القائمة الرئيسة
الرئيسية / الشرح الكبير على بلوغ المرام / الجزء (26) الشرح الكبير على بلوغ المرام: تتمة تخريج أحاديث ولوغ الكلب وبيان الألفاظ الصحيحةمن الشاذة

2024-12-27

صورة 1
الجزء (26) الشرح الكبير على بلوغ المرام: تتمة تخريج أحاديث ولوغ الكلب وبيان الألفاظ الصحيحةمن الشاذة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وذكرت لكم في الدرس سوف نخرج كذلك لفظ: «إذا شرب الكلب من إناء أحدكم فليغسله سبع مرات».

وتكلمنا عن طرق هذا الحديث وهو حديث أبي هريرة، وتكلمنا على بعض العلل، وبعض الأسانيد، وفي هذا الدرس سوف نتكلم عن لفظ: «إذا شرب الكلب» وبينت لكم من قبل أن أكثر الروايات وأكثر الرواة في جميع الطبقات اشتهر عندهم: «إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات» وبينا هذه الرواية هي الصحيحة، «إذا ولغ»، وبقية الروايات يعني تكلمنا عنها في الدرس الذي سلف وشيئا فشيئا نخرج هذه الروايات التي فيها الوهم في الدروس التي سوف تأتي.

فهذا الحديث حديث أبي هريرة: «إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات»، هذا الحديث أخرجه البخاري في «صحيحه»، ومسلم في «صحيحه»، وأبو داود في «سننه»، بس من رواية ابن العبد، وبيأتي الكلام عليها في آخر الكلام، وهذه الرواية غير مطبوعة، وغير موجودة، الرواية الموجودة رواية أبي علي اللؤلؤي في سنن أبي داود.

وكذلك أخرجه النسائي في «السنن الصغرى»، والشافعي في «المسند»، وفي كتابه «الأم»، وفي «اختلاف الحديث»، وأحمد في «المسند»، والبيهقي في «السنن الكبرى»، وفي «معرفة السنن»، وفي «الخلافيات»، والخطيب في «تاريخ بغداد»، وابن حبان في «صحيحه»، وابن الجارود في «المنتقى»، والبزار في «المسند»، والدارقطني في «السنن»، وابن عدي في «الكامل»، وابن النجار في «ذيل تاريخ بغداد»، والبغوي في «شرح السنة»، وابن المنذر في «الأوسط»، وابن عبد البر في «التمهيد»، وابن ماجة في «السنن»، وابن المقرئ في «المعجم لشيوخه»، وأبو عبيد في «الطهور»، ومالك في «الموطأ»، وأبو نعيم في «المسند المستخرج»، وأبو عوانة في «المسند الصحيح»، وغيرهم في خلق.

لكن الآن اختصرت الحديث هذا، وإلا تخريجه طويل كتابيا ترونه، لكن قلنا صوتيا مختصر من عدة طرق عن مالك بن أنس عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات» هذه لفظ هؤلاء الرواة وكما ترون أن الحديث إذا شرب في صحيح البخاري وصحيح مسلم، وإذا شرب كلمة شرب هذه وهم، وبيأتي الآن تفصيل هذه التخاريج، فكما سمعتم أن اللفظ هذا من رواية الإمام مالك عن أبي زناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا به.

الآن أبو الزناد رواه على الوجهين، كيف على الوجهين؟ الوجه الأول: رواه أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة: «إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم» هذا الوجه الأول.

الآن هنا هذا اللفظ موافق للجماعة التي ذكرناهم في الدروس التي سلفت، وكذلك هذه الرواية من رواية الإمام مالك، فالإمام مالك روى الحديث كذلك: «إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات».

الوجه الثاني: أبو الزناد رواه على الوجه الآخر: «إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات» فرواه على الوجهين من طريق الأعرج عن أبي هريرة، فالإمام مالك وهم في ذكر إذا شرب، فرواه على الوجهين، ليش رواه على الوجهين؟ لأن من طريق شيخه، شيخه أبو الزناد؛ لأن أبا الزناد رواه على الوجهين، فرواه الإمام مالك على الوجهين، فوهم هنا مالك بن أنس في روايته «إذا شرب»، وكذلك الإمام البخاري والإمام مسلم، والإمام أبو داود وغيرهم وغيرهم رووه هكذا بعد.

والرواة أصحاب مالك بن أنس رووه بناء على شيخهم، وهو الإمام مالك، رواه على الوجهين، يعني الرواة رووه: «إذا ولغ الكلب»، ورووه: «إذا شرب الكلب».

الآن تفرد بالرواية الإمام مالك في الشرب، ورواه بلفظ آخر: «إذا ولغ الكلب» وهنا الإمام مالك وافق من؟ وافق الجماعة الآن، وإذا شرب الكلب، إذا شرب اللفظ هذه فيها وهم، وهم الإمام مالك كما سوف يأتي الكلام على ذلك؛ لأن هو انفرد بهذا اللفظ، رغم أنه روى كذلك ووافق الجماعة بقوله: «إذا ولغ الكلب».

والصحيح يكون من رواية من الإمام مالك من الروايتين رواية: «إذا ولغ الكلب» لأنه وافق الجماعة، وإليك التفصيل في ذلك:

فرواية «إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات»، وهي رواية مالك بن أنس عن أبي زناد عن الأعرج عن أبي هريرة به، هذه الرواية أخرجها البخاري في «صحيحه»، ومسلم في «صحيحه»، وأبو عوانة في «المسند»، وأبو نعيم في «المستخرج»، وغيرهم مما ذكرنا، وقد رواه عن مالك بن أنس بهذا اللفظ جماعة من أصحابه، عندنا رواه قتيبة بن سعيد عن مالك عن أبي زناد عن الأعرج عن أبي هريرة به، وهذا الحديث أخرجه النسائي في «السنن الكبرى»، وفي «السنن الصغرى»، هذه رواية، والرواية هذه بلفظ «إذا شرب الكلب في إناء أحدكم».

الآن عندنا الرواية الثانية رواية عبد الله بن يوسف عن مالك بلفظ: «إذا شرب» ولفظ عبد الله بن يوسف أخرجه البخاري في «صحيحه»، وابن الجوزي في «التحقيق في مسائل الخلاف»، وغيرهما، هذه رواية الإمام البخاري كذلك: «إذا شرب» وهي وهم حتى لو في صحيح البخاري، والإمام البخاري روى كذلك على الأصح «إذا ولغ الكلب» وبقية الروايات التي ذكرناها.

الرواية الثالثة: رواية الشافعي عن مالك بن أنس في لفظ «إذا شرب الكلب» هذه الرواية أخرجها أبو عوانة في «المسند الصحيح»، وكذلك أخرجها الشافعي في كتابه «الأم»، وفي «المسند»، وفي «اختلاف الحديث» بلفظ «إذا شرب»، واللفظ هذا موجود في كتابه الأم، وفي مسنده -يعني مسند الشافعي.

الرواية الرابعة: رواية روح بن عبادة قال: حدثنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا: «إذا شرب الكلب»، وهذه الرواية رواية روح أخرجها ابن الجارود في «المنتقى»، هذا الراوي الرابع عن الإمام مالك، كذلك كلهم رووا بلفظ: «إذا شرب» بناء على أن الإمام مالك روى هكذا.

الرواية الخامسة: رواية يحيى بن يحيى الليثي عن مالك بن أنس به «إذا شرب الكلب» وهذه الرواية في الموطأ، موطأ الإمام مالك، وكذلك أخرجها مسلم في «صحيحه»، هذه الآن الخامس يروى عن الإمام مالك بلفظ «إذا شرب»، والوهم من مالك بن أنس كما بين أهل العلم.

الرواية السادسة: رواية أبي مصعب الزهري عن مالك، وفيه: «إذا شرب الكلب» ورواية أبي مصعب عن الإمام مالك في «الموطأ»، من رواية كذلك الإمام مالك، وهذه الرواية رواية أبي مصعب أخرجها البغوي في «شرح السنة»، وكذلك هناك بعض الروايات كرواية ابن وهب، ورواية ابن مهدي، ورواية إسحاق بن عيسى عن مالك بن أنس بلفظ: «إذا شرب الكلب»، هذي كلهم الآن رووا بهذا ومع هذا هي وهم، وهذا وهم من مالك بن أنس في ذكره: «إذا شرب الكلب» والصحيح: «إذا ولغ الكلب» على رواية الجماعة.

وهذه الرواية «إذا شرب الكلب» تفرد بها مالك بن أنس في هذا الحديث، الآن هؤلاء أصحاب الإمام مالك رووا «إذا شرب الكلب» وهؤلاء كلهم ثقات وحفاظ لكن تفرد بكلمة «إذا شرب الكلب» مالك بن أنس.

أولا: لماذا وهم الإمام مالك في هذا؟ ولماذا لفظ «إذا شرب» شاذة؟

أولا: لم يتفق أصحاب مالك بن أنس على لفظ «إذا شرب الكلب»، هؤلاء الذين بينت لكم روايتهم، كلهم يقولون: «إذا شرب الكلب» الآن في أصحاب الإمام مالك رواة ما ذكروا «إذا شرب»، ذكروا «إذا ولغ الكلب» على الأصل، وفي الحقيقة أن أبا الزناد روى مرة الحديث على الأصل «إذا ولغ الكلب»، ومرة بالمعنى: «إذا شرب الكلب»؛ لأن معنى ولغ: شرب في لغة العرب.

ولذلك الرواة هؤلاء رووا الرواية هكذا، مرة على الأصل «إذا ولغ»؛ لأن ما يقال للكلب «إذا شرب الكلب»، فالعرب يقولون: إذا ولغ الكلب، أو ولوغ الكلب، ما يقولون: شرب الكلب، وبيأتي الكلام في آخر هذا البحث؛ فلذلك هذا يدل على أن الرواة هؤلاء رووا الحديث بالمعنى، بمعنى: الولوغ، معنى الولوغ شرب الكلب، وهذا في لغة العرب، ولذلك العرب ما يقولون: لولوغ الكلب شرب الكلب، وأكبر دليل أن النبي صلى الله عليه وسلم كما قلت لكم ذكر الولوغ ولم يذكر الشرب.

ويتبين أن إذا شرب الكلب وهم في الرواية هذه لم يتفق أصحاب مالك بن أنس على لفظ «إذا شرب»، فقد رواه روح بن عبادة عن مالك بن أنس عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا ولغ الكلب»، وهذه الرواية أخرجها ابن ماجة في سننه.

الآن عندنا روح بن عبادة روى الآن عندنا: «إذا شرب الكلب» هذه رواية له.

الرواية الثانية عن روح كذلك عن الإمام مالك، فالإمام مالك روى كذلك الولوغ، نفس الجماعة، وروح هذا من أصحاب الإمام مالك، روى على الوجهين، على: «إذا شرب»، و«إذا ولغ»، وهذا يدل على أن أصحاب الإمام مالك لم يتفقوا على الشرب، لو اتفقوا على الشرب لممكن نمشيها، لكن لا، فيها اختلاف، وترى في اختلاف ليس على الإمام مالك اختلاف آخر، بس أنا مختصر لكم وترون البحث بعد ذلك، وهذا الحديث لعله يقع في خمسين صفحة تخريجه مع الألفاظ، مع العلل، مع كذا.

هذا الآن اختصرت بس هذه اللفظ «إذا شرب» في عشر صفحات، فهنا الآن يتبين أن حتى روح بن عبادة روى الحديث على الولوغ: «إذا ولغ الكلب» هذه الرواية عند ابن ماجة في سننه، كذلك أتبعه راوي آخر، ورواه إسماعيل بن عمر وهذا من أصحاب الإمام مالك، عن مالك بن أنس عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا ولغ الكلب».

هذه رواية أخرجها الإسماعيلي في «صحيحه»، كما في «نصب الراية» للزيلعي، وأخرجها كذلك أبو عبيد في «الطهور»، فإسماعيل بن عمر يتابع روح على لفظ: «إذا ولغ»، وهذا يدل على أن هناك اختلاف على الإمام مالك؛ ولذلك رأيت من أثبت هذا الشرب من المحققين المخرجين المعاصرين حتى من علماء الحديث قديما كذلك يصححونه منهم كالإمام البخاري، الإمام مسلم، وهي شاذة حتى لو في الصحيحين.

هذه الروايات الآن يتبين أن لم يتفقوا على الإمام مالك في رواية الشرب، في أناس يرون أن «إذا ولغ الكلب»، وتقدم أن روح بن عبادة رواه عن مالك بلفظ «إذا شرب الكلب» عند ابن الجارود في «المنتقى»، وقد رواه عن روح على الوجهين محمد بن يحيى؛ مما يدل أنه تلقاه عن مالك هكذا، يعني: «إذا ولغ الكلب».

يعني الإمام مالك يروي كذلك الولوغ، ليس فقط الشرب، وكذا تلقاه مالك عن أبي الزناد بكلا اللفظين، وإن كان لفظ الولوغ أشهر عند العرب، لكن الآن نحن نقطع أن الأمر هذا له وجه بالنسبة عن اللغة، يعني الولوغ الشرب، لكن نحن نريد في الاصطلاح وفي الشرع أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتلفظ بـ«إذا شرب»، النبي صلى الله عليه وسلم تلفظ بلفظ: «إذا ولغ الكلب»؛ ولذلك لا بد أن نتقن ألفاظ النبي صلى الله عليه وسلم على قدر المستطاع في هذا الأمر، ونروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم بإتقان، وأن فعلا النبي صلى الله عليه وسلم قال: كذا وكذا.

أما أن نقول قال رسول الله وهو ما قال، أو مثلا نقول: قال رسول الله والرواة يرون أن هذا بالمعنى، أو يروا هذا الحديث بالمعنى فننقل نقول: قال رسول الله والرواة مرادهم المعنى اللغوي؛ ولذلك أدرجت ألفاظ كثيرة في الأحاديث على أن الرواة يريدون يفسرون بعض غريب الحديث، وفي أناس يذكرون أن قال الرسول وهو مدرج أصلا، وهناك كتب للخطيب وغيره بين أن هذا اللفظ مدرج، وهذا الحديث مدرج، وهذا فيه كذا، وهذا فيه كذا.

بس يبي الناس يبحثون، ما يعرفون يسألون، وهذا الآن عندنا الثالث، وكذا رواه أبو علي الحنفي عن مالك: «إذا ولغ الكلب» هذا الثالث من أصحاب الإمام مالك يروي الحديث على الأصل، يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهؤلاء يكونون أتقن، ونقدمهم ونقدم هذا اللفظ؛ لأن اللفظ هذا أتى من النبي صلى الله عليه وسلم، والباقي بالمعنى.

ورواية أبي علي الحنفي أخرجها الدارقطني في «الموطآت»؛ كما في فتح الباري لابن حجر، وذكره العراقي في «طرح التثريب»، فالأولى أن يقال إن أبا الزناد كان يحدث به على الوجهين؛ لتقاربهما في المعنى؛ لأن مالكا روى عنه اللفظين، فنقدم الرواية الأصل، ونقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا ولغ الكلب» والشرب في المعنى، ولذلك يقول ابن عبد البر في التمهيد، هكذا يقول مالك في هذا الحديث: «إذا شرب الكلب»، وغيره من رواه يعني حديث أبي هريرة بهذا الإسناد، نغيره إلى التواتر طرقه وكثرتها عن أبي هريرة وغيره، كلهم يقولون: «إذا ولغ الكلب» ولا يقولون: «إذا شرب الكلب» وهو الذي يعرفه أهل اللغة، انتهى كلام ابن عبد البر.

فهذا ابن عبد البر «شرح كتاب الموطأ» للإمام مالك وبين ووضح، ويوضح أن الإمام مالك هو المتفرد بكلمة «إذا شرب الكلب»، ويقول غيره، رواه -يعني على الأصل-: «إذا ولغ الكلب»، فالإمام مالك يقول: «إذا شرب» وباقي الرواة قالوا: «إذا ولغ الكلب»، وهذا الإمام ابن عبد البر يبين أن الرواية «إذا شرب» غلط، وليست بصحيحة.

وقال الإسماعيلي في «صحيحه»، هذا على المستخرج على صحيح البخاري يبين هذا الأمر، وقال الإسماعيلي في صحيحه ما معناه أن مالكا قد تفرد عن الكل بهذا اللفظة، يعني: بشرب، وتكون لفظة شرب وهم ليست بصحيحة، الأصل أن تضع مكانها: «إذا ولغ»، إذا ولغ هي الصحيحة، إذا شرب هذا بمعنى إذا ولغ، وبمعنى الولوغ، وكذلك بين الحافظ بن منده هذا الأمر، أن الإمام مالك تفرد بهذه اللفظة شرب، وهؤلاء أئمة وحفاظ يعرفون كيف ينقدون الروايات ويبينون العلل وإلى آخره.

الآن المتعالمة إذا رأوا إذا شرب في «صحيح البخاري»، ومسلم شنو يسووا؟ يمشونها ولا يبحثون، ولا شيء، فلذلك اعرف جهل الناس هؤلاء، ويعني في تناقلهم من كتاب لكتاب للمعاصرين مخرجين هذا الحديث، كلهم يمشون هذا الأمر، وأن الأمر هذا في صحيح البخاري ومسلم، طيب لا بد من البحث وجمع الطرق، وجمع رواية أصحاب الإمام مالك، وبقية الأصحاب كذلك لكي يعرف الناس هذا الأمر.

هناك متابعات الإمام مالك على إذا شرب، كلها متابعات ضعيفة كمتابعة ورقاء بن عمر عن أبي الزناد، هذا متابع مالك بن أنس؛ لأن مالك بن أنس يروي عن أبي الزناد هذا الورقاء الآن يروي عن أبي الزناد على إذا شرب، وكذلك تابعه المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد، وتابعه عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه، وتابعه شعيب بن أبي حمزة عن أبي زناد.

فهذه المتابعات لمالك بن أنس كلها لا تصح، موجودة لكنها لا تصح، ولا تقوى على الروايات الأخرى للحفاظ الثقات الذين قالوا: «إذا ولغ الكلب»، ولعل ترونها في التخريج، وأكبر دليل خالف مالك بن أنس سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا ولغ الكلب».

الآن الإمام ابن عيينة خالف الإمام مالك في هذا، الإمام مالك روى اللفظين، إذا شرب وإذا ولغ، خالفه الآن شيخ ابن عيينة أبو الزناد، وهو يرويه كذلك عن الأعرج عن أبي هريرة بلفظ «إذا ولغ الكلب» وهذه الرواية أخرجها أبو عوانة في «المسند الصحيح»، وكذلك أخرجها الشافعي في «المسند»، وفي كتابه «الأم»، وأحمد في «المسند»، والحميدي في «المسند»، وابن الجارود في «المنتقى» من طريق سفيان بن عيينة بلفظ «إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع غسلات».

الآن هنا الإمام ابن عيينة يروي الحديث ويخالف الإمام مالك في هذا، ويوافق الثقات، وهذا يدل على أن إذا شرب وهم هذه وليست بصحيحة، بل رويت بالمعنى، ورواه عبد الجبار بن العلاء قال: أخبرنا سفيان بن عيينة بلفظ: «طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات» هذه رواية أخرجها ابن خزيمة في «صحيحه»، هذا كذلك يدل على أن الرواية الصحيحة «إذا ولغ»، وليست بصحيحة «إذا شرب».

فإذن عندنا الآن رواية الأعرج «إذا شرب الكلب»، وعلى ما بينا اختلاف الرواة في هذا الأمر، منهم من يرويه عنه «إذا شرب»، ومنهم «إذا ولغ»، وإذا ولغ هي الأصح والأشهر، وهي موافقة للروايات الأخرى التي ذكرناها، وهذه الروايات تخالف الأعرج، فخالفه همام بن منبه عن أبي هريرة مرفوعا «إذا ولغ الكلب»، وبينا هذه الروايات في الدروس التي سلفت.

فهمام بن منبه خالف الأعرج، الأعراج رواه «إذا شرب»، وهمام «إذا ولغ» كذلك خالفه محمد بن سيرين من الأئمة، «إذا ولغ الكلب» بينا هذه الرواية، وكذلك خالفه أبو صالح، كلهم عن أبي هريرة، «إذا ولغ الكلب»، وخالفه أبو رزين كذلك عن أبي هريرة «إذا ولغ الكلب».

فإذن الآن عندنا يدل على أن رواية الجماعة وهؤلاء أربعة من الأئمة والحفاظ يخالفون الأعرج، همام، محمد بن سيرين، أبي رزين، أبي صالح، كلهم هؤلاء يخالفون الأعرج ويروون على الأصل، فلذلك نقدم رواية الجماعة وهم أكثر في رواية: «إذا ولغ الكلب»، وما يصح أصلا نقول إن رواية «إذا شرب الكلب» صحيحة، ما يصير، فلذلك تعرف أن هؤلاء الذين صححوا هذه اللفظة ما أصابوا، ماذا بيفعلون في هذه الروايات، وهؤلاء الأئمة، فلذلك اعرف.

وبين أهل العلم كذلك هذا الوهم، والأوهام على رواية مالك بن أنس وكذلك هشام بن عروة في الحديث، ممكن تنظر «العلل» للدارقطني، و«الكامل في الضعفاء»، و«الخلافيات» للبيهقي، و«التمهيد» لابن عبد البر، و«السنن الكبرى» للبيهقي وغيرهم، بينوا، وضحوا، لكن القوم كما ترون ما يبحثون، ما يقرؤون، ما يسألون، فلذلك وقعوا في بلاوى، وأهل العلم بينوا أن كلمة شرب بالمعنى، ولفظ الشرب والولوغ كلاهما متقاربين في المعنى في اللغة العربية، فهذا هو، لكنه ما نثبته عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ممكن أن نقول: الولوغ: الشرب، أن الكلب هذا يشرب في اللغة، لكن إذا أتينا اللفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم، والإتقان في روايات الرسول صلى الله عليه وسلم وفي سنته هكذا، ما نقول: إذا شرب الكلب، نقول: «إذا ولغ الكلب» هذا لفظ النبي صلى الله عليه وسلم كما أتى إلينا، فلا يجوز نغير ونبدل، واسمع أهل العلم ماذا يقولون.

قال ابن العربي في «عارضة الأحوذي»: الولوغ للسباع والكلاب، يعني: في الأصل ما تقول: «إذا شرب الكلب»، تقول: «إذا ولغ الكلب»، فالولوغ للسباع والكلاب، يقول: الولوغ للسباع والكلاب، كالشرب لبني آدم، يعني: بالمعنى، يعني الولوغ: الشرب، مثل بني آدم، فبني آدم ما تقول له: يولغ، يشرب، بني آدم هكذا، فالولوغ للسباع والكلاب كالشرب لبني آدم، وقد يستعمل الشرب في السباع، ولا يستعمل الولوغ في الآدمي.

يعني: وقد يستعمل الشرب في السباع بمعنى لغة العرب، لكن اللفظ المشتهرة الولوغ للسباع والكلاب؛ ولذلك ما تقول عن بني آدم: يولغ، أو ولغ ابن آدم، تقول: شرب؛ فلذلك اعرف هذا الأمر.

ويقول ابن دقيق العيد في «شرح الإلمام»: ولغ الكلب في الإناء إذا شرب ما فيه بطرف لسانه، فيذكر هو الآن الولوغ بالمعنى يعني الشرب، فهو الآن ما في بس أن تقول إن الكلب شرب بالنسبة للغة العرب فقط، لكن الأصل يقال: ولوغ الكلب، لا شرب الكلب، لكن بالمعنى يصح في اللغة، لكن إذا أردت أن تنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ما تقول هذه اللفظة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما قالها أصلا، فاعرف هذه الأمور.

ولا بد على طالب العلم أن يكون دقيق في نقل ألفاظ النبي صلى الله عليه وسلم وسنته والأحكام في الأصول والفروع والاعتقاد والتوحيد وغيره وغيره، والدعوى إلى الله، وبزعمهم التربية ولا عندهم تربية ولا شيء، تربية على جهل، كلها تربيات حزبية كما ترون، تمذهب، وتعالم، وشهادات بس ولا في شيء ولا في إتقان ولا شيء، ويدعون الإتقان،وإنهم ينقلون أقوال الرسول، وأحكام الرسول، كلها تعصب وكلها بالأحاديث الضعيفة.

ولذلك الشيخ الألباني يقول: ما في واحد خطيب أو غيره يتكلم بكلمة إلا يأتي بالأحاديث الضعيفة، ما يبصر، ما في فائدة، ما في توفيق، فلذلك إذا هؤلاء يقولون: متقنين الدين والعلم وغيره، هالدكاترة والمشيخة والمتمذهبة والمتعالمة والمقلدة وغيرهم، فليتقنون سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ألا يأتوا بحديث ضعيف، ما يستطيعون، هذا اللي حافظينه، كلش بيقول لك: صححه فلان، وهو حديث ضعيف.

والأحكام اختلف العلماء، واختلف الفقهاء، وما في شيء جديد، ما عندهم هذا اللي حافظينه من قديم، وإلا بيخرجون هكذا وبيحققون هكذا، ما في، فلذلك هؤلاء لم يوفقوا إلا إتقان الإسلام، وأحكام الإسلام في الأصول والفروع، ما في أحد منهم؛ ولذلك لو في شيء يخرج من جعبة هؤلاء لخرج، من ثلاثين سنة يدرسون، أربعين سنة، سبعين سنة، وعشرين سنة، وللآن على هذا الأمر، اختلف العلماء وصححه فلان وعلان، ويحطون لك بلوغ المرام ويلا وشرح.

طيب، في أحاديث ضعيفة، في ألفاظ كذا وكذا أنتم ما تدرون عنها، لا، ولذلك لم يوفقوا ولا يوفقوا ما دام هؤلاء متساهلين مهملين كسالى، والملك عبد الله بن سعود رحمه الله تعالى قال: هذي كسالى، وفعلا مناصب وبس، فلذلك هذا الدين مو بهكذا، وكثر من هؤلاء لم يوفقوا في هذا الأمر، كله اختلف العلماء، ولذلك الآن الحين منهم يفتون للنساء الآن، بكل شيء، وهذا يدل على أن هؤلاء إلى الوراء، ما يتقدمون إلى الأحاديث الصحيحة والأصول الصحيحة، والفروع الصحيحة، والدعوة الصحيحة والتربية وغيرها وغيرها وغيرها، وين تربية العودة هذا الزنديق، من أكثر من خمسة وثلاثين سنة، وش ربى؟.

فساق وفجار وزنادقة ومبتدعة وغيره وغيره وغيره، والرجل كما ترون، الله شتت شمل أسرته وهو ايش سوى؟ ما في شيء، جالس في بلد الحرمين قاعدة يفسد، يفسد ويفسد مثل الفأر، فلذلك أمثال هؤلاء لم يوفقوا على شيء أصلا، فلذلك الشخص طالب العلم لا بد يصبر على الإتقان، ولا بد يقرأ، ولا بد يبحث، لا يكون مثل هؤلاء الكسالى هؤلاء، لا بد عشان ينقل فعلا أقوال النبي صلى الله عليه وسلم، وأفعال الرسول صلى الله عليه وسلم، وله أجر كبير عند الله سبحانه وتعالى بيتقن هذا الإسلام وبينشره على هذا، هذا له أجر عظيم.

ولذلك بين شيخنا رحمه الله تعالى أن لو يقدم الإسلام كما هو لخلق من الكفرة أسلموا، لكن كما ترون، يقدمون الإسلام بالتحريف من الإخوانية والسرورية والقطبية والصوفية والرافضية والإباضية، ويقول لك: نصراني أسلم على الإباضية والكوبة، هذا أسلم؟ ولا أسلم ولا شيء، هذا لهم دين ثاني، هؤلاء زنادقة، هؤلاء الإباضية هؤلاء ينكرون رؤية الله سبحانه وتعالى ويقولون عن القرآن مخلوق؛ ولذلك هذا النصراني شنو بيقول: ترى ما بتشوفوا الله يوم القيامة، بس بينتكس، ما في فائدة يعني.

شو بيعلمون؟ ولذلك اذهب إلى الغرب والشرق وانظر، الذي أسلموا زنادقة ولا الإسلام يفرح بهم، ولا المسلمين يفرحون بهم، وعلى الوراء، واضرب في التواصل المرئي الشيخ أفشت ما  أدرس شنو، خربطه حتى أنا ما أعرف إنجليزي، أتكلم إنجليزي أعرف أنه يخربط في الإسلام، ما يحتاج لأن يترجم واحد بعده، قلت له تركي ولا من أهل السنة هذا، ولا أسلم ولا أحسن الإسلام، وأكثر هؤلاء هكذا الآن كلها زنادقة، اللي مغنيين أسلموا، واللي ممثلين أسلموا ولا ما أدري شنو، وكلهم زنادقة، ولا أحسنوا إسلامهم.

ولذلك انظر إلى كتب معاجم الصحابة، فلان بن فلان الصحابي أحسن إسلامه، فلان بن فلان أحسن إسلامه، هذه أحسنت إسلامها، هكذا، هؤلاء ما أحسنوا شيء، فلا يفرح بهم اللي هؤلاء الآن المثقفين هؤلاء في الراديو وما أدري وين، ينقلون الأخبار عن هؤلاء، وأن أسلموا كذا، وأسلموا كذا، في الغرب وأمريكا وشيء زين، ولا بشيء زين، شيء زين عندك أنت بس كل شيء أكاديمية بس يبغون، والله سبحانه وتعالى مراد أن هؤلاء يدخلون الإسلام ويكونون مسلمين حقا وإخلاص، غيره جهل، ولم يتعلم هؤلاء العلم أصلا عند أهل السنة.

أي واحد يسلم على هالجهلةـ، يعني ما يسلم على يد أهل السنة، أغسل يدك منه، فاعلم أنه منافق ومبتدع، وبيلعب على اللي موجودين عند نهب الأموال وغيره وغيره، والشهرة وما أدري شنو، وبيمشي عنهم كما يخرج الآن هؤلاء، هذا فلبيني وهذا أمريكي، وهذا ما أدري شنو بريطاني وبيدرسون في المراكز، ورواتب وأموال، ولا يفهم شيء في ديننا، ولا بداعية، أي داعية هذا، ولا يفرح به، ولا يسمع له، ولا أحد يحضر له، هؤلاء كلها جهلة لا بد هذا اللي بيصير داعية بزعمهم لازم يدرس على يد أهل السنة، خمس، عشر سنوات، عشرين سنة، إذا في شده بعدين، أما أن يؤتى به هكذا الآن يهدونه مثل الثور، أسبوع أسبوعين، واللي الداعية.

فلذلك لا تفرح بما يسمى الآن هذا الآن أسلموا، ودعاة وما أدري شنو، هذه كلها عند المبتدعة ترى، كلها أعداء الإسلام، محصلين الفلوس ومتربعين عليها في الخليج، ويدرس مني ويدرس حتى النسوان ويدرس ما أدري شنو، فوضى، هؤلاء ما أسلموا ولا أحسنوا إسلامهم، وحتى اللي عندهم هؤلاء أصلا كلها المبتدعة أصلا، وعادي ترى هذلين الحين اللي أسلموا من الغرب والشرق وما أدري وين، يجالسون اليهود ويجالسون النصارى عادي في المؤتمرات وغيره.

فيدل أن هؤلاء مبتدعة ولا يعرفون شيء، شنو يعرفون هذه الأشياء هذه اللي نحن نذكرها، يعني في التخاريج العلل وغيره وغيره، ما يعرفون شيء، فلذلك هؤلاء لا ينشروا الإسلام ولا شيء، ولا فليبس ولا شيء، هذا الآن يعني، وفي كلام بعض أهل العلم وغيره بينوا عن الولوغ، وأخيرا في هذا اللفظ، هذا اللفظ «إذا شرب الكلب» أخرجه البخاري ومسلم وغيره، وأخرجه أبو داود في «السنن»، لكن أبو داود أخرجه في السنن من رواية ابن العبد، هذه الرواية غير موجودة، كما في تحفة الأشراف للمزي.

قال المزي: حديث أبي داود في رواية أبي الحسن بن العبد، ولم يذكره غيره، وعزاه إليه، يعني إلى رواية ابن العبد، يعني عزى الحديث إلى أبي داود في «السنن» من رواية ابن العبد العراقي في «طرح التثريب»، المزي ذكر أن أبي داود أخرج حديث أبي هريرة: «إذا شرب» في «سننه»، لكن لو دورت في السنن المطبوع، ما تجد ذي الحديث، وهذه الرواية الموجودة الآن مطبوعة رواية أبي علي اللؤلؤي، وهذه الرواية رواية ابن العبد، ذكرها بس المزي في «تحفة الأشراف».

ويجوز أن تقول يعني في هذا الحديث: أخرجه أبو داود في «سننه»، بس أذكر كما ذكر مثلا المزي في «تحفة الأشراف»، وإلا ما تجد، وكذلك يعني الرواية كذلك غير مطبوعة رواية ابن داسة، أبو بكر بن داسة يروي عن الإمام أبي داود «السنن»، وهذه الرواية يعني رواية اللؤلؤي هي موجودة بين أيديكم.

هذا آخر ما عندنا.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan