الرئيسية / كتب ليست ضمن سلاسل / العبد يبعث على ما مات عليه في أي جماعة من الجماعات الحزبية
2024-11-06
العبد يبعث على ما مات عليه في أي جماعة من الجماعات الحزبية
العبد يبعث على ما مات عليه
في أي جماعة من الجماعات الحزبية
اعداد:
أبي عبد الله السلفي
بسم الله الرحمن الرحيم
العبد يبعث على ما مات عليه
في أي جماعة من الجماعات الحزبية
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يبعث كل عبد على ما مات عليه([1]))).
أخرجه مسلم في ((صحيحه)) (2878)، وأحمد في ((المسند)) (14373)، و(14543)، وأبو يعلى في ((المسند)) (1901)، و(2269)، والبغوي في ((شرح السنة)) (4206)، وفي ((معالم التنزيل)) (ج2 ص464)، وابن حبان في ((صحيحه)) (7313)، والطحاوي في ((مشكل الآثار)) (355)، والبيهقي في ((القضاء والقدر)) (121)، وعبد بن حميد في ((المنتخب من المسند)) (14)، والخطيب في ((الفقيه والمتفقه)) (110)، و(111)، والحاكم في ((المستدرك)) (ج1 ص340) من طريق سفيان عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه به.
وتابعه أبو الزبير عن جابر بن عبد الله به.
أخرجه أبو نعيم في ((أخبار أصبهان)) (ج2 ص10) من طريق الأعمش عن أبي الزبير به.
وهذا الحديث يدل على خطر المصر على الكفر، أو الشرك، أو البدعة، أو المعصية، أو الحزبية، فإن العبد يبعث على ما مات عليه سواء كان كافرا، أو مشركا، أو مبتدعا، أو عاصيا، أو حزبيا([2])، والعياذ بالله.
واعلم أن العبد لا يحاسب مع جماعته، وحزبه بل يخاطب كل فرد لوحده في معزل عن حزبه، وطائفته، وجمعيته!.
قال تعالى: ]إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا (93) لقد أحصاهم وعدهم عدا (94) وكلهم آتيه يوم القيامة فردا (95)[ [مريم: 93-95].
وقال تعالى: ]ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة[ [الأنعام: 94].
فكل مسؤول عن عمله لا عن عمل غيره.
قال تعالى: ]كل نفس بما كسبت رهينة[ [المدثر: 38].
وقال تعالى: ]وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا[ [الإسراء: 13].
إذا فلا تضيع أوقاتك تنصر حزبا على آخر بالباطل، معتقدا إنك على الحق وأنت على باطل، لأن كل نفس تبعث وما قدمت، ولا يؤاخذ أحد بجريرة غيره.
قال تعالى: ]ولا تزر وازرة وزر أخرى[ [المدثر: 7].
قال العلامة المقبلي رحمه الله في ((العلم الشامخ)) (ص253): (وأما أنك تشرب قلبك حب قوم، وكراهة آخرين ثم تأخذ بقية عمرك في تثبيت البناء، وهو على شفا جرف هار، وتغر بنفسك إنك أردت الله تعالى بذلك، وأنت تعلم خلافه لو أنصفت فهذه إنما هي حمية الجاهلية الأولى). اهـ
وقال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في ((حلية طالب العلم)) (ص325): (ولا تكن خراجا، ولاجا في الجماعات([3])، فتخرج من السعة إلى القوالب الضيقة، فالإسلام كله لك جادة ومنهجا، والمسلمون جميعهم هم الجماعة، وإن يد الله مع الجماعة، فلا طائفية ولا حزبية في الإسلام([4])). اهـ
وقال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في ((حلية طالب العلم)) (ص325): (وإن الحزبية ذات المسارات والقوالب المستحدثة التي لم يعهدها السلف من أعظم العوائق عن العلم، والتفريق عن الجماعة، فكم أوهنت حبل الاتحاد الإسلامي، وغشيت المسلمين بسببها الغواشي([5])). اهـ
وقال ابن القيم رحمه الله في ((مدارج السالكين)) (ج3 ص197): (وترك الانتساب إلى أحد غير الله ورسوله، لا شيخ ولا طريقة ولا مذهب ولا طائفة). اهـ
õõõõõõõ
([1]) فإذا مات العبد، وهو مصر على ((الإخوانية)) مثلا، ولم يتبرئ منها ولم يتب عنها، وبعث إخوانيا، وهكذا في الذي أصر على ((التراثية))، أو ((الداعشية))، أو ((الصوفية))، أو ((السرورية))، أو ((القطبية))، أو ((الأشعرية))، أو ((التبليغية)) أو ((الإباضية))، أو ((الرافضية)) أو ((الربيعية)) أو غير ذلك، فيبعث على ما هو عليه في الحياة الدنيا.
([3]) فظهرت الأحزاب في البلدان، وتنوعت الطرق، وتفرقت الأمة: ]ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم[ [الأنفال: 46].