الرئيسية / الشرح الكبير على بلوغ المرام / الجزء (59) الشرح الكبير على بلوغ المرام: حكم صيد البحر للمحرم (تفريغ)
2025-05-16

الجزء (59) الشرح الكبير على بلوغ المرام: حكم صيد البحر للمحرم (تفريغ)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وهذا آخر مبحث في الباب الأول، والمسألة التي ذكرها أبو المغيرة سنبينها بعد ذلك، وهذا آخر مبحث في هذا الباب.
وإن شاء الله الدرس القادم ندخل في باب الآنية.
بينا من قبل حكم صيد البر على المحرم: يحرم، ولا يجوز أكل هذا الصيد، ولا يجوز أن يهديه إلى غيره ليأكله، فهذا بيناه، لأن في صيد البر وصيد البحر على المحرم:
فصيد البر محرم على المحرم، وصيد البحر حلال على المحرم.
فهذا الفرق بين صيد البر وصيد البحر: صيد البر بينا من قبل أنه يحرم، وصيد البحر على المحرم يجوز له أن يصيد صيد البحر.
لكن تكون المسألة نسبية: لأن الحج والعمرة يكونان في مكة، ولا يخفى عليكم مكة ليس فيها بحار، والمحرم ما يخرج مثلا من مكة، مثلا يذهب إلى جدة مثلا، يصيد البحر، سمك البحر مثلا، فالمسألة ذكرها أهل العلم لكن بينوا بالنسبة عن صيد البحر:
يجوز صيده للمحرم، لكن هذا ما حصل شيئا منها، لكن أهل العلم بينوا.
والدليل على ذلك: {أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما واتقوا الله الذي إليه تحشرون} [المائدة: 96].
فالله سبحانه وتعالى في هذه الآية حرم صيد البر على المحرم، والله سبحانه وتعالى لم يبين حرمة صيد البحر على المحرم، فبين حرمة صيد البر على المحرم، فبين أهل التفسير منهم الشيخ الأمين الشنقيطي وشيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين وغيرهما من أهل العلم أنه يفهم من هذه الآية بعدما ذكر الله سبحانه وتعالى حرمة صيد البر للمحرم، لم يبين حرمة صيد البحر، فتبين أنه حلال على المحرم.
وصيد البر: ما يكون توالده في البر، وموته في البر.
وصيد البحر: ما يكون توالده وموته في البحر، يعني في الماء.
وصيد البر متوحش في أصل خلقته.
وبين هذا الشيخ محمد الأمين في هذه الآية في أضواء البيان.
ظاهر هذه الآية يقول: العموم، ويشمل إباحة صيد البحر للمحرم بحج أو عمرة، وذكر أن الله سبحانه وتعالى لم يذكر حرمة صيد البحر.
وبين شيخنا الشيخ محمد صالح العثيمين في تفسير القرآن في سورة المائدة: يفهم منه أن صيد البحر لا يحرم على المحرم.
وبين شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين أن هذا القول هو القول الراجح.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.