القائمة الرئيسة
الرئيسية / شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم / الجزء (48) شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم: الأمور التي ينبغي مراعاتها في الخطبة حتى تقبل عند الله

2024-09-30

صورة 1
الجزء (48) شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم: الأمور التي ينبغي مراعاتها في الخطبة حتى تقبل عند الله

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

وتكلمنا في الدروس التي سلفت عن شروط الخطبة وواجبات الخطبة والسنن، وبيأتي كذلك ذكر السنن على التفصيل، وفي هذا الدرس سنتكلم عن الخطبة الصحيحة التي إن شاء الله تقبل عند الله سبحانه وتعالى من الخطيب، وهذا الأمر لا بد له من أمور لكي تصح الخطبة من هذا الخطيب ويؤجر عليها، ولا تكون هذه الخطبة في رقبته يوم القيامة.

فإذا أراد الخطيب أن تصح خطبته فلا بد عليه أولا أن يكون فقيها في الأحكام، في أحكام الأصول وأحكام الفروع جملة وتفصيلا، ما في شيء يمشي كما يقولون لا، أو أي خطيب بس فقط يخطب بالناس كما يضعون الحزبية لا، لا بد أن يكون فقيها كلش كما يقول العوام يكون طالب علم فقيه، عنده من الفقه ما عنده، وهذا إذا لم يوجد الأول مثلا الفقيه المتمكن نقول لهم ما تخلى البلد من طالب علم فقيه عنده ما عنده بحسبه من الفقه في الأصول والفروع، وهذا طالب العلم أو طلبة العلم الفقهاء لا بد بيرجعون إلى علمائهم.

وهذا أمر معروف هذا إذا أراد الخطيب أن تصح خطبته فلا بد أن يتعلم قبل أن يخطب، ليس مجرد أن يعرف يخطب ويتكلم أمام الناس ويتجرأ، فهذا يتجرأ في دين الله، فاعلم أنه من الأسفلين ومعاقب في دنياه قبل قبره وقبل آخرته، وبينت لكم أن النبي صلى الله عليه وسلم توعد خطباء التعالم، ولا بد أن الله سبحانه وتعالى يدخلهم النار لأن الله سبحانه وتعالى ما أذن لهم، وهذا أمر معروف لو أي واحد يضع له شركة أو أي شيء ما يرضى أن يتدخل هذا ويتدخل هذا بدون إذنه، فما بالك في هذا الدين العظيم، فالله سبحانه وتعالى يمنع هؤلاء ولم يأذن لهم لا جملة ولا تفصيلا، يقولون والله ما في أحد ما في كذا، لا لا فيه، لكن أنتم أيها الحزبيون ما تريدون، ما تريدون إلا الإثم، فهؤلاء متوعدون.

 فلا بد ما يجوز لأي خطيب ما عنده علم يركب فوق المنبر ويخطب الناس، فالله سبحانه وتعالى لا يجوز له ولا النبي صلى الله عليه وسلم ولا العلماء ولا أحد، وخلي يأخذون هؤلاء الخطباء كلهم يعرضونهم على العلماء الكبار يقولون لهم زكوا لنا خطباء، لن يزكونهم لا جملة ولا تفصيلا، ولا يركب حتى عتبة مالت المنبر، فلذلك يعرف، فلا بد أن يكون فقيها كلش طلبة علم فقهاء طالب علم فقيه، ولا بد يوجد، فهكذا.

الأمر الثاني إذا أراد هذا الخطيب أن تصح خطبته أن يكون موفقا عند الله سبحانه وتعالى في خطبته، فالتوفيق هذا يأتي بما عنده من العلم، وما عنده من دعاء الله سبحانه وتعالى بالتوفيق في هذه الخطب يوم الجمع، ويدعو الله سبحانه وتعالى، وكذلك يستشير العلماء هل أنا أهلا أن أخطب يزكى من العلماء، فهذا بلا شك سوف يوفق، إذا ما زكوه ولا يدعو الله سبحانه وتعالى وليس عنده علم، هذا لن يوفق إلى ما سوف نبينه من الخطب في التوحيد، في العقيدة، في الإيمان، في القدر، في الأسماء والصفات، في أحكام الصلاة الصحيحة، الصوم، الحج، الحدود، البيوع، المساقاة، وغيره من الأحكام في الأصول الفروع، فلا بد يكون عنده هذا، فبعد ذلك سوف يوفق، كيف يوفق هذا؟ سوف يتكلم عن التوحيد، عن العلم عن الأسماء والصفات، عن الأحاديث الصحيحة.

وكذلك يتخلل هذه الخطب الأشياء في الواقع مثلا في الأوامر، في المنهيات، في الواجبات، في الأركان، في الشروط لكل حكم، مثلا شروط النكاح، شروط البيوع، الواجبات فيها، أشياء كثيرة، ويتخلل الأشياء في المجتمعات واقعة يتكلم ويبين، فلا بأس بذلك في الأمور العصرية، لكن يكون غالب أمره يتكلم في الشريعة المطهرة في الأحكام التي هي في القرآن، والتي هي في السنة النبوية، والآثار الصحابية، فهذا بلا شك سوف يوفق، وإلا إذا ما عنده هذه الأمور لن يوفق، سوف يركب فوق المنبر أحاديث ضعيفة على لسانه تنجر وقصص وجرائد وما أدري ماذا من الأشياء التي تكلمنا عنها.

وكما ترى أكثر الخطباء ليس في هذا البلد في العالم كله هل هذا قصص، وأحاديث ضعيفة وموضوعة منكرة، والأزهريين يخطبون بدون بحث ولا علم ولا شيء ولا ورقة، والإمام أحمد كما بين وبينا كثيرا لا تحدث إلا من كتاب، لا تتكلم في الدين إلا من كتاب لأنه أضبط للحفظ وأضبط للفهم، والاستفادة الخطيب يستفيد والناس الموجودون يستفيدون، وإلا ما يستفيدون، انظر الخطب الآن من عشرات السنين ما استفاد الشعوب منها شيئا إلا الضلالة والمنكرات، والأحاديث الضعيفة والمنكرة، والأحكام الباطلة، واختلف العلماء وإلى آخره، والناس في حيرة من الدين للآن بسبب هؤلاء الخطباء الموجودين في العالم جهال خاصة هؤلاء خطباء الأزهر، وثوار، وسياسيين، وكلهم في السياسة يتكلمون، والخروج، والبدع، والشرك، وهذا يدل على أن هؤلاء الخطباء غير موفقين.

هذه علامة ما دام ينشر الباطل والشرك والبدع والضلالات والسياسات، ويحث المصلين على الاعتصامات والمظاهرات، فاعلم أن هذا الخطيب جاهل زنديق مفسد في الأرض، لن يصلح الله سبحانه وتعالى على يده شيء لا مصلين ولا شيء، انظر إلى الإخوانيين والتراثيين والسروريين والصوفيين والقطبيين وغيرهم من المبتدعة من متى فوق المنابر لا هم استفادوا شيء ولا الناس استفادت شيء، المصلون يأتون يصلون صلاة الجمعة بدون شيء ولا علم يخرجون ولا علم ولا شيء، قل لهم ماذا قال الخطيب ماذا فعل؟ لا أحد يجيب لك شيء ولا أحد يفهم شيء، فهذا يدل على أن هذا الخطيب غير موفق.

فلا بد إذا أراد الخطيب أن يستفيد العلم والتوفيق، والتوفيق له علامات بينا نشر التوحيد هذا من التوفيق، نشر العقيدة الصحيح من التوفيق، نشر الأحاديث الصحيحة من التوفيق، الكلام في الأحكام في الصلاة وغيرها وغيرها وغيرها بالأدلة من الكتاب والسنة وغيرها هذا من التوفيق، ولذلك ما سمعنا هؤلاء أنهم يشرحون باختصار مثلا كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب، أو كتاب التوحيد من صحيح البخاري، أو مثلا أحكام الصلاة من صحيح البخاري وصحيح مسلم والكتب الأخرى مثلا باختصار ليفهم العامة، ما في كله خبط وخلط، يأتون بالقصص وأخبار الجرائد وغيرها، فإذا وجدت شخص ينشر التوحيد وأحكام الصلاة والزكاة وأحكام الجنائز وغيرها وغيرها على الكتاب والسنة هذا توفيق من رب العالمين، فهذا سوف يستفيد ويستفيد منه المصلون ولا بد، والله سبحانه وتعالى سوف يوفقه.

فهذه الأمور علامة على قبول خطبة هذا الخطيب، وإلا إذا كانت غير ذلك فخطبته باطلة، وخطب هؤلاء الخطباء كلهم أو أكثرهم في العالم كلهم سوف تكون في رقابهم يوم القيامة، يرون هذا الأمر ولهم الوعيد لماذا؟ لأنهم مصرون معاندون على نشر الباطل، وعندهم خبط وخلط في الدين، وليس عندهم علم، وليس عندهم علم ليس رأس مالهم إلا هذه الشهادة، كأن هذه الشهادة تعطي علم وتعطي توفيق، فلذلك لا توفيق في الدين إلا بالعلم فهمتم كيف؟ إلا بالعلم الشرعي.

ثم بعد ذلك لا بد على الخطيب أن لا يأتي في كلامه من البدع في الكلام لأن هذا الأمر مذموم، وهناك كتب اسمها ذم الكلام للهروي، لابن المقرئ ذم الكلام كذلك، واللالكائي في «الاعتقاد» بين هذه الأمور، وكذلك ابن بطة في «الإبانة الكبرى» بين في هذه الأمور، كذلك البربهاري في «شرح السنة»، وغيرهم من العلماء، لا يأتي بأي كلام في المقدمة ويفعل نفسه أنه فصيح، ويأتي بالسجع المخل الذي يشبه السحر كما بين النبي صلى الله عليه وسلم، وكما بين النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي يسجع أنه من الكهان، وأكثر هؤلاء الخطباء من الكهان يفعل نفسه أنه فصيح وعالم وهو جاهل في العلم، يبقى المصلون تحته عشرين سنة ثلاثين سنة أربعين سنة ما فهموا شيء من دينهم، ما يعرفون يصلوا، ما يعرفون يتطهرون، ما يعرفون الصوم، ما يعرفون التوحيد،  ما يعرفون الاعتقاد، ما يعرفون الشروط ولا الأركان ولا الواجبات ولا السنن في الأحكام.

فلذلك لا بد هذه الخطبة يبتدئ فيها بالحمد والثناء على الله سبحانه وتعالى، وهي كلها سنن بينا، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فلا بد من تعظيم الله سبحانه وتعالى في هذه الخطب لا تعظيم فلان أو علان، أو قبر من القبور أو ما شابه ذلك، أو تعظيم مبتدع من المبتدعة فيثنون عليه وإلى آخره، فتعظيم الله سبحانه وتعالى بالإخلاص لأن لا بد  للخطبة هذه من الإخلاص لكي تكون مقبولة عند الله سبحانه وتعالى، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر لكي يقتدي الناس به، ويعرفون هذا الأمر، فلا يقتدون بغيره من أهل البدع ومن أهل الضلالة.

فيصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويثني عليه، ويعظم جهاده، ويأمر بالاقتداء به جملة وتفصيلا في الأصول والفروع، ما يأتي يمنة ولا يسرة، مع تطبيق هذا الخطيب لما يقول فيكون قدوة، لكن يتكلم بكلام ويفعل أفاعيل الأفعى والثعابين، فلا بد من هذا الأمر، كذلك يوصي الناس بتقوى الله سبحانه وتعالى، ودائما يأمر بالتمسك بالقرآن الكريم، ويأمر بالتمسك بالسنة النبوية، والرجوع إلى آثار الصحابة رضي الله عنهم، ويذكر الناس بهذه الأمور، ويقرأ على الناس الآيات في الحكم الذي يريد أن يبينه سواء في الأصول أو الفروع، فيبين الآيات ويفسرها للناس التفسير اليسير الذي يفهمه الناس، لا يطول على الناس ولا شيء، يذكر الأحاديث والأدلة على هذا الأمر، وتكون الأحاديث هذه صحيحة ليست ضعيفة.

ويشرع لهم كذلك بذكر آثار الصحابة في هذه الأحكام وهي موجودة كذلك، وكذلك ممكن أحيانا يدعو للمسلمين سواء ابتداء أو في أثناء الخطبة، ويدعو لهم بالتمسك بالكتاب والسنة والرحمة والغفران والهدى والتقوى، يرزقون في ذلك، كذلك في كل خطبة لا بد أن يبين أحكام التوحيد الصحيح، وأحكام العقيدة الصحيحة، وأحكام الصلاة، وأحكام الطهارة، والأحكام الأخرى.

أحيانا يأتي لهم بالقرآن الكريم فيفسر مثلا أحكامه، ويفسر قصصه لكي يتدبره الناس ويتدبروا هذه القصص لأن هذه القصص للتدبر والعمل بها، فيأتي كذلك بلغة العرب لأن لغة العرب تبين وتفسر القرآن، ويأتي كذلك بالسنة النبوية لأن السنة النبوية تفسر القرآن فيأتي بهذا وهذا، ويبحث في هذه الأمور، وكذلك يسأل العلماء ما يعتمد على نفسه، أو على الكتب، أو على خطب قديمة مكتوبة عنده محشية من الأحاديث الضعيفة، لا بد الخطيب يمر على المئات من الخطب، لا بد يتكلم عن التفسير عن الأحكام، يفسر لهم القرآن على فترات متقطعة كل القرآن لا بد عليه، جاعل نفسه يزعم عالم شيخ خله يظهر الأمور لكي يعرف أنه عالم، يفسر السنة كلها حتى لو باختصار في الأحكام، كل الأحكام يتكلم فيها لأن الخطيب هكذا يكون.

وهذه الخطب كان النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم فيها كذا، كان يفسر القرآن، ويفسر السنة، ويتكلم عن الأحكام، ويتكلم عن التوحيد والاعتقاد، وهكذا كان أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية وبقية الصحابة رضي الله عنه أجمعين، كانوا يتكلمون في الدين ويعلمون الناس الشريعة كاملة جملة وتفصيلا في الأصول الفروع، فوفقوا فأخرجوا طلبة علم، وأخرجوا مصلين يعلمون دينهم، ويعرفون العلم والأحكام، يعرفون كيف يصلون وكيف يوحدون الله سبحانه وتعالى.

يبين هذا الخطيب الأذكار الصحيحة في كل شيء أذكار المساء، أذكار الصباح، الأذكار بعد الصلوات، هناك أذكار كثيرة، كيف يأكل الناس، كيف يذكرون الله قبل الطعام وبعد الطعام، كيف يدخلون المسجد، يخرجون من المسجد، ليس بالأحاديث الضعيفة هذه التي تلصق على أبواب المساجد لا، كل شيء صحيح، وهذا يدل على أن هذه الأمور لا يعرفها إلا العالم الفقيه، وإذا أطلقنا الفقيه يعني كذلك عنده علم الحديث لأن كان أهل الحديث هم الفقهاء وهم المحدثون، هذا اللي أتى بعد ذلك عند المتأخرين هذا فقيه هذا محدث يقول لك، ما في شيء هذا، وبينا هذا الأمر، النبي صلى الله عليه وسلم فقيه ومحدث، أبو بكر فقيه ومحدث، عمر، أبو هريرة وغيرهم، وأهل الحديث والإمام الشافعي، الإمام سفيان الثوري وغيرهم كلهم فقهاء ومحدثون، فإذا أطلق محدث يعني فقيه، وهذا تكلمنا عنه.

فلا بد يكون الخطيب هكذا، كلش لا بد يكون طالب علم فقيه، وعنده علم الحديث، وفي كل أسبوع الخطيب يجب عليه بعد ما يستحب يجب عليه أن يبحث في الحكم الذي سوف يخطب فيه الناس، يعني عنده من السبت للخميس يبحث فيه هذه الأمور لأن هذا دين عظيم وأمر خطير، فهذا الخطيب من بين جنة ونار، فإذا خطب كما بينا الآن بالبحث والبحوث يسأل العلماء ويسأل طلبة العلم عن الحكم الذي سوف يتكلم فيه هذا نجا بإذن الله، أما إذا هذه الطقات الموجودة الآن ولا يبحثون ولا شيء ولا يدرون عن العلم، وخطب معلبة باجله وغيره عند أنور موسى، فلذلك هذا خلاص هذا سلم عليه هذا، هذا في نار جهنم ولا بد؛ لأن لا بد أن يقع في ضلالات، وبدع، وخرافات، وأحاديث ضعيفة، والنبي صلى الله عليه وسلم توعد الخطيب الذين على هذه الشاكلة.

فما يصلح هذه خطب معلبة، حتى واحد يقولون عنده كتاب في السيارة اسمه الخطب منبرية ولا ذي المهم أنه خطب، يقول لي واحد، بس هو يمشي يأتي البيت يفلل ولا يصور ويركب فوق المنبر من بيقوله شيء، فلذلك هكذا يكون الخطيب الذي يكون ناج في الدنيا وفي القبر وفي الآخرة، ويعرف كذلك لا بد كيف يربي هؤلاء العوام صغارا وكبارا، رجالا ونساء، بناتا وأبناء الذين يحضرون، يربيهم على الكتاب وعلى السنة، وحب الله سبحانه وتعالى وحب النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء بسنته.

لا بد يربيهم ويبين لهم الأخلاق الحميدة جملة وتفصيلا من الصبر وغيره، الصبر هذا من الصفات الحميدة، وكذلك يبين لهم الصفات السيئة من العجب وغيره، يبين لهم أحكام البيوع، وأحكام الإيجارات، الناس عندهم عمارات يؤجرون، عندهم ما أدري ماذا يؤجرون، لا بد هؤلاء المؤجرون لا بد يعرفوا أحكام الإجارة موجودة في كتب الفقه، البيوع ناس كثر يبيعون فيه كان في واحد كان يبيع عطور عند المسجد، الحين في مركز عال يلا خذ ما يعرف شيء لا هنا ولا هناك، فلذلك فلا بد كل واحد يوضع في منصبه، ما في هؤلاء المبتدع والحزبية هم الذين ينصبون ويحطون، هؤلاء يخلون بهذه المناصب هذه الأمور.

فلذلك الخطيب لا بد أن يكون المنصب هذا فوق المنبر فقيه أو طالب علم فقيه، يعني عالم فقيه أو طالب علم فقيه، أدنى من ذلك ما يجوز أصلا وضعه، ولذلك هذه الأيام يحطون لنا صغار السن ولا يعرف شيء، حتى ما ينبان أصلا قصير وايد، فلذلك هؤلاء الطقات الآن يخطبون بالدين، وهذا يدل على أن الناس دايخين أصلا في هذه الأمور يطالبون بأشياء كثيرة وما يطالبون لهم بخطيب على الكتاب وعلى السنة عالم فقيه أو طالب فقيه، فلذلك لا بد من هذه الأمور، الناس يحتاجون حق أشياء كثيرة، لا بد الفقيه عنده أصول الدعوة إلى الله يبين حق الناس لكي يخرج أجيال بعد أجيال، عنده أصول الدعوة، ويبين كيف الناس يصبرون على الدعوة، وكيف تكون الدعوة بالعلم والصبر والتبيين، ويؤصل لهم الدعوة إلى الله، يقول لك داعية تشوف الداعية هذا، ما يعرف الدعاة ولا شيء، فلذلك اعرف هذه الطقات هؤلاء الموجودين، ولا دعاة ولا شيء، هؤلاء منتشرين في البلدان الإسلامية.

فلا بد يعني من الخطيب يكون هكذا يعني يبين كل الدين الصغير والكبير في الحكم، ويربي الناس وكيف يصبرهم وكيف يبين لهم السياسة الشرعية يبين لهم السياسة الشرعية جملة وتفصيلا، مهمة جدا في هذا الأمر ليس بالسياسة الغربية، ما تصلح هذه السياسة الغربية، فيبين لهم السياسة الشرعية جملة وتفصيلا، وهذا الخطيب العالم الفقيه لا بد عنده كتب في السياسة الشرعية، في الفقه، في الاعتقاد، في التوحيد، وغيره وغيره هكذا، لكي نعرفه أنه فعلا عالم فقيه هذا، عنده مؤلفات في السنة، الآن أين مؤلفات الخطباء هؤلاء؟ رأس ماله يكتب لك في الجريدة من سطر وسطرين هذا اللي نشوف بعض الخطباء، الآن أين كتب هؤلاء في السنة الآن في الأصول والفروع؟ ما في أصلا، فلا بد يكون الخطيب عنده مؤلفات نعرفه.

ولذلك عندما ترجم الحافظ الذهبي للحافظ المزي بين قال: علمه تبين أنه إمام في هذا العلم بكتابه تهذيب الكمال، شوف أسند العلم اللي هنا، يعني عرف بكتابه في الرجال والحديث وغيره، وهكذا الشيخ محمد عبد الوهاب عرف أنه من أهل التوحيد وغيره بكتاب التوحيد وبقية الكتب، وهكذا يعرفون العلماء، وطلبة العلم كذلك يعرفون من كتبهم ولصقهم مع العلماء، فيعرفون هؤلاء الخطباء ما عندهم شيء من هذه الأمور فما يصلحون نهائيا، فلا بد أن تعرف.

فلذلك خطبة هؤلاء الخطباء الآن غير مقبولة عند الله لماذا؟ ما توفر فيها الشروط، ولا فيها شيء دين، ولا فيه شيء من العلم، هذه الخطب الكثيرة الآن هم مستأنسين كل واحد يخطب، في قبره يقول يا ليتني ما خطبت، ما في فائدة يوم القيامة يا ليتي ما خطبت لا، المصلين هؤلاء تعال يسحبون فيه يدوسون فوق رقبته ويتعلقون فوق رقبته يوم القيامة، إيش فيني؟ والله ما علمتني شيء، اللي علمتني كله باطل، وبسببك جهلنا ويطأون رأسه ورقبته وكذا، لذلك خلق من هؤلاء سوف تطأهم أقدام الخلق، لكن ما في فائدة هؤلاء بعد يطأون هؤلاء لأن الكل مشترك في الجريمة أصلا، المفروض أنتم تضعون لكم خطيبا على الكتاب وعلى السنة فقيه عالم فقيه، أو طالب علم فقيه، أنتم مهملون معرضون عن العلم ما تريدون، فلذلك أصابكم ما أصابكم.

فهؤلاء يفرحون في الدنيا، ويحزنون في الآخرة الخطباء وغيرهم، انظر الآن رأس تراثي، أو رأس سروري أو قطبي أو صوفي أو داعشي أو غيره إذا كثر أتباعه يفرح في الدنيا يوم القيامة يتبرأ منهم ويهرب منهم، ما في فائدة ملصوق تعال أنت إمامهم وهم خلفك، فيحزن يوم القيامة والآن يفرح بكثرة الأتباع، ها تريد أتباع يوم القيامة تريد أتباع لا ما يريد ولا واحد، فلذلك اعرف هذه الأمور، وهذه الخطب لا بد أن تكون على الكتاب وعلى السنة فإذا كانت كذلك فهي مقبولة وإلا غير مقبولة نهائيا.

فالأمر هذا يكون للشرع لا للناس مثلا يقول لك هذا الخطيب طيب، هذا خطيب عالم، وهذا الشيخ لا ليس هكذا لا للشرع يعرض هذا ويوزن على الشرع، إذا عنده كتب وعنده مؤلفات ويعرف في الأحكام وغيرها فهذا يعتبر خطيبا مقبولا وخطبه مقبولة وإلا فلا، فلذلك اعرف هذه الأمور.

وهذا يعني الذي بينه النووي في «المجموع»، وكذلك الشيرازي في «المهذب»، وكذلك البهوتي في «كشاف القناع»، والنووي كذلك في «شرح صحيح مسلم»، وغيرهم من العلماء، وكذلك شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين في «الشرح الممتع»، الشيخ ابن باز في «الفتاوى» وغيرهم، وبين كذلك الحنفية والمالكية والإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى، فالمطلوب من الخطبة الذكر، والذكر يدخل في أحكام القرآن وأحكام السنة وأحكام الآثار، فلذلك لا بد أن تعرف هذه الأمور.

وكذلك يعني بين هذا ابن الهمام في «شرح فتح القدير»، وكذلك الزيلعي في «تبيين الحقائق»، والكاساني في «بدائع الصنائع»، والقرافي في «الذخيرة»، والحطاب في «المواهب الجليل»، وغيرهم من الفقهاء والعلماء الذين بينوا كيف تكون هذه الخطبة على ما ذكرنا، فهذه الخطبة هي المقبولة غيرها ما تقبل.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan