القائمة الرئيسة
الرئيسية / الشرح الكبير على بلوغ المرام / الجزء (1) الشرح الكبير على بلوغ المرام: شرح مقدمة بلوغ المرام

2024-11-15

صورة 1
الجزء (1) الشرح الكبير على بلوغ المرام: شرح مقدمة بلوغ المرام

قال الحافظ ابن حجر في «بلوغ المرام من أدلة الأحكام»:

كتاب الطهارة:

باب المياه:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في البحر: «هو الطهور ماؤه الحل ميتته». أخرجه الأربعة، وابن أبي شيبة واللفظ له، وصححه ابن خزيمة والترمذي، ورواه مالك والشافعي وأحمد.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الماء طهور لا ينجسه شيء». أخرجه الثلاثة وصححه أحمد.

وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: «إن الماء لا ينجسه شيء، إلا ما غلب على ريحه وطعمه، ولونه». أخرجه ابن ماجه وضعفه أبو حاتم.

وللبيهقي: «الماء طاهر إلا إن تغير ريحه، أو طعمه، أو لونه، بنجاسة تحدث فيه».

الشرح:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ولعل في هذا الدرس نقتصر على شرح «بلوغ المرام من أدلة الأحكام» في هذا الدرس لترجع الصحة وبعد ذلك نرجع درس تبيين أحكام الرياضة واللعب، وكتاب «بلوغ المرام من أدلة الأحكام» هذا كتاب عظيم وفيه فوائد في الأحكام، من أحكام الطهارة وأحكام الصلاة، وأحكام الزكاة، وأحكام الصيام، وأحكام الحج، وغير ذلك مما سوف يأتي شرحه.

ومن أراد أن يعرف عن بلوغ المرام وكذلك عن المؤلف وهو الحافظ ابن حجر، كان يرجع إلى شروح هذا الكتاب، وهناك فوائد في مقدمة الحافظ ابن حجر، ففي قوله: (وقد بينت عقب كل حديث من أخرجه من الأئمة لإرادة نصح الأمة)، ثم يقول: (فالمراد بالسبعة أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه).

فالمؤلف رحمه الله تعالى وضع له مصطلحات في تخريج الأحاديث، وذكر مثلا رواه السبعة أو أخرجه السبعة، فيعني بذلك أن الحديث أخرجه أحمد في المسند، والبخاري في صحيحه، ومسلم في صحيحه، وأبو داود في سننه، والنسائي في سننه، والنسائي له السنن الكبرى وله السنن الصغرى.

والسنن الصغرى هذا تسمى في الأصل المجتبى، فاجتبى أحاديث من السنن الكبرى وألف كتاب السنن الصغرى، وكذلك أخرجه الترمذي في سننه، وأخرجه ابن ماجة في سننه، هذه الكتب التي ذكرها المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه «بلوغ المرام» مسند أحمد وصحيح البخاري وصحيح مسلم وسنن أبي داود وسنن النسائي، وسنن الترمذي وسنن ابن ماجة.

فإذا قرأت في هذا الكتاب أخرجه السبعة فيعني ما ذكرنا، ثم يقول بعد ذلك: (وبالستة من عدا أحمد) ومن عدا أحمد يعني لا يدخل المسند الإمام أحمد في الستة، فالمؤلف يذكر الستة يعني: لم يخرجه الإمام أحمد في المسند، فلم يذكر مسند الإمام أحمد، والستة هم تقول: أخرجه البخاري في صحيحه، ومسلم في صحيحه، وأبو داود في سننه، والنسائي في سننه، والترمذي في سننه، وابن ماجة في سننه، هؤلاء ستة، هؤلاء هم الستة.

عندك صحيح البخاري، صحيح مسلم، سنن أبي داود، سنن النسائي، سنن الترمذي، سنن ابن ماجة، هؤلاء الستة، ثم يقول بعد ذلك: (وبالخمسة من عدا البخاري ومسلما) والخمسة هم تقول أخرجه: أحمد في المسند وأبو داود في سننه، والترمذي في سننه، والنسائي في سننه وابن ماجة في سننه، هؤلاء الخمسة، فالخمسة هم: مسند أحمد وسنن أبي داود، وسنن الترمذي وسنن النسائي وسنن ابن ماجة.

وإذا قال: أخرجه الخمسة شيل البخاري ومسلم، عندك بعد ذلك يقول المؤلف رحمه الله تعالى: (وبالأربعة) والأربعة هم أصحاب السنن، فأحيانا يقول لك: أخرجه الأربعة، وأحيانا يقول لك: أخرجه أصحاب السنن، وأصحاب السنن هم أبو داود في سننه، والترمذي في سننه، والنسائي في سننه، وابن ماجة في سننه، هؤلاء هم الأربعة وهم أصحاب السنن.

فممكن تقرأ في كتب كثيرة من كتب أهل الحديث والتخريج، فيقول لك: أخرجه أصحاب السنن، فتعرف أن أصحاب السنن هم سنن أبي داود وسنن الترمذي وسنن النسائي وسنن ابن ماجة.

يقول المؤلف: (وبالأربعة من عدا الثلاثة الأول) من عدا الثلاثة الأول، شيل مسند الإمام أحمد، صحيح البخاري، صحيح مسلم، فمن عدا الثلاثة الأول يعني: أحمد والبخاري ومسلما، ويبقى أصحاب السنن هم الأربعة، يقول لك: أخرجه الأربعة فلا تذكر أحمد ولا تذكر البخاري ولا تذكر مسلما، (من عدا الثلاثة الأول)؛ لأنه قال لك: (فالمراد بالسبعة أحمد والبخاري ومسلم) هؤلاء الثلاثة الأول يقصدهم الحافظ ابن حجر، يبقى لك: أبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجة، (ما عدا الثلاثة الأول) في الكتاب عندكم فالمراد بالسبعة أحمد والبخاري ومسلم، هؤلاء غير داخلين في أصحاب السنن.

وبالثلاثة من عداهم، الثلاثة عندك الأربعة معهم ابن ماجة، عندك (وبالثلاثة من عداهم) الثلاثة هم: أبو داود في سننه، والترمذي في سننه، والنسائي في سننه، هؤلاء هم الثلاثة؛ لأنه قال لك: (وبالثلاثة من عداهم والأخير) الأخير سنن ابن ماجة؛ لأنه قال لك: (فالمراد بالسبعة أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجة) الأخير، الأخير من السبعة، (وبالثلاثة من عداهم وبالأخير) يعني يقصد ويعني: ابن ماجة.

(وبالمتفق) المتفق عليه أحيانا يقول لك: وهذا حديث متفق عليه، اتفقوا عليه، يعني: البخاري ومسلما، ويكون من طريق صحابي واحد، قيل: متفق عليه من طريق صحابي واحد قيل متفق عليه في البخاري ومسلم.

هنا بعد ذلك يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: (وقد لا أذكر معهما غيرهما) يعني: معهما البخاري ومسلم، (وقد لا أذكر معهما غيرهما) يعني فقط يقول لك: متفق عليه، وممكن هذا الحديث أخرجه أحمد، وممكن أخرجه أبو داود، وممكن أخرجه الترمذي، وهكذا، فقط يقول: متفق عليه، يعني: أخرجه البخاري في صحيحه ومسلم في صحيحه، وما عدا ذلك يعني: قد يخرج الحديث حديث السبعة أو قد يكتفي بنسبته إلى البخاري ومسلم، (وقد لا أذكر معهما غيرهما وما عدا ذلك فهو مبين).

يعني: غير هؤلاء السبعة أو الستة أو الخمسة أو الأربعة أو الثلاثة، ما يذكر أسماءهم، ما يقول لك مثلا: أخرجه البخاري، ولا يقول لك: أخرجه مسلم، ولا يقول لك: أخرجه أبو داود، ولا شيء من ذلك، يقول لك: أخرجه السبعة، أخرجه الخمسة، أخرجه الثلاثة وهكذا، ما عدا هؤلاء لا بد يبين، لا بد يبين صاحب الكتاب، فمثلا يقول لك: إذا قال لك: هذا ذكر لك الحديث ثم يقول لك: أخرجه ابن خزيمة في صحيحه، أو يقول لك: أخرجه البيهقي في السنن، أو أخرجه مثلا ابن أبي شيبة في المصنف وهكذا كما ذكر لكم، فهو يبين المؤلف، فيقول لك: أخرجه ابن خزيمة، فتعرف أن ابن خزيمة أين أخرجه؟ في صحيحه.

وإذا كان في كتاب آخر لأي مؤلف فالكتب المشهورة كمصنف ابن أبي شيبة يقول لك: أخرجه ابن أبي شيبة، ما يقول لك: في مصنفه أو في المصنف، فأنت تعرف إذا أطلق تعرف أن الكتاب هذا هو المصنف.

إذا في كتب أخرى لمصنف مثلا فإذا الكتاب غير مشهور فيذكره، فممكن يقول لك مثلا: أخرجه البيهقي أو مثلا في شعب الإيمان، أو مثلا ابن أبي شيبة في الآداب، فيبين لك الكتاب لكي تعرف أن ابن أبي شيبة أخرجه في الآداب أو البيهقي في شعب الإيمان، أو في غير ذلك من الكتب، لكنه إذا أطلق قال لك: أخرجه البيهقي، يعني: في السنن الكبرى، وإذا أطلق لك أخرجه ابن أبي شيبة يعني: في المصنف.

فالآن مثلا ذكر لك في كتاب الطهارة باب المياه حديث أبي هريرة: «هو الطهور ماؤه الحل ميتته». قال لك: أخرجه الأربعة، يعني: من؟ يعني أبا داود في سننه، والترمذي في سننه والنسائي في سننه، وابن ماجة في سننه، هؤلاء هم الأربعة، ثم بعد ذلك بين لك غير الكتب الستة أو الأربعة أو الخمسة، قال لك: (وابن أبي شيبة واللفظ له) يعني ابن أبي شيبة أين؟ في المصنف، (واللفظ له) اللفظ لابن أبي شيبة؛ لأن هذا الحديث في قصة بتأتي بعد ذلك في الشرح.

(وصححه ابن خزيمة والترمذي) يعني: كذلك هذا الحديث أخرجه ابن خزيمة في صحيحه، فهذا هو مراد المؤلف رحمه الله تعالى، وما عدا ذلك فهو مبين، يعني: يبين لك المؤلف بعد السبعة أو الخمسة أو الستة وهكذا، فهذه يعني مقدمة الحافظ ابن حجر؛ لأن هنا كذلك (وبالستة ما عدا أحمد) لأنه قال لك: فالمراد بالسبعة أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجة، ما عدا أحمد، شيل أحمد عندك في الكتاب مثلا، هذه هم الستة تصير شنو؟

إذا لم تذكر أحمد في المسند يكون البخاري مسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجة، وبالخمسة ما عدا البخاري ومسلما، عندك يقول لك: فالمراد بالسبعة أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجة، فالخمسة الآن إذا شلت مسند الإمام أحمد، صحيح البخاري، وصحيح مسلم عندك من السبعة، فيكون أخرجه أبو داود في سننه، والنسائي في سننه، والترمذي في سننه، وابن ماجة في سننه، والباقي وضحناه.

وسوف نقوم بشرح «بلوغ المرام من أدلة الأحكام» للحافظ ابن حجر، وسوف نخرج الأحاديث والآثار على طريقة أهل الحديث، وذكر العلل والتخاريج وكلام أهل العلم في ذلك، وبعد ذلك يخرج لنا من ذلك تمييز الأحاديث الصحيحة والضعيفة في الكتاب؛ لأن الكتاب ذكر فيه الحافظ ابن حجر الأحاديث الصحيحة والضعيفة، وبعض الأحاديث صححها وهي ضعيفة سوف نبينها، وبذلك يعني النتيجة في هذا الأمر تخرج لنا الأحكام الصحيحة الثابتة في القرآن والسنة والآثار.

وسوف نبين معاني الأحاديث وكذلك سوف نبين الأحكام الصحيحة وذكر القول الراجح فيها باختلاف المتأخرين، وكذلك ذكر أدلة الكتاب والسنة وذكر إجماع الصحابة في أحكام الفقه، وذكر إجماع العلماء في أحكام الفقه، وكذلك سوف يكون التسليم في هذا الشرح وتبيين الأحكام لكلام الله سبحانه وتعالىٰ وكلام النبي صلى الله عليه وسلم جملة وتفصيلا، وسوف يكون كذلك انتقاء الألفاظ في الأحاديث الثابتة؛ لأن هناك ألفاظ في الأحاديث شاذة ومدرجة سوف نبينها، وأحيانا الحافظ ابن حجر يتركها، فلا يبين وأحيانا يبين، فسوف نبين الأحاديث المدرجة والشاذة.

وكذلك سوف يكون تحرير العبارات فيها، وسوف نبين الألفاظ الصحيحة التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم، ليس من قول صحابي ولا قول عالم ولا تفسير راوي، ولا غير ذلك، وكذلك استيعاب الموضوع في الأحكام، فلا نتركها هكذا كالمقلدة، كما يقال: يمر مرور الكرام على هذه الأحاديث، وسوف نبين هذا، وكذلك تهذيب الأحكام ليكون أفضل للفهم وأفضل للترتيب، والنظام، ويتفهم الناس أن هذا الدين دين عظيم ويفهموه على حقيقته، هو دين نظام ليس فوضى.

فالمقلدة من المذهبية والحزبية جعلوا لنا هذا الدين -والعياذ بالله- كأنه فوضى، ويأخذون ما يشاؤون ويتركون ما يشاؤون ويتكلمون فيما يشاؤون، وهذا الأمر تكلمنا عنه كثيرا، وسوف في أثناء الشرح نتكلم عن هذا.

نقد أحاديث المقلدة الضعيفة التي اعتمدوها تقليدا لبعض العلماء، هي ليس صحيحة أصلا حتى لو قال بها بعض العلماء وصححها، وأحيانا حتى يلجأ المقلد أو المقلدة من المذهبية والحزبية إلى يقولون: أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه وهو موضوع، فيقول المقلد: إن هذا الحديث صحيح صححه الحاكم، وهو حديث منكر أو حديث ضعيف، أو حديث موضوع.

والحافظ الذهبي في تلخيصه انتقد الحافظ الحاكم في أشياء كثيرة.

كذلك غيره من الأئمة انتقدوا الحاكم في المستدرك كالإمام ابن القيم، كشيخ الإسلام ابن تيمية، كابن حجر، وغيرهم من العلماء، فسوف نبين وننقد أحاديث المقلدة، وكذلك أحيانا يقولون: صححه الشيخ الألباني، والشيخ الألباني ممكن في هذا تراجع عنه وضعفه، لكنه ما يدري المقلد وبينا هذا في كتاب كامل موجود، فليطلع عليه طلبة العلم، نقد أحكام المقلدة المخالفة للقرآن والسنة التي يفتون بها العامة في البلدان، وأن علمهم غير نافع، أي: مقلد وأي: حزبي، قالوا عنه شيخ، قالوا عنه عالم، قالوا عنه علامة، قالوا عنه دكتور، قالوا عنه داعية، اضرب عليه، علمه غير نافع حتى لو اشتهر عند العامة، حتى لو له كتب، أو له قناة أو له دروس في التواصل المرئي أضرب عليه ولا تسمع منه شيئا، فخطأه أكثر من صوابه.

ولا يلزم من هذا أنه ما عنده شيء من الحق أو الصواب، عنده لكنه بين شيخ الإسلام ابن تيمية أن أهل السنة عندهم ما عند المبتدعة ولا يحتاجون إلى علم المبتدعة، يعني: صوابهم موجود عند أهل الحديث، فلا يحتاج أهل الحديث أهل السنة بعلمه وصوابهم، فإن هذا الصواب موجود عند أهل السنة ولا بد، فبين شيخ الإسلام ابن تيمية هذا الأمر، فلا تحتاج إلى هؤلاء، فعليك بأهل السنة والجماعة.

تبيين العلم النافع، وهو قال الله وقال رسوله وقال الصحابة، هم أولوا العرفان، هذا هو العلم النافع؛ ولذلك المقلدة من المذهبية والحزبية ما يرجعون إلى الصحابة إلا ما يشتهون، إلا عن طريق أهوائهم، إذا في هوى لهم رجعوا، قالوا: قال ابن عمر، قال عمر، وقال أبو بكر رضي الله عنه، لكن أكثر المسائل يرجعون إلى خلافيات المتأخرين، ويدعون أن هذا الإجماع، يريدون أن يضربون بسبب أهوائهم وعنادهم مذهب السلف في الفقه وفي الأصول وفي الفروع، ما يعولون على ذلك إلا عند حاجتهم وأهوائهم ومآربهم، ما يرجعون.

وأكبر دليل عدم صوم يوم عرفة، النبي لم يصم، لم يرجعون إلى السنة، وهم يدعون أنهم يرجعون إلى السنة، لم يرجعوا إلى السنة، وهذا يدل على أنهم يرجعون إلى أهوائهم، عائشة تقول: لم يصم عرفة، وهم يقولوا: يصوم، فمن الذي أعلم؟ أي الفريقين أحق بالأمن؟ عائشة رضي الله عنها والصحابة أو أنتم أيها المقلدون؟.

كذلك الصحابة لم يصوموا، هناك آثار كثيرة لم يرجعوا إليها، يرجعون إلى المتأخرين، وإلى خلاف المتأخرين، ويعلمون أن في خلاف، ويجعلون هذا الخلاف إجماع، كما وقع من طالح الخربي يدعي الإجماع، هذا الخلاف جعله إجماعا من أجل هواه، والطالحية على ذلك جعلوا هذا إجماع وهو خلاف من بين المتأخرين، بل الإجماع الصحابة على عدم صوم عرفة، ولم يأتوا إلى الآن بأدلة لا من الكتاب ولا السنة، أقوال متناثرة، ويدعون فيها الإجماع.

وبين الإمام أحمد وبينت لكم أن هؤلاء الأشكال لا يأتون إلا بالكذب في الإجماع، ومن ادعى الإجماع فهو كاذب، فهؤلاء الطالحية يكذبون، فاعرف هذا الأمر، فالعلم الذي عند المقلدة من المذهبية والحزبية علم غير نافع، لهم مناصب، لهم إفتاء، لهم كذا، لهم كذا، هذا الأمر؛ ولذلك أهل الحديث حاربوهم حاربوا المقلدة من المذهبية قديما، وكتب أهل الحديث موجودة، وقاموا عليهم، ونقدهم والرد عليهم من كل جانب.

كذلك عندما ذهبت المذهبية فإذا نحن بالحزبية على منوالهم، وعلى بدعهم تقليد، فاعرف هذا الأمر، لكن العلم النافع هو قول الله تعالى سبحانه وتعالىٰ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم وقول الصحابة، إذا أردت أن تعرف أهل البدع فانظر لهم هل يرجعون إلى الصحابة حقيقة أو لا، وعندما نقدنا الطالحية في مسألة الظل لله سبحانه وتعالىٰ والظل صفة له، ما رجعوا إلى السلف، حتى إلى الخلف ما رجعوا، رجعوا إلى المعاصرين وهؤلاء في الضعف بين في الأسماء والصفات.

فلذلك هؤلاء يمشون على أهوائهم ما عندهم علم نافع، فاعرف هذا، ولا تغتر بكثرتهم، فعلى الرجال والنساء ألا يغتروا بالمذهبية ولا الحزبية، هؤلاء هم المقلدة وهم المبتدعة الآن في هذا الزمان، فالمقلدة هم المبتدعة، إذا أردت أن تعرف المبتدع فهو المقلد هذا، وتعرف هذا من كلامه ومن قومه ومن جماعته ومن حزبه، انظر أين يكون ومع من يمشي ويأخذ من من، فتعرفه فلا تسأل عن المرء اسأل عن قرينة بس ما يبي لك شيء، لا تتعب نفسك، كيف أعرفهم، كيف كذا، وأسئلة تأتينا، فلذلك لا بد يعرف الناس هذه الأمور، فكل شيء واضح، لكن فهم الناس الله المستعان.

فلا بد أفهام الناس وعقول الناس تتفتح لا بد، تتفتح في الكتاب والسنة والآثار، وتدعو الله سبحانه وتعالىٰ يفهمهم هذا الدين، ويعرفهم أهل البدع؛ لأن لهم مغريات، لهم سمات كذلك، الله عرفنا في القرآن عنهم، والنبي صلى الله عليه وسلم عرفنا عنهم في السنة، والصحابة في الآثار، ما يبي له شيء.

ولذلك ما ذكره الله سبحانه وتعالىٰ في القرآن في المشركين وسمات المشركين وعن المنافقين، والمنافقات، وسماتهم، ففي هذا الزمان موجود، الذين على شاكلة المشركين والمنافقين، سنن الله ما تتغير في الخلق، والتبيين والتوضيح، فاعرف هؤلاء، وهم كثر، فتعرف بعد ذلك العلم النافع الذي عند الناس، والعلم غير نافع، ضار؛ ولذلك الآن أكثر الذين في العالم سواء في المناصب أو في الإذاعات، التلفاز أو الراديو، أو التواصل المرئي أو الدروس أو الدورات كلهم مقلدة، علمهم غير نافع، حتى يقول: قال الله وقال الرسول؛ لأن ماذا بيقول لك: قال الله لكن محرف في القرآن.

بينت لكم كثيرا، يقول: قال النبي لكنه محرف النص وحديث النبي، وآثار الصحابة كذلك، فأنت تعرف حقيقة هؤلاء، فلا تأخذ إلا من أهل الحديث وبس، هم عندهم العلم النافع؛ ولذلك كما ترى خلق من العوام، من أهل السنة، يأخذون من أهل الحديث وبس، رجالا ونساء، أبناء وبناتا، وعرفوا دينهم يتعبدون الله سبحانه وتعالىٰ بالكتاب والسنة والآثار.

وأقل شيء يعرف العبد الأشياء الصحيحة في الأصول والفروع؛ ولذلك الله سبحانه وتعالىٰ بين في كتابه هؤلاء المقلدة من المذهبية والحزبية عندهم كتب، لكن كلها فيها طوام، العامي الذي لا يدرس عند أهل الحديث ما بيعرف هذا يعتبر من الرعاع والهمج والغجر، فالعوام الذين يدرسون عند أهل الحديث هم الذين يعرفون هذه الأشياء، وأن كتب هؤلاء معتمدة عند الهمج والرعاع من أتباعهم، فأضلوا ضلالا بعيدا.

والله سبحانه وتعالىٰ بين لك أن كتابه الوحيد هو المبارك، وكتابه الوحيد هو المعتمد عند المسلمين من علماء ومشايخ، طلبة علم، وعامة، أمة الإجابة؛ فلذلك لا بد لك أن تعرف هذا الأمر ﴿كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد[إبراهيم:1]، انظر الآن كتاب الله، والذين طبقوا كتاب الله، خرجوا من الظلمات إلى النور، والله يخرج الناس من الظلمات إلى النور بهذا القرآن، ما في شيء ثاني، يعتمدون على كتب الناس من عند أنفسهم، سوف يخرجون من النور إلى الظلمات.

فنقول للناس كافة إذا أردتم أن تخرجون من الظلمات إلى النور فعليكم بالقرآن، وتعتمدون القرآن حقيقة وعلى مراد الله سبحانه وتعالىٰ، ومراد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومراد الصحابة رضي الله عنهم السلف، فالله سبحانه وتعالىٰ أنزل على الناس هذا الكتاب، كتاب مبارك، ولا بد الناس يكونون في ضلالة ويكونون في معاصي ويكونون في شرك، ويكونون في كفر، ويكونون في بدع.

فإذا أقبلوا على القرآن وعرفوه جيدا بالعلم النافع، فلا بد أن يخرجهم هذا القرآن من الظلمات إلى النور، وإلا ما في، وأكثر الفرق الضالة الآن تعتمد كتب ألفوها لأتباعهم في البلدان الإسلامية، وهذه الكتب لن تخرج أتباعهم من الظلمات إلى النور، بل تخرجهم من النور إلى الظلمات، ظلماتهم بعضهم فوق بعض.

ولذلك بين النبي صلى الله عليه وسلم في حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما في السنن، في مسند الإمام أحمد وهو حديث صحيح: «تتجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب إلى صاحبه» الكلب مرض يصيب بني آدم بسبب عض الكلب، ينتشر فيهلك بني آدم، هكذا الأهواء؛ ولذلك هؤلاء الغجر والهمج الذين تحت هذه الجماعة الحزبية كلها هالكة مثل مرض الكلب هذا أصابهم، هالكون ولا بد، طال الزمان بهم أو قصر، ميتون وهالكون ومعذبون.

فلذلك اعرف هذا، فالمقلدة من المذهبية والحزبية يخرجون الناس من النور إلى الظلمات، وهذا ظاهر لكم والواقع يشهد عليهم، ويقولون: هذا من الدين، كذلك المبتدعة المقلدة هؤلاء يقولون على: يخرجون الناس من النور إلى الظلمات يقولون: هذه الظلمات من الدين، بل يقولون هي من عند الله، وهي من عند النبي، وهي من عند السلف، ويكذبون، ويقولون هو الحق، وهو من أبطل الباطل، فلذلك اعرف هذا الأمر جيدا وعليك بأمة الإجابة، والله سبحانه وتعالىٰ وعظ الناس، والنبي صلى الله عليه وسلم وعظ الناس، والصحابة وعظوا الناس، وبينوا لهم.

قالوا لهم: هذا طريق الخير اسلكوه، وهذا طريق الشر اتركوه واجتنبوه، أبوا المبتدعة ومن تابعهم إلا سلوك طريق الشر والعياذ بالله، وهذا ظاهر منهم، الآن وصلوا إلى إفساد المساجد والجوامع، ماذا تريد بالمفسدين في الأرض، والله سبحانه وتعالىٰ لا يحب المفسدين، فحتى المساجد أفسدوها كما ترون، حتى إن في بعض البلدان يخفون فيها أسلحة وغير ذلك لقتل المسلمين، وبعض المساجد فيها شرك، عبادة قبور، وأشياء كثيرة لا تخفى عليكم.

هؤلاء يقولون إن الحق عندنا، والأصل أن الباطل عندهم، فافهموا هذا الأمر، وفي الحقيقة المراد بهذا الشرح الاعتناء بالسنة النبوية الصحيحة، فهذا الكتاب فيه أحاديث كثيرة، فلا بد أن تعتنى بها بالسنة الصحيحة، تبيين السنة الصحيحة في الأصول والفروع، وهذا يعني ما عندنا في هذا الدرس.

ولعل بس نأخذ سؤال واحد، هذا ما هو الفرق بين حديث متفق عليه ورواه الشيخان ورواه البخاري ومسلم، هل كلهم بمعنى واحد أو بينهم فرق؟.

هذا بمعنى واحد، إذا رأيت في بعض الكتب يقول لك أحيانا: هذا متفق عليه يعني: البخاري ومسلما، وأحيانا يقول لك: أخرجه الشيخان، يعني: البخاري ومسلما، وأحيانا يقول لك: أخرجه البخاري ومسلم وهذا واضح.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا الله، أستغفرك وأتوب إليك.

 


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan