القائمة الرئيسة
الرئيسية / الشرح الكبير على بلوغ المرام / الجزء (7) الشرح الكبير على بلوغ المرام: بيان ضعف حديث أبي أمامة: "إن الماء لا ينجسه شيء..."

2024-11-25

صورة 1
الجزء (7) الشرح الكبير على بلوغ المرام: بيان ضعف حديث أبي أمامة: "إن الماء لا ينجسه شيء..."

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

ولعل نتكلم عن حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول  صلى الله عليه وسلم: «إن الماء لا ينجسه شيء، إلا ما غلب على ريحه وطعمه، ولونه» أخرجه ابن ماجه، وضعفه أبو حاتم.

فهذا يعني شرح بلوغ المرام، فهذا الحديث حديث أبي سعيد الخدري تكلمنا عنه في الدرس الذي سلف وهو حديث ضعيف، كذلك حديث أبي أمامة هذا حديث ضعيف كما ذكر ابن حجر، وذكر ابن حجر وللبيهقي في «السنن الكبرى»، وكذلك في «الخلافيات»، بلفظ: «الماء طهور إلا إن تغير ريحه أو طعمه أو لونه بنجاسة تحدث فيه».

فهذا الحديث حديث منكر لا يصح أخرجه ابن ماجة في «سننه»، والدارقطني في «السنن»، والطبراني في «المعجم الكبير»، وفي «المعجم الأوسط»، وابن الجوزي في «التحقيق»، والبيهقي في «السنن الكبرى»، وفي «معرفة السنن»، وفي «الخلافيات»، والطحاوي في «شرح معاني الآثار»، وعبد الرزاق في «المصنف»، والطبري في «تهذيب الآثار»، وابن عدي في «الكامل في الضعفاء» من طريق رشدين ابن سعد عن معاوية بن صالح عن راشد ابن سعد عن أبي أمامة رضي الله عنه به.

قلت: وهذا سنده ضعيف، فيه رشدين ابن سعد المصري وهو منكر الحديث، قال عنه أبو حاتم في «الجرح والتعديل»: (منكر الحديث فيه غفلة يحدث بالمناكير عن الثقات)، وقال ابن حبان في «المجروحين»: (غلبت المناكير في أخباره)، وقال البوصيري في «مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه»: (هذا إسناد فيه رشدين وهو ضعيف، واختلف عليه مع ضعفه)، وقال الإمام الشافعي في «اختلاف الحديث»: (يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجه لا يثبت أهل الحديث مثله)، وانظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر، وكذلك «الضعفاء والمتروكين» للنسائي، و«الكامل في الضعفاء».

وقال البيهقي في «السنن الكبرى»: (والحديث غير قوي).

وقال ابن أبي حاتم في «العلل»: (سألت أبي -يعني: أبا حاتم- عنه فقال: يوصله رشدين ابن سعد يقول: عن أبي أمامة، ورشدين ليس بالقوي، والصحيح مرسل).

وقال الدارقطني في «السنن»: (لم يرفعه غير رشدين ابن سعد عن معاوية بن صالح، وليس بالقوي).

وقال النووي في «المجموع»: (ضعيف لا يصح الاحتجاج به، واتفقوا على ضعفه).

وقال الزيلعي في «نصب الراية»: (وسنده ضعيف).

وقال المناوي في «فيض القدير»: (جزم بضعفه جمع يعني: من العلماء).

وقال ابن الجوزي في «التحقيق»: (هذا حديث لا يصح).

وقال ابن حجر في «تلخيص الحبير»: (اتفق المحدثون على تضعيفه).

وقال مغلطاي في «شرح سنن ابن ماجة»: (هذا حديث إسناده ضعيف).

وقال ابن الملقن في «البدر المنير»: (تتلخص أن الاستثناء المذكور ضعيف لا يحل الاحتجاج به؛ لأنهما بين مرسل وضعيف).

وضعفه الشيخ الألباني في «الإرواء».

والحديث له طرق ولا يصح منها شيء كلها معلولة، واختلف فيه على راشد ابن سعد وهو تابعي كثير الإرسال، فأخرجه البيهقي في «السنن الكبرى»، وفي «الخلافيات» من طريق عطية بن بقية بن الوليد، قال: حدثنا أبي عن ثور بن يزيد عن راشد بن سعد عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الماء طاهر إلا إن يتغير ريحه أو طعمه أو لونه بنجاسة تحدث فيه».

قلت: وهذا سنده منكر فيه عطية بن بقية بن الوليد يروي عن أبيه ويخطئ ويغرب، وبقية بن الوليد مدلس وقد عننه ولم يصرح بالتحديث، والحديث أعله ابن حجر في «التلخيص الحبير»؛ بتدليس بقية بن الوليد، وانظر: «لسان الميزان» لابن حجر.

وأخرجه ابن عدي في «الكامل في الضعفاء»، والبيهقي في «السنن الكبرى»، من طريق حفص بن عمر عن ثور بن يزيد عن راشد بن سعد عن أبي أمامة ولفظه: «الماء لا ينجس إلا ما غير ريحه أو طعمه»، وهذا سنده منكر فيه حفص بن عمر وهو ضعيف الحديث.

قال عنه أبو حاتم في «الجرح والتعديل»: (ضعيف الحديث).

وقال ابن عدي في «الكامل»: (ولحفص بن عمر هذا غير ما ذكرت من حديث، وأحاديثه كلها إما منكر المتن أو منكر السند، وهو إلى الضعف أقرب).

 وقال أبو زرعة: (ليس بالقوي)، وقال ابن عدي في «الكامل»: (وهذا الحديث ليس يوصله عن ثور إلا حفص بن عمر وهو ضعيف).

وأخرجه الدارقطني في «السنن»، وابن الجوزي في «التحقيق» من طريق رشدين بن سعد عن معاوية بن صالح عن راشد بن سعد عن ثوبان عن النبي، يعني: أصبح الآن من مسند ثوبان بدل مسند أبي أمامة الباهلي، قلت: وهذا سنده منكر فيه رشدين بن سعد المصري وهو منكر الحديث كما تقدم.

وروي هذا الحديث مرسلا: أخرجه الطحاوي في «شرح معاني الآثار»، والدارقطني في «السنن»، وأبو مسهر في «نسخته»، وعبد الرازق في «المصنف»، من طريق الأحوص بن حكيم عن راشد بن سعد مرسلا، يعني: صار الحديث مرسل بدل موصول، مرسل، وهذا الحديث على إرساله فإنه معلول باضطراب الأحوص بن حكيم فيه، والأحوص هذا منكر الحديث.

وأخرجه الدارقطني في «السنن» عن أبي عمرو وراشد بن سعد موقوفا عليهما، فأصبح موقوفا، موصولا أولا، ثم مرسلا، ثم موقوفا، وهذا يدل على ضعف الحديث.

فقرن راشد بن سعد بأبي عون وجعل المتن من كلامهما بعد أن أرسله عن راشد بن سعد، هذه بسبب رشدين هذا، والأحوص بن حكيم هذا ضعيف الحديث، قال عنه أحمد: (لا يساوي حديثه شيئا)، وقال ابن معين: (ليس بشيء)، وقال عنه النسائي: (ضعيف)، وقال البيهقي في «السنن الكبرى»: (رواه عيسى بن يونس عن الأحوص بن حكيم عن راشد بن سعد عن النبي مرسلا، ورواه أبو أسامة عن الأحوص عن أبي عون وراشد بن سعد من قولهما، والحديث غير قوي).

وأعله أبو حاتم في «علل الحديث».

وقال ابن عدي في «الكامل في الضعفاء»: (ورواه الأحوص بن حكيم عن راشد بن سعد عن النبي مرسلا)، ولم يذكر أبا أمامة.

ولهذا الحديث شاهد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه:

أخرجه الطبري في «تهذيب الآثار» من طريق ثور عن خالد بن معدان أن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن وجدنا الماء لم يتغير طعمه ولا ريحه أن نتوضأ منه ونشرب، قلت: وهذا سنده ضعيف لانقطاعه بين خالد بن معدان وبين معاذ؛ لأنه لم يسمع من معاذ بن جبل.

قال ابن أبي حاتم في «المراسيل»: سمعت أبي يقول: خالد بن معدان عن معاذ بن جبل مرسل، لم يسمع منه، وربما كان بينهما اثنين، هذا تخريج حديث أبي أمامة، وهو حديث ضعيف لا يصح، ولعل شرح ذلك في الدرس القادم.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

 


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan