الرئيسية / شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم / الجزء (38) شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم: باب فضل التهجير يوم الجمعة
2024-09-10
الجزء (38) شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم: باب فضل التهجير يوم الجمعة
المتن:
باب فضل التهجير إلى يوم الجمعة.
وحدثني أبو الطاهر وحرملة وعمر بن سواد العامري قال أبو الطاهر حدثنا وقال الآخران أخبرنا ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب قال أخبرني أبو عبد الله الأغر أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الأول فالأول فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاءوا يستمعون الذكر، ومثل المهجر كمثل الذي يهدي البدنة ثم كالذي يهدي بقرة ثم كالذي يهدي الكبش ثم كالذي يهدي الدجاجة ثم كالذي يهدي البيضة».
وحدثنا يحي بن يحيى وعمرو الناقد عن سفيان عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.
وحدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا يعقوب يعني ابن عبد الرحمن عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «على كل باب من أبواب المسجد ملك يكتب الأول فالأول مثل الجزور، ثم نزلهم حتى صغر إلى مثل البيضة، فإذا جلس الإمام طويت الصحف وحضروا الذكر».
الشرح:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وهذا الباب في كتاب الجمعة من صحيح الإمام مسلم باب فضل التهجير يوم الجمعة، التهجير التبكير يعني الذي يأتي من وقت لصلاة الجمعة، وهذا الحديث تكلمنا عنه في الدروس التي سلفت، ولا بأس أن نذكر بعض الفوائد في هذا الباب، ولعل نذكر كلام أهل العلم فيه في الدرس القادم إن شاء الله.
فالتهجير أي: التبكير، والمهجر المبكر، فالمسلم الذي يأتي مبكرا لصلاة الجمعة، وقول النبي صلى الله عليه وسلم >إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة<، فهذا القول من علامات النبوة، والنبي صلى الله عليه وسلم كما لا يخفى عليكم مسجده كان من الجريد وليس مثل الجوامع الآن والمساجد كبيرة ولها أبواب كثيرة، والنبي صلى الله عليه وسلم وحي يوحى إليه، فالله سبحانه وتعالى ينزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم ويخبره عن آخر الزمان وعن الأزمنة، وهذا يدل أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن هناك سوف تبنى جوامع كبيرة ومساجد كبيرة، ولها أبواب، بعض المساجد لها خمسة أبواب وستة أبواب وأبواب كبيرة، فالنبي صلى الله عليه وسلم يعلم بما يحصل في هذا الزمان من طريق الوحي.
وهذا يدل على أن الإسلام حق، وأن النبي صلى الله عليه وسلم حق، وهذه علامات النبوة تتطلب من المسلم أن يتبع النبي صلى الله عليه وسلم لأنه صاحب حق، وبين للناس كل شيء، فالنبي صلى الله عليه وسلم تكلم من أكثر من 1400 سنة أن هناك مساجد لها أبواب كثيرة، ولذلك المسجد في القديم ليس له إلا باب واحد، والنبي صلى الله عليه وسلم ما قال أن الباب عليه ملك قال أبواب، يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن سوف تبنى مساجد كبيرة، والله سبحانه وتعالى يعلمه، والنبي صلى الله عليه وسلم يخبر الصحابة بهذه الغيبيات، والتي تدل على علامات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه نبي وأنه رسول يوحى إليه.
وفي ذلك يجب التمسك والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم لأنه رسول مرسل من الله سبحانه وتعالى، ولا يجوز اتباع آراء الناس والرجال كما يفعل أهل البدع الآن يتبعون رجل يخطئ ويصيب، ويتركون النبي صلى الله عليه وسلم المعصوم، ويتركون الرسول صلى الله عليه وسلم المرسل من الله سبحانه وتعالى ويتبعون رجل لعله ملحد زنديق، وعلى أقل شيء أن هذا الرجل حتى لو عالم أنه يخطئ ويصيب، فكيف يتبع على كل شيء؟ والنبي صلى الله عليه وسلم ما في شيء إلا بينه.
كذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم بين للناس كل شيء في الدين، فلا يجوز لأي بلد أو لأي ناس يزيدون في هذا الدين أو ينقصون ويدعون أن هذا الدين يريد زيادة أو يريد نقص، وأهل الأهواء هكذا يقولون هذا الكلام إما بالمقال أو بالحال بألسنتهم أو بأفعالهم، ولذلك تقول أهل البدع أنتم تتهمون النبي صلى الله عليه وسلم أنه نقص أو زاد أو كذا لأن هؤلاء الآن أظهروا بدعا كثيرا في الدعوة إلى الله، والنبي صلى الله عليه وسلم بين لهم كل شيء، وكما بين ابن القيم رحمه الله تعالى وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، وكذلك شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين، وغيرهم من العلماء أن أي واحد ينقص في الدين أو يزيد فهذا يتهم النبي صلى الله عليه وسلم.
ولو رأيت المبتدعة فوق المنابر يقولون أن النبي صلى الله عليه وسلم جاهد في الله حق جهاده، طيب إذا النبي صلى الله عليه وسلم جاهد في الله وبين ووضح كل شيء، فلماذا تنقصون في الدين؟ ولماذا تزيدون على دعوة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فإن دل أن هؤلاء بأقوالهم فقط يبينون عن الدين، لكن أفعال هؤلاء المبتدعة تخالف أقوالهم، وهذا الدين قول وعمل، فما دام أن النبي صلى الله عليه وسلم بين كل شيء، حتى المساجد النبي صلى الله عليه وسلم بين أمرها، حتى بين النبي صلى الله عليه وسلم تعدد أبواب المساجد، فما بالك بالأمور الأخرى، والمبتدعة يقولون أن النبي صلى الله عليه وسلم بين كل شيء.
ما دام بين كل شيء فلا يأتينا أحد ويقول أن هذا الحكم فيه كذا وكذا، وهذا الحكم فيه كذا وكذا، ويخالف القرآن ويخالف السنة، وهذا الأمر لو فيه شيء لبينه النبي صلى الله عليه وسلم، ولو فيه شيء لنقله صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، فلماذا يحكم به ويقال من الدين؟ هذه الأمور من مذاهبكم ومن أحزابكم وجمعياتكم ليس من الدين أصلا، لو فيه شيء لنقله النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك أهل السنة يقولون لكم هذا الأمر ليس من الدين، ولو كان من الدين لبينه النبي صلى الله عليه وسلم، فالنبي صلى الله عليه وسلم بين عن الأبواب المساجد وأنها متعددة، وكان في القديم باب واحد للمسجد، لكن انظر الآن إلى سعة المساجد وكبر المساجد وأبواب المساجد.
إذا أبواب المساجد الكثيرة بينها النبي صلى الله عليه وسلم فما بالك بالأحكام الأخرى! فيأتي هؤلاء المبتدعة ويزيدون في الأسماء والصفات، ويعطلون الصفات، ويأتون كذلك ويزيدون بزعمهم بالدعوة إلى الله أو في الدعوة إلى الله فيضعون لهم مثلا مسارح وأناشيد وأشياء أخرى، يقول لك هذه من الوسائل، لو كانت من الدعوة إلى الله للنبي صلى الله عليه وسلم بين للناس، ما دام النبي صلى الله عليه وسلم لم يبين هذه المسارح وهذه الأناشيد وإلى آخره، فهذه ليست من الدعوة إلى الله، لو فيه شيء لبينه النبي صلى الله عليه وسلم، ولو فيه شيء لنقله الصحابة رضي الله عنهم، فالنبي صلى الله عليه وسلم نقل لكم أبواب مساجدكم ما ينقل مسارحكم وأموركم هذه البدعية!.
فإذا هذه الوسائل وسائل بدعية، والوسائل الدعوية هذه توقيفية لا بد لها دليل من الكتاب أو السنة لكي يقال إن هذه من وسائل الدعوة إلى الله، فيه وسائل حديثة وهذه متصلة أصلا بالدعوة إلى الله في هذا الزمان فقط لوجودها فتستخدم مثل ميكروفونات، مثل مسجلات لتسجيل محاضرات الدروس وإلى آخره، لكن أصل الوسائل هذه توقيفية لا بد، فلا يضع شيئا ويقول إن هذه من الوسائل وسائل بدعية من الدعوة إلى الله، وهؤلاء إن دل إن هؤلاء شاكين في دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، لو لم يشك هؤلاء في دعوة النبي صلى الله عليه ما انتقلوا إلى دعوة أخرى، ووضعوا لهم وسائل أشياء من الدعوة إلى الله، فهذه الوسائل البدعية هي اليقينة عندهم أنها من الدعوة إلى الله.
فهذه الدعوات بين أمرها أهل السنة والجماعة، وأن هذه الدعوات تنسب إلى أشخاص، فهي خاصة بهذه الأشخاص دعوة حسن البنا يقال، دعوة سيد قطب، دعوة عبد الرحمن عبد الخالق، دعوة سلمان العودة، ومن قبلهم ومن بعدهم وهكذا لأن هذه دعوات بدعية، فهؤلاء يعتبرون من الشكاكة، فهم شاكون في الدين، شاكون في دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، فانتقلوا إلى دعوات من وضع أنفسهم، فألفوا فيها الكتب، ودرسوا فيها، وفعلوا لهم المحاضرات والمؤتمرات والندوات، ولهم جرائد وصحف، وهكذا شاكين في الدين.
وأكبر دليل لم يرجعوا إلى صحيح البخاري، ولا صحيح مسلم، ولا كتب التوحيد، ولا كتب السنن ولا غير ذلك، ما يعرجون عليها إلا على حسب المصلحة للتلبيس على أتباعهم والتدليس على أتباعهم وعلى العامة أنا نحن الآن ندرس التوحيد، ندرس شرح السنن، والشريعة للآجري، وصحيح البخاري أو شيئا منه، وهكذا تلبيس على الناس، لكن غالب أمورهم من كتبهم يعلمون أتباعهم، وينشرون جرائدهم وكتبهم، وغير ذلك، لكي الناس ما يكشفوهم والله سبحانه وتعالى لا بد أن يخرج ما يكتم هؤلاء، ﴿والله مخرج ما كنتم تكتمون﴾ [البقرة:72].
ولا بد طال الزمان أو قصر كما ترى الآن العوام كان ما يفهمون شيئا عن هؤلاء، الآن فهموا أشياء كثيرة وكشفوهم في كل مكان، والعوام هم الذين يردون على هؤلاء، وهذا إن دل أن هؤلاء مهما لبسوا على الناس ودلسوا وأخفوا دعوتهم الباطلة وشكوكهم في الدين لا بد يوم من الأيام أن الله سبحانه وتعالى يخرج هذه الدعوات ويكشفها للناس، ولا بد والله سبحانه وتعالى يستدرج هؤلاء، والله غير غافل عن هؤلاء، فاعلم هذا الأمر.
فأنت إذا رأيت أن الله يستدرج هؤلاء اصبر طال الزمان أو قصر لا تلين تضعف وتشك بعدين، ترى هؤلاء لهم مناصب هالمبتدعة ولهم أموال ولهم أتباع وأشياء كثيرة، فتشك في دين الله ثم تذهب إلى ديانات هؤلاء ودين هؤلاء، كما حصل لعدد من من أناس شككوهم في دين الله سبحانه وتعالى، وبينوا لهم أن ديننا أو منهجنا أو دعوتنا هي الدعوة الصحيحة، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم بين أمر مهم عن هذه الدعوات أن هذه الدعوات باطلة، وأن هؤلاء الدعاة في نار جهنم، وأن هؤلاء معذبون في قبورهم >سوف تفترق أمتي على ثلاثة وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة<، الناجية واحدة ما في تعدد جماعات وتنجوا.
واعلم إذا بين النبي صلى الله عليه وسلم بمثل هذه الأحاديث عن هذه الفرق فاعلم أن هذه الفرق كافرة ومخلدة في نار جهنم، فلا يأتي شخص ويقول هذه الجماعة كافرة مثل الخوارج وهذه الجماعة لا بدعتهم غير مكفرة، من قال؟ النبي صلى الله عليه وسلم قال عنهم خلاص وانتهى الأمر، الناجية واحدة، يبقى أفراد من المبتدع أفراد ليست جماعات، إذا قلنا جماعة خلاص هذه في نار جهنم كلهم.
واعرف أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم النبي ما يأتيك يقولك هذه الجماعة كافرة وهذه الجماعة كافرة ويسميها، النبي صلى الله عليه وسلم أوتي جوامع الكلم يقول كلمة عند أهل السنة الجماعة أن هذه الكلمة تكفير لهذه الجماعة وانتهى الأمر، فلا يقول لك هؤلاء كفار، لكن النبي صلى الله عليه وسلم يبين لك ويشير لك إلى هذا الأمر مثل الخوارج يأتيك المميعة ويقول لك الخوارج هؤلاء اختلف العلماء فيها في تكفيرها، من قال؟ هذا للمتأخرين، أنت تنتقل إلى السلف إجماع السلاف في تكفير الخوارج، إجماع الصحابة رضي الله عنهم في تكفير الخوارج.
وبينت أنا في كتاب كفاية المفتين، ونقلت عن الصحابة، ولذلك عدد من أهل العلم من المتأخرين نقلوا عن الصحابة إجماع الصحابة أن الخوارج غير كفار كيف يكون هذا؟ آثارهم بينة وآثار النبي صلى الله عليه وسلم بينة «يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية»، يقول رسول الله: «ثم لا يعودون» شنو بعد أكبر من هذا اللفظ؟ وأن هؤلاء كفار يخرجون من الإسلام ولا يعودون أعطنا خوارج في زمن من الأزمنة رجعوا إلى الإسلام؟ بل تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب إلى صاحبه.
انظر إلى الخوارج في عهدكم الآن في زمانكم عدد من جماعات الخوارج خرجوا ما تابوا ولا أعلنوا توبتهم ولا شيء، يعني ما رجعوا إلى الإسلام رغم تبيين علماء السنة لهم في الإذاعات، في القنوات، في الأشرطة، في الكتب، ويقرؤون ماذا فعل هؤلاء؟ ازدادوا كفرا على كفرهم، فطبع على قلوبهم، فلذلك هذا أمر معروف، وأحيانا النبي صلى الله عليه وسلم يصرح بالتكفير الذي يفعل كذا فهو كافر، كذلك الصحابة مثل تارك الصلاة النبي صلى الله عليه وسلم بين بين الكفر والإسلام ترك الصلاة، والصحابة أجمعوا على تكفير تارك الصلاة، وهناك عدد من العلماء يقول لك هذا كفر أصغر هذا باجتهاد منهم، وأهل العلم يفتون فمنهم من يخطئ ومنهم من يصيب، وأنت عليك به السنة النبوية والآثار الصحابية، وانتهى الأمر.
وإذا أجمع الصحابة على شيء لا تلتفت إلى اختلاف المتأخرين، لا وفوق هذا يأتيك المميعة والمقلدة والمتعالمة إذا سئل ما حكم تارك الصلاة؟ اختلف العلماء، الجمهور بس ما عندهم إلا الجمهور، ولا جمهور ولا شيء ولا أفراد، بس تعلموا هذا من خمسين سنة وثلاثين سنة وعشرين سنة في بلدانهم الجمهور والجمهور والجمهور بس ومشت، أي واحد أي مميعة في إذاعة في شيء اختلف العلماء في تارك الصلاة الجمهور على عدم التكفير وعدد من العلماء على التكفير، تارك الصلاة بس وماسكين، مبرمج فضيلة الشيخ على الجمهور، وفيه واحد مبرمج عدل فوق المنبر أي شيء في الصيام، في الحج في الصلاة، قول الجمهور هذا قول الجمهور قول الجمهور مجنون جن فوق المنبر، ولا جمهور قالوا ولا شيء بس مبرمج.
فلا تلتفت لهذه الأشياء، عليك بالصحابة وخلاص وانتهى الأمر، والله سبحانه وتعالى يسر وجود آثار الصحابة في الأصول والفروع في هذا الزمان لم يتيسر مثل قبل بسهولة، إذا كنت تعرف شيئا في التخريج وكذا بسهولة تخرج الأحاديث آثار الصحابة في أي علم، في أي حكم، حكم الصلاة، حكم الصيام، حكم الحج، في التوحيد، في كذا في كذا كل شيء موجود، وآثار كثيرة بيناها في كتبنا وهي موجودة مخرجة بالأسانيد.
ولذلك هؤلاء المقلدة ما يحسنون إلا هذا التقليد، من زمان في بلدانهم على التقليد، ما يدرون بآثار الصحابة، ولا يعرفون كيف يخرجون آثار الصحابة، تورطوا الآن، فلذلك بيننا وبين هؤلاء المقلدة آثار الصحابة آثار السلف، فلذلك هذا هو الأصل، فدائما نرجع إلى السنة وهذا هو الأصل.
فلذلك يبقى علينا أفراد من المبتدعة هؤلاء الأفراد ممكن وقعوا في البدع الكبرى فهم كفار، وممكن أفراد منهم من المبتدعة وقعوا في البدع الصغرى فهؤلاء مسلمون إن شاء الله عذبهم وإن شاء الله غفر لهم، وإن هؤلاء وقعوا في معاصي أمرهم إلى الله، هذه أفراد، فالأفراد هؤلاء منهم الكافر ومنهم المبتدع، يعني ممكن هناك ناس وقعوا في البدع الكبرى ومنهم وقعوا في البدع الصغرى ومنهم العاصي، وهذا الذي بينه أهل العلم، أما كجماعات وفرق الذي بين النبي صلى الله عليه وسلم عنهم فهؤلاء كلهم كفار مخلدون في النار، ولا تلتفت إلى هذا، والسلف على هذا الأمر.
ولا تلتفت خاصة إلى المعاصرين في اختلافاتهم في الدين، هذه الخلافيات كلها خارجة عن الدين، باجتهاد من الناس في البلدان، الدين هذا حكمه النبي صلى الله عليه وسلم بين «وسوف تفترق أمتي» ما قال من النصارى ولا من اليهود لأنه ذكر اليهود وذكر النصارى، من أمتي يعني من الأمة من أمته، ما يبغي لها كلام «على ثلاثة وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قيل: وما هي رسول الله؟ قال: ما عليه أنا اليوم وأصحابي» يعني النبي صلى الله عليه وسلم رجعك إلى الصحابة.
فاترك كلام المتأخرين، واترك كلام المعاصرين، واترك اختلافاتهم وعليك بالصحابة، فإن إجماعات الصحابة في الأصول والفروع كثيرة جدا وموجودة، ما اختلفوا إلا في بعض المسائل الفقهية، هذا اجتهاد منهم، ومع هذا بين أهل الحديث المصيب منهم كالإمام الشافعي في الرسالة، وكذلك ابن القيم في إعلام الموقعين، وشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهم من العلماء، فيه أشياء يسيرة، فلذلك عليك أنت بمنهج الصحابة في الأصول والفروع، هذا هو الأصل.
فالنبي صلى الله عليه وسلم بين للناس كثرة أبواب المساجد في هذا العصر، وهذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم في الأمور العظيمة التي هي في الأصول والفروع بينها، فلا حاجة أن ننتقل إلى أي شيء، ونقول لا نحن في زمان تطور ومأ أدري كيف، الرسول صلى الله عليه وسلم يدري عن التطور هذا مالك أنت يا المقلد! الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم لأنه يوحى إليه، والله سبحانه وتعالى يعلم، فلا تقول مثل هذا الكلام، أنت اترك تعصبك وآرائك وأفتي بالكتاب والسنة وانتهى الأمر، ولا تسبب خلافيات.
والعجيب أن هؤلاء المقلدة والمتعالمة والمتعصبة والمذهبية يقولون إياكم والتفرق إياكم والاختلاف، وهم يفرقون الأمة ويخالفون، يخالفون أشياء واضحة لا تقول بعد فيها إشكال أو فيها اشتباه، مثل الأمور العقيدة الله سبحانه وتعالى يثبت له الوجه في القرآن، والنبي صلى الله عليه وسلم يثبت الوجه لله في السنة، وهم يقولون الثواب لا، مثل الأشاعرة والجهمية والإباضية وغيرهم يقولون لا، ما نثبت الوجه لله هذا الوجه هنا بمعنى الثواب، من قال لك؟
ولذلك يخرج لك هذا المدعو الخليلي هذا ويقول هؤلاء يعني دائما يخالفوننا ويتكلمون علينا، ويفرقون الأمة يلا، أنت اللي تفرق الأمة، أنتم تفرقون الأمة في الخليج، ما تصوموا مع المسلمين في الخليج ولا بقية الدول الإسلامية، ما تعيدوا وياهم، فلذلك اعرف هؤلاء المبتدعة دائما وأبدا يقولون للعامة أن هؤلاء أهل السنة هم يفرقون الأمة، وهم الذي يفرقون الأمة، هذه الإباضية الآن تعاونهم مع الرافضة في إيران، وتعاونهم مع الحوثية الرافضة في اليمن، فمن الذي يفرق الأمة؟ أنتم المبتدعة، أنتم تميلون مع المبتدعة، وهذا يدل على أنكم فرقة من الفرق الضالة، ولذلك الشيخ ابن باز قال عن الإباضية كفار ليسوا بمسلمين، وفعلا لو كان هؤلاء مسلمون لتعاونوا مع أهل السنة مع الدول الخليجية، ومع بقية الدول الإسلامية، لكنهم يتعاونون مع الدول الكفرية مثل الرافضية والحوثية.
فالنبي صلى الله عليه وسلم بين أمر هؤلاء، وأمور كبيرة وعظيمة في الأصول والفروع، فلا حاجة إلى هؤلاء يأتون يقولون هذا كذا وهذا كذا، فإن النبي صلى الله عليه وسلم حتى الأبواب بينها، ولعل إن شاء الله نكمل الدرس القادم، وهذا فيه يعني خاصية ليوم الجمعة صلاة الجمعة أن التهجير هذا فيه فضل عظيم وأجر عظيم بينه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا بد من الحرص على هذا الأمر إلا إذا كانت هناك مصلحة وعذر للشخص أنه هو يريد أن يأتي مبكرا يعني من وقت لكي يحصل على أجر ذبح بعير أو بدنة مثل بقرة، لكن لمصلحة أو عذر يتأخر، الله يكتب له هذا الأجر، لكن المقصد الذي يهمل هذا الأمر كاملا، فبيأتي الكلام عنه إن شاء الله الدرس القادم.
هل من السنة قراءة سورة الملك مع أذكار النوم؟
هذا حديث ضعيف ما يصح قراءة سورة الملك مع أذكار النوم، فلا تقرأ سورة الملك عند النوم، وأذكار النوم تكلمنا عنها كثيرا هي السنة فقط، ولكن في هذا السؤال الثاني سورة الملك لها فضل، ولي كتاب في هذا الأمر، ومن حفظ سورة الملك نجاه الله سبحانه وتعالى من عذاب القبر، والكتاب مطبوع وموجود.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.