الرئيسية / شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم / الجزء (40) شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم: باب فضل من استمع وأنصت في الخطبة
2024-09-15
الجزء (40) شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم: باب فضل من استمع وأنصت في الخطبة
المتن
باب فضل من استمع وأنصت في الجمعة:
حدثنا أمية بن بسطام قال حدثنا يزيد يعني بن زريع قال حدثنا روح عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من اغتسل ثم أتى الجمعة فصلى ما قدر له، ثم أنصت حتى يفرغ من خطبته، ثم يصلي معه غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام».
وحدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب قال يحيى أخبرنا وقال الآخران حدثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام، ومن مس الحصا فقد لغا».
الشرح:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وانتهينا في الدروس التي سلفت عن باب فضل التهجير يوم الجمعة، وبينا ذلك جملة وتفصيلا، وهذا الباب في هذا اليوم باب فضل من استمع وأنصت في الخطبة، ولا بأس أن يقال الجمعة، وهذه الأحاديث تبين فضل الإنصات للخطيب والاستماع إلى الخطبة، وبينا في الدروس التي سلفت باب وجوب الإنصات للخطبة، وبينا ذلك جملة وتفصيلا، لكن هذا الباب في فضل الإنصات، وبينن من قبل يحرم الكلام والخطيب يخطب.
وحديث أبي هريرة كما سمعتم بين النبي صلى الله عليه وسلم فضل الإنصات إلى الخطيب وهو يخطب، «فمن اغتسل ثم أتى الجمعة فصلى ما قدر له ثم أنصت حتى يفرغ من خطبته ثم يصلي معه» يعني يفرغ إذا انتهى من الخطبة وشرع بعد ذلك في صلاة الجمعة، فهذا هو المراد، «غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وزياد ثلاثة أيام» من غفران الذنوب، فهذا الحديث كما عندكم في الكتاب في فضل السكوت والصمت والإنصات إلى الخطيب وهو يخطب، فلا يجوز كما بينا في الدرس التي سلفت أن يتكلم، فإذا كان هذا المصلي والخطيب يخطب وهو يتكلم ويسولف مع هذا وهذا يسولف مع هذا، هؤلاء الذين يتكلمون ليس لهم هذا الفضل، يعني ليس لهم هذا الغفران ما يحصلون لماذا؟ لأن هؤلاء يتكلمون والنبي صلى الله عليه وسلم حرم الكلام، وبين للساكت الذي يستمع الخطبة إلى أن ينتهي الخطيب من الخطبتين، فإذا انتهى من الخطبتين، وهذا العبد ساكت مستمع غفر له فحصل على هذا الفضل.
لكن هنا بعض الفوائد نذكرها لكم، يعني بينا في الدرس الذي سلف عن حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قلت لصاحبك أنصت والإمام يخطب يوم الجمعة فقد لغوت»، وبينا هذا جملة وتفصيلا، وهذا الحديث عندكم في «صحيح مسلم»، وكذلك أخرجه الشافعي في «الأم»، وفي «المسند، وفي «السنن المأثورة»، وأخرجه الجوهري في «مسند الموطأ»، والبغوي في «شرح السنن»، والبيهقي في «السنن الكبرى»، وأحمد في «المسند»، والدارمي في «المسند»، وأبو داود في «سننه»، والترمذي في «سننه»، والنسائي في «السنن الكبرى»، وابن ماجه في «سننه»، وغيرهم.
فقول النبي صلى الله عليه وسلم «والإمام يخطب» جملة حالية يخرج بها ما قبل خطبته من حين خروجه وما بعده إلى أن يشرع في الخطبة، وبين الباجي في شرح الموطأ معناه المنع من الكلام، واللغو رديء الكلام وما لا خير فيه، فالآن النبي صلى الله عليه وسلم يبين أمر مهم للمسلمين، وبين لهم حرمة الكلام والخطيب يخطب، ولا يفعل المصلي أي شيء والخطيب يخطب يلعب مثلا في مسباح، يلعب في حصى، يلعب في السجادة وشلك بالسجادة، وفيه ناس كثر كما ترون يلعبون بالمسابيح كبار السن ويفر المسباح هكذا في يده هؤلاء من اللاغين هؤلاء، هؤلاء ليس لهم جمعة كما بينا وليس لهم غفران؛ لأن المسلم لا بد يتعلم أحكام صلاة الجمعة، ويتعلم أحكام الصلاة المفروضة، ويتعلم أحكام المساجد لكي يأتي المسجد على بينة وعارف وليس بجاهل يأتي، ولذلك كثر من المصليين يلعبون بالمسابيح هذه رغم أنها بدعية.
فالنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن كل شيء، فلا بد على المسلم أن يتفقه في دينه في كل شيء، وأحكام الجمعة فرض عين يتعلمها الإنسان المسلم فرض عين عليه، أما المسائل الفتوى وما شابه ذلك هي فرض كفاية إذا قام البعض سقط عن الباقي، لكن أحكام الجمعة، أحكام الصلاة، أحكام الصيام، أحكام الحج، هذه الأمور يقوم المسلم بنفسه بها، ففرض عين عليه أن يتعلم، إذا ما يتعلم ويجهل ومات أثم، فلذلك على المسلم أن ينتبه لهذه الأمور.
فالنبي صلى الله عليه وسلم بين أمر، والنهي عن الكلام عن العبث بأي شيء أثناء الخطيب يخطب، يعني إذا دخل الخطيب وشرع في الخطبة حرم الكلام ما في، والعبث في المسابيح، في السجاد، في كذا في كذا، سوالف، أشياء أخرى، لعب بالهاتف ما يجوز نهائيا، إذا خطبه الخطيب متى يحل الكلام؟ إذا انتهى من الخطبتين، بعد ذلك أصبح الكلام حلالا ويكون في المباح ويكون في الحاجات، ليس بأي بعد شيء مثلا سب وغير ذلك لا، ويأتي إذا خطب الخطبة الأولى وجلس لكي يشرع في الخطبة الثانية، هل يجوز؟ بيأتي الكلام.
فالآن هذا الحديث حديث الباب وحديث أبي هريرة الذي سلف في الإنصات يبين لنا أن وقت السكوت إذا شرع الإمام أي الخطيب في الخطبة، فلا يجوز لأي أحد أن يتكلم وبينا مسألة العطس، ومسألة كذا، والحمد إلى آخره، هذا كله بيناه ما أريد أن أعود إلى هذه الأشياء، إذا أحد نسى يرجع للدرس وموجود يعني في التواصل المرئي، فإذا الآن وقت السكوت متى؟ إذا شرع الخطيب في الخطبة، فإذا متى يجب الإنصات؟ يجب الإنصات من حين يأخذ الإمام في الخطبة، فلا ينهى عن الكلام قبل شروع الإمام في الخطبة، وهذا الذي ذهب إليه جمهور العلماء، وهو الراجح.
فقبل أن يشرع الإمام لا يجوز لأي أحد يحرم على الناس الكلام لأن التحريم لا بد له من دليل، والتحليل لا بد لهم من دليل، قبل أن يأتي الخطيب وقبل أن يشرع في الخطبة ما يجوز لأي أحد إذا تكلم شخص يقول له لا تتكلم لا يجوز، ما يجوز عليه، هذا مشرع مع الله يعتبر، ويظن نفسه أنه يعرف ولا يعرف شيء، فلا يجوز التحريم حتى في هذه الأشياء، فالله سبحانه وتعالى لا يرضى لأي أحد أن يتدخل في شرعه فيحرم شيء أو يحل شيء، كما أن العبد لا يرضى أن يتدخل الناس في شئونه وفي أموره، فكيف هذا وذاك يتدخلون في شرع الله فيحرمون ويحلون على مذاهب، على طوائف، على جمعيات، على ما شابه ذلك! وينسبون هذا إلى الله وهم يفترون.
فلذلك قبل أن يخطب حتى لو بدقيقة لا يجوز لأي أحد يرى شخص مثلا يتحدث في شيء حاجة وغير ذلك يقول له اسكت، ما يجوز؛ لأنه يحرم الكلام إذا شرع الخطيب في الخطبة، وهذا قول الجمهور كما بينت لكم، فيخص النهي بوقت الخطبة النهي يكون بوقت الخطبة؛ لأن هنا >ثم أنصت حتى يفرغ من خطبته< يعني إذا شرع في الخطبة هنا يأتي النهي من الشارع إلى أن يفرغ من الخطبة، يعني من الخطبتين.
وانظر: «شرح الزرقاني» للموطأ، وكذلك «المغني» لابن قدامة، و«عمدة القاري» للعيني، و«شرح فتح القدير» لابن الهمام، و«سبل السلام» للصنعاني، و«فتح الباري» لابن حجر، وهناك كتب أخرى تكلمت عن هذا، سوف ترون اختلاف العلماء وكذا، الآن نهذب لكم الأمر لكي يكون أسهل لكم للفهم، والقول الصحيح، ولا تتعب نفسك مع قيل وقال.
وبين جمهور العلماء لأن الكلام إنما حرم لأجل الإنصات للخطبة فلا وجه لتحريمه مع عدمها، فالكلام الآن حرم من الشارع كما بينا في الدروس التي سلفت في الإنصات لأجل الإنصات للخطبة أصلا، فإذا كان قبل الخطبة لا حاجة الواحد يسكت، ولا نقول مثلا الناس يسالفون كأنهم في قهوة، يعني الناس يحتاجون حق الكلام يحتاجون حق كذا يقول شخص مثلا أعطني مثلا المصحف، أعطني منديل، أعطني ماء مثلا، فلا بأس أن يتحدث الناس في هذا، فلا وجه لتحريمه مع عدمها يعني مع عدم الخطبة، ما دام ما في خطبة فيجوز للناس يتحدثون فيما ينفعهم وفيما يحتاجون وهم في الجامع، وبينا هذا.
ومن السلف من ذهب إلى هذا عطاء بن أبي رباح، وطاووس، وإبراهيم النخعي، ومالك، والشافعي، وأبو يوسف، ومحمد بن الحسن، وغيرهم من السلف، فهؤلاء الجمهور على هذا الأمر أنه يحرم الكلام إذا شرع الخطيب الخطبة إلى أن ينتهي.
وللفائدة: خالف في ذلك الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى فقال أنه يمنع الكلام ويجب الإنصات بمجرد خروج الإمام، يعني مجرد إذا فتح الإمام الباب الذي جهة المنبر ودخل، عند الإمام أبو حنيفة هنا يحرم الكلام، يعني للآن ما شرع في الخطبة، لكن هذا القول فيه نظر، وبيأتي إجماع الصحابة على ماذا؟ على يجب الإنصات إذا شرع الإمام في الخطبة.
الآن نؤصل هذه المسألة بكلام أهل العلم والمراجع، والدرس القادم سوف نتحدث عن الأثار لكي يتضح أن القول قول الصحابة رضي الله عنهم، والقول قول السلف هؤلاء هم الذين يعلمون بالدين ويعرفون الدين، فالخلافيات من المتأخرين والمعاصرين فلا تلتفت إليها، وعليك بفقه الصحابة فيه الدليل وفيه الأثر فعليك بذلك، فكما ترون أن الإمام أبو حنيفة خالف الجمهور على ذلك وقال: بمجرد خروج الإمام يعني دخول إمام المسجد ويروه الناس يسكتون، ففي الحقيقة هذا قول ضعيف، والصحيح إذا شرع الإمام لأنه ما في حاجة أصلا يسكتون قبل الخطبة؛ لأن مراد الشارع أن الناس يسمعون كلام الله سبحانه وتعالى، وكلام النبي صلى الله عليه وسلم، ويستفيدون من هذه الأحكام التي تتلى عليهم، فلذلك أمر الشارع بهذا الأمر.
الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى استدل بحديث ضعيف وقال أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا خرج الإمام فلا صلاة ولا كلام» هذا الحديث حديث منكر أخرجه البيهقي في «سننه الكبرى» وغيره، والحديث ضعفه الزيلعي في «نصب الراية»، والبيهقي في «السنن الكبرى» وغيرهما، فلذلك هذا الحديث «إذا خرج الإمام فلا صلاة ولا كلام» فرغم أنه حتى لو كان الخطيب يخطب ودخل شخص يصلي أو لا؟ يصلي، وبيأتي الكلام على هذا يجوز، والنبي صلى الله عليه وسلم أمر بذلك، كيف عرفنا هذا حديث منكر؟ لأنه مخالف للأحاديث الصحيحة.
والنبي صلى الله عليه وسلم أمر بالإنصات في الخطبة، ولم يبين النبي صلى الله عليه وسلم شيئا بالنسبة للإمام أو دخول الإمام، فلذلك القول الصحيح من اختلاف العلماء في هذه المسألة أنه يسكت المصلي ويستمع إذا الخطيب شرع في الخطبة، وأنت إذا رأيت هنا أمر مهم جدا الآن عندك أبو يوسف ومحمد بن الحسن صاحبا الإمام أبي حنيفة ومع هذا خالفا إمامهما لماذا؟ من أجل الدليل، فالسلف هكذا يخالفون أئمتهم لماذا؟ لأنه يعلمون أن هذا الإمام أو هذا العالم أو هذا الشيخ يخطئ ويصيب، فإن أصاب أخذوا بقوله وإن أخطأ أخذوا بالدليل وكانوا مع العلماء الذين أصابوا، ولذلك أبو يوسف الآن ومحمد بن الحسن وغيرهما كذلك من أصحاب الإمام أبي حنيفة خالفوا أبو حنيفة هنا وقالوا بالقول الصحيح الموافق للدليل، وهكذا لا بد أن يكون الناس في كل زمان، عليهم أن يخالفوا مشايخهم إذا خالفوا الكتاب والسنة؛ لأن العلماء والمشايخ يجتهدون، فإن أصابوا فلهم أجران وإن أخطأوا فلهم أجر على اجتهادهم.
وأجمع العلماء قديما وحديثا على هذا الأمر، وأن الإمام إذا أخطأ ما يؤخذ بقوله يؤخذ بالقول الصحيح، لكن أبا أهل الأهواء والبدع إلا يأخذون بأخطاء العلماء لماذا؟ لأن هذه الأقوال تصلح لهم تشهي، فيأخذون ما يشتهون رغم أن الدليل في ذي المسألة واضح، ومع هذا يخالفون الدليل ويذهبون إلى زلة عالم فيأخذون بها؛ لأنها تصلح لحزبهم، ولذلك دائما أهل الأهواء والبدع يحتجون بأقوال العلماء، وبينا في حكم الغناء أن هؤلاء يأخذون قول الإمام ابن حزم لأنه يصلح لهم لأنه يحل الغناء، فيأخذون به ويتركون الدليل من القرآن والسنة، وإجماع الصحابة، وإجماع السلف، ويدعون أن ابن حزم أحل هذا الأمر، فلذلك لابد أن ننتبه لهؤلاء.
وهنا كذلك مسألة: ويجوز الكلام بعد الخطبة قبل أن يكبر الإمام للصلاة لصلاة الجمعة، يعني بعد تمام الخطبة وقبل أن يكبر للصلاة بتكبيرة الإحرام يجوز الكلام للحاجة وما شابه ذلك، يعني انتهى من الخطبة الأولى وجلس وأتى بالخطبة الثانية وانتهى منها، قبل أن يصلي بالناس يجوز الكلام لأنه النهي الذي أتى به الشارع في أثناء الخطبة فقط، أما قبل أن يخطب الخطيب فيجوز الكلام، وبعد أن ينتهي من الخطبة قبل الصلاة يجوز للناس الذين يتحدثون في الأمور والحاجات والمنافع، وإلى هذا ذهب الجمهور كذلك لزوال مانعه وهو الاشتغال عن الاستماع لها؛ لأن الشارع حرم الكلام أثناء الخطبة، ويجب على الناس الاستماع لها، قبل أن يخطب الخطيب يجوز الناس أن يتحدثون، وبعد الخطبة يجوز الناس أن يتحدثوا وقول الجمهور، وهذا خلافا للإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى فإنه قال بكراهة الكلام بعد الخطبة وقبل الدخول في الصلاة، وهذا فيه نظر ولا في دليل، وهذا واضح.
المسألة الأخرى: وكذلك لا بأس بالكلام أثناء جلسة الإمام بين الخطبتين إذا في حاجة للكلام، وهذا قول الجمهور كذلك؛ لأنه لا يشغله عن استماع الخطبة، خطب الخطيب الخطبة الأولى، ولا يخفى عليكم أن الخطيب يجلس أثناء جلوسه الآن يجوز لأي واحد أن يتحدث مع الآخر في حاجة وما شابه ذلك، ولا يحرم على الناس ولا يحرم، فلا يجوز لأي واحد إذا رأى شخص والإمام جالس ليشرع في الخطبة الثانية أن يقول للشخص لا تتكلم لا يجوز كذا وأنصت، لا يجوز له لأنه ما في أي دليل، ولا يظن أن هذا الأمر سهل تقول للشخص إذا جلس الخطيب بين الخطبتين وشخص يتكلم تقول له اسكت لا تتكلم حرام عليك، هذا تشريع مع الله، فالشخص ما يحسب أن هذا هين وهو عند الله عظيم، فالأمر ليس بسهل، فلينتبه طلبة العلم في هذا الأمر، وينتبه المسلمون في هذه الأمور، فلا يظن أن هذه كلمة لأنها سوف تكتب عليه، ويأتي يوم القيامة وقد حرم شيئا وهو حلال.
وهذا من أخطر الأمور يوم القيامة على المتعالمة والمذهبية والدكاترة، وهذه الطقات لماذا؟ لأن هؤلاء يشرعون مع الله فيحرمون أشياء وهي حلال، أو يحلون أشياء وهي حرام، هؤلاء يأخذون بالنواصي والأقدام ويرمون في نار جهنم؛ لأن هؤلاء ما عندهم آداب مع الله ولا شيء في ديننا، وتكلمنا عن هذا كثيرا فليست هي كلمة تقولها وانتهت، فلذلك الحذر الحذر من الكلام في التواصل المرئي والتواصل الاجتماعي في هذه المجموعات من الكلام بالباطل، والكلام في الدين بالباطل، والإفتاء بالباطل وما شابه ذلك، لا تتكلم بشيء في الدين إلا بدليل؛ لأن هذه الكتابات كلها في صحيفتك مكتوبة، صوتك وكلامك مكتوب، يعني سواء تلفظ أو تكتب فكل شيء مكتوب في صحيفتك.
والويل للذي يأتي يوم القيامة وعليه سيئات وآثام في صحيفته بسبب تدخله في الدين والإفتاء والكلام؛ لأنه كما ترون ما بقي أحد من الرجال والنساء، أبناء وبنات، صغار وكبار كلهم يتكلمون في الدين في هذا الإنترنت، والكل يخوض، حتى المرأة تقول والله أنا ما عندي علم وتوني بس الحين نطبخ العيش لكن سمعت شيخ يتكلم باقول لكم شنو قال، خلج في طبخك بس ولا تتدخلين في الدين، وفيه شيء مكتوب هكذا، وأشياء كثيرة وهذا يقول: والله ما أعرف شيء في الدين لكن عندي معلومة قديمة بتكلم فيها، وواحد ينزل سؤال والكل يجيب والمتعالمة هؤلاء مثلا ملتقى أهل الحديث، ملتقى ما أدري وين يذكرون لكم الخلافيات كأنه عنده علم هذا، هذا الذي يذكر الخلافيات هكذا بلا حاجة ولا فائدة هذا آثم، ويظنون هؤلاء الكتاب الجهلة أنه عندهم علم وليس عندهم علم أصلا، كله خبط وخلط، والله ما يرضى بهذه الكتابات، لا بد تكون مؤصلة بالكتاب السنة والآثار وإلا فلا، فلذلك أنت ترى أن هؤلاء يكتبون ويتكلمون تتشجع بعد، فاحذر طريقة العامة، واحذر طريقة العوام، فالأمر خطير جدا، فلا تكتب شيء إلا يسرك في دنياك وقبرك ويوم القيامة.
فإذا الآن عندنا بالنسبة يجوز للناس إذا عندهم حاجة وهم في الجامع إذا جلس الإمام بين الخطبتين أن يتكلموا في حاجاتهم، فإذا شرع الخطيب في الخطبة الثانية لا يجوز الكلام إلى أن ينتهي، فهذه مسائل لا بد على طالب العلم أن يعرفها، وفيه أمور أخرى تكلمنا فيها، وفي الدرس القادم سوف نتكلم في أحكام أخرى في نفس الموضوع.
وممكن أن ينظر: «حاشية» الخرشي، و«نيل الأوطار» للشوكاني، و«بدائع الصنائع» للكاساني، و«كشاف القناع» للبهوتي، و«مغني المحتاج» للشربيني، و«المحلى» لابن حزم، وغيرهم من الكتب التي تكلمت عن هذه الأمور، ولعله إن شاء الله نكمل الدرس القادم.
هل يجوز المضحي أن يضحي من مبلغ زكاة مال؟ يعني أعطيها أو كيف؟ أعطي زكاة المال أو عنده زكاة مال؟.
بالنسبة عن هذا السؤال إذا كان الشخص عليه زكاة مال فلا يجوز له أن يضحي بزكاة المال؛ لأن زكاة المال لغيره للفقراء والمساكين، وعلى ما بينا كثيرا وكما بين الله سبحانه وتعالى عنهم، فالمضحي هذا يضحي عن طريق ماله، يعني يضحي بماله، وزكاة المال هذه حق الغير، فلا يجوز له أن يتصرف في زكاة المال إلا على حسب الشارع، ولا يدفع الزكاة إلا إذا جوز الشارع ذلك، لكن مثلا إذا المزكي هذا أعطى شخص هذه الزكاة زكاة مال، الآن هذا المال صار في ملك الآخر هذا، فيجوز له للآخر أن يضحي به إذا أراد؛ لأنه أصبح ملكا له.
بالنسبة عن شرب الماء والخطيب يخطب إذا كان الشخص عطشه شيء يسير يصبر، وهذا غالب الناس يصبرون إلى بعد الخطبة، أو إذا جلس بين الخطبتين، فيصبر ويشرب بين الخطبتين أو بعد الخطبة، لكن إذا في شيء ضرورة من عطش لا يتحمل، فلا بأس أن يشرب ماء والخطيب يخطب للضرورة.