الرئيسية / شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم / الجزء (47) شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم: هل لخطبة الجمعة أركان
2024-09-30
الجزء (47) شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم: هل لخطبة الجمعة أركان
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وتكلمنا في الدرس الذي سلف عن شروط الخطبة، وهي تعتبر واجبات قلنا، ثم بينا أن فيه أمور ليست من الشروط بل هي سنن، وفصلنا في ذلك.
في هذا الدرس سأتكلم عن أركان الخطبة، وهذه الأركان تعتبر عند الشافعية والحنابلة فقط، ونحن نذكرها للفائدة، وإلا هي كذلك سنن، ويأتي الكلام عليها في الدرس القادم إن شاء الله، وطريقة الخطبة، وسنن الخطبة، وما شابه ذلك، لكن لعل تقرؤون في كتب الفقه وتسمعون الوعاظ والخطباء يتكلمون عن هذه الأمور لكي تكون عندكم معلومات للفائدة، وإلا هي ليست أركان أصلا كلها سنن، والحنفية والمالكية أنكروا أن تكون هذه أركان، وبينوا أنها ليست أركان وأنها سنن.
فأركان الخطبة عند الشافعية والحنابلة: عندهم من الأركان:
· الحمد والثناء على الله تعالى.
· والركن الثاني عندهم: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
· والركن الثالث: الوصية بتقوى الله تعالى.
· الركن الرابع: عندهم قراءة آية من القرآن.
· الركن الخامس: الدعاء للمسلمين.
هذه تسمى أركان الخطبة عند الشافعية والحنابلة وكلها سنن أصلا، بس نذكرها، وبيأتي الكلام على الواجبات والسنن، وكيف تكون الخطبة.
الرسول صلى الله عليه وسلم خطب المئات من الخطب، وطريقة الرسول صلى الله عليه وسلم تعليم الناس أحكام الأصول وأحكام الفروع، والحمد والثناء على الله وما شابه ذلك كل هذه سنن أصلا، وبيأتي الكلام عليها بعد ذلك.
وهذا الذي بينه الشيرازي في «المهذب»، وكذلك النووي في «المجموع»، والبهوتي في «كشاف القناع»، وكذلك النووي في «شرح صحيح مسلم»، والصحيح أن هذه الأمور الخمسة سنن ليست أركان، ولذلك أنكر الحنفية والمالكية وغيرهم أن تكون هذه أركان كلها سنن.
وقد نفت الحنفية والمالكية ركنية الأمور المذكورة الخمسة هذه، وذكر الإمام أبو حنيفة المطلوب مطلق الذكر في الخطبة، هذه عنده الواجبات الواجب مطلق الذكر من تحميد وتسبيح وتهليل بقصد الخطبة، وبيأتي في تفاصيل أكبر من ذلك.
والمالكية عندهم أن تكون الخطبة متصفة بالذكر والذكر مطلقا، فهذا الأمر عند الحنفية والمالكية أنه مطلق الذكر، وبيأتي الكلام في الدرس القادم إن شاء الله الشيء الصحيح الثابت في السنة، وعند الصحابة رضي الله عنهم، وكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس بماذا؟ فكان يعلم الناس التوحيد، ويعلم الناس العقيدة والإيمان، وأحكام الصلاة، وأحكام الطهارة، وأحكام الحج، وغير ذلك.
ومن أراد الزيادة ينظر: «شرح فتح القدير» لابن الهمام، وكذلك «تبيين الحقائق» للزيلعي، و«حاشية ابن عابدين»، و«بدائع الصنائع» للكساني، و«الذخيرة» للقرافي المالكي، و«مواهب الجليل» للحطاب هذا من المالكية، و«حاشية الخرشي» في مذهب المالكية.
فهذا باختصار الآن الكلام على الأركان، وهذه الأركان فقط عند الشافعية والحنابلة، وقولهم هذا ليس بصحيح أنكر عليهم الحنفية والمالكية، ولا يلزم من ذلك، لكن هذه السنن مثل الحمد والثناء على الله وغير ذلك، والنبي صلى الله عليه وسلم فعل هذا الشيء، وبيأتينا في نفس كتاب «صحيح مسلم» حديث جابر كان النبي صلى الله عليه وسلم يحمد الله ويثني على الله، وما شابه ذلك، وبيأتي الكلام ماذا يفعل الخطيب؟ وماذا يقول؟ ما هو السنة؟ وما هي الشريعة في هذه الأمور؟
لكي يتبين لك أن غالب الخطباء في العالم كله مخالفين لخطب النبي صلى الله عليه وسلم، ولخطب الصحابة، وخطبهم خلط وخبط، وأكثرهم بزعمهم ما يخطبون كتابيا ولا في كتاب ولا في رسالة ولا في شيء ولا في ورقة يسوون أنفسهم أنه بزعمهم يحفظون أذكياء، وخلط وخبط، هؤلاء اللي ما يخطبون في كتاب وبحث قائم على الكتاب وعلى السنة والآثار وأقوال العلماء فاعلم أن هؤلاء هم الجهلة، الخطباء الجهلة هؤلاء اللي يخطبون هكذا عشوائي يشذ يمنة ويسرة، ويدخل في مواضيع كثيرة، وإذا دخل في موضوع دخل في موضوع ثان نسي الموضوع الأول، هؤلاء هم الخطباء الجهلة، عند العامة يزعمون أن هذا الخطيب العارف الفقيه، وعند أهل الحديث هذا الخطيب الحمار، ولعله إن شاء الله نتكلم عن خطب النبي صلى الله عليه وسلم في الدرس القادم.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.