الرئيسية / الشرح الكبير على بلوغ المرام / الجزء (36) الشرح الكبير على بلوغ المرام: أحكام الجلّالة وسؤر الجلّالة
2025-01-12

الجزء (36) الشرح الكبير على بلوغ المرام: أحكام الجلّالة وسؤر الجلّالة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين
تكلمنا في الدرس الذي سلف عن حديث أبي قتادة في الهرة، وبينا أن سؤر الهرة طاهر، وفصلنا في هذه المسألة تفصيلا، وبينا أن الهرة لا يجوز أكلها ولا بيعها، وبينا هذا، ولعل نتكلم عن أسار السباع والجلالة وغير ذلك، لأن هذا من ضمن الأحكام، وعندنا في هذا الدرس سوف نتكلم عن سؤر الجلالة وفضلات الجلالة وأجزاء الجلالة.
وقبل أن نتكلم على ذلك لابد من تعريف الجلالة ومقدمات في ذلك، وإن كانت بعض الأمور معروفة، لكن لابد أن نتكلم عنها علميا ولغويا، لكي يعرف طالب العلم الأحكام العلمية ويحفظها.
فالجلالة: بفتح الجيم وتشديد اللام الأولى التي بعد الجيم، فتلفظ هكذا الجلالة، بفتح الجيم وتشديد اللام الجلالة، والجلالة تكون من الإبل والبقر والغنم وغير ذلك من الحيوانات التي تؤكل، والتي تأكل الجلة بفتح الجيم وتشديد اللام، وكذلك تكسر الجيم، فتلفظ هكذا الجلة، وبفتح الجيم هكذا الجلة.
ما معنى الجلة؟ هي العذرة بكسر الذال يعني الغائط والأشياء النجسة، والجلة كذلك النجاسة، فسميت الجلالة، لأنها تأكل القاذورات والعذرة والنجاسات، وذهب جمهور العلماء إلى أنها آكلة النجاسة من ذوات الأربع كالبقر والغنم والإبل وغير ذلك، ومن غيرها كالدجاج والحمام وغيرها. يعني تكون الجلالة من الحيوانات التي تؤكل، يعني يؤكل لحمها، وتكون الجلالة من الطيور التي تؤكل كالدجاج والحمام وغير ذلك.
وخص الإمام ابن حزم في «المحلى بالآثار» بآكلة العذرة من ذوات الأربع فقط، ولذا فلا يسمى عنده الطير جلالة، وإن أكل العذرة، فعند الجمهور تكون الجلالة من ذوات الأربع كالبقرة والغنم والإبل وغير ذلك من الحيوانات التي تؤكل، أما التي لا تؤكل هي في أصلها ماذا؟ نجسة فلا يقال عن الأسد جلالة ولا الفهد جلالة ولا غير ذلك، لكن يقال عن الجلالة التي تؤكل، لكن تغيرت أمورها فقامت تأكل النجاسات والعذرة والقاذورات، فسميت الجلالة هكذا، لأنها تأكل الجلة أو الجلة، والجلة النجاسات والعذرة والقاذورات.
انظر: في ذلك «المجموع» للنووي، و«رد المحتار» لابن عابدين، و«مطالب أولي النهى» لمصطفى السيوطي -هذا معاصر-، و«لسان العرب» لابن منظور، و«المصباح المنير للفيومي والسيل الجرار للشوكاني والمهذب للشيرازي.
فإذن عندنا الآن الجلالة هي التي تأكل النجاسات وتكون من ذوات الأربع من الحيوانات وتكون من الطيور، ابن حزم خص هذا لكن عند العرب هكذا، أن الجلالة تكون من الحيوانات ذات الأربع التي تؤكل كالبقر والغنم وإلى آخره، وتكون في الطيور إذا الدجاجة تأكل النجاسات القاذورات فتسمى جلالة، كذلك الحمامة، كيف يكون هذا الأمر؟ هذه الجلالة مستحيل أن تكون عندنا مثلا في الخليج، لماذا؟ لأنها غير متروكة، وإذا تركت تصير مثل السائمة تأكل في الصحراء والبر والنخيل وغير ذلك، فيأكلونها الأشياء الطيبة، فمتعلمة على الحشيش وعلى الأكل الطيب وإلى آخره.
فيستحيل تأكل النجاسات بعد ذلك، فهي مدمنة على الأشياء الطيبة، فلا تأكل القذرة وما شابه ذلك، لكن في البلدان الأخرى مثل إفريقيا وباكستان والهند وأفغانستان في القرى تكون متروكة وليس عندها الطعام المعروف، فتسيح هنا وهناك، وتأكل بعد ذلك القاذورات والنجاسات والأشياء المعفنة، فتدمن على هذه الأشياء، فلا تأكل إلا هذه الأشياء، نادرا ما تأكل الأشياء الطيبة، الحشيش وكذا وأين تحصل، فالغالب على الجلالة هذه تأكل القاذورات، مدمنة على هذه الأشياء وهي متروكة مثل السائمة في القرية وفي البراري، وتأكل من هذه القاذورات والزبالات.
فهذه الجلالة نبتت على القاذورات والعذرة والنجاسات، فلذلك أهل العلم تكلموا عن سؤر الجلالة، وعن هل يجوز أكل الجلالة هذه مثل البقرة والأغنام والإبل؟ هل هذه الجلالة تؤكل؟ لأن أصل البقرة يجوز أكلها، الغنم يجوز أكلها، عندك الإبل يجوز أكلها، لكن هذه الجلالة نبتت ونبت لحمها وعظمها وأمورها بماذا؟ بهذه النجاسات والقاذورات، فلذلك أهل العلم تكلموا عن الجلالة.
عندنا سؤر الجلالة نجس على القول الراجح، لأنها نجسة، ما دامت تتربى على القاذورات والنجاسات القذرة، فلابد لحمها يكون نجسا، دمها، شحمها، والأمور التي تنفصل عنها تكون نجسة كالعرق، عرقها، دموعها، دمها يخرج، فهذه الأمور سوف تكون نجسة، فضلات هذا الحيوان الجلالة، الفضلات التي تخرج من باطنها كما سوف يأتي تفصيل هذا الأمر.
فالعذرة تأكلها والنجاسات تأكلها، فتتربى على النجاسات، فإذن عندنا لو شربت هذه الجلالة من الإناء أو من إناء الوضوء فيه ماء، وبينت لكم الإناء للوضوء والذي فيه ماء، المعروف عادة متوسط الحجم فالناس يتوضؤون منه في القديم، فلو شربت الجلالة من هذا الإناء فيعتبر هذا الماء سؤرا الآن، يعني مستعمل من الجلالة، فهذا السؤر وهذا الماء يعتبر نجسا، لا يجوز الوضوء منه، وهذا القول هو الراجح وإلا في عدد من العلماء قالوا إن هذه الجلالة طاهرة وسؤرها طاهر، لكن الصحيح أن سؤر الجلالة نجس.
وعلى ذلك لا يجوز أكلها وإن كانت بقرة أو إبلا أو غير ذلك من الحيوانات المأكولة أو التي تؤكل، لأنها نبتت من نجاسة في الغالب، وإن كانت في الأصل ممن يؤكل لحمه، فتشرب من النجاسات وتأكل من النجاسات في الغالب، فإذن الآن عندنا الجلالة نجسة، وسؤر الجلالة وهو الماء نجس، وبينت لكم لو شربت الجلالة من بركة فماء البركة طاهر، لأن أجزاء ماء البركة هذه كبير وكثير ونجاسة لعاب الجلالة قليل يسير، فالماء الكثير يقضي على اللعاب وإن كان نجسا، ولا يضر.
كذلك الجلالة هذه في الأمور الكبيرة التي هي أصغر مثلا من البرك، الأحواض الكبيرة، الآبار، ما تضر لو شربت؟ حتى لو شرب الأسد مثلا من البئر ما يضر هذا البئر شيئا، لأن لعابه -لعاب الأسد- وإن كان نجسا كما سوف يأتي، في الدرس القادم سوف نتكلم عن آسار السباع، لأن عددا من العلماء يقول إن آثار السباع كالأسد والنمر إلى آخره طاهرة، لكن الصحيح أنها نجسة، والصحابة على نجاسة آثار السباع، ولم يثبت عن أي صحابي أنه قال بالجواز، لأنه ذكروا أثرا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ولا يصح وبيأتي.
والذي نقل عن الصحابة قال: وهذا قول عمر بن الخطاب، ولم يذكر الإسناد، ولم يذكر شيئا، ولم يبحث، وفي الحقيقة أن ما دام الآن إذا قلنا أن الأسد نجس، وأن أجزاء الأسد نجسة، فضلات الأسد نجسة، فسؤره من اللعاب نجس، لكن في فرق بين إذا شرب الأسد أو غيره من الماء في إناء صغير، وولوغ الكلب فيه إذا ولغ الكلب يغسل سبع مرات، أما الأسد إذا شرب من الإناء ينظف ولا يغسل سبع مرات إحداهن بالتراب.
فهذه هو الفرق بين هذا وذاك سيأتي الكلام على هذا بعد ذلك، وللجلالة فضلات بفتح الفاء والضاد، فضلات هكذا، فالجلالة وفضلاتها نجسة، والفضلات المنفصلة عن باطن الجلالة، يعني الأمور التي تخرج من جسدها مثل ما خرج من المنافذ، مثل الأنف والعين والدبر وما شابه ذلك من منافذ هذه الجلالة، ما خرج من المنافذ من الفم والأنف ومسام الجلد والدبر وغير ذلك، وفضلات الحيوان عموما من حيث مخارجها تسعة أنواع، الحيوانات عموما، البقرة، الإبل، الغنم، الأسد، الفهد، الجلالة، وبعض الأشياء ليست فيها، بعض الحيوانات بيأتي الكلام عليها، لكن الحيوانات عموما وهي الفضلات من حيث مخارجها تسعة أنواع.
لابد أن يعرف طالب العلم هذه الأمور العلمية وإلا هي موجودة، عندنا فضلات قلنا بفتح الفاء وفتح الضاد، عندنا فضلات العروق كالدم، الدم فضلات، والدم يخرج من أين؟ من العروق، فهذا عند الفقهاء يسمى فضلات، فضلات الحيوانات.
ثانيا: فضلات الجلد. فضلات الجلد كالعرق، فالجلد له فضلات تخرج منه كالعرق.
ثالثا: فضلات العين. للعين فضلات كالدموع، فالدموع هذه تسمى عند الفقهاء وعند العرب فضلات.
رابعا: فضلات الأنف. كالمخاط الذي يسمونه سناسيل.
خامسا: فضلات الفم. كالبصاق.
سادسا: فضلات الأذن. كالصماخ، الأشياء الموجودة في الأذن كالشمع وغير ذلك.
سابعا: فضلات الثدي. كاللبن.
ثامنا: فضلات الفرج. كالبول، والبيض للحيوانات، البيض كالتماسيح والطيور.
تاسعا: فضلات العظام. النخاع. هذه تسع فضلات تخرج من الحيوان، على اختلاف بعض الأشياء مثل بعض الحيوانات تلد، بعض الحيوانات تبيض، لكن هذه الأصول عند العرب في الفضلات في الجسم حتى للإنسان، فيه هذه الأمور.
لكننا نحن نتكلم الآن عن الحيوانات من ناحية النجاسة والطهارة، والأصل في هذا نتكلم عن أحكام الجلالة في هذا الدرس. وأهل العلم تكلموا عن هذه الفضلات
وانظر: «فتح العزيز» للرافعي، و«روضة الطالبين» للنووي، و«الغاية القصوى» للبيضاوي، و«قوانين الأحكام الشرعية» لابن جزي، و«نيل الأوطار» للشوكاني، و«لسان العرب» لابن منظور، و«القاموس المحيط» للفيروز آبادي، و«معجم مقاييس اللغة العربية» لابن فارس.
فهذه الفضلات، الآن إذا نظرنا في هذه الفضلات التي تخرج من الجلالة كلبن الجلالة، البقرة جلالة لابد يكون فيها لبن وحليب، ومن عينها تخرج الدموع، ومن العروق الدم، لها مخ وغير ذلك من الأمور، فالفضلات الآن التي تخرج من الجلالة تكون نجسة، وبعض أهل العلم أفتى بأن اللبن والحليب للجلالة طاهر فيجوز شربه وبيعه، الذي يشربه بيموت بيقول أنا والله خذيت فتوة هذا كيفه، فلذلك خل نفتك من المقلدة يشربون لبن الجلالة، هؤلاء نفتك منهم يموتون كلهم، ألبان كله أمراض وسرطانات، فلذلك لو الآن تسأل المقلدة الآن تسألهم يفتون حق العالم، والعالم بروحهم كله مرضه يشربونهم نجاسات وبلاوي، فلذلك هذه الفضلات الآن يتبين لنا نجسة، لماذا؟ ما خرج من نجس فيعتبر نجسا، وما تولد من نجس يعتبر نجسا.
وما تولد من طاهر يعتبر طاهرا، فالآن عندنا المتولد من الغنم طاهر، وهذه الغنم تعتبر طاهرة، لماذا؟ لأنها خرجت من طاهر. الآن عندنا البقرة، غير الجلالة البقرة الآن تلد، الولد هذا طاهر، وبينت لكم، لأنه لو الآن سقطت غنمة مثلا في بركة وهي حية، هذه البركة طاهرة، الماء طاهر، لكن لو تعفنت هذه الأغنمة، ماتت وتعفنت في البركة فبلا شك بسبب هذه التعفن للأغنمة هذه، تكون نجسة بجميع فضلات الأغنمة هذه وكذلك أجزاء الأغنمة هذه وبتعفن لك الماء في البركة، فهذا الماء بعد ذلك كما قلت لكم: لابد من تغير أوصافه.
لونه يتغير وطعمه تظهر له رائحة، فهذه البركة نجسة، لكن لو سقطت حية لا تضر، لماذا؟ لأن هذه الأغنمة طاهرة، حتى لو خرج شيئا منها من الغائط وغيره من الروث وأشياء أخرى فلا تضر أو تبول، لأن بولها طاهر، البعر ما لها؟ طاهر، لكن لو سقط أسد، وظهر منه بول وأشياء وكذا إذا أخذ مدة، فلابد الناس بيشعرون برائحة، تغيير اللون وأشياء، فلو كانت البركة هكذا فما بالك بالأشياء الصغيرة، الأواني الصغيرة التي يتوضأ منها الناس، فهذه إذا شربت منها الجلالة أو الأسد أو الفهد أو غير ذلك فلابد أن تنجس.
وعندنا بعد ذلك الأجزاء المنفصلة من حيوان الجلالة، كلها نجسة، ما هي الأجزاء المنفصلة؟ عندنا فضلات الحيوانات ومنها فضلات الجلالة، وعندنا الأجزاء المنفصلة من الحيوانات، ومن ذلك من حيوان الجلالة، كلها نجسة، والأشياء هذه معروفة لديكم، لكن لابد أن تعرفونها لغويا وعلميا، ولابد أن يعرف طالب العلم هذه الأشياء، الأشياء يتأصل عليها، يتأصل في اللغة، ويتأصل في الفقه وأصول الفقه، ويتأصل في الأحكام، يكون علم طالب العلم فقهيا وعلميا.
فالأجزاء التي تنفصل من الحيوان سبعة عشر، عندنا اللحم بفتح الحاء وبسكونها وهو معروف اللحم، فتقول هكذا: اللحم بتشديد اللام مفتوحة، وهو معروف اللحم. فتقول هكذا: اللحم بتشديد اللام مفتوحة وتسكين الحاء وفتح الحاء. فتقول هكذا: اللحم واللحم، اللحم لغة أنور موسى، ما يعرف لحم هكذا بسكون الحاء، لحم بجرها يلا وخلاص، فاللحم هذا معروف لديكم، هذا من الأشياء التي تنفصل ومن أجزاء الحيوانات.
واللحم هذا يجمع على ألحم ولحوم، بضم اللام والحاء، ولحام، بكسر اللام، ولحمان، بضم اللام وسكون الحاء، هذا هو اللحم.
ثانيا: الشحم بفتح الشين وسكون الحاء، والشين مشددة بالفتح، والشحم معروف لديكم يسمى عند العرب جوهر السمن، جوهر يسمى الشحم وجمعه شحوم.
ثالثا: الودك بفتح الواو وفتح الدال. ما هو الودك؟ هو دسم اللحم ودهنه، الذي يستخرج منه -أي اللحم-، الدهن والدسم الذي يستخرج من اللحم.
ثالثا: المخ. والمخ بضم الميم، نقي العظم، ففي الرأس مخ، في العظام مخ، ونقي العظم، وهو ما يخرج منه، هذا هو المخ.
رابعا: النخاع بضم النون مشددة، وهو عرق أبيض في داخل العنق وكذلك في الصلب، في الظهر: الصلب، والخرز، هذه كلها فيها نخاع في العضم نخاع، لماذا؟
النخاع هذا يسقي العظام، إذا ينشف النخاع هذا أو يصيبه به مرضا أو شيئا من ذلك خلاص هذه العظام ما تمشي بني آدم أو حيوان، إذا يذوب ويذهب، فلابد أن يكون النخاع موجود فيسقي العظام فيقويها فيستطيع بني آدم أن يركض ويمشي، كذلك الحيوان كالفرس وغيره، يركض ويجري ويمشي، والنخاع هذا في أنحاء الجسم، في العظام وفي غير ذلك.
خامسا: العصب بفتح العين والصاد. وجمعه أعصاب. وهذا معروف، وهو أطناب المفاصل التي تلائم بينها وتشدها، فالعصب مهم في المفاصل حق العظام، في الجسم، فإذا ذهبت هذا العصب ما يستطيع العبد ولا الحيوان ولا غير ذلك أن يمشي أو يتحرك، المفاصل هذه ما تتحرك، فلابد أن يكون فيها العصب، فلذلك للإنسان الدول مهتمين بهذه الأمور، بالنخاع وبالعصب بالنسبة للعلاجات.
سادسا: العقب بفتح العين والقاف (عقب). عندنا هنا عقب المتنين، والمتن هو الظهر. الظهر هذا فيه عقب، وكذلك عقب الساقين. يقول -صلى الله عليه وسلم-: «ويل للأعقاب من النار». التي تحت الساق. والوظيفين كذلك فيهما عقب، والوظيف من الحيوان هو ما فوق الرسغ إلى الساق. يعني الحيوان في يدها الرسغ إلى الساق تحت، الرسغ يكون تحت إلى الساق، هذا الوظيف، هذا عقب كذلك للحيوان، وكذلك الظهر والمتنان الصلب من العصب واللحم عن اليمين والشمال في الظهر، الظهر له يمين وشمال، يسمى المتنين وعقب هو.
سابعا: العظم قصب الحيوان الذي عليه اللحم. العظم هذا يسمى قصب. كل شيء له طول ويشبه القصب يسمى هكذا. العظم هذا قصب، فيسمى قصب الحيوان، والعظم هذا عليه اللحم، وجمعه أعظم وعظام، وسمي بذلك لقوته وشدته، لأن العين والظاء والميم تدل على قوة، ولا يخفى عليكم قوة العظم.
ثامنا: السن واحدة الأسنان وهو الضرس. عظم في الفم، السن هذا في لغة العرب يسمى عظما، فإذا قال والله واحد: عظمي يؤلمني في فمي. فلا تضحك عليه. فلذلك هذه الأسنان تسمى عظما في لغة العرب، فالسن عظم في الفم.
تاسعا: القرن وهو يسمى الروق من الحيوان، وموضعه الجانب الأعلى من الرأس، وجمعه قرون.
عندنا عاشرا: الغضروف وهو كل عظم رخص بفتح الراء وسكون الخاء، يعني اللين، أي شيء لين من العظام وناعم يسمى غضروف مثل مارن الأنف.
الأنف هذا عظم ناعم وخفيف، يسمى هذا غضرف الأنف، والكتف كذلك العظام اللينة فيه، فيسمى غضروف، ولذلك في عهد الصحابة رضي الله عنهم كانوا يكتبون على العظام اللينة، ليست اليابسة، القرآن، وثابتة في صحيح البخاري موجودة الآثار، لأن بسهولة يكتب عليها، فيأخذون الغضروف وهذه العظام من الحيوانات التي تؤكل الطاهرة، فيكتبون عليها القرآن، وهذا ثابت في صحيح البخاري.
كذلك رؤوس الأضلاع وهي عظام في الجسم في الصدر وغيره، فهذه تسمى غضروف، عظام لينة، وعظام الآن الساق وما شابه ذلك شديدة هذه، هذه تسمى عظام، لكن الغضروف في عظام لينة وعظام شديدة يابسة، فالعظام أي عظم لين في الجسم ناعم، يسمى غضروف، وداخل فوق الأذن، الأذن هذه الآن فيها عظام لكن لينة، غضروف تسمى، فهذا الغضروف بضم الغين وسكون الضاد.
المنقار يسمى منسر ومنسر الطائر وهو ما يتلقط به الطائر طعامه فهو كالفم لغيره، مثل الفم للبقرة والإبل وما شابه ذلك. المنقار هذا للطائر يأكل منه ويشرب، ويسمى منسر ومنسر.
الثالث عشر: الظفر بضم الظاء والفاء وكذلك بتسكين الفاء، يعني الظفر بضم الظاء وضم الفاء وسكون الفاء، ظفر وظفر، وجمعه أظفار وأظافير، والظفر يكون للإنسان ويكون للحيوان، الإنسان له أظفار وأظافير، والحيوان يكون له ظفر كذلك.
فعند أهل اللغة للإنسان ظفر وللبعير منس بكسر الميم وسكون النون وكسر السين، هذا ظفر البعير. للفرس سنبك بضم السين وسكون وضم الباء، ظفر الفرس يسمى هكذا. للثور ظلف بكسر الظاء وسكون اللام. وللسبع برثن بضم الباء وسكون الراء وضم الثاء. للطائر مخلب بكسر الميم وسكون الخاء وفتح اللام، لأنه سيأتينا الكلام عن الحيوانات وعن الطيور من ناحية النجاسة والطهارة وغير ذلك، فتعرفون هذه الأمور.
الرابع عشر: الشعر، هذه كلها أجزاء في الحيوانات. الشعر بفتح العين وسكونها، فتقول: شعر. بفتح الشين مع الشدة، هذا دون الألف واللام، إذا كتبت الشعر بالألف واللام فلابد أن تضع الشدة على الفتحة، وإذا بدون الألف واللام تكون بالفتح فقط دون شدة، فإذا أفردت هكذا دون الألف واللام بدون تعريف، لا يشدد الحرف الأول، إذا وضعت الألف واللام فلابد أن يشدد الحرف الأول الشعر، وتكون العين ساكنة، كذلك تقول: شعر. لغة العوام الآن، وهي كذلك من لغة العرب، جمعه أشعار وشعور.
والشعر نبتة الجسم مما ليس بصوف ولا وبر، للإنسان شعر، وللماعز مرعز، وللحمار عفاء بكسر العين، وللخنزير هول. للماعز شعر وللخنزير شعر والحمار له شعر، لكن في المسمى هكذا، ولو أطلق على كل هذه الأمور ظفر الفرس وما أدرى شنو ما هو ذلك؟ هذا يجوز، لكن في لغات للعرب تكون هكذا، ولو أطلق على شعر الحمار مثلا وما شابه ذلك فلا بأس، الناس لا يعرفون هذه الأشياء. اذكر لي عفاء الحمار ما يعرفون، فلذلك لابد تعرفون هذه الأشياء لكن إذا من ناحية التوضيح وما شابه ذلك فلا بأس.
الخامس عشر: الجلد. وجمعه أجلاد وجلود. وهو غشاء جسد الحيوان. الجلد بكسر الجيم وسكون اللام وجمعه أجلاد وجلود.
السادس عشر: المشيمة. مأخوذ من الانشيام وهو الدخول في الشيء، فهذا يكون للإنسان وللحيوان باسم ثان وليس كل الحيوانات، والانشيام الدخول في الشيء، ولذلك الجنين للإنسان يكون داخل المشيمة، وهو الدخول في الشيء، اسم لغشاء ولد الإنسان، ولغيره يسمى سلا ويسمي كذلك الكيس والحوران والقميص، ولذلك يسمى قميصا، لأن بني آدم يدخل فيه، القميص هذا يدخل فيه الإنسان، والمشيمة هذه تجمع على مشائم.
السابع عشر: الجزء الأخير: المرارة معروفة وهي لاصقة بالكبد، وبني آدم له مرارة وكذلك الحيوانات إلا الإبل، الإبل ليس مرارة، بروحه مر هو... والنعامة ليس لها مرارة ولا الإبل فقط، أما الباقي فيه، فهذا كما ذكر أهل العلم سبعة عشر جزء للحيوان، وكما بينت في شيء، ما في بعض الحيوانات وبعض الحيوانات فيه، لكن هذا الآن الغالب الأمور فلا بد طالب العلم يعرف هذه الأشياء.
فالآن الأجزاء التي في الجلالة تكون نجسة، كل ما ذكرنا من الأجزاء، اللحم، العظام، المرارة، الكبد، الدم، وغير ذلك، كل هذه الأمور نجسة، وإن كان في عدد من أهل العلم قالوا إن هذه الأشياء طاهرة، وهذا ليس بصحيح ما دام هي تتغذى بالنجاسات وما شابه ذلك، فتعتبر نجسة، والآن عندنا فضلات الجلالة نجسة، الأشياء التي تخرج منها، من الأنف، من العين، من الأذن، من الدبر، لكن الآن عندنا الأغنمة تبول، لكن بولها طاهر، الجلالة الأغنام الجلالة تبول بولها نجس، فلابد أن نفرق.
فهذه المعلومات يحتاج إليها كثير من الناس التي عندهم هذه الحيوانات منتشرة، وهي متروكة تسيح في الأرض تأكل النجاسات مثل آسيا وإفريقيا وإلى آخره. فيحتاجون بمثل هذه، ممكن عندهم هذه الجلالة الآن طاهرة، تبول عليهم وتسوي أفاعيلها فيهم وعندهم الأمور طبيعية ويصلون في ثياب نجسة، وممكن يعني ما في أنابيب وحمامات فاخرة مثل الخليج هناك، لا، آبار وعندك أواني، وهم نائمون وتأتي الجلالة وليس واحدة ولا اثنتين بل مئات ممكن ويشربون من الأواني وغير ذلك، ويأتون في الصباح ويتوضؤون منه وهي نجسة.
فلذلك عندنا الآن أجزاء الجلالة نجسة، فضلات الجلالة نجسة، سؤر الجلالة نجس، ويعني بين أهل العلم، فالجلالة وفضلاتها نجسة، وإليه ذهب الحنفية والمالكية والشافعية في قول، والحنابلة والظاهرية، يعني جمهور العلماء على نجاسة الجلالة وفضلات الجلالة وأجزاء الجلالة.
وفي عدد من أهل العلم يقولون عن الجلالة طاهرة وأجزاء الجلالة طاهرة وسؤرها طاهر وإلى آخره، وليس قولهم بصحيح. ومن هنا نقول: فيحرم أكل لحمها ويحرم شرب لبنها، وأكل بيضها إذا كانت دجاجة وإذا كانت حمامة، لأن هذه الأمور نجسة، بعض أهل العلم يقول: إن بيضها طاهر. لماذا؟ لأن عليه غشاء يابس وشديد، فما تلامس البيضة في الجسم النجاسات، لأن البيض داخل، لكن الآن البيضة هي أصلا تخرج بسبب الأجهزة والأجزاء هذه في الحيوان أصلا، ما تكون ابتداء يابسة، القشر هذا ما يكون يابسا ابتداء، هذا إذا خرج، لكن أول ما يكون، يكون مرنا ورطبا.
ما دام رطبا فلابد أن يلاقي النجاسة، فيحرم أكل اللحم وشرب لبن الجلالة والبيض، وذهب إلى ذلك الشافعي في قول الحنابلة من مذهبهم الظاهرية، وهناك حديث استدلوا به هؤلاء العلماء، لكن أحاديث ضعيفة ما تصح، حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل الجلالة وألبانها». وفي لفظ: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجلالة في الإبل أن يركب عليها أو يشرب من ألبانها». وهو حديث ضعيف أخرجه أبو داود في «سننه» وغيره، وهو حديث ضعيف، واختلف في رفعه وإرساله.
وكذلك هناك حديث ابن عباس رضي الله عنهما «أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن لبن الجلالة». حديث ضعيف أخرجه أحمد في «المسند» وغيره، ولا يصح طرقه كلها ضعيفة.
فهذا يعني أحكام الجلالة وممكن أن ينظر: «المغني» لابن قدامة، و«المجموع» للنووي، و«المحلى بالآثار» لابن حزم، وكذلك «لسان العرب» لابن منظور -هذا فيه تعاريف عن العظم وعن اللحم وإلى آخره في لغة العرب- انظر «لسان العرب» لابن منظور، و«القاموس المحيط» للفيروزآبادي، و«النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير، و«المحلى بالآثار» لابن حزم، و«معجم مقاييس اللغة» لابن فارس، و«المصباح المنير» للفيومي.
أهل اللغة تكلموا عن الأشياء التي تكلمنا عنها، عن أجزاء الحيوان، فضلات الحيوان، ولعلنا نتكلم في الدرس القادم عن آسار السباع.
في أي سؤال؟
بالنسبة عن حكم ذكر اسم المرأة أمام الرجال كذكر الرجل اسم زوجته، أو ابنته؟.
أحد الحضور: ...
الشيخ: ما في بأس في ذلك، وكان الصحابة رضي الله عنهم يحدثون الناس، يحدثون الصحابة، ويحدثون التابعين، والناس الموجودين في عهودهم، فيقول: حدثتني عائشة، وحدثتني أم سلمة، وحدثتني حفصة، وإلى آخره. كذلك من التابعين يذكرون أسماء النساء والبنات فلا بأس بذلك وليس هذا بمحرم، حتى صوت المرأة تكلمنا عنه كثيرا ليس بعورة فيجوز أن تتكلم، وكانت عائشة رضي الله عنها تحدث الصحابة من خلف الحجاب، وحفصة كذلك رضي الله عنهن والصحابيات.
وهناك أحاديث كثيرة في صحيح البخاري وصحيح مسلم وعند أصحاب السنن بينوا أسماء الصحابيات وبنات الصحابيات وأسماء التابعيات وإلى آخره. وكذلك الحافظ الذهبي وغيره، يعني تكلم عن الشيخات من أهل الحديث، وذكر اسماء الشيخات في هذا فلا بأس بذلك.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.