القائمة الرئيسة
الرئيسية / شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم / الجزء (51) شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم: شرح حديث كعب بن عجرة في القيام للخطبة والإنكار من قعد فيها

2024-10-06

صورة 1
الجزء (51) شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم: شرح حديث كعب بن عجرة في القيام للخطبة والإنكار من قعد فيها

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

فما زلنا في تبيين الباب باب في قوله تعالى ﴿وإذا رأوا تجارة أو لهوا فضوا إليها وتركوك قائما﴾، وذكر الإمام مسلم رحمه الله تعالى حديث جابر بن عبد الله، وكذلك الحديث الآخر حديث جابر كما سمعتم، والحديث الثالث كذلك حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: «بينما النبي قائم يوم الجمعة» إلى آخر الحديث.

وخرجنا حديث كعب بن عجرة وهو الكلام عليه في هذا الدرس قال: «دخل المسجد وعبد الرحمن بن أم الحكم يخطب قاعدا فقال: انظروا إلى هذا الخبيث يخطب قاعدا»، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب قائما، وبينا السنن في الخطبة خطبة يوم الجمعة، وهذا الحديث خرجناه كما في الدرس الذي سلف وفيه فوائد.

 فهنا من هذه الفوائد في هذا الحديث قال أبو عبيدة راوي الحديث «دخل المسجد» الفاعل ضمير كعب بن عجرة رضي الله عنه، يعني أن كعب بن عجرة دخل المسجد، هكذا الفاعل ضمير وهو كعب بن عجرة يعني أن كعب بن عجرة دخل المسجد، وهو مسجد الكوفة، هذه الكوفة كلها فتن وكلها بلاوى، وكلها مخالفات للسنة، وما زال القوم كذلك إلى يومنا هذا، دائما هذه العراق والكوفة والبصرة والعصرة ومادري من كلها في فتن، كله بسبب ماذا؟ بسبب أهل البدع، فهذا المسجد مسجد الكوفة، وكان كعب بن عجرة هناك، وعبد الرحمن بن أم الحكم بفتح المهملة والكاف.

وعبد الرحمن بن أم الحكم هو عبد الرحمن بن عبد الله الثقفي المعروف بابن أم الحكم وهو ابن أخت معاوية بن أبي سفيان بن حرب رضي الله عنهما، استعمله معاوية رضي الله عنه أميرا على الكوفة في سنة 58  للهجرة، وبعد سنة أو أكثر عزل عنها، توفي بعد معاوية رضي الله عنه سنة 83 للهجرة، وبين هذا الأمر يعني أهل العلم، وكذلك هكذا هو عند النسائي في «السنن»، وفي «الصحيح» لمسلم، فذكر هنا ابن أم الحكم يعني عبد الرحمن بن أم الحكم هكذا وقع عند النسائي، وكذلك عند مسلم ابن أم الحكم، ووقع في «السنن الكبرى» للبيهقي ابن الحكم بدون أم، والصحيح ابن أم الحكم هو معروف، وهو عبد الرحمن بن عبد الله الثقفي المعروف بابن أم الحكم، وهو ابن أخت معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، واستعمله معاوية رضي الله عنه أميرا على الكوفة ثم عزله للمخالفة.

فعبد الرحمن مبتدأ خبره جملة يخطب، وقوله: قاعدا حال من فاعل يخطب، وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب على الحال من فاعل دخل، فالحالان متداخلان، والمعنى يكون أن كعب بن عجرة دخل المسجد، والحال أن عبد الرحمن بن أم الحكم يخطب الناس قاعدا يعني حال قعوده مخالفا للسنة النبوية، فقال أي: كعب منكرا عليه: انظروا إلى هذا الخبيث، وهذا من غاية غضب هذا الصحابي الجليل على مخالفة سنة النبي صلى الله عليه وسلم يخطب قاعدا مع كونه أو كون السنة أن يخطب قائما، هذا الأمر واضح.

وانظر: «فتح الباري» لابن حجر (ج3 ص94)، و«ذخيرة العقبى» للأثيوبي (ج16 ص305)، و«التعليق على صحيح مسلم» لشيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين (ج4 ص502)، فهذا أمر.

وهذا الأمر كذلك بالنسبة عن هذا الحديث وحديث أبي سعيد الخدري في الإنكار على السلاطين وغيره يستدل به الخوارج، وكذلك بقية الآثار التي يستدل بها الخوارج، وبينا ورددنا عليهم أن النصح يكون أمام السلطان وأمام الأمير وأمام ولي الأمر، فليس لهم أي حجة، وكذلك التبيين هذا يكون بإخلاص أنه فعلا الشخص أو الأشخاص يريدون الإصلاح في البلد مثلا.

أما الخوارج قديما وحديثا فإنهم ينكرون، وبزعمهم ينصحون ويصلحون فوق المنابر وفي الإذاعات، وعند العامة، وفي الطرقات، وغير ذلك من فوضتهم في هذا الأمر، فهم ينكرون خلف ولاة الأمر، ومرادهم تحريض الشعوب، فهذا ما يكون لهم دليل على ما يريدون، وأكبر دليل أنه هذه الأمور ما صارت، الفوضى هذه ما صارت عند السلف، وكان عند السلف الإصلاح والإنكار والنصح، وكان بإخلاص، فلذلك انتفع الناس في القرون الفاضلة من تبيين السلف ونصح السلف، أما هؤلاء الخوارج الذين عندنا فهم أهل فوضى، وهم أهل حقد على ولاة الأمر وعلى المسلمين، فيريدون البلدان الإسلامية فوضى، وكما ترون فوضى في الشام، فوضى في ليبيا، فوضى في كذا؛ لأن هؤلاء ينصحون ليس بإخلاص، ولا مرادهم الإصلاح مرادهم الفوضى.

وكما ترى أن هؤلاء ما أسسوا أتباعهم على شيء، خاصة هؤلاء خوارج القعدة الذين في البلدان الإسلامية، لا أسسوا أنفسهم على العلم ولا أتباعهم على شيء لماذا؟ لأن هؤلاء ليس عندهم علم أصلا، فلا يعرفون كيف ينكرون، ولا يعرفون كيف ينصحون الأمة، فيترتب على هذا الأمر الفوضى والتحريض والثورات وخراب الديار، لذلك فهؤلاء ليس لهم أي دليل على الإنكار على ولاة الأمر لا بهذا الأثر ولا بغيره ولا بما نقلوه بزعمهم أن الزبير رضي الله عنه خرج، وبزعمهم أن الحسين رضي الله عنه خرج، ولا خرج ولا شيء ولا أحد خرج، فلذلك بينا هذا الأمر، هذا أمر.

وكذلك الأمر الثالث فرضي الله عنه كعب بن عجرة ما أحرصه على تطبيق السنة، فرماه بالخبث بسبب تركه سنة القيام أثناء الخطبة يوم الجمعة، فهو الآن رغم أن هذا الأمر سنة مستحبة لكن رآه في أشياء آخرى كان يخالف السنة وخالف هنا، فرماه بذلك، أما أن مجرد هذا ممكن يؤول أو هو يؤول ابن أم الحكم يؤول كذا وكذا، فيكون له وجه، لكن رآه مخالفا للسنة كثيرا، ومتى رآه هكذا فرماه بذلك، فلذلك يجوز إذا أكثر الشخص المخالفة، وخاصة هو ممكن يكون قدوة لغيره، ويأخذون منه، فيجب الإنكار عليه لتبيين السنة الصحيحة في ذلك؛ لأنه ممكن بعده، لأن هؤلاء الأمراء قديما علماء وفقهاء فيقتدون بهم الناس في المخالفات، فبين له وبين أمامه وفي مكانه ليس خلفه كحال الخوارج، فلذلك هؤلاء الخوارج ليسوا على دين.

فإذا كان الإنكار على هذه السنة وخالف في سنن، فما بالك بمن يترك الواجبات من الخطباء، ويفعل المعاصي، ويعتقد الاعتقادات الباطلة، ويخل بالدليل في الأصول والفروع، فما أخبث هذا الخطيب أو هؤلاء الخطباء، اعتقادات فاسدة، ويتبجحون منهم ويصدع بالباطل فوق المنابر وفي التلفاز وغير ذلك، وينقل عنه خطبته يوم الجمعة ينفي الصفات ويعطل الصفات، ويقول بخلق القرآن والعياذ بالله، ويرد على أهل السنة، فما أخبث هذا الخطيب المبتدع الزنديق، على باطل ويتبجح بنقل الباطل في التلفاز لأن بعض الخطباء هؤلاء ينقلون خطبهم في كل جمعة، هؤلاء لا بد التركيز عليهم وإبطال باطلهم وتبيينه للناس، وخذ بالأحاديث الموضوعة والمكذوبة، وغير ذلك من الأباطيل في الأصول والفروع، فما أكثر هذا الصنف الآن الموجود.

فلذلك إذا كعب بن عجرة رضي الله عنه أنكر مسألة سنة، وهذه المسألة هي القيام أثناء الخطبة، وهذا جالس أنكر عليه، ما بالك بهؤلاء المبطلون من الخطباء الذين يعتقدون الاعتقادات الباطلة في الأسماء والصفات، في مسائل الإيمان، في أشياء كثيرة، فمن باب أولى الإنكار على هؤلاء، ويجب الإنكار على هؤلاء، والله سبحانه وتعالى يجعل الناس يستفيدون من هذا الإنكار ومن هذا الرد ومن هذه الردود، ويحيي الله سبحانه وتعالى العباد بهذا التبيين تبيين الأحكام في الأصول والفروع والأحكام الصحيحة، فيحيي الله سبحانه وتعالى أناس يريدون الدين الصحيح، ولا بد يوجد من هؤلاء، أما البقية المعرضون عن العلم، فالله سبحانه وتعالى ما يعطي لهم وزنا لا في الدنيا ولا في الآخرة، فمن أراد أن يكون له وزنا في الدنيا وفي الآخرة فعليه بالعلم الشرعي، والعلم يكون علم الصحابة علم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، فيكون له وزن ودرجة ورتبة عالية عند الله سبحانه وتعالى في الدنيا وفي الآخرة، فلذلك لا بد على الناس أن ينتبهوا لهذا الأمر.

فهذا الحديث يتضمن الإنكار على من خالف سنة النبي صلى الله عليه وسلم كائنا من كان.

وقول الله سبحانه وتعالى ﴿وإذا رأوا تجارة أو لهوا نفضوا إليها وتركوك قائما﴾ ووجه الاستدلال بالآية: إن الله تعالى أخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم يخطب قائما كان يخطب قائما، فيجب أن نتأسى به صلى الله عليه وسلم، فكذلك الأمر الآخر الذي جعل كعب بن عجرة أن ينكر عليه أن هذا الأمر موجود في القرآن، فهذا الحكم موجود في القرآن، موجود في القرآن وموجود في السنة، لذلك هذا ترك القرآن وترك السنة، فاستعظم الأمر كعب بن عجرة رضي الله عنه، فلا بد أن نتأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم، فلا نقول أن هذا مثلا سنة أو كذا، ما دام الأمر في القرآن فعظم أنت هذه السنة في القرآن وهذا الحكم، وطبق هذا الحكم، كذلك في السنة فهذا الحكم يجتمع في القرآن والسنة فيكون هذا أمره عظيم.

ويبين شيخنا رحمه الله تعالى في «التعليق على صحيح مسلم» (ج4 ص502): (وفي هذا الحديث أيضا دليل على شدة الإنكار لمن خالف السنة لإنكار كعب بن عجرة رضي الله عنه في ترك هذه السنة)، ويبين كذلك: (فهذا أنكر أو هذا الإنكار كذلك من الصحابة إنكارا عظيما بالغا)، يعني لمخالفة السنة، فالصحابة رضي الله عنهم يعظمون السنة ليس مثل الآن مثل المميعة والمذهبية والحزبية تقول لهم هذه سنة كذا كذا، يقول لك: لا، سنة مستحبة اتركهم بس، وضاعت الناس بسبب المميعة، إلا هذا سنة، إلا هذا مستحب، إلا هذا مكروه، ولا ما أدري ماذا، وماتت السنة في قلوب الناس رجالا ونساء، كبارا وصغارا لا يعظمون عندهم تعظيم السنة؛ لأن كله يقولون لهم اتركوه اتركوه.

مثل واحد يسأل واحد من المميعة يقول له: يعني بالنسبة عن وضع اليد اليمنى على اليسرى على الصدر أو كذا قال: هي يعني الشيء الصحيح هو على الصدر، لكن لو تركتها ما عليك شيء، فلذلك اعرف هذا الأمر أن هؤلاء يميعون الناس، فالمفروض تقول له على الصدر وهذه السنة واحرص عليها وكذا وكذا لأنه يقول له ما عليك إثم، ندري ما عليه إثم لكن لا بد أن تعظم السنة، وتعلم الناس يعظمون السنة حتى لو مستحبة، هذا هو الأصل.

فهؤلاء الآن من 35 سنة ومن 30 سنة ومن40  سنة يدرسون ومحاضرات وخطب لكن لم يستفد هؤلاء شيئا ولا أتباعهم، أتباعهم كلهم مميعة في السنة وفي الأصول وفي الفروع وفي الدين لماذا؟ لأن من هذه السنين الطويلة يعلمونهم على التمييع، ولم يبينوا لهم السنة، ولم يعظم هؤلاء السنة علشان أتباعهم يعظمون السنة، كله اتركوه كله كذا، كله مستحب، ولا اختلف العلماء، وهذه المسألة خلافية، وإلى آخره، حتى جاء هؤلاء في مسائل الإيمان قالوا اختلف العلماء، وفي مسائل القدر اختلف العلماء، وفي مسائل الصفات اختلف العلماء، هذا بسبب التمييع، فوقع هؤلاء في البدع والضلالات.

ولذلك أخبث طائفة الآن فرقة التقليد على وجه الأرض أخبث طائفة، الرافضة والصوفية وغيرهم غيرهم معروفين هؤلاء عند الناس انحرافهم، هؤلاء فرقة التقليد الآن يميعون الدين على كلمة اختلف العلماء، وميعوا أتباعهم من الربيعية والسرورية والقطبية وغيرهم، هذه هم فرقة التقليد، ويزعمون أنهم ما يقلدون، كيف وقعتم في هذه البلاوى والاعتقادات الباطلة غير بسبب التقليد، ربيع يقول أنا ما أقلد أحد وهو هالك في التقليد، عبيد المكابري هالك في التقليد ويقول أنا ما أقلد، وفالح وطالح وعالح ومالح كلهم هؤلاء واقعين في التقليد ويقولون نحن لا نقلد، كيف أنتم وقعتم في هذه الضلالات؟ فأكيد شيء مؤكد أنكم تقلدون هذا وتقلدون هذا.

ولذلك بين أبو شامة المقدسي هذا الإمام رغم أنه من أمة الشافعي ومع ينقد الشافعية وغيرهم من أهل التقليد يقول هؤلاء أوتوا بسبب ماذا؟ هذا يقلد هذا وهذا يقلد هذا، سواء في الزلات أو في غير ذلك، فبقيت الأجيال التي بعدهم على هذا الغلط وانتشر، ويذكر بعد ذلك انتشر التعصب وهلاك الناس، هذا كله بسبب التقليد، المشكلة في فرقة التقليد الآن على تقليدهم لبعض، يعني إذا أتيت لعبيد المكابري يقلد ربيع في كل شيء ويزعم أنه ما يقلد، وأشكاله كذلك، أهلكهم ربيع هذا، ولذلك الآن الذين سحبوا نفسهم واختلفوا مع ربيع تبين لهم أنهم كانوا يقلدون هذا الربيع وهلكوا في تقليدهم، ولذلك الله شتت شملهم كلهم بسبب هذا التقليد.

فمشكلة الناس الآن التقليد، فرقة التقليد هذه الآن أخبث طائفة على وجه الأرض، هي أخطر على الدين هي فرقة التقليد هذه، وذمها العلماء، وكتاب كامل لعله عن قريب يوم أو يومين ينزل لكم ذم التقليد، وكتاب آخر ذم المقلدة، وانظر لكلام أهل العلم لهؤلاء، ابن القيم وغيرهم يهاجمون هؤلاء ومركزين عليهم، وإلا انظر إلى إعلام الموقعين كله في التقليد والمقلدة والردود عليهم، أبو شامة في كتاب المؤمل كله في المقلدة والتقليد وغيرهم وغيرهم وغيرهم، اقرأ في هذا الكتاب وانظر كلام أهل العلم.

فلذلك الأجيال التي أتت كذلك أخذوا من هؤلاء المقلدة، هؤلاء مثل المشركين في القديم في الأمم السالفة ما هلك الأبناء والأجيال إلا بسبب أباءهم وأجدادهم، هذا نفس الشيء بس ما فيه أحد يشعر أصلا أن هؤلاء فرقة المقلدة، وأنهم مثل المشركين، ويتبعون أباءهم وأجدادهم، ما فيه أحد يشعر.

فلذلك نحن نبين هذه الأشياء وبينا من قبل، وأن التركيز على هؤلاء أكثر، وربيع قالها في مذكرات وغيرها مركز علينا، إي أركز عليك وعلى غيرك؛ لأنه أنت خادع الناس، خادع الشباب الذين يأتون من جهتك، وأنتم يا ربيعية اليمنية فكذلك ضللتم الناس في هذا الأمر، كله تقليد ويقولون نحن أهل السنة والسنة وما أدري ماذا، فأي سنة تعرفونها أنتم يا الحقاد! ولا تعرفون شيء في السنة ولا منهج أهل السنة، ضلالات وتمييع مع السرورية الآن ومع القطبية ومع الإخوانية ومع التراثية، أي سنة عندكم ما تستحون! شيء واضح صوركم وبلاويكم وهذه كلها مع المبتدعة، فلذلك فروا حتى من ربيع فروا تركوه يولي ما منه فائدة الحين.

هؤلاء فرقة التقليد يقلدون، كل واحد يقلد الثاني، حتى البيبيات أحسن منهم، فهؤلاء ما يسوون شيئا أصلا في ديننا، فلا بد من تبيين أمرهم، الآن هؤلاء ماسكين كل شيء يزعم الفتاوى وما أدري ماذا، هؤلاء فرقة التقليد، العوام عميان في هؤلاء يقولون لهم أي شيء على بالهم أن هؤلاء أهل السنة، العوام هؤلاء الذين يأتون من جهتهم هالكين كما ترى ما يعرف شيء في دينه، وعلى باله أنه يعرف خاصة الشباب المسكين، فلذلك لا بد من تعظيم السنة في قلوب الشباب، ولذلك أنتم عليكم بأمة الإجابة، ومن يأتي عن طريق أمة الإجابة الاجتهاد عليه وتعظيم السنة، وتحبيبه في السنة، وتبيين له كل شيء على الآثار، بعد ذلك هذا الشاب ينشأ النشء الطيب، ويعظم القرآن، ويعظم السنة، ويكره هؤلاء المبتدعة فرقة التقليد، هذه البلاء الآن في العالم كله.

وفرقة التقليد هذه ليست بخاصة يدخل فيها كل هؤلاء في هذه الجماعات الحزبية البدعية الآن، أهلكوا الناس وأهلكوا الشباب، فلذلك الحذر الحذر من هؤلاء.

إذا ما كان عليه السلف من الغضب على من خالف السنة النبوية ولو كان من العلماء؛ لأن هذا أصل عندهم العالم يخطئ ويصيب، فلا بد من تبيين هذه الزلة، وعندي كتاب كامل في هذا وعندكم، فأنت بتعظيمك للقرآن على حسب تعظيمك للقرآن فتحصل بالدرجة والرتبة في الدين، لا بد الحرص على رتبة الدين، والنبي صلى الله عليه وسلم ما يفعل شيئا أو يقول شيئا إلا بوحي، فعلى قدر هذه الشعوب، وعلى قدر الناس، وعلى قدر المسلمين، وعلى قدر هذه الجماعات والأفراد والرجال والنساء والبنات والبنين، إقدامهم على الكتاب والسنة، وتعظيمهم للقرآن والسنة يحصلون الرتبة، كل واحد بحسبه وبحسب اجتهاده.

فالله سبحانه وتعالى سننه ما تتغير في الدنيا ما تتغير نهائيا، مثل الآن ما تجتهد أنت في الأشغال الدنيوية تحصل الرتبة والدرجة على حسب الاجتهاد، كذلك في الدين الله كتب هذا الأمر، كتب في الدنيا وكتب في الدين، فعلى قدر اجتهادك، والله سبحانه وتعالى يعلم بك، ويعلم بالناس، وباجتهادات الناس، وبجهاد الناس في الدين، فالله سبحانه وتعالى يعطيهم هذه الدرجة والرتبة، والجنة درجات الجنة هذه درجات، فعلى قدر اجتهادك تصل إلى الدرجات العليا، فأنت عليك بالاجتهاد.

وتكلمنا كثيرا أنه فرصة للناس الآن أن الطاعة تيسرت جدا من صلاة، من صيام، من إنفاق، في القديم من عنده دينار ينفق، الآن ممكن عشرة دينار وعشرين دينار وثلاثين دينار، وفيه أناس ألف دينار وثلاثة آلاف، وفيه ناس عشرة آلاف وعشرين ألف ينفقونها في يوم عادي عندهم، فرصة لهم ما دام عندهم هذه الأموال، ويخلصون فيها فيرتفعون درجات.

وكذلك الثياب المستعملة تنفقها في سبيل الله الآن، كان قبل الناس يرمونها وكذا الحين فرصة، يعني حتى الأشياء هذه الله أعطى الناس فرصة ينفقون، نعل، ففيه أشياء كثيرة ميسرة، الصلاة الآن فيه المساجد مفروشة مكيفات في الصيف، دفايات في الشتاء، وأشياء لا تخفى عليكم، العمرات الآن ممكن في السنة مرتين وثلاث وأربع وخمس، فالحج الآن متيسر فيه أناس كل حج يروحون بلغوا الآن عشرين وثلاثين حجة، وين كان قبل صعب يذهبون إلى الحج.

الآن التسبيح والأذكار لعلك تنس الآن في مطويات صغيرة وفي التلفون يذكرك، الآن ممكن ما عندك مصحف تفتح التلفون وتقرأ مثلا في المصحف، أو أذكار تذكرها المساء والصباح، حتى مثلا الصلاة مثلا الناس ما تحفظ وممكن فيه أشياء يسمعون القرآن الآن، في القديم ما في، الآن يسمعون القرآن لهم أجر، يسمعون الأذكار ويسمعون الأحاديث إذاعة كاملة للقرآن الكريم، وإذاعة كاملة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم تسمع، وكله لك أجر والحلقات متيسرة بعيدة وقريبة، فيه سيارات وكذا، وكذلك كراسي وكتب وأخرى وأشياء، وممكن حتى ما تحضر الآن في البث المباشر وممكن حتى ما تسمع بعد ذلك تنزل لك المادة في كل اللي تريده، فرصة لهذه الدرجة الناس مشغولة يعني في هذه الدنيا على التيسير!.

فأنت الآن إذا فعلت هذه الأشياء كم أجرك في اليوم؟ أجور كبيرة، وكلما اجتمعت لك الحسنات حصلت على الدرجات وأنت لا تدري، تفاجأ يوم القيام درجتك عالية، فهذا هو الفوز العظيم، والله سبحانه وتعالى زحزح عنك النار والعياذ بالله، فلذلك فرصة للناس في هذا العصر أنه دونت أشياء كثيرة، لكن مشكلة الناس الغفلة والنسيان، وعدم الانتباه، وعدم سماع الوعظ وعظ أهل الحديث فيقعون في هذه الغفلة الكبيرة، وإلا فرصة أصلا، حتى على فراشك تذكر الله سبحانه وتعالى لك أجر، يعني كل شيء متيسر، فعليك بهذا الأمر، فتأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم.

وحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة قائما» كما عندكم في صحيح مسلم، وكذلك هذا الحديث أخرجه البخاري في «صحيحه»، وأبو داود في «سننه»، والترمذي في «سننه»، والنسائي في «السنن الكبرى»، وأحمد في «المسند»، وأبو نعيم في «المسند المستخرج»، وابن ماجه في «سننه»، وهذا الحديث يبين سنية القيام، فعلى الناس أن يفعلوا ذلك.

الآن عموما في الخليج كل الخطباء يعني يخطبون وكل واحد قائم، في عند الأعاجم وغير ذلك كثر ناس يخطبون وهم جالسين، فخالفوا السنة بذلك، فلذلك هذه السنة الآن ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن، وذكرها النبي صلى الله عليه وسلم من فعله في السنة، وفيها ما فيها من الأجر العظيم، فلا بد من تطبيق هذه السنة، ويتركون هذه المذهبية والحزبية وغيرها والتعصب هؤلاء الأعاجم، فلذلك على هؤلاء الناس أن ينتبهوا.

وبين شيخنا هذه السنة في «التعليق على صحيح مسلم» (ج4 ص502)، وبين شيخنا في هذا لا بد أن نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم أسوة.

وكذلك حديث سماك بن حرب قال: «أنبأني جابر ابن سمرة»، وهذا يدل على أن سماك بن حرب سمع من جابر قال أنبأني يعني سمع، ويكون الحديث موصولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب قائما ثم يجلس ثم يقوم فيخطب قائما، وهذا الحديث عندكم في «صحيح» مسلم في الكتاب، وأخرجه كذلك أبو داود في «سننه»، والنسائي في «السنن الكبرى»، وابن ماجه في «سننه»، وأحمد في «المسند»، وابن حبان في «صحيحه»، وأبو نعيم في «المسند المستخرج»، والخطيب في «الكفاية»، والبيهقي في «السنن الكبرى»، والطبراني في «المعجم الكبير».

فهذا الباب انتهينا منه، ولعل نتكلم في الدرس القادم عن باب التغليظ في ترك الجمعة، وهذا يكون بدون عذر، وتكلمنا عنه لكن لا بد نعيده نتكلم عنه شوية، وإلا هذا الحديث تكلمنا عنه في الدروس التي سلفت، بعد ذلك الباب الذي سوف يأتي كذلك في سنن الخطبة وبنأتي على المقلدة من الخطبة، ولا يغيرون الخاتمة للخطبة، الأدعية ما لها أصل، والخاتمة المعروفة نأتي عليها، وكل خطيب نفس الشيء لا تقول بيغير.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

 


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan