القائمة الرئيسة
الرئيسية / شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم / الجزء (37) شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم: تتمة باب هداية هذه الأمة ليوم الجمعة

2024-09-10

صورة 1
الجزء (37) شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم: تتمة باب هداية هذه الأمة ليوم الجمعة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين

ولعل في هذا الدرس نختم باب هداية هذه الأمة ليوم الجمعة، وبينا ذلك جملة وتفصيلا، وقلنا أن هذا اليوم الله سبحانه وتعالى أهداه إلى هذه الأمة، وهذا يدل على عظم أمة النبي صلى الله عليه وسلم، فيجب على الأمة أن تهتم بدينها؛ لأن الله سبحانه وتعالى فضلها على الأمم السابقة، فجعلها آخر أمة في الدنيا وهي أول أمة في الآخرة، وأول أمة تدخل الجنة، فهذا يدل على أن هذه الأمة فضلها عظيم، فيجب على أفراد هذه الأمة أن تهتم بدينها؛ لأن الله سبحانه وتعالى فضلها.

فيجب على كل فرد من هذه الأمة أن يعظم هذه الأمة ويعظم هذا الدين، ويجب عليه أن يتمسك بالكتاب والسنة والآثار ويصبر، فإن صبر فظفر، فإن لم يصبر ضل ضلالة اليهود والنصارى، لا تقول بعد ضلالة هكذا لماذا؟ لأن الضلالة تكبر شيئا فشيئا، والبدعة تكبر شيئا فشيئا ولا بد؛ حتى يصل الناس إلى الكفر والشرك وغير ذلك وبينا هذا كثيرا لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول في حديث معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنهما كما ثبت في «مسند الإمام أحمد» وغيره، وهو حديث حسن «تتجارى بهم الأهواء»، فالبدعة الصغرى تكون بدعة كبرى، الكفر الأصغر يكون كفر أكبر، الشرك الأصغر يكون شرك أكبر، والزندقة تكبر في هؤلاء الناس حتى لو اثنين أبو طيخة وأبو جحة، فاعرف هذا الأمر، البدع والضلالات تكبر لا تبقى على شيء الجبال من الحصى.

وهذه الأمور لا بد تعرفونها جيدا، فلا أحد يتمادى في الباطل أو الخطأ، الخطأ الصغير يصير خطأ أكبر، الآن عند الناس الفسق معاص، لكن الله سبحانه وتعالى ذكر الفسق ويراد به الفسق الأصغر ابتداء، فإذا ما يخرج هذا الأصغر لا بد يكبر إلى أين إذا كبر؟ يصير كفر أكبر الفسق الأكبر خارج من الملة، فلا يأتي أحد يقول لا الله سبحانه وتعالى ذكر الفاسقون، فأنتم كيف؟ فلذلك القرآن هذا لا يفهمه إلا أهل الأثر، السنة لا يفهمها إلا أهل الأثر، الآثار ما يفهما إلا أهل الأثر، ولذلك النفاق الأصغر يسموه نفاق أكبر، والنبي صلى الله عليه وسلم ذكر النفاق الأصغر، ويدخل على المسلم النفاق الأصغر ابتداء، فإذا ما يخرج هذا النفاق الأصغر لا بد أن يكبر ما في، الفرخة تصير دجاجة، كل شيء يكبر.

لابد تفهموا تقولون أنتم في الدنيا الفرخة تكبر والعصفورة تكبر وما أدري ماذا يكبر، طيب والأمور هذه التي في الدين تصغر! ولذلك كل واحد يبتدع وكل واحد يشرك وواحد يكفر وكله يقول لك مسلمين، لا.

يقول لك الأشياء هذه تكبر، إلى ماذا إذا كبرت؟ خرجت من الملة ماذا بعد؟ لا، يخلي لك المنافق النفاق الأكبر والشرك الأكبر والكفر الأكبر والضلالات الكبرى كلها ينسبونها حق الدين، وهؤلاء المرجئة والمميعة، ولذلك عباد الأوثان الآن عباد القبور كلهم داخلين عند المميعة وعند المرجئة كلهم داخلين في الإسلام، فهذه لا بد يعرف هذه الأمور لا بد تعرف جيدا، لماذا؟ لكي لا تقع أنت فيما وقع هؤلاء، فالمسلم يرتد.

لماذا الفقهاء ذاكرين في كتبهم كتاب الردة؟ لكي ينتبه الناس ما يرتدون، والله الردة لها أحكام، وكيف وقع هذا المسلم في الردة؟ بسبب الأهواء وبسبب الحقد والضلالة، يأخذ من الحقاد، يأخذ من المتعالمين المبتدعة يقتدي بهم، فيضل، ما يرجع إلى العلماء، لا لا هذه العلماء شاك فيهم هو أصلا، فيأخذ من هذا الحاقد ضال مضل جاهل يأخذ منه، والعلماء يقول لك العلماء شاك فيهم هو، شاك في النصوص القرآن، شاك في السنة، شاك في الآثار، فما يأخذ إلا من هذا الحاقد لأنه حاقد، فلا بد نفهم هذه الأشياء، فالأشياء هذه لا بد تكبر.

فعندك أخطاء خاصة في الأصول تراجع عنها بسرعة، أشياء عندك سوابق، كل بني ادم عنده سوابق قديمة سواء في المحرمات أو في البدع أو الضلالات أو الشرك، تأتي أنت مثلا مع أهل السنة وتحضر عندهم، وتدعو معهم، أخرج هذه الأشياء من قلبك لا تتركها، فلذلك لا بد هذه الأمور هذه التي تبقى في قلبك لا بد أن ينميها الشيطان مرة ثانية بعد خمس سنوات، عشر سنوات، عشرين سنة، فلا بد، ما دام ما تخرج، وهذا مرض.

ولذلك الآن الأمراض هذه التي تفتك ببني آدم الحسية لا بد تستأصل مرة واحدة من أصلها، وتخرج من الجسم بالكلية، والناس يطبقون هذا الأمر، ويقولون للأطباء ما في شيء نهائيا خلاص، قال: لا بس خلاص الله شفاك، ما في شيء من أمراضك، الجسم لفظها كاملة، الدين لا عندهم شيئا فشيئا، يخرج شيء يبقى شيء هذا مرض معنوي، مرض في القلب، حاقد، حاقن، هذا مرض لا بد يخرجه العبد ما يخليه من قبل.

فلذلك لا بد أنت تفهم هذه الأمور، فما تلصق مثل هؤلاء وهذه الطقات وهذه الأشكال، لا بد تعرف هذه الأشياء جيدا، فالمرأة ما تلصق معه حتى طالبة علم مثلا نقول تلصق معها وتأخذ منها، وتكون وسيطة بينها وبين الشيخ لا، الأصل تأخذ من الشيخ مباشرة، عندك شيخ كنا عند شيخنا نأخذ مباشرة رغم أنه فيه أعلم منا من الطلبة وأقدم، لكن ليش نأخذ من هذا الطالب صاحب لي الآن هو وأنا جالسين مع بعض تحت شيخ، فلذلك كنا نأخذ من الشيخ مباشرة ما في، استشارة مباشرة، سؤال مباشرة، كل شيء مباشرة، صحبة مباشرة مع الشيخ.

ولذلك انظر إلى الذين صحبوا الإمام أحمد والإمام البخاري والإمام الشافعي والإمام مالك وغيرهم وغيرهم، ثبتوا لأنه مباشرة يأخذون، يأخذون عن طالب مثلهم أكيد يوم من الأيام يضلون، خاصة إذا لصق الطالب مع واحد حاقد ولا يعلم به، وأشياء يأخذها من الشيخ لكنها أشياء يأخذها من هذا، هذا مخالف يظهر بعدين لك، فافهم فما شيخ أمامك فتروح لهذا وتروح تأخذ يمين ويسار عن فلان وعلان وكذا وكذا، ولذلك ضل من ضل بسبب هذا، حتى الآن البعض اللي كان عند شيخنا رحمه الله تعالى شكوا في علم الشيخ، فهم يأخذون من العودة، ويأخذون من هذا الإخواني، وبعضهم صرح أن شيخنا رحمه الله تعالى ما يعرف شيء بالسياسة لا تأخذون منه، يغمزون يهمزون ليش؟ عشان ما يأخذون منه شيء، انظروا هذا من قال! أهل العلم هم أفهم الناس على وجه الأرض في السياسة في السياسة الشرعية، شلهم أهل العلم في السياسة الغربية، هذه سياسة يهودية نصرانية مجوسية ما يأخذونها.

وعلى قول الشيخ مقبل رحمه الله تعالى بصوته يقول يا شيخ إحنا ما نعرف شوارع باريس، وشوارع لندن، وكذا وكذا، لكن السياسة الشرعية كذلك نعرفها جيدا، فيغمز بهذا وهذا لكي يجرك ﴿ولا تتبعوا خطوات الشيطان﴾ [البقرة:168]، بعد ذلك يجرك إلى ضلاله، فلا تنفك إلا في نار جهنم.

ونحن دعونا الله سبحانه وتعالى من أول ما أتينا من القصيم، وتكلمنا هذا كثيرا، وبينا لكم دعونا كثيرا وما زلنا ندعو أن الله يصفي أهل البدع المنافقين من صفوف أهل السنة في الداخل وفي الخارج.

فلذلك يقول الحافظ النووي في شرح هذه الأحاديث «نحن الاخرون ونحن السابقون يوم القيامة» بين أن العلماء بينوا في مسألة الأزمنة، فقال العلماء معناه الآخرون في الزمان والوجود السابقون بالفضل ودخول الجنة، فتدخل هذه الأمة الجنة قبل سائر الأمم، وهذا فضل عظيم لهذه الأمة، وإن آخر الأمة في هذه الدنيا، هذه الأمة هي آخر أمة في هذه الدنيا، وهي يوم القيامة أول أمة تدخل الجنة، وهذا لها فضل، فلا بد أن نعتني بهذه الأمة، وما فيها من دين ودعوى وعلم، وإلى آخره، ولا نأخذ يمنة ويسرة كما بينا.

ويقول بعد ذلك النووي: (هذا اليوم الذي كتبه الله علينا هدانا الله له فيه دليل لوجوب الجمعة، وفيه فضيلة هذه الأمة)، فوجوب صلاة الجمعة وبينا هذا، وكذلك فيه فضيلة لهذه الأمة ما دام في هذه الأمة لها فضيلة فلا بد أن نتعاون معها على البر والتقوى، ونثبت ونصبر في نشر العلم، في نشر الدعوة، في تعليم الناس تعاليم الدين الصحيحة لا بد نصبر في هذه الفضل لأن بهذا سوف تحصل الفضل، غير ذلك ما تحصل، وتدخل الجنة مع هذه الأمة أول شخص أنت مع هذه الأمة، فلذلك لا بد أن نهتم بهذه الأمة الاهتمام البالغ.

وثم يقول: «اليهود غدا» يقول النووي: (أي اليهود غدا لأن ظروف الزمن لا تكون أخبارا عن)، فبين بعد ذلك أن لهم السبت، اليوم غدا يعني السبت، وبالنسبة للنصارى يوم الأحد، هذا قول النووي باختصار، ولذلك يقول القرطبي في «المفهم»: (فاليوم لنا وغدا لليهود وبعد غد للنصارى)، فغدا يعني يوم السبت يذكر أنه يوم السبت، والنصارى يوم الأحد، وأمة النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة.

وهذا ما دام النبي صلى الله عليه وسلم بين أن اليهود والنصارى تبع لهذه الأمة، فأول يوم يوم الجمعة، فيكون الأسبوع هكذا أولا الجمعة ثم السبت ثم الأحد ثم الاثنين ثم الثلاثاء ثم الأربعاء ثم الخميس، فالخميس آخر يوم وأول يوم الجمعة، فاليهود والنصارى لنا تبعا، وبينت لكم غلط الآن الذي يكتب والذي يفهمه الناس في العالم كله أن السبت أول أيام الأسبوع ليس صحيح هذا، وإلا صرنا تبع اليهود والنصارى لأن يوم الجمعة صار آخر الأسبوع، وهذا غلط لأن النبي صلى الله عليه وسلم بين هذا الأمر، والنبي صلى الله عليه وسلم يوحى إليه، فليس المعلومات على الناس وعلى المجتمعات وعلى البلدان وعلى الإفرنج، فيكون أول الأسبوع الجمعة، بعد ذلك الناس تبعا لهذه الأمة.

فهذا يعني ما عندنا في هذا الباب، ولعل إن شاء الله الدرس القادم ندخل في باب جديد.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan