الرئيسية / الشرح الكبير على بلوغ المرام / الجزء (44) الشرح الكبير على بلوغ المرام: شرح حديث بول الأعرابي في المسجد وبيان أنواع النجاسات
2025-02-12

الجزء (44) الشرح الكبير على بلوغ المرام: شرح حديث بول الأعرابي في المسجد وبيان أنواع النجاسات
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
انتهينا في الدرس الذي سلف عن تخريج حديث أنس مع الشواهد في بول الأعرابي في المسجد، وبينا الألفاظ الصحيحة في هذا الحديث والألفاظ الضعيفة، ولعل في هذا الدرس نشرح غريب الحديث، فقول النبي صلى الله عليه وسلم: «تحجرت واسعا» يعني: ضيقت ما وسعه الله تعالى وخصصت به نفسك دون غيرك، وذكر هذا الأزهري اللغوي في «تهذيب اللغة»، وكذلك ابن الأثير في «النهاية في غريب الحديث».
* «فتحجرت واسعا» يعني: ضيقت ما وسعه الله سبحانه وتعالىٰ على الناس، وبيأتي شرح هذا الحديث؛ لأن كذلك في فوائد؛ لكي المسلم ما يطلق بمثل هذه الألفاظ، ورحمة الله سبحانه وتعالىٰ واسعة للناس، مثلا: العامة يقولون الآن: أنت الله ما يرحمك، وشبيه بهذه الألفاظ وكلها غلط وبيأتي الكلام عليها بعد ذلك، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تزرموه» لا تقطعوا عليه بوله، وذكر هذا ابن منظور في «لسان العرب»، وابن الأثير في «النهاية في غريب الحديث».
* وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الذنوب» الدلو فيه ماء، الإناء فيه ماء، الذنوب.
والذنوب بفتح الذال، والذنوب بضم الذال، الذنوب الدلو فيه ماء كما ذكر ابن منظور في «لسان العرب»، وابن الأثير في «النهاية في غريب الحديث».
* وكلمة مه مه، كلمة زجر مكررة بمعنى: أكفف، أصلها: ما هذا، ثم حذفت تخفيفا، مه الأصل فيه: ما هذا؟ يعني: كيف تفعل هذا الأمر، يعني: تبول في المسجد، هذا قول الصحابة له.
وهذه كلمة زجر يعني: أكفف عن البول، لا تبول في المسجد، ثم حذفت تخفيفا صارت مه مه، وذكر هذا الزبيدي في تاج العروس، والأزهري في تهذيب اللغة، قول النبي صلى الله عليه وسلم: «الزجل» الدلو المملوء ماء الزجل، وذكر هذا ابن منذور في «لسان العرب»، وأبو عبيد في «غريب الحديث»، وابن الأثير في «النهاية».
السجل: الدلو المملوء من الماء، أهرقوا هذه بالهمزة، أهرقوا وفي بعض الروايات هريقوا بدون همز، بمعنى: أريقوا، يعني: صبوا عليه ماء، أبدلت الهمزة هاء فصارت الكلمة هريقوا، وهذه الكلمات كلها كلمات فصيحة عربية، وذكر هذا أبو زرعة العراقي في «طرح التثريب»، وهو الابن، العراقي هو الأب الكبير، وذكر هذا كذلك الأزهري في «تهذيب اللغة»، وابن الأثير في «النهاية»، فشنه يروى بالشين المعجمة، يعني: بالنقط، وبالسين المهملة بدون نقط، السين بدون نقط والشين بالنقط، يروى بالشين المعجمة بالنقط، وبالسين المهملة بدون نقط، يعني بالسين، فشنه فسنه، وهكذا، ومعناه: صبه.
كما ذكر ابن الملقن في «البدر المنير»، وابن الأثير في «النهاية»، وابن منظور في «لسان العرب»، هذا بالنسبة لوجود الكلمات في حديث أنس رضي الله عنه، والأحاديث الأخرى كحديث أبي هريرة وغيره، وانظر: «فتح الباري» لابن حجر، و«شرح معاني الآثار» للطحاوي، و«التمهيد» لابن عبد البر، وفي «الاستذكار» له، و«الإمام» -يعني كتاب الإمام- لابن دقيق العيد، و«الإحكام» له، و«شرح السنة» للبغوي، و«معالم السنن» للخطابي، و«الفتاوى» لابن تيمية، و«المفهم» للقرطبي، و«البدر التمام» للمغربي، و«الإعلام بفوائد عمدة الأحكام» لابن الملقن، و«طرح التثريب» لأبي زرعة العراقي.
وقبل أن ندخل في كيفية تطهير النجاسات؛ لأن هذا الحديث يبين كيف تطهر النجاسة، وسوف نتكلم عن كيفية تطهير النجاسات في الدرس القادم، وفي هذا الدرس قبل أن ندخل في كيفية تطهير النجاسات فلا بد أن نتكلم عن أنواع النجاسات؛ لكي يتفهم طالب العلم هذه الأمور، وهذا علم مهم وفقه مهم لكل مسلم؛ لأن المسلم يلامس النجاسات، تخرج منه النجاسات، وأشياء كذلك، يعني: تأتي إليه النجاسات.
وكذلك بالنسبة عن الرضيع، بالنسبة عن الكبير، فالناس الآن ما يعرفون هذه الأشياء، وإذا طبقوها لكي يطهرون هذه النجاسات بدون علم، بجهل، فشقوا على أنفسهم، وإلا تطهير النجاسات هذه يسرها الله سبحانه وتعالىٰ وبينها في القرآن، والنبي صلى الله عليه وسلم في السنة، لا بد من الفقه فيها.
فالنجاسة بالاستقراء عند الفقهاء تسعة أنواع، تسعة أنواع للنجاسات، الناس ما يعرفون هذه الأشياء، إلا على حسب اجتهادهم وسماعهم الأشرطة أو هنا وهناك فتوى وما شابه ذلك، لكن بالتفصيل ما يعرفون هذه الأشياء؛ بسبب أن هؤلاء أعرضوا عن طلب العلم، ولا بد ضد العلم الجهل، فلا بد أن يقعون في الجهل، ويظنون أن هذا الجهل علم؛ فلذلك لا بد نعرف هذه الأنواع.
الآن عندنا النوع الأول: الحكمية، النجاسة الحكمية.
ثانيا: النجاسة العينية.
ثالثا: النجاسة الحقيقة.
رابعا: النجاسة الحسية.
خامسا: النجاسة المغلظة.
سادسا: النجاسة المخففة.
سابعا: النجاسة المتوسطة.
ثامنا: النجاسة معفو عنها.
تاسعا: النجاسة المعنوية.
هذه أنواع النجاسات، يحاكها الإنسان، وتحاك الإنسان في حياته، فلا بد من معرفتها لكي يعبد العبد هذا يعبد الله سبحانه وتعالىٰ على بينة وعلم، ويعرف كيف يتعامل مع هذه النجاسات، وكيف يطهرها؛ لأن كل نجاسة لا بد لها من أمر، فالنجاسة الحكمية وهي الطارئة على محل طاهر كأرض أصابتها نجاسة، فتسمى نجسة؛ لورود النجاسة عليها، لكن نجاستها حكما لا حقيقة؛ لأن بالحقيقة طاهرة.
يعني: الأرض هذه الأصل فيها طاهرة، لكن طرأت عليها نجاسة صارت في الحكم الآن نجسة، يعني: النجاسة الحكمية، ولذا يمكن تطهيرها ما دام هي حكمية وتطرأ على الشيء، فالله سبحانه وتعالىٰ يسر بمثل هذه النجاسات أن الإنسان يطهرها ويستطيع.
لكن عندنا الآن النجاسة، نجاسة الكلب لا تطهر مهما فعلت، الآن هؤلاء الغربيون الآن اليهود والنصارى وغيرهم ينظفون الكلب ويغسلونه ويمشطون شعره وما أدري شنو، ويأكلونه أحسن الأكل، حتى الكلاب أحسن منهم يأكلون، هم يأكلون خنزير ويشربون خمور وما أدري شنو وبلاوى، والكلاب يأكلون لحم ومحفوظ بعد، وفي شسمه معلبات، من أحسن ما يمكن، فبسبب كفرهم الله سبحانه وتعالىٰ عاقبهم حتى في الأشياء هذه، الحيوانات يأكلون أحسن منهم.
المسلمون يأكلون أحسن من الحيوانات، الحيوانات بس خبز أو شيء ومع ماء حتى لو حايف، والمسلمون يأكلون أفضل، هذا بفضل الله سبحانه وتعالىٰ ثم الإسلام، فالآن عرفنا النجاسة الحكمية، النجاسة الحكمية ليست عينية، يعني أصل الشيء طاهر، فطرأت هذه النجاسة على هذا المكان، سجاد، أرض، أو ثوب، أو غير ذلك، فالله سبحانه وتعالىٰ يسر للناس، وهذا الدين يسر؛ لكي لا يشق هذا الدين على الناس.
لأن الآن لو الله سبحانه وتعالىٰ، طرأت نجاسة على الثوب، وأمر الشارع بقرض هذا الثوب لكي تزول النجاسة، صارت مشقة على الناس، كم ثوب، لذلك يبيهم بس صرف، بدل كهرباء يصير صرف البدل على الثياب، فالله ميسر أن لو طرأت هذه النجاسة على الثوب تزال، وانتهى الأمر، وبيأتي تفصيل هذا الأمر في كيفية تطهير النجاسات.
عندنا النجاسة العينية، هذه النجاسة الثانية، النجاسة العينية وهي نجاسة بذاتها ولا يمكن تطهيرها بحال مثل الغائط والبول لا يطهران بحال، أي: ما كانت نجاسته أصلية لا طارئة، هذه النجاسة العينية، يستحيل مهما يفعل الناس في النجاسات العينية مثل: الغائط، البول، عندك نجاسة الكلب، ما في فائدة مهما يفعلون الناس؛ لأن النجاسة عينية، فلا تطهر النجاسة العينية، لكن لو طرأت على شيء، على شيء طاهر تطهر، لكن بذاتها مستحيل.
فلذلك الله يسر أن النجاسة العينية لو طرأت على مكان طاهر تطهر، لكن بذاتها لا، وما فيها كبير فائدة، نطهر النجاسة العينية، ما في، أهم شيء أن الله سبحانه وتعالىٰ يسر للناس إزالة هذه النجاسة العينية، وهذا أمر ميسر؛ ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم كما سمعتم في بول الإعرابي هذا في المسجد يصبون عليه الماء وانتهى الأمر، ولا يحفر ولا يأخذ برع المسجد ويلقى ولا شيء، يصب عليه وانتهى الأمر.
ثالثا: النجاسة الحقيقة، الشيء المستقذر شرعا وهو الخبث، فهذه الآن النجاسة الحقيقية بلا شك أنها مستقذرة عند الناس، والله سبحانه وتعالىٰ خلق الناس وفيهم هذا الأمر، أنه يستقذرون النجاسات الحقيقية، النجاسات الحقيقية يستقذرها الناس مثل الآن: الغائط، البول، الكلب، الحيوانات السباع نجسة مستقذرة عند الناس، لماذا؟ لضررها، فالناس من طبيعتهم يستقذرون هذه الأشياء، وبلا شك أن هذا الاستقذار يجعل الناس ما يقتربون من هذه النجاسات، ويطهرونها؛ لكي يكون الناس في نظافة في أبدانهم، في لباسهم، في بيوتهم، في سياراتهم، وغير ذلك.
فالناس يحبون النظافة، فإذا طرأت عليهم هذه النجاسات يطهرونها، فالناس بعد ذلك يعيشون مطمئنين، محبين لسكنهم، لثيابهم، لكذا، لكذا، ما يتضايقون، فالنجاسة الحقيقة، وهو الخبث، الآن الحيوانات السباع من الخبائث وبيأتي الكلام أن الناس ما يأكلون السباع ولا غير ذلك؛ بسبب أن هذه الحيوانات مستقذرة من الخبائث، الحية من الخبائث، الضفدع من الخبائث، التمساح من الخبائث، الضبع من الخبائث، والضبع بسكون الباء وبضم الباء الضبع يجوز أن تقول، ويجوز أن تقول الضبع، وبيأتي الكلام على هذا؛ لأنني انتهيت من تحريم أكل السباع وما شابه ذلك من هذه الحيوانات.
رابعا: النجاسة الحسية، وهي القذر المحسوس أي: يحس بإحدى الحواس الخمس، فالنجاسة الحسية تشم، الآن إذا شم العبد النجاسة فيعرف أن هناك نجاسة، ممكن على سجادته يصلي عليها أو على الأرض، أو في البيت وهو يصلي، فيحس أن هذه نجاسة، في الحواس الخمسة مثل الشم الآن، فيشم إن بول فلا يصلي مثلا، أو لا يجلس أو كذا، حتى ينظر إلى هذه النجاسة، ثم يطهرها فيصلي مثلا أو يجلس.
النجاسة الحسية تحس بها، تشم، تراها، ترى هذه النجاسة، هذه النجاسة الحسية.
خامسا: النجاسة المغلظة وهي ما أمر الشرع بغسلها مرارا مثل نجاسة الكلب، نجاسة الكلب نجاسة مغلظة، والشارع أمر بتطهيرها مرارا، يعني: سبع مرات كما بينا في الدروس التي سلفت أولاهن بالتراب، لماذا؟ لأنها مغلظة، والكلاب بجميع أنواعها ما تطهر وكلها نجسة، وكلها محرمة الأكل، أو وجودها في البيت أو للحراسة أو ما شابه ذلك.
الحراسة الضرورية هذا بيناه أنه يجوز للمواشي، للصيد وما شابه ذلك، لكن بيضع مثلا الشخص ونحن في أمن وأمان في بيته، فهذا لا يجوز، يقول للحراسة، هذه البيوت كثيرة، الألوف المألفة ما تحتاج حق حراسة ولا شيء، ليش أنت واضع لك كلب في بيتك، تقول: للحراسة، وفي أناس بزعمهم يربون الكلاب في بيوتهم.
فهؤلاء خسروا خسرانا مبينا، وعليهم آثام، وتذهب عليهم الأجور.
سادسا: النجاسة المخففة، وهي ما يكفي في تطهيرها بماء يسير، مثل: بول الغلام دون الحولين ولم يأكل الطعام، يعني: رضيع يرضع لبن حليب بس، ما يأكل الطعام، هذا إذا بال نجاسته مخففة، فيرش على بوله ماء هكذا في يدك ترش هكذا وانتهى الأمر، ولا توسوس ولا شيء، ولا يحتاج فرك ولا شيء، لو الناس صبوا أكثر من ذلك يفركون ما في بأس عليهم، لكن نقول لهم: تطهر هذه النجاسة المخففة هكذا، فلذلك أنواع النجاسات إذا عرفها العبد عرف كيف يطهرها، لماذا؟ لكي لا يشق على نفسه؛ ممكن أنه ما عنده ماء يكفي، يوسوس إذا صب ماء يسير، لا، لو صب الماء اليسير رش هكذا على البول هذا، خلاص طهر.
ويجوز بعد ذلك يصلي على هذه السجادة أو على هذه الأرض.
ويقول الإمام الخطابي في «أعلام الحديث»: بيان أن إزالة أعيان النجاسات إنما تعتبر بقدر غلظ النجاسة وخفتها، فما غلظ منها زيد في التطهير، وما خف منها أقتصر فيه على إمرار الماء من غير مبالغة وتوكيد، انتهى كلامه.
فإذا عرف المسلم أنواع النجاسات، عرف كيف يتعامل مع هذه النجاسات، وكيف يطهرها، فبين الإمام الخطابي في كيفية إزالة أعيان النجاسات، النظر إلى غلظة النجاسة وخفتها، تعرف بعد ذلك كيف تطهر النجاسات، فالنجاسة المخففة مثل بول الغلام.
سابعا: النجاسة المتوسطة، وهي ما كان تطهيرها وسطا بين تطهير النجاستين وهما: المغلظة والمخففة، وتشمل جميع الأنجاس، غير الكلب وبول الصبي الرضيع، فالآن النجاسة المتوسطة ضابط ذلك شيل نجاسة الكلب، وشيل نجاسة الغلام الرضيع، الباقي شنو؟ كل النجاسات على وجه الأرض متوسطة في التطهير، يعني: الآن عندنا نجاسة الكلب لا بد تغسلها وتكرر، وبول الغلام الرضيع كيف تطهره؟ مجرد الرش وماء اليسير.
النجاسات المتوسطة: لا بد تصب عليها الماء، ولا حاجة إلى لا التكرار ولا يجوز الرش فقط، يعني: ما يكفي الرش كبول الرضيع، الباقي لا بد الصب عليها، ولا بد يعني خاصة إذا كانت الآن في الثياب، وما شابه ذلك، فما يكفي عليها الصب، لازم تفركها شيئا؛ لإزالة النجاسة، لكن إذا كان على الأرض مثلا التراب وغير ذلك، ممكن تصب عليه وانتهى.
فهنا ما يبقى أثرها في التراب، أما في الثوب يبقى أثرها فلا بد من إزالتها وغسلها، لكن ما يلزم من التكرار الذي هو سبع مرات مثل تطهير نجاسة الكلب مثلا، فلا بد من ذلك، فالنجاسة المتوسطة هذه مثل الآن تطهير الغائط، البول، الآدمي الكبير، والحيض، وما شابه ذلك.
ثامنا: النجاسة المعفو عنها، وهي ما سمح شرعا عن ملابستها فيما منعت فيه لمعنى مخصوص كأثر الاستجمار الباقي على محله بعد الإنقاء، والريح في الدبر، وغير ذلك، فالنجاسات التي يشق التحرز منها معفو عنها في الشرع، وانظر: «فتح ذي الجلال والإكرام» لشيخنا ابن عثيمين (ج1 ص111)، هذه النجاسات المعفو عنها، هي كثيرة وبيأتي الكلام عليها؛ لكي العبد لا يتحرز فيها، ولكي لا يشق على الناس، والمسلم هذا ما يشق على نفسه فيها، ويوسوس، ممكن يترك الصلاة، إلى أن يطهرها وما شابه ذلك.
مثلا الآن الرشاش، بال الشخص وهو واقف وخاصة على صلب، أو مثلا في السفر، في كذا، فيتحرج الناس، فبال الشخص، صاده رشاش على ثوبه، على رجله، ساقه، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: هذا ما يغسله؛ لأنه لا بد يغسل كأنه في غسالة، وبيصب الماء لا بد على ماذا من ركبته إلى قدمه، وهذا يشق على الناس خاصة في السفر، أو في المساجد، في البلد، في المنطقة، فهذا يشق عليهم.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: فهذا معفو عنه، يترك، ما عليه إلا يطهر موضع النجاسة من ذكره البول، ويتوضأ ويصلي وليس عليه شيء، والناس الآن يوسوسون، يخرج لك الواحد من مكان الوضوء من المسجد مسبح، كأنه في البيت، ايش فيك؟ والله ما أدري وين النجاسة، أنا بلت ورشاش نجاسة مني مناك ثوبه مسبح رجله، حالته حالة، نعاله غرقانة كلها ماء، وشوي بعد تفج بعد خلاص، فلذلك يشقون على نفسهم، وكثر رجال ونسوان على قوله العوام متلتهين، وبعد ذلك يشق على أنفسهم على بالهم الدين هكذا، فيتركون كما قلت لكم، يتركون الصلاة، يتركون الدين، بس يبقون هكذا مثل البهائم.
فلذلك في أشياء كثيرة معفو عنها، وأكبر دليل الآن الريح اللي يخرج من الدبر، فهذا لا بد يصير نجاسة على الجسم، وهذه النجاسة تصيب الثياب الداخلية وفيه نجاسة، والناس من زمان طويل من عهد الرسول إلى يومنا هذا يصلون الناس، ولا في إحراج ولا في شيء، هذه معفو عنها، والناس مطمئنين يصلون، فليش الأشياء الثانية يصير اطمئنان فيها وما يصير فيها وساوس؛ لأن هذا الأمر تعلموه، تبين لهم، فلذلك الواحد إذا أصابه ريح خرج منه، توضأ وذهب يصلى، وانظر الأمور طبيعية.
لأن لو كان الشخص كلما خرج منه ريح راح يغسله مثل الغائط والبول، في مشقة على الناس؛ لأن هذا يخرج بكثرة، يعلم الله سبحانه وتعالىٰ، فهكذا الدين دين يسر، ولا في حرج على الناس، وأحيانا نزلت نقطة وهو ذاهب المسجد، أو في السفر، أو في البلد، وبيصلي أو ما شابه ذلك، أو في العمل، ما يدري في وين نزلت، خلاص هذا معفو عنه ما يوسوس، ويروح يتكشف ويشوف في الحمام، وين اسقطت وين ذاك، فهذه من جهله، وممكن بعد يرشرش، وممكن يصب على هذه، وممكن يفسخ السروال مثل الزيدية.
اذهب صنعاء شوف يفسخون سروالهم؛ لأنه جاءت كلها فيها نجاسة، ويتوضؤون ويروحون يصلون، حالتهم حالة، ويحطون لك سراويلهم منشورة، فلذلك هذه كلها وساوس، وكلها جهل، شقوا على أنفسهم، ويتوضأ مني الزيدي الرافضي يقول لك: هذه الين قريب من أهل السنة، هذا أبعد الناس أهل السنة، هذه كلها روافض خمينية ولا قريبة من أهل السنة ولا شيء.
في كتب بعض أهل السنة من أهل العلم موجود هذا الكلام، وهذا مو بصحيح، ولا تلتفت له، هذه روافضة شوف عدائهم، وكفرة فجرة أصلا، انظروا ماذا يفعلون في المسلمين، فلذلك اعرف الآن أشياء كذلك خبط وخلط، حتى الناس في المنهج، والأشاعرية يقولون قريبين من أهل السنة وهم جهمية، الأشاعرة هؤلاء كان الإمام أحمد وغيره يسمونهم جهمية، هذه الأشعرية هؤلاء قريبين من أهل السنة، ما في مبتدع قريب من أهل السنة، تجارى بهم الأهواء.
ولذلك انظروا إذا تمكنوا ماذا يفعلون في المسلمين، وبكل قوتهم ينهون أمر العقيدة السلفية، عقيدة النبي صلى الله عليه وسلم، عقيدة الصحابة والسلف، حرب عليها، إذا تمكنوا، انظر في الروافض في إيران، انظروا في اليمن، انظروا الإباضية في عمان، وغيرهم وغيرهم من الجهمية وبلاوى، شلون يحاربون، هؤلاء يحاربون الإسلام، فكيف هؤلاء يدعون أنهم يدعون إلى الإسلام وهم يحاربون الإسلام، فعلى طالب العلم أن يتثبت في هذه الأمور، ويتعلم المنهج، وإلا الناس الآن خبط وخلط أصلا في المنهج على الذي بينه أهل العلم.
بل على الذي بينه النبي صلى الله عليه وسلم للناس، والصحابة مع هذا إلى الآن، أتباع الجماعات الحزبية ينشرون للقصاص، للمبتدعة، للمثقفين، وأي شيء ينشرونه! أحاديث ضعيفة ومنكرة، وبزعمهم عبادات من صيام وغيره، وينشرون هالعوام هؤلاء، هذه كلها ضد الإسلام، ويظنون إنها للإسلام، عشان الناس يعبدون الله.
كيف يعبدون الله بالبدع والأحاديث الضعيفة! فاعرف هؤلاء ما يفهمون شيء الآن من أتباع الجماعات الحزبية، وما ينشرونه أكثره كله باطل، لماذا؟ هؤلاء ما تعلموا المنهج، عند هؤلاء الذين يتعلمون عندهم من المميعة وهالطقات، ما تعلموا المنهج السلفي الصحيح، فلا بد من عودة المسلمين إلى السلفية الصحيحة، وإلا سلفية سلفية، انظر إلى سلفية ربيع المخربي وعبيد المكابري وهالطقات، خروج، سفك دماء، وبلاوى، وتجهم، وإرجاء، وخبط وخلط في الدعوة السلفية.
إلى أن بان انحرافهم فافترقوا، ولا بد هم في شقاق، يعني: أهل البدع في شقاق، فكيف يجتمعون، ما يجتمعون أصلا، لو خمسة ستة مبتدعة، بيفترقوا، يصير هذي واحد وهذي واحد وهذي اثنين، يلا افتك منهم، فلذلك اعرف هذا الأمر.
فلا بد من دراسة المنهج الآن، لا وصل إلى هؤلاء العوام أتباع الجماعات والجمعيات الحزبية، يرسلون للناس امرأة ترد على المبتدعة، يلا خذ، وينشرون حريم يردون على النصارى، على اليهود، على كذا، ما في رجاجيل، خلصوا؟ عند الحزبية الظاهر خلصوا خلاص ما في فايدة، قال: يلا خلينا نستخدم النسوان يردون على المبتدعة، وعلى النصارى وعلى كذا، ويدافعون عن الإسلام، وبلاوه.
هذه آخرة شنو؟ آخرة هؤلاء المبتدعة، خلصوا الرجاجيل اللي يردون على المبتدعة وعلى اليهود والنصارى، الآن ردوا شنو؟ حاطين لكم نسوان، فلذلك هؤلاء خلاص فلسوا، انظر شنو ينشرون؟ ولا عقل ولا شيء، ما في فرق بين هؤلاء وبهيمة تنقاد، كله تقليد بس تقليد، ومع هذا مصرين على طلب العلم على يد أهل الحديث، ما تبون خليكم مثل البهائم عايشين، أخرتها، امرأة ترد على النصراني وترد على كذا، ما في رجاجيل، فلذلك اعرف هذه الأمور.
فعليك بمنهج أهل الحديث لكي تثبت على أصل وقاعدة، ولعل إن شاء الله يعني نتكلم عن تطهير النجاسات.
تاسعا: النجاسة المعنوية، مثل جسد الكافر، فإن نجاسته معنوية ليست بحسية، لكي لا يتحرج الناس؛ لأنه لا بد يأتي الكافرون بلد المسلمين، للعمل، لكذا، لكذا، أشياء، وممكن يصافحونهم، ممكن يدخلون مساجدهم، ممكن كذا، حتى كثر من الكفار يمسون القرآن، فلا يتحرج الناس؛ لأن ابن حزم يقول: إن نجاسة الكافر نجاسة حسية، ولم يوافقه أحد، ولا يقال إن المسألة خلافية، بل بالإجماع إجماع الصحابة والتابعين والأئمة المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين أن نجاسة الكافر نجاسة معنوية، يعني ما تضر.
فتتحرج إذا صافحك مثلا في العمل أو شيء، أي نعم، ممكن بعد واحد مسلم يتزوج كتابية، يهودية أو نصرانية، فلا بد أن يمسها، وهي تمسه، فلا حرج بذلك، فكيف يعني ابن حزم ذهب إلى هذا حسية، الحسية هي العينية، فلذلك ما ينظر إلى خلاف ابن حزم في هذا وإن كان إمام، فأصاب أجرا واحدا، والذي قال إنها معنوية له أجران، فكلنا لنا أجران عند الله سبحانه وتعالىٰ وهذا القول الصحيح.
وبينا هذا في الدروس التي سلفت، فلذلك هذه أنواع النجاسات تعرفها لكي لا يصير عليك حرج؛ لأن ممكن لو ما يعرف المسلم ويقرأ في بعض الكتب الظاهرية، ويرى أن نجاسة الكافر حسية، فيتحرج مع الكفار في بلده، أو ذهب إلى الدراسة، مسلمون كثر يذهبون إلى الدراسة من قبل بلدانهم، يتعلمون الطب والهندسة والطيران وما أدري شنو، فلا بد يصافحون النصارى هناك، فما يصير عليهم حرج، معنوية ما تضر.
فلذلك لا بد نعرف هذا الأمر، وانظر من أراد المراجع إلى أنواع النجاسات، ينظر: «رد المحتار» لابن عابدين، و«فتح القدير» لابن الهمام، و«مغني المحتاج» للشربيني، و«مطالب أولي النهى» لمصطفى السيوطي، هذا غير سيوطي المعروف، و«الهداية» للمرغيناني، و«بدائع الصنائع» للكاساني، و«المصباح المنير» للفيومي، و«المجموع» للنووي، و«منهاج الطالبين» له، و«روضة الطالبين» له أيضا، و«المغني» لابن قدامة، و«البحر الرائق» لزين الدين بن نجيم، و«مواهب الجليل» للحطاب، و«حاشية قليوبي وعميرة»، و«تحفة المحتاج» لابن الملقن، و«الإنصاف» للمرداوي، و«كنز الراغبين» للمحلي، و«زاد المستقنع» للحجاوي، و«كشاف القناع» للبهوتي، و«الروض المربع» له، و«شرح منتهى الإيرادات» له أيضا، و«الفتاوى» لابن تيمية، و«شرح العمدة» له، و«الحاشية على الشرح الكبير» للدسوقي، و«النهر الفائق في شرح كنز الدقائق» لسراج الدين عمر بن نجيم.
هذا أخو الذي سبق.
فأحيانا ترى على بعض المؤلفات لابن نجيم، وبعض المؤلفات لابن نجيم، فهذا غير وهذا غير، يعني بس إخوان، فلا بد تفرق، و«الشرح الممتع» لشيخنا ابن عثيمين، و«التعليق على صحيح البخاري» له، و«التعليق على صحيح مسلم» له أيضا، و«فتح ذي الجلال والإكرام» له أيضا، و«التعليق على الروض المربع» له أيضا، و«تحفة المحتاج» للهيتمي، ليس للهيثمي، للهيتمي بالتاء، و«شرح عمدة الأحكام» للشيخ السعدي، و«المحلى بالآثار» لابن حزم، و«المبسوط» للسرخسي، و«الفروع» لابن مفلح، و«فتح الباري» لابن حجر، و«المختصر» للخرقي، و«كنز الدقائق» للنسفي، و«الشرح الكبير» للدردير، و«الحاشية على الشرح الصغير» للصاوي، و«فتح المعين» للمعبري، و«فتح الباري» لابن رجب، و«تحفة الأبرار بشرح مصابيح السنة» للبيضاوي، و«البدر التمام لشرح بلوغ المرام» للمغربي، و«إحكام الأحكام بشرح عمدة الأحكام» لابن دقيق العيد، و«المعلم بفوائد صحيح مسلم» للمازري ويقال: مازري بفتح الزاي وكسر الزاي، و«المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم» للقرطبي، و«فيض الباري في شرح صحيح البخاري» للكشميري، و«إعلام الحديث لشرح صحيح البخاري» للخطابي، و«تحفة الباري لشرح صحيح البخاري» للأنصاري، و«عمدة القاري» بالتخفيف، القاري مو بالقارئ، للعيني، و«رمز الحقائق» له.
من أراد الزيادة في هذا فعليه بهذه المراجع، ولعل في الدرس القادم إن شاء الله نتكلم عن كيفية تطهير النجاسة، وإن كان عندكم الآن معرفة بهذا الأمر، لكن الدرس القادم بالتفصيل.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.