القائمة الرئيسة
الرئيسية / شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم / الجزء (58) كتاب الجمعة من صحيح مسلم: تخريج ألفاظ أحاديث تخفيف الخطبة

2024-10-20

صورة 1
الجزء (58) كتاب الجمعة من صحيح مسلم: تخريج ألفاظ أحاديث تخفيف الخطبة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

ودخلنا في باب تخفيف الصلاة والخطبة، وبينا في حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه كلمات الحديث، وكذلك حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، ولعل في هذا الدرس نخرج حديث جابر بن سمرة وحديث جابر بن عبد الله.

فحديث جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: «كنت أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت صلاته قصدا وخطبته قصدا»، فورد الحديث من حديث أبي الأحوص سلام بن سليم عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة به، ورواه عن أبي الأحوص أبو بكر بن أبي شيبة ومسدد وهناد وقتيبة بن سعيد وأحمد بن إبراهيم الموصلي وغيرهم.

وهذا الطريق طريق أبي الأحوص الذي عندكم في «صحيح مسلم» في الكتاب أخرجه مسلم في «صحيحه»، والترمذي في «سننه»، والنسائي في «السنن الكبرى»، وفي «السنن الصغرى»، وابن المنذر في «الأوسط»، وعبد الله بن أحمد في «زياداته على المسند»، وابن أبي غرزة في «مسند عابس الغفاري»، والسراج في «حديثه»، والطوسي في «مستخرج الأحكام»، والبغوي في «الأنوار»، والبيهقي في «السنن الكبرى»، وغيرهم، فهذا طريق أبي الأحوص الذي عندكم في الكتاب.

وكذلك رواه عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة زهير بن معاوية، وأبو عوانة، وسفيان الثوري، وشعبة، وزائدة، وإسرائيل بن أبي إسحاق، وزكريا بن أبي زائدة، وعمرو بن أبي قيس، وحماد بن سلمة، وغيرهم عن سماك بن حرب، فهؤلاء يتابعون من؟ يتابعون أبا الأحوص عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة كما عندكم في الكتاب.

وهذه الطرق لم يذكرها الإمام مسلم في «صحيحه»، ما ذكر إلا عن زكريا بن أبي زائدة وذكر عن أبي الأحوص، وهناك طرق كثيرة لم تكن من شرط الإمام مسلم في صحيحه لكنها موجودة في الكتب الأخرى عند الترمذي في «سننه»، والنسائي في «السنن الكبرى»، وأبو داود في «سننه»، وغيرهم، وهذه الطرق التي ذكرناها هؤلاء تابعوا أبا الأحوص عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة، وهذه الروايات فيها: «كانت خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلاته قصدا»، وفي رواية: «وكانت خطبته قصدا وصلاته قصدا».

وهذه الطرق أخرجها مسلم في «صحيحه»، وأبو داود في «سننه»، والنسائي في «السنن الكبرى»، وفي «السنن الصغرى»، وابن ماجه في «سننه»، وأبو عوانة في «المسند الصحيح»، وأبو نعيم في «المسند المستخرج»، وأحمد في «المسند»، وإسماعيل القاضي في «أحكام القرآن»، والبزار في «المسند»، وابن قانع في «معجم الصحابة»، وابن الأعرابي في «معجم الشيوخ»، والقطيعي في «جزء الألف دينار»، وابن الجارود في «المنتقى»، وعبد الله بن أحمد في «زياداته على المسند»، وأبو الشيخ في «ذكر الأقران»، والمخلص في «المخلصيات»، وابن عساكر في «تاريخ دمشق»، وابن أبي غرزة في «مسند عابس الغفاري»، وابن عبد البر في «التمهيد»، وغيرهم، هذا تخفيف مخففين وإلا فيه رواة كثر حتى في طريق أبي الأحوص وغيره.

وسماك بن حرب مستقيم الحديث في غير عكرمة، إذا جاء عن عكرمة اضرب على الحديث لأنه يروي المناكير، أما في غيره فمستقيم الحديث مثل الآن الروايات التي عندنا مستقيمة، وروى عنه هنا شعبة وسفيان وغيرهما، وقد سمعا منه قديما، فحديثهم عن سماك بن حرب صحيح مستقيم، فهذه الروايات وهذه الأحاديث كلها صحيحة، فحديث جابر بن سمرة في صحيح مسلم حديث صحيح، فهذا الآن تخريج حديث جابر بن سمرة، وهو حديث صحيح.

الحديث الآخر حديث جابر بن عبد الله يرويه جعفر بن محمد عن أبيه هو محمد عن جابر بن عبد الله به، ورواه عن جعفر بن محمد خلق، يرويه عن جعفر بن محمد سليمان بن بلال، وسفيان الثوري، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، ويحيى بن سعيد القطان الإمام المعروف، ووهيب بن خالد، وأنس بن عياض وغيرهم يعني ناس كثر، والألفاظ ألفاظ حديث جابر بن عبد الله عندكم، وهناك ألفاظ أخرى، فعندنا في لفظ «إن أفضل الحديث كتاب الله»، وفي لفظ «فإن خير الحديث كتاب الله»، وفي لفظ «إن أصدق الحديث كتاب الله»، وفي لفظ «وخير الحديث كتاب الله»، وفي لفظ «إن أحسن الحديث كتاب الله»، فالنبي صلى الله عليه وسلم نوع في كتاب الله سبحانه وتعالى بالنسبة للألفاظ لماذا؟ لتعظيم القرآن الكريم، وتعظيم كتاب الله سبحانه وتعالى بيأتي الكلام عليه، فلا بد من تعظيم كلام الله، فإذا الشخص خالف كلام الله وقيل له إنك خالفت وكلام الله كذا فلا بد أن يرجع، فإذا رجع فهذا يعظم كلام الله ويعظم الله سبحانه وتعالى، فإذا لم يرجع فاعلم إنه لا يعظم الله ولا يعظم الرسول ولا علينا من منصبه الديني فهمت كيف.

فلذلك الرسول صلى الله عليه وسلم ينوع في الألفاظ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أراد تعظيم الكتاب وتعظيم كلام الله، ولذلك لا بد على الخطيب أن يعظم الله سبحانه وتعالى بذكر الألفاظ التي فيها تعظيم الله سبحانه وتعالى، ولذلك ذكر إنه أفضل، وذكر فإن خير، وذكر إنه أصدق، وذكر إنه أحسن، هذه الألفاظ أفضل وأخير وأصدق وأحسن الحديث كلام الله سبحانه وتعالى وكتاب الله سبحانه وتعالى.

فلا بد من تعظيم الله سبحانه وتعالى وتعظيم كتابه، وإذا حكم الله بشيء في الأصول والفروع، لا بد على الناس أن يخضعوا له سبحانه وتعالى، وإلا هؤلاء ما قدروا الله حق قدره، تقول قال الله يقول لك حسن البنا، قال الله قال فلان، قال الله قال جمعيتنا ما هذا؟ قال الله قال فلان، قال الله العائلة إلا العائلة إلا ذاك، فلذلك الآن هؤلاء الله أضلهم على علم، لماذا؟ يعظمون الآراء التي في رؤوسهم وفي جمعياتهم وفي بلدانهم وفي مذاهبهم، تقول قال الله يقول لك المذهب، فلذلك الله أضلهم، ما دام هؤلاء إلى الآن لم يخضعوا لكلامه سبحانه وتعالى ولم يخضعوا لكلام النبي صلى الله عليه وسلم.

وأهل العلم تكلموا من سنوات طوال، وبينوا هذه الفرق والجماعات أنها جماعات ضالة وأن عليهم أن يحلوا هذه الجماعات الضالة وينضموا مع أهل السنة ويعظمون الله سبحانه وتعالى، أبوا إلا نفورا من ثلاثين سنة ومن خمسين سنة ومن ستين سنة ومن عشرين السنة أهل العلم يتكلمون هؤلاء ما ازدادوا إلا ضلالا بعيدا، فلذلك الله سبحانه وتعالى طبع على قلوبهم صم بكم عمي ولا يروا شيئا، يعني يرون في الأبصار لكن البصيرة عمياء ما فيه فائدة، وترى الشخص أعمى وبصيرته يبصر بها ويعرف الحق، وهؤلاء ينظرون لكن البصيرة عمياء، فلذلك إذا أردت الله سبحانه وتعالى يجعلك بصير في نظرك وعندك بصيرة في قلبك عظم الله سبحانه وتعالى، عظم كلام الله، وانظر إلى تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم لكتاب الله سبحانه وتعالى.

فالقدوة هو النبي صلى الله عليه وسلم، فعلينا أن نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم ونعظم الله سبحانه وتعالى، نعظم كتابه، ولا يأتي في أنفسنا أي شيء في كل صغيرة وكبيرة ما في يستحسن شيء، ولا أن يقول مثلا الله يغفر لي والله يعفو عني وكذا وكذا لا، الأشياء هذه الأخطاء والتمادي فيها، والعناد فيها والإصرار عليها تكبر، ولا بد هذه الفرق ما صارت هكذا زنادقة الآن هكذا لا، كلهم بداية أمرهم ماذا؟ الدين، ويدعون إلى الله ويدعون إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم شوي شوي صار عندهم أتباع، صار عندهم مال، صار عندهم ما أدري ماذا، انفتنوا.

ولذلك انظر إلى التراثيين وغيرهم مع زنادقة الصوفية الإخوانية حتى النصارى، وكما لا يخفى عليكم يقررون أفكار اليهود والنصارى، ما كان هؤلاء هكذا، هؤلاء ظنوا أنهم خلاص وصلوا، وأنهم يعلمون، وأنهم أعلم من العلماء علماء السنة، وأنهم بزعمهم يستطيعون يدعون إلى الله، وأنهم أفهم من العلماء في الدعوة إلى الله، يرون هذا العالم ما عنده أحد وهذا العالم حلقته خمسة وستة، وهم يزعم عندهم ناس كثر، وعندهم كذا فاغتروا بأنفسهم، تقول لهم كلامكم هذا باطل وهذه دعوتكم باطلة وهذا فاسد وهذا كذا وكله أخطاء ومناكير وأباطيل ما رجعوا ما تابوا، فالله سبحانه وتعالى عاقبهم بالحقد والغل، ليس فقط يردون الحق لا، يحقدون على أهل السنة، وكيف ذلك؟ أضافوا المكر بأهل السنة قديما وحديثا.

فلا بد أن نعظم الله سبحانه وتعالى، ولذلك قدوتنا النبي صلى الله عليه وسلم، فإن أفضل الحديث كتاب الله، فإن خير هذا اللفظ الثاني الحديث كتاب الله، واللفظ الرابع أن أصدق الحديث كتاب الله، وفي لفظ خير الحديث كتاب الله، هذا كله تعظيم للكتاب، فإذا وجدت الخطيب يعظم الله سبحانه وتعالى، ويعظم السنة، ويعرف في فقه الأصول والفروع فاعلم أن هذا الخطيب فقيه، وإلا هو سفيه وجاهل ولا يعرف شيء، وهذا كما ترى أكثر الخطباء في العالم كلهم جهال ولا يعرفون شيء، وبينا هذا كثيرا كله أتباع حزاب ما عظموا الله، ولا تابوا إلى الله، ولم يرجعوا عن أباطيلهم وعن جماعتهم وعن أفكارهم، مغترين بمناصبهم وأموالهم وأولادهم وإلى آخره.

فلذلك لا بد على العبد أن يعظم الله سبحانه وتعالى إذا أراد أن يثبت على الدين، وإلا أمامكم أناس كما تكلمنا كثيرا معكم، لماذا الله أضلهم على علم؟ لأنهم ما عظموا الله سبحانه وتعالى، والله أضلهم لماذا؟ بسبب المكر والحقد والجهل، فلذلك على أهل السنة أن ينتبهوا لهذا الأمر.

وفي لفظ «وكل بدعة ضلالة»، وفي لفظ «وكل محدثة بدعة»، ففي اللفظ الأول بدعة والثاني محدثة، وهذه الألفاظ كلها صحيحة، وهذا التخريج الآن.

هذه الألفاظ أخرجها مسلم في «صحيحه»، وأبو داود في «سننه»، والنسائي في «السنن الكبرى»، وفي «الإغراب»، وفي «السنن الصغرى»، والحاكم في «المستدرك»، وأحمد في «المسند»، وابن المبارك في «الزهد»، وفي «المسند»، ونعيم بن حماد في «الفتن»، وابن وضاح في «البدع»، والفريابي في «القدر»، والرامهرمزي في «الأمثال»، واللالكائي في «الاعتقاد»، والسهمي في «تاريخ جرجان»، وابن أبي الدنيا في «قصر الأمل»، وفي «الأهوال»، وأبو نعيم في «المسند المستخرج»، وابن خزيمة في «صحيحه»، وابن ماجه في «سننه»، وابن أبي عاصم في «السنة»، والمروزي في «السنة»، وأبو القاسم في «الحجة»، والبيهقي في «الاعتقاد»، وفي «الأسماء والصفات» وغيرهم، ترى خلق الذين أخرجوا هذا الحديث، وهذه التخاريج ترى سوف إن شاء الله ترونها كتابيا أطول من هذا.

فهذه الآن عندكم الألفاظ التي بالكتاب، والألفاظ يعني شرحناها في الدرس الذي سلف، والذي قرأناه حديث جابر بن سمرة وحديث جابر بن عبد الله وفيه ألفاظ، وفيه كذلك من تكلم عن أشياء أخرى.

فعندنا هنا حكم ذهب الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، والنووي، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، وشيخنا ابن عثيمين، والشوكاني، والشيخ الألباني وغيرهم إلى أنه يسن للخطيب في الجمعة تقصير الخطبتين بقدر لا يحصل به الإخلال بأركانها ولا يفوت به المقصود منها، وانظر: «بدائع الصنائع» للكاساني، و«القوانين الفقهية» لابن جزي، و«المجموع» للنووي، و«روضة الطالبين»، و«المغني» لابن قدامة، و«الفروع» لابن مفلح، و«الإنصاف» للمرداوي، و«نيل الأوطار» للشوكاني، و«الشرح الممتع» لشيخنا الشيخ محمد صالح العثيمين، و«إرواء الغليل» للشيخ الألباني، و«زاد المعاد» لابن القيم وغيرهم خلق من مراجع كثيرة.

قال النووي في «المجموع»: (ويكون قصرها معتدلا، ولا يبالغ بحيث يمحقها).

وقال الشوكاني في «نيل الأوطار» فيها يعني الأحاديث التي ذكرناها وغيرها: (مشروعية إقصار الخطبة ولا خلاف في ذلك)، فالوعظ في الخطبة مشروع، وإقصار الخطبة أولى من إطالتها.

فإذا عندنا الآن هؤلاء العلماء يبينون أن من السنة هذا بالإجماع إجماع الصحابة، إجماع التابعين، إجماع المتقدمين وإجماع المتأخرين أنه يسن للخطيب في الجمعة تقصير الخطبتين، لكن بشرط ما يحصل الإخلال فيخل بالأركان ويخل كذا ولا يفهم الناس ولا يعرف يفهم الناس مثل الخطباء الآن، ولا يفوت المقصود بها، الناس أتوا إلى صلاة الجمعة أولا لكي يؤدوا صلاة الجمعة، ثم أتوا لكي يتفقهوا في الدين، فلا بد على الخطيب أن يكون فقيها فعلا  ليس تبع حزب أو خريج جامعة أو دكتور، هذا ما يمشي بالشريعة، هذه المجتمعات وجدوها هكذا هؤلاء، بسبب الجهل صاروا هؤلاء خطباء كما بين النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه من صحيح البخاري مسلم اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فالنبي صلى الله عليه وسلم من أكثر من 1400 سنة يتكلم على هؤلاء الخطباء الآن في هذا الزمان، فاتخذ الناس رؤوسا جهالا يخطبون في الناس ويفتون في الناس.

فلذلك هؤلاء كما لا يخفى عليكم الآن ما يعرفون قصر الخطبة، ولا إطالة الخطبة، ولا يعرفون الفقه، ولا في الأصول ولا في الفروع ولا في شيء، ولم يدرسوا التفسير، ولم يدرسوا الحديث ولا الفقه ولا الحديث ولا التخريج ولا شيء، أشياء في الجامعات مقررات هنا وهناك في الكتب، حتى يأتي المدرس ويقول في الجامعة إذا اقترب الامتحان افتحوا هذا محذوف وهذا محذوف، فقه طهارة محذوف! كتاب الطهارة محذوف! كتاب الصلاة محذوف! الصيام باب كذا مقرر وبعدين الصيام محذوف، صفة الصلاة مقررة في الامتحان بتأتيكم في الامتحان، المواقيت محذوفة ماذا بقي؟ ماذا يفهموا هؤلاء؟ فلذلك خرجت الجامعات الألوف المؤلفة، وانتشروا في العالم، ولا لهم دور ولا شيء خبط وخلط.

فلذلك هذه الدراسة غير معتمدة عند الله، غير مشروعة عند الله سبحانه وتعالى، ولا تأخذ عليهم شيئا، وهذا باعتراف الطلبة هؤلاء الذين تخرجوا ما عندهم شيء يقولون ولا فهمنا شيء، ما دام هذا محذوف وهذا مقرر وهذا محذوف وهذا مقرر خلاص، فالدراسة الصحيحة دراسة شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين في المسجد، ودراسة كل شيء التفسير والفقه والحديث، فإذا تمكن العبد من هذه العلوم وفهمها يستطيع بعد ذلك يخطب في الناس يوم الجمعة، فهذا يعتبر فقيه الآن، ولو أخطأ يكون اجتهاد منه وليس عليه شيء، لكنه في غالب خطبه بيصيب، لكن ما دام هؤلاء الجهلة الآن إصابتهم قليلة وخطأهم كثير، فهؤلاء عليهم مسؤولية، والآثام صحافهم ممتلئة من الآثام لأن هؤلاء خطبوا على حزب فلان، وعلى هذه الدراسات، ويريدون شهرة وأموال، ويقومون بأحزابهم لا عن دين.

الذي عن دين بيخطب على الكتاب وعلى السنة، فلذلك هؤلاء في أشياء كثيرة لا يعرفونها في أحكام الخطب، أخذنا منها أشياء كثيرة ما يعرفونها، وبيأتي أشياء أخرى ما يعرفونها، فلذلك ترى أكثر الخطباء يطيلون يخالفون السنة.

لماذا النبي صلى الله عليه وسلم بين عن قصر الخطبة؟ من قوله وفعله بيأتي الكلام لأنه نرد هذا الكلام ومثله في الأحاديث التي سوف تأتي مثل حديث عمار بن ياسر، فلذلك إطالة الخطبة تؤدي إلى ملل الناس، فيسن تقصيرها حتى لا يحصل ذلك، وتقصير الخطبة الثانية أكثر من الأولى، فيقصر الخطيب الخطبة الأولى لكن الخطبة الثانية أقصر، وهذا من السنة كذلك، ومن ذكر ذلك المالكية والحنابلة وغيرهم من العلماء في تقصير الخطبة الثانية كذلك أقصر من الأولى، لكن أحيانا يحتاج الناس إلى الإطالة شيئا، فلا بأس أن يطيل الخطبة بحسب حاجات الناس، أحيانا يضطر الخطيب أحيانا لكي يبين لهم الفقه فقه الصلاة، وفقه الصيام، يطيل أحيانا كما ذكر ابن القيم في زاد المعاد، لكن في الغالب يقصر الخطبتين، في الغالب تكون الخطبة قصيرة أحيانا، فلا بأس بذلك كما بين ابن القيم.

ويبين ابن مسعود رضي الله عنه أمر مهم جدا عن الخطيب، وبين كذلك عمار بن ياسر رضي الله عنه وبيأتي الكلام عليه في حديثه بعد هذه الأحاديث.

فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: «إن قصر الخطبة وطول الصلاة مئنة من فقه الرجل»، أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف»، والطبراني في «المعجم الكبير»، بإسناد صحيح وقد صححه الشيخ الألباني في «إرواء الغليل»، مئنة يعني علامة على فقه الرجل أن يقصر الخطبة، يعني هذا إذا قصر الخطبة فهذا الخطيب فقيه، أما إذا أطال مثل من؟ الأزهريين والمصريين والطقاتيين هؤلاء كما تعلم ليسوا بفقهاء، يخطب الواحد نصف ساعة، ساعة إلا ربع ساعة، ساعة ونصف، إذا طوف ساعة - أخذ يبه نعالتك وسوها هلون وشيل عليه البيت وتركه يولي أهوه وخطبته - يجوز، إذا يطيل هكذا ما منها فائدة أصلا روح صل صلاة الظهر، كما بين الشيخ الفوزان وغيره وشيخنا الشيخ ابن عثيمين إذا أطال هكذا ساعة ونعالتك يمك اصفقها وشيل عليه واتركه يولي ولا يعرف شيء، خطباء الآن هكذا، حاطين لكم هؤلاء الطقات.

فلذلك كما بينت لكم قصر الخطبة ما تزيد على ثلث ساعة، أحيانا يطيل يلا نصف ساعة للحاجة، وإلا الخطيب الفقيه ما يطيل يختصر ويهذب للناس الخطبة والفقه والأحكام، يفهمون ويستفيدون، هذا هو الخطيب الفقيه، أما الخطباء المصريين هؤلاء يشرقون ويغربون ويروحون ويجيئون ولا تفهم منهم شيء، وكل ما ذي قال لك صلوا على النبي عشان ما ينامون ويستمر، شافهم ناموا قال صلوا على النبي يصلون بعد هؤلاء الجهلة ويستمر، ويقطع ساعة، فلذلك اعرف هذه الأمور أنت.

فالنبي صلى الله عليه وسلم بين هذا الحكم لأمر مهم جدا لكي لا يمل الناس من الدين، من أحكام الدين، من صلاة الجمعة، ولذلك بعضهم يهربون عن المساجد التي تطيل يقول لك ليش؟ لأنه يطيل علينا، فهؤلاء خالفوا النبي صلى الله عليه وسلم، وخالفوا خطبة النبي فلا يفلحوا في خطبهم، ولم تكن خطبهم هذه علمية، الله يحرمهم من التوفيق ما في توفيق ولا شيء ولا يفهم الناس منهم شيئا، وأكبر دليل مثل هذا الكشك وغيره كم يخطب سنوات طويلة ما فهموا الناس منه شيء، الجهل هو هو، فترى هذه الخطباء الآن يخطبون خمسين سنة وأربعين سنة وثلاثين سنة وعشرين سنة اللي تحتهم الألوف لا فهموا صفة صلاة النبي، ولا صفة حج النبي، ولا صوم النبي، ولا التوحيد، ولا مسائل الإيمان، ولا مسائل القدر ولا شيء، ما فهموا إلا الأحاديث الضعيفة والمنكرة.

ولذلك انظر كيف استفاد الناس من خطب شيخنا الشيخ محمد بن عثيمين، وما زال الناس الآن حتى بعد موته الناس مستفيدين من خطبه لأنها عالم وفقيه، والكشك وطقات هؤلاء خلاص انتهوا، فلذلك يعني علامة الفقه في الخطيب قصر الخطبة، هذه علامة على أنه  فقيه.

ولعل فيه كذلك أحكام أخرى نتكلم عنها في الدرس القادم، أما بعده هذه فصل بين الثناء على الله والفصل الكلام الذي سوف يأتي به الخطيب، فلا بد منها وهي من السنة، ولعل إن شاء الله نتكلم الدرس القادم.

فيه أي سؤال؟

هل يجوز أن يضحي الابن عن أمه أضحية خاصة وعن نفسه بأضحية أخرى؟.

هذا كأننا تكلمنا عن هذا يجوز، لكن لو ضحى الابن عن نفسه وعن أمه وأهل بيته الأموات والأحياء يجوز، قلنا أنه يجوز، وبين هذا شيخنا الشيخ محمد بن العثيمين وغيره من أهل العلم، لكن لو ضحى الابن عن أمه أضحية، وضحى هو عن نفسه يجوز، وهذا يعني فيه خير، ميتة ولا حية؟ هذا إذا كانت مثلا حية، أما إذا كانت ميتة فما يجوز لا بد ماذا؟ لا بد يضحي عن الأموات وعن الأحياء، فيجمع بين هذا وهذا، أما عن الأموات لوحدهم فبين شيخنا أن هذا لا يجوز، فلذلك لا بد الجمع بين الأحياء والأموات، فهذا أفضل له أن يضحي عن الأموات والأحياء من أهله مع أمه وغيرها، ويضحي عن نفسه أضحية أخرى فيجوز.

حكم منع الزوجة من الحج من أجل الأولاد، لعل هذا نتكلم عنه بعد ذلك لأنه فيه تفصيل.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan