القائمة الرئيسة
الرئيسية / الشرح الكبير على بلوغ المرام / الجزء (22) الشرح الكبير على بلوغ المرام: تخريج حديث ابن عباس "اغتسل بعض أزواج النبي في جفنة"

2024-12-23

صورة 1
الجزء (22) الشرح الكبير على بلوغ المرام: تخريج حديث ابن عباس "اغتسل بعض أزواج النبي في جفنة"

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وخرجنا حديث عن رجل صحب النبي صلى الله عليه وسلم وبينا ضعف هذا الحديث، وكذلك خرجنا حديث ابن العباس رضي الله عنهما وهو في صحيح مسلم، وهو حديث صحيح، والأول ضعيف.

وفي هذا الدرس سوف نخرج حديث ابن عباس رضي الله عنهما كما ذكر الحافظ ابن حجر في بلوغ المرام: ولأصحاب السنن: اغتسل بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - في جفنة، فجاء ليغتسل منها، فقالت له: إني كنت جنبا؟ فقال: «إن الماء لا يجنب».

فلعل نخرج هذا الحديث، فهذا الحديث حديث منكر وهذا الحديث مداره على سماك بن حرب الكوفي، وسماك يرويه عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: اغتسل بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وسماك بن حرب يضطرب في الحديث، خاصة عن عكرمة مولى بن عباس رضي الله عنهما.

ورواية سماك بن حرب الكوفي عن عكرمة مضطربة لا تصح، ولا يحتج بها، ولعل ترى كيف سماك بن حرب يضطرب في المتن وفي كذلك عدة أحاديث، ولذلك الإمام مسلم لم يخرج له في صحيحه من رواية عكرمة، بل انتقى الإمام مسلم من حديثه عن بعض الرواة، وأودع هذه الأحاديث في صحيحه، يعني: على شرطه، على شرط الإمام مسلم، وترك رواية سماك بن حرب عن عكرمة.

وبسبب هذا الاضطراب الإمام البخاري أعرض عن رواية سماك بن حرب بالكلية، فلم يروي الإمام البخاري عن سماك شيئا، والإمام مسلم انتقى من حديثه، فلذلك فلا يأتيك متعالم ومقلد يريد أن يدس عليك روايات أو حديث أو هذا الحديث مثلا يقول لك: والله هذا صحيح، لماذا؟ لأنه على شرط الإمام مسلم، قل له هكذا، قل هذا كذبت، الإمام مسلم لم يروي عن سماك عن عكرمة شيئا، وهذا يدل على أن رواية سماك عن عكرمة عند الإمام مسلم ضعيفة، وعند البخاري، وسماك عن عكرمة عن ابن عباس روى له أصحاب السنن، وهم: أبو داود في سننه، والترمذي في سننه، وابن ماجة في سننه، والنسائي في سننه.

وانظر إلى اضطراب سماك، وأضف كذلك اضطراب الرواة الذين رووا عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس، كيف كذلك هم اختلفوا واضطربوا في هذا الحديث، فكيف هذا الحديث يصحح ويأتي الآن ذكر ذلك.

رواية أبو داود في «سننه» كما عندكم في الكتاب: «إن الماء لا يجنب»، وكذلك عند البقية كما سوف يأتي، وفي رواية النسائي في «السنن»: «إن الماء لا ينجسه شيء»، فالآن اللفظ الأول يختلف عن اللفظ الثاني.

اللفظ الأول: «إن الماء لا يجنب».

اللفظ الثاني عند النسائي: «إن الماء لا ينجسه شيء».

فانتقل الآن سماك بن حرب إلى لفظ آخر، وأضف إلى الرواة الذين اضطربوا في هذا الحديث، واختلفوا؛ لأن منهم من سيء الحفظ، ومنهم له أوهام، ورواية النسائي: «إن الماء لا ينجسه شيء» لفظ سفيان الثوري، وكذلك لفظ شعبة بن حجاج، وبيأتي الرواة الذي رووا عن عكرمة، وفي رواية الدارمي في المسند: «إنه ليس على الماء جنابة».

الآن كذلك سماك بن حرب انتقل إلى لفظ ثالث، وهذا اضطراب في ماذا؟ هذا اضطراب في المتن الآن، وكذلك من الرواة لكن مدار الحديث على سماك بن حرب الكوفي عن عكرمة، وإليك التفصيل.

هذا الآن المتن مضطرب، ولا يحتج به، والحديث رواه الثوري، وحماد بن سلمة، وشعبة بن حجاج، وأسباط بن نصر، وعنبسه بن سعيد والأحوص، وشريك بن عبد الله النخعي، ويزيد بن عطاء، وإسرائيل بن أبي إسحاق، وسعيد بن سماك بن حرب، وهذا ابن سماك بن حرب، فالابن يروي عن الأب، وغيرهم كلهم عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس كما عندكم في الحديث.

قال: اغتسل بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في جفنة إلى آخر الحديث، فانظر إلى كثرة الرواة الذين رووا عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس، ومنهم حفاظ، ومنهم من له أوهام، وإلى آخره، لكن كذلك هؤلاء كلهم اختلفوا على سماك، فاختلف على سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس، وهؤلاء الرواة بالنسبة عن تخريج الحديث، أخرجه الترمذي في «سننه»، والنسائي في «السنن»، وابن ماجة في «السنن»، وأحمد في «المسند»، والدارمي في «المسند»، والحاكم في «المستدرك»، وابن خزيمة في «صحيحه»، والطبري في «تهذيب الآثار»، وإسحاق بن راهويه في «المسند»، وابن حبان في «صحيحه»، وابن المنذر في «الأوسط»، والبيهقي في «السنن الكبرى»، وفي «الخلافيات»، وفي «معرفة السنن»، والطوسي في «مختصر الأحكام»، وابن الجارود في «المنتقى»، وعبد الرزاق في «المصنف»، والطحاوي في «شرح معاني الآثار»، وابن أبي شيبة في «المصنف»، وأبو يعلى في «المسند»، وابن شاهين في «ناسخ الحديث»، والبزار في «المسند»، والطبراني في «المعجم الكبير»، والخطيب في «تاريخ بغداد»، وفي «الأسماء المبهمة»، وابن عبد البر في «التمهيد»، وابن الجوزي في «التحقيق»، وغيرهم كذلك.

فانظر إلى الرواة عن سماك وبكثرة وجماعة، وانظر إلى المصنفين وإلى كثرتهم، ومع هذا ما يفيد هذا الحديث شيء، لماذا؟ لاضطرابه واختلافه، فلا يأتي متعالم ويقول: هذا الحديث له طرق، وله شواهد، وهذا يتابع هذا، فهذا كله جهل في علم الحديث والعلل، فالاختلاف من الرواة وكذلك الاضطراب من سماك، واسمع أهل العلم كيف يبينون أمر رواية سماك عن عكرمة.

قال الحافظ بن حجر في «تقريب التهذيب»؛ عن سماك: (روايته عن عكرمة خاصة مضطربة وقد تغير بآخرته)، فيعني: يهم ويخطئ ويخلط في الأحاديث، وهذا ظاهر.

ويقول الحافظ الذهبي في «السير»: في سلسلة إسناد سماك عن عكرمة عن ابن عباس لا ينبغي أن تعد صحيحة؛ لأن سماكا إنما تكلم فيها من أجلها، يعني: من أجل رواية عكرمة، يخلط، وبقية الرواة يستقيم معهم في الحديث إلا في البعض.

ولذلك الإمام مسلم انتقى من حديثه في الرواة، وانتقى الرواة الذين روى عنهم؛ ولذلك يقول الإمام ابن المديني: روايته عن عكرمة مضطربة كما في تهذيب التهذيب لابن حجر.

وقال الإمام أحمد عن سماك بن حرب: مضطرب الحديث، هذا الإمام أحمد من أئمة الجرح والتعديل وإمام في العلل يتفق عليه الناس في ذلك، فلا بد أن ننظر إلى كلام هؤلاء الأئمة ونحتج بقولهم ونتأنى ولا نأتي ونصحح أحاديث منكرة ومضطربة، ونجعل الناس هالعوام يتعبدون الله بها، فيتعبدون على باطل وأخطاء، وهؤلاء العوام الذين يأخذون هذه الأحاديث من تصحيح أهل التقليد غير معذورين.

فالمفروض أنهم يسألون أهل الحديث عن هذه الأحاديث التي تنقل الآن المئات منها وتروى، وكل واحد عنقه عليه، ومكتوب في سجله كل شيء، ولا يعذر أحد في الذين يتعبدون بالأحاديث هكذا بدون سؤال ولا جواب، وينقلونها كذلك، ويروونها، وينقلون إلى الناس ويقولون: انظروا إلى هذا الحديث العجيب وهو ضعيف، العجيب قولك موب هذا الحديث عجيب، أنت أصلا العجيب يا القاص؛ فلذلك انظر إلى هؤلاء الأئمة ماذا يقولون عن رواية عكرمة.

ويقول الإمام ابن معين: أسند أحاديث لم يسندها غيره، هذا عن سماك بن حرب، يوصل أحاديث وهي غير موصولة، بل هي منقطعة أو موقوفة أو مرسلة، وبيأتي الآن في هذا الحديث، وقال الإمام ابن عمار: إنه كان يغلط ويختلفون في حديثه يعني: الرواة، كما الآن انظر الكم الهائل الذين الآن رووا هذا الحديث عن سماك، يرون الحديث ويختلفون عليه مثل هذا الحديث، فهؤلاء المتعالمة الآن الذي يشرحون بلوغ المرام أو ينقلون صححه ابن حجر، صححه فلان، كلها تقليد بس، لكن ما في بحث.

وقال الإمام النسائي عن سماك: في حديثه شيء، هذا منها الآن، يعني: يضطرب ويخطئ ويوهم، وقال الإمام ابن خراش: في حديثه لين، يعني: بعض الأحاديث يخطئ فيها ليس بصحيحة؛ فلذلك لا بد أن تنظر في هؤلاء الرواة، لا يأتيك شخص من المتعالمة والمقلدة يقول لك: هذا من رجال البخاري وهذا من رجال مسلم، وهذا كذا، البخاري انتقى من حديثه أصلا، لم يروي كل شيء من حديث فلان وفلان، والإمام مسلم كذلك، ما حدث لمثلا بعض الرواة كل شيء، انتقى من حديثهم، وبقية الأحاديث عن الرواة كلها ضعيفة أصلا، فلا يقال إن هذا على شرط البخاري، أو على شرط مسلم، وصايدين المقلدة الآن العوام حتى من هؤلاء الشباب يزعم الذين يدرسون في الجامعات وغيره يكذبون عليهم ويغشونهم؛ لأنه أصلا جهلة ويلبسون على الناس.

ولذلك يقول لك: إذا يبي يصحح هذا الحديث، وهذا الحديث قال عنه الهيثمي: رجاله ثقات، رجاله ثقات يعني: في علة عليله موجودة، فكيف تكشفها؟ تكشفها عن طريق أهل الحديث، هم الذين كشفوا هذه الأحاديث المنكرة، ولذلك أهل الحديث يركزون على نقد الرجال الثقات، الرجال الضعاف هذا أمرهم خلاص منتهي، فيركزون على ماذا؟ على الرجال الثقات وينقدون حديثهم؛ لأن هم أخطر في هذا الأمر، أن يرون أحاديث منكرة أو مضطربة أو مختلف فيها، وينظر الناس أن الإسناد ثقات، ويقولون: هذا حديث صحيح كما الآن المتعالمة.

تقرأ في هذه الكتب المحققة الآن المخطوطات الكثيرة ترى العجب العجاب في التخاريج، وهذا إسناده صحيح، وهذا إسناده مثلا حسن، وإلى آخره، وكلها مناكير، ولذلك كما بين الإمام مالك وغيره، يركزون على هؤلاء الثقات، في أخطائهم، في أوهامهم، ويقولون عن حديثهم: منكر، ما بس يقولون: والله أحاديث كذا ضعيفة أو شيء، منكر، لماذا؟ لكي ينفرون الناس عن حديثهم، وهذا يدل على ماذا؟ يقول لك هؤلاء المتعالمة والمقلدة: إن هذا عالم مثلا، لماذا تنقدونه وكذا؟ كما الآن مسألة الردود.

نعم، أهل الحديث يركزون على زلات العلماء ويبينونها للناس، يبينون لمن؟ للضعاف؟ يبينون أمر أخطأ العلماء؛ لأنها أخطر على الأمة، ولا يقولون: إن والله هذا اجتهاد، نعم، هذا اجتهاد وله أجر وإلى آخره، لكن الخطأ لا بد يبين للناس، وهذه الفتاوى لا بد تجتنب، الفتاوى المذهبية والحزبية وغيرها، على مذهب فلان، وطائفة فلان، وبلد فلان، ومشايخ فلان، وإلى آخره.

فلذلك أهل الحديث يركزون على هذه الأمور وبينا هذا كثيرا، والكتب موجودة، وهذا يدل على أن هؤلاء الأئمة كالإمام أحمد والإمام الشافعي والإمام ابن معين، والإمام ابن خيراش وغيرهم، فيركزون على هؤلاء، يذهبون إلى العوام والهوام والضعاف وغيرهم؛ لأن كما بين شيخنا في شرح في تعليق صحيح مسلم أن أهل العلم يركزون على تبيين زلات العلماء وكذلك في شرح حلية طالب العلم، يبين هذه الأمور، وأن هذا أمر خطير، ترك الأوهام والأخطاء للثقات، للرواة، للعلماء، هذا أمر أصلا معروف عند أهل الحديث.

فلذلك ترى الآن المميعة مثل عبد الرزاق العباد ماسك لك الصوفية، ردود عليهم، هذه أمر منتهي عليهم هؤلاء، إذا تقول: صاحب سنة وصاحب ردود، عندك من جنبك عن يمينك وعن يسارك في المدينة وغيره، انتقد هؤلاء الآن التي تسمونها بالسلفية والسنية من المميعة، وإلا ماسك لنا الضعاف، امسك هؤلاء كربيع وعبيد وغيرهم الآن، ومن قبلهم سلمان وسفر والقرضاوي وغيره، ما رد عليهم هذا، تمييع وضعيف في الدين يدل وجبان.

فلذلك هذا يدل على أن هؤلاء المميعة كلهم ليسوا على منهج أهل الحديث كمنهج الإمام الشافعي، منهج الإمام مالك، كمنهج الإمام أحمد، كمنهج الإمام ابن معين، وغيرهم من الحفاظ، هؤلاء ينتقدون الجميع؛ لأن الأمر دين، فهذا الأمر لا بد أن يعرفه طالب العلم؛ لذلك ضعف الأئمة سماك بن حرب من أجل ذلك، من أجل الاضطراب والاختلاف على روايته، هؤلاء هذا قسم الآن.

القسم الثاني: فعندنا القسم الأول الآن الرواةهؤلاء رووا عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس، يعني: وقفوا الآن الرواة الذين سلفوا على ابن عباس، يعني: الحديث من مسند ابن عباس، انظر إلى الرواة الآخرين كيف انتقلوا لكي تعرف جهاد أئمة أهل الحديث في تبيين العلل، علل من؟ الثقات والحفاظ، ويبينون للناس، والمتعالمة والمقلدة الآن يشتغلون في علم الحديث، ومال ملتقى الحديث وما أدري من هؤلاء، يصححون مناكير ويظنون أنه على ظاهر الإسناد.

الآن بيننا وبين القوم العلل، تبيين العلل، فاسمع هذا، ورواه يحيى بن حسان، والطيالسي، والحسن بن الربيع البجلي، ومالك بن إسماعيل، وإسحاق بن منصور، ويحيى بن آدم، وعاصم بن علي صاحب الجزء، وغيرهم، الآن هؤلاء منهم حفاظ كذلك، منهم حفاظ لكن انتقلوا إلى أمر، فهؤلاء رووه عن شريك بن عبد الله القاضي، وهو سيء الحفظ عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس عن ميمونة.

الآن انتقل الإسناد إلى من؟ في مسند ميمونة الآن، يعني: الرواة الأول هؤلاء وقفوا على مسند ابن عباس، هؤلاء كذلك حفاظ فيهم حفاظ، والآخرين فيهم حفاظ، وقفوا على ابن العباس، هؤلاء كذلك فيهم حفاظ، زادوا في السند، انتقل السند إلى مسند ميمونة رضي الله عنها وهي زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا وهم، ليس فقط الوهم من شريك؛ لأن أصلا الرواة يختلفون عليه، فهذا يدل على أن العهدة على من؟ على سماك بن حرب في روايته عن عكرمة، يوهم ويزيد ويقصر وإلى آخره.

وهذا الآن اضطراب في الإسناد، فمرة يرويه عن ابن عباس، ومرة عن ميمونة، وهذا الحديث يعني: حديث ميمونة أخرجه ابن ماجة في «سننه»، وأبو عبيد في «الطهور»، والبغوي في «مسند ابن الجعد» وهو أبو القاسم صاحب معجم الصحابة، وابن شاهين في «ناسخ الحديث،» وابن سعد في «الطبقات الكبرى»، والطبري في «تهذيب الآثار»، والبغوي في «شرح السنة»، الأصغر هذا البغوي الأصغر، والآخر الكبير، والطبراني في «معجم الكبير»، وأبو يعلى في «المسند»، وإسحاق بن راهويه في «المسند»، والخطيب في «الأسماء المبهمة»، وغيرهم.

هذا الآن انتقل الإسناد من إسناد ابن عباس إلى إسناد ميمونة، انظر كيف بعد انتقل الرواة إلى أين؟ ورواه حماد بن سلمة، وحماد بن سلمة تغير حفظه، عن سماك بن حرب عن عكرمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره، فصار الحديث شنهو؟ مرسل، فصار الحديث مرسل، عكرمة تابعي لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، أدرك الصحابة لكنه لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، فالآن سماك يرويه هنا عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كذا وكذا.

فانتقل الآن من الحديث الموصول عن ابن عباس موصولا، وعن ميمونة موصولا، عن عكرمة مرسلا الآن، انتقل كذلك من الوصل إلى الإرسال، ومن مسند ابن عباس إلى مسند ميمونة إلى حديث عكرمة وعكرمة هذا مولى ابن عباس، وهو تابعي، فأرسله عنه ولم يذكر ابن عباس ولم يذكر ميمونة، وهو وهم هذا كذلك وهم، وهذا يدلك قول الإمام أحمد: بحر في علم الحديث ويعرف كيف يتكلم فيتكلم بعلم، عندما قال: مضطرب الحديث، ومثلما قال النسائي: في حديثه شيء، يعني: في الاختلاف، وكما قال إمام الجرح والتعديل ابن المديني: روايته عن عكرمة مضطربة، وهذا واضح.

ويأتي هؤلاء المتعالمين أقرأ في تخريج بلوغ المرام وتخريج هذا الحديث في غير بلوغ المرام، ويصححون، وهذا صحيح وهذا صحيح وهذا صحيح، صححه الترمذي يقولون، وصححه الحاكم، صححه فلان، فهؤلاء من أهل الاجتهاد لكن لا بد نتكلم بدليل، وإلا روح بيع جت، فلذلك اعرف هذه الأمور، هذا الآن الرواية رواية حماد بن سلمة كذلك فيه شيء من حفظه وتغيره؛ ولذلك لم يروي عنه الإمام البخاري، فهو من رجال الإمام مسلم فقط.

وحماد بن سلمة عنده أخطاء كثيرة رغم أنه إمام من أئمة أهل الحديث ومن الحفاظ، ومع هذا انتقدوه أهل الحديث، وإذا تكلم في الأسماء والصفات اصمت بس خلاص ولا تتكلم، فهو عالم في هذا الأمر؛ ولذلك أهل البدع من الجهمية والمعتزلة والأشعرية يغمزون حماد بن سلمة، فاعلم لأجل تبيين الأسماء والصفات على الظاهر، على منهج السلف.

فرواية حماد عن سماك عن عكرمة من طريق الطيالسي ثقة حافظ، وحجاج بن منهال، ومحمد بن كثير الثقفي، رواه عن حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن عكرمة مرسلا، وهؤلاء كذلك حفاظ أرسلوه، فهؤلاء المتعالمة اللي يكتبون يقولون: هؤلاء حفاظ قالوا عن ابن العباس وهؤلاء بعد حفاظ، قالوا عن ميمونة وهؤلاء حفاظ، كذلك نقول لهم: هذا اضطراب.

ولذلك ابن معين وغيره يقولون: إن أهل العلم والرواة يختلفون على سماك، هذا من الأمر هذا، وطريق حماد بن سلمة هذا أخرجه أبو عبيد في الطهور، والطبري في تهذيب الآثار، وكذلك هذا وهم، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير من طريق يحيى بن إسحاق، وهو ثقة عن حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس به، شنو هذا الآن؟ صار هذا الطريق موصول، الآن عندنا يحيى بن إسحاق وهو ثقة، رجع الحديث من الإرسال إلى الموصول الآن، وجعله من مسند ابن العباس، وهذا اضطراب، والأمر هذا في طريق واحد.

يعني: الآن الثلاثة الطيالسي وحجاج والثقفي رووه عن حماد، وهؤلاء الجماعة يحيى بن إسحاق رواه عن حماد، هؤلاء الجماعة أرسلوه، هذا الواحد وصله، والجماعة روايتهم أولى من الواحد، فالواحد يخطئ، فلذلك يحيى بن إسحاق هنا أخطأ في روايته عن حماد، وحماد بن سلمة أخطأ، وعكرمة أخطأ؛ فلذلك فرواه حماد بن سلمة عن سماك بن حرب موصولا، ورواية الجماعة مرسلة، والفرد روايته موصولة، وهذا وهم، والأصل يرجع الآن أن الحديث مرسل.

فحماد بن سلمة هنا حدث مرة بالإرسال، ومرة بالوصل، فهذا غلط ووهم كذلك، ولذلك اضطرب في هذا الحديث، وهذا من سماك بن حرب فأن روايته عن عكرمة عن ابن العباس مضطربة كما قال أئمة الجرح والتعديل، وضعف، وكذلك أضف إلى اضطراب الرواة في هذا الحديث مثل شريك القاضي وحماد بن سلمة وغيرهما، ولذلك قال الإمام أبو عبيد في «الطهور»: هكذا حديث حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن عكرمة مرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وكان سفيان بن سعيد وهو الثوري يرويه عن سماك عن عكرمة عن ابن العباس عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان شريك يحدثه على ما ذكرناه عن ابن عباس عن ميمونة عن النبي، فالآن يختصر لك الإمام أبو عبيد وهو إمام في الحديث هذا الأمر، وإن الحديث وقع مرسلا، ووقع موصولا عن ابن عباس، ووقع موصولا عن ميمونة، فهذا الآن هذا الإمام يعل هذا الحديث، وفي رواية عنبسة بن سعيد الكوفي القاضي يقول ابن العباس: بلغني أن بعض أزواج النبي.

الآن صار الإسناد بلاغا الآن، الحديث صار بلاغا، يعني: ابن عباس ما سمع ذي الحديث من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن عندكم قال ابن عباس: عن بعض أزواج النبي، وفي رواية: عن بعض أزواج النبي، هذه الرواية: بلغني، الآن انتقل كذلك الحديث بلاغا صار، صار بلاغ، وممكن بلغه تابعي؛ لأن الصحابة يرون أحيانا عن التابعين، ممكن نقله عن تابعي، فأصبح كذلك بسبب شنهو؟ اضطراب سماك بن حرب في الحديث صار بلاغ، وهذه الرواية وهم أيضا، فلم يضبط سماك بن حرب هذا الحديث.

وأضف إلى ذلك: ورواه أبو عامر عن سفيان الثوري عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس عن بعض أزواج النبي، فلم يكن الآن موصولا بهذا، والرواية هنا سفيان الثوري، سفيان الثوري حافظ الأسانيد وحافظ كل شيء، فهذه الرواية أو هذا الحديث أخرجه الطبري في «تهذيب الآثار،» الآن كذلك أصبح هذا الحديث بلاغا ورواه ابن المبارك ومحمد بن عبد الله الزبيري، وقبيصة بن عقبة، وعبد الرزاق بن همام الصنعاني، ووكيع بن الجراح، والقاسم بن يزيد الجرمي، وعبد الله بن الوليد وغيرهم، رووه عن سفيان عن سماك عن عكرمة عن ابن العباس أن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اغتسل من الجنابة، فتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم بفضلها.

فهؤلاء الآن الرواة يوصلونه، وكذلك في الإسناد مثل البلاغ الآن، ليس عن قول ابن العباس رضي الله عنه؛ لأن قال: عن ابن عباس أن بعض أزوج النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يقل: عن، فأحيانا بلاغا، وأحيانا عن، وأحيانا أن، وهكذا؛ ولذلك أعله الإمام أحمد بالإرسال، كما نقل عنه ابن رجب في فتح الباري.

الآن الإمام أحمد يعل هذا الحديث، الإمام أبو عبيد يعل هذا الحديث، والإمام أحمد يعل هذا الحديث بالإرسال، يعني: الصحيح أنه شنهو؟ مرسل، بعد هذا الطواف والتخريج وجمعك للطرق، ومعرفة الوصل والإرسال، بعد ذلك تعرف أن هذا الحديث في الأخير مرسل عن عكرمة، وعن غيره، فلا يصح.

فلذلك قال ابن رجب: وأعله الإمام أحمد بأنه روي عن عكرمة مرسلا، هذا إمام في الجرح، ويقولون: يتبعون الإمام أحمد ويتبعون الأئمة، هذه أقوال الأئمة، أنتم ما تعرفون هذا التخريج، ولا تدرون بهذه التخاريج أصلا، وذكر هذه العلل والطرق، أنتم تشوفون الحديث أخرجه الترمذي وصححه فلان، بس صححه فلان وتمشي، ما عندك هذه التخاريج وهذا البحث، ولم تطلع، الآن اطلع، بيتراجعون، بلى تقليد وعامية وهمج ورعاع، وهاجمين على الدين على الباطل، وبالتقليد والتعالم وجماعات وأفراد وجمعيات وإلى آخره.

فلا بد إذا أردت أن تعرف الحديث المضطرب فلا بد أن تجمع طرقه وأسانيده، وكلام أهل العلم فيه، فلا بد هذا الإمام أحمد بعد كل، الإمام أحمد يدري عن الموصول أو لا؟ يدري، وعن هذه الطرق يدري، ومع هذا أعله بالإرسال، والإرسال علة، وكذلك بين هذا الأمر ابن دقيق العيد في كتابه الإمام، هذا الآن كذلك مرسل، وسفيان الثوري إمام في الحفظ أحيانا يوصله وأحيانا يرسله، وهؤلاء أئمة وحفاظ يعرفون، والصحيح أنه مرسل.

بيأتي، الآن اللي فات الموصول، كذلك رواه مرسلا شعبة بن الحجاج، وهو حافظ معروف، يعني: فات هؤلاء كلهم وأرسل الحديث، فالقول قول من؟ قول شعبة، قول سفيان، وبقية الأئمة في هذا الحديث، فهؤلاء يأخذون جانب واحد، يشوف سفيان الثوري موجود في الإسناد وموصول، شنو يقول؟ إسناده صحيح بس، شلون إسناده صحيح، ابحث في المسألة اجمع.

ولذلك كما بين الإمام أحمد بن حنبل هؤلاء تركوا الأحاديث الصحيحة وأقبلوا على الغرائب، يعني: على المناكير، وهذا اللي حاصل الآن في ذي الزمان، ترك الحديث الصحيحة ويروون ويتعبدون بالأحاديث المنكرة والغريبة، أنا لا أقول هؤلاء العوام أو أهل البدع، هؤلاء اللي يدعون سلفية وسنية وأنهم من أهل السنة وأنهم علماء، ويتكلمون عن الأحاديث وغيرها مثل ربيع وخريف وغيرهم، هؤلاء جهال في علم الحديث يتبين، فعلم الحديث ليس تخريج وما شابه ذلك، تبيين وتفهيم، لازم يكون فاهم الشخص.

فلذلك اعرف هذه الأمور جيدا، هؤلاء الآن هم الجهال، فلا يعتمد عليهم في سلفية ولا في شيء، اضرب عليهم واهجرهم ولا تأخذ منهم شيئا، كله تقليد، يدعي ربيع أن أنا أضعف حديث في صحيح مسلم وهو حديث عرفة، ظهرت عليه مضعف أكثر من 70 حديث في صحيح مسلم، يقول لك: الحمار شنو؟ ما يشوف عيبه، هالحمار اللي ما يشوف عيبه أصلا، مضعف أكثر من 72 حديث في صحيح مسلم ما ينتقد نفسه، ينتقدني أنا بحديث، يقول: ايش سوى فوزي، يقول: هذا مضعف حديث عرفة في صحيح مسلم، وهو ظهرت عليه في جزء كامل موجود أكثر من 72 ضعفهم ربيع في صحيح مسلم.

أما على الإسناد ضعفه، أو على المتن، أو على كلاهما، ويدعي أنه، فما يشوف نفسه هذا، هذا إلا حمار هذا أصلا، والحمار خير منه، على الأقل ينفع الناس ينقلون الجت مالهم على ظهره، فلذلك اعرف أنها ترى كلها حيوانات موجودة أصلا، جاعلين لهم الآن أن الشباب الذين عندهم يرجعون لهم ما يرجعون إلى القرآن، ولا يرجعون إلى السنة، فلا يرجعون إلى الله سبحانه وتعالى ولا يرجعون إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولا الصحابة، هم الآن أعلم جاعلين نفسهم، وجاعلين هؤلاء الغجر الشباب الذي تحت أيديهم يرجعون لهم، وهم جهال، ويعظمونهم، كيف تعظم هؤلاء؟ هذا كله إثم عليك أصلا.

فاعرف من الجاهل من العالم، فلذلك الآن هذا الحديث رواه كذلك شعبة بن حجاج وهو جبل في الحفظ، وإذا خالفه الناس هو وسفيان خلاص انتهى أمر الناس، فرواه غندر وهو من أحفظ الناس في حديث شعبة، إذا صاحب لشعبة خالفه غندر اضرب على الآخر خلاص، وقول القول قول غندر، سواء مرسل أو مرفوع أو موصول أو إلى آخره، اعرف علم الحديث، فرواه غندر وهو من أحفظ الناس في حديثه عن شعبة عن سماك عن عكرمة عن النبي مرسلا بلفظ: «إن الماء لا ينجسه شيء».

الآن اللفظ غير، والحديث مرسل، وغندر هذا من أحفظ الناس لحديث شعبة، فلا بد على طالب الحديث أن يعرف هذه الأمور، فلا يرى أن هذا ثقة، وأن هذا ثقة، والشيخ واحد، ويصحح هذا ويصحح هذا، لا انظر لعل هذا خالف هذا، وإذا الثقة الحافظ الذي أكثر عن الشيخ فيؤخذ بقوله؛ لأن ممكن هذا أوصله وهذا أرسله، فلا يقال: نصحح الموصول، ونصحح المرسل، ما يصير؛ لأن هذا أحفظ من الآخر، فأنت يا طالب الحديث تعرف هذه الأمور، تعرف الرواة الثقات والضعاف، واللي اختلفوا على الشيخ واللي ما اختلفوا، واللي كانوا دائما معه، يعني: دائما معه فتأخذ بقول هؤلاء.

وهذا كذلك يقع حتى في طلبة العلم من شيخ، انظر في اللي لازمه، يعني: ممكن ينقل عنه والله قال: الشيخ ترى كذا، وهوما قال ولا شيء، أنت انظر إلى الآخر يقول لك: لا قال ولا سمعناه، لكن ممكن فهمك كذا وهذا أمر معروف؛ ولذلك الآن في شيوخ حفاظ معروفين لهم أصحاب كثر ورواة وتلاميذ، فلا بد تعرف من الذي أثبت الناس دائما معه، فانظر ملازمة أبي هريرة رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم، حتى أنه يجوع ويربط الحصى على بطنه لكي يسمع النبي صلى الله عليه وسلم، ويصبر على هذا فنال الإمامة.

تريد علم الحديث والعلم وغيره والجنة هكذا، واصبر، وكذلك الآن أمر متيسر الآن، للشيخ الآن صوتيات وكتب وإلى آخره، فأنت تطلع بسهولة، ما يحتاج تجلس عند بيته، فلذلك الآن أمور متيسرة تعرف عن المشايخ، فانظر الآن ملازمة ابن العباس رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم، حتى ينام معه، حتى ينام مع النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي ينام وابن العباس جالس ينظر، يخاف ينام ويقوم الرسول يفعل شيئا ولا يراه، انظر إلى طلب العلم والحرص على العلم، والحرص على كذا.

حتى ابن العباس يقول: نمت عند خالتي ميمونة، فنفخ النبي صلى الله عليه وسلم، يعني شنو؟ نام وهو جالس ينظر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وقام الليل وصلى معه، وأشياء كثيرة، فهكذا طلب العلم والعلم يؤخذ ويحرص عليه، والعلم الآن متيسر ممكن تقرأه في الكتب، وتسمع وإلى آخره وأنت في بيتك، ما يحتاج تفعل الآن تجلس عند البيت، ولا في الطريق، وإلا كذا وإلا كذا.

فهذا الآن رواية غندر عن شعبة عن سماك عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا بلفظ: «إن الماء لا ينجسه شيء» أخرجه الطبري في «تهذيب الآثار»، هذا الآن، ووصله عن شعبة محمد بن بكر وهو وهم، الآن غندر أرسله، محمد بن بكر وصله، القول من قول من؟ غندر خلاص انتهى الأمر، لا تعب نفسك تقول: هذا منكر رواه هذا، وهذا موصولا وهذا مرسلا، غلط الوصل أصلا؛ لأن هذا غندر لازم شعبة ملازمة يسمعه أي شيء وأشياء، فيسمع اللي ثبت عنه وفي شيء ما يسمعه، يعني: ما ثبت عنه.

فلذلك رواية محمد بن بكر هذا وهم الموصولة عن شعبة، قال الحافظ ابن عبد البر في «التمهيد»: إلا أن جل أصحاب شعبة يروونه عن شعبة عن سماك عن عكرمة مرسلا، ووصله عنه محمد بن بكر، فالقول قول الجماعة، وهذا فرد يخطئ ويصيب ويجتهد، فالقول الآن قول الجماعة أنه مرسل، فكيف يصحح هذا الحديث، كله تقليد ما يبون يبحثون، كذلك قال هذا الحافظ ابن عبد البر يبين هذا الأمر، وأن الحديث مرسل، وأن قول الجماعة عن شعبة، كذلك قال الحافظ الدارقطني في العلل، كله يذكرون علل هذا الحديث.

يقول الحافظ الدارقطني وهو معروف إمام في العلل، فلذلك أنت إذا أردت أن تنتقل إلى معرفة حديث فلا بد ماذا؟ تنتقل إلى كتب العلل وأهل العلل، كالدارقطني وغيره، فيقول الدارقطني في «العلل»: واختلف على شعبة، فرواه محمد بن بكر عن شعبة عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس، وغيره يرويه عن شعبة عن سماك عن عكرمة مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم.

فالآن يبين الدارقطني أن شعبة رواه عنه محمد بن بكر مرسلا عن ابن عباس مرسلا، وغير محمد بن بكر رواه عن شعبة عن سماك عن عكرمة مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم، فرواية الجماعة عن شعبة المرسلة أولى بالصواب من رواية الواحد، فأنت لا بد تجمع جميع الطرق والأسانيد والرواة والرجال لكي بعد ذلك يتبين لك هذا الحديث، هل هو موصول أو موقوف أو مرسل أو منقطع، فلا بد من الجمع، وأهل العلم بينوا.

ما تستطيع أن تعرف خطأ الرواة وخطأ الحديث حتى تجمع طرقه، لذلك قال الحافظ البزار في المسند وهو إمام في العلل، لا بد ننتقل إلى هؤلاء، يقول الحافظ البزار: لا نعلم أسنده عن شعبة إلا محمد بن بكر وأرسله غيره، فالقول قول الجماعة الرواة، وأنه الحديث آخر شيء أنه مرسل، فهذا البزار يعل الحديث، فالحديث أعله الإمام أحمد، والإمام الدارقطني، والإمام البزار، وأضف إلى إعلال الحافظ الحازمي للحديث، وكذلك ضعف الحديث الإمام ابن حزم في «المحلى بالآثار»، وقول الإمام ابن المديني والحافظ الذهبي والحافظ ابن حجر أن الحديث من رواية سماك عن عكرمة مضطربة.

فهذا كلهم حفاظ ومعروفين وأئمة، لذلك لم يصب من صحح الحديث، مثل الإمام الترمذي والإمام الحاكم، والإمام البيهقي، والإمام ابن حجر، والإمام النووي، وغيرهم، لم يصيبوا، وهؤلاء عندهم اجتهادات في التصحيح والتضعيف، فأحيانا يصححون أحاديث ضعيفة، وهؤلاء الأئمة أكبر منهم في العلل، كالإمام أحمد، كالإمام ابن معين، كالإمام البزار وغيرهم من الأئمة هؤلاء، أعلم من هؤلاء.

فلذلك يتبين أن هذا الحديث منكر، ولعل في الدرس القادم نتكلم عن أحكام الماء المستعمل، وهنا في الحديث في جفنة، والجفنة بفتح الجيم وسكون الفاء، القصعة، جمع جفان وجفن، فالجفنة القصعة التي فيها الماء، فالنبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ أو الناس أو غير ذلك.

ولعل إن شاء الله نكمل الدرس القادم، فتبين لكم أن الحديث ضعيف ولا بصحيح ولا شيء؛ لأن حتى المحقق عندنا هنا ذكر أنه صحيح، وليس بصحيح ولا شيء، حتى أن الحافظ ابن حجر قال: وصححه الترمذي وابن خزيمة، وهذا حديث مضطرب، فأحيانا روي موصولا وروي مرسلا، والأمور الأخرى في الاضطراب وكذلك في المتن، وهو حديث منكر.

سبحانك اللهم بحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

 


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan