الرئيسية / شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم / الجزء (62) كتاب الجمعة من صحيح مسلم: فوائد في مقدمة خطبة الجمعة وغيرها من الخطب
2024-10-20
الجزء (62) كتاب الجمعة من صحيح مسلم: فوائد في مقدمة خطبة الجمعة وغيرها من الخطب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وما زلنا في تبين الأحكام في حديث جابر رضي الله عنه، وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما في الخطبة، ففي حديث جابر، كما هو عندكم في الكتاب في صحيح مسلم، يقول: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس يحمد الله ويثني عليه بما هو أهله، ثم يقول من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وخير الحديث كتاب الله».
وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما فيه شيء من التفصيل في الخطبة، في خطبة الجمعة وغيرها كما سوف يأتي في ذكر ذلك، لكن الأصل أن يقول هذه الخطبة في خطبة الجمعة قبل الصلاة كما هو معروف، ففي حديث ابن عباس رضي الله عنهما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الحمد لله نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، أما بعده»، ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أمورا، فهذه الألفاظ التي تقال في هذه الخطبة وهي خطبة يوم الجمعة، ويقتصر الخطيب على ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يزيد شيئا لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن ما يذكره الرسول صلى الله عليه وسلم سنة ووحي من الله سبحانه وتعالى، فهو دليل لأن الخطباء يزيدون أشياء ولا يقتصرون على هذه الخطبة، وإن ذكروا أحيانا هذه الخطبة يزيدون على ذلك.
وكذلك كما ذكرت لكم في الدرس الذي سلف في حديث ابن عباس رضي الله عنهما كما عند الإمام أحمد في «المسند»، هنا بعض الزيادات لم تذكر في صحيح مسلم، فيقول ابن عباس رضي الله عنهما: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أن الحمد لله نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله»، وهذه الخطبة ليست في خطبة يوم الجمعة، بل هي مطلقة ليست مخصصة في يوم الجمعة في الخطبة.
وفي حديث جابر كانت في الخطبة يوم الجمعة، وهنا ألفاظ الآن عندكم في صحيح مسلم «أن الحمد لله نحمده ونستعينه»، وفي مسند الإمام أحمد «أن الحمد لله نستعينه ونستغفره» يعني زيادة «نستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا» هذه زيادة على ما في صحيح مسلم، وهنا أهل العلم زادوا بعض الأشياء، وبيأتي الكلام ما في شيء اسمه خطبة الحاجة، وحديث ابن مسعود رضي الله عنه حديث ضعيف بيأتي تخريجه كاملا في الدرس القادم، وأن الحديث وطرقه كلها ضعيفة لا تصح، وعدد من العلماء أثبتوا مشروعية ما يسمى بخطبة الحاجة بعد النكاح أو عند العقد، وغير ذلك، والشيخ الألباني رحمه الله تعالى ألف كتاب اسمه «خطبة الحاجة»، واستدل على خطبة الحاجة أو ما يسمى بخطبة الحاجة بحديث ابن مسعود رضي الله عنه وهو حديث ضعيف، وبعض الأحاديث وكلها ضعيفة، لم يثبت إلا حديث جابر عندكم في صحيح مسلم ليس فيه ما يسمى بخطبة الحاجة، يعني عامة في خطبة الجمعة، وبعد العقد، وفيه أناس بعض أهل العلم يعني زادوا تقال عند عقد البيع، وما لها أصل هذا، وكلها أحاديث ضعيفة.
والمقلدة كما لا يخفى عليكم يذكرون خطبة الحاجة خطبة الحاجة، والخطباء شرقا وغربا شمالا وجنوبا في العالم كله يذكرون هذه الأمور، وكذلك يعني زادوا آيات الآيات الثلاث يأتي ذكرها، وليست كما ترون ليست الثلاث الآيات التي يذكرونها في خطبة الجمعة ليست في هذا الحديث لا في حديث جابر ولا في حديث ابن عباس، لا في صحيح مسلم ولا عند الإمام أحمد في «المسند» ولا غيره، وهم يذكرونها بناء على حديث ابن مسعود رضي الله عنه وهو حديث ضعيف لا يصح، وبيأتي الكلام عليه، والخطباء في العالم كله تقليد ولا يبحثون ولا يسألون، على ما اشتهر على ألسنة الناس والخطباء والناس ماشيين، هؤلاء الخطباء ولا أحد يسأل، ودائما يذكرون هذه الخطبة وبعدها الثلاث الآيات المعروفة، وكذلك هم زادوا أشياء أحيانا يتركون هذه الخطبة ويزيدون من عندهم، وبيأتي الكلام على هذا إن شاء الله.
الآن عندنا كذلك في «معرفة الصحابة» لأبي نعيم الأصبهاني نفس الشيء حديث ابن عباس رضي الله عنهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونؤمن به ونتوكل عليه»، هذه الزيادة ليست كذلك في صحيح مسلم ولا في مسند الإمام أحمد وهي موجودة إي نعم صحيحة، وفيها بعد ذلك «من يهده الله فلم مضل لا، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، أما بعد»، تكلمنا عن أما بعد مشروعة يقول الخطيب.
فهذه الآن الألفاظ الموجودة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيه هنا يعني الخطبة التي تنتشر الآن في الخطب وفي الكتب، هنا الآن عندنا أن الحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، ومن سيئات أعمالنا ليست في الأحاديث التي ذكرناها، لكن الأمر يقتضي ذلك لماذا؟ لأن في الحديث فيه التعويذ موجود «نعوذ بالله من شرور أنفسنا» فلا بأس للشخص أن يزيد ومن سيئات أعمالنا لأن التعويذ مذكور في الحديث، فإذا شيء يقتضيه فلا بأس أن يذكر هذه الزيادة «ومن سيئات أعمالنا» لأن الحديث فيه التعويذ، وفيه الحمد والاستعانة والاستغفار، والتعويذ فلا بأس أن يقول: ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
الزيادة هذه «ومن سيئات أعمالنا» غير موجودة في الأحاديث كما ترون، لكن الأمر يقتضي ذلك لأن التعويذ موجود في الحديث كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما في مسند الإمام أحمد «أن الحمد لله نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا»، فلا بأس «ومن سيئات أعمالنا»، فتتعوذ كذلك من السيئات لأن التعويذ الأصل فيه موجود يعني في الأصول القرآن والسنة التعويذ موجود، فلا بأس أن تزيد بعض الأمور التي هي في الأصول لأن الأمر يقتضي ذلك، وهذا من كلام العرب كذلك، والصحابة كانوا يتعوذون في هذه الأشياء.
وبعد ذلك بندخل إلى بعض الأمور التي ذكرناها، وخرجت لكم حديث ابن عباس، كذلك من قبل حديث جابر، حديث عباس هذا أخرجه مطولا ومختصرا مسلم كما عندكم في «صحيحه»، وأخرجه النسائي في «السنن الصغرى»، وأحمد في «المسند»، وابن حبان في «صحيحه».
وهنا فوائد: بالنسبة الآن الأفعال التي ذكرت بصيغة الجمع مثل الآن: نحمده، ونستعينه، ونعوذ بالله، كل هذا بصيغة الجمع ليس بالإفراد بصيغة الجمع لماذا؟ لأن النون موجودة داخلة على الأفعال نحمده جمع، ونستعينه جمع، ونعوذ كله جمع لدخول النون على هذه الأفعال، والمراد هنا أن الاستعانة والاستعاذة والاستغفار طلب يعني أنك تدعو الله سبحانه وتعالى، وتطلب من الله سبحانه وتعالى لك ولغيرك من المسلمين دعاء وطلب، فيستحب للطالب أن يطلبه له ولإخوانه المؤمنين الاستعانة والاستغفار، فاقتضى الأمر أن يكون بصيغة الجمع.
أما عندنا في فعل الفعل «وأشهد» هذا ما هو أشهد؟ مفرد، وفي الأفعال الأخرى جمع نستعين، نعوذ، فكلها بالجمع، هنا وأشهد بصيغة المتكلم المفرد، فالشهادة هي إخبار عن شهادته لله بالوحدانية، ولنبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة، وهي خبر يطابق عقد القلب وتصديقه وإقراره، فلا بد أن يفرد في الشهادة في الشهادتين يفرد، ما يصير يجمع بالجمع؛ لأن الجمع بالتحميد والاستعانة والاستغفار والاستعاذة جمع لأنه يطلب من الله ويدعو الله له ولغيره من المسلمين يعني جميعا، أما الشهادة الآن هو بمفرده يشهد بوحدانية الله سبحانه وتعالى، ويشهد للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة.
فلذلك هنا: وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يشهد لنفسه لا يشهد بحق غيره، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فالعبد يشهد بالشهادة لله بالوحدانية لنفسه، وبالشهادة للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة لوحده، فاقتضى الأمر هناك الجمع وهنا الإفراد، وهذا إنما يخبر به الإنسان عن نفسه.
وهذا الكلام الذي بينته لكم بينه شيخ الإسلام ابن تيمية في «الفتاوى»، وكذلك بينه ابن القيم في «تهذيب السنن» لسنن أبي داود، وكذلك شيخنا شيخ محمد بن صالح العثيمين، وغيرهم من العلماء، فيبينون بينوا هذه الأمور.
وهذه الخطبة كان الأئمة يقدمونها في الخطب يوم الجمعة أحيانا فلا بأس، وممكن أحيانا ما يذكرونها، لكن يحمدون الله سبحانه وتعالى ويثنون عليه كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، فأحيانا النبي صلى الله عليه وسلم يذكر هذه الخطبة، وأحيانا يحمد الله ويثني عليه، وأحيانا يذكر هذه الخطبة على التفصيل، وأحيانا يختصر ويثني على الله ويحمد الله سبحانه وتعالى، وأحيانا الأئمة يذكرون هذه الخطبة في دروسهم، وأحيانا لا، ويذكرون هذه الخطبة في كتبهم مؤلفة كما فعل الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى، وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وتعالى، وابن القيم رحمه الله تعالى، كذلك شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين، فيذكرون هذه الخطبة أحيانا كاملة على التفصيل هذا، وأحيانا لا، يثنون على الله ويحمدون الله ويدخلون في موضوع الكتاب، وفي خطبهم يوم الجمعة أحيانا كذا، وأحيانا أمور أخرى يحمدون الله سبحانه وتعالى ويثنون عليه، يعني يقدمونها يعني هذه الخطبة لتعليم الناس العلم، أو يذكرونهم في الوعظ والخطب.
فالخطبة هذه تذكر لتبيين العلم ووعظ الناس، أما مثلا في عقد النكاح، أو إذا أراد الشخص أن يعقد النكاح أو يتزوج فالقاضي مثلا يذكر هذه الخطبة يسمونها خطبة الحاجة، ما لها أصل ولم تثبت، أو في عقد البيع، أو غير ذلك، لم يثبت هذه الأمور لو في شيء للنبي صلى الله عليه وسلم بينه للناس في النكاح مثلا، النبي صلى الله عليه وسلم عقد أنكحة كما لا يخفى عليكم بينا هذا الأمر، ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول هذه الخطبة، وكذلك في عقد البيع مثلا، أو غير ذلك من الحاجات لم يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من ذلك، الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر هذا الأمر بعد تذكير الناس قبل تذكير الناس وقبل بيان العلم، قبل بيان مثلا أحكام التوحيد والاعتقاد وأحكام الصلاة وأحكام الوضوء وأحكام الحج وأحكم الصوم، وغير ذلك من العلوم والفوائد، فيذكر هذه الخطبة ثم يبين العلم هذا هو الأصل في ذكر هذه الخطبة، الخطبة مشروعة هكذا، أما في عقد النكاح أو البيع أو الحاجات الثانية ما في.
فعلى الخطباء أن يقتصروا، وعلى الناس في البلدان الإسلامية أن يقتصروا، هذه الخطبة بعد ذكر العلم، وبعد ذكر وعظ الناس وفي الدروس فيذكر هذه الخطبة بعد أحيانا، فالنبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث جابر يحمد الله ويثنى عليه أحيانا ما يذكر هذه الخطبة، وفي حديث ابن عباس كما بينت لكم ليس في خطبة الجمعة، لكن ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ليوعظ ضماد وليبين له الإسلام الصحيح، وأن النبي صلى الله عليه وسلم رسول أرسله الله سبحانه وتعالى، فبعد وعظ وبعد علم، ودعوة إلى الإسلام، ففي هذا الأمر يقول مثل هذه الخطبة في وعظ الناس قبل الدرس، وكذلك في المصنفات المؤلفات الكتب؛ لأن بعد ذلك بتبين العلم أنت، ليس عقد نكاح، وليس عقد بيع ولا شيء.
وكذلك كما لا يخفى عليكم في كتب كثيرة لأئمة الحديث وموجودة ومطبوعة لم يذكروا هذه الخطبة، بل يثنون على الله ويحمدون الله ويدخلون في العلم، وكتب كثيرة لأئمة الحديث لم يذكروا هذه الخطبة، فأحيانا تذكر وأحيانا ما تذكر.
والأصل في ذكر هذه الخطبة في يوم الجمعة، وممكن أحيانا ما تذكرها، وهي مخصصة لخطبة الجمعة، لكن أحيانا فلا بأس، وفي الكتب وفي الدروس فعلها الأئمة كالإمام الطحاوي وشيخ الإسلام ابن تيمية، وشيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين وغيرهم من أهل العلم، لكن الآن ترون مثلا الخطباء والوعاظ، وكذلك الذين يعقدون الزواج وغير ذلك يذكرون هذه الخطبة دائما، وفي عقد النكاح غير مشروعة.
فلذلك هؤلاء الخطباء يقلدون كما بينت لكم ويزيدون الآيات الثلاث، فيذكرون أولا: أن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، هذه الخطبة إلى هنا هي المشروعة لا في زيادة ولا في شيء، فعلى الخطباء أحيانا بعد ما يكرروها دائما في كل خطبة، فالرسول صلى الله عليه وسلم أحيانا كان يحمد الله ويثني عليه ويدخل في الموعظة أو في الدرس أو في العلم ويوعظ الناس، وأحيانا على هذا التفصيل الذي ذكرناه.
كذلك أمر زيادة من كيس الخطباء يذكرونها فيقول الخطيب: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونستهديه غير موجودة، لا ذكرها للعلم، وليس في الأحاديث حتى الضعيفة غير موجودة، ولا في الأحاديث الصحيحة، يعني الخطباء هؤلاء يقلدون ولا يتراجعون، ويعلمون أن هذه ونستهديه غير موجودة وليست بمشروعة، ومع هذا مصرين عليها عدد منهم يقولونها، وهذا يدل يعني حتى هذه الكلمة ما يتراجعون عنها، ما بالك بالأمور الأخرى من البدع والضلالات، كيف هؤلاء يرجعون عنها! صمم بكم عمي فهم لا يرجعون، هؤلاء شأن الخطباء والمتعالمة والدكاترة والمقلدة والمتحزبة وغيرهم يمسكون على الشيء ويتبرمج في رأسهم، خلاص إلى أن يموت يذكر مثل هذه الكلمات ومثل البدع والأحكام الضعيفة، ولا يتغير ولا يبدل ولا يراجع ولا يسأل، ويظن نفسه أنه على الحق، ويقول أن هذا من الدين وليس من الدين، هذا بسبب أن هؤلاء لم يتعلموا علم الحديث وعلم التخريج والعلل فوقعوا في الأحاديث الضعيف.
وبين لكم شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين في مقطع له موجود عندكم أن الذي يحكم بحديث ضعيف ليس بصحيح ولا يعتبر من الدين، ولا يحكم به بكتاب الله، وإنه ضلال، ما فيه حتى لو صححه بعض العلماء أو عدد من العلماء، أهل العلم يجتهدون يظنون أن هذا الحديث صحيح وهو ضعيف فلا يكون عذر للمقلدة والمتعالمة والخطباء لا ما يكون عذر لهم لا في دنياهم ولا في قبورهم، يعني في حياة البرزخ، يعني لا في الحياة الدنيا ولا في حياة البرزخ ولا في الحياة الآخرة ما يكون، هذا العالم يغفر له لأنه مجتهد، لكن ما دون العالم المجتهد ما يجوز يتبعونه على زلته، على زلته ما يتبعونه فهم آثمون، فالمقلدة وفرقة المقلدة فرقة ضالة في كل زمان، والله ما وفقهم بسبب العناد والتقليد الأعمى.
وبينت لكم في «ذم التقليد» أمرهم كتاب موجود ومطبوع، انظر واسمع واقرأ كتب أهل العلم في ذم التقليد والمقلدين، وأنهم ضالون وهالكون آثمون، والذي ينشرونه أكثره ليس من الدين، لا في أحكام الفروع ولا في أحكام الأصول، فلذلك اعرف هذا الأمر.
الآن المتمسكون بالكتاب والسنة والآثار ويحكمون بالأحاديث الصحيح هم أهل الحديث في كل زمان، فعليك بأهل الحديث، تريد النجاة، وبينت لكم في الأزهار المنثورة الله ينثر دم الحزبيين كلهم، بينت لكم في الأزهار المنثورة هذا الأمر، أجمع الأئمة قديما وحديثا أن أهل الحديث هم الناجون في الدنيا وفي القبور يوم القيامة، والذين اتبعوهم من المسلمين غير ما فيهم ما ينجوا، هذه الفرق الضالة بين النبي صلى الله عليه وسلم أنها غير ناجية وأنها في النار.
الرسول صلى الله عليه وسلم يحكم بهذا، ويظهر لك المبتدعة يقولون لا 72 فرقة في الجنة والفرقة ذي في النار، على العقول وعلى الكثرة، الرسول يقول لكم «سوف تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة هي الناجية» تقولون بالعكس؟ فمن الرسول صلى الله عليه وسلم؟ من الذي يوحى إليه؟ هو النبي صلى الله عليه وسلم، فهؤلاء المبتدعة يخالفون الرسول صلى الله عليه وسلم، هذه الفرق غير ناجية لا في الدنيا كما ترون معاقبهم في كل فترة الله يعاقبهم يقمعهم بعذاب في بلدانهم بأشياء كثيرة، وفي قبورهم يعذبون وفي الآخرة يعذبون، ومهزومين في كل الحروب الحسية والمعنوية كما ترون، وهم يعترفون بهذا لماذا؟ لكثرة البدع وأهل البدع في البلدان هذه، فلذلك اعرف هذا الأمر جيدا.
فلا بد الاقتصار على ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الكتاب أو السنة، ما تعرف اسأل، وهو هذا الخطيب أو أي واحد من هؤلاء الجهلة يعرف أنه جاهل ما يعرف مع هذا مصر، ولا يريد يسأل ولا بشي، فعليك بأهل الحديث هذا بالإجماع، والنبي صلى الله عليه وسلم بين هذا الأمر، من الذي ينجو؟ قال: أنا وما عليه أصحابي، ومن بعد ذلك؟ قال: الذين على الأثر، كأن إقبال المبتدعة وأصحاب الأهواء على البدع كأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم والذين على الضلال، ما تسمعون وتقرؤون الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: والذين على الأثر يعني أهل الأثر الذين يتبعون آثار الرسول صلى الله عليه وسلم، آثار الصحابة، وأحاديث كثيرة نقلناها لكم في الأزهار المنثورة.
فالنبي صلى الله عليه وسلم يبين الأمر وهم ولا هنا، فالطريق من هنا ليس الطرق كثيرة، ولذلك يأتي هذا عبد الرحمن عبد الخالق الله بين جهله، وأنه ما يعرف شيء لا في الدين ولا في السياسة، بين نفسه أنه عالم في السياسة وهو يفهم السياسة أفهم من الشيخ ابن باز، الشيخ ابن عثيمين، الشيخ الألباني، يطعن فيهم ويتكلم عليهم، ظهر لا يعرف شيء لا في السياسة ويعرف في الدياسة وغيرها، وهذا كل شيء بين ودسيسة قطبي إخواني هالك، وتبين جهله، أين أتباعه؟ كله جهال في جهال، ولا يعرفون أي شيء، فلذلك اعرف هذه الأمور جيدا، فهؤلاء ما يعرفون شيء في السياسة.
وظهر لنا هؤلاء بعض السودانيين وطقاتهم الإخوان وغيره يتكلمون يزعم يعرفون السياسة، روح احلب البقرة بس اللي عندك في البيت والغنم مالك والزراعة روح، أنت وينك وين للدين! ويحطونهم لنا هالمبتدعة خطباء، ولا عنده ورقة حتى ورقة ما عنده في الخطبة، ولا شيء علم ولا بحث ولا شيء، ويخوضون ولا يعرفون شيء في الدين لا في السياسة ولا في شيء، فاعرف هؤلاء الجهال، ولذلك اللي تحتهم ويكبرون على ماذا تكبرون؟ بهائم عليهم عمائم، هؤلاء الموجودين شتبون يعلمونكم عليه، نعلمكم التوحيد، اعتقاد السلف، صفة صلاة النبي وذي، كله طريق الخوارج والجهل بين منهم، فلذلك اعرف هذه الأمور أن هؤلاء ليسوا بشيء، وما عاقبهم الله سبحانه وتعالى في هذه الثورات وهذه الحروب والبلاوى وسقوط بلدانهم من أنفسهم بسبب الضلالات والبدع والشرك، فخلاص يعني ما بيخرج من هؤلاء شيء، ما دام انتشرت الضلالات وأمسكوهم هؤلاء الجهلة فوق المنابر، فاعلم أنهم ما عندهم شيء ولا بيخرج منهم شيء، فعليك بأهل الحديث.
ولله الحمد الله سبحانه وتعالى كتب أن يكون هؤلاء في كل زمان «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين»، انظر لا تزال على استمرارية إلى قيام الساعة، إلى أن يأتي أمر الله، الرسول صلى الله عليه وسلم يبين لكم هي الطائفة المنصورة، ولا يضرهم من خالفهم أو خذلهم، كم ضال خالفهم؟ ما ضروهم ولا بشيء، كم ضال خذلهم؟ ولا تغير شيء في أهل الحديث ولا في الدين ولا نقص في السنة، السنة تنتشر، نقص السنة في أهل البدع وأتباعهم البهائم، ما يعرفون شيء في الدين، أما أهل الحديث ومن تابعهم المسلمين ما ترى شيئا نقص عندهم في السنة يعرفون السنة، وينشرون التوحيد، وينشرون آثار الصحابة، وكتبهم موجودة، ما ترى شيئا من النقص في السنة أو آثار الصحابة، تخريج ما يعرفون ما يعرفه هؤلاء والسنة، ولا يعرفون مضان هذه الأحكام التي يخرجها أهل الحديث الآن، حتى يقرؤونها وما يستطيعون يفعلون فيها شيئا إلا الافتراء هذا من المتشابه يحمل على المحكم، بس هذا! هذا علم! إذا عندكم علم أخرجوه لنا، ما في، لو عندهم علم لأخرجوه لنا.
الآن سبع عشرين سنة مع أهل البدع قمع فيهم ليلا ونهارا، وما عندهم إلا الافتراء والكذب وغيره، ما في شيء، لذلك عليك بأهل الحديث، في يعني عدد من أهل العلم وكذلك المقلدة أخذوا هذا الأمر، ودائما يذكرون بسبب التقليد الثلاث آيات التي سوف نذكرها زيادة على ما بينا، هذه الآيات فلا بأس بذكرها أحيانا لما فيها من التذكير والوعظ للناس، لكن ليس ما يسمى بخطبة الحاجة، كما لا بأس تذكر بعض الآيات غير هذه، بعدما تذكر خطبة الجمعة بالشهادتين فلا بأس أن تذكر هذه الآية وغيرها من الآيات، ولا تخصص هذه الآيات لخطبة الجمعة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكرها أصلا، والأحاديث موجودة.
ولا كذلك في وعظ مثلا الصحابة من دون خطبة الجمعة، أو بيدعو المشركين أو بيدعو مشرك ما كان يذكر هذه الآيات، وهذه الآيات:
الأولى: التي يذكرها الخطباء في سورة آل عمران في قوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون﴾ [آل عمران:102]، هذه الآية الأولى.
الآية الثاني: هي النساء يذكرونها الذين في الخطبة ﴿يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا﴾ [النساء:1]، هذه الآية الثانية التي تذكر.
الآية الثالثة: في سورة الأحزاب في قوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما﴾ [الأحزاب:70-71].
* هذه الثلاث الآيات ليست من خطبة الجمعة، وذكرت في حديث ابن مسعود رضي الله عنه وهو حديث ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبيأتي تخريجه في الدرس القادم، وانظر إلى التخريج، ولا أحد يدري بمثل هذا التخريج ولا شيء، وكله يقلدون ولا يسألون، فهذه الثلاث آيات ما تقال في خطبة الجمعة، ولا في خطبة نكاح، ولا في عقد ولا في شيء، لكن أحيانا في خطبة الجمعة بيقولها فلا بأس لأنها من القرآن وفيها تذكير ووعظ، وممكن يقول بآيات أخرى فيها وعظ وتذكير، وفي القرآن القرآن كله أحكام ووعظ وتذكير للناس.
لكن ما نقول أن هذا من السنة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك وهو ما قال، هذه الأحاديث قرأناها وليس فيها ذلك، ونستهديه هذا اللفظ لم يذكر، فهذه الآيات الثلاث ليست من ضمن المشروع في خطبة الجمعة، يعني في بعض العلماء عدد منهم ذكروا ذلك، وهذا يعني ما عندنا في شرح هذا الحديث، ولعله ننتقل بعدما نخرج الأحاديث عما يسمى بخطبة الحاجة في حديث عمار.
فالآن يتبين لنا أن ما في شيء اسمه مشروع أو سنة أو مستحب فيما يسمى بخطبة الحاجة، والرسول صلى الله عليه وسلم لم يذكر حاجة ولا يذكر شيئا، والأحاديث فيها ضعيفة بيأتي تخريجها في الدرس القادم، فنقتصر الخطيب أو القاضي أو غير ذلك على ما ثبت في السنة، ولا يزيد الشخص على ما ثبت في السنة لأن هذا الدين توقيفي أي لا بد من دليل إما من الكتاب أو السنة، أو ما أجمع عليه الصحابة رضي الله عنهم.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.