القائمة الرئيسة
الرئيسية / شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم / الجزء (54) كتاب الجمعة من صحيح مسلم:باب التغليظ في ترك الجمعة وبيان ضعف حديث"لينتهين عن ودع الجمعات"

2024-10-08

صورة 1
الجزء (54) كتاب الجمعة من صحيح مسلم:باب التغليظ في ترك الجمعة وبيان ضعف حديث"لينتهين عن ودع الجمعات"

المتن:

باب التغليظ في ترك الجمعة:

وحدثني الحسن بن علي الحلواني حدثنا أبو توبة حدثنا معاوية وهو ابن سلام عن زيد يعني أخاه أنه سمع أبا سلام قال حدثني الحكم بن ميناء أن عبد الله بن عمر وأبا هريرة حدثاه أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على أعواد منبره: «لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين».

الشرح:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

فهذا الباب كما سمعتم باب التغليظ في ترك الجمعة، والأبواب من وضع الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه المنهاج، والكتاب من وضع الإمام مسلم كما بينا لكم كثيرا، فهذا الحديث كما سمعتم من طريق أبي توبة قال حدثنا معاوية، ومعاوية هذا ابن سلام كما ذكر لكم الإمام مسلم، عن زيد يعني أخاه يعني زيد ابن سلام أنه سمع أبا سلام قال حدثني الحكم بن ميناء أن عبد الله بن عمر وأبا هريرة حدثاه أنهما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على أعواد منبره: «لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات» يعني تركهم الجمعات، وبيأتي بعد ذلك شرح هذا الحديث إلى آخر الحديث.

وهذا الحديث قلبت فيه النظر من ثلاثة أسابيع لأنه تدبرت فيه وقرأته وخرجته، ثلاثة أسابيع أتدبره واحترت فيه مثل ما احتار أئمة فيه، فبعد ذلك تبين لي إنه فيه اختلاف وغير محفوظ لأن الإمام مسلم ذكر لكم طريقا واحدا هنا، ولأن هذا الحديث ورد فيه اختلاف كثير واضطراب، وهذا الاختلاف ذكره الدارقطني في «العلل»، ولم يحكم فيه بشيء، وكذلك الإمام أبو حاتم في «العلل»، ذكر ابنه قوله ذكر الاختلاف ولم يحكم بشيء، وذكر هذا الاختلاف ابن عساكر في «تاريخ دمشق» ولم يرجح بشيء، لكن من كلام ابن عساكر وذكره لهذا الاختلاف أنه يشير أن الحديث معلول، وكذلك أبو حاتم عندما ذكر الخلاف كذلك يشير أن الحديث غير محفوظ، وإلا لو كان إسناد الإمام مسلم في «صحيحه» محفوظا لقال: والصحيح كذا وكذا.

كذلك الحافظ الدارقطني ذكر الاختلاف في «العلل» يعني الحديث عنده معلول، وإلا لماذا يذكره في العلل؟ ولم يرجح ولم يقل عن إسناد الإمام مسلم هو الصحيح كالعادة يعني يصحح ويصوب، وهذا يدل على أن الدارقطني يعل هذا الحديث وأنه فيه علل، كذلك من عمل ابن عساكر في «تاريخ دمشق»، وكذلك من عمل أبي حاتم، وبيأتي تفصيل هذا في التخريج الآن.

فقلبت فيه النظر هل هذا الحديث معلول أو لا، محفوظ أو لا لكثرة الاختلاف كما سوف يأتي، فتبين أن الحديث هذا غير محفوظ، وأنه حديث مختلف فيه، وأنه مضطرب وعمل عدد من الأئمة من كلامهم ومن وضعهم هذا الحديث في العلل أنه معلول، فأولا نذكر الطرق هذه في الإجمال وباختصار ثم نعيدها بعد ذلك الكلام عليها بالتفصيل لكي يتبين أن هذا الحديث غير محفوظ.

فذكر ابن عساكر في «تاريخ دمشق» هذا الاختلاف في ترجمة الحكم بن ميناء المدني ويقال الشامي، كما هو موجود في رواية الإمام مسلم في «صحيحه»، فعندنا باختصار ذكر ابن عساكر في «تاريخ دمشق» رواية موسى بن سهل الرملي، وكذلك من طريق أبي توبة بنفس رواية صحيح مسلم، فعن أبي توبة، وأبو توبة هذا الربيع بن نافع، وذكر الإمام المسلم هذا الرجل بكنيته قال: حدثنا أبو توبة، وأبو توبة هذا الربيع بن نافع قال أخبرنا معاوية بن سلام كما في رواية مسلم، عن أخيه زيد بن سلام لأن مسلم قال حدثنا معاوية وهو ابن سلام عن زيد يعني أخاه، زيد هذا ابن سلام أنه سمع أبا سلام الحبشي وهو منطور الحبشي هو أبو سلام، هنا ذكر لكم مسلم أنه سمع أبا سلام وهو منطور الحبشي يقول حدثني الحكم بن ميناء أحيانا يذكرونه بالمد بالألف بدون همزة، والباقي كما عند الإمام مسلم في «صحيحه»، وغيره بعد كذلك من الكتب ميناء بالهمز.

هذا الطريق الآن عنده مسلم عن ابن عمر وأبي هريرة، الآن الطريق الأول الذي ذكره ابن عساكر حدثني الحكم بن ميناء عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لينتهين أقوام عن تركهم الجمعات» هذا تفسير ودعهم، فيقول ابن عساكر: (كذا قال وذكر أبي سعيد الخدري فيه غريب) لماذا؟ لأنه من رواية أبي هريرة وابن عمر، وهذا من الاختلاف بعد، الآن رواية مسلم عن أبي هريرة وابن عمر، هنا الآن الطريق الأول الذي ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري، هذا الآن أعرف أنه في اختلاف.

الرواية الثانية التي ذكر ابن عساكر رواية ابن شعيب قال: أخبرني معاوية بن سلام عن أخيه زيد بن سلام أنه أخبره عن جده أبي سلام عن الحكم بن ميناء أنه حدثه أن عبد الله بن عمر وأبا هريرة حدثاه أنهما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو على أعواد منبره: «لينتهين أقوام في ودعهم الجمعات»، إلى آخر الحديث.

الآن هنا رواية الإمام مسلم من طريق أبي توبة، هذا الطريق الثاني عند ابن عساكر من طريق ابن شعيب عن معاوية بنفس الإسناد الذي في مسلم، هذا الآن بعد طريق، الآن عندنا طريق عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري، وعندنا طريق عن أبي هريرة وابن عمر.

الآن الرواية الثالثة عند ابن عساكر التي ذكرها هي رواية الإمام مسلم عن أبي توبة أخبرنا معاوية بن سلام أخبرني زيد بن سلام يعني أخاه أنه سمع أبا سلام يقول حدثني الحكم بن ميناء أن عبد الله بن عمر وأبا هريرة حدثاه أنهما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر الحديث نفسه، هذا الآن بنفس رواية الإمام مسلم.

الآن يقول ابن عساكر الوليد بن مسلم أسقط زيد بن سلام من إسناده في رواية أحمد بن عبد الرحمن قال: أخبرنا الوليد بن مسلم قال: أخبرنا معاوية بن سلام عن أبي سلام الأسود قال: أخبرنا الحكم بن ميناء قال: سمعت عبد الله ابن عمر وأبا هريرة يقولان، ثم ذكر الحديث.

الآن رواية مسلم والرواية الأخرى التي ذكرها ابن عساكر عن معاوية بن سلام عن زيد بن سلام عن أبي سلام، هنا الآن معاوية بن سلام عن أبي سلام مباشرة، من اللي سقط هنا؟ زيد بن سلام سقط في هذا الإسناد، فهذا من الاختلاف، الآن رواية الإمام مسلم زيد بن سلام موجود، وهنا في رواية الآن عند ابن عساكر وهؤلاء كذلك ثقات عن معاوية بن سلام عن أبي سلام يكون هنا شنو؟ انقطاع الآن، فمرة يذكر زيد بن سلام، ومرة لم يذكر في الإسناد، وهذا كذلك من الاختلاف.

ثم يقول ابن عساكر: (ورواه يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام)، الآن يحيى بن أبي كثير يتابع معاوية بن سلام، الآن هذه هي الآن روايات معاوية بن سلام التي موجودة في صحيح مسلم معاوية بن سلام عن زيد، الآن انتقل الآن الإسناد إلى يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام، يقول ابن عساكر: (رواه يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام واختلف فيه عنه، فروي عنه على وجوه)، ثم ذكر الآن عندنا ذكر رواية علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبي سلام عن الحكم بن ميناء عن عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر قال يعني علي بن المبارك يقول، ثم كتب إلي يعني يحيى بن أبي كثير أنه عن عبد الله بن عمر وأبي هريرة أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على أعواد منبره: «لينتهين أقوام من ودعهم الجمعات» إلى آخر الحديث.

الآن عندنا هنا يحيى بن أبي كثير ذكر عن ابن عباس وابن عمر، والإسناد كان عن ابن عمر عن أبي هريرة، الآن هنا إسنادان يقول علي بن المبارك يقول يعني كتب إلي أن الإسناد عن ابن عمر وأبي هريرة، الإسناد الأول عن ابن عباس وابن عمر، الآن هنا تغير كذلك الآن زيد في الإسناد ابن عباس، وهذا كذلك من الاختلاف، والمعاصرين خبط وخلط يعني في بعض بعد عندهم ذكروا بعض الطرق، فيه طرق كثيرة بتأتي، بعض الطرق ذكروا وخبط وخلط فيها، وكلهم يقولون هذا الاختلاف ما يضر، وهذا على أوجه وهذا كذا خبط المعاصرين معروفين يعني في التخريج.

الآن ينتقل كذلك هذا الحديث إلى رواية أخرى، ابن عساكر يقول أن عن زيد هنا الصواب زيد بن الحباب، يقول: ورواه هشام الدستوائي فلم يذكر زيد بن سلام فيه، الآن بعد رواية هشام الدستوائي هذا لم يذكر زيد بن سلام، يعني بعد الإسناد منقطع، لكن الأول من طريق معاوية بن سلام وهذا من طريق يحيى بن أبي كثير، فذكر رواية يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلام عن الحكم بن ميناء عن ابن عمر وابن عباس أنهما شهدا على النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال وهو على المنبر: «لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات»، فإلى آخر الحديث، الآن يزيد بن هارون حافظ وثبت في الحديث، وهشام الدستوائي من أثبت الناس في يحيى بن أبي كثير ذكر عن ابن عمر وابن عباس.

والطرق الأخرى عن ابن عمر وأبي هريرة، وكذلك زيد عن أبي سعيد الخدري، وهنا زيد على ابن عباس، وهذا يدل على أن الحديث الآن فيه اختلاف في الأسانيد، وهنا لم يذكر زيد بن أسلم كما ذكر الإمام مسلم في الرواية، فهذا يدل على أن الحديث فيه اختلاف.

كذلك ذكر ابن عساكر رواية معاذ بن هشام الدستوائي قال حدثني أبي يعني هشام عن يحيى بن أبي كثير يقول يحيى بن أبي كثير: أخبرنا أبو سلام يعني لم يذكر زيد بن سلام كذلك، ومع هذا فيه تصريح هنا أن يحيى بن أبي كثير قال أخبرنا أبو سلام، يعني هنا مصرح لكن هذا التصريح غلط، بيأتي الكلام عليه في التفصيل، وأبو سلام يقول: حدثني الحكم بن ميناء أن عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس حدثاه إلى آخر الحديث، فيتغير الآن الأسانيد من مسند أبي هريرة إلى إسناد أبي سعيد الخدري، إلى إسناد ابن عباس، إلى إسناد ابن عمر، فهذا يدل على أن الرواة غير ضابطين الحديث والإسناد، وكلهم ثقات، ومع هذا يكون هذا الاختلاف فيه.

هذه الآن الرواية الأولى لم يذكر زيد بن سلام، وهذه الثانية كذلك لم يذكر زيد بن سلام، وهذه الرواية الثالثة الرواية الثالثة من طريق أبي داوود، من أبي داوود هذا؟ هذا الطيالسي ليس أبو داوود صاحب السنن، هذا إذا وجدت أبو داود عن هشام أو عن شعبة أو كذا أو كذا فاعلم أنه الطيالسي، والطيالسي حافظ معروف يقول: أخبرنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير أن أبا سلام حدث أن الحكم بن ميناء حدث أن عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس حدث أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إلى آخر الحديث، فهنا كذلك لم يذكر زيد وهو ابن سلام، وكيف ذكر في رواية من مسلم وغيره؟ وهنا كذلك هؤلاء بعد كذلك حفاظ، يعني الإسناد هذا يعني غلط في غلط.

الآن هنا يقول ابن عساكر في «تاريخ دمشق»: (تابعه يزيد بن هارون وعبد الصمد بن عبد الوارث عن هشام الدستوائي) يعني تابعوا أبا داوود الطيالسي عن هشام على هذا الأمر، وكلهم بعد حفاظ ما يصير نرجح الآن رواية الإمام مسلم كما يفعل الآن عدد من المعاصرين بس لأن الحديث في صحيح مسلم بس ورجحوا، كيف ترجحون وهذه الاختلافيات؟ ماذا تفعلون في رواية هؤلاء الثقات؟ بل منهم من أحفظ مما ذكر من رجال مسلم في هذا الحديث، فلذلك هذا يدل على الاختلاف، الآن هنا الآن يزيد بن هارون وابن عبد الوارث تابعا الطيالسي عن هشام.

الرواية هذا كذلك ذكرها ابن عساكر في «تاريخ دمشق»، وهذه الآن الرواية من طريق عفان بن مسلم قال أخبرنا أبان العطار قال أخبرنا يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن الحكم بن ميناء عن ابن عباس وعن ابن عمر أنهما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لينتهين أقوام» إلى آخر الحديث، الآن هنا الروايات الأخرى يحيى يروي عن زيد بن سلام، وفي رواية أخرى لم يرو، هنا كذلك يروي، وهنا الآن صار عندنا حديثين حديث ابن عباس وحديث ابن عمر، والأحاديث الأخرى يعني ابن عباس مقرون مع ابن عمر، كذلك أبو هريرة كما سمعتم.

الآن هنا كذلك عن زيد بن سلام عن الحكم بن ميناء، الآن هنا زيد بن سلام يروي عن أبي سلام، الآن حتى في الرواية عندكم عن زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام هذه رواية مسلم، وحتى الروايات الأخرى، هذه الرواية كذلك من الثقات عفان بن مسلم وأبان العطار وغيرهم هؤلاء كذلك ثقات وحفاظ، الآن زيد بن سلام يروي مباشرة عن الحكم بن ميناء يعني أسقط أبا سلام، منطور أسقطوه في هذا السند، فهذا يدل أنه فيه اختلاف، فكيف ما يضر، المعاصرين يبين لك أن خبط وخلط في التخريج كيف ما يضر؟ وأكثرهم ما يدري بهذه الطرق التي نذكرها، فيه بعد تأتيكم الآن طرق، فخبط وخلط، بس إسناد صحيح وصححه مسلم أو رواه مسلم ويمشي، وهؤلاء الذين وقعوا في هذا الشيء هؤلاء المقلدة والمتعالمة والمتمذهبة والدكاترة، فلذلك اعرف هذه الأمور.

الآن الرواية الآخرى ذكرها كذلك ابن عساكر من طريق عفان بن مسلم قال أخبرنا أبان بن يزيد العطار هو أبان الذي ذكر في الإسناد الأول قال أخبرنا يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن الحكم عن ابن عمر وابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله، الآن كذلك هذه الرواية الآن أسقط أبا سلام، فزيد بن سلام يروي مباشرة عن الحكم، وهذا من اختلاف الروايات، ورواية إمام مسلم عن ابن عمر وأبي هريرة، وهنا الآن عندنا عن ابن عباس عن ابن عمر كما في الرواية الأخرى، وهؤلاء كذلك ثقات.

فالحديث الآن عن من هذا يكون؟ مثلا عن ابن عمر، عن ابن عباس، عن أبي هريرة، عن أبي سعيد؟ فيدل على أن هذا الحديث غير محفوظ وحديث مضطرب، والرواة هؤلاء لم يحفظوا الحديث.

كذلك الآن عندنا الرواية الأخرى ذكرها ابن عساكر في «تاريخ دمشق» من طريق عمرو بن محمد الناقد قال: أخبرنا إسماعيل بن علية عن أيوب عن يحيى بن أبي كثير عن من حدثه عن ابن عمر وابن عباس أنهما قالا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكروا الحديث، الآن هنا يحيى بن أبي كثير يروي عن مجهول عن ابن عمر وابن عباس، لم يذكر زيد بن سلام ولا الحكم بن ميناء في الإسناد، فهذا يدل، كذلك إسماعيل بن علية بعد حافظ وثقة، ومع هذا كما ترون في هذا الإسناد من الاختلاف.

كذلك الرواية الأخرى من طريق علي بن عبد الله قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، هناك عن الناقد عن إسماعيل بن إبراهيم هذا ابن علية، أخبرنا أيوب عن يحيى بن أبي كثير عن من حدثه عن ابن عباس وابن عمر أنهما سمعا النبي صلى الله عليه وسلم على أعواد منبره، فذكرا الحديث، فهنا الآن يحيى بن أبي كثير يروي عن مجهول، هذا كله من الاختلاف مرة هكذا ومرة هكذا، مرة مسند متصل، ومرة منقطع، ومرة عن مجهول، وهكذا، فلذلك هذا يعني يدل على أن الحديث فيه اختلاف، والذي يصحح هذا الحديث فهذا ما عرف شيء أصلا، ولم يطلع على هذه الطرق وهذا الاختلاف، فقط أخرجه مسلم وبيمشي، ولذلك يقول ابن عساكر في «تاريخ دمشق»: (هكذا رواه أيوب عن يحيى بن أبي كثير عمن حدثه عن ابن عباس وابن عمر ولم يفسر إسناده) لعله لم يقم إسناده، فهذا من الاختلاف كذلك، وأيوب السختياني معروف حافظ، ومن أخص أصحاب يحيى بن أبي كثير لم يقم الآن، لم يذكر فيه مما ذكرناه من اتصال الإسناد وأنه مسند.

هذه الآن الطرق التي ذكرها ابن عساكر.

الآن نأتي كذلك إلى «العلل» في الحديث لابن أبي حاتم، كذلك ذكر بعض الطرق، وهذا يدل على أن الآن ابن عساكر ذكر هذا الاختلاف أنه يعل هذا الحديث ولم يصحح الحديث، ولم يصحح شيء لا التي في رواية مسلم ولا غيرها، كذلك أبو حاتم لم يرجح شيء، وهذا يدل على أنه يعل هذه الطرق وهذا الحديث.

فيقول ابن أبي حاتم في «علل الحديث»: (وسألت أبي يعني أبا حاتم عن حديث رواه أبان العطار) وهو ابن يزيد الذي مر علينا، (عن يحيى يعني ابن أبي كثير عن زيد يعني ابن سلام عن أبي سلام عن الحضرمي) وهذا الحضرمي ابن لاحق، (عن الحكم بن ميناء أنه سمع ابن عمر وابن عباس سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر قال: «لينتهين أقوام عن تركهم الجمعات»)، هذا مفسر يعني، وأبو سلام قلت لكم منظور الحبشي، والحضرمي هو ابن لاحق.

الآن هنا أبو سلام يروي عن الحضرمي عن الحكم فزيد في الإسناد، هذا بعد رجل آخر، يقول: (قال أبي) يعني قال أبو حاتم: (رواه معاوية ابن سلام عن أخيه زيد عن أبي سلام ولم يذكر فيه الحضرمي عن الحكم بن ميناء عن ابن عمر وابن عباس)، هذه رواية من الحين؟ رواية مسلم، ولم يصوبها أبو حاتم ولم يرجحها ولم يصححها كما العادة، الإسناد بالنسبة لي الإسناد نفس هذا، ولم يصوب رواية مثلا قال مثلا رواية ابن عمر ورواية أبي هريرة، الإسناد هو هو عند مسلم لكن لم يصوب رواية مسلم قال مثلا، اسمع ماذا يقول:

قال أبو حاتم: (والحضرمي بن لاحق رجل من أهل المدينة، وليس لرواية أبي سلام عنه معنى، وإنما يشبه أن يكون يحيى لم يسمعه من زيد فرواه عن الحضرمي عن زيد، فوهم الذي حدث به)، هذا انتهى كلام أبي حاتم، يعني الآن ذكر أن يحيى بن أبي كثير لم يسمعه، وليس لدخل الحضرمي هنا بشيء، هذا كذلك من طريق الاختلاف يكون، ولم يصوب أبو حاتم رواية الإمام مسلم ولم يذكرها، ذكر نفس الإسناد لكن برواية ابن عمر وابن عباس، ولم يصوب كالعادة مثلا قال هناك رواية لابن عمر وأبي هريرة مثلا وهي الصواب، لم يقول هكذا، وهذا يدل على أن أبو حاتم يراه غير محفوظ لأنه لم يصحح ولم يصوب لا رواية الإمام مسلم ولا غير ذلك، والحديث ذكر في العلل، والسؤال يريد ابن أبي حاتم أن ينظر في هذا الإسناد فذكر ما ذكره أبو حاتم ولم يصوب، هذا الآن «العلل» لابن أبي حاتم.

الآن عندنا «العلل الواردة في الأحاديث» للدارقطني، هذا كله بالإجمال سيأتيكم التفصيل بعد ذلك، الآن الحافظ الدارقطني ذكر الحديث في العلل الواردة في الأحاديث، يعني يرى أن هذا اختلاف وكذا وأن الحديث معلول، سواء ذكر أو لم يذكر، هذه قرائن، وذكر الاختلاف عليه، ولم يصوب رواية الإمام مسلم، وفي العادة يقول مثلا رواية معاوية بن سلام التي في مسلم هي الصواب لم يذكر، ذكرها ولم يذكر، ذكر أن كله اختلاف، فذكر الدارقطني الحديث عن الحكم بن ميناء عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم «لينتهين أقوام من ودعهم الجمعات» إلى آخر الحديث.

يقول الدارقطني: (يرويه يحيى ابن أبي كثير واختلف عنه، فرواه أيوب السختياني عن يحيى ابن أبي كثير فقال حماد بن زيد عن أيوب عن يحيى عن ابن ميناء عن ابن عمر وابن عباس، وقال الثقفي وابن علية عن أيوب عن يحيى عمن حدثه عنهما، ورواه هشام الدستوائي عن يحيى عن أبي سلام عن الحكم بن ميناء عن ابن عمر وابن عباس، كذلك قال زيد بن هارون ووهب بن جرير والبكراوي وعبد العزيز بن أبان وهياج عن هشام الدستوائي، وقال عثمان بن هيثم عن هشام عن يحيى بن أبي كثير قال حدثني أبو سلام ووهم في قوله حدثنا، يعني ما سمع.

وقال أبو عمر الحوضي عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير حدث أبو سلام، وكذلك قال أبو عمر عن هشام، وقال معاذ بن هشام عن أبيه قال أبو سلام ويحيى: لم يسمعه من أبي سلام، يعني إسناد منقطع، ويحيى هنا دلس لأنه مدلس.

ورواه همام بن يحيى عن يحيى بن أبي كثير فقال عن زيد بن سلام عن جده أبي سلام، هذا الحين كلام من؟ كلام الدارقطني في العلل، وكذلك قال عفان بن مسلم عن أبان العطار عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبي سلام، ورواه مسلم بن إبراهيم عن أبان عن يحيى عن أبي سلام لم يذكر في الإسناد زيدا، يعني زيد بن سلام.

ورواه حبان بن هلال عن أبان عن يحيى عن الحضرمي بن لاحق عن زيد بن سلام عن أبي سلام ولم يتابع على ذلك، يعني الحضرمي ما له دخل في هذا الإسناد.

ورواه معاوية بن سلام عن أخيه زيد ابن سلام عن جده أبي سلام عن الحكم بن ميناء عن ابن عمر وأبي هريرة، هذه رواية من؟ رواية مسلم، ولم يصوبها ولا شيء.

يقول بعد ذلك الدارقطني: (والباقون كلهم أسندوه عن ابن عمر وابن عباس)، فيذكر أن أكثر الناس أسندوه من رواية ابن عمر وابن عباس، كأنه يرجح هذه الرواية على رواية مسلم، وبين أن رواية معاوية بن سلام غير مسندة فيها انقطاع، وغير الانقطاع هذا اختلاف ما يصير هذا الاختلاف، يقول لك المعاصرين وهؤلاء الطقات هذا الآن هذا الاختلاف يقول لك ما يضر، كيف ما يضر! يبين لك أن هؤلاء عقولهم تبي الصراحة معوجة، ولا يدرون ولا يسألون.

فانظر ذكر الحافظ الدارقطني هذا الاختلاف، وهذا حافظ معروف، ولم يرجح رواية مسلم ولا غيرها، وكأنه يرجح رواية ابن عمر وابن عباس التي ذكرناها، وهذه معلة، وهذه الرواية كذلك معلة في الحديث، وبيأتي الكلام عليها بالتفصيل والتخريج، فلذلك هذا يدل على ماذا؟ يدل على أن الآن عندنا الحديث فيه خلاف واضطراب في كلام رواة هذا الحديث، وأنه أبا حاتم يميل أن الحديث غير محفوظ لا في مسلم ولا غيره، ولم يصوب شيء، والدارقطني كذلك لم يصوب رواية مسلم ولا غيره كذلك، وكذلك ابن عساكر.

هذا الآن الاختلاف بالإجمال يدل على أن الحديث غير محفوظ، ما بالك بيأتي الآن الكلام عليه.

وكذلك ذكر هذا الاختلاف الحافظ المزي في «تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف» كتب السنن المعروفة وصحيح البخاري ومسلم، كذلك ذكر الحديث هذا في «تحفة الأشراف»، وذكر رواية الحاكم بن ميناء المزني مولى الأنصار عن ابن عمر، وذكر الحديث، وذكر أن الحديث أخرجه مسلم ثم ذكر الطريق طريق الإمام مسلم من طريق الحسن بن علي الحلواني عن أبي توبة وهو الربيع بن نافع عن معاوية بن سلام عن أخيه زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام قال حدثني الحكم بن ميناء عن ابن عمر، وهذه الرواية في «صحيح مسلم».

ثم ذكر الروايات الأخرى ذكر رواية ابن عمر وأبي هريرة كما سلف، كذلك ذكر أنه أخرجه النسائي في السنن الكبرى، وذكر رواية أبان بن يزيد عن يحيى بن أبي كثير عن الحضرمي بن لاحق عن زيد بن سلام عن جده أبي سلام عن الحكم بن ميناء عن ابن عباس وابن عمر، وذكر كذلك رواية علي بن المبارك التي ذكرناها، فرواية علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام به، وذكر رواية أبي أسامة عن هشام الدستوائي عن يحيى عن الحكم بن ميناء عن ابن عباس وابن عمر به، وفيه الجماعات بدل الجمعات، وبيأتي الكلام عليها بعد ذلك، وهذا يدل على أن لفظ الجماعات هذه شاذة.

يقول المزي: (ولم يذكر بين يحيى وبين الحكم أحدا)، رواه يقول إسماعيل بن علية عن أيوب عن يحيى بن أبي كثير عمن حدثه عن ابن عباس وابن عمر، ورواه علي بن المبارك عن يحيى عن زيد بن سلام عن جده أبي سلام عن الحكم بن ميناء عن ابن عباس وابن عمر، وكذلك ذكر أنه رواه محمد بن شعيب بن شابور والوليد بن مسلم عن معاوية كما قال أبو توبة، ورواه يزيد بن هارون عن هشام الدستوائي عن يحيى عن أبي سلام عن الحكم بن ميناء عن ابن عباس وابن عمر، ولم يرجح ولم يتكلم على شيء، وهذا من الاختلاف.

يقول بعد ذلك استدراك المزي يقول: (استدراك: حديث إبراهيم بن يعقوب في رواية ابن الأحمر ولم يذكر أبو القاسم) يعني زيادة لأن أبو القاسم من أبو القاسم؟ هذا ابن عساكر، أبو القاسم بن عساكر لأنه له كتاب اسمه «الأشراف على الأطراف» الكتب الستة والسنن وغيره كذلك، بس هذا ما طبع وموجود مخطوط، فلذلك هذا الأشراف على الأطراف كذلك نفس تحفة الأشراف يذكر لك الأطراف والطرق، بس ما طبع مخطوط موجود في دمشق، والمزي ألف هذا الكتاب على طريقة ابن عساكر، ولكنه زاد أشياء واستدرك أشياء وصحح أشياء، فهذا كذا.

والاختلاف هذا كذلك ذكره الحافظ ابن حجر في «النكت الظراف»، ذكر كما ذكرت لكم بعض الطرق ولم يرجح ولم يبين ولم يذكر أن الحديث في صحيح مسلم هو الصواب، أو طريق مسلم هو الصواب، أو ما شابه ذلك.

هذا الآن أهل العلم ذكروا الاختلاف على الحديث في الإجمال.

التفصيل نخليه إن شاء الله لدرس القادم لأنه طويل لأنه تدبرت فيه وقرأته وخرجته، ثلاثة أسابيع أتدبره، واحترت فيه مثل ما احتار أئمة الحديث فيه حتى لم يرجحوا فيه شيئا، فبعد ذلك تبين لي أنه فيه اختلاف وغير محفوظ، وهذا الحديث طريق بس طريق الإمام المسلم في «الصحيح» الآن ثلاث صفحات تخريجه بس هذا الطريق، ولعله إن شاء الله نكمل لكم الدرس القادم.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan