القائمة الرئيسة
الرئيسية / شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم / الجزء (53) شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم: بيان ضعف حديث: "من غسل واغتسل ... فله أجر صيام سنة وقيامها"

2024-10-08

صورة 1
الجزء (53) شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم: بيان ضعف حديث: "من غسل واغتسل ... فله أجر صيام سنة وقيامها"

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وفي هذا الدرس سنتكلم عن تخريج حديث أوس بن أوس الثقفي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من غسل يوم الجمعة واغتسل ثم بكر وابتكر ومشى ولم يركب، ودنى من الإمام فاستمع ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها<، وفي لفظ >من غسل رأسه يوم الجمعة واغتسل» إلى آخر الحديث، ففي اللفظ الأول غسل بتشديد السين، وفي اللفظ الثاني غسل بتخفيف السين.

وذكرت لكم أننا سوف نخرج هذا الحديث ونتكلم عنه بعد ذلك، ففي هذا الدرس فنتكلم عن هذا الحديث، وهذا الحديث له ألفاظ أخرى، ويدل على أنه حديث مضطرب ولا يصح، اضطراب في الأسانيد واضطراب في المتون، والذين رووا هذا الحديث كلهم ثقات، الذين رووا الأسانيد ورووا هذه الألفاظ، لكن في عدد منهم قليل ضعاف.

وهذا الحديث يتناقله المتعالمة والقصاص، ويذكرون هذا الأجر الذي فيه، ويرغبون الناس في ذلك، وهو حديث منكر مضطرب، وهؤلاء في الحقيقة رأيناهم أنهم لا يبحثون ولا يريدون يبحثون، ولا يرجعون ويروون ويعاندون، فلذلك سوف نبين للناس جهل هؤلاء، وللناس كذلك هذه الأحكام المنكرة في الدين لكي يكون الناس على بينة من أمر دينهم، ويتعبدون الله سبحانه وتعالى بالعبادات الصحيحة الثابتة في السنة التي أتى بها النبي صلى الله عليه وسلم.

والنبي صلى الله عليه وسلم بين للناس، لكن الناس هؤلاء ما يفهمون، النبي صلى الله عليه وسلم بين للناس أنه أتى لهم هذا الدين على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزغ عنها إلا هالك، فالنبي صلى الله عليه وسلم أتى بهذا الدين للناس إلى قيام الساعة يتناقله جيل بعد جيل، وهذا الدين أتى لنا نقي أبيض صاف من الأحاديث الضعيفة، والأحكام الباطلة، والعقائد الفاسدة، والمنهج الباطل، فالنبي صلى الله عليه وسلم أتى للناس بهذا الدين صاف أبيض نقي واضح بين.

فلماذا أدخل هؤلاء الناس من المتمشيخة والمتعالمة والمتمذهبة والمقلدة والدكاترة أدخلوا لنا هذه الشوائب في الأصول الفروع! وصار الدين غامض عند كثير من الناس من خاصة العامة، واللي يصلوا واللي يصوموا واللي يحجوا شوائب عندهم وشبه في الدين صار بسبب هؤلاء المقلدة يدخلون على العوام هذه الأحاديث المنكرة، فأدخلوا على العوام المئات من الأحاديث التي مثل هذا الحديث على أنها صحيحة، وبزعمهم أنهم في البخاري أو مسلم أو أصحاب السنن أو صححه فلان أو علان، وهي كلها أحاديث منكرة، ما في كتاب إلا فيه خطأ، فأدخلوا على الناس المئات المئات من هذه الأحاديث، دعونا عن الأحاديث التي نتفق معهم الضعيفة المشهورة الضعيفة والموضوعة هذه أمرها منتهي.

 الآن بيننا وبينهم تصفية ما في رؤوسهم فتاويهم من الأحاديث المعلة مثل هذا الحديث وغيره، وصوم عرفة وغيره، فينشرون ولا يبالون، وكل هذه الأحاديث وتخريجنا للأحاديث ونقلنا كلام أهل العلم في كثير من الأحاديث آبوا إلا نفورا والعناد، يعني ما يبغون يبحثون ولا شي يبقون على ما هم عليه، ولذلك ترى هؤلاء المتعالمة المتمشيخة المتمذهبة والدكاترة هؤلاء يدرس الشباب اللي عنده مثلا 30 سنة 35 سنة 40 سنة 20 سنة 10 سنوات، ما ظهر عنده كم من واحد يعرفون في علم الحديث، ما يعرفون شيء في المنهج شنو يسوي هذا؟ يبين لك أنه ما يعرف شيء هذا متعالم حتى لو كان عنده مؤلفات أو غيره أو غيره، أو يشار إليه بالبنان، أو صاحب سنة أو كذا، ما دام ما ظهر من جعبته شيء لا شباب ولا شيء ولا طلبة علم ولا شيء ما يعرفون شيء.

تمسك الواحد من طلبة هؤلاء وتبين أمر مبتدع من المبتدعة يقول هذا صاحب سنة لا ما يصير هذا عالم، يلا ما يعرف شيء يعني، تقول له مبتدع يقول عالم، هذا وهؤلاء دارسين عند هذا وعند ذاك وكذا في الخليج وفي الغرب والشرق وغيره، ما يعرفون شيء، فما منهم فائد، دروسهم وغيره ما دام هذا الوقت السنوات هذه الطويلة ما خرجوا شيء ولا واحد يرجع الناس إليه، ويعرف في المنهج، يعرف أهل البدع، ويعرف التوحيد والأسماء والصفات وعلم الحديث وعلم العلل، ما دام ما عنده شيء من هذا فهذا ترى فاضي ما منه فائدة، فعلم أنه ما يستطيع يبحث ولا يكتب ولا كذا ولا كذا.

فلذلك هؤلاء ما دام ما يريدون يبحثون ولا يرجعون ويعاندون فنحن إن شاء الله نظهر جهلهم في الدين، وهؤلاء يطلعون على هذه الكتب وعلى هذه التخاريج والأجزاء وغيرها والفتاوى التي تصدر منا ما يستطيعون يحركوا فيها ساكن، حتى أظهرنا لهم الآن أن حديث أبي قتادة في صوم عرفة هذا الحديث يدعوا إلى الشرك، ويستحيل النبي صلى الله عليه وسلم يدعي إلى الشرك وهو يدعي للتوحيد ﴿ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت﴾ [النحل:36]، فكل رسول يدعو إلى التوحيد، هذا حديث فيه شرك، وهؤلاء إذا يصححون هذا الحديث فهذه بلوى من البلاوى، وهذا طعن في الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يدرون.

هذا بعد ما يخرج هذا الكتاب هذا ما فيه أنه عالم، هذا كل عالم ليس عالم، مجتهد ليس مجتهد، شيخ، ذاك ذي على قولة العوام ما يرجع عنه آثم لأنه شيء واضح أنه شرك، وأهل العلم تكلموا عن هذا الأمر، دعاة التوحيد تكلموا عن هذا الأمر، وأن هذا من الشرك لأنه يستحيل النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الناس يقول لهم افعلوا هذا المولد بمناسبة مولدي، وأنه ولدت يوم الاثنين، فيستحيل النبي صلى الله عليه وسلم يدعي إلى الشرك، وهذا يتفق عليه هؤلاء، والذي لم يتراجع عن هذا الحديث فقلنا بعد علل وأشياء وما أدري ماذا معليه لا، هذا طامة كبيرة، واستدل به الصوفية على الشرك البدع، وأن صوم يوم الاثنين صوموا لأنه يوم ولدت فيه يقول، مستحيل فهذا ما في عالم ليس عالم ما يرجع عنه آثم وعليه إثمه؛ لأن هذا إذا ما يرجع العالم أو الشيخ أو كذا وكذا هذا يعني يقع في العوام، وأنه شيء صحيح لأن العالم الفلاني هذا يقول به، فلذلك في الأشياء الواضحة خلاص انتهى الأمر.

فهذا الحديث الآن مشهور، وكذلك فيه هذا الأجر «كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها» هذا شيء مجازفة في هذا الأجر وبيأتي الآن الكلام عليه، هذا الحديث أخرجه أبو داود في «سننه»، وابن ماجه في «سننه»، وابن أبي شيبة في «المصنف»، وابن بشران في «الأمالي»، والبغوي في «شرح السنة»، وأبو بكر المروزي في كتابه «الجمعة وفضلها»، وابن حبان في «صحيحه»، وتمام الرازي في «الفوائد»، وابن قانع في «معجم الصحابة»، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني»، والطبراني في «المعجم الكبير»، والبيهقي في «السنن الكبرى»، وفي «فضائل الأوقات»، وفي «معرفة السنن»، وفي «شعب الإيمان»، والحاكم في «المستدرك»، وأحمد في «المسند»، وغيرهم، وهذا سوف أتكلم عنه باختصار وإلا الكلام طويل فيه جزء كامل إن شاء الله بين أيديكم عن قريب كلهم من طريق ابن المبارك عن الأوزاعي قال: حدثني حسان بن عطية قال حدثني أبو الأشعث الصنعاني قال حدثني أوس بن أوس الثقفي به، بهذا الحديث.

فانتبه للطرق وانتبه للألفاظ لكي يتبين لك نكارة هذا الحديث، ويستحيل النبي صلى الله عليه وسلم يقول به.

فهذا الحديث كما قلت لكم «من غسل يوم الجمعة واغتسل ثم بكر وابتكر ومشى ولم يركب» معقول النبي صلى الله عليه وسلم يقول للناس هكذا ومشى ولم يركب؟ يعني إذا تركب على سيارة أو بعير أو حصان فما لك الأجر، أجر سنة صيامها وقيامها ما لك أجر، لازم تروح ماشي، فلذلك مستحيل النبي صلى الله عليه وسلم يقول للناس ويشق على الناس لازم تمشون لا امشوا إذا تبغون الأجر امشوا، رغم أن الأجور ميسرة في الدين يسرها الله سبحانه وتعالى للأمة ﴿يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر﴾ [البقرة:185]، هذا الأمر الله يسر للأمة الأجور ما يحتاج هذه المشقة، حتى ما تستطيع تذهب إلى المسجد لعذر تصلي في بيتك ولك أجر الجماعة والجمعة وغيره، فيستحيل النبي صلى الله عليه وسلم يقول ومشى ولم يركب، ليش؟ وديننا دين يسر، يعني الرسول صلى الله عليه وسلم يشق على الناس ويتعب الناس مثلا؟ مستحيل.

هذه بس اللفظة وجودها منكر، ولذلك بعض الرواة ذكروا هذه اللفظة، وبعض الرواة الثقات بعد ما ذكروا هذه اللفظة غير موجودة، وهذا يدل على الاضطراب، فركبت سيارة ولا ما ركبت لصلاة الجمعة الأجر وارد ليس بهذا، الأجور الأخرى التي بيناها، فلا حاجة أن أروح أمشي أنا ليش؟ ولذلك ترى الناس الآن في كل منطقة يأخذون سياراتهم يروحون للجوامع وين يمشون؟ مستحيل النبي صلى الله عليه وسلم يقول للناس هكذا.

وكذلك في رواية «كان له بكل خطوة عمل سنة» فقط عمل سنة بدون ذكر الصيام والقيام، هذه بعض الرواة يروون بعد ثقات يروون هذا اللفظ، وناس يروون هذا اللفظ، الآن في اللفظ الأول «من غسل يوم الجمعة واغتسل»، في اللفظ الثاني «من غسل رأسه» يعني اختلف اللفظ «يوم الجمعة واغتسل»، زاد هنا الرأس غسل الرأس، وهناك: من غسل واغتسل، وهنا: من غسل رأسه واغتسل، ففيه زيادة الرأس، ولذلك بيأتي الكلام لتأويل أهل العلم لهذا الحديث، اضطربوا فيه اضطراب كثير، ناس تؤول كذا وناس تؤول كذا، وبعض العلماء يؤولون كذا، وإلى آخره يأتي الكلام على هذا.

لو ضعفوا الحديث افتكوا من هذه التأويلات، البيهقي في «السنن الكبرى» له تأويل، الخطابي في «غريب الحديث» له تأويل، النووي كذلك وغيرهم وغيرهم، ضعفوا الحديث وانتهى الأمر وخلاص ما يحتاج إلى تأويلات لأنه مستحيل النبي صلى الله عليه وسلم يقول بهذه الألفاظ هكذا.

فهذا يعني تخريج الحديث، وهذا من رواية الآن ابن المبارك عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن أبو الأشعث عن أوس بن أوس الثقفي به، هذا الآن اللفظ الذي ذكرته لكم رواه هؤلاء الرواة، بترى الآن لفظ آخر لرواة، وهؤلاء كلهم ثقاة الآن عندنا ابن المبارك والأوزاعي وحسان بن عطية، وغيرهم من الرواة بيأتون الآن، كلهم ثقات وحفاظ، وكل يعني رواة ذكروا لفظ، ويتساوون هؤلاء في الحفظ وغيره، مع هذا يعني اضطربوا.

وكذلك أخرجه أبو نعيم في «معرفة الصحابة»، وتمام الرازي في «الفوائد» من طريق الوليد بن مسلم ومحمد بن مصعب وابن زياد عن الأوزاعي به، يعني الآن الوليد بن مسلم وابن مصعب وابن زياد رووه عن الأوزاعي بهذا اللفظ الآن، هؤلاء كلهم ثقات، وهؤلاء تابعوا ابن المبارك على الحديث لأن ابن المبارك روى عن من؟ عن الأوزاعي، روى الحديث عن الأوزاعي، وهؤلاء الوليد وابن مصعب وابن زياد، هؤلاء تابعوا ابن المبارك عن الأوزاعي، وكلهم يروون بهذا اللفظ، خاصة ذكروا «ومشى ولم يركب» هؤلاء رووا هذه اللفظة وهي منكرة، وهذه من أخطاء الرواة حتى لو كانوا ثقات يخطئون ويذكرون ألفاظ، غيرهم ما ذكر هذا اللفظة وأحفظ منهم، فهؤلاء الآن عندنا كلهم عن الأوزاعي على ما ذكرنا من الرواية.

تابع الأوزاعي عليه عن حسان بن عطية عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، هذا تابع الأوزاعي، الآن عندنا ابن مسلم وابن مصعب وابن زياد هؤلاء تابعوا من؟ ابن المبارك عن الأوزاعي، الآن الأوزاعي تابعه بعد أناس عن حسان بن عطية وهو عبد الرحمن بن ثابت فرواه عن حسان بن عطية والعلاء ابن الحارث سمعا أبا الأشعث يحدث عن أوس بن أوس الثقفي به، وفيه «من غسل واغتسل».

وهذه الرواية أخرجها ابن عساكر في «تاريخ دمشق»، هذا الحديث شامي رواه كله شاميين، فالآن ولذلك ابن عساكر خرجه في «تاريخ دمشق»، وكذلك الطبراني في «مسند الشاميين» لأنه إسناد شامي إلا ابن المبارك مروزي والباقي فيسندون أئمة أهل الحديث على أي بلد؟ على الأكثر فأكثرهم من الشاميين الرواة هؤلاء، فهؤلاء الآن عندنا فرواه ابن ثابت هذا عن حسان بن عطية والعلاء ابن الحارث عن الأشعث عن أبي الأشعث، هذا الآن عندنا رواية أخرى وتبين ما ذكرنا من ألفاظ.

ورواه قتيبة بن سعيد قال حدثنا الليث بن سعد وهو حافظ عن خالد عن ابن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن عبادة بن نسي عن أوس الثقفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قال: «من غسل رأسه يوم الجمعة واغتسل»، الآن هذا اختلف اللفظ، وفي هذه الرواية الليث بن سعد حافظ وجبل في الحفظ، فرواه بإسناد آخر، صار الآن إسناد آخر غير الذي ذكرناه، فصار الآن الإسناد من طريق قتيبة بن سعيد عن الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد ابن أبي هلال عن عبادة عن أوس، صار التابعي من؟ عبادة، والراوي الذي سلف أبو الأشعث، والإسناد اختلف الآن، وكذلك اللفظ اختلف، هناك «من غسل واغتسل»، وفي رواية «من غسل يوم الجمعة واغتسل»، وهنا «من غسل رأسه يوم الجمعة واغتسل» الآن هنا عندنا «من غسل واغتسل وبكر وابتكر» معقول النبي صلى الله عليه وسلم أوتي الكلام الفصيح والفصاحة واللغة العربية يكرر؟ ليش التكرر اغتسل واغتسل، غسل واغتسل، بكر وابتكر هذا ليس من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، هذا بس، الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه أوتي جوامع الكلم.

مثل الآن الأحاديث التي بيناها من قبل من بكر بس، ابتكر لا، وليش يذكر النبي صلى الله عليه وسلم ابتكر وغسل واغتسل؟ من اغتسل، الأحاديث التي بيناها: من اغتسل وأتى الجمعة وكذا وكذا، وخلاص انتهى الأمر، ففيه تكرار هذه الأحاديث فيها تكرار يستحيل من قول النبي صلى الله عليه وسلم هذا كله من الرواة رغم الرواة الثقات، وأنا بينت لكم الضعفاء بيننا وبين هؤلاء في الضعاف وغيرها، انتهى الأمر، الآن مع هؤلاء في رواية الثقات، هؤلاء ما أدركوا العلل هذه ولن يدركوها ما دام مقلدة ما عندهم علم الحديث أصلا، ما درسوا، ولا يريدون يدرسون، يظن أن لو خرج أحاديث وكذا خلص انتهى يعرف، فلذلك هذا التكرار ما له أصل هذا، ويستحيل النبي صلى الله عليه وسلم يقول هكذا: من غسل واغتسل وبكر وابتكر وكذا وكذا.

فهذه الرواية رواية قتيبة بن سعيد عن ليث به أخرجها أبو داود في «سننه» من طريق قتيبة بن سعيد قال حدثنا الليث به، هكذا رواه أبو داوود، والحديث فيه علة تقدمت في الكلام على الذي سلف في الإسناد، وقد ساقه أبو داود هنا لبيان اللفظ غسل وفي هذا بالتشديد غسل بتشديد السين، اللفظ الثاني غسل بتخفيف السين كيف ذلك الآن؟ فأراد أبو داوود رحمه الله تعالى في السنن يبين هذا الأمر، وفي الرواية السابقة وأنها وردت بالتشديد، والرواية الأخرى بلفظ غسل رأسه أنه فيه اختلاف، يريد يبين أن الحديث فيه اختلاف.

ولذلك أهل العلم يعني ذكروا تأويلات كثيرة بالتشديد والتخفيف، وليس لها أصل ولا شيء ولا نحتاج إليها أصلا لأن النبي صلى الله عليه وسلم يبين الألفاظ التي يفهمها حتى الأطفال إذا تمعنوا فيها وبين لهم الشخص يعرفوها ويفهموها، وهؤلاء الآن في هذا الطريق رجاله كلهم ثقات، ومع هذا رووا بالتخفيف مع ذكر الرأس، وهذا يدل على أن الحديث فيه اضطراب من الرواة، هؤلاء ما يذكرون كذا وهؤلاء يذكرون كذا، فمنهم من قال: «من غسل يوم الجمعة واغتسل»، ومنهم من قال: «من غسل رأسه يوم الجمعة واغتسل».

كذلك الإسناد هذا اختلف فيه، فالرواية الأولى عن حسان بن عطية عن أبي الأشعث عن أوس الثقفي به، وأبو الأشعث هذا هو شراحيل بن آده من كبار التابعين من دمشق وهو ثقة، مات بزمن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما.

والرواية الثانية عن سعيد بن أبي هلال عن عبادة بن نسي عن أوس الثقفي، فالإسناد الأول غير والإسناد الثاني غير، واللفظ الأول غير واللفظ الثاني غير، ورواه شجاع بن أشرس وهو ثقة بعد، الآن اللفظ الأول ثقات يروون، واللفظ الثاني بعد ثقات يروون، وهذا بعد ثقة عن الليث بن سعد، ذكرنا رواية قتيبة بن سعيد عن الليث، هذا كذلك شجاع عن الليث وهو بعد ثقة، وقتيبة بن سعيد بعد بحر في علم الحديث والحفظ، وهذا يعني شجاع يروي عن الليث بن سعد عن خالد نفس الإسناد الذي سلف عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن عبد الله بن سعيد عن عبادة بن نسي عن أوس بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره، هذه الرواية أخرجها ابن قانع في «معجم الصحابة».

الآن صار زيادة في الإسناد، الزيادة في الإسناد عبد الله بن سعيد لأن الرواية الأولى عن خالد بن يزيد عن سعيد بن هلال عن عبادة، أما هنا عن سعيد بن أبي هلال عن عبد الله بن سعيد عن عبادة، الآن زيد في الإسناد عبد الله بن سعيد، الآن هنا أن حديث قتيبة الذي سلف فسد الآن؛ لأن ما في واسطة بين سعيد وبين عبادة، أما هنا الآن في واسطة، فأدخل في الإسناد عبد الله بن سعيد بين سعيد بن أبي هلال وبين عبادة بن نسي، وعبد الله بن سعيد هذا الزنديق هذا المجرم هذا هو المصلوب الذي صلبه الخلفاء يضع الحديث وكذاب وصلبوه، هذا مشكلته مشكلة، هذا يجب أن يتمعن في الأسانيد وغيرها وغيرها لكي تظهره، هذا يجب أن يتمعن في الأسانيد وغيرها لكي يظهر لأنه لماذا؟ وضع له مليون اسم ومليون إسناد وهو اسمه الحقيقي محمد بن سعيد المصلوب، هنا ما اسمه؟ عبد الله بن سعيد.

لكن الإمام البخاري في «التاريخ الكبير»، والإمام أبو حاتم في «الجرح والتعديل»، وغيرهم من العلماء بينوا أمره وكشفوه، ما فيه حديث تدلس منه أو شيء أو كذا إلا أهل الحديث له بالمرصاد، وكشفوه وبينوا أمره، في أي إسناد يذكر اسم يقولوا هذا المصلوب، ويشوفونه هنا يقول هذا المصلوب وبس، والناس يعرفون عنه أنه كذاب.

فالآن هنا عبد الله بن سعيد هذا هو محمد بن سعيد الشامي المصلوب صلبوه في الشام، وهو وضاع في الحديث، والمصلوب هذا زنديق يذكر لنفسه كذا اسم، بيأتي الآن أسماء أخرى كلها المجرم هذا، فهنا الآن عبد الله بن سعيد المصلوب وهو محمد بن سعيد المصلوب، وهذا السند يكون منكر، فهنا واسطة بين ابن أبي هلال وبين عبادة الواسطة هو المصلوب هذا، في الطريق الثاني ما في الواسطة، فهنا فيه واسطة، فالإسناد منقطع، ويدل عليه هذا، وبيأتي الحين الآن اسمه.

هذه الرواية عند ابن قانع في «معجم الصحابة»، وأخرجه الطبراني في «المعجم الكبير»، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» من طريق عمرو بن الحارث أن سعيد بن أبي هلال حدثه عن محمد بن سعيد عن عبادة عن أوس الثقفي عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره، فهنا كذلك الآن ذكر اسمه أنه عبد الله، وهنا صرح أنه محمد بن سعيد المصلوب أصل اسمه، فهنا محمد بن سعيد وهو المصلوب وهو كذاب، وهذا اضطراب في الإسناد والمتن.

ورواه ابن جريج عن عمر بن محمد عن سعيد بن أبي هلال عن محمد بن سعيد عن أوس بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره هكذا مرسلا، الآن صار الراوي المصلوب عن هذا الصحابي هو مستحيل، فيدل أن الاضطراب كذلك من هذا ومن الآخرين، واللي يروون عن محمد بن سعيد المصلوب هذا كلهم ثقات، فالآن هذا إسناد آخر الآن، فالمصلوب هذا عن أوس الصحابي، وهو عن عبادة وعن أبي الأشعث عن أوس هذا.

وهذه الرواية رواية محمد بن سعيد المصلوب عن أوس بن أبي أوس أخرجها أحمد في «المسند»، وعبد الرزاق في «المصنف»، وابن عدي في «الكامل في الضعفاء»، وأعله البخاري في «التاريخ الكبير»، ولذلك الإمام البخاري ذكر هذا الحديث في «التاريخ الكبير» يعل هذا الحديث، وأكبر دليل الآن أكثر الذين رووا هذا الحديث كلهم من رجال البخاري مسلم، فيستحيل أن الحديث صحيح كما يقولون عنه مغترين بالرواة الثقات، لو كان صحيح لرواه البخاري في «صحيحه»، بمثل هذا الأجر العظيم ما يفوت الإمام البخاري، صحيح الإمام البخاري يقول فيه أحاديث كثيرة تركتها لعدم الإطالة في الصحيح، لكن لا فيه قرائن تدل تركها كما بينت لكم كثيرا لأنه منكر ضعيف، لأن الأجر هذا أجر عظيم فلا بد أن الإمام البخاري يبينه للناس ليحصل الأجر وتبيين السنة، له أجر الصيام والقيام والإمام يتركه الإمام البخاري؟ يستحيل، ولا الإمام مسلم.

وأكبر دليل أن هذا الحديث لم يروه الإمام البخاري ولا الإمام مسلم في الصحيح، وهذا يدل على أن البخاري يعل هذا الحديث ويضعفه، كذلك الإمام مسلم الرجال الآن موجودين والمتون، ولذلك الإمام البخاري رأى الاختلاف في الإسناد ورأى الاختلاف في المتن فضعف الحديث، ورواه أبو معشر عن محمد بن قيس عن محمد بن سعد الأزدي، وفي رواية الإمام أحمد في «المسند» محمد بن سعد الأسدي، الآن محمد بن سعد الأزدي من هذا؟ هذا المصلوب، هذا الآن هو المصلوب، لذلك يقول لك كذا اسم يضع لك، وفي رواية الإمام أحمد ذكر محمد بن سعد الأسدي بعد المصلوب، كله المصلوب الآن، وهذا يدل على اضطراب الإسناد عن أوس بن أبي أوس الثقفي عن النبي صلى الله عليه وسلم، أخرج هذا الحديث الطيالسي في المسند.

 الآن عندنا الاسم الصحابي الصحيح أوس بن أوس الثقفي، هذا اسم الصحابي الصحيح لأنهم مختلفين الذين ذكروه في معاجم الصحابة ومعرفة الصحابة اختلفوا في اسمه، لكن الصحيح اسمه أوس بن أوس الثقفي، هنا الآن اختلف أوس بن أبي أوس الثقفي، يقولون بعد اسمه كذا، لكن الصحيح هو أوس بن أوس، الآن هنا رووا الآن عن أوس بن أبي أوس الثقفي هذا كذلك اضطراب في الإسناد، ورواية الطيالسي الطيالسي بعد ثقة، ورواية الإمام أحمد في المسنن والإمام أحمد معروف جبل في الحفظ وغيره، فهذا الإسناد كذلك ضعيف.

ولذلك هذا الاختلاف جعل الإمام البخاري لا يرويه في صحيحه، ولا الإمام مسلم، فلذلك اعرف هذا الأمر، ومحمد بن سعد الأزدي هنا هو محمد بن سعيد المصلوب، وقد قلب اسمه على أوجه كثيرة تراها في الأسانيد، ومع ذلك كشفه أئمة الحديث في جميع الإسناد، منهم نص على ذلك الإمام البخاري في «التاريخ الكبير»، وأبو حاتم في «الجرح والتعديل»، وغيرهما أنه المصلوب، والحديث مضطرب هنا لا يصح؛ لأنه من رواية المصلوب، الآن هنا فمرة يذكر أوس بن أوس، ومرة أوس بن أبي أوس الشامي، وهو كذلك بعض أهل العلم أنه قال أنه اسمه أوس بن حذيفة، لكن الصحيح أوس بن أوس الثقفي، واختلف الأئمة في اسمه يعني في اسم الصحابي هذا، في معاجم الصحابة مثل الاستيعاب لابن عبد البر، والإصابة لابن حجر، كذلك ذكر هذا الاختلاف المزي في «تهذيب الكمال» وغيره من الكتب، فهذا يعني ليس شأننا لكنه بس للفائدة.

الآن هنا ورواه يحيى بن الحارث الشامي، هذا يدل على أن الحديث شامي، ورواه يحيى بن الحارث الشامي وهو ثقة بعد وثبت هذا يرويه عن أبي الأشعث عن أوس بن أوس، رجع الآن الصحابي أوس بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من غسل واغتسل وغدا وابتكر ودنا من الإمام وأنصت ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة صيامها وقيامها»، وهذا الحديث أخرجه الترمذي في «سننه»، والنسائي في «السنن الكبرى»، وفي «السنن الصغرى»، وأحمد في «المسند»، والطبراني في «المعجم الكبير»، وفي «مسند الشاميين»، الطبراني رواه في مسند الشاميين لأنه الإسناد كله شامي، والدارمي في «المسند»، والحسن بن سفيان في «الأربعين»، وابن عساكر في «تاريخ دمشق»، وابن سعد في «الطبقات الكبرى»، وابن خزيمة في «صحيحه»، وأبو علي الطوسي في «مختصر الأحكام»، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني»، والطحاوي في «شرح معاني الآثار»، والطوسي هذا غير الطوسي الأول هذا في كتابه «الأربعين»، وتمام الرازي في «الفوائد»، والبغوي في «شرح السنة»، هذه رواية يحيى بن الحارث.

رواية يحيى بن الحارث هذا ثقة ماذا يقولون المقلدة الآن؟ يثبتون هذا ويثبتون هذا وفيهم تناقض وتنافر واضطراب، من غسل واغتسل ما فيه كلمة جمعة ولا شيء يعني أي وقت، وثانيا لم يذكر «مشى ولم يركب» ما فيه، والرواية الأخرى و«أنصت» ما فيه، هنا «وأنصت» ولا بد ينصت أشله النبي صلى الله عليه وسلم يقول أنصت، وهنا في هذه الرواية الآن «ومشى ولم يركب» غير موجود، ماذا يقولون الآن؟ نصحح هذه ولا نصحح هذه؟ لأن المقلدة وغيرهم اللي قلدوا أهل العلم رأيتهم يصححونها الرواية التي سلفت والرواية هذه، ما يصير فيها تناقض في كذا.

يعني أنتم تقولون للناس لا أحد يركب لا سيارته ولا بعيره ولا حماره، وهنا ماذا تقولون؟ اركب، يقولون لكم ناس ما فيه لا مشي ولا فيه ركوب، يقولوا لك اللي يريد يمشي يمشي، واللي يريد يركض يركض، واللي يريد يركب يركب، ماذا تقولون؟ مقلدة ما يستطيعون يقولون شي شنو بيقولوا الآن لأن الوعظ سمعتها هكذا يقولون لا أحد يركب، يقول واحد من القصاص وهو راكب سيارته يلا ويخلي الناس يمشوا، فبلوى تقول حق الناس امشوا عشان تحصلون ذي الأجر وأنت في مرسيدس، فالقصاص والإخوانية وغيرهم كلها هكذا غش كلها غش في الناس.

فلذلك نصفي لهم هذه الأحكام تصفية إن شاء الله، وهذا من باب تجديد الدين، تجديد الدين هنا تجديد أفهام الناس وإلا الدين ما يجدد، الدين هو هو لكن نجدد أفهام الناس وهذه الأحكام الضعيفة والباطلة التي تذكر هنا وهناك، يقول لك من الدين وقال الرسول يكذبون على الرسول، فلذلك هنا ما فيه مشى ولم يركب، يعني مشيت ولا ركضت ولا ركبت تحصل على هذا الأجر، يأتي لك قصاص يقول لك لا لازم تمشوا وشله حق لغبار، فلذلك اعرف هذه الأمور فيه مشقة، فيه حر، فيه شمس، أحيانا في الشتاء برد، في بعض البلدان ثلوج وغيرها فيشقون على الناس ويمشون إلى صلاة الجمعة وعندهم سيارات وعندهم حمير وعندهم خيول، فلذلك اعرف هذي الأمور جيدا، فما فيه هذه الأشياء.

وفيه «وأنصت» هناك ما فيه وأنصت ما فيه، كل الرواة هؤلاء الترمذي والنسائي وغيره رووا هذه الرواية، وضبط هذا الأمر أنه انظر كلهم ثقات الآن اللي رووا هذه الرواية ما فيه «ومشى ولم يركب» ولا الجمعة ولا شيء، هؤلاء الآن عندنا سبعة رواة رووا عن يحيى بن الحارث هذا اللفظ، ما فيه «ومشى ولم يركب» ولا فيه الجمعة ولا شيء مما ذكرنا، سبعة عندك الأوزاعي، وعمرو بن عبد الواحد، وعبد الله بن عيسى بن أبي ليلى، وسعيد بن عبد العزيز، ومحمد بن شعيب ابن شابور، وصدقة ابن خالد، وسويد وإن كان فيه ضعف، لكن الباقي كلهم ثقات، كلهم عن يحيى بن الحارث عن أبي الأشعث عن هذا اللفظ الذي ذكرناه لكم، ولا فيه «ومشى ولم يركب»، هؤلاء سبعة الآن أكثر من ذاك اللفظ ذاك إلا ثلاثة.

هذا سبعة الآن يروون هذا اللفظ ماذا يقولون؟ هذا كلهم ثقات ولم  يختلف عليه في هذا اللفظ، يعني هؤلاء الرواة لم يختلفوا على يحيى بن الحارث، وهذا يكون اللفظ أثبت، إذا بيصححوا يصححوا هذا اللفظ، ولا فيه لا جمعة ولا فيه شيء لأنه مستحيل النبي صلى الله عليه وسلم يمشي الناس، ويعلم الرسول صلى الله عليه وسلم أن هناك بتصير مراكب وأشياء وغيرها وغيرها الموجودة الآن من سيارات وغيرها، فيستحيل النبي صلى الله عليه وسلم يقول الناس امشوا واتركوا سياراتكم أو دوابكم أو شيء مثلا مستحيل، والنبي صلى الله عليه وسلم دائما ييسر للأمة في أشياء كثيرة، فيصعب على الأمة مستحيل، فهؤلاء أكثر ولم يختلفوا عليه.

أولا: لم يذكروا يوم الجمعة، فالأمر مطلق يعني في أي وقت في أي صلاة تغسل وتغتسل، ثم «وغسل واغتسل» ماذا وغسل؟ اغتسل هو الشخص يغتسل في صلاة الجمعة، وغسل ماذا يغسل؟ ثيابه يعني مثلا أو سيارته؟ ماذا يغسل، دورت في كلام أهل العلم ما يذكروا شيء، تأويلات يؤولون تأويلات غسله واغتسل، اغتسل عرفناها يعني الشخص يغتسل، وغس يعني ماذا؟ يعني النبي صلى الله عليه وسلم يبهم للناس ما يعرفون ماذا يسوون؟ شنو نسوي إحنا حق وغسل؟ نغسل ثيابنا، نغسل سياراتنا، نغسل ما أدري ماذا؟ ماذا يعني وغسل هذه؟ مستحيل النبي صلى الله عليه وسلم يقول مثل هذا الكلام.

بعض أهل العلم يقول يأمر زوجته تغتسل وشله بتروح صلاة الجمعة!، قالوا بعض أهل العلم لأن عليها جنابة ما يصير هكذا وشنو دراكم أنها عليها جنابة، فلذلك هذه كلها تأويلات ما لها أصل نهائيا، هو يغتسل ويأمر زوجته تغتسل، زوجته أصلا ما تروح أصلا الجمعة ولا حاجة، حتى لو تضل هكذا إلى بعدين تغتسل مثلا لو عليها جنابة، فيدل على أن هذا الحديث منكر، ولم يذكروا «ومشى ولم يركب»، وذكروا «وأنصت»، البقية ما ذكروا وأنصت؛ لأن ما يحتاج النبي صلى الله عليه وسلم يقول مثل هذه الألفاظ، الرواة في الروايات الأخرى لم يذكروها.

وفي رواية «ودنا من الإمام» بعد كذلك بعض الرواة لم يذكروها، وفي لفظ «فاستمع ولم يلغ» ورواه يعني بعضهم لم يذكروا هذا، وهؤلاء الذي تقدموا، وهؤلاء كلهم ثقات معقول هؤلاء يضطربون في هذا الحديث هكذا! فهذا يدل على أن هذا الحديث غلط، وأن الرواة هؤلاء أخطأوا فيه، ولذلك قال الإمام الترمذي في السنن هذا حديث حسن، على هذه الثقات وعلى صحة الإسناد عندكم وإلى آخره معقولة الإمام الترمذي يقول حديث حسن؟ لقال حديث صحيح، هو في أدنى من هؤلاء الثقات يقول حديث صحيح، وأحيانا يقول حسن صحيح، في هذا معقول؟ هذا يدل على أن الحديث عنده فيه اختلاف، الحديث يعلم أن فيه اختلاف كثير وكبير، فقال عنه حسن ليس بصحيح، يعني الحديث ليس بصحيح ولا حسن.

لذلك يحيى بن الحارث أنه حفظ هو من نفسه يذكر عن أبي الأشعث أنه قال: «له بكل خطوة كأجر سنة صيامها وقيامها»، قال يحيى بن الحارث: (ولم أسمعه يقول مشى ولم يركب)، هذا الآن نفى هذه الرواية، وهذا يدل على أن هذه اللفظة في الرواية منكرة لم تصح، ولا يجوز نقول للناس امشوا واتركوا سياراتكم عند بيوتكم وروحوا للجوامع تمشون.

فلذلك الآن يحيى بن الحارث: (ولم أسمعه يقول مشى ولم يركب) يعني نفى عن أبي الأشعث أن يقول هذه اللفظة، «وله بكل خطوة كأجر سنة صيامها وقيامها»، وهذه الرواية رواية الإمام أحمد في «المسند»، وابن عساكر في «تاريخ دمشق»، وهذا الآن الراوي ينفي وهم يثبتون، ويقولون للناس والعوام، هذا يدل أن هؤلاء ورطوا العوام، وهؤلاء العوام في الحقيقة بسبب جهلهم وقعوا مع القصاص ومع المقلدة وغيرهم، وقاموا يتعبدون الله سبحانه وتعالى في الصلاة بأحاديث ضعيفة، والصيام بالأحاديث الضعيفة، والحج بالأحاديث الضعيفة، في التوحيد بالأحاديث الضعيفة، في الأسماء والصفات بالأحاديث الضعيفة، وأحكام كثيرة كله بالأحاديث ضعيفة، ويدعون أنه صححها فلان وعلان، هذه الآن الرواية.

ورواه أبو قلابة عن أبي الأشعث عن أوس بن أوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من غسل واغتسل يوم الجمعة، وبكر وابتكر، ودنا من الإمام وأنصت كان له بكل خطوة يخطوها صيام سنة وقيامها، وذلك على الله يسير» هذا الزيادة الآن، هذا أكيد على الله سبحانه وتعالى الأجور يسيرة، لكن الزيادة هذه منكرة، الرواة الآخرين لم يذكروها نهائيا التي ذكرها أبو قلابة «وذلك على الله يسير» هذه زيادة منكرة ما تصح، وليست موجودة أصلا.

وهذه الرواية أخرجها الطبراني في «المعجم الكبير»، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» من طريق عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة به، هؤلاء كلهم ثقات حفاظ جبال في علم الحديث ماذا بيقولون؟ لم يذكروا «ومشى ولم يركب» وذكروا «وذلك على الله يسير»؛ لأن بعد هذه الرواية يصححونها، منه يصححون من هنا ويصححون من هذه، يعني كل هذه الألفاظ صحيحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهي منكرة ما يصير أصلا، فلذلك هذا الحديث يدل على أنه مضطرب في الألفاظ، وهنا «ومشى ولم يركب» لا ويؤكدون يقولوا لك لا تركب لازم تمشي حتى تحصل هذا الأجر، هؤلاء كذلك ثقات لم يذكروا الألفاظ الأخرى.

ورواه سليمان بن موسى عن أبي الأشعث كلهم عن الأشعث عن أوس بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره، ولم يذكر سليمان بن موسى وهو ثقة «ومشى ولم يركب»، وهذا يدل على أنه ومشى ولم يركب منكرة ليست صحيحة، لا، وفيه زيادة «من أدرك الجمعة فغسل واغتسل» يعني الآن يدرك الجمعة وبعدين يغسل ويغتسل ولا ابتداء يغتسل وبعدين يروح الجمعة، ولفظ «من أدرك الجمعة» ما في هذا أصلا.

فهذه الرواية أخرجها الطبراني في «الأوسط»، وفي «مسند الشاميين»، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» من طريق محمد بن شعيب عن النعمان بن المنذر عن سليمان بن موسى به كلهم ثقات، لم يذكروا الآن «ومشى ولم يركب»؛ فيدل على أنها منكرة ولا تصح، بس هذا شوي طويل، ورواه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وهذا بعد ثقة وقد اختلف عليه، ابن جابر هذا روى الحديث عن أبي الأشعث عن أوس بن أوس كذلك بلفظ آخر شلون هذا اللفظ؟ ذكر «ومشى ولم يركب ودنا من الإمام وأنصت ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة» ولم يذكر الصيام والقيام، وهؤلاء بعد ثقات رووا عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر والوليد بن مسلم وعمارة بن بشر وحسين بن علي، كلهم ثقات، ولم يذكروا الأجر الصيام والقيام صيامها وقيامها لم يذكر، فهذا يدل على أن الأجر منكر.

ولم يذكر الوليد بن مسلم أجر صيامها وقيامها، وعمارة وحسين ذكروا أجر في الصيام والقيام، وهذا يدل على أن هذه اللفظة كذلك منكرة، يعني نفس الراوي الآن عن ابن جابر عن أبي الأشعث ما يذكر الأجر وهؤلاء يذكرون الأجر وهما في شيخ واحد وطرق!.

ورواه أيضا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وقد اختلف عليه، فرواه الوليد بن مسلم، وعمارة بن بشر، وحسين بن علي، وهؤلاء كلهم ثقات، كلهم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أنه سمع أبا الأشعث حدثه أنه سمع أوس بن أوس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من اغتسل يوم الجمعة وغسل، وغدا وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام وأنصت ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة» ولم يذكر الوليد ابن مسلم أجر صيامها وقيامها، وهذا يدل كذلك اضطراب في الإسناد كما بينا بالأمس، واضطراب في المتن.

وهذا اللفظ أخرجه النسائي في «السنن الكبرى»، والطبراني في «المعجم الكبير» وغيرهما، فالآن في الروايات الأخرى ذكرت أو ذكر أجر صيامها وقيامها، في هذا المتن لم يذكر، وكذلك هؤلاء ثقات الوليد بن مسلم ثقة، وبين ولم يذكر هذا الأجر الذي ذكر أجر صيامها وقيامها، وهذا يدل على أن الحديث حتى في متنه اضطراب ولا يصح، وبينت لكم أن القصاص والشراح وغير ذلك إذا شرحوا وذكروا فضل يوم الجمعة يذكرون هذا الحديث المنكر، فهذا الحديث لا يصح.

وحتى عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: (حفظ يحيى بن الحارث في الروايات التي ذكرناها ونسيت) وهذا عند الطبراني في «المعجم الكبير» وعند غيره، وزاد الطبراني قال الوليد بن مسلم: (فذكرت ذلك لأبي عمرو الأوزاعي فقال: ثبت الحديث أن له بكل قدم عمل سنة، ولم يذكر أجر صيامها وقيامها»، وهؤلاء كذلك حفاظ وأثبات، وهذا يدل على أن الحديث فيه اضطراب وشذوذ، وهذا اللفظ أخرجه أيضا أحمد في «المسند»، والبيهقي في «السنن الكبرى»، وفي «فضائل الأوقات»، وابن خزيمة في «صحيحه»، وغيرهم.

 الآن عندنا في اللفظ «ومشى ولم يركب» بينا العلة وأنه مستحيل النبي صلى الله عليه وسلم يقول للناس هذا ويشق على الناس يتركون سياراتهم ويتركون بعيرهم وحميرهم ويروحون مشي للجمعة ما يصير، والقصاص يقولون لك، إذا تريد الأجر تترك سيارتك وتروح مشي، ما يصير الرسول صلى الله عليه وسلم يقول للناس، هذا فيه مشقة على الناس، وبينا الأجور التي في فضل يوم الجمعة في الدروس في شرح صحيح مسلم، فيستحيل النبي صلى الله عليه وسلم يقول للناس امشوا ولا تركبوا، فلذلك هذا فيه مشقة على الناس، وكذلك يعني هذا في شيء من المجازفة أجر صيامها وقيامها، وفي بعض الروايات ما في، وفيه ألفاظ أخرى بيناها.

ورواه ابن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد قال: حدثني عبد الرحمن الدمشقي قال حدثني أبو الأشعث قال حدثني أوس بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه: «وخرج يمشي ولم يركب كان له كأجر سنة صيامها وقيامها» وهنا الآن في المشي كذلك، وفي بعض الروايات ومن الثقات لم يذكروا المشي هذا، «ومشى ولم يركب» لم يذكر، وهنا الآن كذلك في الإسناد زيادة رجل.

الآن المعروف الحديث عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبي الأشعث، وكذلك عن عبادة بن نسي كما ذكرنا في الدرس الذي سلف عن أوس، لكن هنا الآن صار بين عبد الرحمن بن يزيد عبد الرحمن الدمشقي عن أبي الأشعث عن أوس الصحابي، الآن هذا يدل على أن الحديث مضطرب، والراوي هنا ابن المبارك من الحفاظ  والأئمة، زيد الآن عندنا في الإسناد عبد الرحمن الدمشقي بين عبد الرحمن بن يزيد وبين أبي الأشعث، الرواة الآخرين الآن ذكرناهم كلهم عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبي الأشعث، وهذا يدل كذلك أن الإسناد فيه اضطراب، فمرة كذا ومرة كذا على ما بينا.

ورواية ابن المبارك أخرجها أحمد في «المسند»، ورواه يزيد بن يوسف الدمشقي وهو ضعيف، فرواه عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبي الأشعث عن أبي أسماء الرحبي عن أوس بن أوس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره، وأخرجه الطبراني في «المعجم الكبير»، وفي «مسند الشاميين»، فزاد في الإسناد أبا أسماء بين أبي الأشعث وبين أوس بن أوس الصحابي، وهذا بعد كذلك يدل على الاضطراب، ويعني هذا الحديث ليس فيه دخل بالنسبة عن أبي أسماء هذا.

وبينا لكم أن هذا الحديث شامي ولذلك ترى غالب الرواة كلهم شاميين، ولذلك الطبراني في كتابه «مسند الشاميين» ذكر هذا الحديث بكثرة لأنهم كلهم شاميون، هنا بعد كذلك زيادة يعني زاد في السند أبا أسماء.

ورواه عثمان الشامي أنه سمع أبا الأشعث عن أوس بن أوس الثقفي عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من غسل واغتسل وغدا وابتكر» أخرجه أحمد في «المسند»، والبيهقي في «السنن الكبرى»، والحاكم في «المستدرك»، وابن عساكر في «تاريخ دمشق»؛ لأنه شاميين فأكثر ابن عساكر من ذكر هذا الحديث؛ لأن الغالب من الرواة شاميين.

الآن هنا صار الآن بدل الحديث من مسند أوس صار الآن من مسند عبد الله بن عمرو بن العاص، وهذا يدل على اضطراب الحديث، وكذلك اختلف على عثمان الشامي هذا، وهذا الاختلاف ممكن ينتقل إلى مسند الإمام أحمد، وكذلك الكنى والأسماء للدولابي، وكذلك تاريخ دمشق لابن عساكر، ورواه أبو عاصم النبيل عن ثور به فلم يذكر ابن عمرو رضي الله عنهما في الإسناد، فمرة يذكر ومرة ما يذكر، وبقية الروايات التي ذكرناها والأسانيد والاضطراب في المتن.

والحديث كذلك ذكره الدارقطني في «العلل»، وذكر كذلك الاختلاف في العلل ذكر رواية يحيى بن الحارث، والراوي عنه الحسن بن ذكوان وهو صدوق يخطئ، فرواية يحيى بن الحارث عن أبي الأشعث عن أوس بن أوس عن أبي بكر الصديق عن النبي صلى الله عليه وسلم، صار الآن من مسند أبي بكر الصديق، مرة عن أوس، ومرة عن ابن عمرو، مرة عن أوس بن أوس ومرة عن أوس بن أبي أوس كما ذكرنا، وكذلك الرواة عن هؤلاء الصحابة يختلفون، فالإسناد فيه اختلاف، ولذلك يقول الدارقطني في «العلل» عن الحسن بن ذكوان: (وخالفه جماعة من الشاميين وغيرهم، فرواه عن يحيى بن الحارث عن أبي الأشعث عن أوس بن أوس عن النبي)، وصوب هذا الطريق، لكن الحديث كله فيه اضطراب.

فهذا الآن تخريج الحديث كامل، وهذا كما قلت لكم هذا بالاختصار وإلا فيه أشياء أخرى، وروايات هذه إن شاء الله ترونها كتابيا في جزء كامل، وفضل يوم الجمعة بيناه بالأحاديث الصحيحة، وأن هذا الفضل في الأحاديث الصحيحة تعل هذا الحديث حديث أوس بن أوس، وذكرت لكم حديث أبي هريرة في فضل الجمعة كما قال الإمام البخاري، وهذا الحديث أخرجه البخاري في «صحيحه»، ومسلم في «صحيحه»: «من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة» إلى آخر الحديث الذي ذكرناه.

وبينت لكم بالأمس أن الإمام البخاري لم يروي هذا الحديث حديث أوس؛ لأن الإمام البخاري يعله كما قلت لكم في «التاريخ الكبير»، ولم يروه الإمام مسلم في «صحيحه» للاختلاف الذي فيه والاضطراب في السند والمتن، فالإمام مسلم يعل هذا الحديث، والإمام البخاري كذلك.

ويعل هذا الحديث كذلك حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه في «صحيح البخاري» قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر ما استطاع من طهر» إلى آخر الحديث، وذكرناه هذا في شرح صحيح مسلم ولم يذكر «له أجر صيامها وقيامها»، بل الحديث هذا فيه «إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى»، فالإمام البخاري اختار هذا الحديث لصحته، والآخر حديث أوس لم يخرجه ولم يذكره، بل أعله في التاريخ الكبير.

فهذا يعني تخرج الحديث باختصار، وذكرت لكم يعني ألفاظ الحديث في الدرس بالأمس، الآن عندنا هنا «من غسل يوم الجمعة واغتسل ثم بكر وابتكر» قلنا هذا التكرار مستحيل النبي صلى الله عليه وسلم يقوله بكر وابتكر واغتسل ولم يغتسل وش له؟ فالنبي صلى الله عليه وسلم بينت لكم من اغتسل يوم الجمعة كذا وكذا وخلاص، من غسل واغتسل مستحيل النبي صلى الله عليه وسلم قلت لكم فصيح وعربي ويتكلم بالبلاغة والفصاحة ولغة العرب، يستحيل النبي صلى الله عليه وسلم يعني يذكر هذا التكرار كما بين بعض أهل العلم.

وفي اللفظ الثاني من غسل بالتخفيف «من غسل رأسه يوم الجمعة واغتسل» فيعني لذلك أهل العلم اختلفوا كثيرا في تأويل هذه الألفاظ كما قلت لكم بالأمس، ولو ضعفوا الحديث مع ألفاظه ومع كذا وكذا لافتكوا من هذه التأويلات، فتأويلات كثيرة ليست لها أصل وليس لها أي دليل، فعندنا الآن قيل غسل رأسه واغتسل في بقية جسده، هذا التأويل الأول ذكروه في غسل واغتسل، غسل رأسه واغتسل في بقية جسده، الآن الغسل غسل الشخص الغسل المعروف ليوم الجمعة، وغسل الرأس الآن لا بد يغسله أصلا مع الغسل لأنه في صحيح البخاري مسلم «اغتسلوا وغسلوا رؤوسكم» هذا للتأكيد، لكن الآن كيف يكون غسل رأسه واغتسل في بقية جسده؟

وقيل غسل بالتشديد أي: تسبب في غسل زوجته بإيجابه عليها من الجماع، واغتسل هو منه، هذا التأويل تأويل حديث من غسل واغتسل، يعني الآن اغتسل معروف واغتسل يعني الشخص يغتسل يوم الجمعة، غسل يقول لك يعني تسبب في غسل زوجته وأمرها بالغسل بسبب الجماع من الجنابة، إذا في هذا اليوم يوم الجمعة الشخص ما جامع زوجته ما معنى هذه غسل، اغتسل وغسل اغتسل عرفناها، غسل شنو؟ ما في كلها تأويلات، إذا ما كانت الزوجة على جنابة ما معنى الآن غسل؟ ما يحصل فضيلة لأنه لازم يغسل ويغتسل، وإذا بعد واحد ليس متزوج واغتسل، فلذلك ويبين إن هذا الحديث ما له أصل ولا شيء ولا قاله النبي صلى الله عليه وسلم ولا يقوله، فما له أصل أصلا هذا الحديث ولا شيء، من قال بذلك منهم ابن الأثير في النهاية وكذلك البيهقي في السنن له تأويل آخر.

وقيل بكر إلى الغسل وابتكر إلى الجمعة، هذا تأويل بكر وابتكر، الآن الأصل بكر التبكر إلى الجمعة يقول التبكير هذه حق الغسل يبكر الغسل، التبكير شلون؟ الذهاب إلى الجمعة من وقت، فكيف يصير التأويل بكر للغسل وابتكر إلى الجمعة؟ ما يصير أصلا، فالأحاديث التي ذكرناها بكر وخلاص، ابتكر ما يحتاج أصلا، فلذلك يعني هذا التأويل ما يصح، وقيل بكر بالحضور وابتكر بإدراك أول الخطبة، فالآن من عدة الألفاظ هذه وكثرة الألفاظ فأكثر أهل العلم من التأويلات، لو ضعفوا هذا الحديث افتكوا منه، هم يريدون يبينون للناس ألفاظ هذا الحديث، وإنه كيف هذا الحديث كذا وكذا وكذا.

وقيل التكرار للمبالغة، فالآن بكر بالحضور وابتكر بإدراك أول الخطبة، أصلا بكر يدرك الخطبة والحظور والجمعة وغيره، وكذلك يعني هذا تفسير الرواة غسل واغتسل يعني غسل رأسه وغسل جسده قاله سعيد بن عبد العزيز، هذا من الرواة عند أبي داوود في السنن غسل الرأس وغسل الجسد، إذا تغسل الجسد تغسل الرأس وانتهى الأمر، ما يحتاج هذه التأويلات، هذا من الرواة من الأئمة سعيد بن عبد العزيز.

وكذلك تفسير مكحول، مكحول تعرفونه من الأئمة عند أبي داوود كذلك يفسر هذا الأمر، خلاص إذا اغتسل الآن الشخص لا بد يغسل رأسه وانتهى الأمر، ما يحتاج النبي صلى الله عليه وسلم يقول غسل جسدك وغسل رأسك، أو غسل رأسك وغسل جسمك، النبي صلى الله عليه وسلم يقول اغتسل وانتهى الأمر.

وقال ابن خزيمة في «صحيحه» يؤول هذه الأحاديث: (من غسل واغتسل معناه جامع، فأوجب الغسل على زوجته أو أمته واغتسل)، طيب إذا ما جامع زوجته في ذي اليوم شلون يؤول؟ وابن خزيمة من أئمة أهل الحديث وجبل في العلم، لكن أهل الحديث عندهم أن العالم يخطئ ويصيب.

وهناك تأويل البيهقي في «السنن الكبرى» ممكن الواحد ينتقل له في (ج3 ص227وبعض أهل العلم ذكروا عن غسل الرأس وغسل الجسد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا في صحيح البخاري ومسلم كما قلت لكم، كذلك عند البيهقي في «فضائل الأوقات»: «اغتسلوا يوم الجمعة وغسلوا رؤوسكم» فالآن هنا أطلق النبي صلى الله عليه وسلم اغتسلوا يوم الجمعة فهو يدخل فيه الرأس وغير ذلك، أكد على الرأس وهو الشعر لأن فيه شعر كثافة، وهذا بالنسبة عن الجنابة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدلك شعره يعني بقوة ويدخل الماء فيه، فلذلك النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد للناس بالنسبة لغسل الجنابة، لكن هذا الحديث لم يقل به النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك في حديث أبي هريرة وهو حديث صحيح غير هذا الحديث«اغتسل الرجل وغسل رأسه» وغسل بالتشديد، وعندهم المراد به أوجب الغسل على امرأته.

وكذلك ذكر هذا الأمر الإمام الترمذي في «السنن»، وكذلك الخطابي في «غريب الحديث»، فكلها تأويلات ما لها أصل، إذا الآن كان الحديث ضعيف فانتهى الأمر، فلا حاجة إلى هذه التأويلات ولا شيء، ولذلك يتبين ضعف هذا الحديث، وهذا آخر ما عندنا فيه.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

 


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan