الرئيسية / شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم / الجزء (50) شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم: شرح باب قوله تعالى: "...انفضوا إليها وتركوك قائما" الآية
2024-10-06
الجزء (50) شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم: شرح باب قوله تعالى: "...انفضوا إليها وتركوك قائما" الآية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وتكلمنا في الدرس الذي سلف عن سنن الخطبة، وبينا على الصحيح السنن في الخطبة، وبينا من قبل الشروط والأركان، وهذبنا اختلاف العلماء في ذلك، وفي هذا الدرس فسوف نتكلم عن الباب الجديد هذا باب في قوله تعالى ﴿وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما﴾ [الجمعة:11].
وذكر الإمام مسلم رحمه الله تعالى حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب قائما يوم الجمعة فجاءت عير من الشام» والعير الإبل التي تحمل التجارة وتحمل البضائع وتحمل الطعام والشراب، سواء إلى المدينة، أو إلى الشام، أو إلى العراق، أو إلى اليمن أو غير ذلك، «فانفتل الناس إليها» يعني خرجوا إليها والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فترك الناس النبي صلى الله عليه وسلم وذهبوا إلى هذه العير التي تحمل التجارة، وهي التي تحمل كذلك المير للطعام والشراب وغير ذلك، حتى الأول يقولون للأب هات الميرة، فالمير معروفة، فهكذا «حتى لم يبق إلا اثنى عشر رجلا فأنزلت هذه الآية التي في الجمعة ﴿وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما﴾».
فجابر رضي الله عنه يبين هذا الأمر، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب بالناس، وكان يخطب النبي صلى الله عليه وسلم قائما، فالناس تركوا الخطبة وتركوا كلام الله وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم، وذهبوا إلى هذه العير يتلقون التجارة والطعام والشراب وإلى آخره، فأنزل الله سبحانه وتعالى عليهم هذا الأمر.
وبينت السنن والواجبات في صلاة الجمعة وغير ذلك، بعد ذلك التزم الناس بما قال الله سبحانه وتعالى وقال النبي صلى الله عليه وسلم، وكان هذا في بداية الإسلام.
ويبين حديث جابر لأن هذا الحديث بطرقه وبألفاظه حديث جابر، عندكم الحديث الآخر قال: «كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فقدمت سويقة» يعني عير إبل سويقة عير إبل، يسمونها في العرب سويقة، وهي التي تحمل التجارة، وفي اللفظ الآخر «حتى لم يبق معه إلا اثنى عشر رجلا فيهم أبو بكر وعمر» يعني الباقي خرجوا إلى هذه التجارة ولم يبق إلا اثنى عشر رجلا فيهم أبو بكر وعمر، فلذلك قامت فيهم الخلافة في أبي بكر رضي الله عنه وعمر ابتداء، وهم في مقدمة قيادة الأمة، وأصبح أبو بكر رضي الله عنه أفضل رجل بعد الأنبياء في الصحابة، ومن بعده عمر لماذا؟ لالتزامهما بالنبي صلى الله عليه وسلم حتى في هذا الأمر وفي هذا الوقت بقوا مع النبي صلى الله عليه وسلم يسمعون النبي، يسمعون كلام الله وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم، وأضف إلى الأمور الأخرى في جهاد أبو بكر رضي الله عنه وعمر، وكذلك مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في أشياء كثيرة، فلذلك حصلوا على هذا الفضل.
والصحابة عند عقيدة سنة الجماعة يتفاضلون، فأفضلهم أبو بكر رضي الله عنه، ثم عمر رضي الله عنه، ثم عثمان رضي الله عنه، ثم علي رضي الله عنه، وانظروا أنتم الآن بسهولة تربعون علي بن أبي طالب، فهو من الخلفاء الأربعة رابعهم علي بن أبي طالب، وهذا لا تظن أن هذا أمر سهل، أنت لأن تعلمت هذا الأمر علي يد الأهل السنة، وإلا التربع هذا وقع فيه خلق من الناس لم يوفقوا، وانظر إلى الرافضة من عهد الصحابة إلى يومنا هذا كم يقدمون علي رضي الله عنه على أبي بكر، فلم يوفقوا في هذا الأمر في هذا التربيع، وأنت بسهولة تربع علي بن أبي طالب، وهذا اعتقاد أهل السنة والجماعة، وهو اعتقاد ترى عظيم ووفقت فيه أنت.
فلذلك لا بد عليك بدعاء الله سبحانه وتعالى، وعليك بمعرفة اعتقاد السلف كله؛ لأن الاعتقاد أمره عظيم، والاعتقاد هذا إما جنة أو نار، فانظر الرافضة تزندقوا بسبب ماذا؟ قدموا علي بن أبي طالب رضي الله عنه على أبي بكر وعمر وعثمان، وانظر في التشيع الذين يقدمون علي بن أبي طالب على عثمان، كم من خلق من عهد الصحابة إلى يومنا هذا كم وقعوا؟ وانظر إلى الصوفية الجهمية والأشاعرة يفضلون علي بن أبي طالب على عثمان رضي الله عنه، فوقعوا في الزندقة وهم خلق كذلك، فأنت بسهولة عرفت هذا الاعتقاد فالزم وادعوا الله سبحانه وتعالى بالثبات، وشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة، فإذا قال لك عن أفضل رجل في الصحابة أو في الخلفاء تأتي بسهولة أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، وترى الاعتقاد ليس بسهل هذا توفيق من رب العالمين.
وانظر إلى القطبية كالسيد قطب وغيره يطعنون في عثمان ويقدمون علي أبي طالب على عثمان، كم خلق منهم فانظر وصلوا إلى الزندقة، هؤلاء مبتدعة، فالأمر ليس بسهل هذا، فأنت احمد والله واشكر الله على الاعتقاد الصحيح إذا عرفته، وإلا فيه أناس يخبطون، وانظر إلى المنافقين الآن يطعنهم في عثمان رضي الله عنه ويقدمونه على علي أبي طالب مثل عدنان إبراهيم وطقاتهم هؤلاء، هؤلاء شيعة كلهم رافضة بس منافقين يفعلون أنفسهم أنهم من أهل السنة، فالأمر خطير جدا.
فأبو بكر رضي الله عنه ما وصل هذا الأمر إلا بالتمسك بالنبي صلى الله عليه وسلم، وعمر رضي الله عنه كذلك، وبقية الصحابة لكن أفضلهم أبو بكر رضي الله عنه ثم عمر ثم عثمان ثم علي، فلذلك اعرف هذا الاعتقاد ترى وقع فيه خلق من الناس وأنت ترى أن هذا أمر يسير لا، هذا لأن الله يسره لك، وإلا صار قتال وصارت فتن وتشيع ورفض وأشياء كثيرة من الملايين من الناس، وهلكوا الآن زنادقة، فليس الأمر بسهل هذا الاعتقاد، فأنت لو وفقت فاشكر الله واحمده، وإلا خلق من الناس خلط وخبط في الاعتقادات الآن.
فأنت الآن ماذا تفعل؟ ما ترى هذه الأحاديث هكذا وتمر عليك «وفيهما أبو بكر وعمر» طيب شنو الفائدة؟ الفائدة أنت تمسك، إذا تريد أن تمسك وتبقى مع النبي صلى الله عليه وسلم بإقامة سنته والاقتداء به، والدعوة إلى دعوته، وإلى آخره، فعليك أن تلتزم كما التزم أبي بكر رضي الله عنه وعمر وبقية الصحابة، لكن عليك الاقتداء الأول للصحابة على أبي بكر رضي الله عنه وبقية الصحابة، فلذلك الصحابة رضي الله عنهم اجتمعوا على خلافتهم بعد النبي صلى الله عليه وسلم، فأنت كذلك فتجعل أبو بكر رضي الله عنه أفضل رجل بعد الأنبياء والرسل في الصحابة، وتقتدي بهم في التمسك بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، والله سبحانه وتعالى يسر هدي النبي صلى الله عليه وسلم ويسر سنته، وهي موجودة في كتب أهل الحديث، في صحيح البخاري، وصحيح المسلم، عند أصحاب السنن، المسانيد المعاجم، فعليك باتباعهم.
فإذا أردت أن يثبتك الله سبحانه وتعالى على سنة النبي صلى الله عليه وسلم فاتبع النبي صلى الله عليه وسلم كما فعل أبو بكر وعمر وغيرهما من الصحابة، فما يمر عليك هذه الأحاديث هكذا، فلا بد أن تعرف فوائد هذه الأحاديث، ونزول الآيات هذه لا بد تعرفها، وتقتدي بالقرآن، تقتدي بالسنة، وتقتدي بالصحابة إذا أردت أن تثبت، وإلا كثير من الناس كما ترى يثقل عليه الدين، وتثقل عليه السنة، وتثقل عليه السلفية، تثقل عليه الأثرية، ثم بعد ذلك يفر إلى هواه، إلى أهل البدع، إلى أهل التحزب، إلى الأموال، إلى الدنيا.
وبينا لكم كثيرا ﴿اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد﴾ [الحديد:20]، هذه دنياهم، هذه الدنيا الآن يتقاتلون عليها وجاعلين أوقاتهم لها، ومتعبين أنفسهم حتى الواحد ينام ولا يشعر من التعب في هذه الدنيا، فالله سبحانه وتعالى بين لكم هذه الدنيا هكذا ما فيها إلا لهو ولعب وزينة، وتفاخر كل واحد يفخر على الثاني بنسبه ذاك نسبك، انظر إلى نسبك في قبرك ولا يسوى فلس، لا عندك أنت تفخر به ولا عند غيرك، حتى أنت لا تعتبره شيء لا أنا ولا ذاك، وأموالك وبيوتك سيارتك وسياراتك، وما أدري ماذا، هذه كلها زينة، وتكاثر بس في الأموال والأولاد كما ترى، ولا يشبعون التجار ولا غيرهم، كم سيارة عندهم يبيعون؟ وكم كذا يبيعونه؟ كم تجارات؟ يجمعون يجمعون وبعدين ما في دين.
إذا ما في دين كل هذه الأمور وبال عليك، وعذابك على قدر ما عندك من الأموال، فالشخص مثلا اللي عنده مائة دينار يكون عذابه مثل اللي عنده ملايين الملايين من الأموال ولم يجعل المائة دينار هذه لله ولا لدينه، وهذه الملايين لا لله ولا لدينه؟ هذه وبال عليه أصلا، وهذه الأموال تكوى ظهورهم بها، وينسونها يوم القيامة، فما دام الأمر الآن هكذا أن هذه الدنيا وما في أيدي الناس يصير وبال عليهم بدون الدين، فما فيه فائدة أصلا في جمع الأموال واللهو واللعب، وهذه الزينة التكاثر في الزينة وفي الأولاد، فمشكلة هذه.
فالأمر الآن تجميع الأموال في القبر ينسون، ماذا يحتاج؟ يحتاج إلى الحسنات، وهذا يدل على أن الناس ما عندها عقول، ما دام تجمع الأموال في هذه الدنيا وتترك الحسنات لأن الحسنات هي الأصل، وهذه الأموال تبع الحسنات أصلا أن ينفقها في سبيل الله، وتصير له حسنات، كذلك هذه الأموال غير معتبرة يوم القيامة، فالناس يدورون على الحسنات.
فما دام الأمر هكذا فكما أمرك الله سبحانه وتعالى اجمع بين الدنيا والدين وانتهى الأمر، لكن غفلة الناس وابتعادهم عن الدين ما يشعرون بالحسنات، ولا يشعرون بالأجور ولا شيء، وحتى اللي ينفق هؤلاء الجهلة حتى الذين ينفقون رياء وسمعة كما ترى لكي يرونه الناس ويقولون كذا ويقولون كذا، وأكثر الناس على هذا الأمر والعياذ بالله، فأنت إذا رأيت الناس هكذا في لهو ولعب وتكاثر وتفاخر في الأنساب والأموال وما أدري كيف وما أكثرهم، أنت لا تفعل هكذا؛ لأن هذه الآيات إذا نزلت في أمر فأنت لا بد أن تنتبه له؛ لأن الله سبحانه وتعالى يحذر الناس ﴿اعلموا﴾ يعني اعلموا يا الجهال أنتم جهال وغافلين، ترى أنت الذي تفعلونه الحين كله لهو ولعب، وترى كل هذه زينة ما منها فائدة وقتها مؤقت في الحياة الدنيا، تموت خلاص انتهى كله.
فلذلك اعرف هذه الأمور جيدا والفراعنة، يحطوا المواعين وصحون في قبر اللي يموت شنو ذي؟ يقول لك لما يقوم يكون جوعان، انظر إلى الجهل! هذه مشكلة، فالأمر ما دام أنت ما تروح بشيء، وهؤلاء الناس ما يذهبون بشيء فعليهم أن يعملوا الصالحات، ويكون العمل الصالح بالعلم النافع وإلا ما في كذلك عمل صالح، ما يكون هذا العمل الصالح مرتبط بالعلم النافع ليس بأي علم، علم الجامعات علم هذا كله ليس بنافع أصلا كله ضار، لذلك الدكاترة أجهل الناس هؤلاء، كما بين مشايخنا صفر في العقيدة يعني هذه الشهادة ما منها فائدة مضرة.
هذا الذي اتخذ هذه الدنيا لهو ولعب وزينة وتكاثر وأموال وغيره، ولا ينتبه يزعم هذا الدكتور يدرس في الجامعة ويدرس ما أدري وين، هذه مضرة أصلا الشهادة، وهذه الأموال وما أدري كيف حتى الفقير يتمنى مثلا يحصل دكتوراة وكذا، أو يصير تاجر، ويدرس في جامعة ويدرس في كذا، لا لا تصير فقير أحسن لك، في هذا الزمان تصير فقير أحسن لك لأنها مهلكة أصلا، الآن فقير تصير غني بعدين حتى صلوات تتركها تلهو وتلعب بس همك الدنيا، إذا كنت فقير والله كتب لك خلاص تحصل فقراء يريدون يصيرون أغنية، ويصير في تاجر يفتح له دكان وما أدري ماذا، فمصيبة الآن هؤلاء الفقراء المساكين على قولة العوام يريد يصير تاجر يفتح له ما أدري ماذا، ما تشوف إلا يوم يوم يسكر دكانه يفتح كباب وما أدري ماذا، خلاص الله أعطاك وظيفة شيء اشتغل فيه بس وخلاص، راتب بس وخلاص، تشوف هذه المصائب الآن.
واللي صاروا تجار كانوا يصلون نعرفهم بعضهم كانوا يصلون، وكانوا كذا ومع الناس صاروا تجار تركوا الصلاة تركوا المسجد حتى على الناس ما يسلمون، الناس يسلمون عليه وما يسلم إلى أن الله عاقبه وأفلس باع سيارته باع كل شيء، عليه ديون صارت، باع بيته والله عاقبه فلذلك فلس حتى الفقير أحسن منه يستلم عنده راتب وذي ويأكل ويشتغل ويغدو ويروح، وهذا صار عليه ديون وبلاوى ومات، وهذه الطقات كثر في العالم فلذلك أنت تستشيروا أهل العلم، فلذلك الأمر خطير جدا، هذه الدنيا الله بين وبين في كتابه ذم الدنيا، على هؤلاء الناس يقرؤونه جيدا، مشكلتهم أنهم ما يقرؤون، ولا كأنه شيء ويهلكون في قبورهم، وبعدين خلاص ما في فائدة.
فلذلك عليك بالكتاب والسنة والصحابة، حتى جابر رضي الله عنه يبين أمر حق التابعين في صحيح البخاري ومسلم، كان الصحابة ما يحصلون ثوب يصلون به، يعني انظر إلى فقر الصحابة، لكن انظر إلى سادات الأمم بعد ليس بالأمة، ولا يذكرون إلا بالخير، دعك من أهل البدع وغيرهم من عموم الناس، أهل السنة وعموم المسلمين حتى الكفار يذكرونهم بالخير، وأهل البدع يذمونهم الرافضة وغيرهم وكانوا فقراء مساكين حتى ما عندهم ثياب يصلوا، وجابر يقول يا أحمق من عنده كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ثوب يصلي فيه؟لم يكن لهم أشياء لفافة ورداء وكذا، فلذلك صاروا سادات الأمم.
وهؤلاء عزبالهم أن الفقر عيب، واليوم تحصل على الأب أو الابن لديه الأموال الكثير ماذا تفعلون بها؟ ما تعرف تتصرف فيها على الكتاب وعلى السنة، تقع في أشياء ومحرمات وتصير عليك وبال هذه الأموال كثرتها، وهذا بعد يبني له عمارة لكنه ما يعرف فقه الإجارة من الإيجارات وغيره، ويظلم الناس وكذا ويطرد الناس ويرفع وينزل في الإيجار وما أدري ماذا، كله آثام، مفروض أنك تبني لك عمارة لا بد تتفقه أنت، فيه كتاب اسمه كتاب الإجارة موجود في الفقه، وفيه فقه كثير وأحكام، بعد ذلك إذا أتقنت فقه الإيجارات، بعد ذلك ابنالك تجارة وتاجر فيها تعرف، وإلا هكذا ابن ابن وتجارة وما أدري ويقول له روح لنا الصين واليابان ويهلك بعد ما يرجع، وسرقات وأشياء كثيرة وقع فيها الناس وبلاوى، وظلموا الناس الآن هؤلاء اللي يدخلون أنفسهم في هذه التجارات وهم فقراء عليهم بلاوى من السيئات.
فاعرف هذه الأمور جيدا، فلا تدخل هكذا، الله أنعم عليك بطلب العلم، ينعم عليك بهذا الدين، وبالأموال والطعام الشراب والمركب وغيره فاصبر على هذا الأمر، واعبد الله سبحانه وتعالى لعل الله سبحانه وتعالى يغنيك لكن على دين، مثل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أغناه الله على دين، عثمان رضي الله عنه أغناه على دين، بعض الصحابة أغناهم على دين، وفي عهد عثمان رضي الله عنهم كان يلبسون الصحابة والتابعين اللباس الفاخر، ولا في أي شيء الله سبحانه وتعالى أعطاهم، فغير عندما كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم الله فتح عليهم أشياء كثيرة من اللباس والطعام والشراب والمسكن وغيره وكثرة الإبل والخيول، وأصبح عند الصحابة جيش كبير، ولا يخفى عليكم الجيش عندما كان عند أبي بكر وكان عند عمر كان يفتحون بلدان اليهود والنصارى والمجوس، وكذلك في عهد عثمان، وفي عهد علي بن أبي طالب، عهد الأمويين، فعلى الناس يصبرون.
ولذلك ترى بعد هؤلاء الفقراء المساكين يروحون لك مع هؤلاء الأغنياء، والأغنياء هؤلاء يشربون خمر ويشربون ما أدري ماذا وعادي يشربون معاهم، بس علشان يحصل أو يسافر هنا وهنا معهم، يذهب علشان يصير غني ويهلك ويشرب معهم الخمور وبلاوى، فلذلك اعرف هذه الأشياء ما تخوض هكذا.
فما تمر عليك هذه الآيات وهذه الأحاديث هكذا، لا بد تعتبر ولا بد تقتدي، ما ترخ وتتميع وتفتر، مفروض واحد يقرأ مثل هذه الأحاديث مثل هذه الآثار وغير ذلك يشتد في التمسك بالكتاب السنة والعلم والثبات، ويحرص ويجتهد ويجاهد في تحصيل هذه العلم، وإلا كثير من الناس هلكوا الآن والعياذ بالله بسبب الجهل.
ولذلك كما بين الإمام أحمد كما نقل عنه ابن القيم في إعلام الموقعين: الناس بدون العلم كالبهائم يعيشون، كالحيوانات، كالأنعام، أولئك كالأنعام، فيعيشون هكذا مثل الأنعام كما ترى أكل وشرب ونكاح وكذا وكذا بس، ويضيعون ويموتون وخلاص وانتهى الأمر، ايش حصل في الدنيا من الحسنات؟ ما في شيء، فلذلك اعرف هذه الأشياء جيدا، ما تمر عليه هذه الآيات وهذه الأحاديث وهذه الآثار هكذا حتى يزداد قدوة بالنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، يزداد علما، يزداد ورع، يزداد كذا؛ لأن هذا فيها تطهير للقلوب، تنظيف للقلوب، وإلا مصيبة في القبور ومصيبة يوم القيامة، وهذا أكثر الناس هالكين.
والنبي صلى الله عليه وسلم يبين حق الصحابة أمور أن الصحابة فهموا هذه الأمور، بين لهم أن أكثر أهل الجنة هم الفقراء، يلا هذا أعظم شيء يحصل للفقراء، ما بعد درهم أو معاش أو منصب أو ما أدري ماذا، استأنس بهذا الأمر بهذه البشارة، إذا أكثر الفقراء يدخلون الجنة يعني ماذا؟ أكثر الأغنياء في النار ما يبغي له كلام هذا.
فهذه الأحاديث ما ينقلها لكم النبي هكذا تتسلون بها! تقرؤونه تفهمونه جيدا، وكما ترى انظر الأمم السالفة إلى يومنا هذا، هؤلاء الأغنياء لا صلاة لا دين لا شيء يجمعون في هذه الدنيا هذه، والمعارك الأنبياء والرسل مع الأقوام في أشياء غير الشرك، في أشياء في الدنيا في التجارة مثل قوم شعيب في الربا هلكوا، والأمر هذا لأن بتركهم الربا عندهم أن هذا ينقص أموالهم بيهلكون، يجوعون عندهم اعتقادهم.
وانظر هلك قوم لوط في هذه الفاحشة في هذه الشهوة والعياذ بالله، ليس بس فقط في الشركيات وكذا، في هلكة الأقوام الحين الناس هالكين هكذا في هذه الدنيا في الربا، في هذا الطعام في هذا الشراب في هذه التجارات، وفي أشياء كثيرة ومعاملات محرمة، انظر فتنة النساء، فتنة اللواط، فتنة أشياء كثيرة كما ترون مفتونين الناس، خاصة في الغرب هلكوا بسبب هذه الأشياء مفتونين فيها.
فأنت تشوف الناس هالكين في هذه الأشياء هذه، ما يصير تسقط معهم وتفتتن، الله سبحانه وتعالى يحذرك ويطلعك على أناس يفعلون هكذا لكي تبتعد عنهم ما تذهب معهم، لا الناس يفتنون يسقطون يهلكون في الفراش، في النار يسقطون ويهلكون ويحترقون، فأنت ما دام لك واعظ، فابتعد عن هذه الأشياء على قدر استطاعتك تقع من هنا وتقع من هنا وتتوب إلى الله وغيره فالله ما يؤاخذك ﴿ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا﴾ [البقرة:286].
والأواب هو كما قال مجاهد وكما قال الشيخ ابن باز وغيرهم من أهل التفسير اللي يقع في الذنب ثم يعود ويتوب، ويقع ويتوب ويعود، يقع ويتوب، فهذا يرجى له أن يغفر له، لكنه عنده ضمير حي إذا وقع في الإثم يتحرك ضميره، يتحسر يندم، فيه أناس يصلون البكاء إذا فعلوا ذنب، وفيه أناس الذنوب الكثيرة ولا يشعرون ولا كأنه، خاصة الحزبية الذين عندنا وعند غيرنا أهل التحزب ولا يشعرون، وما بالك اللي يؤذون الناس ويظلمون الناس هذا أشلهم من العذاب يوم القيامة!.
الظلم ظلمات يوم القيامة يعني ما في نور، إذا كان ما عنده نور اللي يظلم الناس ويؤذي الناس في أين يعني؟ لا، مع ناس يوم القيامة المنافقون، المنافقون ما عندهم نور، وهذا ما عنده نور فأين يعني؟ مع المنافقين ويظن أنه لا، شيء يجر شيء، ولا بد يصل لهذلين، المنافقين يعني من أخطر الناس على الأمة، والنار يعني يكونون فيها في درجة في أسفل السافلين، وهذا معهم هؤلاء معهم.
فالأمر خطير جدا لكن الناس ما يشعرون، والله سبحانه وتعالى يختم بالآيات أحيانا ﴿وهم لا يشعرون﴾، ﴿وهم لا يشعرون﴾، وهذه المصائب اللي صايره الحين في الناس ويقولون أنه أموال ما عندنا، وقصر الأموال وقصر كذا وجوع وما أدري ماذا، وذاك وذي مثلا في الشام وفي اليمن وما أدري وين، هذا مما كسبت أيديكم عودوا إلى الله، للآن على الشرك وعلى البدع وعلى المعاصي.
فلذلك على أهل السنة ما تمر عليهم الآيات والأحاديث والآثار هكذا لا، يزدادون تمسك في هذا الدين هذا؛ لأنه هو النجاة كما بين الزهري قال علماؤنا السنة نجاة، بس وانتهى الآن، علماؤهم من علماء التابعين؟ الصحابة، الصحابة يقولون لكم هلون ما في، ما في شيء ثان، ما في طريق ثان، طريق السنة واحد، الصراط واحد، القرآن واحد، ما في طرق، ما في شيء، فالناس يريدون ينجون يمشون على السنة، ما يريدون بكيفهم، فإلى الهلاك، ويوم القيامة الأب يفر من زوجته، وزوجته تفر منه، والأبناء الأولاد يفرون من الأب يفرون من الأم، والأم بعد تفر منهم، أين البكاء على الأولاد في الدنيا ويا وليدي، تعالي الحين محتاجين لك الحين في هذا الحشر يا وليدي قاعده تقولين له يا وليدي خلاص يا أماه.
فاعلم والله عرف الناس هذه الأمور، والناس للحين ليسوا فاهمين ولا يدرون بشيء ولا شيء ولا يحسوا، وللآن ينادون باختلاط، وينادون بالسياسات الغربية، وينادون بكذا وبالإلحاد، وهذا الشرك، والذنوب والسيئات وغيره، ويقولون عيشتنا ضنك وعشيتنا ذاك، وما أدري ماذا، انظروا إلى أموركم إلى أنفسكم بعد ذلك تكلموا على الغير.
فلذلك على أهل السنة وأمة الإجابة أن تتمسك أكثر بالكتاب والسنة، ما دام يرون هؤلاء يهلكون في هذه الدنيا إما بالشرك أو البدع أو الذنوب أو المحرمات وغيرها وكذا وكذا وكذا بهذه المناهي، عليه أن يتمسك بالكتاب والسنة وما يسقط وياهم، فالأمر خطير في القبور، وحشة هذه القبور ليست بسهلة ﴿فبصرك اليوم حديد﴾ [ق:22]، خلاص هذه الدنيا إذا هو في سكرات الموت تختفي عنه، هذا الكافر مثلا أو المبتدع أو هذا العاصي تختفي عنه خلاص، يشوف شيء ما شافه أصلا، أهوال وملائكة وأمر مخيف ومفزع، انظر الحين أنت يأتيك واحد من خلفك وينقزك تفزع هذا في الدنيا، ما بالك إذا رأيت كل شيء البصر حديد الآن ترى كل شيء، هذه حياة ثانية أنت تنتقل الحين، هذه ما تشوف شيء تنتقل إلى حياة ثانية فيها أشياء ثانية لهذا الإنسان، في الآخرة بعد يشوف شيء ثاني يعني حياة ثالثة، فيه أشياء أخرى ما رآها أصلا في حياة البرزخ.
ولذلك يظهر لنا الملاحده الآن يقولون أن الأرواح تتزاور، والحين في بلوى من البلاوى وين يزور، حتى الواحد الآن على دين أو على قضية أو شيء في الدنيا ما يستطيع يزوره، فيه ولوال وفيه كذا، لا بعد كيف أخبار الذين في الدنيا؟ يقول لك أخبار الذين في الدنيا يقول لك زينين أبوك طيب، فيه واحد حاطينه وواحد مجرم ملحد مطرشينه لي هذا كلامه كله باطل وهذا ملحد كيف يتزاورون، وكيف شوفت أبوك وما أدري ماذا؟ بلاوى وأشياء كلها إلحاد، فالجاهل العامي يصدق، حتى ذي المقابل ما له يقولوا والله شيء عجيب يقول فوائد ما سمعناها من قبل، أي أكيد ما سمعتها شنو هذا الجاهل هذا، هذا يصدق هذا كفر، وإيش دراه، هذه أشياء غيبية لا بد لها من كتاب وسنة، ليس بأقوال هكذا، هذه حياة ثانية البرزخ وأمور ثانية، فلا بد على الناس ينتبهوا لها جيدا.
يعني أهل السنة والمسلمون ما يصيروا في غفلة مع هؤلاء، مشغولين مشغولين إلى متى مشغول؟ خلاص اللي يقول مشغول مشغول أدركه الموت الحين في أصحاب القبور، فالأمر ليس بسهل هذا، فلذلك لا بد على طالب العلم أن يفهم الآيات، ويفهم الأحاديث والآثار، ويقتدي بها وانتهى الأمر، والله سبحانه وتعالى بيحفظه بعد ذلك وانتهى الأمر، «احفظ الله يحفظك» وانتهى الأمر، ما تحفظ الله سبحانه وتعالى يعني ما تحفظ دينه ولا قرآنه ولا سنته ولا كذا وكذا، فتصير مثل هؤلاء الجهلة وأهل البدع وغيره ولا بد، فعلى الناس أن يتمسكوا.
وهذه الأحاديث تتكلم عن سنة بيناها وهي سنة القيام للخطيب، فمن السنة أن يخطب الإمام قائما كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وبينا هذا من قبل، ولا حاجة إلى شرح هذا الأمر.
«وانفضوا» أي تفرقوا متوجهين إلى التجارة، وبعد ذلك ذكر الإمام مسلم حديث أبي عبيدة عن كعب بن عجرة قال: «دخل المسجد وعبد الرحمن بن أم الحكم يخطب قاعدا فقال: انظروا إلى هذا الخبيث يخطب قاعدا» ثم ذكر قيام النبي صلى الله عليه وسلم في الآية، وهذا الحديث يدل على ماذا؟ يدل على تعظيم الصحابة للسنة، حتى السنة هذه مستحبة يعظمونها، وما أنكر عليه على مسألة أن هذه مستحبة، لأنه خالف النبي صلى الله عليه وسلم، وتراه خالف النبي صلى الله عليه وسلم في أشياء أخرى.
وعبد الرحمن ابن أم الحكم هذا كان أميرا على العراق، ولعله نخرج الحديث، ونتكلم عنه الدرس القادم فإنه فيه فوائد هنا لأهل السنة، وينظرون كيف، ولذلك الآن يقولون هذه سنة هذا مستحب لا كذا، المسألة خلافية، ويهونون المبتدعة في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، يهونون في أحكام النبي صلى الله عليه وسلم، ويأخذون أحكام سيد قطب، عبد الرحمن عبد الخالق، هذه الطقات المبتدعة يعظمونها، فإذا خالفت واحد من سيد قطب وهذه الطقات يغضبون يعظمون، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول له كيف أنت تترك سنة النبي صلى الله عليه وسلم هذه سنة! نأتي إلى بيانه إن شاء الله الدرس القادم إن شاء الله.
ولعله نخرج الحديث، الحديث هذا أخرجه مسلم كما عندكم، وأخرجه النسائي في «السنن الكبرى»، وفي «المجتبى»، وابن خزيمة في «صحيحه»، ولم يوجد في المطبوع، هذا في «اتحاف المهرة» لابن حجر، في المطبوع غير موجود، وأبو نعيم في «المسند المستخرج»، وأخرجه البيهقي في «السنن الكبرى»، وأبو عوانة في «المسند المستخرج»، وكذلك غير موجود في المطبوع هذا في «اتحاف المهرة» في ذكر ابن حجر الزوائد، وكذلك أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف»، وإسماعيل بن إسحاق القاضي في «أحكام القرآن»، وابن المنذر في «الأوسط»، وأبو عروبة الحراني في «الأوائل»، وابن عساكر في «تاريخ دمشق»، كلهم من طريق شعبة عن منصور عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن كعب بن عجرة رضي الله عنه به، وذكره ابن حجر في «إتحاف المهرة» من هذا الوجه.
سبحانك الله وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.