الرئيسية / شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم / الجزء (71) كتاب الجمعة من صحيح مسلم: من شروط خطيب الجمعة
2024-11-04
الجزء (71) كتاب الجمعة من صحيح مسلم: من شروط خطيب الجمعة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وتكلمنا في الدرس الذي سلف عن حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه، وفي هذا الحديث بينا ما فيه من غريب، وإنكار النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الخطيب، وبينا من قبل أن الخطيب لا يكون خطيبا حتى تتوفر فيه الشروط المطلوبة شرعا، ليس مثلا يوضع هذا الخطيب من قبل جمعية أو من قبل حزب أو ما شابه ذلك، هذا الأمر لا بد أن يكون الخطيب قد توفرت فيه الشروط، وبينا هذا من قبل.
ومن هذه الشروط لا بد أن يكون فقيها محدثا، وأدنى من ذلك أن يكون طالب علم فقيه، وما دون ذلك فلا يوضع، لماذا؟ بين هذا الإمام ابن القيم، فإذا كان كذلك فأكثر الخطباء في العالم كله، ليس هنا، ما تتوفر فيهم شروط الخطابة، يعني ما يخطبون ما يجوز شرعا أن يخطبوا لماذا؟ لأن الله سبحانه وتعالى بين للنبي من الذي يخطب، فالله سبحانه وتعالى شرع للنبي صلى الله عليه وسلم والرسل هم الذين يخطبون بأقوامهم؛ لأنهم أهل علم.
وانظر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب، والصحابة رضي الله عنهم العلماء يخطبون في بقية المساجد ليس أي واحد، وانظر إلى الخطيب الآن في هذا الحديث حديث عدي بن حاتم، أخطأ خطأ واحد أنكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم قال له >بئس الخطيب أنت قم<، يعني ما تخطب خلاص، ما بالك بالخطباء الآن على جهل بالغ، ما عندهم إلا شهادات، أو من الجمعية الفلانية، أو من المتنصبة، أو من المقلدة أو من المتعالمة ما عندهم علم، ولذلك ما في علم أخرجوه للناس، وهذا أكبر دليل أن هؤلاء ما يصلحون للخطابة.
ولذلك بعد النبي صلى الله عليه وسلم خطب بالناس العلماء من الصحابة كبار الصحابة كأبي بكر الصديق رضي الله عنه، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه، وغيرهما من الصحابة الكبار، بعد ذلك يخطبون كبار التابعين الفقهاء، وهكذا كان يخطب بالناس في مر الدهور، هذا الأمر قام به الفقهاء والمحدثون يخطبون بالناس وهكذا، فالناس في القديم فهموا دينهم من الفقهاء أو طلبة العلم أو العوام عرفوا دينهم؛ لأنه خطب بهم الفقهاء طلبة العلم الفقهاء، فيمكثون يخطبون بالناس 30 سنة 20 سنة ففهموا دينهم فاستفادوا، أما الآن ما ترى الاستفادة، العوام يأتون يوم الجمعة ويخرجون ولا يستفيدون شيء، سنوات طويلة ولم يفهموا أحكام الصلاة، وأحكام الزكاة، وأحكام الصوم، وأحكام الحج، وأحكام العمرة، ولم يفهموا التوحيد وأحكام القدر، وأحكام الجنائز، وأحكام الدعوة والتربية الصحيحة، ولم يعرفوا الأحاديث الصحيحة ولا الضعيفة فتخبط العوام في الدين؛ لأن الخطباء ليسوا أهلا للخطابة هذه.
فلذلك لا بد، وهذا فصلناه في الدروس التي سلفت وفي أحكام للخطيب بتأتي كذلك؛ لأن إذا كان الخطباء فقهاء تعلموا الناس دينهم، وإذا كان الخطباء هؤلاء جهال تعلموا الناس الجهل، ولذلك بين النبي صلى الله عليه وسلم من علامات الساعة يقل العلم وينتشر الجهل، وهذا الحديث في صحيح البخاري في حديث أبي هريرة يطبق على هذا الزمان العوام ما يفقهون شيئا من دينهم، ومسلمون ما يعرفون شيئا من إسلامهم إلا الأشياء اليسيرة، وخبط وخلط، يمكث الواحد ستين سنة ما يعرف يصلي، أين هذا الخطيب أين هؤلاء الخطباء من تعليم الناس الدين والأحكام؟ ما في.
فلذلك إذا لم يكن الخطيب أهلا للخطابة تجري عليه الآثام لماذا؟ لا بد أن الله سبحانه وتعالى يرضى عن هذا العبد أن يكون خطيبا من الله، وهذا يعرفه الفقهاء والعلماء، وإذا كان الخطيب جاهلا سوف يتلفظ ويخطب بالناس بجهل، وهذا الذي حاصل، فهناك أمران مهمان لهذا الأمر وغيره حتى لو لم يكن خطيبا، لا بد يعرف العبد هذا الأمر سواء كان خطيبا أو غير خطيب، إذا أراد أن الله سبحانه وتعالى يجزيه الأجر والمثوبة في الدنيا وفي الآخرة وينجو من عذاب القبر في دار البرزخ، وينجو من عذاب جهنم يوم الآخرة:
الأمر الأول: لا بد أن الله سبحانه وتعالى يرضى عن العامل، وهذا الذي بينه شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين في «تفسير القرآن»، لا بد أن الله سبحانه وتعالى يرضى عن العامل، يعني مثلا يرضى عن الخطيب أن يكون خطيبا في دينه، وهذا لا يكون إلا إذا كان فقيها أو طالب علم فقيه، اسأل أي خطيب هل أنت فقيه؟ بيعترف لك أنه ليس فقيه، فالله سبحانه وتعالى غير راض عنك أن تخطب بالناس وتخطب بدينه، فلا بد.
وأمر كذلك الآن الخطيب هذا مبتدع يخطب بالناس صوفي ولا إخواني ولا تراثي ولا سروري ولا قطبي ولا ربيعي ولا داعشي، فالله سبحانه وتعالى ما يرضى عن المبتدع يخطب بالناس في مسجده في بيت الله سبحانه وتعالى من بيوته، يعني الله سبحانه وتعالى غير راض عن العامل لماذا؟ لأنه مبتدع، وهذا يتبين أنه غير موفق ولن يوفق في خطبته وخطبه؛ لأن الله سبحانه وتعالى ما يوفق مبتدع عدو له يعلم الناس العقائد الفاسدة، ويحث الناس فوق المنابر بالمظاهرات والاعتصامات والثورات، ويأمر الناس هذا الخطيب بالخروج على ولاة الأمر والفساد في الأرض، فالله سبحانه وتعالى ما يرضى عن هذا العامل، فإذا لم يرض عنه فغير مقبول، ولا تقبل خطبه ولا هو، تجري عليه الآثام طول ما هو يخطب بالناس إلا إذا تاب وترك هذا أمره ثاني تجري عليه، وهذه الدار دار تكليف ترك الله سبحانه وتعالى الناس يفعلون ما يشاءون، والحساب يوم الحساب، بيأتي في الممات ولا بد يوم من الأيام بيأتي إلى الله طال الزمان أو قصر، بعد ذلك الله يحاسبه فليس المسألة الخطابة هذه.
فلا يركب فوق المنبر أي واحد، أو المتحزبة يقول لك بنحطك خطيب في مسجدنا، والمسكين ما يدري على باله مسألة شهرة ومسألة كذا ومسألة كذا، فيخطب بالناس فتجري عليه الآثام؛ لأن الخطيب العامل هذا لا يرضى الله عنه إلا إذا كان فقيها أو طالب علم فقه، كيف ذلك؟ أهل السنة والجماعة يزكونه هذا أمر، الأمر الثاني يكون عنده مؤلفات، أين مؤلفاتك أيها الخطيب في التوحيد والاعتقاد، في أحكام الصلاة، أحكام الجمعة أين أحكام الجمعة؟ ما تعرف شيء في أحكام الجمعة، أين كتبك أين شروحك في الدروس؟ أين دروسك أعطني التسجيلات في أحكام الصوم، أحكام الحج، أحكام الزكاة، أحكام الجنائز، في مسائل الإيمان؟ أين دروسك في علم الحديث أعطنا دروسك في الحديث ننظر إليها ونسمعها. فمن هذا يتبين إنه فقيه أو طالب علم فقيه.
ولذلك أكثر الخطباء ليس لهم مؤلفات ولن تكون لهم مؤلفات في السنة، أين هذا الخطيب تفسيره للقرآن؟ ما عنده تفسير في القرآن على المأثور بالأسانيد الصحيحة، وأحكام الدين في الأصول والفروع أين هي عند الخطباء؟ يعني هؤلاء ليسوا أهلا للخطابة، هؤلاء أتباع جماعات حزبية وتنظيمات حزبية من جمعياتهم، يبنون المساجد ويمكنون أتباعهم فيها، ورغم أن أتباعهم جهلة ولا يعرفون شيء في الدين، وهذا ظاهر، فهذه الجمعية تبني هذه المساجد لأتباعهم ما يضعون كما ترون أهل السنة والجماعة، كل حزب يضع أتباعه في الإمامة في الخطابة وهكذا.
فلذلك الخطيب الفقيه عزيز الآن ما في إلا من رحم الله سبحانه وتعالى، طالب العلم الفقيه عزيز الآن ما في إلا من رحم الله سبحانه وتعالى، وتراهم هؤلاء من المتنصبة، المتنصبة هؤلاء رهبان من الرهبان مقلدة ما يبحثون، فلذلك هذه الخطابة كما بينا والخطيب له شروط، واقرأ هذه الشروط في صحيح الإمام البخاري وصحيح الإمام مسلم وعند أصحاب السنة النبي صلى الله عليه وسلم بين هذه الشروط للناس، من الذي يخطب؟ ليس أي واحد يخطب، ولذلك المفروض على الجمعيات هذه الحزبية أن تبني المساجد وتتركها لأهلها، الخطابة هذه أو المنبر للفقهاء حتى لو لم يكن من الحزب الخطيب الفقيه، وطالب العلم حتى لو لم يكن من الحزب.
وطلبة العلم ما يكونون طلبة العلم إلا إذا درسوا على يد علماء السنة، أما هؤلاء الذين في الجامعات الآن يتخرجون هؤلاء ليسوا طلبة علم أصلا، ولا عندهم شيء، الآن الواحد يمكث ثلاثين سنة يتخرج من الجامعة يخطب كذا لا يفهم الناس شيء ولا عنده مؤلفات ولا شروح في السنة، ولا في تفسير القرآن ولا في شيء، وتراه عشرين سنة وعشر سنة متخرج من هذه الجامعات ما عنده علم ولا عنده شيء، ينشر فوق المنبر الأحاديث الضعيفة والمنكرة والموضوعة، وهؤلاء الدكاترة الآن ما عندهم علم، شهادة بدون علم، حتى العوام يعرفونهم أنهم ما عندهم علم أصلا، فالناس تأتي تصلي صلاة الجمعة يضطرون، وإلا يعلمون أن هؤلاء الخطباء ليسوا أهلا للعلم، ما عندهم فقه في الأصول والفروع، فخبط وخلط متعالمون.
وبين هذا الشيخ ابن باز، والشيخ ابن عثيمين، والشيخ الفوزان، والشيخ الألباني وغيرهم أن هؤلاء أصحاب الجامعات جهال ولا عندهم علم، ما عندهم إلا الشهادات والخطباء هؤلاء جهال، والذين يفتون الناس جهال، فلذلك للخطيب شروط ليس أي واحد، فالله سبحانه وتعالى لا بد يرضى عن العامل لكي يقوم بدينه، ويعبد الله على علم حتى الله سبحانه وتعالى يقبل هذا العالم الخطيب أو المصلي أو المعتمر أو الحاج أو الصائم أو الداعية أو غيره.
الأمر الثاني: لا بد أن الله سبحانه وتعالى يرضى عن العمل، العمل لا يقبله الله سبحانه وتعالى ولا يرضى عنه إلا إذا وافق الكتاب والسنة وآثار الصحابة، وعلى هذا العامل ما دام جاهل ما بيعرف كيف يخرج آثار الصحابة ويخرج فقه الصحابة، ولذلك أكثر الخطباء هؤلاء ما يعرفون شيء في آثار الصحابة ما عندهم علم بهذا، فما أخرجوا لنا شيئا ولا أخرجوا للأمة في العالم شيئا من آثار الصحابة وفقه الصحابة في الأصول والفروع، وهناك قواعد وأسس وأصول في الدين، ما في واحد من الخطباء هؤلاء يستطيع أن يخرج لنا هذه القواعد والأصول والأسس في الأصول والفروع.
العمل ما يقبل أي عمل، ما تقبل الصلاة إلا إذا وافقت صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، صفة صوم النبي صلى الله عليه وسلم، صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم، وإلا غير مقبولة هذه العبادة، فكيف الله يرضى عن العمل؟ إذا وافق الكتاب والسنة، وهذا كما قلت لكم كثيرا لا بد يبغي له علم، العبد يعبد الله على علم، بعد ذلك بيعرف كيف يصلي، كيف يحج، كيف يصوم، كيف يتفقه في التوحيد، ويعمل بالتوحيد والعقيدة الصحيحة، وما شابه ذلك من الأعمال، غير ذلك العمل غير مقبول، فلا يرضى الله سبحانه وتعالى عن البدع والضلالات التي تفعل في البلدان الآن في العالم لماذا؟ هذه العبادات قائمة على البدع والضلالات ما يرضى الله عن هذه الأعمال.
فلا بد من الأمر الثاني أن الله سبحانه وتعالى يرضى عن العمل يرضى عن الأعمال، فهذا الخطيب إذا يبين البدع للناس والأعمال البدعية بالأحاديث الضعيفة وينقل الفتاوى وغيره وهي ليست بصحيحة؛ هذا عمله غير مرضى عند الله سبحانه وتعالى، فلذلك لا بد أن الله سبحانه وتعالى يرضى عن أعمال العبد.
كيف يرضى الله عنها؟ الله سبحانه وتعالى جعل الرسل واسطة بينه وبين الخلق، وبين لهم أي: للرسل والأنبياء أن يبينوا لأقوامهم أن يعبدون الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له، والأقوام هؤلاء يأخذون العبادات والأحكام من صلاة وصيام وغير ذلك من الرسل ليس من فلان وعلان، فإذا أخذوا من الرسل وأخذوا من الرسول صلى الله عليه وسلم هذا العمل يرضى الله عنه، فيرضى الله عن العامل ويرضى عن العمل لكي يقبل عمل العبد، لكي الله يرضى عن العبد ويرضى عن عمله موافق للشرع، وإلا غير مقبول.
وخلق من الناس الآن انظر إلى الرافضة والصوفية والمتحزبة وغيرهم والداعشية يعملون أعمالا غير مرضية عند الله سبحانه وتعالى، فلا يرضى الله عن العامل ولا عن عمله؛ لأن كله ضلالات وشرك وبدع وتحزب، ويتكبرون على الحق ما يقبلون الحق، ويعلم أن أنت بينت له الدليل من القرآن ودليل من السنة، بل أدلة من القرآن وأدلة من السنة ولا يقبلها هذا المتحزب تكبرا وعنادا وإباء، وهذا يدل على أن الله غير راضي عنه، وما دام معرض فالله سبحانه وتعالى يعاقبه ويئز إليه شياطين الإنس والجن، ويأخذونه إلى أن يهلك ويأتي إلى الله سبحانه وتعالى، فالله يعاقبه في دار البرزخ، ويعرض والعياذ بالله على نار جهنم مع فرعون وهامان وغيره إلى أن يأتي يوم القيامة ويدخل النار والعياذ بالله.
فلذلك على الناس أن ينتبهوا ليس المسألة بيخطب الشخص أو يؤم الشخص، أو بزعمه بسوي درس، أو بزعمه بيدعو، أو بزعمه هذا العامي بيقوم بالأعمال الخيرية لمساعدة الفقراء والمساكين لا، هذا له ضوابط وأصول، إذا ما توافق الكتاب السن والآثار خبطت في هذه الأعمال، وتكون هذه الأعمال غير مرضية عند الله سبحانه وتعالى فتأثم، ويوم القيامة سوف تزل أقدام لماذا؟ لحجارة الرؤوس، بل أشد من الحجارة، رؤوس أهل البدع وأهل التحزب أشد من الحجارة ما تلين، في الدنيا ما تلين لكن سوف تلين في أول أمر، أمر البرزخ في سكرات الموت والعياذ بالله، رأسه يلين خلاص أي شيء يقوله وأي شيء بيعترف به، ما فعله في الدنيا من الضلالات فيعترف وبسهولة، وبيندم، لكن لا فائدة من الندامة يوم القيامة ما في فائدة أيها الخطيب الحزبي وأيها الجاهل وأيها العامي واللي يصلون واللي يصومون واللي كذا واللي كذا ألينوا رؤوسكم لله سبحانه وتعالى من الآن وروحكم في أجسادكم قبل أن تفارق الروح الجسد في الممات، تتوبون إلى الله كلكم إلى الله ليس إلى فلان وعلان، ولا تدعون إلى الله إلا بعلم بعد أن تتعلمون، ولا تؤمون الناس في المساجد إلا بعد العلم.
يتوب الإمام الحزبي ويبقى في الإمامة لا، يترك الإمامة يجعلها لأهلها، وأهل هذه الإمامة والخطابة موجودون في كل زمان من دعاة السنة، وهذا الخطيب لا يقول مثلا تبت وما زال فوق المنبر لا، يتوب ويترك المنبر إلى أن يتعلم على يد أهل السنة بعد ذلك، ولا يتوب الإخواني من الإخوانية ويروح مع القطبية ومع التراثية هذه كلها إخوان، أو مع السرورية هذه كلها إخوان، الإخوان فرق الآن ليس فرقة المشهورة البنائية، السرورية إخوانية، القطبية إخوانية، التراثية إخوانية، الربيعية إخوانية، الداعشية إخوانية، كلها خرجوا من تحت الإخوان، والأمر هذا يتوافقون في أشياء كثيرة لأنه إخوان، فلذلك لا بد تعرف هذه الأمور.
الآن يقول لك فلان تاب وكذا، إذا كيف تاب هذا ما يعرف أصلا يتوب، ربيع ما يعرف يتوب، ما ترك لا بد يترك الناس ويخلي الناس في حالهم ويعالج نفسه، ولذلك مرض البدع ومرض الضلالات أشد من الأمراض الحسية، فهذه الأمراض الآن البدع والضلالات أمراض معنوية، هي أشد من الأمراض الحسية.
فانظر في هذه الأيام الناس في خوف وفي ترتيبات وتنظيمات للقضاء على مرض كورونا العالم كله، ويتعالجون الناس ماذا يفعلون به؟ يعزلونه، إذا أصاب أناس مرض كورونا يعزلونهم وأماكنهم معروفة لديكم ويعالجونهم حتى يتبين أن هذا صحيح ويستطيع يدخل في البلد وبين الناس ويعيش بين الناس، أخرجوه ويعالجون البقية، طيب ضلالات البدعة هكذا لا بد نقول لهؤلاء الخطباء تعتزلون ويعالجونكم أولا في أماكن، حلقات العلم، حلقات أهل السنة ليس من متعالم، واحد يدرس حديث يدرس البيقونية وهو ما يعرف يخرج حديث كيف يكون هذا يدرس حديث، يقول لك باحث كيف هذا باحث! وظيفته فضيلة الشيخ الباحث ولا يبحث ولا يعرف يبحث، بس رواتب وخسارة أموال وعلى هذا، وهو جاهل ولا يعرف يبحث ولا شيء، سنوات طويلة نعرف أن أوناس وظائفهم يسمى باحثا ثلاثين سنة ما عنده ولا مؤلف في السنة، ماذا بحث هذا؟ باحث ماذا؟ باحث عند المتحزبة بس في المناصب الدينية ينصبون أتباعهم يتمكنون من المناصب الدينية المتحزبة، ويأتون بأتباعهم يخطبون ويعظون وكذا ويسمونه باحث ولا يعرف شيء.
فلم يفهموا الناس الذين هم أتباع الجماعات الحزبية هذه شيئا من ديننا خبط وخلط، والذي تعلموه علم غير نافع فتضرروا، الذين يعملون الدروس لهم والذين يدرسون عندهم تضرروا من ثلاثين سنة ومن عشرين سنة وعشر سنوات، ولم يعرفوا شيئا في الدين، للآن خبط وخلط ينقلون الأحاديث الضعيفة والفتاوى المخالفة للكتاب والسنة والفتاوى من زلات العلماء، لم يوفقوا ولن يوفقوا، وهذا يدل على أن الله سبحانه وتعالى لن يرضى عن هؤلاء ولا في عملهم، لا العامل ولا في عمله، فإذا رأيت الشخص تخرج منه السنة ومؤلفات ودروس على السنة، والناس يستفيدوا منه وطلبة العلم يستفيدوا منه، وهذا الله رضي الله عنه ووفقه في نشر العلم ونشر السنة والدين، ووفقه في نشر الأعمال على يده الأعمال الموافقة على الكتاب والسنة، هذه الأعمال تعلم أن الله رضي الله عنها، فلذلك الذي بينجو هذا، إذا الله رضي عن العامل وعن عمله، غير ذلك لا ينجو أحد، فماذا بعد الحق إلا الضلال!.
فلذلك ما يرضى الله سبحانه وتعالى عن العبد هذا يدخل في دينه بجهل ويعمل بجهل، ويعبد الله على حرف يعني على جهل، فالله سبحانه وتعالى ما يرضى عن هذا، ولذلك شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين في تعليقه على صحيح مسلم، وكذلك في شرح رياض الصالحين، وغير ذلك من الكتب، في حديث أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها، والحديث في صحيح مسلم النبي صلى الله عليه وسلم علمها أمر مهم جدا في هذا الأمر رضا الله سبحانه وتعالى، فإذا أردت أن يرضى الله عنك وعن عملك عليك بهذا الدعاء مع بقية الأصول وتطبيق الكتاب والسنة «سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزينة عرشه ومداد كلماته» رضا نفسه كيف تحصل على رضا الله سبحانه وتعالى؟ عليك بهذا الدعاء، وهذا الدعاء من أذكار الصباح، فعليك به في أذكار الصباح وبقية الأذكار في المساء والصباح، إذا أردت الله سبحانه وتعالى يرضى عنك «ورضا نفسه».
فبين شيخنا هذا الدعاء عظيم إذا تقوله دائما يرضى الله عنك، وسبحان الله وبحمده كلمة عظيمة، وعند الناس الكلمة هذه يسيرة خفيفة، سبحان الله وبحمده يسيرة خفيفة على اللسان لكن أمرها عظيم، وهي كل شيء موجود، فهذه الكلمة تزنه، الآن النبي صلى الله عليه وسلم بين سبحان الله وبحمده عدد خلقه، فهي أعظم من أعداد الخلق، والخلق من يحصيهم؟ ما يحصيهم إلا الله ما أحد يستطيع، فسبحان الله وبحمده عدد خلقه عدد الخلق، انظروا إلى الجبال كم؟ كم جبل في العالم اللي يعلم بها الناس واللي ما يعلم بها، انظر إلى الأرض وثقل الأرض وسعة الأرض، انظر إلى ثقل السماوات السبع وسعة السماوات كم؟ حتى كل سماء فيها خلق من الملائكة يحملون الملائكة هؤلاء رغم أن السماء ليس لها أعمدة.
انظر إلى الطيور، كم طير موجود في العالم من خلق آدم إلى آخر هذه الدنيا كم؟ وكم نوع؟ انظر إلى أنواع الطيور كم، وانظر إلى الحيوانات كم حيوان وكم أنواع كل حيوان نوع، الأنواع هذه ما يحصيها إلا الله، انظر إلى الرمل كم رملة الآن على وجه الأرض، التراب كم، الغبار، النجوم كم نجم، الكواكب، كل عدد خلقه، سبحان الله وبحمد عدد خلقه، يعني أعظم كلمة خفيفة لكنها عظيمة أعظم من الخلق، ورضا نفسه تحصل بها رضا الله سبحانه وتعالى.
والنفس بسكون الفاء، هذه النفس أثبتها أهل السنة والجماعة لله سبحانه وتعالى، وأن لله نفس، ونفسه ذاته، نفس الله ذات الله كما بين شيخنا الشيخ محمد بن صالح بن العثيمين، وشيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى، وكذلك الإمام ابن القيم في مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، فبين الإمام ابن القيم هذا الأمر، كذلك في المنار المنيف الإمام ابن القيم شرح هذا الحديث بينه، فالنفس هي ذات الله سبحانه وتعالى.
ولذلك الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿ويحذركم الله نفسه﴾ [آل عمران:28]، وهذا تهديد للخلق، هذا دليل إثبات النفس لله سبحانه وتعالى، لكن نفس الله تليق به، ذات الله تليق به ليس نفس المخلوقين، النفس سكون الفاء، النفس بفتح الفاء من التنفيس، والنفس هذا صفة لله سبحانه وتعالى إثبات الصفة له، فمعنى النفس الذي ينفس الله سبحانه وتعالى كروبهم الله سبحانه وتعالى هو الذي ينفس عن الناس كرباتهم وحاجاتهم ويقضي حاجاتهم، فليس النفس من الهواء، هنا النفس ليس من الهواء لأن النفس للمخلوق يطلق على الهواء الذي يخرج من الجوف ويدخل في الجوف هذا نفس، يعني بفتح الفاء.
فالنفس وهو الهواء الذي يخرج من الجوف هذا للمخلوق، من ماذا؟ من التنفس هذا للمخلوق له نفس، وأما بالنسبة لله سبحانه وتعالى فلا نثبت الهواء والنفس الذي هو هواء لأن هذا لم يثبت في الكتاب ولا في السنة، بل النفس من التنفيس الذي هو تنفيس الكروب وحاجات الخلق، والنفس هنا صفة لله سبحانه وتعالى فلا ينفس عن الخلق إلا الله سبحانه وتعالى، وهناك أحاديث ضعيفة وإن كان عدد من أهل العلم صححها كشيخ الإسلام ابن تيمية وغيره ابن القيم كذلك شيخنا في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم «أجد نفس الله في اليمن»، والنفس هنا ليس الهواء الذي يخرج من الجوف وكذا لا، هو تنفيس الكروب، ومع هذا حديث ضعيف.
فلا بد أن نعرف هذه الأمور، فالنفس بفتح الفاء من التنفيس هذه صفة لله سبحانه وتعالى، والنفس بفتح كذلك الفاء فهذا الذي يطلق على المخلوق هذا الهواء الذي يخرج من الجوف ويدخل في الجوف وهو من التنفس، النفس من التنفس هذا للمخلوق، ولذلك لعلك تقرأ أيها طالب العلم هذه الأمور في كتب أهل الحديث، أو كتب أهل البدع، أو الفقهاء تختلط عليك الأمور، فلا بد أن تفهم هذا الأمر جيدا، فلذلك إثبات النفس لله سبحانه وتعالى وهذه النفس تليق به ﴿ويحذركم الله نفسه﴾، والله سبحانه وتعالى يحذر الناس من خاف الله واتقى الله وقام بدينه على العلم الله سبحانه وتعالى حفظه من الشرور والأمراض وغير ذلك، والذي لا يطيعه ولا يلتفت ويعرض ولم يهتم سلط الله عليه مرض كورونا ولا غيره؛ لأن الله سبحانه وتعالى هدد الخلق بهذا الأمر في كل زمان ومكان فليعرف الناس وإن ربك لبالمرصاد لأهل الكفر في الخارج وأهل البدع في الداخل، فأهل البدع لا تغترون بهم ولا بأموالهم ولا بسيطرتهم، فالله سبحانه وتعالى يقضي عليهم ويعاقبهم بمشيئته ليس بمشيئة أحد، أنت اصبر وانظر ماذا الله يفعل.
انظر ماذا فعل في الرافضة في إيران وفي غير ذلك، وفي الشيوعيين الصين وغيرهم وغيرهم، والله فاضحهم أن الناس مب عدله، وناس من الخلق غير عادلين، ولذلك الكل يذم الرافضة والمبتدعة كما لا يخفى عليكم، فأنت لا تصير مثل هؤلاء الرافضة المبتدعة وتصير مثل المتحزبة، وتصير مثل الأشترية وغيرهم، ولا تصير مثل المتنصبة همك الدينار والشهرة وكذا، وتبغي تخطب على جهل، تبغي تأم على جهل، تريد تحصل شهادة لازم تلصق عند المتنصبة عشان يظهروا لك شهادة دكتوراة ولا ماجستير في أي جامعة، فاترك عنك هذه الشهادة إذا بتأتي من تحتهم وتنفتن في المتنصبة والمتحزبة والمقلدة اتركها، - خذلك كيس سميت ولوته وحطه في كبنك - أفضل لك من هذه الشهادة.
فلذلك اعرف هذه الأمور إذا هذه الشهادة بتحصلها بأمن وأمان، دينك باق عقيدتك باقية، تتوخى رضا الله سبحانه وتعالى وتقوم بالسنة فأهلا وسهلا، لكن ما يعتمد الشخص على هذه الشهادة لا بد يدرس عند أهل الحديث يتعلم دينه، وإلا إذا عنده هذه الشهادة المتحزبة ويريدون يذلونك معهم، وتقوم ببدعهم وأعمالهم الخسيسة فلا، ولله الحمد نحن أخذنا هذه الشهادة الجامعية بأمن وأمان، ولم نرضخ للمتحزبة السرورية والقطبية في بلد الحرمين ولا في أي مكان، وكنا معهم معارك وحروب لا لها أول ولا لها آخر، قمعهم في أماكنهم وتبيين أمرهم والتحذير منهم، ولله الحمد الله رزقنا السنة وإقامة السنة والتحذير من البدعة.
يعني الآن من 35 سنة ولله الحمد ما خضعنا لأهل البدع ولا في شيء، فأنت إذا بتحصل من تحتهم شهادة أو أي شيء وأنت في أمن وأمان وفي هذا الدين ولم تكن معهم فأهلا وسهلا، وإلا فلا لأنه كما بينت لكم في أحكام الأجساد والأرواح كل واحد بيأتي إلى الله فردا، ما فيه لا مع هذا الحزب ولا مع هذا الحزب ولا أي شيء، الله بيحاسبك لوحدك، فانظر فلذلك لا بد أيها العامل تأتي أنت يوم القيامة الله سبحانه وتعالى رضي عنك ورضي عن عملك، هذا هو الفوز العظيم الذي الكل يتمناه، لكن هيهات هيهات يتمنون على بدع وشرك وأهواء مضلة ما فيه.
«وزنة عرشه» ما معنى زنة؟ الوزن، زنة من الوزن وليس زنة من الزينة، فالزينة المعروفة الأشياء الطيبة الجميلة الأشكال، أما زنة عرشه، سبحان الله وبحمده زنة عرشه، يعني هذه الكلمة خفيفة على اللسان تزن العرش وزيادة كذلك، العرش عرش الله عظيم ما يعرف كيفية عرشه إلا الله، ولا سعة عرشه ولا ثقل عرشه إلا الله، وغدا سوف نتكلم شيئا عما قيل عن العرش كلها أحاديث ضعيفة ومنكرة، ولا أحد يعرف شكل هذا العرش ولا سعته ولا كيفيته، كيفيته مجهولة، لم يثبت لا في الكتاب ولا في السنة أن الله بين أو النبي بين أن العرش كذا وكذا، وهو أعظم المخلوقات وأثقل المخلوقات على الإطلاق ما فيه، الأرض كم ثقل الأرض؟ ما أحد يستطيع يزن الأرض كم ثقل الأرض.
السماوات والأرض مثل الحلقة إذا رميتها في الصحراء، وإن كان الحديث ضعيف لكن معناه صحيح، لو وضعت الأرض في العرش مثل الحلقة مثل الحجارة الصغير لسعة العرش وعظمة العرش، ﴿رب العرش العظيم﴾ [التوبة:129] الله يقول هكذا، ما قال الله العرش، رب العرش العظيم عرش عظيم.
وحملة العرش ثمانية يحملون العرش، وللعرش قوائم هذا ثابت في السنة، للعرش قوائم كل قائمة عليها ملك، كيف أشكال هذه الملائكة؟ ما يعلمهم إلا الله فيه أحاديث منكرة، ولا سعتهم ولا كيفيتهم ولا كبرهم ما في أحد يعلم بهم إلا الله يحملون العرش، وحديث الأوعال الذين يحملون العرش هذا حديث منكر رغم أن شيخ الإسلام ابن تيمية صححه، ابن القيم يميل لتصحيحه لكنه ليس بصحيح، لكي تعرفون حتى لو كان عالما يصحح بمثل هذه الأحاديث المنكرة ما يقبل وهذا اجتهاد، الأوعال جمع وعل وهو التيس، ما يصير الملائكة كل واحد تيس مثلا وحاملين العرش فوق ظهورهم، هذا حديث منكر، فلذلك خاصة الأمور الغيبية ما تؤخذ إلا من القرآن والسنة الصحيحة والآثار الصحيحة وإلا فلا، وحملة العرش لا أوعال ولا شيء هم ملائكة لا يعلمهم إلا الله.
وسبحان الله وبحمده تزن العرش هذا العظيم زنة عرشه، الزنة هنا من الوزن وليس من الزينة فتزن العرش، سبحان اللهوبحمده تزن العرش، انظر إلى عظمة العرش وثقل العرش، وبين شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى أن العرش أثقل الأوزان العرش أثقل الخلق، ومع هذا سبحان الله وبحمده تزن العرش انظر!، وهذه كلمة عظيمة لا ينساها طالب العلم ولا ينساها كل مسلم يقولها صباحا.
«ومداد كلماته» كلمات الله سبحانه وتعالى ليس لها نهاية، ما لها حدود ولا غاية، ما لها نهاية، وسبحان الله وبحمده عظيمة، يبين النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الكلمة كلمة عظيمة، ومداد كلماته، وتزن عرشه وعدد خلقه، فأمرها عظيم هذه الكلمة، وقل من يقولها، وأكثر الناس غافلون عن المعنى معنى هذا الحديث، يقولون هذا الحديث حفظا، لكن معناه ما يعرفون شيئا فيه، فسبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته هذه الكلمات لا ينساها طالب العلم.
فلذلك النبي صلى الله عليه وسلم بين في هذا الحديث رضا الله سبحانه وتعالى، فلا تخرج من هذه الحياة إلا راض عنك وراض عن عملك وإلا هلك الناس كيف ذلك؟ انشط في دين الله سبحانه وتعالى، وفي العلم، وفي تعليم الناس القرآن والسنة على قدر استطاعتك على قدر علمك تحت أهل العلم، ونشر التوحيد والأصول والأحكام الصحيحة في الفروع، وانشط والله سبحانه وتعالى يسر نشر العلم، وهذا التيسير لم ييسره الله سبحانه وتعالى للناس في القديم من طريق هذه الهواتف وغيره، فأمر هذا عظيم.
فالأمر الأول رضا الله عن العامل، الأمر الثاني عن العمل هذا لا بد مع الإخلاص وتبعية النبي صلى الله عليه وسلم، فما يقبل العمل إلا بشرطين الإخلاص والتبعية، لكن غفل الناس عن الأمر الآخر وهو رضا الله عن العامل حتى الله يقبل منه، والعمل حتى الله يقبل العمل، وإلا ما فيه لو عمل العبد أعمال كالجبال بدون إخلاص بدون التبعية، والله غير راض عن العامل ولا عن عمله هباء منثورا ما فيه فائدة، فهؤلاء الصوفية والطقات الآن عملوا أعمال كثيرة هباء منثورا كلها شرك وبدع وضلالات، ويأتي في مماته يعرف، فلذلك لا بد.
فانظر الآن إلى القرضاوي هذا الزنديق عمل أعمال خبيثة وضلالات، سفك الدماء، وبدع وهدم بلدان الإسلام، والتحريض والقتل وغيره، هذا عنده القرضاوي عمل صالح، كيف يكون عمل صالح؟ هذا العمل هو راض عنه القرضاوي، الله غير راض عن عمله ولا راض عنه، فالله سبحانه وتعالى غير راض عن العمل ولا العامل، ولذلك ترى هؤلاء تخبطون في توباتهم رجعنا تبنا مثل القرني والقرن وقرون وغيرهم، خبط وخلط في التوبات لماذا؟ هؤلاء ما عندهم أصول ما عندهم علم صحيح يوجهون أنفسهم ويوجهون غيرهم ما عندهم، فما يعرف الواحد يوجه نفسه ولا يوجه غيره، ومع هذا بعد راكب رأسه.
وبين الشيخ الألباني في «السلسلة الصحيحة» أن هؤلاء يركبون رؤوسهم، ويقول وهذه المصيبة، فيركب رأسه ورأسه حجارة بتصيده المطرقة في قبره، وبعد ذلك ينفتح ويلين، الصمية هذه بتصير، فلذلك لا بد نعرف، فهؤلاء يأتون وتضرب رؤوسهم إلى الآن، المطرقة هذه لمن؟ الله سبحانه وتعالى خلقها لمن؟ حق هؤلاء الرؤوس اللي تشيلها، الرؤوس اليابسة هذه ما تلين الآن كلمة من بعد صلاة العشاء للفجر وهو على هذا الرأس، هات لنا الآن رافضي وانصحه عن التشيع والرفض وغيره وغيره، ولا شيء، لكن بتصيد المطرقة يلين، فلذلك اعرف هذه الأمور.
فالخطيب هذا كما بينت لكم لا بد أن الله يرضى عنه حتى يخطب ويرضى عن عمله، شنو بيخطب الناس بدع وضلالات وأحاديث ضعيفة لا، لا بد أحاديث صحيح وفقه صحيح كيف ذلك؟ ﴿فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون﴾ [النحل:43] على هؤلاء الخطباء يسألون أهل العلم، ولذلك الإمام ابن القيم بين للناس ماذا يفعل هذا الخطيب.
يقول الإمام ابن القيم في «زاد المعاد» ملخصا هدي النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته: (وكان مدار خطبته على حمد الله والثناء عليه بآلائه وأوصاف كماله، ومحامده وتعليم قواعد الإسلام، وذكر الجنة والنار والمعاد، والأمر بتقوى الله وتبيين موارد غضبه ومواقع رضاه، فعلى هذا كان مدار خطبته أو خطبه)، هذا كلام ابن القيم، هكذا يكون الخطيب، وإلا هلك، وبيأتي في مماته هذا الخطيب يعرف، لا بد يبين عن أحكام الأسماء والصفات، ويبين عن العقيدة الصحيحة، ويبين عن التوحيد توحيد الألوهية توحيد الربوبية توحيد الأسماء والصفات، ويثني على الله سبحانه وتعالى ويعرف كيف يثني على الله، ما بيأتي أشياء لم تثبت في الكتاب والسنة ولا يعرف كيف يثني على الله، وتعليم قواعد الإسلام، أين الخطيب اللي يعلم قواعد الإسلام الآن؟ ما فيه إلا من رحمه الله سبحانه وتعالى.
وذكر الجنة والنار، أحكام الجنة من يستطيع يبين، لو تكلم عن الجنة كلها أحاديث ضعيفة، وممكن في حديث حديثين صحيحان والباقي لا، والنار كذلك ما عندهم إلا ويل، ويل واد في نار جهنم هذا بس اللي يعرفه، الويل لك يا الخطيب ولا واد في جهنم ولا شيء، كلها أحاديث منكرة وتقليد، وأشياء كثيرة ومنكرة يأتون بها وعن المعاد، إيش عرفهم عن المعاد عن الحشر أحكام الحشر، وأحكام الميزان، وأحكام الصراط وأحكام الحوض، وغير ذلك من هذه الأهوال والأمور العظام، لو دخل فيها الخطيب يخبط ويخلط، وهذه أمور غيبية وبيعتمد على التقليد والأحاديث الضعيفة، فلذلك هذا الخطيب ما يستطيع يضبط هذه الأمور.
والأمر بتقوى الله وتبيين موارد غضبه ومواقع رضاه، الأشياء التي يسخط الله سبحانه وتعالى فيها من يبينها لهم، لو عندهم شيء لأظهروه، ومواقع رضاه الأعمال التي يرضى الله عنها ويرضى عن العامل ما في، فعلى هذا كان مدار خطبه صلى الله عليه وسلم.
وقال الإمام ابن القيم في «زاد المعاد»: (وكان يعلم أصحابه في خطبته قواعد الإسلام وشرائعه، ويأمرهم وينهاهم في خطبته إذا عرض له أمر أو نهي)، فهؤلاء الخطباء ماذا يعلمون الناس؟ ما يعرفون شيء ولم يتعلموا أصلا، خطبوا بجهل، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الصحابة رضي الله عنهم قواعد الإسلام، هؤلاء ما يعرفون القواعد ولا الأصول، ولا أسس الدين والشرائع، هؤلاء يستطيع واحد منهم يشرح صحيح البخاري! من أوله إلى آخره كله شرائع، أحكام الطهارة، وأحكام العلم، وأحكام الصيام، وأحكام الحج، وأحكام الجنائز، وأحكام التوحيد والاعتقاد، وأحكام التفسير وغيره وغيره، ما يعرف واحد منهم، فكيف يخطب هذا؟ ما عنده قواعد الإسلام والشرائع، والأوامر والنواهي ما يعرفون هؤلاء النواهي إلا عن تقليد.
فلذلك انظر الآن ماذا يقول الإمام ابن القيم، فلا بد الناس إذا أرادوا أن يدخلون في الدين ويكونوا دعاة، ويدرسون الناس الدين ويخطبون الناس ويؤمون الناس، ويدخلون المساجد ويريدون أن يدرسوا في المساجد فلا بد من العلم، هؤلاء أصلا فيهم كبر الآن، ما ترى هؤلاء يريدون يتعلمون، ظن أنه أربع سنوات ذهب إلى الجامعة وأتى إلينا أنه حصل علم، وهو ولا حصل شيء من العلم، فيخطب بالناس ويؤم بالناس، فلذلك لا بد علينا أن نعرف هذا.
ولذلك يقول أنس بن مالك رضي الله عنه أن عمر رضي الله عنه رأى رجلا يخطب فأكثر طول وقال أقاويل وعظ الناس، فقال عمر رضي الله عنه: «إن كثيرا من الخطب من شقاشق الشيطان» أثر صحيح، أخرجه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم»، وابن وهب في «الجامع في الحديث»، وابن أبي الدنيا في «الصمت»، وفي «الغيبة»، والبخاري في «الأدب المفرد»، والبغوي في «شرح السنة» تعليقا، وإسناده صحيح، فانظر أكثر هذا في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول هذا الأمر، أكثر الخطب من الشيطان يعني، فالشيطان يملي على هؤلاء الخطباء الجهلة وهم يأخذون منه لماذا؟ لأنهم جهال، ويأخذون من شيطان الإنس ويملي عليهم هذا، هؤلاء الشيطان الإنسي والشيطان الجني يملون على هذا الخطيب ويخطب بالباطل بالأحاديث الضعيفة، ويظن أنه يعلم، ولا بعد يلبس البشت وليس أهلا للبشت ولا شيء هذا، البشت يا أيها الخطب خله حق عرسك.
فلذلك نظر عمر بالخطاب رضي الله عنه أمير المؤمنين يحذر من هؤلاء، وأن أكثر الخطب من الشيطان، فانظر في الخطباء في العالم الآن، حتى تراهم الآن يعني الناس في خوف من مرض كورونا هذا، ما في أحد تكلم رخص الناس ألا يحضروا المساجد لأنه معدي وخطير وينتشر بسرعة، والحكومات تحذر من هذا الأمر، وعن الاجتماعات، وعن كذا وعن كذا، ولا سمعنا خطير من المتنصبة في العالم كله الآن أنه قال للناس ترخصوا في صلاة الجمعة لأنه اجتماع كبير والناس يخافون، والعوام عرفوا أن هذا رخصة فلم يأتوا إلى الجمع ولا المساجد، فيه أناس عدد كبير من العوام من المصليين لم يأتوا، ولذلك حتى بعض الجوامع قليل فيها ولم يجوز المتنصبة في العالم كله للناس.
ورغم أن ولاة الأمر جوزوا للناس في تغليق المدارس والجامعات وأشياء أخرى، وحتى أن ولاة الأمر في بلد الحرمين منعوا إتيان الناس العمرة رغم أن العمرة أمرها عظيم، ولم يقولوا للناس مثل هؤلاء يقولون للناس تعالوا بس لا تسلمون وكذا، ولاة الأمر أغلقوا المدارس بالكلية، وفقوا في هذا الأمر؛ لأن هذا الأمر توفيق من رب العالم، وهؤلاء للآن ولم نسمع بهذا الأمر، النبي صلى الله عليه وسلم في الرخص أغلق مسجده وقال للناس صلوا في رحالكم، والآن الخطباء المتنصبة وأهل الفتاوى وغيرهم المتنصبة في العالم ما قالوا للناس صلوا في رحالكم، هذا يدل أن هؤلاء غير فقهاء، فإذا تريد أن تعرف الفقيه الذي يعرف الرخص جملة وتفصيلا.
فانظر الشيخ الألباني فقيه بين في سؤاله عن الرخص قال: الرخص ما تحصى، كل واحد ورخصه غير، فهذا ممكن أنه ما يأتي الصلاة بالكلية على حسب عذره، وممكن هذا يأتي صلاتين ثلاث صلوات ما يحضر على حسب عذره، وانظر شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين كذلك فقيه، انظر كيف يرخص للناس ويتكلم في مسائل دقيقة في الرخص هذا فقيه، والمتحزبة يعترفون بهذا، الشيخ ابن باز يرخص ويعرف كيف يرخص للناس، فهؤلاء فقهاء فإذا أردت أن تعرف الفقيه والفقهاء في هذه الحالات في هذه الظروف الآن من مرض كورونا وغيرها تعرف أن فيه فقهاء أو لا، ولذلك الله المستعان إلا من رحم الله منهم ما في أحد تكلم قال صلوا في رحالكم ما في، ولا نسمع أذان يقول صلوا في رحالكم، ولذلك يعلمون بهذا الأحاديث.
فصلوا في رحالكم في البرد أو كذا أو كذا، أو في أمراض، أو في خوف، أو في حروب الناس خائفة الآن ما نسمع تطبيق هذه السنة، أين الفقهاء؟ ما في، أين المتنصبة ناصبين نفسهم الله فضحهم الآن في هذه الأيام ما لهم شيء يتكلمون فيه ويرخصون للناس يقولون للناس صلوا في رحالكم، هذا يدل على أن أكثرهم ليسوا بفقهاء، متنصبة مقلدة، وهكذا الله سبحانه وتعالى يجري هذه الأمور ليفضح ناس، ليس بس فقط اللي يصيبهم هذه الأمراض مثل الرافضة في إيران والصين وغيره لا، يفضح كذلك المتنصبة مسويين نفسهم علماء وفقهاء وهم ما يعرفون شيء، ولا يعرفون كيف يوجهون الناس الآن.
وهذا الأمر الآن في سنة 1441 في رجب في الشتاء، ورغم أن هناك ثلوج في بلدانهم بلدان المتنصبة، ومع هذا يقولون للناس الأذانات موجودة، والناس يذهبون يصلون في الثلوج، ولم يفتي أحد من المتنصبة أن صلوا في رحالكم وقولوا للناس، فليجتمعوا مثل ما اجتمع ولاة الأمر، وبينوا لشعوبهم أنه ما يحضرون المدارس وغيره وغيره، يجتمعون المتنصبة في العالم في بلدانهم ويتشاورون ويفتون للناس على حسب الشرع؛ لأن الناس الآن في خوف ومرض معدي الآن ينتشر شيئا فشيئا، والمتنصبة في العالم محلك سر ما في أحد.
فلذلك على الناس في البلدان أن يؤسسوا لهم فقهاء، طلبة علم فقهاء، يدرسونهم على يد أهل السنة والجماعة، وإذا ما في خلاص على الناس إذا المتنصبة ما يريدون يتفقهون ولا يدرسون، على الناس يطبقون السنة، فلذلك في هذه الأيام الآن لوجود هذا المرض الآن مرض كورونا وانتشاره ومعدي وقاتل وخطير على الناس ألا يحضروا لا صلاة جمعة ولا الصلوات الخمس، الله سبحانه وتعالى يعذر الناس، والله سبحانه وتعالى دينه دين يسر، والله سبحانه وتعالى ما يحب الناس يتضررون لا في الأمراض ولا في غيره، ولا يهلكون، ولا يشق عليهم ﴿يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر﴾ [البقرة:185]، فلذلك على الناس يطبقون هذه السنة قالوا هؤلاء صلوا في رحالكم أم لم يقولوا، فعلى الناس يطبقوا السنة ولا يأتوا، وإلا كيف نقول للناس تعالوا وما تسالمون، اشلون ما تسالمون.
ولذلك ولاة الأمر وفقوا قالوا للناس لا تأتوا نهائيا المدارس يحذروا الناس، نفس الشيء الآن المساجد غير والمدارس غير، والمعاهد غير والمساجد غير، نفس الشيء كلها أماكن يجتمع بها الناس، فلذلك هذه رخصة للناس الآن، والذي يطبق هذه الرخصة ولا يأتي الجمعة ولا يأتي الخمس صلوات الله سبحانه وتعالى يعطيه أجرين؛ أجر تطبيق السنة للرخصة لأن الله يحب أن تؤتى رخصه، وأجر الصلاة في البيوت، في الأعمال، في أي مكان فيها الناس يصلون، وهذه السنة وبينا.
ولذلك نقول لهؤلاء المتنصبة والمقلدة ادرسوا أحكام الرخص بتأتيكم أيام تحتاجون إلى الإفتاء في هذه الرخص، وكذلك بتأتي ولا يعرفوا يتصرفوا، ثلوج يقولوا لك اجمعوا وتوضأوا، كيف هذا؟ المفروض تقولون لا تأتوا، لا بعد في بلد في الغرب بيجمعوا ومصليين على الثلج، أي جمع هنا ما في جمع، ما تأتوا تصلوا نهائيا صلوا في بيوتكم، هذا كان فعل النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، هؤلاء حرموا السنة الصحيحة، وآثار الصحابة وفقه الصحابة، وركنوا إلى الفقه الذي عندهم.
فلذلك لا بد نعرف منهج الطائفة المنصورة الناجية، ونعرف أمة الإجابة فنتبعها، وإلا في هذه البلدان خبط وخلط في الدين، ولا يعذر الشخص بجهله إذا مشى مع هؤلاء وأخذ عنهم أو درس عندهم، فغير معذور جهله، فمؤاخذ لأن الله سبحانه وتعالى لا بد يجري الأحكام الصحيحة على يد أناس في كل زمان لا بد؛ لأن الله سبحانه وتعالى بين هذا الأمر، والرسول صلى الله عليه وسلم بين >لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين< على سبيل الاستمرار ما تنقطع، فعلى الناس اتباع أمة الإجابة ليس هؤلاء أمة التحزب وأمة التقليد، وهمهم المنصب والشهرة، فلذلك اعرف هؤلاء أهل دنيا.
فلعل نأخذ آخر إن شاء الله.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.