الرئيسية / الشرح الكبير على بلوغ المرام / الجزء (53) الشرح الكبير على بلوغ المرام: تتمة أحكام أكل حيوانات البحر والبرمائيات والطحال
2025-03-03

الجزء (53) الشرح الكبير على بلوغ المرام: تتمة أحكام أكل حيوانات البحر والبرمائيات والطحال
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وما زلنا في تبين أحكام سمك الميتة، وتكلمنا عن أحكامها، ولعلنا نكمل، وبينا الأدلة من القرآن والسنة وآثار الصحابة والتابعين وأقوال المتقدمين والمتأخرين فيما سبق من الأحكام في الميتة.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن الجريث، هكذا بالثاء، فقال: «لا بأس به، إنما هو شيء تكرهه اليهود».
أثر صحيح أخرجه عبد الرزاق في «المصنف» من طريق الثوري عن عبد الكريم الجزري عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما به، وإسناده صحيح.
والجريث هو نوع من السمك يشبه الحيات، فهذا حية البحر المعروفة عند البحرينيين بماذا أب الجني هذا نوع من السمك يجوز أكله، وبينا في الدروس التي سلفت أن الأسماك والحيوانات التي في البحر تعيش، وهذه كلها حلال، حتى لو حرم بعض أهل العلم من المتأخرين الحيات، حيات البحر مشابه ذلك، فبينا هذا أنه على الجواز.
لماذا؟ لدلالة الكتاب والسنة وإجماع الصحابة، الصحابة بينوا أن الأسماك والحيوانات يجوز أكلها مثل كلب البحر أو حية البحر أو ما شابه ذلك؛ فالله سبحانه وتعالى حرم الكلب في البر وحرم الحيات التي في البر، وتحريم الحيوانات والطيور تكلمت عنها في كتاب مستقل وهو موجود ومطبوع، فعلى الناس أن يقرأوا ذلك.
والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث﴾ [سورة الأعراف 157] وكل شيء بيناه في البحر من الطيبات والأشياء الخبائث، فهذا حية البر، كلب البر، السباع البر، الوحوش، هذه كلها محرمة معروفة.
والجريث بكسر الجيم وتشديد الراء، هو ضرب من السمك أسود اللون، المرماهي، هذا نوع كذلك من البحر، نوع من السمك يشبه الحيات، فهذه الأسماء قديمة، الآن اختلفت هذه الأسماء.
وإلا هي تصنف مع الحيات، حيات البحر؛ فكل زمان وكل بلد عندهم اسم يختلف عن الآخر، لكنه هو من حيوانات البحر في عهد الصحابة يسمونه جريث، وفي أزمنة بالمرماهي هذا كله يعني حية البحر وفي زمان مثلا أهل البحرين يسمون أب الجني هو حية البحر وممكن في بلدان آخرى يسمونه بأسماء آخرى.
ومثلا: عندك السرطان، في بلدان كثيرة يسمونه هكذا، وفي البحرين يسمونه «قب قب»، يسمونه وهو نفس الشيء، زين، إذا ذهبنا إلى الإمارات، يسمونه «قب قوب» وما شابه ذلك، وإذا رجعنا إلى هذا الحيوان فهو المعروف، فالأسماء تختلف لكن الجنس واحد.
والإمام محمد بن الحسن من أصحاب أبي حنيفة عن الجريث هذا والمرماهي لا يؤكل عنده وهو متأخر على الصحابة بكثير؛ فعندنا أجمع الصحابة والتابعين وأقوال العلماء على حل الحيوانات التي في البحر، وهو يعتبر من الحنفية، لكن الراجح عند الحنفية الحل فيهما باعتبارهما من أنواع السمك. هاي الأحناف الجمهور يحلون هاي الجريث يعني الحيات في البحر، لماذا؟ قالوا لأن الحية من الخبائث، يعني محمد بن الحسن وغيره، لأن الحية من الخبائث والله سبحانه وتعالى يقول: ويحرم عليهم الخبائث، والحيات من الخبائث البرية المعروفة، أما التي في البحر فهي من الطيبات.
فهي من الطيبات، والأصل دائما وأبدا أبين لكم الرجوع إلى فقه الصحابة، وينتهي هذا الخلاف ولا يذكر، أنا أذكره فقط للفائدة والمناقشة والترجيح هذا أحيانا، وإلا في الغالب ما نذكر هذه الخلافيات، الخلافيات هذا لأهل التقليد، اختلف العلماء والفقهاء وكذا عبالهم أن هذا علم الآن عندهم أن الذي يذكر الخلافيات هذا هو الفقيه الآن، أما الذي يذكر الدليل وفقه الصحابة وكذا هذا ما عنده علم عندهم، ها ليس بفقيه، ها محدث، فأمور عجيبة وغريبة عند أهل التقليد.
وانظر: «لسان العرب» لابن منظور، و«حاشية ابن عابدين»، و«فتح الباري» لابن حجر، و«البناية مع الهداية» للعيني، و«حاشية ابن عابدين» في موضع آخر، و«بدائع الصنائع» للكاساني، وانظر: «المجموع» للنووي، و«روضة الطالبين له».
يعني بينت لكم قول الله سبحانه وتعالى : ﴿أحل لكم صيد البحر وطعامه﴾[سورة المائدة 96]، ووجه الاستدلال بهذه الآية أنه ليس للبحر طعام غير الصيد إلا الميتة، يعني الأحياء والأموات من السمك يجوز أكلها، ولذلك يقول ابن عباس رضي الله عنهما: طعامه ميتته، وهذا بينت لكم أخرجه البخاري في «صحيحه» تعليقا في «كتاب الذبائح والصيد»، باب قوله تعالى:﴿أحل لكم صيد البحر﴾ [سورة المائدة 96].
وبين كذلك العلامة الشنقيطي في «أضواء البيان» في هذه الآية، يعني دلالة واضحة على إباحة كل ما في البحر، يعني حتى الميتة، بينت لكم يجوز ما بالك على الحي من الأسماك، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «هو الطهور ماؤه الحلال ميتته»، وبينت لكم حديث صحيح أخرجه أبو داود في «سننه» وغيره.
والحنابلة يبينون أمرا كذلك عن تحريم أكل التمساح، وهذا هو الصحيح من مذهبهم، رغم أن الشيخ ابن باز يحله، شيخنا الشيخ ابن عثيمين يحل أكل التمساح، لكن هذا اجتهاد منهما. لماذا؟ لأنه يقولون إنه مائي، وسيأتي الكلام على هذا الصحيح إن أكل التمساح لا يجوز، وهذا مذهب الحنابلة، مذهب الحنابلة حرموا أكل التمساح، قالوا لأنه يأكل الناس ويفترس وله ناب، وكذلك بالنسبة لمذهب المالكية، جميع حيوانات البحر حلال، وهو الأصح من مذهب الشافعية، لأن عن الآثار عن الصحابة والتابعين بيناها في الدروس التي سلفت، نحن ننقل لكم الآن أقوال المتأخرين لكي تعرفون أن جمهور هؤلاء المتأخرين يحرمون هذه الأمور، وقصدي يحلون هذه الأمور، وكذلك عن التمساح يحرمونه.
وانظر: «الإنصاف في معرفة الراجح على الخلاف» للمرداوي، و«كشاف القناع» للبهوتي، وهذا الكشاف القناع مع الإقناع، و«المقنع مع المبدع» لأبي إسحاق بن مفلح هذا الحفيد الكبير معروف ابن مفلح، و«الشرح الكبير» لأبي الفرج عبد الرحمن ابن قدامة، وهذا يختلف عن الموافق ابن قدامة صاحب «المغني»، وانظر: «المغني» لابن قدامة، و«الكافي على مذهب المالكية أو الإمام مالك» لابن عبد البر، وانظر: «المجموع» للنووي، و«الحاوي الكبير» للماوردي، و«المهذب» للشيرازي.
بعد ذلك نأتي إلى حكم ما يحل أكله مما يعيش في البحر والبر، الذي يسمى البرمائي مثل التمساح، وبيأتي الكلام على هذا جميع الحيوانات التي تعيش في البحر فقط، هي الحلال فيها، وهناك حيوانات في البر والبحر، يعني تخرج عن البحر أو تخرج عن النهر أو تخرج عن المستنقعات وتعود، وهكذا، فأحيانا في الماء وأحيانا في البر، كذلك التي في البر والبحر تأتي، هذه كلها حلال مثل كلب البحر، فيجوز أكل هذا؛ فكل ذلك مباح الأكل مثل كلب البحر، إلا أننا نستثني الآن بعض الحيوانات التي تدخل في الماء وتخرج في البر مثل التمساح. فيحرم أكل التمساح لماذا؟ لأنه يفترس وله ناب ويأكل اللحم بما في ذلك الناس والحيوانات النجسة من السباع، فكيف يكون هذا حلالا؟ فليس المقصد أن هذا الشيء أو هذا الحيوان يعيش في الماء، الكلام على الذي يعيش في الماء يكون دائما ما يخرج مثل الأسماك، لماذا الله أحل الأسماك؟ لأنها دائمة ولا تأكل الحشيش والأشياء الطازجة، يعني الطيبة في البحر مثل الأسماك، فلذلك الله سبحانه وتعالى أحلها ما تخرج من الماء، ما تخرج من البحر، ما تخرج من المحيطات، فدائما تكون في البحر، هذه الأسماك والحيوانات فيجوز أكلها.
أما التي تخرج، فهي في الغالب تكون في البر، وأحيانا تكون في الماء مثل التمساح، حتى ينام، ينام في البر مدة طويلة ويكون في البر مدة طويلة. لكن الله سبحانه وتعالى بين لنا في مثل هذه الحيوانات، والنبي صلى الله عليه وسلم كذلك بين لنا مثل هذه الحيوانات؛ فالتمساح محرم لأنه يأكل اللحم ويفترس وله ناب، وهذا مذهب الحنابلة على التحريم. والتمساح له ناب، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أكل كل ذي ناب من السباع، وهذا الحديث أخرجه البخاري في «صحيحه»، ومسلم في «صحيحه»، فلا يجوز أكله.
ولذلك ترى الآن من العوام الرهبان يأكلون التمساح، يأكلون الضبع، وهو كذلك له ناب ويأكل الجيف ومن السباع، ومحرم عند عدد من الحنابلة. يحلون أكل الضبع، لماذا؟ هذه مشكلتنا، حديث ضعيف، مشكلتنا نحن في الأحاديث الضعيفة، استدلوا بحديث جابر، وهو حديث ضعيف، وهو مخرج عندي لكنه يحتاج بعض المراجعات، لعله ينزل إن شاء الله. لا يصح لا المرفوع عن جابر ولا الموقوف عن جابر، فلا يصح لا الحديث المرفوع ولا الحديث الموقوف.
ولله الحمد، الآن الله سبحانه وتعالى خلق وسائل بالمشاهدة تحكم أن هذا فعلا حرام، لماذا؟ الآن نرى الضبع يفترس، المفروض هؤلاء الذين يحلون الضبع ما ينظرون إلى هذا الحديث، فإذا رأوا هذه المشاهدة وأن له ناب ويفترس ويأكل لحوما ويأكل الفريسة حية والجيف، يعلمون أن هذا الحديث ضعيف، مستحيل النبي صلى الله عليه وسلم يحله أو يجعله صيدا؛ فلا بد على الفقيه في هذا الزمان أن يشاهد مثل هذه الأمور، الآن الله يسر لك هذه الهواتف.
حط عندك هاتف وشاهد هذه الأمور، عشان تترك الخلافات، بالمشاهدة والعرف تحكم. يعني في القديم، الفقهاء ما رأوا الضبع ولا رأوا أشياء، فلذلك المفروض في هذا الزمان أن الفقيه يطلع على هذه الوسائل وينظر إلى الأقوال التي حرمت الضبع، كيف يرجع إلى فقه الصحابة، والصحابة جميع الصحابة بالإجماع على أن السباع تحرم، لا يجوز أكلها، لا الضبع ولا غيره ولا التمساح، لماذا؟ الآن بالمشاهدة تعرف هذه الأمور. فلذلك لابد أن نرجع إلى الأدلة من القرآن أو السنة وفقه الصحابة مع القرآن والسنة لكي يتبين لك أن هذا فعلا محرم.
وكذلك عندنا الضفدع محرمة، حتى لو تعيش في الماء وتعيش في البر، لماذا؟ تأكل حشرات مستقذرة، وتعيش في المستنقعات بينت أنا في كتابي في تحريم الحيوانات والطيور، والحية كذلك تعيش في الماء وتعيش في البر، هذه التي في الغابات لكن الحيات التي في البحر يجوز أكلها، أما هذه البرية فمحرمة.
أيضا لا يجوز أكلها لأن تفترس وتأكل اللحوم وتأكل حشرات وتأكل أشياء كثيرة، فلذلك لا يجوز عندنا فرس البحر، التي تسمى فرس البحر، تعيش في المستنقعات، في الأنهار، لكن لها ناب وتفترس، هذا غير الذي في البحر، ما يخرج، ذاك ما يخرج نهائيا؛ فلذلك هذا ما يجوز بالمشاهدة، له ناب ويأكل اللحم ويفترس، وهذا مذهب الحنابلة كما بينت لكم، وانظر: «المغني» لابن قدامة، و«الشرح الكبير» لأبي الفرج، و«المبدع» لأبي إسحاق بن مفلح.
هذا سمك الكوسج، الكوسج بفتح الكاف وسكون الواو وفتح السين، هي سمكة كبيرة في البحر لها خرطوم مثل المنشار، يسمون هذه البحرين، كأن السياحة، شنو بأسياف، السياحة شنو أنور موسى كلها منشار يسمونها السياحة بعد وفي البلدان الأخرى الكوسج تسمى الكوسج.
وعندنا صاحب المسائل الكوسج صاحب الإمام أحمد، اسمه الكوسج، لقبه الكوسج، لكن الكوسج له معاني أخرى، يعني بس هذه الكوسج سمكة كبيرة في البحر لها منشار، وهي تفترس، لكن لأنها تعيش في البحر دائما، فهي مباحة الأكل، مباحة الأكل يعني حرمها الإمام ابن حامد من الحنابلة، لكن كلامه ليس بصحيح كل ما في البحر، الله سبحانه وتعالى أحله، والرسول صلى الله عليه وسلم أحله، والصحابة أحلوه، وانتهى الأمر.
حتى لو عندنا اللي يسمونه سمك القرش، وعندنا اليريور يسمونه يريور، يفترس، وفي الحوت هذا الكبير، فهذه كذلك تفترس، لكن كله طيبات، تأكل من الطيبات، ليست لحوم، لحوم تتعفن مثل أكل الأسد والكلب وغيره، لا، ها أمور برية، نحن نتكلم عن الآن البحر، حتى لو يفترس لك أن يأكل من الطيبات من البحر، وثم الماء المالح يحافظ على اللحوم السمك وحيوانات السمك.
فلذلك ما يتعفن إلا بعد شنو، فترة سنين، لا، لا يعني أيام معدودات هكذا، لكن الآن اللحوم التي تؤكل في البر ترى، يعني يمكن نص يوم إذا تترك، خاصة في الحر، تخترب اليوم الثاني، اتطنبل رائحة لها، أما التي في البحر لا تأخذ وقت.
فلذلك الكوسج هذا يجوز أكله، هذا أمر الآن، هذا أمر يعني عندنا حيوانات البر والبحر، برمائي، هذا الكلام عليهم، والأدلة التي سلفت وكلام آثار الصحابة في حلها وتحريمها، يعني سلف لا حاجة أن نعود.
عندنا الآن أنواع المحفوظ من السمك، مثل شنو، المحفوظة، الأسماك المحفوظة، مثل التونة المعلبة، فلذلك هذه لها كلام الآن، ما ينظف من هذا السمك المحفوظ، سواء الذي ينشر سواء الذي في العلب، ها المحفوظة المحفوظة بمواد كذلك، النوع الأول ما ينظف ويخرج ما في بطنه، ويملح ويوضع في العلب، وفيه مواد تساعد على حفظه طريا، لا ينتن كالتونة المعلبة، فهذا الآن المعلب كله حلال، أكله حلال لماذا؟ لأننا بينا عن السمك الميت. الميتة يجوز أكلها، هذه كلها ميتة.
وتعلب مثل التونة، والتونة سمكة كبيرة، وهي من أنواع السمك سريع وقوي، وهي تسبح جماعات هكذا في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي والمحيط الهادئ. فهذه سمكة معروفة في هذه الأماكن.
والمحيط الأطلسي يقع بين الساحل الشرقي لأمريكا الجنوبية والساحل الغربي لأفريقيا، وكذلك يمتد إلى بعض البلدان. الذي يريد يرجع إلى الجغرافيا والأشياء هذه.
والمحيط الهادئ في شرق أمريكا وآسيا في الغرب، والبحر الأبيض المتوسط هذا بحر داخلي في الشمال، الجزء الأوروبي مثل فرنسا وإسبانيا وروسيا ومصر وبعض البلدان.
فالذي يريد أن يصطاد التونة يذهب إلى تلك المحيطات. فهذا الآن السمك المحفوظ في العلب يجوز أكله لإباحة ميتة الحيوان البحري كما سبق.
ليش تأكلون؟ قل لهم الدليل هذا أنه يجوز أكل ميتة البحر. وهذه الأسماك التي تحفظ من الميتة لحيوانات البحر، وقد دلت النصوص الشرعية على حلها.
النوع الثاني: ما يترك دون تنظيف لما في جوفه، إلا بعض الأسماك. ويملح بملح ويتخلله ذلك.
وعندنا الآن، نحن السمك المالح، السمك المالح هذا يملح شديدا وينشر ويقطع، وما في بطنه شيء، لكن في بعض الأسماك، في بعض البلدان، لا يخرجون هذا بل يملح ويوضع هكذا وقتا، وفيه شيء من الخميرة، لكن يعني ليست مضرة، وأبرز مثال على هذا السمك الفسيخ، سمك الفسيخ وهو ضرب من السمك المملح، وهذا في بعض مثلا مصر وبعض الأماكن، وهذا يؤكل، يعني يجوز أكله، ويستوي بذلك الصغير والكبير، وهو مذهب الحنفية، وقال بذلك الإمام ابن العربي من المالكية، وهو مذهب الحنابلة.
وانظر: «حاشية ابن عابدين»، و«حاشية الدسوقي»، و«الكافي» لابن قدامة.
هذا بالنسبة للمحفوظ النوعين يجوز أكله، وكذلك يعني الأسماك هذه التي تخمر تسمى الأجار، وفي نوع نسيت اسمه، أي نعم، يعني مثل هذه المهياوي وطريح.
فهذه الأسماك كلها يجوز أكلها حتى لو تخمرت. بعد ذلك عندنا حكم السمكة التي توجد في بطن سمكة أخرى، فأحيانا تصاد أسماك كبيرة فيها أسماك صغيرة أو كبيرة بالنسبة للأسماك الصغيرة. هذه الأسماك التي تخرج كذلك يجوز أكلها، فهي سمك حلال.
فتوجد في بطن سمك أخرى، وهو مذهب الحنفية ومذهب المالكية، وهو الصحيح من مذهب الحنابلة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : «هو الطهور ماؤه، الحل ميتته».
الأسماك هذه أحيانا تكون أسماك كثيرة في بطن سمكة كبيرة، وهي ميتة، ومن أسماك الميتة، فيجوز أكلها، لأن الأدلة سلفت، يعني ما حاجة أن نذكرها دائما، وعندكم آثار الصحابة، فبإجماع الصحابة أنه حتى السمكة الكبيرة إذا وجدت فيها أسماك أخرى، في بطنها يجوز أكلها، لماذا؟ لأنه يجوز أكل ميتة البحر عموما، فتدخل هذه السمكة في هذا العموم، فهي سمكة ظاهرة في محل طاهر، لا تعتبر لها ذكاة، يعني الذبح، فأبيح، كالطافي من السمك، فيجوز، لماذا؟ لأنها ميتة، ويجوز أكل ميتة البحر عموما، ولأنها أصلا طاهرة، ووجدت في مكان طاهر، في سمكة كبيرة طاهرة، ولا تعتبر لها ذكاة، يعني الذبح، ولذلك، الصحابة جوزوا أكل السمك الطافي، فيجوز كذلك لو وجدت أسماك في سمكة أخرى، فيجوز أكلها.
وانظر: «المغني» لابن قدامة، و«كشاف القناع» للبهوتي، و«بدائع الصنائع» للكاساني، و«البناية على الهداية» للعيني، و«الذخيرة» للقرافي، و«المدونة الكبرى».
بعد ذلك، عندنا حكم تقطيع الحوت قبل أن يموت، أو السمكة قبل أن تموت، أو طبخ السرطان، هذا القبقب قبل أن يموت، وفي أحيانا يضعون الناس هذا سرطان البحر ويطبخونه وهو حي، حتى إذا ما كان مغطى، يخرج برا على الفرن، فيشوفون يمشي على الفرن، فلا بد أن يغطى، فيجوز ولا بأس بتقطيع السمك قبل أن يموت، وهو مذهب الحنفية ومذهب الحنابلة، لأن هذا السمك أو نوع من هذه الأسماك لا يحتاج إلى تذكية أو ذبح، ولا يكره ولا يحرم، لأن بعض أهل العلم المتأخرين منهم من كره هذا الأمر تقطيع السمك وهو حي، أو مثلا طبخ السرطان البحر وهو حي، ومنهم من قال يحرم، لكن ما في أي دليل على الكراهة أو التحريم، والجواز، لماذا؟ لأنه لا يحتاج إلى ذبح ولا شيء، فلا بأس بتقطيعه.
والحيوانات البرية والأهلية مثل الغنم تحتاج إلى ذبح، فلا بد أولا أن تذبح ثم تقطع. أما السمك، ما يحتاج أن تذبحه وتقطعه، لا، يقطع حتى لو هو حي، وهذا يعني نادر، الناس يفعلون هذا الشيء، وإلا الغالب كله ميت أصلا، السمك جوز ذلك الحنفية والحنابلة.
وانظر: «كشاف القناع» للبهوتي، و«شرح منتهى الإيرادات» له، هذا حكم تقطيع الحوت أو السمك وهو حي يجوز.
عندنا بعد ذلك حكم إلقاء السمكة حية في النار، يجوز، وهو قول الإمام مالك، وهو مذهب المالكية، بأن الحوت لما كان لا يحتاج إلى ذبح، فكان الإنسان أن يقتله بأي نوع من أنواع القتل في الماء، فلذلك، حتى الناس بالحديد، الحربة هذه، يقتلون الأسماك وهي حية، يضربونها وهي في الماء، وكذلك إذا ماذا؟ إذا صاد سمكة كبيرة وأتي بها قرب السفينة، فيضربونها بالسكين، يضربونها بأشياء، ويسمونها المنتب وأي شيء آخر، وهي حية، فلا بأس بذلك، لماذا؟ لأنها لا تحتاج إلى ذبح أصلا، والناس من قديم من عهد الصحابة إلى يومنا هذا يصطادون الأسماك هكذا، وبهذا المنتب، وبالميادير، وبخيوط، وأشياء كثيرة، بالسكاكين، فلا بأس بصيد الأسماك بهذا الأمر، فلذلك، إذا ألقيتها في النار وهي حية لكي تطبخ، ما في بأس، لكن الغالب يعني ما في سمك إلا ويموت بعد فترة، إنه يموت، فيجوز طبخ السمك وهو حي، لكن هذا الأمر نادر، يعني وهذا الأمر لا مانع من الشارع في ذلك.
وانظر: «حاشية الخرشي على مختصر خليل»، و«شرح الزرقاني على مختصر خليل»، هاي كلها كتب المالكية.
بعد ذلك، عندنا هاي بالنسبة الآن للأسماك، الكلام على أحكام البحر كثيرة، هذا بيقع في مجلد كبير، لكن إن شاء الله الله ييسر هذا بالنسبة عن الأسماك وصيد الأسماك، والأسماك الميتة والحية، هذا الآن ما بيناه في الدروس التي سلفت.
ويجوز أكل الطحال، لأن نحن نتكلم فقط على ما وجد من الأحاديث عن ميتة البحر وعن الطحال. والطحال، بينت لكم صفتها.
وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: «إني لأكل الطحال وما بي إليها حاجة، ولكن لادري أهلي، إنه لا بأس بها».
أثر صحيح أخرجه عبد الرزاق في «المصنف»، والبيهقي في «السنن الكبرى» من طريق معمر عن هشام بن عروة عن عروة عن زيد بن ثابت رضي الله عنه به، وإسناده صحيح.
وعن عكرمة قال: «جاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنهما فقال: أكل الطحال؟ قال: نعم، إنما حرم الدم المسفوح».
أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف»، والبيهقي في «السنن الكبرى» من طريق أبي الأحوص عن سماك عن عكرمة، وإسناده حسن.
فهذه آثار الصحابة بإجماع الصحابة، يجوز أكل الطحال، ولا تحرم ولا تكره، لكن بشرط أن تذبح مثلا الشاة أو البقرة تذبح على الطريقة الشرعية بالتسمية، فيجوز أكل هذه الشاة، فاجزاؤها في الداخل يجوز أكلها منها الطحال فيجوز، لكن إذا كانت ميتة، شاة لم تذبح حلالا، فهي ميتة، فلا يجوز أكل الطحال ولا أي شيء من أجزائها ولا لحمها. ولا شيء مما ينتفع فيه، ولكن الجلد هذا يدبغ، يجوز بعد ذلك استعماله، لكن هذا يأتي في موضعه.
يعني الآن زيد بن ثابت أحيانا ما يشتهي أن يأكل الطحال ولا لا، وما عنده حاجة فيها، لكنه يأكلها لكي يري أهله الحل. وهذا من فقه الصحابة، يبينون للناس أحيانا بالقول ما هو محل هذا الشيء وما هو محرم، وأحيانا بالفعل، يطبقون السنة للناس في البلدان لكي يعرف الناس حل هذه الأشياء وحرمتها.
فلا بد من تطبيق السنة، ولا يخافون في الله لومة لائم، مثل هذا الزمان، يمتنع المنتصبة المقلدة في جميع البلدان عن أحكام من السنة، ما يطبقونها في بلدانهم خوفا من المنتصبة المسئولين عندهم. وخوفا من العامة يقول لك: ها فتنة! تركك للحكم، هاي الفتنة! أصلا، تطبيقك للحكم فتنة، يعني يدعي هذا المتنصب أن أحكام الشرع فتنة، لأنه قال إن هذا فتنة.
النبي صلى الله عليه وسلم بين لكم ماذا تفعل مع الناس، مع العامة، فتبين لهم شيئا فشيئا، ثم تطبق هذا الأمر، وبينا هذا يعني كثيرا، لكن مطلقا هكذا تتركون الأمور حتى عند العامة، إذا أهل الأثر طبقوا أحكام في العالم، العامة يستنكرون، وهي ثابتة إما في القرآن أو السنة أو آثار السلف، يعني من الشرع من الدين من الإسلام، ينكرون ذلك، وممكن عندهم أن هذا بدعة، وهو السنة، لماذا؟ لأن المنتصبة ما يعلمونهم شيء، ما يعرفون إلا الأشياء التي تربوا عليها في بلدانهم.
فهذا يتكلمون فيها ويسايرون العوام، وإذا ثبت عنده حكم أنه غلط وليس من السنة، وإن هناك حديث ضعيف فيه، ما يفتي به مرة ثانية، ما يتغير، يخاف من المنتصبة الذين معه، لأنهم بيفصلون المنتصبة من الإخوانية من السرورية، فما يرضون، فيخاف ويسكت.
وانظر إلى الصحابة، كانوا أشياء أحكام حل، يعني عن الطحال. هذا ما كان يعني من زيد بن ثابت أنه يريد أن يأكل ذلك، لكن يريد أن يري أهله أنها حلال. فلذلك لابد أن تبين للناس حتى في البيت، في أوناس يعني من الأقارب، الأبناء أو البنات أو مثلا الزوجة أو الزوج، إذا عندهم أحكام أهل البيت، ما يرونها، يخافون من بعض، لكن لابد من التعليم، لابد من تعليمهم وتبيين لهم ذلك.
لكن إذا كان الأب مثلا مبتدعا، يبطش، هذا في هذه الحالة ممكن يسكت عنه، وممكن يسكت عن هذا الحكم، وعند التطبيق يطبق مثلا الابن لوحده، وعندك مثلا الزوجة تطبق لوحدها بدون ما يعلم هذا أو عامي راهب، لأن الرهبان هذه العوام بعد يعادون.
ممكن يعني يستخفي عن مثل هؤلاء فينظر العبد، لكن في الغالب تطبيق هذا الأمر استفتاء، ولذلك ما في الآن يصدعون في العالم إلا أهل الأثر، بس في الأحكام في الأصول والفروع، ولا يخافون من المتنصبه الدينيين، ولا أهل البدع، ولا السرورية، ولا الربيعية الحدادية، ولا غيرهم.
ونقدهم وتبيين أمرهم أنهم مبتدعة وضلال وغيرهم، الكتب موجودة والأشرطة موجودة، هذا دين أصلا، ولا ننتظر من أحد شيء، هذا لله سبحانه وتعالى، لدين لنصرة دينه، ولا نريد منصبا ولا شيئا.
فلذلك الأمور هذه طبيعية عادية عندنا. هاي عن مسألة الطحال وغيره، ولعل في قاعدة طيبة نتكلم عنها. والله نتكلم عنها قاعدة طويلة، يبي ثلاث ساعات.
أنت أصلا أبو يوسف، أنت أصلا بروحك بتسهر للصبح، أكيد بتواصل، لا بس نمزح وياكم.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك. أسئلة بعد ذلك.