القائمة الرئيسة
الرئيسية / سلسلة الإجابات الأثرية على السؤالات السفلية / سؤالات الطلبة السلفيين والطالبات السلفيات فتاوى: أحكام الصيام الصحيحة

2024-10-30

صورة 1
سؤالات الطلبة السلفيين والطالبات السلفيات فتاوى: أحكام الصيام الصحيحة

       
 
 
    شكل بيضاوي: 2

 

 

 

 

 

سؤالات

الطلبة السلفيين والطالبات السلفيات

 

 

لفضيلة العلامة الشيخ

فوزي بن عبدالله بن محمد الحميدي الأثري

حفظه الله

 

فتاوى: أحكام الصيام الصحيحة

 

 

 

اعداد: طلبة العلم

 

 

 

    

فتاوى الصيام الصحيحة

الفتاوى الصغرى

 

1) سئل؛ فضيلة الشيخ فوزي الأثري حفظه الله: بارك الله فيكم؛ ما هو تعريف الصيام الصحيح؟.

فأجاب فضيلته: (الصيام في اللغة: مصدر صام يصوم صوما وصياما، ومعناه أمسك؛ أي: هو الإمساك عن الشيء، ومنه: قوله تعالى في قصة مريم: ]فقولي إني نذرت للرحمن صوما[ [مريم:26]؛ أي: إمساكا عن الكلام، وقيل: للصائم صائم لإمساكه عن الطعام والشراب والجماع.

وفي الشرع: فهو التعبد لله تعالى بالإمساك عن الأكل والشرب، وسائر المفطرات من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس). اهـ

2) سئل؛ فضيلة الشيخ فوزي الأثري حفظه الله: أحسن الله إليكم؛ ما هو حكم الصيام؟.

فأجاب فضيلته: (حكم الصيام: أنه فرض على المسلم البالغ العاقل القادر على الصيام؛ لقوله تعالى: ]يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون[ [البقرة:183]، وقوله تعالى: ]فمن شهد منكم الشهر فليصمه[ [البقرة:185]، ولقوله r: (صوموا لرؤيته). أخرجه البخاري في «صحيحه»، ومسلم في «صحيحه» عن أبي هريرة t، وقد أجمع العلماء

على فرضيته في الإسلام). اهـ

3) سئل؛ فضيلة الشيخ فوزي الأثري حفظه الله: أحسن الله إليكم؛ ما هي مرتبة الصيام في الإسلام؟.

فأجاب فضيلته: (مرتبة الصيام: أنه أحد أركان الإسلام، والتي بني عليها، وهو الركن الرابع من أركان الإسلام، فهو ذو أهمية عظيمة في مرتبة الدين الإسلامي، لقوله r: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان). أخرجه البخاري في «صحيحه»، ومسلم في «صحيحه» عن ابن عمر رضي الله عنهما، ولأهمية هذا الركن في الإسلام كان ولابد من إعطائه حقه من العناية). اهـ

4) سئل؛ فضيلة الشيخ فوزي الأثري حفظه الله: عفى الله عنكم؛ متى فرض الصيام؟.

فأجاب فضيلته: (فرض الصيام في السنة الثانية من الهجرة، بالإجماع، وصام النبي r تسع رمضانات إجماعا، وفرض أولا على التخيير بين الصيام، والإطعام، ثم تعين الصيام). اهـ

5) سئل؛ فضيلة الشيخ فوزي الأثري حفظه الله: جزاكم الله خيرا؛ ما هي الحكمة من إيجاب الصيام؟.

فأجاب فضيلته: (إذا قرأنا: قول الله تعالى: ]يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون[ [البقرة:183]؛ عرفنا ما هي الحكمة من إيجاب الصوم، وهي: التقوى، والتعبد لله تعالى، والتقوى: هي ترك

المحارم، وهي عند الإطلاق: تشمل فعل المأمور به، وترك المحظور). اهـ

6) سئل؛ فضيلة الشيخ فوزي الأثري حفظه الله: أحسن الله إليكم: ما هو حكم من أنكر فرضية الصيام، أو أقر بفرضيته، لكنه ترك صومه؟.

فأجاب فضيلته: (أجمعت الأمة على وجوب صيام شهر رمضان، فمن أنكر وجوبه فهو كافر، لأنه أنكر أمرا معلوما بالضرورة من الدين، ومن تركه تهاونا، وامتنع من صومه؛ مع الإقرار بوجوبه، وهو مصر على عدم الصوم، فهو كافر مرتد أيضا على الصحيح من أقوال العلماء المتأخرين، لأنه لا يظن على مسلم أنه يصلي، ويقوم ببقية الفرائض، وأنه تمر عليه السنوات ثم لا يصوم شهر رمضان، فهذا يستبعد أن يكون مسلما.

بل بعض العلماء يشك في إسلامه، ويظن به الزندقة لأنه منافق، ذلك لأن الإسلام بني على خمس؛ منها: صوم شهر رمضان، فمن ترك أصلا واحدا من هذه الأصول فقد هدم الإسلام، ومن هدم الإسلام كفر وارتد في الدين، لأنه لا يتصور أن مسلما يؤمن الإيمان الثابت في قلبه بأن الله تعالى فرض عليه الصيام، ويعيش دهره لا يصوم من رمضان، ولا يؤدي حق الله تعالى فيه، فهذا ممتنع، ولا يصدر إلا مع نفاق القلب، وزندقة لا مع إيمان صحيح.

والسلف لم يفرقوا في هذه الأصول لمن تركها، أو ترك بعضها، لم يفصل بهذا التفصيل إلا الفقهاء المتأخرون في هذه الأصول العظيمة، بقولهم: إذا أنكر وجوبه فهو كافر، وإذا تركه تهاونا مع الإقرار بوجوبه لا يكفر، بل يفسق؛ ومنهم: من أمر بقتله، ومنهم: من أمر بعدم قتله، والمقلدة بجميع أنواعهم يقلدون بمثل هذه الفتاوى

 للمتأخرين بدون دراية.

فمثل هذا التفصيل لا يأتي إلا من الفقهاء المتأخرين، لذلك لا يلتفت إلى تفصيلهم في ذلك، ولا يوجد عندهم أي دليل من الكتاب والسنة والآثار على هذا التفصيل في ترك هذه الأصول التي بني عليها الإسلام، فمن هدمها أو هدم بعضها فقد هدم الإسلام من قلبه، وكان من المنافقين الضالين.

والعجيب أن الفقهاء يقولون: من ترك الشهادتين يكفر، وكذلك من ترك الصلاة، لكن من ترك بقية الأصول لا يكفر، بل يفسق!، رغم أن الإسلام بني على الشهادتين، والصلاة، والزكاة، والصوم، والحج؛ فمن تركها، أو ترك بعضها فهو كافر منافق، فلماذا هذا التفريق في هذه الأصول، وهي خرجت من حديث واحد؛ لقوله r: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان). أخرجه البخاري في «صحيحه»، ومسلم في «صحيحه» عن ابن عمر رضي الله عنهما، والسلف لم يفرقوا في ترك هذه الأصول في هذا الحديث، لأن صوم شهر رمضان هو: ركن من أركان الإسلام، لا يتم إيمان المرء إلا به، فافهم لهذا ترشد). اهـ

7) سئل؛ فضيلة الشيخ فوزي الأثري حفظه الله: أثابكم الله؛ ما هي فضائل الصيام الصحيحة؟.

فأجاب فضيلته: (فضائل الصيام: 1) الصوم جنة؛ أي: وقاية للمسلم من الوقوع في الإثم والشهوة، وستر من النار يوم القيامة، 2) الصوم يدخل الجنة، 3) يوفى الصائمون أجورهم بغير حساب، 4) للصائم فرحتان: فرحة في الدنيا، وفرحة في الآخرة؛ إذا أفطر فرح بزوال جوعه وعطشه حيث أبيح له الفطر، وهذا الفرح طبيعي، وإذا أفطر يوم عيد الفطر فرح في الدنيا بما أنعم الله عليه بإتمام عبادة الصيام الذي هو من أفضل الأعمال الصالحة، ولا مانع من الحمل على ما ذكر، وإذا لقي ربه سبحانه فرح بصومه حين يجد جزاءه عند الله تعالى موفرا كاملا يوم القيامة، 5) الصوم والقرآن يشفعان لصاحبهما يوم القيامة، 6) خلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك، وهذه الرائحة، وإن كانت عند الناس مستقذرة، إلا أنها أطيب من المسك عند الله تعالى يوم القيامة، لأنها ناشئة عن طاعة، فهي محبوبة إلى الله تعالى، 7) الصوم كفارة من الذنوب، 8) الريان من أبواب الجنة يدخل منه الصائمون يوم القيامة؛ أي: الذين صاموا على السنة؛ وصح صومهم، فخرج بذلك المبتدعة؛ لأن صومهم ليس على السنة، بل على البدعة، فتنبه). اهـ

8) سئل؛ فضيلة الشيخ فوزي الأثري حفظه الله: جزاكم الله خيرا؛ ما هي فضائل شهر رمضان الصحيحة؟.

فأجاب فضيلته: (رمضان شهر خير وبركة حباه الله تعالى بفضائل؛ وهي كالآتي: 1) رمضان شهر القرآن الكريم، الذي أنزل فيه القرآن هدى لقلوب العباد ممن آمن به، واتبعه وصدقه 2) تصفد فيه الشياطين؛ أي: تسلسل وتوثق بالأغلال، والمراد: تغل فيه مردة الشياطين، فليس فيه إعدام الشر، بل قلته؛ لضعفهم وهذا أمر محسوس، فإن ذلك فيه أقل من غيره، إذ لا يلزم من تصفيد جميعهم أن لا يقع شر، ولا معصية، لأن لذلك أسبابا غير الشيطان؛ كالنفوس الخبيثة، والشياطين الإنسية، 3) إغلاق أبواب جهنم، 4) تفتح فيه أبواب الجنة، وفتحت أبواب السماء، وأبواب الرحمة؛ كل ذلك يتم في أول ليلة من شهر رمضان، 5) ليلة القدر في شهر رمضان وهي خير من ألف شهر، وهذه الليلة العظيمة التي أنزل الله تعالى في شأنها سورة تتلى إلى يوم القيامة، 6) غفران الذنوب: فمن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه).اهـ

9) سئل؛ فضيلة الشيخ فوزي الأثري حفظه الله: أثابكم الله؛ ما هي أركان الصيام؟.

فأجاب فضيلته: (أركان الصيام: الركن الأول: الإمساك عن المفطرات: فيجب على الصائم أن يمسك عن جميع المفطرات من الأكل، والشرب، والجماع وغيرها من مفسدات الصوم، الركن الثاني: الزمان: وهو أن يمسك الصائم عن جميع المفطرات من طلوع الفجر الصادق وهو النور في الصباح- إلى غروب الشمس؛ لقوله تعالى: ]وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل[ [البقرة: 187] إذن فإن للصيام ركنين). اهـ

10) سئل؛ فضيلة الشيخ فوزي الأثري حفظه الله: وفقكم الله؛ ما هي شروط الصيام؟.

فأجاب فضيلته: (للصيام شروط وجوب، وشروط صحة؛ لابد من توفرها فيمن يجب عليه الصيام.

أولا: شروط الوجوب: 1) الإسلام: فالكافر لا يلزم بالصوم ولا يصح منه، 2) البلوغ: فلا يجب الصيام على الصغير حتى يبلغ، 3) العقل: فالمجنون مرفوع عنه القلم، فلا يجب عليه الصيام، ولا يصح منه، 4) أن يكون قادرا على الصيام، فالعاجز

 عن الصوم لا يجب عليه الصوم.

ثانيا: شروط الصحة: 1) النية: ومحلها القلب والتلفظ بها بدعة، 2) الطهارة من الحيض والنفاس، فالمرأة الحائض، أو النفساء لا يصح منها الصيام؛ لوجود مانع منه، وهو الحيض والنفاس، وإنما يجب عليهما القضاء  بعد طهارتهما). اهـ

11) سئل؛ فضيلة الشيخ فوزي الأثري حفظه الله: أحسن الله إليكم؛ متى تبييت النية في صيام الواجب؟.

فأجاب فضيلته: (يرى الجمهور من المالكية، والشافعية، والحنابلة -وهو الراجح- أن صيام شهر رمضان، وغيره من الواجبات يشترط فيه أن ينوي صيامه من الليل قبل طلوع الفجر الصادق، لأنه صوم فرض؛ فافتقر إلى النية من الليل، لقول النبي r: (من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له)، وفي رواية: (من لم يجمع الصيام قبل الفجر، فلا صيام له) حديث حسن. أخرجه الترمذي في «سننه»، والنسائي في «سننه»، وغيرهما، وأجمع الصحابة y على ذلك، فلا يلتفت إلى من خالف هذا الحكم من المتأخرين). اهـ

12) سئل؛ فضيلة الشيخ فوزي الأثري حفظه الله: أحسن الله إليكم؛ هل تجدد النية لكل يوم من صيام رمضان؟.

فأجاب فضيلته: (يرى الحنفية، والشافعية، والحنابلة على الصحيح من مذهبهم، وغيرهم من العلماء أن النية يجب أن تكون لكل يوم بمفرده، لأنه صوم واجب، فوجب أن ينوي كل يوم بمفرده من الليل قبل الفجر الصادق، ولا تكفي نية واحدة لجميع الشهر إذا نوى صوم الشهر جميعه، ومن فعل ذلك بطل صومه في شهر رمضان، لأنه يعتبر متعمدا في ترك النية، فمن لم ينوه فليس له صوم، وكان في ذمته يوم القيامة، ولا تفيده فتاوى بعض العلماء في أنه يكفي نية واحدة لجميع الشهر، لأنها مخالفة للسنة النبوية، فيجب عليه أن يجدد النية في كل ليلة إلى آخر شهر رمضان؛ أي: فينوي أن يصوم رمضان كله، ثم ينوي كل ليلة أن يصوم غدا؛ لقول النبي r: (من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له)، وفي رواية: (من لم يجمع الصيام قبل الفجر، فلا صيام له) حديث حسن. أخرجه الترمذي في «سننه»، والنسائي في «سننه»، وغيرهما، وأجمع الصحابة y على هذا الحكم، إذا: فلا يلتفت إلى من خالف هذا الحكم من المتأخرين).اهـ

13) سئل؛ فضيلة الشيخ فوزي الأثري حفظه الله: وفقكم الله؛ متى تبييت النية في صيام التطوع؟.

فأجاب فضيلته: (يرى الجمهور من الحنيفية، والشافعية، والحنابلة، وغيرهم من الفقهاء -وهو الصحيح- أن صوم التطوع يجوز بنية من الليل، أو النهار ولو في آخره؛ أي: أنه يمتد إلى ما بعد الزوال، وعليه الصحابة y؛ ذلك لما روت عائشة رضي الله عنها: قالت: قال لي رسول الله r: ذات يوم: (يا عائشة، هل عندكم شيء؟ قالت: فقلت: يا رسول الله، ما عندنا شيء قال: فإني صائم). أخرجه مسلم في «صحيحه»). اهـ

14) سئل؛ فضيلة الشيخ فوزي الأثري حفظه الله: أحسن الله إليكم؛ بماذا يجب صيام شهر رمضان؟.

فأجاب فضيلته: (يجب صيام رمضان برؤية هلاله؛ لأن النبي r علق وجوب صيام شهر رمضان على رؤية الهلال، فقال r: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين). أخرجه البخاري في «صحيحه»، ومسلم في «صحيحه» عن أبي هريرة t، وأجمع الصحابة رضي الله عنهم على ذلك.

والرؤية الشرعية أمر محسوس يدركه عامة المسلمين، وهذا من يسر الشريعة الإسلامية، وعلى هذا لا يعتمد في دخول شهر رمضان على الحساب الفلكي لمنازل القمر؛ لأن ذلك مخالف للكتاب والسنة وإجماع الصحابة رضي الله عنهم، فلا يلتفت إلى الحساب الفلكي في دخول شهر رمضان وخروجه). اهـ

15) سئل؛ فضيلة الشيخ فوزي الأثري حفظه الله: أثابكم الله؛ وإن حال دونه غيم، أو غبار، أو نحوهما؟.

فأجاب فضيلته: (فإن لم تكن رؤية، ولم ير الهلال؛ بأن تكون السماء فيها من الغيم، أو القتر يعني: التراب- أو الدخان، أو الضباب، ومن كل مانع يمنع الرؤية في ليلة الثلاثين من شعبان، أكملت عدة شعبان ثلاثين يوما، لأن الشهر الهلالي لا يمكن أن يزيد عن ثلاثين يوما، ولا يمكن أن ينقص عن تسعة وعشرين يوما؛ بقوله r: (الشهر تسع وعشرون ليلة، فلا تصوموا حتى تروه، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين). أخرجه مسلم في «صحيحه» عن ابن عمر رضي الله عنهما). اهـ

16) سئل؛ فضيلة الشيخ فوزي الأثري حفظه الله: حفظكم الله؛ هل يجوز أن يعتمد في دخول شهر رمضان على الحساب الفلكي لمنازل القمر؟.

فأجاب فضيلته: (لا يجوز اعتماد دخول شهر رمضان على الحساب الفلكي لمنازل القمر، لأن الشارع علق هذا الحكم بأمر محسوس، وهو الرؤية المشاهدة.

والذين يربطون دخول شهر رمضان وخروجه بالحساب الفلكي يوجبون العنت والمشقة على المسلمين؛ فضلا عن كون الحساب عرضة للخطأ، وهو أمر خفي لا يعرفه كل أحد، لأن الناس لو كلفوا به ضاق عليهم؛ لأنه لا يعرفه إلا أفراد، والشارع إنما يعرف الناس بما يعرفه جماهيرهم، فكيف ينيط الله تعالى به أمرا شرعيا تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

إذا فلو قرر علماء الحساب المتابعون لمنازل القمر أن الليلة  هذه من رمضان، ولكن لم ير الهلال؛ فإنه لا يصام، لأن الشارع علق ذلك بأحد أمرين: 1) برؤية هلال رمضان، 2) أو إتمام شعبان ثلاثين يوما، وقد أجمع المسلمون على ذلك قديما وحديثا ولا يعرف فيه أي خلاف!.

لذلك فينبغي على الأمة الإسلامية أن تحصي عدة شعبان استعداد لرمضان، لأن الشهر يكون تسعة وعشرين يوما، ويكون ثلاثين يوما، فتصوم إذا رأت الهلال، فإن حال بينها وبين سحاب، قدرت له، وأكملت عدة شعبان ثلاثين يوما، لأن الله تعالى بديع السموات والأرض جعل الأهلة مواقيت ليعلم الناس عدد السنين والحساب، والشهر لا يزيد على ثلاثين يوما). اهـ

17) سئل؛ فضيلة الشيخ فوزي الأثري حفظه الله: وفقكم الله؛ ما معنى: قوله r: (فإن غم عليكم فاقدروا له)؟.

فأجاب فضيلته: (هذا الحديث ثبت عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله r ذكر رمضان فقال: (لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له). أخرجه البخاري في «صحيحه»، ومسلم في «صحيحه»، وأصحاب السنن، ومعنى: قوله r: (فاقدروا له)؛ من القدر: وهو الحساب المقدر، والمراد: به الإكمال، كما في قوله r: (فأكملوا العدة)، وفي رواية عند مسلم في «صحيحه»: (فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين)، وفي رواية عند البخاري في «صحيحه» عن أبي هريرة t: (فأكملوا عدة شعبان)؛ أي: إكمال عدة الشهر الذي غم وهو شعبان، وعليه إجماع الصحابة من تبعهم بإحسان.

إذا المراد: بالقدر هنا ما فسرته الأحاديث الأخرى، وهو إكمال شعبان ثلاثين يوما إن كان الهلال لرمضان، وإكمال رمضان ثلاثين يوما إن كان الهلال لشوال، فيجب على الأمة الإسلامية أن تحصي عدة شعبان استعداد لرمضان). اهـ

18) سئل؛ فضيلة الشيخ فوزي الأثري حفظه الله: عفى الله عنكم؛ بما تثبت رؤية الهلال؟.

فأجاب فضيلته: (رؤية الهلال تثبت بأن يشهد برؤيته شاهد واحد من المسلمين لصيام رمضان وخروجه؛ أي: فإن شهد شاهد؛ فصوموا، وأفطروا، وهذا الذي ثبت في السنة من حديث ابن عمر رضي الله عنهما حيث قال: (ترائى الناس الهلال، فأخبرت رسول الله r، أني رأيته فصامه، وأمر الناس بصيامه)، حديث صحيح. أخرجه أبو دواد في «سننه»، والبيهقي في «السنن الكبرى»، وابن حبان في «صحيحه» بإسناد صحيح، وعليه الصحابة رضي الله عنهم، ولا تلتفت إلى فتاوى المتأخرين، والمعاصرين في خلاف السنة.

فعن عبد الملك بن ميسرة قال: (شهدت المدينة في عيد، قال: فلم يشهد على الهلال إلا رجل واحد، «فأمرهم عبد الله بن عمر، فقبلوا شهادته). أثر صحيح. أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف»، وعبد الله بن أحمد في «المسائل»، والطبري في «تهذيب الآثار»، وأبو بكر الشافعي في «الفوائد»، وإسناده صحيح.

فلذلك يجوز شهادة الشاهد الواحد على رؤية الهلال، ولم يثبت الحديث بأن يشهد شاهدان لدخول رمضان وخروجه؛ لرواية: (فإن شهد شاهدان فصوموا وأفطروا)، وفي رواية: (مسلمان)، وفي لفظ: (ذوا عدل)؛ عند النسائي في «سننه»، وأحمد في «المسند»، وهو حديث ضعيف، لا يحتج به في الشريعة، وكذلك لم تثبت الآثار عن الصحابة رضي الله عنهم في أنه لابد من الشاهدين في دخول رمضان وخروجه فتنبه). اهـ

19) سئل؛ فضيلة الشيخ فوزي الأثري حفظه الله: كيف يرى الهلال، وأين يكون عن الشمس، ومتى تبدأ مراقبته؟.

فأجاب فضيلته: (اتجاه نظر الهلال يكون في جهة المغرب؛ قرب مغطس حاجب الشمس العلوي، والهلال الذي يتحرى في عملية الرصد هو الهلال لأول الشهر.

ولابد من وجود حضور الرائين في مكان الرصد يكون قبل غروب الشمس بساعة واحدة تقريبا، وأفضل مكان لرؤية الهلال في الأراضي المرتفعة عن سطح البحر، والمنبسطة في امتدادها.

ويفضل أن يكون الرصد في الأماكن المفتوحة التي يظهر الأفق فيها دون عوائق؛ كالتلال، والجبال، والعمران؛ كما يبتعد الراصد عن مصادر الإضاءة المشوشة لعملية الرصد، كما أن عوامل الطقس، ونسبة الرطوبة والغبار، والضباب والغيوم تؤثر على وضوح الرؤية، وإمكانيات الرصد.

وتبدأ عملية المراقبة بعد غروب شمس في اليوم التاسع والعشرين من الشهر القمري مباشرة، وتكون المراقبة محدودة بوقت قصير لا يتجاوز الساعة أحيانا، ثم يختفي بعدها الهلال فلا يمكن رؤيته بعدها، لأنه يستغرق دقائق معدودة.

ويرى الهلال بالعين المجردة، أو بواسطة أجهزة الرصد المعدة لرؤيته؛ والتي هي تقربه، وهي ليست من قبيل إثبات الشهر بالحساب، بل هي من إثباته بالرؤية المشاهدة.

ويرى الهلال جهة المغرب، وبينه وبين الشمس مسافة قصيرة، والهلال يكون متأخرا عن الشمس؛ أي: فوق الشمس بيسير، ويكون لليلة المقبلة؛ أي: الهلال.

فإذا غربت الشمس رأيت الهلال بعد غروب الشمس متخلفا عنها؛ لأن العبرة برؤيته أن يرى بعد غروب الشمس وهو في الأفق بيسير؛ يعني: أن يكون غروب القمر بعد غروب الشمس بقليل، وذلك لأن غروب الهلال قبل غروب الشمس؛ يعني: أنه لن يوجد الهلال ليرى في الأفق بعد غروب الشمس، فإذا غاب الهلال قبل الشمس، أو غاب معها فلا يمكن رؤيته.

وكذلك بعد القمر يختلف من وقت لآخر عن الأرض؛ فكلما كان القمر أبعد كانت رؤية الهلال أصعب؛ وكما أن غروب القمر فورا، أو بعد مدة قصيرة من غياب الشمس؛ سيعني: أن موقعه قريب من الشمس، مما يعني: أنه لم يبتعد عن الشمس بما فيه الكفاية لتعكس حافته ضوء الشمس على شكل الهلال.

فغيابه بعد مدة قصيرة جدا من غياب الشمس؛ يعني: أنه قريب جدا من الأفق وقت الرصد لرؤيته، والله ولي التوفيق). اهـ

20) سئل؛ فضيلة الشيخ فوزي الأثري حفظه الله: وفقكم الله؛ هل يجوز لأهل بلد أن يتخلفوا عن الصوم إذا رأى أهل بلد الهلال، وذلك باعتبار اختلاف المطالع في البلدان الإسلامية؟.

فأجاب فضيلته: (فرض الصوم هو أحد المباني الخمسة للإسلام، وقد فرضه الله تعالى لغاية عظمى؛ وهي: التقوى، فقال تعالى: ]يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون[ [البقرة:183].

ولا تتحصل هذه الغاية إلا إذا التزم الناس في بلدانهم بما لهذه الفريضة من أحكام شرعية.

وشهر رمضان هو الطريق الأعظم لحصول هذه الغاية الجليلة التي توصل الشعوب الإسلامية إلى السعادة والفلاح، واجتماع الكلمة، وحصول الوحدة الدينية الحقيقية([1])، والألفة الإيمانية.

قلت: ويكون ذلك ابتداء برؤية هلال شهر رمضان وخروجه، واجتماع البلدان الإسلامية كلهم على صومه جميعا.

قلت: فإذا رآه أهل بلد لزم الناس كلهم صوم شهر رمضان([2])، ولا يجوز لأهل بلد أن يتخلفوا عن ذلك، وهذا أقرب إلى اتحاد المسلمين، وتوحيد كلمتهم، وعدم التفرق بينهم.

فإذا اجتمعوا وكان يوم صومهم، ويوم فطرهم واحدا كان ذلك أفضل، وأقوى للمسلمين في اتحادهم.

لذلك يجب على أهل أي بلد أن يأخذوا برؤية الهلال لبلد من بلدان المسلمين إذا ثبتت في غير مطلعهم، لعموم الأدلة، وذلك للمحافظة على الوحدة الإسلامية في صوم شهر رمضان، وفي صلاتهم، وفطرهم وغير ذلك.

قلت: فإذا ثبت دخول شهر رمضان بالرؤية الشرعية لزم جميع المسلمين حكاما ومحكومين في جميع البلدان الإسلامية الصوم، وكذلك إذا ثبت خروج شهر رمضان لزمهم الإفطار؛ لعموم الأدلة الظاهرة من الكتاب والسنة، والإجماع.

وإليك الدليل من الكتاب:

(1) قال تعالى: ]شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه[ [البقرة:185].

قلت: فإذا رآه أهل بلد لزم جميع الناس في البلدان الإسلامية الصوم، لأنهم في ذلك شهدوا شهر رمضان؛ فيجب عليهم الصوم لأمر الله تعالى بالصوم لجميع المسلمين على وجه الأرض، ويحرم تخلف أي بلد من البلدان الإسلامية عن الأمر الإلهي، والله المستعان.

(2) وقال تعالى: ]وأن تصوموا خير لكم[ [البقرة:184].

قلت: ولا ريب أن النبي r أمر أمته أن تصوم لرؤية الهلال، وتفطر لرؤيته، وقد ثبتت أحاديث صحيحة في هذا الحكم، فإذا ثبتت رؤية الهلال؛ برؤية شرعية في بلد ما، وجب على بقية البلدان العمل بهذه الرؤية صوما وإفطارا.

وإليك الدليل من السنة:

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: (ترائى الناس الهلال، فأخبرت رسول الله r، أني رأيته فصامه، وأمر الناس بصيامه).([3])

وعن أبي هريرة t، قال: قال النبي r: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين). وفي رواية: (إذا رأيتم الهلال فصوموا ...).([4])

قلت: وهذه الأحاديث تدل على أن إذا رئي الهلال ببلد كبلد الحرمين- لزم الصوم جميع بلدان المسلمين، سواء اختلفت المطالع فيها، أو اتفقت([5])، وهو قول  جمهور علماء الأمة الإسلامية، وهو الراجح، بل هو الأنسب لتوحيد الأمة الإسلامية في عبادتها كلها على نهج الشريعة المطهرة!.

وهذا هو الأقرب إلى اتحاد المسلمين، واجتماع كلمتهم في العبادات، وعدم التفرق بينهم، بحيث لا يكون هؤلاء مفطرين، وهؤلاء صائمين([6])، فإذا اجتمعوا وكان يوم صومهم، ويوم فطرهم واحدا كان ذلك أفضل، وأقوى للمسلمين في اتحادهم، واجتماع كلمتهم، وهذا مراد الشريعة المطهرة.([7])([8])

قال الإمام البهوتي/ في «الروض المربع» (ص413): (وإذا رآه أهل بلد؛ أي: متى ثبتت رؤيته ببلد لزم الناس كلهم الصوم؛ لقوله r: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته)، وهو خطاب للأمة كافة!). اهـ

قلت: وقد أجمع الصحابة y على هذا الحكم، وهو أنه عدم الاعتداد في الصوم والفطر على اختلاف المطالع، وأن إجماعهم حجة على من بعدهم.

فعليك بمذهب السلف الصالح في أحكام الدين، والاقتداء بهم فيه واتباعهم جملة وتفصيلا. ([9])

قال تعالى: ]ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا[ [النساء: 115].

قلت: فأمر القرآن باتباع سبيل المؤمنين في الأصول والفروع، وقد (أثبتوا بعدم الاعتداد على اختلاف المطالع في دخول شهر رمضان وخروجه)، فيجب اتباعهم، ومن لم يتبعهم في ذلك، فقد ترك سبيلهم، ومن ترك سبيلهم؛ فله و عيد شديد، و العياذ باللـه). اهـ

21) سئل؛ فضيلة الشيخ فوزي الأثري حفظه الله: أحسن الله إليكم؛ هل يصح حديث: (قد أظلكم شهر رمضان فاغتنموه... الحديث)؟.

فأجاب فضيلته: (هذا حديث منكر: أخرجه أحمد في «المسند»، والبيهقي في «شعب الإيمان»، وعبد الغني المقدسي في «فضائل رمضان»، وابن خزيمة في «صحيحه»، وابن شاهين في «فضائل رمضان» عن أبي هريرة t مرفوعا به، وفي إسناده؛ عمرو بن تميم المازني وهو ضعيف، وأبوه تميم المازني مجهول). اهـ

22) سئل؛ فضيلة الشيخ فوزي الأثري حفظه الله: أحسن الله إليكم؛ هل يصح حديث: (أول شهر رمضان رحمة، وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار)؟.

فأجاب فضيلته: (هذا حديث منكر: أخرجه ابن أبي الدنيا في «فضائل رمضان»، والعقيلي في «الضعفاء الكبير»، وعبد الغني المقدسي في «فضائل القرآن»، وابن عدي في «الكامل في الضعفاء» عن أبي هريرة t مرفوعا به، وفي إسناده سلام بن سوار وهو ضعيف، ومسلمة بن الصلت متروك الحديث). اهـ

23) سئل؛ فضيلة الشيخ فوزي الأثري حفظه الله: أثابكم الله؛ هل يصح حديث: (أيها الناس، قد أظلكم شهر عظيم، شهر مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ... الحديث)؟.

فأجاب فضيلته: (هذا حديث منكر: أخرجه ابن شاهين في «فضائل شهر رمضان»، وابن خزيمة في «صحيحه»، والبيهقي في «شعب الإيمان»، وعبد الغني المقدسي في «فضائل القرآن» عن سلمان الفارسي t، وفي إسناده علي بن زيد بن جدعان وهو منكر الحديث، بل هو مشهور بالأباطيل!). اهـ

24) سئل؛ فضيلة الشيخ فوزي الأثري حفظه الله: أحسن الله إليكم؛ هل يصح حديث: (اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ...الحديث)؟.

فأجاب فضيلته: (هذا حديث ضعيف: أخرجه ابن حبان في «صحيحه»، وقد وقع فيه اختلاف فلا يصح). اهـ

25) سئل؛ فضيلة الشيخ فوزي الأثري حفظه الله: أحسن الله إليكم؛ هل يصح حديث: (اللهم بارك لنا في رجب، وشعبان، وبلغنا رمضان)؟.

فأجاب فضيلته: (هذا حديث منكر: أخرجه ابن أبي الدنيا في «فضائل رمضان»، وأحمد في «المسند»، والطبراني في «الدعاء» عن أنس بن مالك t مرفوعا به، وفي إسناده زائدة بن أبي الرقاد وهو منكر الحديث، وزياد بن عبد الله النمري ضعيف الحديث). اهـ

26) سئل؛ فضيلة الشيخ فوزي الأثري حفظه الله: وفقكم الله؛ هل يصح حديث: (سيد الشهور شهر رمضان، وسيد الأيام يوم الجمعة)؟.

فأجاب فضيلته: (هذا حديث ضعيف: أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» عن أبي سعيد الخدري t مرفوعا به، وفي إسناده يزيد بن عبد الملك وهو ضعيف لا يحتج به في الحديث). اهـ

27) سئل؛ فضيلة الشيخ فوزي الأثري حفظه الله: وفقكم الله؛ هل يصح حديث: (ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله)؟.

فأجاب فضيلته: (هذا حديث ضعيف: أخرجه أبو داود في «سننه»، والنسائي في «عمل اليوم والليلة»، والدارقطني في «السنن» عن ابن عمر رضي الله عنهما، وفي إسناده مروان بن سالم المقفع وهو مجهول، والحسين بن واقد له أوهام في الحديث). اهـ

28) سئل؛ فضيلة الشيخ فوزي الأثري حفظه الله: وفقكم الله؛ هل يصح حديث: (اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت)؟.

فأجاب فضيلته: (هذا حديث ضعيف: أخرجه أبو داود في «سننه»، والبيهقي في «السنن الكبرى»، وابن أبي شيبة في «المصنف» عن معاذ أبي زهرة هو حديث مرسل، ومعاذ هذا مجهول). اهـ

29) سئل؛ فضيلة الشيخ فوزي الأثري حفظه الله: أحسن الله إليكم؛ هل يصح حديث: (قد جاءكم شهر رمضان افترض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء ... الحديث)؟.

فأجاب فضيلته: (هذا حديث ضعيف: أخرجه النسائي في «سننه»، وأحمد في «المسند»، وعبد الغني المقدسي في «فضائل رمضان» عن أبي هريرة t مرفوعا ومرسلا، وقد اختلف عليه في الإسناد ولا يصح). اهـ

30) سئل؛ فضيلة الشيخ فوزي الأثري حفظه الله: وفقكم الله؛ ماذا عن تبليغ الرؤية للناس؟.

فأجاب فضيلته: (إذا ثبتت رؤية الهلال لشهر رمضان، أو لشهر شوال؛ فإنه يجب إعلام الناس لأداء الصوم، أو الإفطار، وصلاة عيد الفطر، أو عيد الأضحى، ويتم ذلك عبر وسائل الإعلام المختلفة، وهو المعمول به في البلاد الإسلامية حاليا). اهـ

31) سئل؛ فضيلة الشيخ فوزي الأثري حفظه الله: وفقكم الله؛ متى وقت الإخبار بالهلال؟.

فأجاب فضيلته: (يكون الإخبار برؤية هلال رمضان قبل فجر اليوم الأول منه؛ فإن حصل بعد ذلك وجب على الناس الإمساك، وليس عليهم القضاء، لأنهم بغير اختيارهم.

وفي هلال شهر شوال يخبر به ليلة دخوله، وهي ليلة العيد، فإن لم يتم الإخبار به إلا نهارا؛ فإنهم يفطرون، وتقام صلاة العيد في اليوم الثاني ضرورة). اهـ

32) سئل؛ فضيلة الشيخ فوزي الأثري حفظه الله: وفقكم الله؛ ماذا عن تنظيم الرؤية للهلال؟.

فأجاب فضيلته: (تتم عملية الرؤية بتنظيمها من قبل ولي الأمر في البلد بواسطة القضاة، ولا ينبغي في تنظيم موضوع الرؤية من قبل آحاد من المسلمين، لكن يستعان في تتمة عملية الرؤية باجتهاد آحاد المسلمين بشرط أن يكونوا تحت تنظيم ولي الأمر في البلد وفقا لما جاء في الشريعة المطهرة، ويستعان بأهل الخبرة ممن يتراءون الهلال، ويهتمون به، ويكون الترائي للهلال دوريا في كل شهر.

وهذا العمل لا بأس به؛ لأنه تنظيم لما هو قائم، ولأن فيه استفادة من التقنية الحديثة، والتي توضح الرؤية عن طريق المناظر المعدة لمتابعة الكواكب، والأجرام الفلكية، لأنها من رؤية العين لا من الحساب فتنبه). اهـ

33) سئل؛ فضيلة الشيخ فوزي الأثري حفظه الله: وفقكم الله؛ هل يلزم الصوم من رأى وحده هلال رمضان ورد قوله من قبل القضاء؟.

فأجاب فضيلته: (من رأى وحده هلال رمضان ثم لم تقبل شهادته، فلا يلزمه الصوم، وعليه أن يفطر وأن يصوم مع الناس؛ لأن الصوم يوم يصوم الناس، والفطر يوم يفطر الناس، والله تعالى لم يكلفه بهذا الصوم وليس عليه أي جناح!). اهـ

34) سئل؛ فضيلة الشيخ فوزي الأثري حفظه الله: أحسن الله إليكم؛ هل يشترط حكم الحاكم في الصوم؟.

فأجاب فضيلته: (نعم: يشترط حكم الحاكم في ثبوت الهلال، ووجوب الصوم، فيحكم به الحاكم؛ وذلك كي يتحقق من شهادة الشهود، وصحة الرؤية، ولئلا تترك الأمور لاجتهادات قد تؤدي إلى الاختلاف، ولأن الناس تختلف من حيث الكثرة يصعب إعلامهم بالصوم أو الفطر.

وقد توفرت وسائل الإعلام في الوقت الحاضر، بحيث يمكن الإبلاغ سريعا، وحكم الحاكم يرفع الخلاف، ويوجب التقيد به، والالتزام صوما أو فطرا). اهـ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



([1]) لذلك لا يعتبر اختلاف المطالع في دخول شهر رمضان وخروجه، وذلك للمحافظة على الوحدة الإسلامية، فافطن لهذا ترشد.

([2]) قلت: ومن الفقهاء من رأى اعتبار اختلاف المطالع في دخول صوم شهر رمضان وخروجه، وقد اجتهدوا في هذا الحكم وأخطؤوا، فلا يلتفت إلى حكمهم هذا في الشريعة المطهرة، وحكمهم هذا دائر بين الأجر والأجرين، لأن المعتبر في ديننا الحكم الموافق للكتاب والسنة، وإجماع الصحابة y، وذلك للمحافظة على الوحدة الإسلامية، وهو أقوى للمسلمين في اتحادهم في بلدانهم.

([3]) حديث صحيح.

     أخرجه أبو داود في «سننه» (2342)، والدارقطني في «سننه» (ج2 ص152)، والدارمي في «المسند» (ج1 ص337)، وابن حبان في «صحيحه» (3447)، والحاكم في «المستدرك» (ج1 ص423)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج4 ص212).

    وإسناده صحيح، وقد صححه الحافظ ابن حجر في «التلخيص الحبير» (ج2 ص187).

    وهذا يدل على أن النبي r أمر جميع الناس بالصوم على هذه الرؤية، مع أنه r كانت الرؤية في بلده؛ فافهم لهذا.

([4]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (1909)، ومسلم في «صحيحه» (1081).

       قلت: وهو خطاب للأمة كافة!.

([5]) قلت: فإذا رآه أهل المشرق، وجب على أهل المغرب، وغيرهم أن يصوموا، سواء اختلفت المطالع عندهم، أو اتفقت، بل حتى لو تأخر الهلال عن الشمس في المشرق، فوجب على أهل المغرب الصوم، وعليهم أن يتهيئوا لصيام يومهم عند غروب الشمس، ثم عند طلوع الفجر، ولا بأس بتأخير غروب الشمس، أو طلوع الفجر بأربع ساعات، أو أكثر، أو أقل بحسب المطالع في البلدان الإسلامية، لأن ذلك لا يضر في اجتماعهم على صوم رمضان، وقد كان هذا الأمر في عهد النبي r فتنبه.

([6]) قلت: والفارق في الساعات بالنسبة لاختلاف المطالع في البلدان الإسلامية لا يضر في الصوم والفطر، فافطن لهذا ترشد.

([7]) قلت: ولا شك أن اجتماع المسلمين في الصوم، والفطر أمر طيب، ومحبوب للنفوس، ومطلوب شرعا حيث أمكن.

([8]) وقد عمل الناس في عهد النبي r على هذا، وأنه إذا ثبتت رؤية الهلال لزم جميع البلدان أن يلتزموا بصوم، أو فطر، وهذا من الناحية الاجتماعية قول قوي.

([9]) قلت: وعليك بمجانبة كل مذهب، لا يذهب إليه السلف الصالح في أصول الدين وفروعه.

      وانظر: «خلق أفعال العباد» للبخاري (ص134)، و«الفتاوى» لابن تيمية (ج5 ص24).


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan