القائمة الرئيسة
الرئيسية / شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم / الجزء (61) كتاب الجمعة من صحيح مسلم:شرح حديث ضماد في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم "إن الحمد لله..."

2024-10-20

صورة 1
الجزء (61) كتاب الجمعة من صحيح مسلم:شرح حديث ضماد في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم "إن الحمد لله..."

المتن:

وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن المثنى كلاهما عن عبد الأعلى قال ابن المثنى حدثني عبد الأعلى وهو أبو همام حدثنا داود عن عمرو بن سعيد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، «أن ضمادا قدم مكة، وكان من أزد شنوءة، وكان يرقي من هذه الريح فسمع سفهاء من أهل مكة يقولون إن محمدا مجنون، فقال: لو أني رأيت هذا الرجل لعل الله يشفيه على يدي، قال فلقيه فقال: يا محمد إني أرقي من هذه الريح، وإن الله يشفي على يدي من يشاء فهل لك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، أما بعد، قال: فقال أعد علي كلماتك هؤلاء، فعادهن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات، قال فقال: لقد سمعت قول الكهنة وقول السحرة وقول الشعراء فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء ولقد بلغنا ناعوس البحر قال فقال: هات يدك أبايعك على الإسلام قال فبايعه فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى قومك؟ قال: وعلى قومي، قال: فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فمروا بقومه فقال صاحب السرية للجيش هل أصبتم من هؤلاء شيئا فقال رجل من القوم: أصبت منهم مطهرة فقال ردوها فإن هؤلاء قوم ضماد».

الشرح:

 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، فتكلمنا في الدرس الذي سلف عن حديث جابر وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب الناس فيحمد الله ويثني عليه بما هو أهله، وبينا أن الكلمات التي ذكرت في حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن الحمد لله نحمده ونستعينه إلى آخر الحديث، يقول ذلك يعني النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة الجمعة، وهذا الحديث ليس في خطبة الجمعة، قال النبي صلى الله عليه وسلم هذه الكلمات لضماد هذا، ويأتي الكلام عليه، وبعد ذلك الدرس القادم نذكر بعض الأحكام في هذا الحديث، ولعل ندخل بعد ذلك في حديث عمار بن ياسر.

فهذا الحديث حديث ابن عباس أخرجه مطولا ومختصرا مسلم في «صحيحه»، وكذلك أخرجه مختصرا بدون القصة بس بقوله صلى الله عليه وسلم «إن الحمد لله» الإمام ابن ماجه في «سننه»، وكذلك أخرجه النسائي في «السنن الصغرى»، وأخرجه أحمد في «المسند» مطولا، وهو في «صحيح ابن حبان»، وطريق الإمام أحمد في «المسند» من طريق يحيى بن آدم قال: حدثنا حفص بن غياث قال حدثنا داود بن أبي هند عن عمرو بن سعيد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «قدم ضماد الأزدي مكة فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وغلمان يتبعونه فقال: يا محمد إني أعالج من الجنون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الحمد لله»، وفيه هنا «نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهديه الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له»، إلى آخر الحديث.

وهنا في آخر حديث الإمام أحمد في «المسند»: «فمرت سرية من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بقومه» بقوم ضماد، «فأصاب بعضهم منهم شيئا إداوة أو غيرها» يعني غنيمة وغنائم وأشياء فقالوا: «هذه من قوم ضماد ردوها» قال: فردوها لأنه أسلم، وهذا الحديث كما قلت لكم أخرجه مسلم كما عندكم، وابن ماجه في «سننه»، وأبو عوانة في «المسند الصحيح»، كما ذكر ذلك ابن حجر في «إتحاف المهرة»، وابن حبان في «صحيحه»، وابن منده في «الإيمان»، وأخرجه البيهقي في «السنن الكبرى».

ومسلم رحمه الله تعالى ذكره من طريق عبد الأعلى قال حدثنا داود، وداود هذا كما ذكرت لكم في طريق الإمام أحمد في «المسند»: داود بن أبي هند، ورواية ابن ماجه في سننه مختصرة بذكر الخطبة فقط، فطريق الإمام مسلم هو الصحيح، كذلك الطرق الأخرى طريق الإمام أحمد وابن منده وغيرهم.

ووقع عند ابن منده في «كتاب الإيمان» من حديث مسلمة بن محمد الثقفي عن داوود بن أبي هند أن السرية التي أغارت على قوم ضماد كانت في عهد عمر رضي الله عنه وهو خطأ في هذه الرواية رواية ابن منده في «الإيمان»، ومسلمة الثقفي هذا لين الحديث لا يحتج به، والصحيح رواية الجماعة رواية الإمام مسلم، رواية الإمام أحمد، رواية ابن ماجه وغيرهم لماذا؟ لأن الصواب أن هذه القصة كانت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء صريحا عند مسلم في «صحيحه» وغيره، فرواية ابن منده في «الإيمان» أن هذه القصة حدثت في عهد عمر رضي الله عنه غلط، بل هذه القصة كما في صحيح مسلم وسمعتم أن قصة ضماد هذا وإسلامه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

وضماد بكسر الضاد وتخفيف الميم وآخره دال ضماد، واسمه ضماد بن ثعلبة الأزدي من أزد شنوءة منطقة من المناطق، وفي رواية الإمام أحمد غلمان أي الأحداث وصغار الأسنان، وكأنه زعم هذا ضماد من ذلك إنه مجنون ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم كذلك، واستدل عليه باجتماع الأحداث، وقاموس البحر بيأتي الكلام على هذه الرواية، والمعنى قاموس البحر وسط البحر، ويقال كذلك قعره الأقصى يعني قعر البحر، يأتي الكلام على الرواية، هذه الرواية التي عند الإمام أحمد في «المسند»، والمراد بقوله قاموس البحر أنها في الفصاحة والهداية في المرتبة العالية، يعني يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فصيح، وأن الله هداه هدى النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصراط المستقيم في المرتبة العالية، فمراد ضماد أن يبين للنبي صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمة الفصاحة أنها كلمة فصيحة.

فإذا عندنا الآن بالنسبة لقوله «ولقد بلغنا ناعوس البحر» هذه في رواية الإمام مسلم، يذكر النووي رحمه تعالى في «شرح صحيح مسلم»: ناعوس البحر هذا هو الأشهر ناعوس، وفي عدد من البلدان يقولون ناعوس البحر يعني في عهد النووي وفي غيره، والثاني قاموس البحر هذه الرواية الثانية قاموس البحر، وهذا يقول الثاني هو المشهور في روايات الحديث في غير مسلم يعني كرواية الإمام أحمد ذكر قاموس البحر، وعند مسلم ناعوس البحر، والمعنى ذكرت لكم.

ويذكر القاضي عياض رحمه الله تعالى في «إكمال المعلم»: (لقد بلغنا ناعوس البحر كذا وقع في غير النسخ) يعني في الأحاديث الأخرى (بالقاف قاعوس)،  قاعوس البحر، هذه بعد رواية أخرى، (عندنا بلغنا ناعوس البحر، وكذلك برواية أخرى قاموس البحر، هذه قاعوس وناعوس وقاموس، ويذكر من طريق السمرقندي والطبري وغيرهما هكذا بالقاف لقد بلغنا قاعوس البحر بالقاف، وناعوس، ويقول كذلك: ووقع عند أبي محمد بن سعيد تاعوس بالتاء.

ويقول القاضي عياض: (ورواه بعضهم ناعوس) بالنون، فعندنا قاعوس بالقاف، وناعوس بالنون، وتاعوس بالتاء، وقاموس بالقاف، ويقول ناعوس بالنون، وذكره أبو مسعود الدمشقي في كتابه أطراف الصحيحين، وكذلك ابن أبي نصر الحميدي في كتاب جمع الصحيحين قاموس بالميم، ويعني بعض أهل العلم قالوا هو الصواب يعني قاموس، لكن على كل حال هذه الكلمات كلها كلمات عربية وهي متقاربة، وبين هذا الأمر أبو عبيد في غريب الحديث وغيره، وكذلك الحميدي في الجمع بين الصحيحين، والدمشقي في أطراف الصحيحين وغير ذلك.

وذكر الحافظ ابن حجر في الإصابة ذكر ضماد بن ثعلبة الأزدي وقال: (وله ذكر في حديث أخرجه مسلم في صحيحه والنسائي في سننه من طريق عمرو بن سعيد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن ضمادا قدم مكة)، وذكر الحديث الذي عندكم في صحيح مسلم، فضماد هذا اسمه ضماد بن ثعلبة الأزدي، وهو صحابي وأسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الصحيح فهذا يعتبر صحابيا، لم يروي عن النبي شيئا كما أخذنا في مصطلح الحديث في «شرح اختصار الحديث» لابن كثير لا روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا شيء لكن له ذكر وأسلم، وضماد هذا يعتبر صحابيا؛ لأنه لقي النبي ورآه وآمن به ومات على الإسلام، فهو صحابي، وبيأتي هذا الكلام في مصطلح الحديث.

كذلك ذكره أبو نعيم في «معرفة الصحابة»، وأنه من الصحابة قال ضماد بن ثعلبة الأزدي من أزد شنوءة، وقيل من بني سعد بن بكر، وذكر الحديث الذي ذكره الإمام مسلم في صحيحه، لكن من طريق يزيد بن زريع وابن أبي زائدة عن داوود بن أبي هند عن عمرو بن سعيد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، ثم ذكر الحديث مطولا، وهذا قبل إسلامه ظن أن النبي صلى الله عليه وسلم كما زعم أنه ساحر وكاهن ومجنون وإلى آخره كعادة الكفار يرمون الأنبياء والرسل بذلك، والأمر ليس كذلك وبينا.

والمفسرون بينوا كثيرا في هذه الأمور عند تفسيرهم للآيات، وهكذا كذلك أتباع هؤلاء الكفرة الذين يرمون الأنبياء والرسل بالجنون وغير ذلك، نفس الشيء في هذا الزمن يرمون أتباع الرسل والأنبياء بهذه الأمور ليسحرك لكذا لكذا، نفس الشيء تذهب له يسحرك نفس الشيء أئمتهم في الأمم السالفة يرمون الأنبياء والرسل بذلك، إذا ذهبت لهذا الرجل وهذا الرجل نبي ورسول بيسحرك يقولون له، وهو كلام الله وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم، فالأنبياء يحدثون الأقوام بكلام الله، فأي سحر هذا؟ وأي جنون أيها المجانين؟ فالمبتدع هم المجانين أصلا.

وفي هذا الزمان يرمون أهل الأثر أهل السنة بذلك لكن بطريقة أخرى، فأي شيء يفعله أئمتهم في الأمم السابقة مع الأنبياء والرسل المبتدعة يفعلون ويقولون بمثل كلامهم بس بطريقة أخرى وجديدة في هذا الزمان، فلذلك هذا يدل من كلامهم هذا لأتباعهم أن هؤلاء على خطى أئمتهم في الأمم السالفة، وأن هؤلاء يتبعون هؤلاء الأئمة أئمة الضلالة وأئمة الكفر ولا بد، لكن بمسميات أخرى وبألفاظ جديدة، وإلا الأفكار في الحقد والحسد والغل والمكر على أهل السنة نفس أئمتهم في الأمم السالفة.

فالكفرة من أقوام الأنبياء والرسل لهم أتباع في القرى والبلدان السالفة يحذرون أتباعهم من أن يذهبوا إلى هذا النبي، أو يذهبوا إلى هذا الرسول، ويزعمون أنه يبغي سحرهم وأنه أتى بالسحر وإلى آخره، تسمعه في أتباع الجماعة الحزبية الآن يحذرون أتباعهم من الجلوس مع أهل الأثر، والذهاب إلى حلقات أهل الأثر، وقراءة كتب أهل الأثر يخافون لأنه إذا قرأوا الكتب وجالسوا أهل الأثر وسمعوا العلم سمعوا كلام الله وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم، وسمعوا آثار الصحابة اهتدوا، ويعلمون أن هذا ليس بسحر ولا جنون ولا شيء فيصبحوا من أهل الأثر، فيعرفون أن هؤلاء دعاة ضلالة في هذا الزمان، وأنه ما عندهم علم ولا عندهم شي ولا قائمين على الدين ولا دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، يعرفون أن هؤلاء على ضلالة، وأن همهم الدنيا لا الدين ولا الآخرة، وهم عن الآخرة من أهل الغفلة، فلذلك يخافون.

نفس أئمتهم في الأمم السالفة أئمة الكفرة يحذرون أتباعهم أن يذهبوا إلى هذا النبي أو إلى هذا الرسول؛ لأن إذا سمعوا كلام هذا الرسول وهو كلام الله قد يعرفون أن هذا ليس بساحر ولا مجنون ولا شيء، وأن هذا كلام الله فيسلمون فيخافون دائما، فلذلك دعاة الضلالة الجماعات الحزبية في هذا الزمان يقولون لأتباعهم اذهبوا إلى أي جماعة إلا الجماعة الأثرية يخافوا لأنه بيسمع كلام الله سبحانه وتعالى وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم وآثار الصحابة بيهتدي ويطهر قلبه وما فيه من ظلمة لأن هؤلاء دعاة الضلالة يعلمون أتباعهم على الحقد والحسد والمكر والخديعة للمؤمنين، يشوف له شيء ثان لأن دائما وأبدا دعاة الضلالة قديما وحديثا يشككون أتباعهم في كلام الله سبحانه وتعالى وكلام النبي صلى الله عليه وسلم وآثار الصحابة، وهم يدعون أنهم يدعون إلى الله فأنتم أهل شك كيف تدعون إلى الله، وتدعون إلى سنة النبي وأنتم أعداء سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وتدعون أنكم تحبون الصحابة وتدافعون عن الصحابة وأنتم أعداء الصحابة.

فالظاهر شيء وفي الباطن شيء هذا هو المنافق، هؤلاء هم المنافقون في الأمم السالفة وفي عهد الرسول وفي زماننا، فهذا هو النفاق فيدعون إلى جمعياتهم وإلى أفكارهم الضالة، ودائما وأبدا دعاة الضلالة يدعون إلى أفكارهم ومذاهبهم ثم يسندون كلامهم الضال إلى الله سبحانه وتعالى وإلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فهم يدافعون عن الصحابة عن شهرة ومحبة لا عن اتباع لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن تطبيق منهج الصحابة، لا في الأصول ولا في الفروع، وأكبر دليل كما ترون دفاع عن الصحابة لكن تأتي لهم بالآثار في الأصول والفروع يرفضونها.

طيب أنتم تقولون نحب عمر ونحب أبا بكر والصحابة خذوا منهجهم، فالله سبحانه وتعالى يريد منكم أن تأخذون منهج الصحابة وتطبقونه في حياتكم، وتعلمون أهليكم وأولادكم وأقاربكم ليس فقط الدفاع عن الصحابة، الله ما يريد الدفاع عن الصحابة فقط، يريد تطبيق منهج الصحابة، وإلا الصحابة الله سبحانه وتعالى دافع عنهم، مهما يتكلم فيهم الرافضة أو غيرهم ما يضرهم شيئا، أناس حطوا رحالهم في الجنة وانتهى الأمر، فلا ضير عليهم الضرر عليكم أنتم دعاة الباطل إذا متم لماذا؟ لأنكم لم تطبقوا منهج الصحابة في الأصول والفروع، فالله يريد عبادة وتطبيق وعمل لا دفاع، الصحابة حطوا رحالهم في الجنة فأي دفاع تدافعون عنهم؟ ومهما تكلم الرافضة ما يضر الصحابة ولا شيء أصلا.

فأنتم الآن انهجوا منهج الصحابة رضي الله عنهم، وأنقذوا أنفسكم، فتأتون يوم القيامة تقولون دافعنا عن الصحابة طيب أين العبادة التي تعبدها الصحابة لله سبحانه وتعالى؟ ما في يعني دفاعكم ما منه فائدة، تقولون نحب الصحابة وندافع عن الصحابة وتحاورون الصحابة، ثم تطبقون أفكاركم وتمييع في الدين ومذاهب وتقليد، ونأتي لكم بآثار الصحابة في الأصول والفروع ترفضونها، فدفاعكم هذا ما من فائدة.

ولذلك يأتون لنا أناس من المميعة والمقلدة يقولون نحن ندافع عن صحيح البخاري، ونحن ندافع عن صحيح مسلم، ما فائدة هذا الدفاع عن صحيح البخاري وصحيح المسلم وأنتم ما تطبقون ما في صحيح البخاري وصحيح المسلم من السنن القولية والفعلية إلا أندر من النادر وما تشتهون، ونأتي لكم بأحاديث في صحيح البخاري ومسلم صحيحة الأسانيد وأخرجها أصحاب السنن ما تأخذون ترفضون، فأي دفاع تدافعون! لا ويأتون أناس يقولون نحن ندافع عن الدين كحب وشهرة وعواطف لكن رهبان، يعبدون الله على حرف، ما فائدة هذا الدفاع عن الدين وأنتم ما تطبقون الدين في حياتكم، فالله يريد منكم وأمركم أن تطبقوا هذا الدين في حياتكم جملة وتفصيلا في أعمالكم في سوقكم في طرقكم في بيوتكم في كل مكان، في حضركم في سفركم، هذا هو أمر الله لكم ومراد الله سبحانه وتعالى من خلقكم، ما تتمتعون هكذا وتدعون تدافعون عن الإسلام وعن القرآن وعن السنة، ولا تطبقون شيئا من ذلك إلا ما تشتهون.

وأهل السنة يأتون لكم بالأصول والفروع من القرآن والسنة والآثار ترفضون هذا الأمر وتقولون ليس من الدين وليس من السنة، من قال لكم؟ ما علموكم إلا الخطباء ودعاة الضلالة هذا الأمر، فليس المسألة دفاع وقيل وقال، وإلا الرافضة يدعون أنهم يدافعون عن الإسلام وهم أعداء الإسلام، المعتزلة الجهمية الأشعرية والصوفية وغيرهم أنهم يدافعون عن الإسلام وهم أعداء الإسلام، كذلك الداعشية والخوارج والباطنية وغيرهم والكلابية يدعون أنهم يدافعون عن الإسلام وهم أعداء الإسلام، وما أكثر أعداء الإسلام في البلدان الإسلامية، ولذلك أهل السنة يخرجون لهم السنن يعادونها، هذا أكبر دليل أن هؤلاء أعداء للإسلام والمسلمين، فاعرف هذا الأمر.

فالنبي صلى الله عليه وسلم أتى لهم بكل شيء، ضماد الأزدي رضي الله عنه سمع كلمات أسلم، وهؤلاء تأتي لهم بكل القرآن وتأتي لهم بكل السنة الحزبية في المساجد وغير ذلك في البلدان الإسلامية يرفضون ما يأخذون، ويقولون لا تذهبون إليهم بيسحرونكم وما أدري ماذا، أنت أصلا مسحور أصلا من قبل دعاة الضلالة، علموكم الجهل لكي يصطادوكم بس ما في شيء لأن دعاة الضلالة ماذا يفعلون في أتباعهم؟ يعلمونهم الجهل، ويقولوا لهم هذا علم لماذا؟ ليكون أتباعهم مثل بهائم عندهم يقودونهم، تعال جاء روح راح، مثل البهيمة يقودونهم، هم هلون يبغونهم، فلذلك إذا أتباعهم راحوا حق أهل الأثر أهل السنة تنوروا، جالسوهم تنوروا بالكتاب والسنة فالبهيمية ترتفع عنهم، يبقون فعلا أن هؤلاء رجال ونساء وأوادم فعلا، فيتركون هؤلاء، ثم بعد ذلك يردون عليهم ويبينون أمرهم، فترتفع الشكوك التي غرسها لهم دعاة الضلالة، ويسمعون هنا وهناك.

وخاصة لا يخفى عليكم التواصل هذا الاجتماعي والمرئي الآن لأهل الشكوك هلاك، يرسلون لهم يعرفون أن هذا شاك، فيرسلون له يشككونه زيادة، وكله باطل وكله فتاوى قيل وقال فيشك، هذا يشك وهذا يشك، هذا مرادهم، فعلم أن الذي يشك ويكون من أتباع هؤلاء ويسمع كلامهم فاعلم أنه جاهل ما يفهم شيء في الدين أصلا، فلذلك لا بد الشخص يفهم، ما دام يقولون لك قال الله قال الرسول، خذ هذا، هذا ضماد سمع كلمات من النبي صلى الله عليه وسلم وليس بعد كذلك بقرآن سنة وأحاديث، وأسلم وأحسن إسلامه، هؤلاء الآن لو تقرأ عليهم القرآن كاملا والسنة كاملة ولا شيء، ويدعي هذا المميع وهذا المبتدع وهذا الشاك أنهم قائمين على الإسلام وأنهم مسلمون.

فلذلك اعرف هذه الأمور أن ما يحتاج الآن يقولون لنا لا بد تبينون لهم تذهبون إليهم وكذا وكذا، العاقل يكفيه حديث واحد، وتكفيه آية، يتمسك بمنهج أهل السنة والجماعة في الأصول والفروع، ما يحتاج، ويظن أكثر العوام أنه لا بد تستمر مع هذا وذاك في التذكير وإلى آخره، لكن ما فائدة صم بكم عمي؟ أخرس ما ينطق، ما يشوف، ما يرى، كيف هذا يسمع كلام الله سبحانه وتعالى وكلام الرسول سبحانه وتعالى؟ وبينا هذه الأمور.

هو معرض فمهما تبين له ما في فائدة، فلا بد المسلم الذي فعلا يريد الحق فعلا لا بد يفتح قلبه للحق وسماع الحق يدخل، صندوق مسكر، هؤلاء الشاكون مسكر قلبه لكلام الله وكلام الرسول وفاتح قلبه لترهات أهل البدع والضلالة من الصوفية والسرورية والقطبية والتراثية والإخوانية والصوفية وغيرهم والداعشية، كل أتباع هؤلاء لهم أتباع كل طائفة، الأتباع هؤلاء فاتحين قلوبهم حق البدع والضلالات والأحاديث الضعيفة والبلاوى، ومسكرين قلوبهم عن كلام الله سبحانه وتعالى، وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم وآثار الصحابة، ماذا تريد؟ وماذا يفعل بهم رب العالمين في دنياهم وفي قبورهم ويوم القيامة؟ ما لهم إلا العذاب الأليم يسمع كلام هؤلاء الجهلة أتباع هؤلاء الأحزاب ولا يسمع كلام الله سبحانه وتعالى ولا كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ولا آثار الصحابة! ماذا تريد من هذا، ماذا يفعل به رب العالمين.

وانظر هذه القصص يذكرها أهل الحديث في كتبهم، ليس عبث هكذا، انظر رجل أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يرقي الرسول صلى الله عليه وسلم، فبين له الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الكلمات لكي يبين له الرسول صلى الله عليه وسلم ليس كما قلت وتظن، فبين ضماد رضي الله عنه أن هذا الكلام ليس بكلام ساحر ولا شيء مما كان يظنه، بل هذا كلام فصيح وكلام رسول فأسلم، وبين لقومه عن الإسلام وعن النبي صلى الله عليه وسلم، فلذلك أسلم، وهؤلاء يدعون يصلون ويصومون ويحجون ويدعون إلى الله ويحفظون القرآن ويصلون بالناس التراويح، وإلى آخره.

لكن إذا أتيت لتطبيق الإسلام الصحيح عند هؤلاء لا شيء خبط وخلط، شاكون في الإسلام، فلا يدعون إلى الإسلام، ولا رأينا جماعة أو واحد من هؤلاء اهتدى وتاب توبة نصوحة وضم نفسه مع أهل السنة والجماعة وعمل معهم، ما في، سنوات طويلة الآن أهل العلم يتكملون، بل هؤلاء مصرون على إقامة هذه الجمعيات والجماعات وأفكارهم ودعواتهم الباطلة للاستمرار فيها، قالوا مسابقات تحفيظ قرآن الله ما يريد مسابقات يريد تطبيق هذا القرآن في حياتكم.

فلذلك إذا تقولون أنتم مسلمون طبقوا هذا القرآن في حياتكم، في بيوتكم، لكن همكم كله مكر بأهل السنة وعداوة أهل السنة في المساجد وفي البلدان، ويتكلم أهل الباطل بكل باطلهم، ما تقولون لهم شيء، وإذا تكلم أهل السنة بكلام الله سبحانه وتعالى وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم وآثار الصحابة قمتم ورددتم عليهم وشككتم في أقوالهم، فكيف أنتم الآن تقولون نحن مسلمون نحب القرآن ونحب الله سبحانه وتعالى ونحب السنة ونحب النبي صلى الله عليه وسلم، ونحب منهج الصحابة ونحب الصحابة، أين هذا الحب؟ أين اتباع الله سبحانه وتعالى واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم واتباع الصحابة، يلا طبقوا في حياتكم أروا الناس أرونا! فأين علومكم أخرجوها لنا، علمكم بالأصول والفروع أخرجوها لنا وللناس، ما في شيء، كتبكم فيها خبط وخلط، خطبكم فيها خبط وخلط، أقوالكم وعظكم كل شيء خبط وخلط في المساجد وفي غيرها، في التواصل المرئي في التواصل الاجتماعي، فلا توبة ولا في شيء.

وهنا قال: «وكان يرقي من هذه الريح»، يرقي من الرقية وهي التعويذ من هذه الريح، الريح هنا المراد به الجنون ومس الجن، ليس الريح المعروفة هواء وكذا لا، «وكان يرقي من هذه الريح»، يعني يرقي من هذا الجنون، الريح الجنون، «فسمع سفهاء من أهل مكة يقولون إن محمدا مجنون» وهم المجانين، «فهل لك» أي: فهل لك رغبة في رقيتي وهل تميل إليها، يعني يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم، فالنبي صلى الله عليه وسلم تلا عليه: «إن الحمد لله، نحمده ونستعينه» إلى آخر ما ذكر صلى الله عليه وسلم.

هذه الآن الكلمات وشرح هذا الحديث، وبيأتي إن شاء الله بعض الأحكام أشياء يسيرة أحكام يسيرة، وسوف إن شاء الله ننتقل لحديث عمار بن ياسر رضي الله عنهما في قصر الخطبة.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan