الرئيسية / شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم / الجزء (41) كتاب الجمعة من صحيح مسلم: باب صلاة الجمعة حين تزول الشمس
2024-09-15
الجزء (41) كتاب الجمعة من صحيح مسلم: باب صلاة الجمعة حين تزول الشمس
المتن:
باب صلاة الجمعة حين تزول الشمس.
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم قال أبو بكر حدثنا يحيى بن آدم حدثنا حسن بن عياش عن جعفر بن محمد، عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال: «كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نرجع فنريح نواضحنا قال حسن، فقلت لجعفر: في أي ساعة تلك؟ قال: زوال الشمس».
وحدثني القاسم ابن زكريا، حدثنا خالد بن مخلد ح، وحدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي حدثنا يحيى بن حسان قالا جميعا حدثنا سليمان بن بلال عن جعفر عن أبيه أنه سأل جابر بن عبد الله متى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الجمعة؟ قال: «كان يصلي ثم نذهب إلى جمالنا فنريحها»، زاد عبد الله في حديثه: «حين تزول الشمس»يعني النواضح.
وحدثنا عبد الله بن مسلمة ابن قعنب ويحيى بن يحيى وعلي بن حجر قال يحيى أخبرنا وقال الآخران حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل قال: «ما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة»، زاد ابن حجر: «في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم».
وحدثنا يحيى بن يحيى وإسحاق بن إبراهيم قالا أخبرنا وكيع عن يعلى بن الحارث المحاربي عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال: «كنا نجمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا زالت الشمس ثم نرجع نتتبع الفيء».
وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا هشام بن عبد الملك حدثنا يعلى بن الحارث عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال: «كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة فنرجع وما نجد للحيطان فيئا نستظل به».
الشرح:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وتكلمنا في الدرس الذي سلف عن فضل من استمع وأنصت في الخطبة، وبينا ذلك وعندكم الأحاديث وشرحناها جملة وتفصيلا، وهذا الباب باب جديد باب صلاة الجمعة حين تزول الشمس، وذكر المؤلف رحمه الله تعالى الأحاديث في ذلك، ومراده وقت صلاة الجمعة متى كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة الجمعة؟ ففي هذه الأحاديث كما ترون هي وقت صلاة الظهر؛ لأن وقت صلاة الظهر عند زوال الشمس، إذا زالت الشمس جهة المغرب في الظهر دخل وقت صلاة الظهر، وهذا الوقت هو وقت صلاة الجمعة، إذا زالت الشمس جهة المغرب في الظهر دخل وقت صلاة الجمعة.
والناس في البلدان الإسلامية كما ترون يصلون صلاة الجمعة في وقت صلاة الظهر عند الزوال، وهذا الذي ثبت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة الجمعة إذا زالت الشمس.
والدرس القادم إن شاء الله سوف يأتي الكلام على هذا الحكم جملة وتفصيلا، وفيه فوائد.
لكن هنا عندنا بعض كلمات غريب الحديث، فذكر جابر رضي الله عنه الناضح، والناضح: هو البعير الذي يستسقى به، يعني الذي يحمل الماء، فيذهبون بهذا البعير أو بهذه البعران ليسقون بها الماء، يأخذون الماء من الآبار إلى البيوت وإلى المزارع وهكذا، فالناضح هو البعير، وبين كذلك جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الجمعة، فبين جابر رضي الله عنه ثم نذهب إلى جمالنا فنريحها حين تزول الشمس، يعني النواضح يعني يريحون الجمال والبعران في هذا الوقت، إذا صلوا ذهبوا بهذه الجمال لكي ترتاح، ثم بعد ذلك هم يذهبون إلى صلاة الجمعة، فقوله نريح أي نريحها من العمل وتعب السقى، فكان الصحابة رضي الله عنهم إذا أرادوا أن يذهبوا إلى صلاة الجمعة يذهبون بالجمال يريحونها فترتاح.
وكذلك يقول هنا: «وما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة»، والظاهر إلى يومنا هذا الناس هكذا، يعني يتغدون بعد صلاة الجمعة، وينامون بعد صلاة الجمعة، وكذلك يقيلون يعني ينامون القيلولة بعد صلاة الظهر بعد الغداء، وإلى الآن سائد، لكن في هذا الزمان الآن بعد اختلف الأمر لكثرة الأشغال والأوقات تغيرت الأعمال وما شابه ذلك، فالناس ينامون بعد صلاة العصر يقيلون ويتغدون، وممكن يتغدون بعد صلاة المغرب الوقت صار فوضى؛ لأن الناس صارت أوقاتهم فوضى بسببهم، وإلا كان في القديم هكذا كنا، نأتي من العمل إلى بيوت على الساعة الواحدة، ثم نتغدى ثم نقيل، فنرتاح ونقوم لصلاة العصر مرتاحين، لكن الآن الله المستعان كله من أجل الدنيا يقول لك تطور، فوقع الناس في الفوضى لا غداء الآن يعرف متى يؤكل، ولا قيلولة متى يقيل الناس، وكما ترون دون الحاجة إلى ذكر هذه الأشياء.
المهم كان عهد النبي صلى الله عليه وسلم السنة هكذا بعد صلاة الظهر وبعد صلاة الجمعة يتغدون ويقيلون، والناس في القديم هكذا على السنة، لكنه الآن في هذا الزمن الله المستعان خالفوا السنة في أشياء كثيرة، كلها بزعمهم تطور وإلى آخره، فالسنة في القيلولة بعد صلاة الظهر أو بعد صلاة الجمعة والغداء هكذا، لكن إذا تغير الوقت والناس لا يلحقون أن يقيلون بالظهر، ويريدون أن يتقوون على أشياء في الدين ليس للعب واللهو والجري بالليل وما شابه ذلك لا، لأجل الدين وطلب العلم وما شابه ذلك ممكن يقيلون بعد صلاة العصر وهكذا.
وحتى أن الغداء الناس تتغدى في العمل، وتأتي بعد ذلك إلى البيت يعني جاهزين حق النوم، فلذلك بسبب الابتعاد عن السنة والدين فتغيرت أحوال الناس ودنياهم وأوقاتهم، فلا بد على الناس أن يرجعوا إلى السنة لكي ترجع هذه الأمور ويرتاحون.
ويبين كذلك سلمة بن الأكوع رضي الله عنه: «كنا نجمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم» نجمع يعني نصلي صلاة الجمعة، ونجمع مع النبي صلى الله عليه وسلم ونصلي صلاة الجمعة إذا زالت الشمس، فهذا هو الوقت الصحيح لصلاة الظهر وصلاة الجمعة، وأكبر دليل أنهم كانوا يتتبعون الفيء يعني الظل لقصره، فيبين سلمة رضي الله عنه «وما نجد للحيطان فيئا نستظل به»؛ لأن هذا وقت صلاة الجمعة، إذا زالت الشمس شيئا فدخل وقت صلاة الجمعة ودخل وقت صلاة الظهر، لكن الآن في الصيف بينت لكم كثيرا بالصور ما فيه الآن بعد وبالمشاهدة، فهذا يعني البرنامج هذا في الهاتف والتواصل المرئي نستخدمه لأجل الدعوى وتبيين الناس الأحكام الصحيحة نصور لهم وننزل لهم لكي لا يقول أحد لا، وإي، لا بالصور، وبينا لهم أن في الصيف التقويم الفلكي هذا غلط، وهو متقدم على التقويم الشرعي بالصور، نصور الأعمدة ستوب نصوره عشان الناس يقفون في حدود الشرع، فيتبين أن الظل جهة الغرب.
ومع هذا المبتدعة ينكرون علينا بالصور، وأن الظل صورناه وأنه جهة الغرب في وقت الظهر والأذان يؤذن الظهر أو الجمعة، فإذا كان الآن الظل جهة المغرب يعني الشمس لم تزل، وعلى هذا يعني وقت صلاة الظهر ما دخل، فكيف يؤذن المؤذنون على التقويم الفلكي؟ يعني غلط ولا يجوز، وتراهم يقولون إذا شرحوا كتب الفقه الحزبية والمقلدة والمتعالمة يقولون وقت صلاة الظهر إذا زالت الشمس، طيب مصورين لكم الآن الظل جهة المغرب يعني ما زال، مع هذا تقولون التقويم الفلكي هذا صحيح، يعني الفلكيون أفضل منكم يعني إذا زعمتم أنكم شرعيين وهؤلاء الفلكيون جهال ما يعرفون شيء أصلا في شريعتنا، عندهم أرقام وأشياء أكاديمية وفلكية وإلى آخره، واجتهادات تخطئ وتصيب.
ثم بعد ذلك إذا زالت الشمس أصور لهم العمود الآن هذا الظل أكو جهة المشرق، يعني زالت الشمس الآن، بعدما يؤذن بنصف ساعة، فيتبين أنه صلاة الظهر في الصيف غلط وما دخل، والناس يصلون، العوام أي شيء تأتي لهم يفعلونه غلط صح، وهذا يدل على أن هؤلاء المصلون العوام ما يعرفون أوقات الصلوات، فهذا أكبر دليل أنهم ما يعرفون يصلون صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا بالصور وشيء واضح، ففي الشتاء يكون متأخر الوقت صلاة الظهر وصلاة الجمعة، وكذلك نصور هذه الأمور وننزلها بالصور، وكذلك صورنا شروق الشمس غلط في التقويم الفلكي، ووقت دخول الفجر غلط، ويعلمون كلهم المتعالمة والمقلدة والمتفيهقة كلهم يعلمون أن فعلا صلاة الفجر غلط ومصرون ومعاندون إلى الآن لم يغيروا ولم يبدلوا، وهذا بالصور ما يبغي له كلام.
فلذلك اعرف هؤلاء المتعالمة، وأن يعني حتى الفلكيين الجهلة كذبوا عليهم غشوهم، ومع هذا المتعالمة اتبعوا هؤلاء الفلكيين، وإلا كما بين شيخنا الشيخ محمد بن عثيمين، الشيخ الألباني علامات أوقات الصلوات بالمشاهدة، ما يبغي لها قيل وقال واختلافيات وكذا وكذا لا، بالمشاهدة أصلا تعرف أن الفجر ظهر والفجر لم يظهر بالمشاهدة، وكذلك زوال الشمس ما يبغي له كلام وقيل وقال أصلا تنظر إلى الشمس تعرف أنها زالت أو ما زالت.
كذلك دخول وقت صلاة العصر ما يبغي لكلام ولا قيل ولا قال أصلا تعرف بالمشاهدة أن ظلك الآن مثلك وطولك، وهذا العمود ظله مثله، ما يبغي لكلام ولا قيل، بالمشاهدة، فيأتون لنا بالخلافيات، ما تنفع هذه الخلافيات أصلا هؤلاء العلماء يقولون كذا والعلماء يقولون كذا، أصلا بالمشاهدة، وقت دخول صلاة المغرب بغروب الشمس بالمشاهدة لا يبغي لها قيل ولا قال أصلا، الشمس تراها الآن نزلت غابت خلاص دخل وقت صلاة المغرب لا يبغي لها قيل ولا قال، الآن وقت دخول العشاء بذهاب الشفق الأحمر اختفى صارت ظلمة جهة المغرب دخل وقت صلاة العشاء.
وأحد الجهل المتعالمة يقول ما يصير وقت قليل بين المغرب والعشاء، إي وقت قليل لأن دخول وقت صلاة العشاء بذهاب الشفق الأحمر، نقول له إذا حتى لو بعد نصف ساعة إذا خلص الناس من صلاة المغرب بعد نصف ساعة غاب الشفق، العشاء خلاص دخل وقت صلاة العشاء، كيف على عاداتكم تقاليدكم ما يصير، يقول لنا ما نشتري خبز ونخي يصلون العشاء في هذا الوقت القليل اليسير ويروحون يشتروا الخبز بيشرد عنهم خبزهم هذا، فلذلك يعرف هذه الأمور أن هذه كلها طقات عندنا الآن ليسوا بفقهاء ولا شيء، متعالمة جهلة شهادات.
ولذلك القول الصحيح أن من بين غروب الشمس إلى غيبوبة الشفق الأحمر لصلاة العشاء ساعة إلا ربع، تتبعت من سنوات طويلة فوجدت أن غالب الأوقات يكون الآن هذا من غروب الشمس إلى غيبوبة الشفق الأحمر ساعة إلا ربع، إذا فاتت ساعة إلى ربع على النساء وأصحاب الأعذار وفي الأشغال والذين في الطرقات وما شابه ذلك يصلون في هذا الوقت لأن وقت صلاة العشاء دخل، والباقي غير الأعذار يصلون في المساجد وإن تأخروا شيئا فالأجر لهم.
وأكثر الناس الآن ما يصلون في المساجد لأن في الأشغال، ونساء كثر في البيوت يصلون، وأصحاب الأعذار، وفي المستشفيات وما شابه ذلك، هؤلاء ما يحضرون أصلا المساجد، عذرهم عندهم، فيصلون من غروب الشمس إلى ساعة إلا ربع، فاعلم أن الشفق الأحمر راح وجاء السواد سواد الليل، صل ولا حاجة أن تنظر إلى المغرب هل ذهب الشفق الأحمر أو لا؛ لأنه أكيد، وهذا الأمر يفعله كل المسلمون في العالم كله، من غروب الشمس إلى غيبوبة الشفق الأحمر يحسبون ساعة إلا ربع ويصلون صلاة العشاء، في الخليج وفي غير الخليج، خاصة النساء في البيوت المرأة تصلي بعد ساعة إلا ربع من الغروب، الذين في الأعمال أهل الأعذار ينظرون بعد الغروب ساعة إلا ربع ويصلون، هذا أيسر لهم.
والسنة فيها طمأنينة وتيسير على الناس أخر ﴿يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر﴾ [البقرة:185]، والله ميسر للناس، وهؤلاء عسروا المتعالمة والمقلدة والحزبية عسروا على الناس وعلى العوام في المساجد، والأوقات سهلة ويسرى في الدين، والناس عموم الناس يصلون هكذا من النساء وغيرهم بيرتاحون، ممكن يذهبون إلى حوائجهم، يتعشون وممكن ينامون من وقت، وإلى آخره لصلاة الفجر ولمدارسهم وأشغالهم ويرتاحون.
وإلا هذا التقييم الفلكي معسر على الناس في أوروبا صلاة المغرب عندهم تسعة إلا ربع، هذا المغرب، كانوا يصلون صلاة العشاء الساعة 12 بالليل، كله بالتقويم الفلكي، هذا تعسير على الناس، قلت لهم: لا يوجد كله جمع، عندما كنت معهم أذهب لهم أصلي بهم المغرب والعشاء على هذا الوقت تسعة إلا ربع وخلاص، متى ننتظر الساعة 12 متى ننام؟ متى يذهب الناس إلى أشغالهم إلى مدارسهم؟ فهذا بسبب أن هؤلاء عسروا على الناس فضاقت صدور الناس، وهم يقولون تعبانين نحن بهذه الأوقات، تعبنا، ألا ترى أئمة الحزبية ما يحضرون الصلوات إلا بعض الصلوات لأنه يعرفون مشقة عليهم تعب ما يستطيع، إذا كيف تقولون للناس صلوا في هذه الأوقات ما دام أنتم ترون أنها شيء متعب!.
وحتى أهل العلم تبينوا عن صلاة الظهر والجمعة أنه في الصيف الوقت صلاة الجمعة وصلاة الظهر متقدم على وقت صلاة الظهر الشرعي، ومعروف بينت كثيرا هذا بإجماع السلف والخلف والفقهاء والعلماء، الصلاة قبل وقتها صلاة باطلة، وهؤلاء أمرهم إلى الله في قبورهم ويوم القيامة، أهل العلم بينوا، وأهل السنة والجماعة بينوا، وأقاموا الحجة على هؤلاء وعلى غيرهم.
أما نحن دائما وأبدا نصلي في الأوقات الشرعية وخلق ولله الحمد الآن رجالا ونساء يصلون في هذه الأوقات، وأمة الإجابة تصلي في هذه الأوقات، فلذلك عليكم بالأوقات الصلوات، ولا تقبل الصلوات الخمسة هذه إلا بدخول أوقاتها، والذي يصلي في غير وقتها ولا يهتم في الصلوات ولا الأوقات ولا يتفقه في هذا فهذه الصلوات في رقبته يوم القيامة، فهذا الأمر يعني واضح، ولعل إن شاء الله نتكلم بالتفصيل في الدرس القادم عن هذا الحكم.