القائمة الرئيسة
الرئيسية / شرح كتاب الجمعة من صحيح مسلم / الجزء (29) كتاب الجمعة من صحيح مسلم: خصائص يوم الجمعة

2024-09-03

صورة 1
الجزء (29) كتاب الجمعة من صحيح مسلم: خصائص يوم الجمعة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحابه أجمعين.

ووصلنا في باب فضل يوم الجمعة، وبينا أن يوم الجمعة حافل بفضائل وخصائص كثيرة تميزه عن غيره من أيام الأسبوع، وبينا ذلك جملة وتفصيل، فهذا اليوم يوم عبادة، ويوم فضل وله خصائص وفضائل لعل في هذا الدرس نتكلم عنها، لكن لا بد على جميع المسلمين أن يهتموا بهذا اليوم كعبادة، وبينا كيفية العبادة في هذا اليوم، ولا بأس للناس أن يلهوا أحيانا ويلعبوا وما شابه ذلك على ما بينا، لكن لا ينسوا العبادة في هذا اليوم في كل جمعة، وله خصائص وفضائل لعل نبينها.

وفي الحقيقة الوعاظ والخطباء يذكرون هذه الخصائص ولا يهتم هؤلاء بالأحاديث التي ذكرت فيها، وهناك أحاديث صحيحة وهناك أحاديث ضعيفة، فلا يهتم الوعاظ بذلك كعادتهم، فينشرون الأحاديث الضعيفة والصحيحة، وذلك لجهلهم بعلم الحديث، فلا يعلم هؤلاء أن هذه أحاديث ضعيفة، فيروون للناس ولا يهتمون بذلك وهؤلاء هم المقلدة، ولعل نبين هذه الخصائص الصحيحة والضعيفة.

* فالخصوصية الأولى أن يوم الجمعة يوم عيد لهذه الأمة، وهذه الخصوصية صحيحة أن يوم الجمعة يوم عيد، وأيام العيد تختص بأشياء كما لا يخفى، فعيد الفطر يختص بأشياء، وعيد الأضحى كذلك، وعيد يوم عرفة، وعيد يوم الجمعة، وبينا هذا في الدروس التي سلفت.

ويؤخذ أن يوم الجمعة يوم عيد للمسلمين أولا بالإجماع بإجماع العلماء أن يوم الجمعة يوم عيد للمسلمين، وكذلك يؤخذ أن يوم الجمعة يوم عيد بالأحاديث العامة التي سوف تأتي وسوف يأتي ذكرها، لكن ذكرت أحاديث على أن يوم الجمعة صراحة لكنها أحاديث ضعيفة لا تصح يذكرها المقلدة، فهم استدلوا على أن يوم الجمعة يوم عيد للأمة -يعني المقلدة هؤلاء- بحديث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «أن هذا يوم عيد جعله الله للمسلمين، فمن جاء إلى الجمعة فليغتسل وإن كان عنده طيب فليلمس منه، وعليكم بالسواك»، هذا حديث ضعيف لا يصح أخرجه ابن ماجه وإسناده ضعيف لا يصح، ونذكر هذه الأمور كلها باختصار لعل نتكلم عنها مطولا في جزء لها.

وكذلك استدل ابن القيم رحمه الله تعالى بأن هذا اليوم يوم عيد كونه يوم عيد متكرر في كل أسبوع بحديث أبي لبابة بن عبد المنذر رضي الله عنه، وهو حديث ضعيف لا يصح كذلك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أن: يوم الجمعة سيد الأيام وأعظمها عند الله، وهو أعظم عند الله من يوم الأضحى ويوم الفطر، وفيه خمس خلال» يعني خصال، «خلق الله فيه آدم، وأهبط فيه آدم إلى الأرض، وفيه توفى والله آدم وفيه ساعة لا يسأل الله العبد فيها شيئا إلا أعطاه ما لم يسأل حراما، وفيه تقوم الساعة»، إلى آخر هذا الحديث وبينا أن حديثهم ضعيف لا يصح أخرجه ابن ماجه في «سننه»، وإسناده ضعيف، وإن كان بعض أهل العلم يحسن هذه الأحاديث أو يصححها بعضهم، لكن كلها حديث ضعيفة، وفيها أن يوم الجمعة يوم عيد، لكن هذان الحديثان لا يصحان.

فهذه الخصوصية الأولى أن يوم الجمعة يوم عيد بالإجماع، وكذلك بالأحاديث العامة التي سوف تأتي إن شاء الله نذكرها الآن، فإذا الحديث الأول ضعيف والحديث الثاني ضعيف، لكن هذه الخصوصية تصح.

الخصوصية الثانية: استحباب قراءة السجدة والدهر في صلاة الفجر يوم الجمعة، فيستحب قراءة سورتي السجدة والدهر في فجر يومها لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم «أنه كان يقرأ في صلاة الفجر في اليوم بسورة ﴿الم﴾ و ﴿هل أتى على الإنسان﴾»، وهذا يعني الحديث ثابت، فهذه الخصوصية قراءة السجدة والدهر فيها، ولذلك يقول ابن القيم في زاد المعاد: (سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله تعالى يقول: إنما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هاتين السورتين في فجر الجمعة لأنهما تضمنتا ما كان ويكون في يومها، فإنهما اشتملتا على خلق آدم، وعلى ذكر المعاد، وحشر العباد، وذلك يكون يوم الجمعة، وكأن في قراءتهما في هذا اليوم تذكير للأمة بما كان فيه ويكون) فهذا يعني الحكمة من قراءة النبي صلى الله عليه وسلم لهاتين السورتين، فإذا هذه الخصوصية صحيحة، فالله سبحانه وتعالى خص يوم الجمعة بقراءة هاتين السورتين.

الخصوصية الثالثة: لا تصح، يعني ذكرها ابن القيم في «زاد المعاد»، وكذلك السيوطي في «خصائص يوم الجمعة»، وغيرهما من أهل العلم، فالخصوصية الثالثة التي ذكرت من خصائص يوم الجمعة لا تصح، وهي استحباب كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيه وفي ليلته، وذلك لما وارد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة»، وهذا الحديث أخرجه أبو داوود وغيره وإسناده ضعيف ولا يصح.

فهذه الخصوصية لا تصح، ولذلك بسبب الوعاظ الجهلة والخطباء الذين يروون هذه الأحاديث الضعيفة ترى العامة في كل ليلة جمعة وفي كل يوم جمعة يرسلون للناس صلوا على النبي، ما في خصوصية تصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم، وتحرصون، وتذكرون الناس يوم الجمعة، الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كل يوم أصلا، وفي يوم الجمعة وفي يوم السبت والأحد والاثنين والثلاثاء والأربع والخميس، فلماذا هذه الخصوصية؟ فالذي يحب النبي صلى الله عليه وسلم يصلى عليه في كل يوم، فلا يخص هذا اليوم فقط.

وترى الناس بعد ذلك السبت والأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء ما يدرون بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم إلا إذا ذكر، ولا يدرون على النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة عليه إلا في المولد البدعي الذي سوف يكون غدا من العامة والهمج والرعاع، وغير ذلك من الأكاديميين كذلك، فلذلك ترى العامة هؤلاء يحرصون على إرسال هذه البطائق هذه، وفيها صلوا على الرسول بهذا الحديث الضعيف، فلذلك أنتبه لا ترسل شيئا من هذا؛ لأن الحديث ضعيف، وليس لك أجر فيه، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقل أكثروا علي الصلاة يوم الجمعة ولا شيء، هذا حديث ضعيف، فلا نفتري على الرسول صلى الله عليه وسلم شيئا >ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار<، فلا يقول أن هذه الصلاة على الرسول وأنا أذكر الناس وما شابه ذلك لا، عليك إثم لأنك أنت تنشر الأحاديث الضعيفة، حتى لو كانت بحسن نية ترسل هذه الأشياء بحسن نية عليك إثم، فلا ترسل شيئا إلا ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ما تعرف شيء في علم الحديث تقول ولا تعرف الأحاديث الصحيحة والضعيفة اسأل، فاسأل عن دينك مثل ما تسأل عن دنياك ﴿فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون﴾ [النحل:43]، فاسأل عن الدين، اسأل عن هذا الحديث، عن هذا الحديث، عن هذه القصة، عن هذا الحكم، عن هذا الاعتقاد، وهكذا لكي تعيش في هذه الحياة على دين صحيح، وتقوم بالعبادات الصحيحة، وترضي الله سبحانه وتعالى، وتتبع النبي صلى الله عليه وسلم، وتتبع الصحابة والسلف وأهل الحديث على بينة تكون في هذه الحياة الدنيا، ما تكون على جهل وعامية وغجرية وهمجية، إلى متى إلى أن تموت فاسأل عن دينك.

لذلك هذه الخصوصية الثالثة لم تثبت، ومع هذا الوعاظ اللي يفعلون نفسهم دكاترة ومشايخ، ودعاة، ووعاظ، وقائمون على الأمة هم الآن الذين ينشرون الأحاديث الضعيفة هذه، فيتبين أن هؤلاء من علامات الساعة، فعليك بكبار العلماء، ولن نقول بعد كذلك أن كبار العلماء ما يخطئون لكن خطأهم قليل، أجمع العلماء كما بين الحافظ ابن عبد البر في جامع بيان العلم أن العالم يخطئ ويصيب، وأن العالم يزل عند أهل السنة والجماعة، لكن هؤلاء كبار العلماء مثل الشيخ ابن باز، الشيخ ابن عثيمين، الشيخ الألباني، الشيخ الفوزان، ومن قبلهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ومن قبلهم الإمام مالك، والإمام الشافعي، والإمام أحمد، ومن قبلهم كذلك التابعين كالإمام محمد بن سيرين، والإمام حسن البصري، ومن قبلهم الصحابة رضي الله عنهم، والنبي صلى الله عليه وسلم.

فلذلك أنت تأخذ عن هؤلاء، أما القصاص هؤلاء والوعاظ والدكاترة هؤلاء لا تأخذ منهم شيئا ولا شيء، فعليك بأهل الحديث جملة وتفصيلا إذا أردت أن يسلم لك دينك، وإلا إذا تطلعت هنا وهناك وتأخذ هنا وهناك ولا تهتم بالدين فلا بد أن تقع في الضلالات ولا بد، وتقع في الحفر الكبيرة لن تخرج منها حتى تموت، والويل يوم القيامة، ولن تقع إلا في الندامة.

وبعد ذلك ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى في زاد المعاد أن يوم الجمعة هذا يعني يوم عيد، فما في بأس للشخص أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم لكن لا يخصص هذا، وإن كان ابن القيم يخصص الصلاة، لكن أنت لا تخصص لأنه لم يثبت، فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم على الدوام وفي الأيام وفي الأسابيع وفي الشهور وفي السنوات، فأنت تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ولا تنساه في كل يوم.

ولذلك ذكر ابن حبان رحمه الله تعالى في «صحيحه» أن أسعد الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم هم أهل الحديث لماذا؟ لأنهم الذين يذكرون النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ويصلون عليه كثيرا، ويقول كتبهم مصنفاتهم تشهد، وفعلا الذي يكتب في العلم، ويقرأ صحيح البخاري، وصحيح المسلم، كتب السنن، وكتب أهل الحديث سوف دائما يذكر اسم الرسول صلى الله عليه وسلم، أهل الأثر وأهل الحديث دائما يقرأون في هذا الكتب، فيمرون على اسم النبي صلى الله عليه وسلم المئات المئات في اليوم، ويصلون عليه، فهم أكثر الناس صلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يخصصون في كل يوم هكذا، فهم أسعد الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.

ولذلك الصوفية المبتدعة الذي يقولون أن هؤلاء أهل الحديث لا يذكرون النبي صلى الله عليه وسلم ولا يحبون الرسول، لماذا؟ لأنهم لا يفعلون المولد البدعي، من قال لكم يا المبتدعة؟ فأهل الحديث هم الذين يحبون النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي هو الذي يحب أهل الحديث وذكرهم ويعرفهم، وبين الأئمة ذلك وبينا في الأزهار المنثورة، فاقرأه جيدا بأن أهل الحديث هم الطائفة المنصورة، فلذلك اقرأ في هذا الكتاب وترى، والصوفية هم الذين لا يحبون الرسول، وهم الذين لا يصلون على الرسول، وهم الذين يشركون فيما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، والرسول هو الذي نهى عن الشرك والبدع، وهم يفعلون ذلك، والله سبحانه وتعالى والنبي صلى الله عليه وسلم يبغض هؤلاء المبتدعة، وحذر من أهل البدع والبدعة.

فلذلك احذر من هذا الصنف من الناس، ولا تغتر غدا بكثرة ما يحتفل الرعاع والهمج والغجر بهذا المولد البدعي، فلا تغتر بذلك وبكثرتهم، فإن لهم معاد وموعد مع الله سبحانه وتعالى في قبورهم ويوم القيامة، ولا تسأل عن هؤلاء وندامتهم، فلا تغتر بهم ولا تقربهم، ولا في طعامهم، ولا احتفالاتهم، ولا اجتماعاتهم، ولا في شيء، ولا في أي مسجد، فهذه الأمور نهى عنها الله سبحانه وتعالى ونهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم.

فمستحيل أن تكون البدع يوما من الأيام من دين الله سبحانه وتعالى مستحيل، السنة هي التي من دين الله سبحانه وتعالى، البدعة ليست من دين الله حتى لو فعلها كثير من الناس، فإن النبي صلى الله عليه وسلم بين أمرهم كما ثبت في حديث ابن عمرو في سنن الترمذي وغيره بإسناد صحيح حسن «سوف تفترق أمتي على ثلاثة وسبعين فرقة كلها في النار» كلها في النار هالمبتدعة، «إلا واحدة قيل: وما هي رسول الله؟ قال: ما عليه أنا اليوم أصحابي» فانتبه لنفسك.

فيعني الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كل يوم ليست يوم الجمعة، يعني فيها تنال هذه الأمة الخيرية، وأنها تذكر نبيها لماذا؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم دل الأمة على كل خير في الدنيا والآخرة، وكيف نالت هذا؟ على يد النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكر ابن القيم في زاد المعاد، فعلى الأمة أن تصلى على الرسول صلى الله عليه وسلم في كل يوم، ولا تخصه يوم الجمعة، ولا تذكره إلا بالخير، فعلى الناس الاتباع.

ويوم الجمعة يوم عيد للأمة في هذه الدنيا، فعلى الناس أن يحرصوا على ذلك، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ممكن أن تقول: اللهم صل على محمد، وممكن أفضل صيغ في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هي الصلاة الإبراهيمية أي تقول: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد)، هذه صيغة من صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فممكن أن تصلي هكذا، وممكن أن تقول: اللهم صل على محمد، إذا رأيت اسم النبي صلى الله عليه وسلم أو قرأت اسم النبي صلى الله عليه وسلم فتصلي عليه بهذه الصلاة أو بغيرها.

عندنا الخصوصية الرابعة يكره صوم يوم الجمعة منفردا، وهذه الخصوصية صحيحة يكره صوم يوم الجمعة منفردا، ما في يوم في الأسبوع بهذا النهي إلا يوم الجمعة، يكره صومه منفردا لحديث ثبت في صحيح البخاري وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا أن يصوم قبله أو بعده»، ولذلك يقول النووي في «المنهاج»: (الصحيح من مذهبنا، وبه قطع جمهور الأصحاب كراهة صوم يوم الجمعة منفردا9، وهذا القول الراجح من أقوال المتأخرين.

وذهب الإمام أبو حنيفة والإمام مالك في أنهما أباحا صومه كسائر الأيام.

وهذه الأدلة تبين الكراهة وأنه لا يصام ويحرم صوم يوم الجمعة منفردا، وعلى هذا الأحاديث التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم، وأجمع الصحابة على هذا الأمر على عدم صوم يوم الجمعة منفردا، وهذا الحديث يبين أن يوم الجمعة يوم عيد بهذه الأدلة العامة لماذا؟ لأن النهي عن يوم من الأيام لا يكون إلا عيدا، مثل يوم عيد الفطر ما يجوز صيامه، عيد الأضحى ما يجوز صيامه، عيد يوم عرفة ما يجوز صيامه، وكذلك يوم الجمعة لا يجوز صيامه لأنه عيد، فعندنا يوم الجمعة عيد، وعندنا يوم عرفة عيد، وعندنا يوم الفطر عيد، وعندنا يوم عيد الأضحى عيد، فلا يجوز صيام هذه الأيام، زد أيام التشريق الثلاثة فإنها أيام عيد فلا يجوز صيام هذه الأيام.

ولذلك ترى هؤلاء المقلدة الآن من المذهبيين والحزبيين يقولون عن يوم الجمعة عيد ولا يجوز الصيام فيه، ويقولون عن عيد الأضحى عيد لا يجوز صيامه، ويقولون عن يوم الفطر عيد فلا يجوز صيامه، ويقولون عن أيام التشريق أعياد لا يجوز صيامها، ثم يقولون عن يوم عرفة وهو عيد يجوز صيامه، ما هذا التناقض؟ فهؤلاء في الحقيقة يفتون على تقليد وعلى معلومات قديمة وأحاديث قديمة ما يبحثون فيها، ولا يدرون، ولا ينتبهون.

فلذلك اعرف أن صوم يوم عرفة باطل بلا شك الأحاديث هذه تردها، وعقل كثير من الناس حتى من العامة أن يوم عرفة هذا لا يصام، وهؤلاء مسويين نفسهم مشايخ مقلدة ودكاترة وكذا، دعونا عن مثلا العلماء الكبار الذين يقولون، هؤلاء من أهل الاجتهاد، هؤلاء ما ندخلهم نحن في الردود وما شابه ذلك، هؤلاء لهم احترامهم وبينا هذا نحن نرد على هؤلاء الذين يسمون أنفسهم مشايخ الدكاترة هؤلاء المقلدين والحزبيين والمذهبيين، هؤلاء دائما إذا ذكرناهم مشايخ نقصد هؤلاء، ما نقصد الكبار العلماء هؤلاء لهم احترامهم واجتهاداتهم ومغفور لهم في أي شيء في الأصول أو الفروع، ولهم أجر على اجتهادهم، وبينا هذا كثيرا.

ولذلك المبتدعة إذا نذكر مثلا هذه الأشياء يأتون أننا نحن نطعن في العلماء، من قال لكم أنتم أصلا اللي تطعنون في العلماء، وأهل الحديث ما يقعون في العلماء ويطعنون في العلماء بل يدافعون عن العلماء، وانظر إلى الطالحية كيف يطعنون في الشيخ ابن باز، الشيخ ابن عثيمين، الشيخ الألباني وغير هؤلاء العلماء، ما في أحد رد عليهم، ما رد عليهم إلا أهل الأثر وكاسروهم وفضحوهم في هذا الأمر، الطالحية والربيعية والسرورية والقطبية والإخوانية وغيرهم هم الذين يطعنون في كبار العلماء، فانتبه لهؤلاء.

فلذلك هؤلاء المقلدة يفتون للناس، لكن ما يدري أحدهم ما يخرج من رأسه ولا أذنه بعد، ما يدري، ترى يقول أن يوم الجمعة عيد فلا يجوز الصيام، ثم يقول عن يوم عرفة عيد يجوز الصيام، يا الله ماذا هذا التناقض! هذا يدل أن هؤلاء يقلدون ولا يدرون، على العادات والتقاليد، فاحذر هؤلاء المقلدة هم الآن المبتدعة في هذا الزمان.

إذا أراد الشخص أن يصوم يوم الجمعة مثلا فلا بأس أن يجعل قبله يوم أو بعده يوم فلا بأس بذلك، وهذا يكون أحيانا لا على سبيل الاستمرار، وهذا الذي بينه النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة، وكذلك جمهور العلماء من الفقهاء كراهة صوم يوم الجمعة منفردا، فلذلك انتبه لهذا، فهذه الخصوصية تصح.

الخصوصية الخامسة أنه يكره تخصيص ليلة يوم الجمعة بالقيام، الحديث الذي في صحيح مسلم، وأنه لا تخص ليلة الجمعة بقيام، فمن قبل تكلمنا على هذا الحديث وأنه حديث ضعيف لا يصح، والصحيح أنه مرسل كما قال الدارقطني، ويأتي الكلام عليه الدرس القادم، لكن بالنسبة عن الإكراه فهو ثابت وصحيح أنه يكره تخصيص ليلة الجمعة بقيام يعني بطاعة، فيكره تخصيص ليلة الجمعة بقيام أو طاعة أو أي شيء لماذا؟ لأن هذا من البدع، وهذه الخصوصية تدخل في الأحاديث العامة في نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن البدع؛ لأن كل بدعة ضلالة، وغير ذلك مما بينه النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يخص لا يوم الجمعة ولا السبت ولا الأحد ولا غير ذلك من الأيام لأن ذلك من البدع، فيبقى أنه يكره تخصيص ليلة يوم الجمعة بالقيام، ليس بالحديث لكن بالأحاديث العامة، والحديث هذا ضعيف لا يصح.

الخصوصية السادسة التي ذكرت أن صلاة الجمعة تعدل حجة، وهذه الخصوصية غير صحيحة، وذلك لحديث لابن عباس وهو حديث منكر الذي أخرجه الحارث بن أبي أسامة في «مسنده»، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الجمعة حج المساكين»، وهو حديث منكر، وهذه الخصوصية ذكرها السيوطي في «خصائص يوم الجمعة» ولم يصب، ولم يذكرها ابن القيم في «زاد المعاد» لم يذكرها من الخصوصية لأن الحديث ذكره أنه منكر لا يصح، فإذا أن صلاة الجمعة تعدل حجة باطل، والصوفية يأخذون بهذا والعامة والغجر والهمج والوعاظ والخطباء ينقلون للعامة هذا الباطل.

فأنت انتبه، فمن الخصائص ما هي صحيحة ومن الخصائص ما هي ضعيفة، ولعل إن شاء الله نكمل الدرس القادم بقية الخصائص، عندنا الخصائص ذكرت 21 خصوصية، لكن يعني منها صحيح ومنها ضعيف، سوف نبين ونأخذ بعد ذلك الخصوصيات والخصائص الصحيحة.

بالنسبة عن كراهية صوم يوم الجمعة على التحريم كراهة تحريم لا يجوز صيام يوم الجمعة منفردا يحرم، فمن أراد أن يصوم يوم الجمعة لأمر فليصوم قبله أو بعده.

هذا بالنسبة عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قبل الدعاء أي دعاء الدعاء العام أو الخاص فلا بأس بذلك، لكن ختم الدعاء بالصلاة ليس له أصل، وليس من السنة، وبين أهل العلم ذلك، بل إذا دعا الشخص سواء في القنوت أو في الدعاء العام، فإذا ختم بدعاء فلا يذكر الصلاة هنا على النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لم يثبت، والنبي صلى الله عليه وسلم دعا، النبي صلى الله عليه وسلم دعا كثيرا، لكن لم يثبت عنه كما بين ابن القيم في« زاد المعاد» أنه كان يختم بالصلاة على نفسه، فلذلك تترك.

وكما ترى الوعاء والخطباء إذا ختموا الدعاء في القنوت يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم هذا من البدع أصلا، هذا مثل الصوفية الحزبية هؤلاء الأئمة مثل الصوفية المبتدعة ابتدعوا أشياء كثيرة، فلذلك الحذر الحذر، فديننا في كل موضع تذكر أي شيء سواء الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره لا بد من دليل، ولا تفعل شيء استحسان تستحسن وتضع لك عبادة وأشياء وأدعية في ديننا، وتزعم أنك على الأجر، وأن هذا من الدين لا، ليس لك إلا الإثم، فالله سبحانه وتعالى بين في القرآن، والنبي صلى الله عليه وسلم بين في السنة لا يحكم أي شيء في الدين في الأصول والفروع إلا بدليل في كل كبيرة أو صغيرة في الدين، ولا يستحسن الشخص أي شيء، والعلماء يجتهدون، وانظر من عنده الدليل في ذلك، ما تعرف كيف تكشف الخطأ خطأ العالم أو خطأ هؤلاء المبتدعة أو المقلدة، اسأل أهل الأثر لهم وجود وموجودون، ووسائل الاتصال الآن ميسرة، والكل يعرفهم في كل العالم فعلى الناس أن يسألوا أهل الأثر إذا أشكل عليهم أي شيء، حديث صحيح، أو حديث ضعيف، أو حكم، أو اعتقاد أو ما شابه ذلك.

والله سبحانه وتعالى من حكمته أن يبقى أهل الأثر في كل زمان لماذا؟ لكي يرجع لهم الناس، لكي الناس يسألونهم عن دينهم ويحفظون الناس ويحفظون الدين لأنهم حراس الدين أهل الأثر، فينجوا الناس بذلك إذا انضموا مع أهل الأثر وسألوا أهل الأثر نجوا في الدنيا وفي الآخرة، والذين أهملوا أهل الحديث ولم يرجعوا إليهم هلكوا كما ترون ولا بد، فاعرف هذا فوجود أهل الأثر من الله سبحانه وتعالى حكمة للحراسة حراسة الدين والبلاد والعباد من أن ينحرفوا إلى البدع والشرك والشهوات والرغبات.

وبين النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر، وبينا كثير «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين من أمتي» من الأمة؟ هم أهل الأثر، هم أمة الإجابة ومن تابعهم من المسلمين في كل الأرض قديما وحديثا، لا تزال على الاستمرارية هم من الآن أمة الإجابة غير أهل الأثر؟ من الذين على الحق؟ من الذين يبينون الحق غيرهم! وانظر الباقي أحزاب وعصابات باسم الدين، عصابات المافيا في بلدان المسلمين، فهؤلاء العصابات المافيا هؤلاء الأحزاب هذه كلها عصابات موجودة، فاحذرهم فهذا الأمر معروف.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

 


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan