الرئيسية / شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم / الجزء (46) شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم: تفصيل الشروط التي لا تصح لخطبة الجمعة وبيان حكمها الصحيح
2024-09-30
الجزء (46) شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم: تفصيل الشروط التي لا تصح لخطبة الجمعة وبيان حكمها الصحيح
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وتكلمنا في الدرس الذي سلف عن شروط الخطبة خطبة يوم الجمعة، وذكر الفقهاء شروطا كثيرة لكن بينا أن الصحيح منها أربعة شروط للخطبة، والباقي سوف نتكلم عنه في هذا الدرس.
الشرط الأول: كون الخطبة في الوقت الشرعي، يعني بعد زوال الشمس، وهذا وقت صلاة الظهر، فهذا شرط لأن الوقت شرط لصحة الصلاة، وقد اتفق الفقهاء على هذا الشرط وبينا أن هذا الأمر فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك من قوله، وقد خطب أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم من الصحابة في هذا الوقت، وبينا هذا جملة وتفصيلا.
قلنا الشرط الثاني أن تكون الخطبة قبل الصلاة، فخطبة الجمعة قبل الصلاة، وهذا قول عامة الفقهاء كما بينا.
الشرط الثالث أن تكون بحضرة عدد ممن تنعقد بهم الجمعة، وقد اتفق الفقهاء على هذا الشرط لا بد، وبيأتي الكلام بهذا بالتفصيل، وقلنا على عرف الناس، وإقامة ولي الأمر لصلاة الجمعة، وبينا هذا بالتفصيل.
الشرط الرابع أن تكون الخطيب ذكرا تصح إمامته للناس، وهذا بيناه.
هذه الشروط الصحيحة، أما الأمور الأخرى فليست هي شروط أصلا، وكذلك أهل العلم مختلفين فيها، فمثل الآن عندنا مسألة قالوا عن الطهارة شرط للخطبة، وكذلك ستر العورة، وكذلك لا بد أن يخطب باللغة العربية، واشترط جمهور العلماء القيام في الخطبة، وكذلك بالنسبة أن تكون الخطبة داخل المسجد، ومنهم من اشترط الجلوس بين الخطبتين، ومنهم من اشترط الموالاة بين الخطبتين، ومنهم من اشترط أن تكون الخطبة جهرا وبصوت مرتفع، هذه الأحكام كلها ليست شرط، وحتى الذين قالوا بهذه الأحكام أنها شرط للخطبة مختلفين، لكن الشروط التي تصح واتفق عليها العلماء التي ذكرناها الأربعة بس ما في شيء ثان.
هذه سوف نتكلم عنها الآن بالتفصيل، الآن عندنا أن تكون الخطبة باللغة العربية ولو للأعجميين فهذا ليس بشرط لكنه واجب، تراها في كتب الفقهاء مكتوب من الشروط وهي ليست من الشروط لكنها واجبة باللغة العربية، فمن تركها أثم وصحت الخطبة، أما على قول جمهور أهل العلم وعدد من أهل العلم أنه إذا ما يخطب باللغة العربية عندهم أن الخطبة باطلة، لكن لا الخطبة باللغة العربية واجبة وليست بشرط، فمن تركها أثم وصحت الخطبة، وصحت كذلك الصلاة، وبينا أن الخطبة ليست شرط لصحة صلاة الجمعة، بل الخطبة بينا أنها واجبة، لو تركها الخطيب وصلى صلاة الجمعة مثلا نقول الصلاة صحيحة مع الإثم.
وبينا من قبل أنه لو توضأ المسلم من إناء من ذهب الوضوء صحيح مع الإثم لأن أصلا الإناء هذا ما له علاقة بالصلاة أصلا تصح أو ما تصح لأنه هو شيء منفصل، لكن لو ترك الوضوء فالصلاة باطلة، لو ترك الوضوء صلاة أي صلاة الصلاة باطلة لماذا؟ لأن الطهارة فيها تعلق مع الصلاة مرتبطة بالصلاة أصلا، كذلك لو صلى الشخص بثوب مغصوب سارقه صلاته صحيحة مع الإثم، أما بعض أهل العلم يقولون لو صلى بثوب مغصوب صلاته باطلة لكن ليس بصحيح هذا؛ لأن الغصب هذا ليس له علاقة أصلا بالصلاة.
وكذلك بعض أهل العلم يقولوا لو توضأ من إناء من ذهب أو فضة صلاته باطلة، فأنت لا بد تتعلم هذه الأمور الفقهية لماذا؟ لكي إذا قرأت مثل هذه الأحكام أو سمعت في القنوات والتلفاز وما أدري أين من هذه الطقات هؤلاء ما توسوس في عبادتك ولا صلاتك ولا شيء، تعرف أن هذا كلام غلط لأن المقلدة كثر الآن يتكلمون بلا علم الكتاب والسنة وآثار الصحابة، يذكر فلان وعلان ولا يذكر الصحابة ولا فقه الصحابة ولا منهج الصحابة، فالآن لا بد التركيز ونشر منهج الصحابة لكي ترتاح في صلاتك في صومك في دينك في أحكامك في دينك كله لماذا؟ لأن فقه الصحابة مبني على الكتاب والسنة.
والدين هذا دين يسر ﴿يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر﴾ [البقرة:185، فأنت ترتاح، أما إذا على هذه المذاهب وعلى قول فلان وهذا المفتي وهذا كذا توسوس يأتون لك بالشكوك في دينك ودين الله يسر، ولا فيه اختلافات ولا في شيء من هذه الأشياء، العلماء يختلفون تنظر في أقوالهم ثم ترجح وانتهى الأمر، ولا يحتار الواحد.
فإذا الآن فيه أشياء ما تبطل الحكم، لكن يأثم الشخص والحكم صحيح، ولذلك الآن في بعض الفتاوى نسمعها الذي مثلا لم يصلي مائة صلاة من أمر فيفتي واحد مذهبي فيقول له عد هذه الصلوات مائة صلاة، هذا مشقة على للناس، ويقول لك هذه مذهبنا ما عندنا في الدين مذهب ولا شيء أصلا، ما عندنا مذاهب، احتارت الناس وتحيرت، ديننا دين واحد الحكم واحد ﴿فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول﴾ [النساء:59] وانتهى الأمر خلاص، ولا قيل ولا قال ولا مذهب فلان ولا علان ولا شيء ولا فيه مذاهب أصلا.
لو فيه مذاهب تكون بعد النبي صلى الله عليه وسلم لذكرها الله في القرآن وذكرها الرسول في السنة أن في مذاهب بتأتي عليكم يوم، لم يذكر، فالله قمع هذه المذهب وهذه الجماعات والفتاوى كلها ﴿فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول﴾ وانتهى الأمر، تنازع الناس، البلدان تتنازع في الأحكام في كذا في كذا في كذا، وما عليك أنت ارتاح وخلاص، وأحيانا عندك بعد الشتاء بارد طقها بنوم وخلاص ما عليك من اختلافهم اختلفوا ولا اتفقوا، ما دام الله يقول هكذا خلاص إحنا مع رب العالمين، الرسول يقول هكذا إحنا معاه، ما عليك من جمهور ولا بلد ولا شيء، يقولك أنت والله في بلدنا شاذ، قل له أنت بلدك شاذين أنا على الصحيح، يقول واحد والله بعد لو نص واحد، أنا على الحق ليش؟ عندي الكتاب وعندي السنة، وشله بعد خالفت بلدك ولا خالفت، إلا إذا أفريقيا كلها صوفية ونصارى ومبتدعة وغيرها وشلي بهم ذيلين، كم مليون هؤلاء؟ هؤلاء كلهم شاذين، فلذلك ريح نفسك.
فأن تكون الخطوة باللغة العربية واجبة، ولا بأس إذا خطب الخطيب باللغة العربية وعنده أعاجم يكلمهم بلغتهم يترجم لهم الخطبة باللغة العربية بأي لغة بالإنجليزي، بالبنغالي، بالباكستاني، بالآردو، بأي شي، فلذلك فلا بأس بعد ذلك أن يتكلم بأي لغة يعني بلغة قومه، لكن أولا يبتدئ باللغة العربية، وهذا الأمر كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب باللغة العربية، وكان أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم كانوا يخطبون باللغة العربية، ولم يثبت أنهم كانوا يترجمون مثلا حق الصحابة من الروم الصحابة من فارس وغيره، فهذا الأمر للاتباع اتباع النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب باللغة العربية، وكذا من بعده أبو بكر وعمر وعلي وعثمان وغيرهم من الصحابة.
وهذا قول الإمام أبي حنيفة وغيره من أهل العلم على وجوب الخطبة باللغة العربية وليست بشرط كما قال الجمهور، وهذا هو الصحيح في هذا الأمر، لكن لو أراد أن يخطب باللغة الآردو أو باللغة الفلبينية أو أي شيء بعدما يخطب باللغة العربية، ولذلك الآن مثلا في باكستان أو الهند ما يخطبون باللغة العربية يخطبون بلغتهم مباشرة، وهؤلاء الخطباء يأثمون على هذا الأمر لأن تركوا واجبا، ولا بد هم أصلا لا بد أن يتعلموا اللغة العربية لكي يعرفوا الأحكام، ويعرفون تفسير القرآن، وتفسير السنة، لكن الآن أكثر هؤلاء الأعاجم يحفظون القرآن لكنهم لا يعرفون شيء في الفقه، فلذلك لا يعرفون كيف يصلون، كيف يصومون، كيف يحجون، وإلى آخره.
فلذلك لا بد من الفقه في الدين والصحابة رضي الله عنهم من الروم ومن فارس وغيره تعلموا اللغة العربية، وتعلموا أحكام الدين، وصاروا علماء كسلمان الفارسي وغيره من الصحابة، وحتى عدد من فقهاء الشافعية ذهبوا إلى يستحب الخطبة باللغة العربية، هذا بعد ما قالوا بالوجوب، فيه عدد من فقهاء الشافعية قالوا بالاستحباب لكن الصحيح أنها واجبة، لكن أذكر لكم هذه الأشياء للفائدة.
والحنابلة والإمام أبو يوسف والإمام محمد بن الحسن إذا كان هناك عذر فتصح عندهم بغير اللغة العربية لحصول المقصود وهو الوعظ والتذكير، هذا إذا عجز الناس عندهم أن يخطبوا باللغة العربية، فهذا في العذر لو كان ما يجدون أحد يعرف يخطب بهم باللغة العربية وما يعرف إلا بالآردو ما عندهم نهائيا، فلا بأس بعد ذلك أن يخطب بالآردو، لكن لا بد كل بلد من البلدان الإسلامية أن يوفروا لهم خطباء يعرفون اللغة العربية، وفقهاء في الكتاب والسن والآثار، أما هؤلاء الخطباء الآن الصوفية ما منهم فائدة.
وبيأتي أن الخطيب المبتدع خطبته باطلة ولا تصح أصلا، مثل الصلاة لو صلى الصوفي ما تصح صلاته لأنه مبتدع مشرك عندهم عبادة القبور، عندهم عبادة كذا خاصة هذه الأيام في ربيع الأول عندهم الموالد طول الشهر عندهم موالد، يعني مثلا نقول الرسول صلى الله عليه وسلم يعني الرسول صلى الله عليه وسلم ولد مثلا ثلاثين يوما ثلاثين مرة! من أول ربيع الأول إلى آخر ربيع الأول كله موالد خاصة في مصر عندهم، وخيام تضرب وأكل وما أدري ماذا، فلذلك كل هذه من أهل البدع والشرك، ما في واحد له أجر، حتى واحد في أفريقيا هذا صوفي من الأغنية يضحي بألف بقرة حق هذا المولد البدعي، شوف انظر هذا المبتدع، هناك ناس تموت من الجوع، وهو ماذا انظر يضحي لبدعه.
فلذلك يعني لا بد من الدين من الفقه فيه، وإلا فماذا بعد الحق إلا الضلال، ما في لازم، واحد إذا ما يكون على الحق ويعرف الفقه الصحيح في الأصول والفروع، فلا بد أن يكون مبتدعا يوما من الأيام، ولا بد فماذا بعد الحق إلا الضلال، الله إذا قال شي لازم يكون، ولذلك الله سبحانه وتعالى بين للنبي صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه الوحي يبين له ألا يتخذ قبره عيدا، ولا يذكر بالشرك والبدع وما شابه ذلك، النبي صلى الله عليه وسلم بين هذا الشي، الآن بين للصحابة الصحابة يشركون؟ لا، الله يعلم أنه يأتي أقوام يشركون به ويدعون الإسلام، فلذلك النبي صلى الله عليه وسلم بين قبل موته هذا الأمر، وانظر إلى عباد القبور وهؤلاء هم المشركون.
والعامة الآن الذين عندنا الآن يظنون أن المشركين من اليهود، النصارى، المجوس وغيرهم، لا لا هذا شيء معروف، لكن المشركون الآن في الداخل من الصوفية وغيرهم عباد القبور، هؤلاء يأمون الناس، وهؤلاء يفتون الناس، وهؤلاء يخطبون بالناس، وكثر في العالم الإسلامي، فلا بد المسلم يتعرف على هؤلاء وينبذهم ويهجرهم ويجتنب فتاويهم وأمورهم، ولعل بعد هذا مثلا الشخص المسلم يروح بلدانهم ويظن أن هذا الأمر صحيح ويقع، ويعني أخبرني عدد من الإخوة قديما يعني قل من ثلاثين سنة وخمسة ثلاثين سنة كانوا يذهبون باكستان وغيرها كانوا يطوفون على القبور ولا يدرون، يأخذونهم الباكستانيين الصوفية، حتى في مصر بعد، ويأخذونهم ويطوفونهم على القبور ولا يدرون.
هذا الآن الخليجي هذا لو مات ما يعذر خلاص هذا مشرك ويموت كافر، ما يعذر أنه والله أنا ما أدري أنا كذا، نقول له تعلم قبل ما تصيبك الأمور هذه والشبهات وتروح مثلا حق الدراسة أرسلتك الحكومة إلى المغرب مثلا، ويطخونك هناك الصوفية مسيطرين على المناصب هناك وكذا، ويأخذونك حق القبور هم هناك، فلا بد تسلح ناس تسافر الناس تروح، فتعرف كيف تقوم بدينك في بلدك، فالأمور هذه يعني خطره جدا على الناس إذا ما يتعلموا العلم، فلا بد من العلم.
وكثير من الناس كما ترون الملايين في العالم الإسلامي معرضين عن العلم، بس صلاة وكذا وبس ويمشي، وواقعين في بلاوى، وهذا من أخطر الأمور على الناس أن يعرضوا عن العلم ويقعون في البدع، فهذه الأمور لا بد يتعلمها الشخص.
فإذا عندنا أن تكون الخطبة باللغة العربية وهذه واجب، وبينا التفصيل، وبين أهل العلم منهم الكاساني في «بدائع الصنائع»، وكذلك الزيلعي في «تبيين الحقائق»، والقليوبي في «حاشيته»، وعميرة في «حاشيته»، والنووي في «المجموع»، وغيرهم من العلماء الذين تكلموا في هذه المسألة.
المسألة الثانية: القيام في الخطبة سنة وليس بشرط، وهو الصحيح من أقوال العلماء، وليس القيام في الخطبة بشرط ولا واجب، فجمهور العلماء قالوا أن القيام في الخطبة سنة، منهم الشافعية والمالكية وغيرهم، وكذلك قول الحنفية والحنابلة فإنهم قالوا أن القيام في الخطبة سنة وليس بشرط، فإذا الآن يقوم الخطيب كما ترون، وهذا يعني جميع البلدان إلا بعض البلدان يجلسون، والسنة القيام، لكن لو جلس وخطب فما عليه شيء هذا، لكنه خالف السنة في هذا الأمر.
وكما قال القرافي المالكي في «الذخيرة» أن القيام في الخطبة سنة، وهذا للاتباع والتأسي بفعله صلى الله عليه وسلم، ولذلك الله سبحانه وتعالى قال: ﴿وتركوك قائما﴾ [الجمعة:11] في سورة الجمعة، فكان النبي صلى الله عليه وسلم قائم يخطب بهم، جاءت العير مع التجارة بعض الصحابة تركوا النبي صلى الله عليه وسلم وكان يخطب وكان قائما، وبينت لكم في الكتاب حديث ابن عمر، حديث جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب وهو قائم، ومرت الأحاديث في هذا الأمر.
والدردير من المالكية في «الشرح الصغير» يقول: (والقول الأظهر أن القيام واجب وليس بشرط)، كلامه هذا فيه نظر، ما في أي دليل عندنا أن الخطيب يخطب وهو قائم واجب، وبعض أهل العلم يقولون أنه شرط، لكن الصحيح أنه سنة، لكن يقول الدردير: (فإن جلس أتم وصحت الخطبة).
وكذلك بين الخرشي هذا الأمر في حاشيته على «مختصر خليل»، والنووي في «المجموع»، وكذلك الماوردي في «الحاوي الكبير».
فإذا عندنا الآن القيام في الخطبة سنة وليس بشرط، يعني شيء مستحب عشان بعدين نتكلم عن السنن سنن الخطبة منها هذا الأمر.
المسألة الثالثة: كون الخطبة في داخل المسجد يستحب، لو خطب الناس في أي مكان هو المطلوب، لكن في المسجد يستحب أن يخطب الناس كما الآن عادة الناس في جميع العالم الإسلامي، وعندنا وفي الخليج يخطبون الناس في الجوامع المعروفة، وليس بشرط، وذهب المالكية بأنه شرط لكنه لم يوافقهم الفقهاء على ذلك، بل هو مستحب.
المسألة الرابعة: الجلوس بين الخطبتين سنة وليس بشرط، وهذا قول جمهور العلماء الجلوس بين الخطبتين، الآن الخطيب يخطب الخطبة الأولى فإذا انتهى جلس ثم يقوم، وهذه عادات الناس، وهذا قول الجمهور لأنه مجرد من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، فالمسألة الاتباع وهو الصحيح، وخالف في ذلك الشافعية وقالوا باشتراط الجلوس بين الخطبتين، يعني إذا ما جلس لو خطب الآن وانتهى وضل واقف وشرع في الخطبة الثانية عندهم الخطبة باطلة، لكنه ليس بصحيح، بل الجلوس بين الخطبتين سنة لو ما جلس لا يوجد أي شيء لأنه سنة.
ومرة خطبت في لندن ما جلست لأنه لا يوجد كرسي، فلذلك عادي، قالوا بعد الصلاة قالوا لي ما جلست، قلت: لا يحتاج أجلس، ثم بعد لا يوجد كرسي أين أجلس، المهم أنه كان يوجد شيء لا يصلح للجلوس، جامع في لندن هذا، المهم أنه الجلوس بين الخطبتين سنة لو ما جلس الخطيب لا يوجد أي شيء، الشافعية يشترطون هذا وهذا فيه نظر، وهذا الذي بينه ابن عبد الله في «الكافي»، والبهوتي في «كشاف القناع»، وغيرهم يعني من العلماء الذين تكلموا عن هذه المسألة.
هذه الأشياء شيلها الآن من الشروط اللي اشترطها جمهور العلماء، بس الأربعة والباقي لا لأنه تقرأ في كتب الفقه أن الشروط كثيرة، كل هذه شروط وهي كلها سنن، وهذا الذي بينه كذلك شيخنا الشيخ محمد بن عثيمين في «التعليق على صحيح مسلم» أن الجلوس بين الخطبتين سنة.
المسألة الخامسة: لا تشترط الطهارة للخطبة، فلو خطب بدون طهارة صحت الخطبة، والطهارة مندوبة هنا للخطبة، أما للصلاة فهي شرط، وهذا للاتباع، وهو قول جمهور العلماء أن الطهارة ليست شرط للخطبة، مثل الآن يعني عدد من الفقهاء بينوا أن الطهارة للطواف ليست بشرط، لو طاف بدون طهارة تصح لأنه ما تشترط الطهارة للطواف لا في الحج ولا في العمرة، بعض أهل العلم يقول لك شرط لكنه ليس بصحيح، لكن الأمور نحن نتكلم عن فقه الآن، لكن الناس الآن الخطباء أصلا بيأتوا يصلوا فلا بد يتطهرون أصلا يتوضؤون شيء أمور طبيعية، فهذه مسألة هي داخلة في مسألة الصلاة في الجمعة، وأن الناس في العادة وفي العرف في البلدان يأتون متطهرين، والخطيب أصلا يكون طاهرا، لكننا نقول على مسألة فقهية تكلم فيها العلماء أن الطهارة للخطبة ليست شرط، وهي مندوبة.
ولذلك يقول الحافظ ابن عبد البر في «الكافي»: (ولو خطب على غير طهارة الخطبة كلها أو بعضها أساء ولا إعادة عليه إذا صلى طاهرا)، يعني ما عليه شيء لو خطب بدون طهارة ما عليه شيء، الخطبة صحيحة لكن إذا أراد يصلي لازم يروح يتوضأ، فإذا الاشتراط للطهارة في الخطبة مذهب الشافعية وليس بصحيح.
وانظر: «المجموع» للنووي (ج4 ص514)، و«الإنصاف» للمرداوي (ج2 ص389).
المسألة السادسة: ولا يشترك ستر العورة في الخطبة، وهو قول جمهور العلماء، لو خطب مثلا وفخذه ظاهر مثلا خطبته صحيحة، لكن لو صلى باطلة يكون، فخذه ظاهر أو مثلا ما ستر فوق الركبة وما شابه ذلك، لكن الخطبة لو، يعني أهل العلم يتكلمون في فقه الآن، لكن الآن هذه الأمور ما تصير أصلا لأن الخطيب أصلا يأتي متستر وكل شيء ومتطهر، وهذا الآن عموم الخطباء أصلا في كل العالم هكذا؛ لأنه يأتون بتطبيق أحكام صلاة الجمعة كلها من طهارة وستر العورة وثياب وغيرها وبشوت بعد.
فإذا عندنا الآن شرط الطهارة للخطبة بينا، وكذلك ستر العورة لا يشترط، لكن لا بد من هذه الأشياء هذه، لا بد والناس يفعلون هكذا الآن خلافا للشافعية اشترطوا ستر العورة في الخطبة، قولهم هذا فيه نظر، قول الجمهور هو الصحيح.
المسألة السابعة: الموالاة بين الخطبتين ما يفصل فصل كثير وأيضا فصل كبير يوالي بين الخطبتين، فالآن يخطب الأولى ويجلس مباشرة يخطب الثانية، عند الجمهور سنة الموالاة سنة بين الخطبتين، وهذا الصحيح، وشرط الموالاة بين الخطبتين الحنابلة والشافعية قولهم ليس بصحيح، والصحيح سنة لأن الأصل فيها الاتباع، وهو لا يفيد إلا الندب في هذه المسألة، فالموالاة ليست شرط بل هي سنة.
المسألة الثامنة: ولا تشترط النية للخطبة، فهي داخلة في نية صلاة الجمعة أصلا، الخطيب أتى بنية صلاة الجمعة نية الخطبة وغير ذلك، والنية شرط في جميع الأعمال والعبادات.
المسألة التاسعة: أن تكون الخطبة جهرا بصوت مرتفع، وهذه سنة، ولكن ما ينبغي للخطيب أن يخطب سرا تكون الخطبة ما لها فائدة، جايبين لهم خطيب غتم تره بيجيكم مدام هذلين المبتدعة في المساجد بيخطبون بكم بأي ذي عتم والله ذي بيمشون الجمعة بس جذي فوضه كله جهلة يأتون ويخطبون وصغار السن، ممكن ما تشوف إلا الخطيب ما له صوت نهائيا، بالإشارة يخطب بكم، وعادي الناس يقبلون به لأنه يعرفون الناس العوام ما يقولون شيء، يقولون ترى هذا خطيبكم غتم بس يلا مشوا الأمور، وغيره فوضى أصلا الجمع الآن، والمنابر فوضى كما ترون.
واتفق الفقهاء على العمل بالسنة في الخطبة وتوابعها اقتداء وتأسيا بالرسول صلى الله عليه وسلم، الآن وإن كان قال بها يعني العلماء هذا سنة هذا واجب هذا شرط وكذا، لكن على سبيل العموم الأحكام لا بد من تطبيقها، ما ينبغي تركها أصلا لا بد من تطبيق هذه السنن في الخطبة، وهذا هؤلاء الخطباء الآن أكثرهم ما يعرفون شي في الأشياء هذه، فلذلك لا بد الناس أن يضعوا لهم خطباء فقهاء علماء، إذا ما في طلبة علم فقهاء، أما هؤلاء خطباء الأحزاب الآن والمساجد الأحزاب هذه لا ما تصلح هذه، ولا يصلحون في شيء أصلا، ولا تأخذ منهم حكم ولا شيء صل صلاتك وامش وبس، أحكامهم كلها غلط وجهل ولا يعرفوا شي أصلا، كلها أحاديث ضعيفة وموضوعة ومنكرة، وكله تقليد.
فلذلك على الناس الآن يصلون صلاة الجمعة، أما يأخذون حكم من هؤلاء الخطباء ولا كلمة؛ لأن أصلا كلها من أحاديث ضعيفة وكلها من تقليد، وغالب أحكامهم كلها غلط في غلط ليست من ديننا في شي أصلا، ولذلك نتكلم عن أشياء أول ما يعارض هؤلاء الخطباء لماذا؟ لأنهم ما يعرفون شيء أصلا، حتى منهم يقول الخطبة وأنا في السيارة أعدها، يعني ما عنده وقت طول الأسبوع يبحث، بس يمشي هناك، وعندهم كتب الخطب يصور.
مرة دخلت أنا الجامع كنت بعد فيه عذر لأني كنت في السلمانية، أتيت بسرعة وكذا وجئت بعد متأخر توه يخطب وكان بعد فيه سعة، المهم روحت في الأمام، والجامع فيه مصلى، وبعدين فيه مصلى وفيه جدران، المهم وصلت أنا المصلى اللي فيه الخطيب هذا، وجهه ما ينبان حط المجلة جذي ويقرأ المجلة (29:25) أسود أو أبيض أو بني آدم، ويفلل بعد ولا يبان وجهه ولا شيء، شوف هؤلاء خطباء، هذا كله بسبب سيطرة الأحزاب على المساجد ينتج هلون، فلذلك على البلدان الإسلامية أن يوفروا خطباء على مستوى العلم، ومستوى هذا المنبر، ومستوى الدين هذا الدين، ومستوى القرآن هذا قرآن عظيم لا بد يقرأه ويخطب بالناس، عارف بالقرآن، عارف بالسنة السنة العظيمة ليس بهذه الطقات الموجودة.
فلذلك اعرف، تمشي بس تمشي يوم الجمعة يقول مشوا، فهذه الأمور خطيرة جدا، فلذلك على البلدان الإسلامية يوفرون لهم خطباء على الكتاب وعلى السنة، وطلبة علم فقهاء عشان يعلموا الناس العلم والدين، وإلا ينتج جهل كما ترون.
فهذه الآن شيء من الشروط، وشيء من الواجبات، وشيء من السنن في الخطبة، لكن ما ينبغي للخطيب لا بد يتعلم الخطيب ويطبق هذه السنن، إذا تعلم عرف وإلا ما بيعرف شيء، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم توعد لهؤلاء الخطباء، لا تقول بعد الناس ما تصلي أو كذا كذا لا، توعد هؤلاء الخطباء الجهلة، وما أكثرهم في هذا الزمان الآن في البلدان الإسلامية الجهلة يخطبون بالناس، أنه تقرض شفاههم يوم القيامة ليش؟ لأنه لم يأذن الله لهم ويتكلمون في الدين بالجهل، وركبوا المنبر بجهل، فكان عقابهم هكذا في نار جهنم.
وبينت لكم وكتابي موجود: «بئس الخطيب أنت»، بهذا العنوان ومطبوع وموجود، المهم مطبوع بالكمبيوتر وموجودة، توعدهم النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن هؤلاء الخطباء بيخطبون الجهلة، فلذلك توعدهم، وهؤلاء الخطباء الجهلة الموجودين في العالم الإسلامي من علامات الساعة، أكثرهم من علامات الساعة، يقول لك هذا دكتور، ما عليك منه جاهل، الشيخ ابن باز يقول هؤلاء الدكاترة صفر في العقيدة وفي الفقه وفي الدين، والآن كلها شهادات مزورة، وبينت في كتابي مطبوع وموجود، وتكلمت هذا أنا من عشرين سنة أن هؤلاء الدكاترة جهلة ولا يعرفون شيء كلها شهادات بس، هذه شهاداتهم يبلونها في ماء ويشربونها على قولة العوام، ما فيه منها فائدة ولا تعطي الشخص أي علم، أي واحد مكتوب عليه دكتور فاعلم أنه جاهل، هذه علامات الجهل، ولا منهم فائدة، يقول لك هذا في منصب كذا، وهذا يدرس في الجامعة، ولا عليك منهم ما أجهلهم هؤلاء، فعليك بعلم الكتاب والسنة، هذا هو الأصل.
ومن أراد كذلك الزيادة في هذا ينظر: «شرح فتح القدير» لابن الهمام (ج2 ص59)، و«كشاف القناع» للبهوتي (ج2 ص34)، و«المجموع» للنووي (ج4 ص515)، و«المحلى» لابن حزم (ج5 ص58)، و«الإنصاف» للمرداوي (ج2 ص389).
هذه الأمور التي يسمونها شروط، اختصرنا منها الواجبات والسنن، الدرس القادم نتكلم عن التي يسمونها أركان الخطبة، وهي في الحقيقة ما في أركان إلا بعض الأشياء التي سنتكلم عنها الدرس القادم.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.