الرئيسية / الشرح الكبير على بلوغ المرام / الجزء (35) الشرح الكبير على بلوغ المرام: فوائد على حديث أبي قتادة في سؤر الهرة
2025-01-12

الجزء (35) الشرح الكبير على بلوغ المرام: فوائد على حديث أبي قتادة في سؤر الهرة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد:
فلعل في هذا الدرس نتكلم عن فوائد كالعادة من كتاب فتح ذي الجلال والإكرام شرح بلوغ المرام لشيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى، في فوائد حديث أبي قتادة في الهرة: «إنها ليست بنجس، إنما هي من الطوافين عليكم».
فيقول شيخنا رحمه الله تعالى: هذا الحديث له سبب؛ يعني: سياقه له سبب، وليس صدوره من الرسول صلى الله عليه وسلم له سبب؛ بل سياق أبي قتادة له، له سبب؛ لأنه فرق بين كون الراوي ساق الحديث لسبب وبين كون الرسول صلى الله عليه وسلم قاله لسبب.
وسبب سياق أبي قتادة رضي الله عنه لهذا الحديث: وهو أنه دخل على أهله فسكبت له امرأته وضوءا يتوضأ به، فجاءت هرة فأصغى لها الإناء وجعلت تشرب، من هذا الماء الذي يريد أن يتوضأ له، فنظرت إليه امرأته فكأنه رأى أنها استنكرت هذا أو استغربته فحدثها بهذا الحديث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الهرة: «إنها ليست بنجس».
فهذا هو سبب سياق هذا الحديث من الراوي.
وهذا تكلمنا عنه، وأبو قتادة رضي الله عنه ساقه لسبب، السبب: أن امرأة أبي قتادة تعجبت من أبي قتادة وهو يسقي هذه الهرة، والهرة -كما بينت لكم وبين الفقهاء- أنها نجس، ويجوز أن تقول: نجس، هكذا كما في الحديث، وبينا هذا في اللغة معنى نجس، نجس؛ كما قال الله سبحانه وتعالى: {إنما المشركون نجس } [التوبة: 28].
ويجوز في اللغة أن تقول: نجس –بكسر السين-، وفتح السين، وغير ذلك مما بيناه في اللغة.
فأراد أبو قتادة رضي الله عنه أن ينفي استغراب امرأة أبي قتادة من هذا الأمر، لكي لا تظن شيء غلط، فبين لها بماذا؟ بالدليل، ليست فتوة فلان وعلان، تقول ماذا الحكم؟ ولماذا تقول هكذا؟ وإذا شخص استغرب يأتي لك بفتوة فلان وعلان.
فأبو قتادة استدل بالحديث على أن سؤر الهرة طاهر، فبعد ذلك انتفى عندها الاستنكار والاستغراب، وعلمت أن سؤر الهرة طاهر، فتركت بعد ذلك أبا قتادة ولم تقل له شيئا بالدليل عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم بين «أنها ليست بنجس، إنما هي من الطوافين عليكم».
هذا الأمر الآن.
ولذلك لابد أن ننفي من المسلمين وما علق فيهم من شبهات على القرآن وعلى السنة، وعلى أدلة القرآن وعلى أدلة السنة، وغير ذلك مما يبث فيه المبتدعة في أنفس المسلمين، وتبيين لهم هذا الدين بالدليل، لا بقال فلان ولا علان، ولابد الراد على أهل البدع أن يأتي هذه الشبهات التي ينشرونها من أصلها لكي لا تكون فتنة.
فهذا أمر مهم جدا لابد من تبيين هذا الدين بالدليل؛ ولذلك انظر إلى الصحابة، إذا استنكر أحد التابعين أو رجل أو امرأة يبينون له بالدليل من النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم يقول شيخنا رحمه الله تعالى: (الهرة) معروفة ولها أسماء كثيرة، فهي من أكثر الحيوانات أسماء لأنها متداولة عند الناس، وكل ما تداوله الناس كثرت أسماؤه؛ لأن كل أوناس يسمونها باسم.
فيقول بعد ذلك: الهرة تسمى: هرة، وتسمى أيضا قطة، وتسمى سنور، وتسمى: بس -بفتح الباء-.
يقول الفيروز آبادي في «القاموس المحيط»: إن العامة تكسره: يعني: ماذا؟ بس، وهذا الآن منتشر إلى الآن؛ فلذلك هي اللغة العربية بس، فالهرة هي هذه المتداولة المعروفة بين الناس.
يقول شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين: وهي في الواقع من السباع؛ لأنها تفرس بنابها.
فهذا الذي بيناه؛ أن الهرة هذه سبع من السباع، إذا كان من السباع فهي ماذا؟ نجس، فهي نجسة؛ لأنه تفترس بنابها.
والشيخ محمد ذكر هنا أمر، يقول: إن الهرة هذه تفترس الدجاج، وفي القديم يقول عندنا تفترس الدجاج وتقفز على الدجاج، خاصة بالليل وتأكلها، يقول هذا في القديم، بعد ذلك في زمانه قبل موته رحمه الله تعالى يقول: صارت الهرة مع الدجاجة أصدقاء.
يقول: تأتي الهرة عند الدجاج تأكل معها، والدجاج يأكلون معها ولا تفعل فيهم شيء، هذا آخر الزمان.
فلذلك –هذا مذكور موجود في الشرح-، كذلك حتى الآن عندنا الآن القطط هذه عادي، لكن يقول: لكنها لعلها تعوضت بالحمام، تهجم على الحمام الان يقول.
فالمهم أن الهرة من السباع نجسة، ماذا يستثنى فيها؟ يستثنى فيها السؤر، فسؤر الهرة -كما بينا- أنه طاهر، وهذا الذي بيناه، بيأتي الكلام الآن لماذا استثنى النبي صلى الله عليه وسلم السؤر، فإذا قلنا أنها من السباع فلا يجوز أكلها، ويبقى عندنا سؤر الهرة طاهر، وهذا باستثناء الدليل.
ولذلك يقول شيخنا أنها ليست بنجس؛ يعني: أنها طاهرة.
كيف طاهرة؟ طاهرة فقط بماذا؟ بسؤرها، أما هي ذات الهرة عظمها لحمها دمها كله نجس؛ يعني: كلها نجس، فمراد النبي صلى الله عليه وسلم ماذا؟ السؤر فقط.
ولذلك أبو قتادة رضي الله عنه بين ماذا؟ بين طهارة سؤر الهرة، ولم يقل لها يجوز أكلها، يعني: النبي صلى الله عليه وسلم ما قال يجوز أكلها، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنها ليست بنجس»؛ في سؤرها، أما هي في الأدلة الأخرى -أدلة السباع- وكلام الفقهاء، وبينا هذا في أخصر المختصرات في الحيوانات المحرمة التي لا تؤكل، منها الهرة، لماذا؟ لأن لها ناب، وتأكل اللحم؛ فلذلك ما يجوز أكلها.
«إنها ليست بنجس»؛ يعني: أنها طاهرة؛ لأن نفي الضد إثبات لضده، فإذا نفى أن تكون نجسا صارت طاهرة، ونجس هنا صفة مشبهة.
وكيف الصفة المشبهة هذه؟ الصفة المشبهة هذه هي اسم تشتق من الفعل الثلاثي وتدل على صفة -صفة موصوف-، الآن الهرة الموصوف، ليست بنجس؛ يعني: الهرة ليست بنجسة، يعني: ما تتصف بالنجاسة بالنسبة لماذا؟ لسؤرها فقط، سيأتي الآن العلة.
وكيف سميت بصفة مشبهة؟ لأنه تشبه اسم الفاعل.
فالآن عندنا ضرب مثل شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين، مثل الآن بطل على وزن فعل.
الآن فعل عرفنا أن الصفة المشبهة بطل، يعني: بطل ماذا؟ صفة مشبهة، كيف عرفنا؟ من الوزن فعل، لأن الصفة المشبهة اسم يشتق من الفعل الثلاثي للموصوف هذا، فإذا قلنا في أي كلمة الآن عندنا بوزن فعل فهي صفة ماذا؟ مشبهة، فعندك ماذا؟ بطل؛ هذه صفة مشبهة.
الآن إذا قلنا: الأسد بطل الآن بطل على وزن فعل، صفة مشبهة لمن؟ للأسد، كذلك الشجاع بطل، صفة مشبهة.
ولها أحكام أخرى، مثل الآن الفعل افعل، مثل أحمر؛ صفة مشبهة، ولها أحكام أخرى، لكن هذا للفائدة، تعليق على كلام شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين.
إذا: الآن نجس هنا صفة مشبهة، كبطل وصف للشجاع.
«إنها ليست بنجس»؛ فهذا يبين أنها ليست بنجس في سؤرها فقط، أما هي فهي نجسة.
كيف ارتفع سؤر الهرة من النجاسة إلى الطهارة؟ لأنها من الطوافين عليكم، ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم العلة، ذكر الحكم وذكر العلة، بيأتي الآن.
يقول شيخنا بعد ذلك: ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم من عادته وحكمته وبلاغته في التعليم أنه إذا ذكر الحكم ذكر علته، لاسيما إذا كان الحكم يحتاج إلى علة من أجل أن يطمئن الإنسان إلى هذا الحكم، فقال: «إنها ليست بنجس» علل ذلك لم يقل: إنها حلال.
انظر علل النبي صلى الله عليه وسلم أنها ليست بنجس، ولم يقل أنها حلال؛ لكي لا يأتي شخص ويقول: النبي يقول ليس بنجس، كيف تحرمون الهرة، يعني: أكلها؟
نقول له: بالدليل، لابد أن تفهم الدليل لكي تعرف حكم الرسول صلى الله عليه وسلم ماذا يقصد هنا في هذا الحديث وماذا يقصد في الأحاديث الأخرى، أن النبي صلى الله عليه وسلم حرم أكل من كل ذي ناب، كل ذي ناب محرم، رغم أن الهرة لها ناب، خلاص هي محرمة الأكل، داخلة في الحديث.
الآن بقي علينا طهارة سؤر الهرة، لابد طالب الحديث أن يعرف هذا الأمر، فماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم؟.
قال: «إنما هي من الطوافين عليكم»، فما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنها حلال، فذكر علة أخرى، العلة الأخرى ما تخرج الهرة عن الحرمة والنجاسة، وأنها نجسة، وأن لا يجوز أكلها، بماذا؟ بهذه الزيادة: «إنما هي من الطوافين عليكم»، لم يقل: «من الطوافات»؛ لأن الطواف هو كثير التردد على الشيء، فهذه العلة التي علل بها النبي صلى الله عليه وسلم كون الهرة ليست بنجس.
ولذلك الله سبحانه وتعالى يقول: {طوافون عليكم بعضكم على بعض} [النور: 58].
فإذا: الآن يتبين لنا أن الهرة أصلها نجسة كلها، وأنها من السباع، وأن لها ناب، وأنها تفترس، وأنها تأكل اللحم، فهي حرام أكلها، يبقى الاستثناء سؤرها فقط، أنه طاهر، لماذا؟ لأن ذكر النبي صلى الله عليه وسلم علة طهارة السؤر: «إنما هي من الطوافين عليكم»، وهذا من تيسير الله سبحانه وتعالى للأمة، وأن هذا الدين كله يسر، ولا في حرف مشقة، هذه المشقة على المذهبية، وعلى المقلدة، على المتحزبة، على المبتدعة، وغيرهم، هم الذين شددوا على أنفسهم بالأحكام، وعلى من تابعهم من العوام.
أما أمة الإجابة أهل الحديث ومن تابعهم الدين عندهم كله يسر، ولا يقول الشخص الدين يسر ويشدد على الناس في شيء ويشق على الناس في شيء، وهذا ظاهر من المتحزبة الآن في المساجد، أمطار غزيرة وموجودة وفي وقت الصلوات عند الاذان، ومع هذا يخلون الناس يأتون، ويوجد مساجد ما تجمع، وهذا يدل على أن هؤلاء ما يفتون ولا يحكمون بكتاب الله ولا سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وكلامهم مصفف عندهم أن هذا الدين يسر، إذا الدين يسر على ماذا؟! أين التطبيق؟ لا يوجد.
فلذلك على أهل الحديث ومن تابعهم يطبقون هذا التيسير فعلا؛ لأن هذا الحديث من تيسير الله سبحانه وتعالى على الأمة، ومراد النبي صلى الله عليه وسلم أن ما يشق على الأمة لماذا؟ لأن هذه الهرة تقفز على الحيطان وعلى البيوت وتدخل على الناس وتشرب من الأواني وتأكل من طعامهم وما شابه ذلك، كما هو في القديم، وما زال في البلدان الأخرى، البلدان الفقيرة إلى الآن هذه القطط تدخل عليهم وتشرب مياههم وما شابه ذلك.
فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن ما يشق على الأمة، وهذا من تيسير الدين على الناس، حتى في هذا الأمر.
ولذلك هذا تبيين كذلك لكي لا يدخل على المسلمين الإلحاد في الدين، ويقول: النبي صلى الله عليه وسلم حرم الهرة وقال عليها أنها نجس وأنها من السباع وما شابه ذلك، كيف هذا الآن؟ أن سؤرها طاهر، نعم بالدليل، والنبي صلى الله عليه وسلم استثنى أترك عنك الإلحاد، وهذا يدخل الإلحاد بسبب جهل أبناء المسلمين بالدين، فأبناء المسلمين هؤلاء أكثرهم ما يعرفون شيء عن الإسلام، وهذا بسبب الإعراض.
ولذلك ترى الآن في الإنترنت وفي كذا وفي كذا، وحتى في الكتب وفي الخطب معارضات كثيرة، يعارضون القرآن الكريم والسنة النبوية والآثار الصحابية على رؤوسهم، لماذا؟ لأن هؤلاء معرضون عن العلم –علم أهل الحديث-؛ فلذلك يقع عندهم الشك والحيرة في دين الله سبحانه وتعالى.
فمثل هذه الأحاديث يجب على المسلم أن يسلم لها ولا يناقش، ما دام فهم الأمر من علماء السنة وشرحوا له هذا الحديث وشرحوا له غيره كذلك، خلاص يسلم لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولذلك أكبر دليل أن امرأة ابن أبي قتادة سلمت للدليل، قال لها: الرسول قال كذا وكذا، وانتهى الأمر، لا يوجد نقاش.
بعد ذلك دخل شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين في فوائد هذا الحديث، يقول: أنه ينبغي للإنسان إذا رأى الشخص مستغربا لحال من الأحوال أن يزيل عنه هذا الاستغراب، وجهه: أن أبا قتادة حدث بهذا الحديث ليزول استغراب أهله - يعني: زوجته.
يعني: بين أنها كانت زوجته، لكن الصحيح: أنها زوجة ابنه، لأن في الروايات التي ذكرناها على الاختلاف.
يقول شيخنا بعد ذلك: وهذا أمر يعتبر من محاسن الأخلاق.
ولذلك على أهل الحديث إذا جاء رجل جاهل أو عامي أو ما يفهم، يعني: ما يغضب عليه ولا يرد ولا ينكر عليه، فلابد على طالب الحديث أن يبين له بالدليل، خاصة إذا طالب بالدليل، ما يغضب الشخص، ولا يتصف باتصاف المتحزبة والمقلدة، إذا تطالبهم بالدليل يغضب المقلد، وإذا تطالب حزبي بالدليل يغضب، وهذا ترونهم في الإنترنت في اللقاءات يطالبونهم بالدليل يغضبون، رغم أن من محاسن الأخلاق أن تبين للشخص هذا ولا تغضب ولا شيء.
ولذلك بين الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في «مدارج السالكين»، وكذلك شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين في «رياض الصالحي»ن: أن الذي يغضب أثناء التبيين –تبيين الأصول والفروع في الدين- هذا من الكبر.
فما دام يغضب إذا طالبته بالدليل، تطالب صوفي، رأس من رؤوس الصوفية، رأس من السرورية الإخوانية، رأس من رؤوس التراثية رأس من رؤوس الربيعية وغيرهم، تطالب ربيع بالدليل يغضب، هذا من الكبر في نفسه، وفعلا، بين ابن القيم هذا الأمر؛ أن الذي يغضب في الدين هذا بسبب الكبر، يتكبر على الناس، وخاصة إذا ما يعرف، إذا ما يعرف غضب هكذا لكي ينفر الشخص ويبتعد عنه، وبينا هذا الأمر في الردود على ربيع وخريف.
فلذلك لابد تنظرون إلى هذه الأمور؛ أن إذا طالب بالدليل فلابد أن نبين له، لكن بقى أمر هكذا السلف مع الناس، لكن عند السلف أمر آخر، فالذي يعلمون أنه متشكك، وأنه يريد أن يشكك الذين يسمعون هذا الكلام أو الإجابة، فكان يغضبون عليه وينهرونه ويطردونه من الحلقة، لماذا؟ لأنه مبتدع.
ولذلك السلف طردوا أهل البدع، لأن مرادهم من السؤال الكبر وعدم التواضع، وإلقاء الشك لعل في أحد الموجودين، وهكذا، لكن على سبيل العموم أن إجابة هذا الجاهل أو هذا العامي والصبر عليه هذا من محاسن الأخلاق، فلابد الصبر على الناس.
أما الربيعية الجهلة إذا بين لهم شخص وقال لهم السؤال، قالوا عنه مبتدع وقالوا عنه كذا، ويهجرونه ...وإلخ.
فالله سبحانه وتعالى أسقط وأطاح بدعوتهم كما ترون، بسبب ماذا؟ كبر ربيع والذين معه، والله سبحانه وتعالى ما أماته لكي يريه فساد دعوته، وبينت لكم من عشرين سنة وأكثر لا يوجد أحد يخرج من المبتدعة حتى الله سبحانه وتعالى يراويه دعوته وبطلان أقواله وأفعاله، وبطلان جماعته، فلابد أن يعرف العبد هذا الأمر.
فلذلك ما عليك من صراخ المبتدعة بجميع أنواعهم ومراكزهم وإمكانيتهم، فاصبر، لا تنزوي معهم، ولا تنزوي لوحدك تقول: ما أريد مشاكل، المشاكل على رأسك، لابد في الدين أو في الدنيا، أن فلت في الدين ما تفلت في الدنيا، مع الأولاد، ولا مع الزوجة، ولا مع الجيران، ولا في الأشغال، ومع الروافض، فأشياء كثيرة.
فلذلك من الذي ينفي عنك المشاكل وبلاوى هذه الدنيا؟ الله سبحانه وتعالى، ارجع إلى دينه وفر إليه واصبر على دينك، واصبر على الدعوة إلى الكتاب والسنة، ولابد أهل البدع يحاربونك في كل مكان، ما تترك الدعوة ولا تنزوي معهم، فاثبت أحد، وبعد ذلك بيأتيك النصر وسعادة الدنيا والآخرة، هذا الأمر وقع للأنبياء والرسل -كما لا يخفى عليكم-.
ماذا حدث بأذية الأنبياء والرسل من أقوامهم المشركين والكفرة والمنافقين؟ ما حصل شيئا، أذى، هذا الأذى يسير وتحته أجور، وتحته جنة ورضا الله سبحانه وتعالى، فلابد من الصبر، ولابد من الفرج من الله سبحانه وتعالى يوم من الأيام، أما الشخص بيفتر أو ينزوي مع المبتدعة لا، هذا يذل فعلا في الدنيا وفي آخرته.
وانظر بعد ذلك إذا أتوا إلى الله في حياة البرزخ ماذا لهم من الذل، وإذا أتوا إلى الله سبحانه وتعالى يوم القيامة؟!.
فصاحب السنة -كما بين السلف- ليس عليه مضرة، لا في الدنيا، ولا في قبره، ولا في آخرته، فلابد من الصبر على هذا الدين، وأنت تقتدي بالأنبياء والرسل، تقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم، ماذا حصل للنبي صلى الله عليه وسلم؟ آذوه المشركين –كما لا يخفى عليك-.
وماذا حصل؟ ما حصل شيء، هم في نار جهنم والنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة في الجنة، وهذه الأذية تنسى لأنها دنيوية، تنسى أصلا، ولقوة الإيمان والشخص يحتسب الأجر ورضى الله سبحانه وتعالى ويعلم أن الله سبحانه وتعالى راضي عنه، فينسى هذه الأشياء، فيسعد ويطمئن، يطمئن قلبه.
فلذلك لابد من الصبر، لكن ما يهدأ لهم بال أصلا المبتدعة، لا في دنياهم ولا في قبورهم ولا يوم القيامة، وتظن أن هؤلاء سعداء بأموالهم وما شابه ذلك، لا، الله سبحانه وتعالى معذبهم بأموالهم وبدنياهم، يجتهدون على أشياء ليس لهم أجر، مثلا: يضربون لك في إفريقيا مساجد وآبار في الشمس وفي كذا، بدون أجر أصلا.
فهؤلاء لهم أجورهم الدنيوية، فأنت –يا صاحب الحديث- اصبر، وهذا من محاسن الإسلام، ومن محاسن الأخلاق، فلابد على العبد أن يتخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، أخلاق الصحابة، وبينا مسألة الشدة وأشياء أخرى، ما ينافي هذا الأخلاق والخلق، بينا هذا على أهل البدع، بل هذا من الخلق كما بينا، كان السلف يشدون على أهل البدع بألفاظ كذلك، واقرأ في الإغلاظ في رمي المبتدعة بأبشع الألفاظ، وترى نصوص الآيات، ونصوص الأحاديث وآثار، الصحابة وآثار التابعين وأقوال أئمة الحديث، لكن عموم المسلمين لابد تصبر عليهم، لكن شخص يكابر عليك ويفعل لك أشياء ويعادي؛ هذا أمر ثاني، ما في الخلق هنا الإسلامية الشد على هذا، خاصة المترهبنة الموجودين هنا في المساجد وغيرها، الرهبان، حتى الرهبان العوام يريدون يسوون لهم رأس، يريدون يمسكون مساجد مثل الحزبية، ومفاتيح المصلين كلهم الرهبان، كلهم عندهم مفاتيح المسجد، ولا بعد يأتي حاسر فلت يزعم يحافظ على الجماعة، يأتي فلت بسيارته ولا غتره ولا شيء ويحول وغترته وين فوق كتفه، وبعد ذلك يلبسها المترهبنة الموجودين، ولا يسلمون ولا شيء، وكله مكشرين المبتدعة، وهذا مثل رهبان النصارى واليهود، نفس الشيء، ويدخل معك يصلي، لو سئل عن أركان الصلاة، وواجبات الصلاة، وشروط الصلاة، ما يعرف شيء، هذا الذي يصلي الستين سنة ما تقبل صلاته، هؤلاء يسوون لهم رأس بعد في المساجد، يسيطرون على المساجد.
فلذلك يعرف -يعني الطقات الموجودة-؛ فلذلك الأصل المسلمون الذين يريدون دين، يريدون يتعلمون، أما هؤلاء تعاملهم بالغلظة، هؤلاء مبتدعة، أعداء الله وأعداء الرسول، يفسدون البلدان، ويفسدون المساجد، المترهبنة، قل لهم: يلا اعتصامات مظاهرات، قاموا يخربون البلد، وكل واحد ميود إعلان؛ فلذلك اعرف هذه الطقات الموجودة.
فالأخلاق الطيبة بينها النبي صلى الله عليه وسلم والناس، كيف يتعامل هؤلاء وكيف تعامل هؤلاء.
بعد ذلك يقول شيخنا: أن الهرة طاهرة مع أنها محرمة الأكل، وكل محرم الأكل فإنه نجس هذا هو الأصل أن جميع محرم الأكل من الحيوان نجس، ولكن هناك أشياء تزول نجاستها لسبب من الأسباب، والهرة الأصل فيها أنها نجسة لأنها محرمة الأكل، لكن علل الرسول عليه الصلاة والسلام طهارتها بعلة لا توجد في غيرها، فإذن من فوائد الحديث: أن محرم الأكل نجس؛ لأن الرسول أخرج الهرة عن النجاسة لسبب لا يوجد في غيرها.
والعلة هي: لأنها من الطوافين عليكم، فنفى المشقة؛ فلذلك سؤرها طاهر.
ولذلك يقول الشيخ بعد ذلك: أن الهرة ليست نجسة فهل هذا على عمومه؟
الجواب: لا، هي ليست نجسة في ريقها وفيما يخرج من أنفها وفي عرقها وفي سؤرها؛ أي: بقية طعامها وشرابها، أما في بولها نجس، في روثها نجس، في دمها نجس؛ لأن هذه الأشياء كلها من محرم الأكل نجسة، فكل ما يخرج من جوف محرم الأكل فإنه نجس كالبول والعذرة والدم والقيء وغير ذلك.
فإذا: الآن تبين لنا أنها ليست بنجسة؛ لأن الطهارة فقط في سؤرها، وإلا هي محرمة، وإنها نجسة، لكن في سؤرها، في ريقها، في عرقها هذه تعتبر الأشياء طاهرة، لماذا؟ لكي النبي صلى الله عليه وسلم ما يشق على الناس، ما يشق على المسلمين في الدين، وهذا من اليسر، وهذا الحديث وغيره يقمع الاشترية.
الاشترية: الذين يردون مثل هذا النصوص ويلحدون في مثل هذه النصوص، ولا يرون الرخص، وهذه من الأمور التي سوف نضعها إن شاء الله بطاقة لقمع الاشترية؛ لأن هذه الأمور ما تدخل فيها رؤوس ولا عقول، هذه فيها نصوص، كيف هذا؟ لماذا تجمعون؟ لماذا كذا؟ لما كذا؟ نجمع للنص، ليس للعقل والجهل، وهذه من الأمور التي تقمع الاشترية.
فإذا: عندنا الآن يأتينا شخص يقول: لماذا البول نجس وسؤرها طاهر؟ البول بالنص، وطاهرة السؤر بالنص.
فالهرة لو شربت من الماء؛ فإن الماء لا ينجس.
يقول الشيخ: قليلا كان أو كثيرا؛ لأن الإناء الذي كان يتوضأ به أبو قتادة قليل.
ومع هذا النبي صلى الله عليه وسلم بين أن هذا السؤر طاهر، فإن الماء لا ينجس.
ثم يقول بعد ذلك شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين: أن المشقة تجلب التيسير.
فأي مشقة تأتيك في الدين يسر على نفسك، النصوص موجودة، نصوص القرآن والسنة والآثار، ولا يحتاج أن يكون أمر موجود في القرآن أو السنة، لا، يكون على ماذا؟ على القياس، أي شيء، أي مشقة تأتيك في هذه الدنيا في دين الله تيسر لها.
ولذلك الآن البحارة وأصحاب السفر وغيرهم وغيرهم من العوام ما ييسرون على أنفسهم لأنهم ما يعرفون ماذا؟ ما يعرفون أحكام الدين والرخص، فلا يعرفون كيف يصلون في البحر، وممكن يتركون الصلوات، وكذلك الذين في السفر والذين في البر والذين كذا، وأنتم عاهدتم الاشترية في البر وفي غير ذلك، جهال ولا يعرفون شيء، وعلى بالهم أنهم يعرفون، رغم أن هذه من الرخص في البر ولا في أي شيء.
ولذلك ما شاء الله أبو عبد الرحمن العنزي اليوم ينزل لكم شغل عدل عن الزواج، الرخصة، وهذه من الأشياء الرخص، وبيناها في أخصر المختصرات، في التخلف عن الجماعة والجمعات، بينا كل هذه الأشياء، وهذا من شيخنا.
ولذلك في الآن أنا أجمع كلام شيخنا في الرخص، وهذا الكتاب بيكون قمع للفرقة الاشترية، هكذا يكون عنوان القمع للفرقة الاشترية، فتاوى شيخنا العلامة الإمام لقمع منهج وأفكار الفرقة الاشترية، وهذا يتبين أن هؤلاء ما يعرفون شيء في ديننا، وما فعلوا ذلك إلا بسبب الكبر، وما عندهم تواضع؛ فلذلك اللهم أضلهم كما أضل الربيعية والسرورية والقطبية والإخوانية والتراثية وغيرهم.
فلذلك أنت الزم أهل الحديث، أهل الحديث أعلم الناس في كل زمان إلى قيام الساعة، الله سبحانه وتعالى وفقهم توفيق، ليس فقط كلام، لا، هذا توفيق من رب العالمين لهم في تبيين الدين في الأصول والفروع.
فلذلك عليك بأهل الحديث، وإذا خاصم أهل الحديث أناس فلا تكن مع خصمهم، فاعلم أنهم مهزومون وأنهم على باطل مبتدعة، وأن الحق مع أهل الحديث؛ كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ما يكون الحق عند المنازعات إلا عند أهل الحديث.
فلذلك الربيعية الآن من أكثر من اثنى عشر سنة عندما دارت الخلافيات والنزاعات والحروب مع ربيع وطبقاته، الربيعية زعم الذين يسمون أنفسهم سلفيين انزووا معه، وأهل العلم بينوا هذا الأمر ونقلنا لهم فتاوى العلماء المتقدمين والميتين والمتأخرين والمعاصرين في الإرجاء وفي غيره، وانهزم شر هزيمة كما ترونه، والله شتت شمله، ولابد، فهذا يدل على أن ربيع هذا عنده أخس تقليد في العالم، الذي مسوي نفسه ما يقلد، كل هذا ما تقلد، قلد لك الإرهابيين في ليبيا، قلد لك الخوارج والداعشية في ليبيا، قلد لك الجهمية في التجهم، قلد لك المرجئة، مرجئة الجهمية قلدهم، ومرجئة الأشاعرة والكلابية والحيوانية، وبعد ما يقلد، وقلد الإخوان، وقلد السيد قطب، وقلد القطبية، وما ترك أحد ما قلدهم، وقلد الحدادي، وقلد محمود الحداد، ووقع في بلاوى حتى خلاص أتباعه استحوا، استحوا خلاص، فشلهم، ما لهم وجه، صار الخلاف بينهم، محمد المدخلي شالوا عليه، فرصة لهم، فرصة خلاص، فشلهم كلهم، خاصة الفرقة اليمنية، فروا تركوه يولي لماذا؟ البدع الكبرى والصغرى التي وقع فيها، افتشلوا الناس كلهم في الجزائر وفي المغرب وفي مصر، وشالوا عليه في هذا الخلاف هذا، هو على الخلاف هذا، لا، هم فقط يبغون الفرصة. محد قالكم يا الحمير
أهل العلم متكلمين ورادين عليهم ومبينين لكم، تجهم الرجل، والإرجاء والبلاوى والخروج وأنه قطبي وحدادي وغيره، ما سمعتم الكلام أصابكم الذل، وخايفين منه؟ كيف تخافون من بني آدم؟! خافوا الله سبحانه وتعالى.
أما أهل الحديث ما خافوا منه، قاموا عليه وبينوا أمره؛ فلذلك على أهل الحديث أن يعلمون بهذه الأمور، ولا يركنون لأحد؛ فلذلك اللجوء إلى الله وحده لا شريك له، والخوف من الله، لكن لابد بعد المسلم يستخدم الحكمة في بلده وفي هذه المجتمعات هذه وغيرها، لكن هذا هو الأصل، وإذا ما تنزوي مع مبتدع، يحاربوا أهل الحديث، فهذا من محاسن أخلاقك، وتبقى مع أهل الحديث أصحاب الأخلاق.
أما تنزوي مع أهل البدع؛ فما عندك خلق، وإذا بقي شيئا عندك الله سبحانه وتعالى يسلبه عنك، حتى تصير أزفت الأخلاق عندك، وهذا بين.
فلذلك ومع هذا ربيع يقول: ما أقلد، ماذا بقي بعد؟! ما بقي إلا تقلد الحمير الحيوانات، تركب فوقهم. وشخط
فهذه الأمور يعني الذي بينها شيخنا رحمه الله تعالى.
هنا فائدة بعد عظيمة: أن النجاسات التي يشق التحرز منها معفو عنها، وذكر العلماء من ذلك يسير الدم النجس غير الخارج من السبيلين يعفى عنه.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (جميع النجاسات يعفى عن يسيرها مع مشقة التحرز منها، وما قاله رحمه الله ينطبق على هذه القاعدة). التيسير.
فأي نجاسة يسيرة يشق عليك معفو عنها، حتى لا تفعلها، فالآن بينت لكم من قبل: لو رش عليك رشاش البول على أرض صلبة، خلاص هذا الرشاش الذي يصيبك في ثوبك، في ساقك -مثلا- معفو عنه، صعب هذا تغسل الثوب وكذا، خاصة في الأماكن العامة، هذا ما عليك أنت إلا الشخص هذا يستنجي من بوله ويتطهر في ذكره ويصلي وانتهى الأمر، ولا يوسوس، ماذا بيسوي؟ يفسخ ثوبه أمام الناس!
فلذلك هذا أفعال الصوفية والرهبان هؤلاء، هذا من الرهبان عامي، هذا ما يذهب للمسجد خلاص ولا يصلي، حتى يحصل على ثوب وممكن يطوف خمس صلوات في اليوم، وهذا من جهله.
فأي شيء يشق علىك في الدين معفو عنه، أي شيء، فيسر على نفسك، وبينا عن مسألة ماذا؟ الصلاة على الراحلة، الفريضة والنافلة، وأهل العلم الفقهاء كلهم بينوا، من المتقدمين ومن المتأخرين، فقط المعاصرين هؤلاء.
فلذلك ما سمعنا أحد تكلم عن صلاة الفريضة على الراحلة، رغم ان الناس يحتاجون مثل هذه الأحكام، وهذا من اليسر، فلا تشق على نفسك، والذي يقول لنا: لعل الخشوع، إلا أنت ذاك في خشوعك؟! صلي فقط، نصوصك موجودة في القرآن والسنة.
وحتى الإمام أحمد عندما قال له أبو داود في «مسائله»، قال: إن الإبل تأتي وتذهب، قال: تأتي وتذهب، يعني: ما يحصل للشخص –مثلا- الخشوع ولا استواء الصفوف، حرب قائمة، أو الناس يتقدمون إلى حرب أو أشياء ثانية، فتتحرك الإبل والخيول، التحرك ما فيه شيء هذا، معفو عنه.
الرسول صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: «أميطي عني تصاويرك»، وهو في الصلاة، يعني: ما خشع، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «شغلتني في صلاتي»، ومع هذا ما في بأس أحيانا الواحد، هو الأصل الآن ما دام صلى وصفة صلاة النبي يخشع، ينشغل ويتخيل وكذا، غير مؤاخذ، معفو عنه، البني آدم معروف ضعيف والله يعلم به.
ولذلك القول الصحيح أن الخشوع –وهو قول الجمهور-: أنه مستحب، وهو الصحيح، لكن لابد من الشخص أن يخشع ويحاول ويتعوذ، لكن إذا انشغل ما عليه شيء أصلا، وبينت لكم هذا من قبل، هذا صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، ما قال أن صلاته باطلة، فيوجد أشياء معفو عنها.
ويبين -وهذه قاعدة: المشقة تجلب التيسير- فلا تعارض أهل الحديث على شيء وأنت تجهله، هذا الأمر المعارضة مرة مرتين ثلاث خلاص الله يضلك، وخلاص تذهب مع أهل البدع؛ لأن إذا الشخص ما يكون مع أهل الحق يكون مع أهل البدع، {فماذا بعد الحق إلا الضلال} [يونس: 32].
فلابد -وبينا من قبل- لابد على المسلم يدرب نفسه كيف يخضع لكلام الله سبحانه وتعالى وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم، يتدرب على هذه الأشياء، ما يصير يدرب نفسه على الإنكار، ولا يدرب نفسه ولا يتعلم، يبقى هكذا، حكم وأحكام يخضع لها، وحكم وأحكام ما يخضع لها، كلها في كتاب الله سبحانه وتعالى، وكلها في سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
فيجب ما يكون حرج للمسلم في قلبه ولا على حرف في القرآن والسنة، هذا هو الإيمان المطلق، إذا رأيت من نفسك هذا الأمر والإيمان الواجب الذي عليك، رأيت نفسك دائما تخضع للكتاب والسنة، ينظر إلى الشخص، حقده –مثلا- عليه صغير أو كبير أو كذا، لا، انظر ماذا يقول هذا، هذا قال الله، ويقول قال رسول الله، وقال الصحابة، انظر إلى كلامه، وهذا الذي يحصل من المبتدعة الآن والمقلدة، ما يخضعون لكلام الله وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم في أحكام بسبب بغضهم للشخص، وهذا عليهم، والشخص شنو بيصيده.
ولذلك يقول شيخنا بعد ذلك: فعلى هذا الذين يستخدمون الحمير؛ والحمار تعرفون أنه يبول ويقف ويبول على أرض صلبة فيصيب صاحبه؟ يصيبه الرشاش.
يقول شيخ الإسلام: إن مثل هذا يعفى عنه لمشقة التحرز منه، وهذا القول من هذا التعليل؛ «إنها من الطوافين عليكم».
فلذلك الآن يعني حتى لو قلنا أن –مثلا- الحمار نجس، يعرق –مثلا- كثيرا وأشياء أخرى من البول وغيره، فهذا معفو عنه إذا أصاب صاحب الحمار، وهذا معفو عنه، لكن هو ماذا؟ عرقه، بوله، وما شابه ذلك نجس، وهذه من القاعدة، وهذا كذلك من التيسير.
الآن واحد من الرهبنة يصيبه بول الحمار، يصير حمار ما يفهم.
ثم بين شيخنا بعد ذلك التيسير: «إنها ليست بنجس، إنها من الطوافين)9، فهذه الشريعة الإسلامية مبنية على الرحمة، على التيسير، حنيفية سمحة، ليس فيها تعقيد إطلاقا، وهذه أخذوها قاعدة من كلام الله سبحانه وتعالى وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم.
أما كلام الله؛ فقد قال: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} [البقرة: 185]، {وما جعل عليكم في الدين من حرج} [الحج: 78].
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الدين يسر».
يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين: الدين عام.
والمعنى: كل الدين يسر، لا يوجد مشقة ولا شيء، إذا رأيت شخص يشق على نفسه في الدين يقول من الدين، ليس من الدين هذا قل له، هذا من دينك أنت من رأسك؛ لأن الدين كله يسر، هذا الذي بينه شيخنا، وهذا ممكن ينقل مثل هذا الكلام ويوضع بطاقة وينشر، وهذا من التيسير أن الدين يسر، الدين كلمة عامة.
يقول شيخنا: والمعنى: كل الدين يسر، كله، لا يوجد شيء.
ولذلك أنتم المقلدة والمتحزبة والرهبانية وغيرهم من هؤلاء يشقون على أنفسهم ويظنون من الدين، وهو ليس من الدين.
مثلا: تأتون لصلاة الفجر في نصف الليل في الظلمة، هذا ليس من الدين، مشقة على الناس، والعجيب يقولون: أن الناس ما يأتون الفجر، الفجر تأتون بهم في نصف الليل تشق عليهم!
ولذلك واحد مصور لنا خمسة في الفجر مصلين، قل لنفسك أنت يا من تصور، أنت أتيت معهم وتقول لا يوجد أحد انظروا! وبعد متأخر؛ لأن يشق عليه.
فهذا الوقت جعله الله الأصل للنوم، ينومون الناس، إلا إذا أناس تقوم قيام الليل، قيام الليل شيء ثاني، هذا في البيت يقومون الليل، لكن أكثر الناس الله جعل لهم الآن هذا وقت نوم، يوجد أناس قليل يقومون قيام الليل؛ لأن قيام الليل مستحب، فالناس يستريحون لكي يقومون بعد ذلك في وقت الفجر للأعمال وما شابه ذلك ويصلون على الشريعة.
فهذا الآن الوقت الموضوع الآن يشق على الناس؛ فلذلك ما يأتون، ولن يأتون، خاصة في الشتاء الآن في البرد، سنة (1441) في الشتاء ما يأتون، يقول لك: ما يأتون صلاة الفجر، هذا يشق عليهم أصلا، وهذا الوقت يشق عليهم، فلابد أن ييسروا لأنفسهم، يقومون إن طلع الفجر يصلون في بيوتهم؛ لأن قبل الوقت.
ولذلك واحد مصور المنطقة كلها والحي كامل ما حضر، سيارات ومصور البيوت والسيارات، والبيوت تصلي بعد البيوت يقول كلها ما تصلي، والسيارات، ما أدري شنو يقول ما يعرف شيء مخربط هذا بسبب أنه إلى الآن يبين لك يشق على نفسه، للحين في رأسه النوم رايح شاخطه بيطقها بنومه بينخمد محد قال له هو والمؤذن (كلمة غير مفهومة 01:02:24)). يعني: بعد الإمام سمتها بعد تشقون على أنفسكم وعلى الناس.
فلذلك هذه الأمور ما تفيدهم بشيء أصلا، لابد يتواضعون لله سبحانه وتعالى وللرسول صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين، ويجعلون هؤلاء المتحزبة في مساجدهم، والفلكيين هؤلاء على الوقت، على طلوع الفجر الصادق وهو النور.
بعد ذلك الناس بيرون أكثر الناس يصلون صلاة الفجر في وقتها، وجلست ومستعدة للأعمال، للمدارس، لكذا، لكذا.
أما هذا في الليل يشق على الناس، ديننا دين يسر، وتسألهم يقول لك: الدين يسر، طيب لما تشقون على الناس؟!
فالنبي صلى الله عليه وسلم بين أن ديننا كله يسر.
يقول: ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه.
ولذلك هؤلاء الآن ما يحضرون الأئمة وغيرهم، شادوا الدين هؤلاء، شقوا على أنفسهم ما يستطيعون يحضرون للفجر، ما يستطيعون، فيتخلفون كثيرا، شق عليهم، فهؤلاء يشادون الدين المتحزبة، المقلدة هؤلاء يشادون الدين فغلبهم، فأصابهم فتور في الدين، ما بقى إلا على أشياء يسيرة للمصالح للرواتب لكذا لكذا مكافآت فقط، أما دعوة وغيره؛ ما لهم شيء، ولا لهم في العلم شيء، ولا كتب ولا مؤلفات ولا تبيين العلم ولا السنة، ولا التوحيد ولا شيء؛ لأن هؤلاء شقوا على أنفسهم.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا». «فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين».
فهذا الشيخ رحمه الله تعالى في شرح بلوغ المرام يذكر هذه الأحاديث، «يسروا ولا تعسروا»، يسروا على الناس صلاة الفجر، وبقيت الصوات وفي أشياء كثيرة، لابد نيسر على الناس وعلى المسلمين، ما نشق عليهم.
ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم دعا على هذا الذي يشق على الأمة.
الله يشق على هؤلاء المتحزبة والمقلدة، يشقون على الناس في صلواتهم وفي غير ذلك.
فيدل على أن ديننا كله يسر، فلا أحد يأتينا من الربيعية واليمنية والطقلتية هؤلاء يقول عن أهل الحديث: انظروا ماذا يقولون، انظروا ماذا يفتون! أنت شنو عرفك أصلا؟!
فلذلك لابد يعرف الناس أن القول قول أهل الحديث في الأصول والفروع، ويعرفون كيف ييسرون للناس.
ولعل نتكلم في الدرس القادم عن حديث أنس في بول الأعرابي في المسجد، يوجد فوائد ذكرها شيخنا، هذا كذلك استدل شيخنا على التيسير، أن الدين فيه يسر.
يقول الشيخ هنا: هذا الحديث فرد من أفراد القاعدة التي ذكرناها وهي التيسير واستعمال اللين.
لذلك هذه الربيعية والطقاتية كلهم شادين على الناس، وشادين حتى الآن اختلفوا هم بعضهم بعض، وكل واحد يبدع الثاني ويضلل الثاني ويشد على الثاني، هذ بسبب ماذا؟ ما يعرفون شيء في الدين الربيعية، وظانين أنهم قائمين بالدعوة السلفية وهي التلفية.
ولعل إن شاء الله نتكلم عن حديث أنس هذا في الدرس القادم لكي لا ندخل في أحكام حديث ابن عمر: «أحلت لنا ميتتان».
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.