلال الناس، وللحصول على الأموال، وللحصول على المناصب، للحصول على الدنيا، لهم حيل، فهؤلاء داخلون في هذه الأحاديث التي ذكرناها وهم ملعونون.                    

كذلك هؤلاء التراثية يتحايلون في المساجد لإقامة الحزبية فيها والتنظيمات الإرهابية، والبيعات الجاهلية، وأكبر دليل أن هؤلاء يتعاونون مع الثوار في الخارج، ويتعاونون مع الإرهابيين في الخارج، ويجمعون لهم الأموال في بلدهم، ثم يبعثون هذه الأموال إلى هؤلاء الثوار وإلى الخوارج وإلى الدواعش، ويقولون: نحن سنوصل هذه المساعدات إلى الفقراء في سوريا، وإلى الفقراء في الشام، الآن هم تحت البرد وفي الصيف تحت الحر، فأنفقوا مما رزقكم الله، لكي نوصل لهم، وهذه حيلة، لكن هؤلاء يوصلون هذه الأموال إلى الثوار وإلى الخوارج، وأكبر دليل أن التراثية والحزبية وغيرهم ذهبوا إليهم وجالسوهم، يعني جالسوا الخوارج والثوار، وهؤلاء لن يستفيد منهم المسلمون شيئا في الشام ولا في غير ذلك إلا إضاعة الأموال، وأكل أموال الناس بالباطل، والحيل، فالله سبحانه وتعالى ما يوفق أهل الحيل وأهل الباطل وأهل الضلالة، فلذلك لم يوفقوا في شيء، وكما ترون المشاكل زائدة، وأمور كثيرة تبينت للناس، ما في إصلاح، هذا بسبب أن القائمين على هؤلاء أهل الحيل، وأصابتهم اللعنة، أناس أصابتهم اللعنة كيف يوفقون في دين الله؟ كيف يوفقون في دنياهم؟ تتجارى بهم الأهواء والضلالات المهلكة كما ترون، ما يقعون في هلاك إلا في أكبر منه، وضلالة إلا في أكبر منها... وهكذا، وفي جهالات، ويقومون بزعمهم بمسابقات القرآن، كلها حيلة لإصابة الأموال ويصطادون الصغار الفقراء أبناء المسلمين، ثم يعلمونهم على الداعشية وعلى الخارجية وعلى الحيل إذا بلغوا، يضلونهم، حيل ما بعدها حيل، وهؤلاء ينتسبون إلى السلفية وإلى التوحيد، وينسبون هذا الفكر الخبيث إلى السلفية والتوحيد، انظر كيف كذبوا على الله؟ كيف يخادعون الله؟ كيف يخادعون المسلمين؟ هذه من الحيل.

وحيل الإخوانية حدث ولا حرج في العالم الإسلامي، يبنون المساجد في العالم ويسيطرون عليها، ويعلمون الناس الفكر الإخواني، فكر حسن البنا، ويعلمون الناس على الإرهاب والخروج والبيعات الجاهلية وعدم السمع والطاعة لولاة الأمر المسلمين، وكلها حيل، هؤلاء يقومون بالأعمال الخيرية، هذه كلها حيلة، ولذلك هؤلاء ما يأتون إلى الناس ويقولون: نحن ضلال، ونحن دعاة ضلالة، لا، بل يأتون بهذه الحيل.

هكذا اليهود، لعن الله اليهود. فبين النبي صلى الله عليه وسلم لماذا؟ لأنهم جملوا الشحوم، أذابوها وباعوها وأكلوا ثمنها، هذا في شيء واحد، ما بالك في الأمور التي نذكرها الآن في كل فرقة من الفرق، هؤلاء ملعونون على لسان النبي صلى الله عليه وسلم.

ويصل الأمر بالإخوانية إلى استعمال النفاق في البلدان الإسلامية، والوصول إلى المناصب بهذه الحيل، كالحصول على الشهادات الأكاديمية، وما يسمى بالماجستير والدكتوراه، وكلها شراء وخديعة وتزوير... إلخ، كلها حيل في البلدان الإسلامية، هذا من الحيل، فهؤلاء يدخلون في هذه الأحاديث، ما في فقط أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر اليهود، لا، أي فرقة تتشبه باليهود فداخلة في هذه الأحاديث وملعونة، كما في رواية: «قاتل الله اليهود»، فالله سبحانه وتعالى قاتل هؤلاء الحزبية يعيشون في بلدان المسلمين بالحيل، أين قلوب هؤلاء؟ وأين الورع؟ وأين الدين؟ وأين الإسلام عند هؤلاء؟ يعيشون هكذا والعياذ بالله بالحيل، فالأصل أن هؤلاء عليهم أن يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى، ويستغفروه، ويتعاونوا مع المسلمين على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان، فالذي يريد أن يتعاون معهم على البر والتقوى يكون عدوا لهم، والذي يتعاون معهم على الإثم والعدوان صديق لهم، ما يريدون الصدق، ما يريدون البر، ما يريدون الخير، بل يريدونك تغش معهم، تحتال معهم، تنصب معهم، هكذا يحبونك ويودونك، فلذلك هؤلاء أصحاب حيلة، هؤلاء لا بد أن يقرؤوا كتاب إبطال الحيل لابن بطة لعلهم يتوبون إلى الله.

ولذلك هؤلاء ينسبون هذا الفكر الإخواني للإسلام، ومثل سلمان العودة ومحمد العريفي ونبيل العوضي ومحمد العوضي، والقرضاوي هذا كبيرهم في الحيل، تحايل كثيرا في البلدان الإسلامية من أكثر من خمسين سنة، وهو يتحايل في البلدان الإسلامية لإصابة الشهرة والأموال، والله فضحه، يقوم الإخوانية بمسابقات القرآن وهذه حيلة ليصطادوا هؤلاء الصغار ثم يحزبونهم بعد ذلك، يعلمونهم السمع والطاعة للحزب والبيعة، بيعة الإخوان، وما شابه ذلك، يتحايلون في إذاعات القرآن الكريم والقنوات ليبثوا سمومهم وأفكارهم، ويدعون أنهم يقومون على القرآن الكريم وتعاليم القرآن الكريم، هذه من الحيل والخديعة والمكر بالمسلمين، وهذا ما يجوز، فلذلك يتحايلون فيها بالفتاوى لاصطياد الشباب المسكين ثم يعلمونهم الأفكار الإخوانية، ويتحايلون في محاضرات البرمجة اللغوية ليصطادوا الأموال، ويفعلون هذا في الفنادق وفي الصالات وفي المسارح، ويكذبون على الناس، لهم أتباع في المؤسسات والإدارات، يأتون بهؤلاء ليصيبوا الأموال، الذين في الداخل يصيبون أموالهم والذين في الخارج أتوا بهم ليصيبوا الأموال وكله خديعة ومكر وغش وحيل في المواعظ وفي الخطب وفي المحاضرات، كلها حيل، فلا بد على الناس أن ينتبهوا.

كذلك ينشطون في الكوارث والحوادث والحروب السياسية في العالم الإسلامي، ليقوموا بالثورات وليصيبوا الأموال، وهذه كلها حيل من الإخوانية، وهذا لا يخفى عليكم، ولذلك يحصلون الأموال الكثيرة، كما ترون في التواصل المرئي، يقف ثلاثة أو خمسة أو تسعة أو عشرة، هؤلاء اللجنة، ويدعون الناس بالتبرعات ويضعون أمامهم على الطاولات الأموال الكثيرة، حيلة يحتالون على الناس لإصابة الأموال، هؤلاء ليس لهم نصيب يوم القيامة، نصيبهم أخذوه في دنياهم ولا يستطيع هؤلاء أن يتوبوا عن هذه الحيل إلى أن يموتوا عقاب لهم، لو تاب أبو لهب لتاب هؤلاء وأبو لهب ما تاب فهؤلاء مثل ذلك، إلى أن يموتوا، فالله سبحانه وتعالى يضل هذه الأشكال الذين يحتالون على الناس ويخادعون الناس، ويخرجون في القنوات ويتكلمون في المساجد وفوق المنابر: نجمع تبرعات، وهذه حيلة، ما في واحد منهم عنده حياء، وإلى الآن، فالله سبحانه وتعالى أضلهم بذلك، فانتبه ألا تكون مثل هؤلاء في يوم من الأيام، ترى الفتن تجري على الناس، فاليوم أنت ملتزم غدا تأتيك شبهة وتأخذها وتحبها وتركنها في قلبك، بعد ذلك تدعو إليها، ﴿ولا تتبعوا خطوات الشيطان﴾ [البقرة: 168]، ثم تكون مثلهم وشر منهم كذلك، وإلا هؤلاء بزعمهم ابتداء أنهم يقومون على السنة وعلى الإسلام ودعوة الإسلام، لكن ما فهم هؤلاء الإسلام، حتى وقعوا فيما بينته لكم حتى صاروا هكذا تتجارى بهم الأهواء.

لا تطلب دنيا، ولا تطلب مال، ولا تطلب شيء، ادع إلى الله، ادع بإخلاص، وسوف تأتيك الدنيا راغمة، وهذا أمر بين، انظر إلى دعوة الرسل والأنبياء، دعوا إلى الله فأتتهم الدنيا راغمة، كذلك الصحابة رضي الله عنهم دعوا إلى الله بإخلاص فالله سبحانه وتعالى أعطاهم الدنيا، وكذلك أهل الحديث قديما وحديثا دعوا إلى الله بإخلاص وإلى التوحيد، ﴿ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت﴾ [النحل: 36]؛ هذه دعوة أهل التوحيد، هذه دعوة أهل الحديث، فجاءتهم الدنيا راغمة، ما تطلب شيء أصلا.

أما هؤلاء فيريدون بالحيل لأن ما عندهم دين، ما عندهم علم، جهال، ما يعرفون شيء في الدعوة إلى الله، فتحايلوا على الناس، كيف يصير شيخ؟ زور شهادة، كيف يصير شيخ والناس يعرفون أنه ليس بشيخ؟ فذهب أحضر لهم شهادة فصار شيخ، دكتور، وقف فوق المنبر فصار شيخ، هذه حيلة، الإتيان بهذه الشهادات الأكاديمية كلها حيل، عايشين في حيل، ظلمات بعضها فوق بعض، فلا تكن كذلك تفتتن علينا يوم من الأيام بهذه الدنيا، لأن الأموال تكثر، الفتن تكثر، والنسوة يكثرن، تأتيك امرأة جميلة تفتنك، وتصير بعد ذلك من أهل المتعة، تسخر من الرافضة، وخاصة الذين يأتون من الخارج، فتنة كبيرة من النسوة اللاتي يلبسن ملابسك تفتنك، حاسب على نفسك، هذه ما فيها سلفي أو سني أو ملتزم أو كذا، لا، الفتنة تقلب الشخص وتلقيه في الأرض، وبعد ذلك إذا سقط الجمل كثرت سكاكينه، فلينتبه الناس لهذا الأمر جيدا، وإلا ما يخفى عليكم، كل الذين ضلوا في الأموال والنساء كانوا ملتزمين ودعاة إلى التوحيد والسنة، وهم كثر.

النسوة كذلك التي كشفت الوجه، التي في دنياها، في راتبها، تصيب عرضا من الدنيا، لاهية، فلم يعرفن حقيقة هذا الدين، فلذلك على العبد أن ينتبه لهذا الأمر، دينك هذا في الأمام بين يديك، ما تتركه ولا شيء، لا من أجل أموال ولا من أجل أي شيء، ودائما العبد الذي يريد أن يثبت على هذا الدين إلى أن يموت يشاور أهل الحديث في أي شيء، في الصغيرة والكبيرة، وأهل الحديث يدلونك على ما فيه نجاتك في الدنيا وفي الآخرة، الله سبحانه وتعالى وفقهم في هذا الدين، ووفقهم في هذه الدنيا، فأي شيء لا بد من الرجوع إليهم، ولا تغتر بالإذاعات والقنوات وهذه الشهادات، والجامعات والجمعيات وغير ذلك، فلينظر العبد إلى هذا الأمر.

حيل المميعة الربيعية المرجئة في البلدان الإسلامية، يتميعون في جميع الجماعات الحزبية على حسب المصلحة، على حسب الشهرة، على حسب المال، على حسب الدعوة، لتكثير جماعاتهم، ربيع المخربي يريد أن يكثر جماعته، وهي تكثر وتقل، هؤلاء عندهم حيل، وهو تحايل على أتباعه في الأصول والفروع، وكتب هذا المتحايل موجودة، وكلامه بتحايله على أتباعه الغجر والهمج موجود، تحايل عليهم حتى رماهم في الإرجاء، وقضى عليهم في الدين وفي الأصول والفروع، كل ذلك بالحيل التي استخدمها لهم لأنهم جهال، اشترك معه خالد الظفيري العراقي المجرم الإرهابي من الخوارج، تحايل هو وربيع في شبكة خراب، وأضلوا الذين جاؤوا من جهتهم في هذه الشبكة الخبيثة، يتحايل ربيع مع هذا العراقي المجرم، وأوقع الذين جاؤوا من جهته في الإرجاء وفي الضلالات وفي البدع، والذين تركوا هذه الشبكة نجوا، والذين بقوا ضلوا ضلالا بعيدا.

وهذه الربيعية في الحقيقة لهم حيل كثيرة، فالمميعة يتميعون في الجماعات الحزبية على حسب الاستطاعة والمصلحة، فيذهبون إلى الإخوانية في إذاعة القرآن الكريم، ويذهبون إلى الحزبية في المساجد في البلدان، مثل الذي عندنا، كسلمان الرحيلي هذا المميع الربيعي، على كل موجة يذهب ويتجه، مرة تراه مع الإخوانية في إذاعة القرآن الكريم، ومرة مع التراثية في الخليج، ومرة مع المميعة في الكويت... وهكذا على كل موجة، ويذهبون كذلك إلى أهل السنة والجماعة من العلماء، ويقولون: نحن ندعو إلى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وإلى التوحيد، وهذا العالم جزاكم الله خير، شيء طيب، والحزبية كذلك يذهبون عند الحزبية يقولون: ما شاء الله، هذا من الدعاة، ويذهب إلى الإخوانية، وهكذا تمييع، هذه كلها حيل يستخدمها هؤلاء، فلذلك لا بد أن تنتبه.

فيقومون بزعمهم بالتوحيد وإذا تكلم بالتوحيد تقول: هذا سلفي قح صرف، لكن إذا رأيت أفعال هذا قلت: هذا مبتدع صرف، ضال مضل، أضل نفسه وأضل الذين يأتون من جهته، يذهب إلى الربيعية يثني عليهم، ويذهب إلى الإخوانية يثني عليهم، ويذهب إلى علماء السنة يثني عليهم... وهكذا، وهؤلاء كثر، ويلقون الدروس في الخليج أو في أوروبا أو غير ذلك، ولو ترى هذه الدروس عند من وعند مساجد من وجمعيات من؟ عند الحزبية، الخوارج، من التراثية، من الإخوانية، كيف تدعون أنكم تدعون إلى التوحيد؟ وأنكم تحبون الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأنتم ضد الشيخ محمد بن عبد الوهاب؟ كيف ذلك؟ لأنكم تذهبون إلى أعداء الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الذين يتكلمون على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ويطعنون في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، أنتم تذهبون إليهم وتلقون الدروس عندهم، ثلاثة أيام أو أسبوع، فهذا من الحيل، تذهبون إلى هؤلاء وهؤلاء، كيف توفقون في دنياكم؟ أنتم وافقتم اليهود في تلك الحيل، وإلا الذي يحب دعوة التوحيد ما يذهب إلى أعداء التوحيد، فأنتم شر من أهل التحزب، تدعون السلفية، تدعون مذهب أهل السنة والجماعة في الأصول والفروع، وأنتم أعداء الدعوة السلفية.

ثم كذلك تدعون السمع والطاعة لولاة الأمر، والبيعة لولاة الأمر، ثم تذهبون إلى الخوارج الحزبية تلقون عندهم الدروس وهم لا يرون السمع والطاعة ولا البيعة، ويطعنون في ولاة الأمر ويطعنون في علماء السنة، يطعنون في الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين، يطعنون في علماء السنة وأنتم تذهبون إليهم تدعون أنكم تحبون الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين؟! ولا تسألون هؤلاء الذين يطلبونكم في بلدانهم على أي منهج أنتم؟ فتذهبون إليهم ولا تشاورون أهل العلم، وهذا يدل على أن هؤلاء يستخدمون الحيل، فكيف يدعون السلفية؟

وهذا ربيع المخربي يلقي الدروس عند الحزبية من طريق الهاتف، هؤلاء يذهبون إلى الإخوانية، وإلى التراثية، ويطلبون الأموال والمناصب والشهرة، ووضعوهم خطباء في مسجدهم، وربيع هذا يلقي محاضرة عندهم، هذه كلها حيل يريدون أن يجمعوا فقط على أي فكر، هذه من الحيل، والعياذ بالله، فيقومون بهذه الدروس ثلاثة أيام أو أسبوع عند الحزبية الخوارج القعدة وهم يعلمون أنهم لن يستفيدوا شيئا، كل ذلك ليصطادوا هذا الشباب المسكين، وتصير شهرة لهم، ويحصلوا على الأموال، وهؤلاء مثل سلمان الرحيلي وعبد الرزاق العباد وصالح السحيمي وعبيد الجابري وربيع المخربي وفلاح إسماعيل وإبراهيم الرحيلي هؤلاء يأتون إلى هؤلاء الذين نعلم بهم ونعرف أنهم من الخوارج والحزبية، ويؤيدون الداعشية، ويؤيدون أهل القاعدة اللادنية، وهذا أمر معروف عندنا، ونحن أعلم من هؤلاء بهؤلاء، ولذلك ترى هؤلاء الحزبية الذين يأتي إليهم هؤلاء فوق المنابر يدعون للمجاهدين، أي مجاهدين؟ ما في إلا الداعشية واللادنية، وهذا سلمان الرحيلي وصالح السحيمي وفلاح إسماعيل وأشكال هؤلاء يأتون إلى هؤلاء.

وكان قديما من عشرين سنة أو أكثر كان سلمان الرحيلي وصالح السحيمي وعبيد الجابري وفلاح إسماعيل وأشكال هؤلاء يذمون هؤلاء الحزبية التراثية أتباع عبد الرحمن عبد الخالق وأتباع عرعور، الآن يأتون إليهم، بعد هذه السنوات الطويلة يلقون عندهم محاضرات ودروس، كيف وصلوا إلى هذا الأمر؟ بسبب التمييع في الدين، من قديم الزمان، وهؤلاء يتميعون حتى وقعوا الآن مع أهل البدع، وإلا كان هؤلاء يذمون هؤلاء، فأنتم الآن تذمون عبد الرحمن بن الخالق ثم تأتون إلى أتباعه؟ وهذه مساجدهم أنتم تلقون فيها الدروس، وهذا يدل على أن هؤلاء عندهم حيل، فلذلك لا بد أن ننتبه لهؤلاء، فهؤلاء ملعونون.

ولذلك انظر إلى عبد المحسن العباد من سنوات طويلة ماذا خرج؟ الذين يتخرجون من عنده بعد أربع سنوات أو خمس سنوات عشر سنوات يذهبون إلى بلدانهم عند الحزبية في أحضان الحزبية مباشرة، ومع الإرهابيين، ويفعلون أنفسهم هؤلاء أنهم ضد الإرهاب وضد الداعشية، الآن أنتم وأتباعكم تجالسون الداعشية القاعدية في البلدان، يعني ما في الداعشية والخوارج واللادنية إلا الذين في الدولة الحرامية، وهم كثر في البلدان، في المساجد كثر، في المدن كثر، فأنتم الآن تذهبون إلى هؤلاء وتزكون هؤلاء الخوارج، فكيف تدعون أنكم ضد الخوارج وضد الداعشية وضد ابن لادن؟ وأنتم معهم؟ فالذي يدعي ضد الداعشية لا بد أن يترك هؤلاء ويحذر من الداعشية الثورية ويحذر من الداعشية القعدية، أما يحذر من الثورية ثم يجالس العقدية، كيف يكون؟ هذه كلها حيل، حيل اليهود والنصارى في دينهم فأنتم كذلك المميعة حيل في دينكم، فكيف يكون ذلك؟

وهذا عبد المحسن العباد يثني على محمد المغراوي القطبي، إرهابي خارجي يكفر المسلمين، ويكفر الأمة، هذا عبد المحسن العباد يثني على التراثيين أتباع عبد الرحمن عبد الخالق في جمعية التراث الحزبي، وهؤلاء هم الإرهابيون، هؤلاء يشترون الأسلحة، وهؤلاء يدعمون الخوارج في كل مكان، فكيف يدعي أنه ضد الخوارج؟ وهذا ابنه يذهب إلى القطبية وإلى السرورية في الشرقية وفي كل مكان، ويحاضر للخوارج، وما يرد إلا على الصوفية، ما رد على القطبية ولا السرورية ولا الإخوانية ولا التراثية ولا أحد، لأنه منهم، هذه كلها حيل، تمييع، هؤلاء كلهم يدخلون في هذه الأحاديث، فالأمر خطير جدا.

فأتباع هؤلاء كلهم يتعاونون مع الخوارج الحزبيين في البلدان، سواء في الغرب أو الشرق، وحلقات هؤلاء في التواصل المرئي، اضرب على حلقات عبد الرزاق العباد تجده يحاضر عند الحزبية، صالح السحيمي، سلمان الرحيلي، إبراهيم الرحيلي، محمد المخربي كلهم عند الحزبيين، بيقولون لا، هذا بالصوت والصورة، وإلا السحيمي يحاضر ترجمة عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ثم ينزل يذهب إلى أعداء الشيخ محمد بن عبد الوهاب يحاضر عندهم، انظر! كلها حيل وخديعة وتمييع في الدين، وإلا كيف هؤلاء وقعوا في هذه الضلالات؟ كل هذا بسبب ذلك، فوقعوا في الإرجاء وتحريف الصفات كما وقع ربيع، يحرف الصفات وبينا ذلك.

ولذلك الفقيه من يخاف الله في الدين، فعن الشعبي رحمه الله تعالى أنه قال: «إنما العالم من يخاف الله»، أخرجه الدارمي في «المسند»، وأبو القاسم في «الحجة»، وابن بطة في «إبطال الحيل»، وإسناده حسن، فهذه الأحكام وهذه الأدلة وهذه الفتاوى من القرآن والسنة، من يعرفها؟ كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وما يعقلها إلا العالمون﴾ [العنكبوت: 43]، ما يعرف ذلك إلا أهل السنة، إلا أهل الحديث، إلا أهل الأثر، أما المميعة والحزبية ما يفهمون، إنما العالم من يخاف الله، وهؤلاء لا يخافون الله أصلا.

فلننتبه لهم، فانظر إلى الرافضة يتحايلون في جواز المتعة ليزنوا، وانظر إلى الحزبية يتحايلون في جواز المسيار ليزنوا، وانظر يتحايلون في الخمس ليأكلوا أموال الناس بالباطل، وانظر إلى الحزبية يتحايلون في الزكاة لأكل أموال الناس بالباطل، يتحايلون في جمع التبرعات للكوارث في البلدان الإسلامية ليأكلوا أموال الناس بالباطل، فلذلك لا بد أن ننتبه لهؤلاء.

ولذلك يقول ابن بطة في «إبطال الحيل» (ص101): وأصل الحيلة في شريعة الإسلام خديعة والخديعة نفاق، والنفاق عند الله أعظم من صراح الكفر، هذه الحيلة، الحيلة كلها خديعة، هؤلاء يخادعون الناس في بلدان المسلمين، فلتنتبه لهم جيدا، وانظرهم إذا سنحت لهم الفرصة ثوروا الشعوب على حكامهم، لماذا؟ ليصلوا إلى الحكم، هذه حيل، فرص عندهم، وانظر إلى حيل الصوفية نفس الشيء، هؤلاء يستخدمون الحيل ليصلوا إلى مصالحهم ونشر أفكارهم البدعية.

كذلك القطبية والسرورية كعرعور وأشكاله استخدم الحيل لتدمير سوريا، لماذا؟ ليحصل على الأموال، ولما حصل على الأموال انزوى كالفأر، ما يخرج الآن، هذه حيلة، ثور الناس وتركهم، من أجل الأموال، ولذلك لم يذهب هو يحارب، كما لا يخفى عليكم، وهذه حيلة يحتال بها، فعرعور هذا حيلة ويفعل الحيل مثل حيل اليهود وأشر، انظر إلى السرورية عندنا حيل في جمعياتهم للحصول على الأموال والمناصب، يستخدمون الحيل، فهؤلاء كلهم يدخلون في هذه الأحاديث.

فلذلك أمر الحيل معروف عند أهل العلم، ومن أراد الزيادة في معرفة حيل القوم ووقع هؤلاء المحتالون في هذا الزمان فليقرأ كتاب إبطال الحيل لابن بطه، فتعرف حقيقة القوم، فالحيل التي حصلت في عهده وقبله هي موجودة في زماننا، كذلك الحيل التي فعلت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من اليهود والنصارى هي موجودة الآن، كذلك الحيل من اليهود والنصارى التي قبل الإسلام هي موجودة الآن في هذا الزمان، فالحيل واحدة والشبهات واحدة، والشهوات واحدة، لكن بأسماء أخرى، فلينتبه الناس.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan